باب الصدق قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. وقال تعالى الصادقين والصادقات. وقال تعالى فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم واما الاحاديث فالاول عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة وان الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا. وان الكذب الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار. وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا متفق عليه. وعن ابي محمد الحسن ابن علي ابن ابي طالب رضي الله عنهما قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك. فان صدق طمأنينة. والكذب الريبة. رواه الترمذي قال حديث صحيح. وعن ابي سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه في حديثه الطويل في قصة هرقل. قال هرقل فما هذا يأمركم يعني النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال ابو سفيان قلت يقول اعبدوا الله وحده لا تشركوا به واتركوا ما يقول ابائكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة. متفق عليه لا التوفيق موصول. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الايات الكريمات والاحاديث كلها تتعلق بالصدق والصدق يكون في القول ويكون في العمل. والواجب على كل مؤمن ومؤمنة الصدق في القول والعمل. فالصدق في القول ان يقول الحقيقة مطابقة للواقع والصدق في العمل ان ينصح فيه وان يؤدهوا كما شرع الله من لا رياء ولا سمعة ولا كسل ولا ضعف بل يصدق في العمل قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين نزلت في قصة كعب بنشرة كعب بن مالك وصاحبيه لما تخلفوا عن غزوة تبوك وسألهم الرسول عن العذر فصدقوا فانجاهم الله بصدقهم وتاب عليهم وقال تعالى فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم يعني لو عملوا الله بالصدق لكان خيرا لهم في الدنيا والاخرة قال تعالى ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابر والصابرات الى ان قال سبحانه والذاكرين والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما. الصادقون والصادقات ممن اعد الله والاجر العظيم قال تعالى في اخر سورة المائدة قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم هذا يوم ينفع الصادقين سترهم لهم جنات تجري من تحتها نار خالدين فيها ابدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم يعني الصادقين في قولهم وعملهم ينفعهم صدقهم يوم القيامة فيدخلهم الله الجنة وينجيهم من النار وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة ولا يزال الرد يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا واياكم والكذب اياها بهذا التحذير اياكم والكذب فان الكذب يهدي الفجور والفجور يهدي الى النار يعني يقول هذا لهذا لشرب يقود الى فجور في القول والعمل والفجور بقوت الى النار وما زال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا من الكذب يجر الى الكذب والصدق يجر الى الصدق فينبغي للمؤمن ان يتحرى الصدق بقوله وعمله حتى يكون سجية له وطبيعة له وان يحذر الكذب غاية الحذر حتى يكون بعيدا عن طبيعته وسجيته وفي حديث الحسن ابن علي رضي الله عنه يقول انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول دع ما يريبك الى ما لا يريبك فان الصدق طمأنينة والكذب ريبة الحسن الصغير كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي النبي وهو في الثامنة وهذا يدل على حزق وفطنة وضبط من حفظ من الاحاديث وفي هذه سن التمييز فانه ولد في رمضان سنة ثلاث من الهجرة وتوفي النبي ربيع الاول من سنة احدى عشرة من الهجرة هتوفي النبي صلى الله عليه وسلم والحسن في السنة الثامنة فيهن الصدق ملينة يحصل لصاحبه الطمأنينة الصادقة يطمئن مرتاح يمن العاقبة والكذب ريبة صاحبه مضطرب ليس بمطمئن قلب والبال ل تعاطيه الكذب الذي يفضي الى الفجور ويفظي الى سوء الظن به ويفضي الى اتهامه مما يسقط عدالته وسمعته بين القوم ثم ان دعم يريبك مثل ما في الحديث الاخر اتقي الشبهات يعني الشيء اللي فيه ريبة وشك دعه واطلبوا الشيء واظح لان اللي في ذمة يجرك الى المحرم الذي لا ريب فيه والبعد عن ذلك مما يقيم ايمانك ويريح قلبك وضميرك وفي احاديث ابي سفيان بن حرب قصته لما سأله قيصر ملك الروم وكانوا في تجارة في الشام في الهدنة التي بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم وكان في وفد من قريش للتجارة فطلبه الهر سأل عنهم غفر بهم فطلبهم فحضروا لديه وقال من اقربكم من هذا الرجل ليدعي النبوة؟ قالوا ابو سفيان فتقدم وجعله امامهم وجعلهم خلفه وقال ان كذب فكذبوه فسأل عن مسائل عديدة اخرها قال بماذا يأمركم قد يقول لنا اعبدوا الله ولا اشكو بشيء واتركوا ما يقول اباؤكم يعني اعبدوا الله وحده واتركوا الشرك الذي عليه اباؤكم ويأمرن بالصلاة والصلة صلة الرحم والصدق والعفاف عن الفواحش من جملة الاسماء الشرعية لكن هذه هذه اهمها سألهم عن نسبه وعن مع مكانته فيهم واهل قادها قبله احد من ابائه الى غير ذلك من الاسئلة المعروفة وفي جواب لابي سفيان قال لولا اني خشيت ان يأثروا عني الكذب لكذبت. اخاف ان تغرب ربعه اللي معه ينقل عنهن كذب ما استطاع ان يكذب خاف ينقل عنه الكذب والشاهد من قوله انه يأمرنا بالصلة والصلاة والعفاف والصدق ونحو الصدق. فالرسول يأمرهم بالصدق ما امره لهم بالتوحيد والايمان وصلة الرحم وبر الوالدين والعفاف عن المحارم يأمرهم بالصدق في اقوالهم واعمالهم فلما اخبر اهل بهذا الكلام قالها هذا لا يقوله الا نبي وان كان كما قلت ليظهرن عليكم ولينصرنه الله عليكم ولو قدرت لغسلت من قدمهن لاستمعت به وغسلت عن قدمه المقصود ان ان هرقل لما سمع هدي الاوصاف شهد بنبوته قال انه نبي وان هذه الاشياء التي قلتها انما يقولها الانبياء فمن ذلك ما قاله عنه من انه يأمرهم بالصدق يعني في القول والعمل فالواجب على اهل الايمان رجالا ونساء الصدق باقوالهم واعمالهم فان عملوا صدقوا وان قالوا صدقوا هكذا المؤمن فاتقوا الله وكونوا مع الصادقين وفق الله الجميع