بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم واغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولولاة امورنا ولجميع المسلمين. امين. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه بلوغ المرام في كتاب الحج في باب صفة الحج ودخول مكة قال رحمه الله عن انس رضي الله عنه قال كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه ويكبر منا المكبر فلا ينكر عليه متفق عليه. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثقل او قال في الضعفة من جمع بليل وعن عائشة رضي الله عنها قالت استأذنت سودة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة ان تدفع قبله وكانت ثابتة يعني ثقيلة. فاذن لها متفق عليهما. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس. رواه الخمسة الى النسائي وفيه انقطاع. وعن عائشة رضي الله عنها قالت ارسل النبي صلى الله عليه وسلم بام سلمة رضي الله عنها ليلة النحر. فرمت الجمرة قبل الفجر ثم مضت فافاضت. رواه ابو داوود واسناده على شرط مسلم. بسم الله الرحمن قال رحمه الله تعالى وعن انس ابن مالك رضي الله عنه قال كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه ويكبر منا كبر فلا يوتر عليه. المهل الذي يأتي بالتلبية ان يقول لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك كبر الذي يكبر بان يقول الله اكبر. الصحابة رضي الله عنهم كان لا ينكر بعضهم على بعض. منهم من يلبي ومنهم منهم من يكبر وكلاهما مشروع. فالتلبية مشروعة للمحرم. ولهذا لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة واتاه جبريل فامره ان يأمر اصحابه ان يرفعوا اصواتهم بالاهلال وهو التلبية وكذلك ايضا التكبير مشروع ولا سيما في ايام العشر. ان يكبر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله. الله اكبر الله الله اكبر ولله الحمد. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم فاكثروا فيهن من التكبير والتحميد والتهليل. فالمشروع المحرم ان يحرص على التلبية. وان كبر ولا سيما في ايام عشر ذي الحجة فلا حرج بل ذلك من السنة ثم ذكر المؤلف رحمه الله على احاديث فيما يتعلق بالمبيت في المزدلفة والدفع منها. فالنبي صلى الله عليه وسلم لما اتى المزدلفة صلى بها المغرب والعشاء ثم اضطجع حتى طلع الفجر. فالسنة للحاج ان يبيت بالمزدلفة. ولكن يجوز للضعفة من المرضى وكبار السن. وكذلك ايضا من يعمل في بعد العجيج يجوز لهم ان يدفعوا من المزدلفة. عند جمهور العلماء بعد منتصف الليل. والافضل ان يكون الدفع في في ثلث الليل الاخر عند غيبوبة القمر. ومتى جاز الدفع جاز الرمي؟ فكل من جاز له ان من المزدلفة جاز له ان يرمي جمرة العقبة ولو كان ذلك بعد منتصف الليل. لان اعظم فائدة بالنسبة هو الرمي قبل حطمة الناس. واما حديث ابن عباس رضي الله عنهما لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس هذا الحديث ضعيف. ولو صح فانه يحمل على الاستحباب جمعا بينه وبين الاحاديث الدالة على جواز الرمي قبل طلوع الفجر. ويجوز لمن كان يعمل على مصلحة الحجيج ان يدع المبيت في المزدلفة وكذلك في منى كما سيأتي. فكل من كان له عذر وترك المبيت فلا حرج عليه. والاعذار في ترك المبيت في المزدلفة وفي منى على نوعين. النوع الاول اعذار عامة. كالسقاة والرعب الذين رخص لهم النبي صلى الله عليه وسلم وضابط ذلك ان كل من كان يعمل في مصلحة الحجيج او كان له تعلق باعمال الحجاج فانه يجوز له ان يدع المبيت ولا شيء عليه. لان الرسول صلى الله عليه وسلم رخص للسقا والرعاة والمعنى الذي من اجله رخص النبي صلى الله عليه وسلم لهم موجود في غيرهم ممن يشاركهم في العلة والمعنى والنوع الثاني من الاعذار اعذار خاصة كالمريض الذي لا يستطيع البقاء او من ضاع عن ولم يتمكن من المبيت فيها او تأخر في الوصول اليها ونحو ذلك. فانه يعذر ولا شيء عليه. فكل من حبس او لم يتمكن من الوصول الى المزدلفة لعذر شرعي فانه يسقط عنه المبيت ولا شيء عليه لعموم قول الله عز ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. قال الله تعالى قد فعلت. وقال وليس عليكم جناح فيما اخطأتم به. ولا لكن ما تعمدت قلوبكم. وقال عز وجل من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان. الاية ويجوز لمن جاز له الدفع من الضعفة ونحوهم وغيرهم ايضا يجوز لهم ان يتوجهوا الى البيت في طواف الافاضة. فالانسان اذا دفع من المزدلفة هو بالخيار. ان شاء ذهب الى منى ورمى جمرة العقبة وان شاء افاض الى البيت وطاف وسعى فيفعل ما هو الايسر والارفق به. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد