عبد الله السلولي نلقاكم في درس قادم ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله الدرس الثالث والعشرون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في درس متجدد من دروس شرح كتاب التوحيد للامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ضيف هذا اللقاء هو فضيلة الشيخ صالح ابن فرزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء. اهلا ومرحبا بالشيخ في هذا اللقاء حياكم الله وبارك فيكم قال المؤلف رحمه الله تعالى باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين سبق ان الشيخ رحمه الله عقد بابا فقال بيان التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله ثم قال وشرح هذه الترجمة ما بعدها من الابواب فكل ما يذكر في الابواب الاتية الى اخر الكتاب فانه شرح للتوحيد وبيان لمعنى لا اله الا الله فان لا اله الا الله معناها لا معبود بحق الا الله ولابد من هذا القيد ان يقال لا معبود بحق. كلمة بحق لان هناك معبودات كثيرة بالباطل ولكن عبادة الله جل وعلا هي الحق وما سواها فانها عبادة باطلة كما قال سبحانه وتعالى ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير كثير من الناس يقول ولا معبود غيره. هذا لا يجوز هذا الاطلاق بل يقال لا معبود بحق او لا معبود حق الا الله سبحانه وتعالى فينبغي التنبه لذلك وذكر بعد هذه الترجمة الذبح لغير الله النذر لغير الله والاستعاذة والاستغاثة وغير ذلك كلها تدخل في معنى العبادة كلها انواع من انواع العبادة التي هي معنى لا اله الا الله ومن ذلك انه سبق في الباب الذي قبل هذا باب ما جاء في الذبح لغير الله سبحانه وتعالى وانه شرك اكبر قوله تعالى فصل لربك وانحر قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين الذبح على وجه التقرب لا يكون الا لله سبحانه وتعالى فمن ذبح لغير الله من صنم او جن او انس او شجر او حجر او لملك من الملوك يعظمه بذلك فانه يكون مشركا الشرك الاكبر ثم قال عقد هذا الباب لا يذبح لله في مكان يذبح فيه لغير الله فالامكنة التي كان يمارس فيها الشرك من الذبح لغير الله عز وجل لا يجوز ان يذبح فيها لله لان هذا تشبه بالمشركين وفيه نوع تعظيم لهذا المكان الذي خصص الذبح فيه كما كان المشركون يخصصون امكنة بالزبش لغير الله عز وجل ولذلك نبه الشيخ بهذا الباب على انه لا يجوز الذبح في مكان كان يذبح فيه لغير الله فاذا كان يذبح فيه لغير الله في الحال ولم يزل هذا الشيء هذا اشد وانكى ولكن اذا كان انتهى الذبح لغير الله في هذا المكان فكذلك لا يجوز الذبح فيه لله عز وجل لان هذا فيه احياء باثار الجاهلية ومعابد الجاهلية فيجب ترك هذا الشيء والابتعاد عنه هذا معنى قوله لا يذبح لله في مكان يذبح فيه لغير الله نعم قال الله تبارك وتعالى لا تقم فيه ابدا لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المتطهرين كان ناس من المنافقين ويقودهم نصراني يقال له عامر الفاسق وكان هذا النصراني غائبا الشام فامر المنافقين ان يبنوا مسجدا يسميه مسجدا وهو مركز للمشركين في الواقع هو مركز للمشركين يجتمعون فيه ويتآمرون فيه سموه مسجدا من اجل الاظرار او الظرار بمسجد قباء الذي امر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يصلي فيه لانه مسجد شريف اول مسجد اسس على التقوى واهله رجال يحبون ان يتطهروا الله يحب المطهرين فلما بنوا هذا المسجد يقولون لاجل الليلة الشاتية ولاجل المريض والذي لا يستطيع الذهاب الى قبا يصلي فيها هذه دعواهم الكاذبة لكن الله لا يخفى عليه شيء يعلم نياتهم وانهم لا يريدون التقرب الى الله بهذا المسجد وانما يريدون الظرار بمسجد قباء واهله تقدموا الى الرسول صلى الله عليه وسلم لما بنوه طلبوا منه ان يصلي فيه من اجل ان الناس يتبعونه في ذلك من باب التلبيس. لا محبة للرسول ولا لصلاة الرسول. وانما يريدون ان يلبسوا على الناس بان ان هذا المسجد صلى فيه الرسول وانه مشروع هذا قصدهم ولكن الله جل وعلا لا يخفى عليه شيء يعلم ما في القلوب وما في الصدور النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب ولكنه كان يريد السفر الى غزوة تبوك قد تجهز لها عزم على السفر فوعدهم انه اذا جاء من تبوك يصلي فيه فالله جل وعلا حذر نبيه صلى الله عليه وسلم من هذا المكان فلما عاد الرسول صلى الله عليه وسلم من تبوك وصار على مقربة من المدينة نزل عليه الوحي من شأن هذا المسجد الضرار قال سبحانه وتعالى لا تقم فيه والذين اتخذوا قال جل وعلا والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وارصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وهو النصراني. عامل الفاسق الذي امرهم بذلك وارصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن ان اردن الا الحسنى يغررون بالناس والله يشهد انهم لكاذبون فهم وان حلفوا فهم كاذبون الله جل وعلا اطلع رسوله على شأن هذا المسجد ونية اهله وحذره من الصلاة فيه فقال لا تقم فيه ابدا. يعني لا تصلي به لا تقم فيه ابدا ثم وجهه الى مسجد قباء لمسجد اسس على التقوى من اول يوم لان الرسول صلى الله عليه وسلم اول ما قدم المدينة صلى في اهل قباء في هذا المكان في هذا المسجد صلى فيه وهو في طريقه الى المدينة كمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه ثم اثنى على اهله فقال فيه رجال وهم اهل قباء فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المطهرين ثم ذكر الفرق وكشف السرايف التي كانت في صدور المنافقين نحو مبناهم فقال افمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير ام من اسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم الا ان تقطع قلوبهم والله عليم حكيم هذه هي قصة مسجد الضرار والله جل وعلا نهى رسوله عن الصلاة فيه وان ينفذ الوعد الذي وعده لا تقم فيه ابدا فدل هذا على ان النيات الخبيثة تؤثر في الامكنة فصار هذا المسجد او هذا المبنى صار مؤسسا على شفا جرف هار. ليس على تقوى من الله سبحانه وتعالى وان مسجد قباء الشريف مؤسس على التقوى فهو احق ان يصلى فيه ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يخرج الى مسجد قباء كل سبت ماشيا وراكبا ويصلي فيه نعم ثم يرجع الى المدينة وصارت الصلاة في مسجد قباء لمن كان في المدينة سواء كان من اهلها او قادما اليها الصلاة فيه سنة الى يوم القيامة لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يزوره ويصلي فيه كل يوم سبت فهذا فيه دليل على ان المساجد التي اسست على المعصية وعلى الشرك وعلى النيات الخبيثة لا تجوز الصلاة فيها كذلك المساجد التي فيها اضرحة مبنية على قبور لا تجوز الصلاة فيها ولا تصح الصلاة فيها لانها اسست على غير التقوى وعلى الشرك بالله عز وجل. نعم وعن ثابت ابن الضحاك رضي الله عنه قال نذر رجل ان ينحر ابلا ببوانة فسأله النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل كان فيها وثن من اوثان الجاهلية يعبد قالوا لا قال فهل كان فيها عيد من اعيادهم قالوا لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اوف بنذرك فانه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن ادم. رواه ابو داوود واسناده على شرطهما نعم واسناده على شرطهما اي على شرط الشيخين البخاري ومسلم الحديث صحيح والنبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل يستفتيه وهو ثابت ابن الظحاك رظي الله عنه انه نذر اي التزم ان ينحر ابلا بجوانه والنحر عبادة فصلي لربك وانحر ورضوانه اسم مكان ولكن هذا الذي نذر لم يقدم على تنفيذ النذر حتى يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا فيه وجوب الرجوع الى العلماء سؤال العلماء عما اشكل وان الانسان لا يعمد على رأيه ويأخذ بما يرغب في العبادات عبادات خاصة دون الرجوع الى اهل العلم فجاء يستفتي الرسول صلى الله عليه وسلم ان ينحر ابلا في هذا المكان ينحرها لله عز وجل تقرب بها الى الله النبي صلى الله عليه وسلم استفصل منه وش السبب الذي من اجله خصصت هذا المكان هل كان فيها وثن من اوثان الجاهلية يعبد والوثن هو ما يعبد من دون الله عز وجل من شجر او حجر او قبر او غير ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد. واما الصنم فهو ما كان على صورة حيوان من اصنام الجاهلية هل كان فيها وثن من اوثان الجاهلية يعني اهل الجاهلية يعني فيما سبق كان فيها يعني فيما سبق من اوثاني الجاهلية يعبد والجاهلية ما قبل اسلام قال لا. قالوا لا ليس فيها وثن ثم سأل سؤالا اخر قال هل كان فيها عيد يعني في بوانه عيد يعني محل اجتماع للمشركين في الجاهلية لان العيد على قسمين عيد زماني مثل عيد الفطر وعيد الاضحى وعيد مكاني وهو المشاعر مشاعر الحج هذي اعياد مكانية يجتمع في المساجد. هذي اعياد مكانية. يجتمع المسلمون فيها لعبادة الله عز وجل والجاهلية كانوا يجتمعون في امكنة يعبدون فيها اصنامهم ويحيون فيها مناسباتهم هل كان فيها عيد من اعيادهم؟ قالوا لا فلما تبين من ذلك انها ليست مما يستعمله اهل الجاهلية اما في عبادة الاصنام واما في احياء اعيادهم الجاهلية قال له صلى الله عليه وسلم او في بنذرك لخلوه من الموانع الشرعية ثم قال صلى الله عليه وسلم موضحا سبب سؤاله عن ذلك فقال فانه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملكه ابن ادم ونؤجل بقية الشرح لهذا الحديث العظيم الى الحلقة القادمة باذن الله. شكر الله لكم وفضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم على ما بينتم وشرحتم في هذه الابواب بركة من شرح كتاب التوحيد للامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شكرا لزميلي مهندس الصوت الذي سجل هذا