المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله اثنان وعشرون ومن كتاب النبوات احد عشر وثلاثمائة والايات الخارقة جنسان جنس من نوع العلم وجنس من نوع القدرة فما اختص به النبي صلى الله عليه وسلم من العلم خارج عن قدرة الانس والجن وما اختص به من المقدورات خارج عن قدرة الانس والجن وقدرة الجن في هذا الباب كقدرة الانس لان الجن هم من جملة من دعاهم الانبياء الى الايمان وارسلت اليهم الرسل. ومعلوم انه اذا دعا الجن الى الايمان فلابد ان يأتي باية خارجة عن مقدورهم اثنا عشر وثلاثمائة. والتحقيق ان من كان مؤمنا بالانبياء لم يستدل على الصلاح بمجرد الخوارق التي قد تكون للكفار والفساق وانما يستدل بمتابعة الرجل للنبي فيميز بين اولياء الله واعدائه الفروق التي بينها الله ورسوله ثلاث عشرة وثلاثمائة. واما من لم يكن مقرا بالانبياء فهذا لا يعرف الولي من غيره. اذ الولي لا فيكون وليا الا اذا امن بالرسل. لكن قد تدل الخوارق على ان هؤلاء على الحق دون هؤلاء لكونهم من اتباع الانبياء. كما قد تنازع المسلمون والكفار فيؤيد الله المؤمنين بخوارق تدل على صحة دينهم. كما كانت النار على ابي مسلم بردا وسلاما ونحوه اربعة عشرة وثلاثمائة وحقيقة الامر ان ما يدل على النبوة هو اية على النبوة وبرهان عليها. فلابد ان يكون مختصا بها لا يكون مشتركا بين الانبياء وغيرهم فان الدليل هو مستلزم لمدلوله لا يجب ان يكون اعم وجودا منه. بل اما ان يكون مساويا له في العموم والخصوص او يكون اخص منه خمسة عشر وثلاثمائة. ويجب الا يعارضها من ليس بنبي. فكلما عارضها صادرا ممن ليس من جنس الانبياء فليس من اياتهم ستة عشر وثلاثمائة. والرسول بين الحق الذي جاء به من الخبر والامر. فبين البراهين على صدق خبر وعلى صحة الامر ونفعه. قال الامام احمد الاصول اربعة دال ودليل ومبين ومستدل. فالدال هو الله والدليل هو القرآن والمبين الرسول والمستدل اولو العلم الذين اجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم سبعة عشرة وثلاثمائة من الفروق بين ايات الانبياء وغيرهم ان النبي صادق فيما يخبر به عن الكتب لا يكذب قط. ومن خالفهم من السحرة والكهان لابد ان يكذبوا ومنها ان الانبياء لا يأمرون الا بالعدل وطلب الاخرة وعبادة الله وحده ولا يفعلون الا البر والتقوى ومخالفوهم بضد ذلك ومنها ان السحر والكهانة ونحوهما امور معتادة معروفة لاصحابها ليست خارقة لعادتهم وايات الانبياء لا تكون الا لهم ولمن اتبعهم ومنها ان غير النبوة ينال بالتعلم والسعي. والنبوة فضل الله لمن اختاره من خلقه. ومنها ان ما يأتي به غير الانبياء من الخوارج لا يخرج عن كونه مقدورا للانس والجن. وما يأتي به الرسل بخلاف ذلك. بل قد تكون لا يقدر عليها مخلوق الا الملائكة ولا وغيرهم ومنها ان كل نبي لابد ان يتقدمه انبياء لا يخبر ولا يأمر الا بجنس ما اخبرت به الرسل وامرت به. وكذلك السحرة تهان ونحوهم لهم نظراء يعتبرون بهم. ومنها ان النبي لا يأمر الا بمصالح العباد في المعاش والميعاد. فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يأمر بالتوحيد والاخلاص والصدق وينهى عن الشرك والكذب والظلم. فالعقول والفطر توافقه كما توافقه الانبياء قبله. فيصدقه صريح المعقول وصحيح المنقول الخارج عما جاء به والله اعلم. ثمانية عشر وثلاثمائة. اصول الدين الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم قد بينها الله في القرآن احسن بيان وبين دلائل الربوبية والوحدانية ودلائل اسماء الرب وصفاته وبين دلائل نبوة انبيائه وبين المعاد بين امكانه وقدرته عليه في غير موضع. وبين وقوعه بالادلة السمعية والعقلية. فكان في بيان الله وصول الدين حقا وهو دين الله وهي اصول ثابتة صحيحة معلومة. فتضمن بيان العلم النافع والعمل الصالح الهدى ودين الحق. واهل البدع ليس فيما ابتدعوه لا هدى ولا دين حق. فكل ما خالفوا فيه الشرع فقد خالفوا فيه العقل. فان الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم وغيره من الانبياء هو حق وصدق. وتدل عليه الادلة العقلية فهو ثابت بالسمع والعقل. والذين خالفوا الرسل ليس معهم سمع ولا عقل كما اخبر الله عنهم وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا فيه قاب السعير. وقال سبحانه فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. فالشرع هو الحق والعدل والقسط والصدق. وما بعد الحق الا الضلال. تسعة عشرة وثلاثمائة وقد دل القرآن على انه لا يؤيد الكذاب بل لابد ان يظهر كذبه وينتقم منه عشرون وثلاثمائة. والاستدلال بالحكمة ان يعرف من حكمته ثم من حكمته انه لا يسوي بين الصادق بما يظهر به صدقه وبان ينصره ويعزه ويجعل له لسان صدق في العالمين والكاذب عليه يبين كذبه ويخذله ويذله ويجعل عاقبته عاقبة سوء ويجعل له لسان الذم واللعنة في العالمين كما وقع هذا وهذا هو الواقع