الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس العشرين من مجالس القراءة والتعليق على تيسير الكريم الرحمن ونحن يوم العشرين من شهر رمضان عام سبعة وثلاثين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم كنا قد وقفنا على تفسير سورة ياسين نبدأ على بركة الله الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما انك انت العليم الحكيم قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى تفسير سورة يس وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم ياسين القرآن ايات هذا قسم من الله تعالى بالقرآن الحكيم الذي وصفه الحكمة وهي وضع كل شيء موضعه وضع الامر والنهي في المحل اللائق بهما ووضع الجزاء بالخير والشر في محلهما اللائق بهما فاحكمه الشرعية الجزائية كلها مشتملة على الحكمة من حكمة هذا القرآن انه يجمع بين ذكر الحكم وحكمته فينبأ العقول على المناسبات والاوصاف المقتظعة لترتيب الحكم عليها المرسلين. هذا المقسم عليه هو رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وانك يا محمد من جملة المرسلين فلست ببدع من الرسل وايضا فجئت بما جاء به الرسل من الاصول الدينية وايضا فمن تأمل احوال المسلمين المرسلين واوصافهم وعرف الفرق بينهم وبين غيرهم عرف انك من خيار المرسلين بما فيك من الصفات الكاملة والاخلاق الفاضلة. ولا يخفى ما بين المقسم به وهو القرآن الحكيم بين المقسم عليه وهو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من الاتصال. وانه لو لم يكن لرسالته دليل ولا شاهد الا هذا القرآن الحكيم لكفى به دليلا وشاهدا على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم بل القرآن العظيم اقوى الادلة المتصلة المستمرة على رسالة فادلة القرآن كلها ادلة لرسالة صلى الله عليه وسلم انك لمن المرسلين قسم بالنبي صلى الله عليه وسلم وتضمن هذا القسم به القسم برسالته والا فالمقسم به ما هو انك هناك جاء في الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم نعم ثم اخبر باعظم اوصاف الرسول صلى الله عليه وسلم الدالة على رسالته هو انه على صراط مستقيم معتدل موصل الى الله والى دار كرم وذلك صراط مستقيم مشتمل على الاعمال وهي الاعمال الصالحة المصلحة للقلب والبدن والدنيا والاخرة الاخلاق الفاضلة مزكى للنفس المطهرة للقلب المنمية للاجر فهذا الصراط المستقيم الذي هو وصف رسوله صلى الله عليه وسلم ووصف دين الذي جاء به فتأمل القرآن كيف جمع بين القسم باشرف الاقسام الاعلى اجل مقسم عليه وخبر الله وحده كاف. ولكنه تعالى اقام من الادلة الواضحة براهين الساطعة في هذا الموضع على صحة ما اقسم عليه من رسالة رسوله. ما نبهنا عليه واشرنا ما نبهنا عليه واشرنا اشارة لطيفة سلوك طريقه ما نبهنا عليه واشارنا واشارنا اشارة لطيفة لسلوك طريقه. وهذا الصراط المستقيم تنزيله تنزيل العزيز الرحيم فهو الذي انزل به كتاب وانزله طريقا لعباده موصلا لهم اليه فحماه بعزته عن التغيير والتبديل ورحم به عباده رحمة اتصاد به ان عدته صلاة الميلاد ورحمته. ولهذا ختم الاية بهذين الاسمين الكريمين العزيز الرحيم. فلما اقسمت على رسالة واقام الادلة عليها شدة الحاجة اليها واقتضاء الضرورة لا فقال وهم العرب الاميون الذين لم يزالوا خاليين من الكتب عادمين العادمين الرسل قد عمتهم الجهلة وغمرتهم الضلال اضحكوا عليهم وعلى سبهم عقول العالم فارسل الله اليهم رسولا من انفسهم يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لا في ضلال مبين. انذروا العرب بالاميين ومن لحق بهم من كل امي اهل الكتاب ما عنده من كتب فنعمة الله بها على العرب خصوصا وعلى غيرهم عموما ولكن هؤلاء الذين بعثت فيهم بالانذار بعد ما انذرت قسموا قسمين قسم رد لما جئت به ولم اقبل النذارة وهم الذين قال الله فيهم لقد حقا قوله اي نفذ فيهم القضاء والمشيئة انهم لا يزالون في كفرهم وشركهم وانما عليهم القول بعد ان عرض عليهم الحق فرفضوا. فحينئذ عوقبوا بالطبع على قلوبهم. وذكر الموانع من الوصول من اصول الايمان قلوبهم فقال انا جعلنا في اعناقهم اغلالا وهي جمع غل والغل ما يغل به العنق واولي العنق بمنزلة القيد للرجل وهذه الاغلال هي التي في الانقاذ عظيمة قد وصلت ورفعت رؤوسهم الى وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا اي حاجزا يحجزهم عن الايمان فهم لا يبصرون قد غمرهم الجان وشقوا من جميع الجوانب فلم تفد فيهم النذارة وسواء عليهم انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. وكيف يؤمن من ومن طبع على قلبي ورأى الحق باطلا والباطل حقا. ما القسم الثاني الذين قبلوا النذارة قد ذكرهم بقوله ان ماتوا انذر اي انما تنفع نذرتك ويتعظ بنصحك من اتبع الذكر اي من قصده اتباع الحق وما ذكر به وخشي الرحمن بالغيبين من اتصل بهذين الامرين القصد الحسن لطلب الحق وخشية الله تعالى. هم الذين ينتفعون برسالتك ويزكون بتعليمك وهذا الذي وفق لهذين الامرين بشره بمغفرة لذنوبه واجر كريم لاعماله الصالحة ونيته قيل الحسنة انا نحن نحيي الموتى اي نبعث بعد موتهم لنجازيهم على اعمالهم ونكتب ما قدموا من الخير والشر وهو اعمالهم التي عملوها وباشروها في حال حياتهم واثارهم وهي اثار الخير واثار الشر التي كانوا هم السبب في ايجادها في حال حياة وبعد وفاتهم وتلك التي نشأت من اقوالهم وافعالهم واحوالهم فكل خير عبد عمل به احد من الناس بسبع علم العد والتعليم او نصحه وامره بالمعروف والنهي عن المنكر او علم او دعوى المتعلمين وفي كتب ينتفع بها في حياته. وبعد موته وعمل خيرا من صلاة او زكاة او صدقة او احسان فاقتلى به غيره. او عمل مسجدا ومحلا من المحال التي يرتفق بها الناس وما اشبه ذلك فانها من اثاره التي تكتب له وكذلك عمل الشر. ولهذا من سن سنة فحسنة من سن سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها منها يوم القيامة من سن سنة وزر من عمل بها الى يوم القيامة نداء الى سبيله بكل وسيلة وطريق موصل الى ذلك. ونزول درجة الداء الى الشر الايمان فيه وانه اسفل الخليقة اشد من جرماظهم اثما وكل شيء من الاعمال والنيات وغيرها احصيناهم في كتاب مبين. اي كتاب اي كتاب هو والكتاب اليه مرجع الكتب التي تكون بيد الملائكة واللوح المحفوظ. اي واضرب لهؤلاء رسالتك مثلا يعتبرون بيكون لهم موعظة ان وفقوا للخير وذلك المثل واصحاب القرية وما جرى منهم من التكذيب لرسول الله وما جرى عليهم من عقوبته تلك القرية ولهذا اذا تكلم احد في مثل في هذه الامور تجد عنده من الخط والخلط والاختلاف الذي لا يستقر له قراء ما تعرف به ان طريق العلم الصحيح الوقوف مع الحقائق وترك التعارف ما لا فائدة فيه وبذلك تسكن نفسه يزيد العلم من حيث يظن الجاهل ان زيادة بذكر الاقوال التي لا دليل عليها ولا حجة عليها ولا يحصل منها من الفائدة الا والدين واعتياد الامور المشكوك فيها. والشاهد ان هذه القرية جعلها الله مثلا للمخاطبين. اذ جاء المرسلون من الله تعالى يأمرونهم بعبادة واحدة واخلاص الدين لو ينهونهم عن الشرك والمعاصي. اذ ارسلنا اليهم اثنين فكذبوا ما فعززنا بثالث. اي قيوم فصاروا ثلاثة رسل اعتناء من الله بهم واقامة للحج بتوالي الرسل عليهم واقامة للحجة بتوالي الرسل اليهم فقالوا لو منا اليكم مرسلون. فاجابوهم بالجواب الذي ما زال مشهورا عند من رد دعوة الرسل وقالوا ما انتم الا بشر مثلنا اي فما الذي فضلكم علينا وخصكم من دون الله؟ قالت الرسل انا نحن الا بشر مثلكم ولكن الله يمن من يشاء من عباده وما انزل الرحمن من شيء اي انكروا عموما رسالة ثم انكروا ايضا المخاطبين لهم فقالوا هؤلاء الرسل الثلاث ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون. ولو كنا كاذبين لاظهرنا لاظهر الله خزينا ولبادرنا بالعقوبة وما علينا الا البلاغ المبين البلاغ المبين الذي يحصل به توضيح الامور المطلوب بيانها وما عدا هذا من ايات الاقتراح ومن سرعة العذاب فليس الينا وانما وظيفتنا التي هي البلاء المبين قمنا بها وبينا لكم فان اهتديتم فهو حظكم وتوفيقكم وان ضللتم فليس لنا من الامر شيء. وقال اصحاب انا تطيرنا بكم اي لم نر على قدومكم علينا واتصالكم بنا الا الشر. وهذا من اعجب العجائب ان نجعل من قدم من قدم عليه باجل نعمة ينعم الله بها على العباد واجل كرامة يكرمهم بها وضرورة اليها فوق كل الضرورة قد قدم بحالة شر زادت على الشر الذي هم عليه واستأشموا واستشأموا بها ولكن الخذلان وعدم التوفيق يسمع بصاحبه اعظم مما يصعب عدوه ثم توعدهم فقالوا لئن لم تنتهوا لنرجمنكم اي لنقتلنكم رجما بالحجارة اشنع القتلة ليمسنكم منا عذاب اليم فقالت لهم رسل طائركم معكم ومعنا من الشرك المقتضي لوقوع المكر والنقوة وارتفاع المحبوب والنعمة اي بسبب انا ذكرناكم ما فيه صلاحكم وحظكم قلتم لنا ما قلتم بل انتم قوم مسرفون متجاوزون الحد في قولكم ولم يزدهم دعاؤهم الا نفورا واستكبارا. وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى حرصا على نصح قومه حين سمع ما دعت اليه الرسل امن به وعلم ما رد به قومه عليهم فقال لهم يا قومي اتبعوا المرسلين فامرهم باتباع من اصعب ما الى ذلك وشهد لهم بالرسالة ثم ذكر تأيدا لما شهد به يدعى اليه فقال اتبعوا من لا يسألكم اجرا اتبعوا من نصحكم نصحا يعود اليكم بالخير وليس يريد منكم اموالكم ولا اجرنا نصحي لكم ارشاده. فهذا موجب لاتباع من هذا وصفه بقيا ان يقال فلعله يدعو ولا يأخذ اجرة ولكنه ليس ان يحقق دفع هذا الاحتراز بقوله. لانهم لا يدعون الا لما يشهدون التعاقل بالصحيح بحسنه ولا ينهون الا بما يشهد العقل الصحيح من قبحه فكأن قومه لم يقبلوا النصحه بل عادوا نائمين له على اتباع رسل اخلاص الدين لله وحده فقال وما لي لا اعبد الذي فطرني واليه ترجعون اي وما المانع لي من عبادة من هو المستحق للعبادة؟ لانه الذي فطرني وخلقني ورزقني والايمان وجميع الخلق فيجازيهم باعمالهم من فالذي بيده الخلق والرزق والحكم العبادة الدنيا والاخرة هو الذي يستحق ان يعبد ويمجد دون من لا يملك نفعا ولا ضراء ولا عطاء ولا منع ولا موتا ولا حياة ولا نشورا قال فعند الله الا باذنه فلا تغني شفعتم عني شيئا ولا هم ينقذون من الضر الذي اراد الله به اني اذا اي ان عبدتها الهة هذه هذا وصفها لفي ضلال مبين. وجمع في هذا الكلام بين نصحهم والشهادة لرسل بالرسالة والاهتداء والاخبار بتعيين عبادة الله وحده ذكر الادلة هي ان عبادة غيره باطلة. وذكر البراهين عليها والاخبار بظلال من عبدها والاعلان بايمانه جهرا امنت بربكم فاسمعون. فقتله قومه لما سمعوا منه وراجعهم بما راجعهم له به قيل له في الحان ادخل جنة وقال مخبرا بما وصل اليه من الكرامة على توحيده واخلاصه وناصحا لقومه بعد وفاته يعلمون بما غفر لي ربي. اي باي شيء غفر لي فازال عني انواع العقوبات وجعلني من المكرمين بانواع المثوبات والمسرات وصل علم ذلك الى قلوبهم لم يقيموا على شركهم قال الله في عقوبة قومه اي ما احتجنا ان نتكلم في عقوبتهم فننزل من السماء لاتلافهم وما كنا منزلين لعدم الحاجة الى ذلك وعظمة اقتدار الله تعالى وشدة ضعف بني ادم وانهم ادنى شيء يصيبهم من عذاب الله يكفيهم ان كانت اي ما كانت عقوبة الا صيحة واحدة اي صوتا واحدا تكلم به بعض ملائكة الله فاذا هم قد تقطعت قلوبهم وادفي اجوافهم وانزعجوا لتلك الصيحة فاصبحوا خامدين. لا صوت ولا حركة ولا حياة بعد ذلك العتو الاستكبار ومقابلة اشرف الخلق بذلك الكلام القبيح وتجبرهم ما عليهم. قال الله متوجها للعباد يا حسرة على النعيم ما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزئون. اي ما اعظم شقاء وما اطول عنائه وما اشد جالهم حيث كانوا بهذه الصفة القبيحة التي هي سبب لكل شقاء. سبب لكل شقاء وعذاب ونكال. انا في في بعض النسخ بدل متوجعا مترحما وهو الاليق في حق الله عز وجل لا يقال في حق الله تبارك وتعالى انه توجع وانما يقال انه ترحب قال الله مترحما للعباد نعم وقوله الم ير كم اهلكها قبلهم من القرون انهم اليهم لا يرجعون وان كل يقول تعالى الم يرى اعتبروا بمن قبلهم من القرون المنكذبة التي اهلكها الله تعالى واوقع بها عقابا وان جميعهم قد باد وهلك ولم يرجع الى الدنيا ولم ولن يرجع اليها. وسيعيد الله الجميع خلقا جديدا ويبعثهم بعد موتهم ويحضرون ويحضرون بين يديه تعالى يحكم بينهم بحكمه العدل الذي لا يظلم مثقال ذرة وان تكوا حسناته اجرا وقلوا اية لهم الارض الميتة احيانا واخرجا منها حبا فمنه يأكلون. الايات اي واية اللوم على البعث والنشر والقيام بين يدي الله تعالى للجزاء على الاعمال هذه الارض الميتة انزل الله عليها المطر فاحياها بعد موتها واخرجنا منها حبا فمنه يأكل من جميع اصناف الزروع ومن جميع اصناف النبات التي تأكلها وجعلنا فيها في تلك الارض الميتة جنات اي بساتين فيها اشجار كثيرة وخصوصا النخل والعناب اللذان هما اشرف الاشجار فجرنا فيها اي في الارض من العيون جعلنا في تلك الارض ما في الارض تلك الاشجار والنخيل والاناب ليأكلوا من ثمره قوتا وفاكهة وادما ولذة. والحال ان تلك الثمار ما عملت ايديهم وليس لهم فيها صنع ولا عمل ان هو الا صنعت احكم الحاكمين وخير الرازقين وايضا فان لم تعمله ايديهم بطبخ ولا غيره بل اوجد الله هذه الثمار غير محتاجة لطبخ ولا لشيء تؤخذ من اشجان ابتكلوا في الحال. افلا يشكرون من ساق لهم هذه النعم واسبغ عليهم الجود واحسان ما به تصلح امور دينهم ودنياهم. اليس الذي احيا الارظ بعد موتها فانبت فيها الزروع والاشجار انه على كل شيء قدير. سبحان الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض من الاصناف ما يعسر تعداده ومن انفسهم فنواهم الى ذكر وانثى بين خلقهم وخلقهم واوصى بهم الظاهرة والباطنة ومما لا لا يعلمون من المخلوقات التي قد خلقت وغابت عن علمنا والتي لم تخلق بعد فسبحانه وتعالى ان يكون له شريك او ظهير او عويل او وزير او صاحبة او ولد او سمي او شبي او مثيل في صفات كماله ونعوت جلاله. او يعجزه شيء يريده. وقوله واية لوم الليل نسلخ منن فاذا هم مظلمون الايات اي واية لهم على نفوذ مشيئتها وكمال قدرته واحياءه الموتى بعد موتهم الليل نسلخ منه النهار اي نزيل الضياء العظيم الذي طبق الارض فنبدله بالظلمة ونحلها محله. وكذلك نزيل هذه الظلمة التي امتهم فنطلع الشمس فتضيء الاقطار. وينتشر الخلق لما يشم من صانعهم والاذى قال اي ان تجري لمستقر لا قدرها الله لا تتعدى ولا تقصر عنه. وليس لا تصهر في نفسها ولا استغصاء على قدرة الله تعالى. ذلك ذلك تقدير العزيز الذي بعزته دبر هذه المخلوقات العظيمة باكمل تدبير واحسن نظام العليم الذي بعلمه جعل لا مصالح لعباده ومنافع بدينهم ودنياهم والقمر قدرناه منازل. ينزلها كل ليلة ننزل منها واحدة حتى يصغر جدا كالعرجون وقديم اي عرجون النفس الذي من قدمه نش وصغر حجمه وانحلا. بعد ثم بعد ذلك ما زال يزيد شيئا فشيئا حتى يتم نوره ويتسق ضياؤه. وكل من الشمس والقمر والليل والنهار قدره الله تقديرا لا يتعداه. وكل له سلطان وقت اذا عدم الاخر. لهذا قال لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر في سلطانه الذي هو الليل. ولا يمكن ان توجد الشمس في الليل ولا الليل سابق النهار تدخل عليه قبل انقضاء سلطانه وكل من الشمس والقبل والنجوم في فلك يسبحون. اي يترددون على الدوام فكل هذا دليل ظاهر وبرهان باهر على عظمة للخالق وعظمته انصواته خصوصا وصف القدرة والحكمة والعلم في هذا الموضع وقوله واية لهم انا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون الايات اي ودليل لهم برهان على ان الله وحده المعبود لانه المنعم بالنعم الصالح للنقم الذي جملة قال كثير من المفسرين المراد المراد بذلك وخلقنا لهم اي للموجودين من بعدهم من مثلي اي من مثل ذلك الفلك اي جنسه. ما يركبون به فذكر نعمة اهل الاباء بحملهم في السفن لان النعمة عليهم نعمة على الذرية. وهذا الموضع من اشكل المواضيع من اشكل المواضيع علي في التفسير. وانما ذكره كثيرا من المفسرين من ان المراد بذرية الاباء مما لا يعهد في القرآن اطلاق الذرية الاباء فيه من الابهام واخراج الكلام عن موضع ما يأبه كلام رب العالمين وارادته البيان والتوضيح لعباده وثم احتمال احسن منها ان المراد الذرية الجنس وانهم بهم بانفسهم لانهم هم من ذرية بني ادم. ولكن ينقض هذا المعنى قوله وخلقنا لهم من مثل ما يركبون ان اريد وخلقنا من مثل ذلك الفلكين هؤلاء المخاطبين ما يركبون من انواع الفلك يكون ذلك تكريرا للمعنى تأباهم فصاحة فان اريد بقوله وخلقنا الابل التي هي سفن البر استقام المعنى واتضح لانه يبقى ايضا ان يكون الكلام فيه تشويش فانه لو اذا المال لقالناهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثل ما يركبون في الاول حملنا ذريتهم وفي الثاني حملناهم فانه لا يظهر ما لا يظهر المعنى لا الا ان يقال الضمير عائد الى الذرية والله اعلم بحقيقة الحال. فلما وصلت في الكتابة الى هذا الموضع ظهر لي ليس ببعيد من مراد الميتان او ذلك ان من عرف جلالة كتاب الله وبيانه التام من كل وجه للامور الحاضرة والماظية المستقبلة انه يذكر من كل ما لا هو اكبر ما يكون من احواله. وكانت الفلك من اياته تعالى ونعمه على عباده من حين انعم عليهم بتعلمها الى يوم القيامة امتزل موجودة في كل زمان الى زمان المواجهين من القرآن فلما خاطبهم الله تعالى بالقرآن وذكر حالة الفول وعلمت على انه سيكون اعظم ايات الفلك في وقتهم وفي غير زمان حين يعلمهم صنعة الفلك البحرية الشرائية منها والنارية والجوية السابحة بالجو كالطيور ونحوها والمراتب البرية مما كانت الاية يوجد الا في الذرية تنبأ في الكتاب على اعلى انواع من انواع الايات فقال واية لو منا حملنا ذرية في الفلك اي المملوء ركبانا وامتعة فحملهم الله تعالى ونجاهم بالاسباب التي علمهم الله بها من الغرق. ولهذا نبأهم على نعمته عليهم حيث جاءهم من الغرق ما عن قدرته على ذلك فقال اي لا احد يصرخ لهم فيعاونهم على الشدة ولا ينزل عنهم المشق قه ولا هم ينقذون مما هم فيه يعني التفسير الراجح واية لهم انا حملنا ذريتهم بالفلك المشحون انما ذكر الذرية لانهم لا يستطيعون النجاة من البحر الرجل القوي يمكن ان يتصور انه يسبح وينجو بنفسه اما الذرية الضعاف ما يستطيعه والله يذكر عليهم نعمته عليهم بانه خلق لهم الفلك المشحون يحملون فيها الذرية ثم قال وخلقنا لهم من مثله ما يركبون اي من مثل الفلك المشحون ما يركبون اما ان تكون كما قال المصنف الابل او اما ان تكون ما سيخلق ويوجد بعد من مثل السفن الحديثة او المراكب الحديثة البرية والبحرية نعم وقوله الا رحمة منا ومتاعا الى حين. حيث لم نغرق نطقا بهم وتمتينا لو ما لم يرجعون او يستدركون ما فرط منهم. واذا قيل لهم متق ما بين ايديكم وما خلفكم اي من احوال البرزخ والقيامة ما في الدنيا من العقوبات لعلكم ترحمون. اعرضوا عن ذلك فلم يرفعوا به رأسا ولو جاءتهم اية ولهذا قال وما تأتيهم من اية من ايات ربهم الا كانوا عنها معرضين وفي اضافة الايات الى ربهم دليل على كمال ايات الله ولا اعظم بيان وان من جملة تربية الله لعباده ان اوصل اليهم الايات التي يستدلون بها على ما ينفعهم في دينهم ودنياهم. واذا قيل لهم انفقوا ومما رزقكم الله اي من الرزق الذي من به الله عليكم ولو شاء لسلفكم اياه. وقال الذين كفروا للذين امنوا معارضين للحق محتجين ان اطعم من لو يشاء الله واطعمه ان انتم ايها المؤمنون لفي ضلال مبين. حيث تأمروننا بذلك وهذا مما يدل على جهلهم العظيم او تجاهلهم فان المشية ليست حجة لعاص ابدا. فانه وان كان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فانه تعالى مكن العباد واعطاه من القوة ما فعل الامر واجتناب النهي واذا تركوا ما امروا به كان ذلك اختيارا منهم لا جبرا لهم وقهرا. ويقولون على وجه تكذيب والاستعجال متى هذا الوادي ان كنتم صادقين حين قال الله تعالى لا لا يستبعد ذلك فانه فانه من قريب. ما ينظرون الا صيحة واحدة وهي نفخة الصور تأخذهم يصيبهم وهم يخصمون ايهم لاهون عنها لم تخطر على قلوبهم في حال خصوماتهم وتشاجرهم بينهم الذي لا يجد في الغالب الا وقت الغفلة. واذا اخذت اخذتم وقت غفلتهم فانهم لا ينظرون ولا يمهلون. فلا يستطيعون توصية اي لا قليل ولا كثير ولا الى يرجعون. وقوله نفخ في الصور فاذا هم من الاجداد الى ربهم يحسنون. النفخة الاولى هي نفخة الفزع والموت هذه نفخة البعث والنشور. واذا نفخ في الصور خرجوا من الاجداث من قبور ينسلون الى ربهم يسرعون للحضور بين يتمكنون من التأني والتأخر. هذا الذي رجحه المصنف ان النفخات نفختان ان النفخات نفختان وهو الراجح خلافا لما اختاره ابن كثير ان نفخات ثلاث نعم قال وفي تلك الحال يحزن المكذبون ويظهرون الحسرة والندم وينقلون يا ويلنا من بعثنا من مرقد اي من من رقدتنا في القبور لانه ورد في بعض الاحاديث يا اهل القبور رقدة قبيل النفخ في الصور. ويجابون له ويقال لهم هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون. اي هذا الذي الله به ووعدتكم به الرسل فظهر صدق امرء على العين. ولا تحسبن ذكر الرحمن في هذا الموضع لمجرد الخبر عن وادي وانما ذلك اخبار بانه في ذلك اليوم العظيم سيرون فدماء لا يخطر على الظنون ولا حسب به الحاسبون كقوله الملك يومئذ الحق للرحمن وخشاة الاصوات للرحمن ونحو ذلك مما يذكر اسمه في هذا وقوله ان كانت البعثة من قبور لا صيحة واحدة ينفخ فيها اسرافيل في الصور فتحيا الاجساد فاذا هم جميع لدينا محضرون. الاولون والاخرون والجنون يحاسب على اعمالهم. اليوم لا تظلم نفسهم شيئا ولا ينقص من حسناتهم ولا يزاد في سيئاتها ولا تجزون الا ما كنتم تعملون. من وشر فمن وجد خيرا فليحمد الله ونجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه وقوله ان اصحاب الجنة اليوم في شغلهم فاتوا الايات لما ذكرت على ان كل احد لا يجزى الا لو جا الذكر جزاء الفريقين فبدأ بجزاء اهل الجنة واخبرنهم في ذلك اليوم في شؤون فاكهون اي في شؤون مفكه من نفسه من كل متاع النفس وتلذذوا الا العيون ويتمناه المتمنون من ذلك افتضاض العذاب الجميلات كما قال هم وازواجهم من الحور العين اللتي قد جمعنا حسن الوجوه والابدان وحسن الاخلاق في ظلال على الاراء تيسر المزينة باللباس المزخرف الحسن المتكئون عليها اتكاء دالا على كمال الرواح والطمأنينة واللذة. لهم فيها كثيرة من جميع انواع الثمار الذي يأتي من عنب وتين ورمان وغيرها اي يطلبون فمهما طلبوا وتمنوا ادركوه ولهم ايضا سلام حاصل من رب رحيم. ففي هذا ففي هذا كلام الرب تعالى لان الجنة وسلامه عليه مؤكد من قوله قولا السلامة التامة من جميع الوجوه وحسرتهم التحية التي لا تحية على منى ولا نعيم مثلها فما ظنك بتحية ملك الملوك الرب العظيم الرؤوف الرحيم لان دار كرامته الذين لعليم رضوانه فلا يسخط عليهم ابدا. فلولا ان الله تعالى قدر ان لا يموت وان تزول قلوبهم عن اماكن من الفرح والبهجة والسرور حصن ذلك. فنرجو ربنا ان لا يحرمنا ذلك النيل وان يمتعنا بالنظر الى وجهه الكريم. امين. وقوله ممتاز يمتاز اليوم ايها المجرمون الايات. لما ذكرت انا المتقي اذا ذكرت جزاء المجرمين وانهم يقال لهم يوم القيامة امتازوا اليوم ايها المجرمون اي تميزوا عن المؤمنين وكونوا على حدة ليوبخهم يقر عملا رؤوس الاشأن قبل ان يدخلهم قمنا فيقول لهم الم اعهد اليكم ايامركم اوصيكم على امثلة رسلي واقول لكم يا بني ادم ان لا تعبد الشيطان اي لا تطيعوا وهذا التوفيق يدخل في توبيخه عن جميع انواع الكفر والمعاصي لانها كلها طاعة للشيطان وعبادة له. انه لكم عدو مبين فحذرتكم منه غاية التحذير وانذرتكم عن طاعة واخبرتكم بما يدعوكم اليه وامرتكم ان تعبدون بامتثال اوامره وتركيز هذان عبادتي ومعصية الشيطان صراط فعلوم الصراط المستقيم واعماله ترجوا الى هذين الامرين اي فلم تحفظوا عهد ولم تعملوا بوصيد فواليتم عدوكم فاضل منكم جبلا كثيرا اي خلقا كثيرا افلم تكونوا تعقلون اي افلا كان لكم عقل يأمركم بموالاة ربكم ووليكم الحق ويزجركم عن اتخاذ اعداء اعداء اعدائي لكم ولو كان لكم عقل صحيح لما فعلتم ذلك. فاذا اضلتم الشيطان واذيتم الرحمن وكذبتم بلقائي ورددت ووردتم القيام دارا الجزى وحق عليكم القول بالعداء فهذه جهنم التي كنتم توعدونها تكذبون بها فانظروا اليها اعيانا فهناك تنزعج منهم القلوب تزول الابصار ويحصل الفزع الاكبر. ثم يكمل ذلك بان يؤمر به من النار ويقال لهم بما كنتم تكفرون ويبلغ منكم كل مبلغ بسبب كفركم بايات الله وتكذيبكم لرسل الله. قال تعالى في بيان عظيم الفضل بدار الشقاء اليوم نختم على افواه بان نجعل لهم خرسا فلا يتكلمون. فلا يقدرون على انكار ما عملوا من الكفر والتكذيب وتكلمنا ايديهم وتشن ارجلهم بما كانوا يكسبون. اي تشهد عليهم اعضاء فامنوا ينطقها الذي انطق كل كل شيء ولو نشاء ولطمسنا على امره بان ندب ابصارهم كما طمسنا على نطقهم فاستبقوا الصراط اي قادروا الينا ننطلق الى الموصلين الجنة انظمة استطاعوا مضيا الى الامام ولا يرجعون الى وراءهم يبعد عن النار والمعنى ان هؤلاء الكفار حقت عليهم كلمة الادب ولم يكن بد من عقابهم في وفي ذلك الموطن وما ثم الا النار قد برزت وليس لاحدهم نجاة الا بالعبور على الصراط وهذا يستطيع الا اهل الايمان الذين يمشون في نورهم واما هؤلاء فليس لهم عند الله يا جن في نجاة من النار فان شاء طمس اعينهم وابقى حركتهم لم يهتدوا الى الصراط ولا استبقوا اليه وبادروا. وانشاد به هراكهم فلم يستطعون التقدم ولا التأخر. المقصود انهم لا يعذرونه فلا تحصل لهم النجاة وقوله ومن نعمر نكس بالخلق افلا يعقلون؟ يقول تعالى ومن يعمر من بني ادم ننكس في الخلق ان يعودون الى الحالة التي ابتدى من حالة الضعف ضعف العقل وضعف القودية فلا يعقلون ان الادمي ناقص من كل وجه فيتداركوا قوتهم وعقولهم فيستعملونها في طاعة ربهم قوله وما علمناه الشعر وما ينبغي لنا الايتين. ينزه تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم عما رماه به المشركون. من انه شاعرن الذي فقال وما علمناه شيئا ما ينبغي ان يكون شاعرا. اي هذا من جنس المحال ان يكون شاما انه رشيد المهتد والشعراء هي الشبه التي يتعلق بها الضال عن رسوله وحسب ان يكون يكتب او يقرأ واخبر انه مما علموا انه ما علمه الشعر وما ينبغي له ان هو الا ذكر وقرآن ما هذا الذي جاء به الا ذكر يتذكر به اولوا الالباب جميع المطالب الدينية. اتم اشتمال وهو يذكر العقول ما ركز الله في قرية من من الامر بكل حسن والنهي عن كل قبيح. وقرآن مبين اي مبين لما يطلب بيانه ولهذا حدب المعمول يدل على انه مبين لجميع للحق بادلته التفصيلية والاجمالية والباطل بادلة بطلانه انزله الله كذلك على رسوله ينذر من كان حيا اي حيا القلب واعيا فهو الذي على هذا القرآن هو الذي يزداد من العمل منه والعمل. وهو الذي وهو الذي يزداد من العلم منه والعمل ويكمل القرآن. وقلبه منزلة المطر الى الارض الطيبة الزاكية والقول على الكافرين لانهم قامت عليهم به حجة الله وانقض عليهم حجة احتجاجهم فلم يبقى لهم ادنى عذر وشبهة يدلون بها فقوله الم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما فهم لها مالك فيها منافع ومشارب فلا يشكرون يأمر كان العباد من الى ما سخروا من الان ودللوا جعلوا مالكين لا مطاوعة لهم في كل امر يريدونه منا وانه جعل لهم فيها منابع كثيرة من حملهم وحمل اثقالهم ومحاملهم من محل الى محل ومن اكلهم منها وفئة ومن اوبارها واصوافها واشعار اثاثا ومكان ناحيه وفيها زينة وجمال وغير ذلك من المشاهدة منها افلا يشكرون الله تعالى الذي انعم بهذه النعم ويخلصون له العبادة ولا يتمتعون بها تمتعا خاليا من العبرة والفكرة اتخذوا من دون الله الهة لعلهم ينصرون الايتين. وهذا هذا بيان لبطلان الات المشركين لتتخذها مع الله تعالى وارادوا نصرها وشفعها فانها في غاية العدل. لا يستطيعون نصرهم سورة ياسين فيها اعظم الامثلة على اعادة الخلق ليس مثالا واحدا اعظم الامثلة ابتداء من ارسال الرسول هذا دليل على البعث وانتهاء بالايات التي ذكرها الله عز وجل وهي تتجاوز عشرة امثلة وايات. نعم ولا انفسهم ينصرون. فاذا كانوا لا يستطيعون نصرهم فكيف ينصرونهم؟ النصر له شرطان. الاستطاعة والقدرة فاذا استطاع قال يريد نصرة من عبدي ام لا فنفي الاستطاعة ينفي الامرين كل مأكليهما وهم لهم جند محضرون اي محضرون هم وهم في العذاب ومتبرئ من بعض افلا تبرأوا في الدنيا من عبادة هؤلاء واخلصوا العبادة الذي للذي بيده الملك والنفع والضر والعطاء والمنع وهو الولي النصير قلوب فلا يزمك قوله انا نعلم ما يسرون وما يعلنون. اي فلا يحزنك يا ايها الرسول قول المكذب المراد بالقول ما دل فعليه سياق كل قول يقدحون في يدي الرسول او فيما جاء به فهي فلا تشغل قلبك بالحزن عليه انا نعلم ويسيرون ما يعلنون يجازيهم على حسب علمنا بهم والا فقولهم لا يضروك شيئا وقوله او لم ير الانسان انا خلقناه من نطفة فاذا هذه الاية الكريمات فيها ذكر شبه المنكرين البعث والجوامع عن ابي اتم جواب احسن واوضاحه. وقال تعالى ولم يرى الانسان المنكر البعث او الشاة في امر يفيده اليقين التام بوقوع وابتداء وخلقه من نطفة فثم التنقل فيما اطول شيئا فشيئا حتى كبر وشبة ما عقله واستتب واذا وخصيم مبين بعدما كان ابتداء خلقه من نطفة فلينظر للمتفاوت بين هاتين الحالتين. وليعلم ان الذي انشأ منه العدم قادر على ان يعيده بعد ما تفرق وتمزق من وضرب لنا مثلا لا ينبغي لاحد ان يضرب مقياس القدرة الخالق بقدرة المخلوق وان الامر مستبعد على قدرة المخلوق مستبعد على قدرة الخالق فسر هذا المثل من قوله قال ذلك الانسان اي هل احد يحييها استفهم الانكار الى احد يحييها بعدما بنيت وتلاشت وهذا وجه الشبه والمثل وهو ان هذا امر في غاية البعد على ما يعهد من قدرة البشر. وهذا القول الذي صدر من هذا الانسان غفلة منه نسيان الابتداء خلقه فلو فطن لخلق خلقه بعد ان لم يكن شيئا مذكورا فوجد عيانا لم يضرب مثقال المثل. هذا المثل يبين ان انكار المشركين او او شكهم في البعث انما هو شك في البعث الجثماني الجسم هل يبعث او لا لانه اتى بالعظم وهذا خلاف بين المسلمين وبين الفلاسفة. الفلاسفة والدهريين يقولون ان العظام لا تبعث وما جاء به الرسل ما جاءت به الرسل ان الله يبعث الخلق كما كانوا من عظمهم ولحمهم وشحمهم نعم قال رحمه الله فاجابتها على ان هذا الاستبعاد بجواب شاف كاف فقال مرة وهذا بمجرد التصور يعلم به علما يقينا يقينا لا شبهة فيه ان الذي انشأ اولى الامر قادر على الاعادة ثاني مرة. وهو اهون على القدرة تصوره المتصورون بكل خلق عليم هذا ايضا دليل ثاني من صفات الله تعالى محيط بجميع مخلوقاته بجميع احوالها بجميع الاوقات ويعلم ما تنقص الارض من اجساد من اجساد الاموات وما ويعلم وما يبقي ويعلم غليب والشهادة. واذا قر العبد بهذا العلم بهذا العلم العظيم علم انه اعظم واجل من احياء الله الموتى من قبورهم ثم ذكر دليلا وقال الذي جعلناكم من الشجر الاخضر نارا فاذا انتم منه توقدون. فاذا اخرج النار اليابسة من الشجر الاخضر الذي هو في غاية الرطوبة ضادهم وشدة تخالفهما واخراج الموتى من قبورهم مثل ذلك ثم ذكر دليلا رابعا فقال اوليس الذي خلق السماوات والارض لسعة ما وعظ منها بقادر على ان يخلق مثلهم اي ان يعيدهم باعيانهم بلى قادر على ذلك ان خلق السماوات اكبر من خلق الناس. الخلاق الذي جميع المخلوقات متقدمها متأخرها صغيرها وكبيرها. كل اثر من اثار خلقه وقدرته وانه لا يستعصي لا يستعصي عليه مخلوق اراد خلقه فاعادته لنموات فرد من افراد اذان خلقه ولهذا قال امره اذا اراد شيئا نكرة في سياق الشرط فتعم كل شيء. ان يقول له كن فيكون في اي في الحال من غير تمان سبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وهذا دليل سادس فانه تعالى هو الملك المالك لكل شيء الذي جميع ما سكن في العالم العلوي مدبرون يتصرف فيهم باقداره الحكمية واحكامه الشرعية واحكامه الجزائية. فاعادته اياهم بعد موتهم لينفذ فيهم حكم الجزاء من تمام الملك ولهذا قال واليه ترجعون من غير ابتراء ولا شك. لتواتر البرائن القاطعة الادلة الساطعة على ذلك وتبارك الذي جعل في كلامه الهدى والشفاء والنور تم تفسير سورة ياسين فلله تعالى الحمد كما ينبغي لجلاله وله الثناء كما يليق بكماله وله المجد كما تستدعي عظمته وكبرياء وصلى الله على محمد وسلم. احسنت بارك الله فيك. قراءة مع الشيخ يوسف قال رحمه الله تعالى تفسير سورة الصافات وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم صفا الايات هذا قسم تعالى بالملائكة الكرام في حال عباداتها وتدبيرها ما تدبره بإذن ربه على الوهيته تعالى صفوفا في خدمة ربهم وهم الملائكة فالزجرات زجرا وهم الملائكة يزجرون السحاب غيره بامر الله. فالتهنئة ذكرا وهم الملائكة الذين يتلون كلام الله تعالى فلما كانوا متألهين لربهم ومتعبدين في خدمته ولا يعصونه طرفة عين اقسم بهم على رؤيته فقال ان الهكم لواحد ليس له شريك في الآهية فاخلصوا له الحب والخوف والرجاء وسائر انواع العبادة. رب السماوات والارض وما بينها رب المشارق اي هو الخالق لهذه المخلوقات الرازق لها المدبر لها فكما لا شريك له في ربوبيته اياها فكذلك لا شريك له في الوهيته وكثيرا ما يقرر تعالى توحيد الالهية توحيد الربوبية لانه دال عليه وقد غر به ايضا المشركون عبادة فيلزمهم بما فيلزمهم بما اقروا به على ما انكروه وخص الله المشانق بالذكر ذاته على المغرب او لانها مشانق النجوم التي سيذكرها فلهذا قال انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون الى الملأ الاعلى. ذكر الله تعالى في الكواكب هاتين الفائدتين احداهما كونها زينة الاسماع اذ لولاها لكانت السماء جرما مظلما لضوا فيه ولكن زينها فيها لتسري ارجامها وتحسن صورتها اهتدى بها في ظلمات البر والبحر والثانية حراسة السماء عن كل شيطان ماد يصف بتمرده الى استماع الملأ الاعلى وهم الملائكة اذا استمعت قد فاتها بشؤم الثواب من كل جانب اذا استمعت قذفتها بشرب الثواب من كل جانب طردا لهم وابعادا عن استماع ما يقول الماء الاعلى ولهم عذاب واصب دائم معد لهم لتمردهم عن طاعة بهم ولولا انه دعا للثناء لكان ذلك دليل على انهم لا يستمعون شيئا اصلا ولكن قال الا من خطف الخطفة اي الا من تلقاه من الشياطين المرت في الكلمة واحدة على وجه الخوفية والسرقة فاتبعه شهاب ثاقب تارة يدركه وقبل ان يوصلها الى ويائه فينقطع خبر السماء وتارة بها قبل ان يدركه الشام فيكذبون معها مئة كذبة يروجونها باسم الكلمات التي سمعت من السماء ولما بين هذه المخلوقات العظيمة المنكرين خلقهم بعد موتهم اهم اشد خلقا اي ايجادهم بعد موتهم اشد خلقا واشق امن خلقنا من هذه المخلوقات فلا بد ان يقروا ان خلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس فيلزمهم اذا الاقراء بالبعث لازم اصعب عند الفكر من انشائهم بعد موتهم ولهذا قال انا خلقناهم من طين لازب اي قوي شديد كقوله تعالى خلقنا الانسان من صلصال من حمأ مسنون. ثم قال بل عجبت ويسخرون الايات بل عجبت ايها الرسول وايها بعد ان اريت بعد ان اريته من الايات العظيمة المستقيمة وهو حقيقة محل وعذب واصطغام لانه مما لا يقبل منك من انكارهم وابلغوا منه انهم يسخرون ممن جاء بالخبر يعني البعث في امره مجرد انكار حتى زادوا السخرية بالقول الحق. وثبت في قراءة صحيحة بل عجب ويسخرون نعم ومن العجب ايضا انهم اذا ذكروا ما يعرفون في بطنهم وعقولهم ولا فتن امرهم اليه يا يذكرون ذلك فان كان جهلا فهو من يد من ادل الدلائل على شدة بلادتهم العظيمة حيث ينكروا ما ما هو مصير في الفتن معلوم بالعقل لا يقبل الاشكال وان كان تجاهل عنادا فهو اعجب واغرب ومن العجب انهم اذا اقيمت الادلة وذكروا الايات التي يخضع لها فعل الرجال والباب يسخرون منها ويعجبون ومن العجب ايضا قولهم للحق لما جاءوا منها الازح مبين فجعلوا على الاشياء وجلا وهو الحق في رتبة اخس من اشياء واحقرها انا باسم جميع الوجوه فقالوا استمعادا وانكارا اذا متنا وكنا ترابا وعظاما انا لمبعوثون ولما كان هذا وانتهى ما عندهم غاية ما لديهم امر الله رسوله يجيبهم بجواب مشتمل على ترهيبهم فقال قل نعم ستبعثون انتم وابائكم اولون وانتم ذاخرون ذليلون صاغرون لا تبتنعون ولا تستعصون على غضبة الله فانما هي زجرة واحدة ينفخ اسرافيل في السور عراة غرلا الدنيا به يهزأون فيقال لهم هذا يوم الفصل بين العباد فيما بينهم وبين ربهم من وفيما بينهم وبين غيرهم من الخلق احشروا الذين ظلموا ازواجهم وما كانوا ويعبدون من دون الله الايات اي اذا حضروا يوم القيامة يؤمر به من النار التي بها يكذبون فيقال هم الذين ظلموا انفسهم بالكفر والشرك والمعاصي وازواجهم الذين من جنس عملهم كل يضم الى من يجالسه بالعمل وما كانوا يعبدون من دون الله من اصنامها اجمعوهم واهدوهم الى صراط الجحيم سوقوهم سوقا عنيفا الى جهنم. وبعدما يتعين امرهم الى النار ويعرفون انهم من اهل الدار البواري وقالوا قفوا قبل ان توصلوا الى جهنم انهم مسئولون عما كانوا يفتنونه في الدنيا ليظهر على رؤوس اشهاد كذبهم وفضيحتهم فيقال لهم ما لكم لا تناصرون اي ما الذي جرى عليكم اليوم وهو الذي ضاق بكم لا ينصر بعضكم بعضا ولا يغيث بعضكم بعضا بعدما كنتم تزعمون في الدنيا ان الهتكم ستدفع عنكم العذاب وتؤيدكم او تشفع لكم عند الله فكأنهم لا هذا السؤال انه قد عناه ذو الوصغ واستسلموا لعذاب النار وخشعوا وخضعوا وابلسوا ثم لم ينطقوا. ولهذا قال بل هم اليوم مستسلمون فقال تعالى وقالوا لهم ان تكونوا مؤمنين اي ما زلتم مشركين كما نحن مشركون فاي شيء فضلكم علينا واي شيء يجيب لومنا والحال انه ما كان لنا عليكم من سلطان قهر لكم على اختياركم بل كنتم قوما متجاوزين الحد فحق علينا نحن واياكم قول ربنا انا لذائقون العذاب الذي اي حق علينا قدرا بنا وغماؤه عنا واياكم سندوق العذاب ونشرك العقاب. اي دعوناكم الى طريقتنا التي نحن عليها وهي الغواية فاستجبنا لنا فلا تلومونا ولوموا انفسكم. قال تعالى فانهم يومئذ يوم القيامة في العالم المشترك ولو انت فاوتت مقادير عذابهم بحسب جرمهم كما اشتركوا في الدنيا على الكفر اشتركوا ولهذا قال انا كذلك نفعه بالمجرمين ثم ذكرا نجرا قد بلغ الغاية وجاوز النهاية فقال لا اله الا الله فدعوا اليها وامروا بترك الاهية ما سواه تدعو اليها وامروا بترك الهية ما سواها يستكبرون عنها وعلى من جاء بها ويقولون معرضة لها ان لتاركوا الهتنا التي لم نزل نعبد واباؤنا لقول شاعر مجنون يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم قبحهم الله الاعراض عنه ولا مدراسة تكذيبه حتى حكموا عليه باظلم نحياه وجعلوه مجنونا وهم يعلمون انه لا يعرف الشعراء ولا وصف ولا وصف وصفهم وانه اعقل خلق الله واعظمهم رأيا قال تعالى ناقن الملهم بل جاء محمد بالحق مجيء مجيئه حق اي مجيئه حق حقا وما جاء به من الشرع والكتاب حق وصدق المرسلين اي ومجيئه صدق المرسلين فلولا مجيئهم وارساله لم يكن الرسل صادقين وايات معجزة لكل رسول قبلهم انهم او اخبروا به لانهم اخبروا به وبشروه واخذ الله عليهم العهد والموسيقى ذلك قادحا في صدقهم وصدق ايضا المرسلين السابق انا لذائق لقولا صادر منهم يحتمل ان يحتمل ان يكون سخطا او غيره تعالى بالقول الفصل الذي لا يحتمل وينصر واليقين وهو القمر قال تعالى فقال قم وانما اعدلنا فيكم ولما كان هذا الخطاب لفظه عاما والمراد به المشركون استنات على المؤمنين فقال الا عباد الله المخلصين الايات يقولوا تعالى الا عباد الله مخلصين ضائق العذاب الاليم انهم مخلصون لله فاخلصهم واختصهم برحمته وجد عليهم بلطفه اولئك لهم رزق معلوم اي غير مجهول وانما هو رزق عظيم جليل لا يجهل امره ولا يبلغ كنه وبسمه بظل فواكه من جميع انواع الفواكه التي تتفكر بها النفس للذتها في لونها وطعمها وهم مكرمون لا مهانون محتقرون بل معظمون نوبة جنون وقوم غد اكرم بعضهم مع الله واكرمتهم الملائكة الكرام وصاموا يدخلون عليهم من كل باب ويهنئونهم ببلوغ اهنئ الثواب واكرمهم اكرم الاكرمين وجعل عليهم بانواع الكرامات من نعيم القلوب والارواح والابدان في جنات النعيم وجنات التي النعيم سمعت ولا خطرا سلمت من كل مخل بنعيمها من جميع المكدرات والمنغصات ومن كرامتهم عند ربهم واكرام بعضهم بعضا انهم على سور وانواع الاكسية الفاخرة المزخرفة المجملة فهم متكئون عليها على وجه الراحة والطمأنينة والفرح. متقابلين فيما بينهم قد صفت قلوبهم واحبتهم فيما بينهم ونعيون واجتماع بعضهم مع بعض فان مقابلة وجوههم تدل على بعضهم مع بعض فلم يستدبره او يجعله الى جانبه بل من كمال السموم وادب ما دل عليه ذلك التغابن. يضاف عليهم بكأس من معين ان يترددون خدمتهم قد ذهبت مشقته واقبلت منفعته فقال له ابراهيم عليه السلام اني ارى في المنام اني اذبحك يعني الغلام الذي قال اني ارى في المنام اني اذبحك هو اسماعيل على اصح اقوال المفسرين عليهم بالاشبة الذين بالكاسات الجميلة المنظر بالكاسات الجميلة المنظر المتراعنة من الرحيق المختوم بالمسك وانعكاسات وتلك الخمر تخالف خمر الدنيا من كل وجه فانها في لونها بيضاء. من احسن الالوان وفي طعمها لذة للشاربين يمتد شاربها بها وقت شربها وبعده انها سالمة من غول العقل وذهابه ونزفه ونزف ما لصاحبها انه داخل في قوله جنات النعيم لكن فصل هذه الاشياء لتعلم فتشتاق النفوس اليها ذكرا ازواجا فقال وعندهم قاصرات الطرف عين اي وعند اهل في محلاتهم القريبة ولجمال زونها وكماله بحيث لا تطلب في الجنة الا به واما لانها قصرت طرف زوجها عليها وذلك يدل على كمالها وجمالها الفائق الذي اوجب لزوجها ان يقصر ضعفه عليها وقصر الطرف ايضا يدل على قصر النفس ومحبة وكلا المعنيين محتمل وكلاهما صحيح. وكل هذا يدل على جمال الرجال والنساء في الجنة ومحبة بعض بعض المحبة لا يطمح الى غيره لا يطمح الى غيره وشدة عفتهم كلهم اي حسان الاعين جميلاتها ملاح ملاح الحذق كأنهن بيض مكنون اي مستور وذلك من حسن او صفائهن وكونه الوانهن احسن الوان وما ليس فيه كذا من وراء شيء فاقبل بعضهم على بعض يتساءلون الايات لما ذكر تعالى البعثة يلومني على تصديقه ويقول لي اعمالنا كيف تصدق بهذا الامر البعيد الذي في غاية الاستغراب هذه قد وصلنا العذاب من حال اهل الجنة تغوي بعضهم لبعضهم موافقة بعضهم بعضا انهم اجابوه لما قال وذهبوا تبعا له فاطلع فرأى فرأى قنينه بسمع الجحيم اي في وسط العذاب قد احاط به فقالوا له قائما على حاله وشاكر لله ونعمته ان نجاه من كيده اي على ان ثبتني على الاسلام لكنت من المحضرين في العذاب معك افما نحن بميتين الا موتتنا الاولى مبتهجا بنعمة الله على اهل الجنة وخلود الله والسلام وعذاب استفهام ومن معنى الاثبات والتغريم وقوله. فاقبل بعضهم على بعض يتساؤون وحذف المعمول والمقام مقام لذة وسرور انفدل ذلك انهم يتساهمون بكل ما يتلذذون بالتحدث به. والمسائل التي وقع فيها النزاع والاشكال ومن المعلومين غدا لاهل العلم بالتساؤل عن العلم والبحث عنه فوق اللذات الجارية من احاديث الدنيا فله من هذا النوع النصيب الوافر ويحصل له من اكتشاف الحق العلمية في الجنة ما لا يمكن التعبير عنه فلما ذكرت على نعيم الجنة ووصفه وهذه الاوصاف الجميلة مدحه وشوق العميل ان هذا لهو الفوز العظيم الذي حصل لهم به كل خير وكل ما تهوى النفوس وتشتهي واندفع عنهم به كل محذور ومكروه فال فهل فوز يطلب فوقه ام هو غاية الغاية ونهاية النهايات حيث حل عليه رضا رب الارض والسماوات وفرحوا بقربه وتنعموا بمعرفة واستروا برؤيته وطلبوا لمثل هذا فليعمل العاملون فهو احق ما انفقت فيه نفائس الانفاس واولى ما شمر اليه العارفون الاكياس والحسرة كن الحسرة على الحازم وقت من اوقاته وهو غير مستلم العمل الذي يقرب لهذه الدار فكيف اذا كان يسير بخطاياه الى دار البوار نزلا ام شجرة الزقوم الايات فذلك خير اي ذلك النعيم الذي وصفناه لاهل الجنة خير ام العذاب الذي يكون في الجحيم من جميع اصناف العذاب اولى الطعام الذي ام طعامها للنار وهو شجرة الزقوم؟ انا جعلناها فتنة اي عذابا وما كان للظالمين انفسهم انفسهم بالكفر والمعاصي انها شجرة تخرج في اصل الجحيم اي وسقه فهذا مخرجها ومعدنها وشر المعادن واسمائها وشر المغرس يدل على شر الاغراس وخسته. ولهذا بما ذكر اين تنبت به؟ وبما ذكر من سورة ثمرة او انها كغوص الشياطين فلا تسأل بعد هذا عن طعمها وما تفعل في اجواف وليس لهم عنها ممدوحة ولا معدومة ولهذا قال فانهم لاكنون منها فمالئون من البطون فهذا طعام اهل النار فبئس الطعام طعامهم ثم ذكر شرابهم فقال ان لهم عليها اي على اثر هذا الطعام لشوبا من حميم اي ما انحرت قد تناها حره. كما قال تعالى وان يستغيثوا يغاثوا بما ان المهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا. وكما قال تعالى وسقوا ماء حميما فقطع امعائهم ثم ان مرجعهم اي مآلهم ومقرهم ومغاهم الى الى الجحيم ليذوقوا من عذابه وحره العظيم ما ليس عليه مزيد من الشقاء كأنه قيل ما الذي اوصلهم الى هذه الدار قال انهم الفوا اي وجدوا ابائهم فهم على اثارهم يهرعون. اي يسرعون في الظلال فلم يلتفتوا الى ما دعتهم اليه الرسل ولا الى ما عنه الكتب والى ولا الى اقوال الناصحين منهم منهم امن واهتدى ولقد ارسلنا به منذرين ينذرون من غيم وضلالهم فانظر كيف كان عقبة المنذرين كانت عاقبتهم الهلاك والخزي والفضيحة فليحذروا هؤلاء ان يستمروا على نظرهم فيصيبهم مثل ما اصابهم. ولما كان المنذرون ليسوا كلهم ضالين. بل منهم من امن وخسر الدين لله اثناهم الله من الهلاك فقال الا عباد الله المخلصين اي الذين اخلصهم الله وخلصهم برحمته لاخلاصهم فان عواقبهم صارت حميدة ثم ذكر نموذجا من عواقب فقال يخبر تعالى عن عبده ورسول نوح عليه السلام انه لما دعا قومه الى الله تلك المدة الطويلة فلم يزدهم دعاؤه الا فيرى انه نادى ربه فقال فنعم المجيبون لدعاء الداعين وسماع تبتلهم وتضرعهم اذا جابهم اجابة طابقت ما سأل. نجاه اهله من الكرم العظيم واغنق جميع الكافرين وابقى نسلا وذريته متسلسلين فجميع الناس من ذرية نوح عليه السلام. الى وقت الاخرين وذلك لانه محسن في الخالق محسن الخلق وهذه سنته تعافي المحسنين ان ينشر لهم من الثناء على حسب احسانهم ودل قوله انه من عبادنا المؤمنين ان الايمان ارفع منازل العباد وانه مسلم ان الله مدح به خواص خلقه وان من شيعته الى اخر القصة الى الله واجابة دعاء ابراهيم الخليل عليه السلام سلم من كل شيء وحسن له كل خير ومن سلامته انه سيء من غش الخلق وحسده ولهذا نصح الخلق في الله وبدأ بابيه وقومه فقال لماذا تعبدون هذا استفهام على وجه الامكان والزام له بحجة الهة دون الله تريدون اي لا تعبدون من دون من دون من دون الهته اي اتعبدون من دونه الهة كذبا ليست من الهة ولا تصلح للعبادة فما ظنكم برب العالمين ان يفعلوا بكم وقد عبدتم معه غيره على الاقامة على شركهم وما الذي ظننتم برب العالمين حتى جعلتهم له مدانا وشركاء. فرد عليه السلام ان يكسر اصنامه ويتمكن من ذلك من داد الفصل في حين غفلة منهم لما ذهبوا الى عيد من اعيادهم فخرج معهم. فنظر نظرة ينفقان اني سقيم في الحديث الصحيح لم يكذب ابراهيم عليه السلام الا ثلاث كذبات قوله اني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا وقوله عن زوجته انها اختي القصد انه تخلف عنهم يتم له الكيد بالهتهم. ولهذا تولوا عنهم الدين ثم واذا الفرصة فراغ الى الهتهم اي اسرع اليها على وجه الخفية فقال متهكما بها الا تأكلون ما لكم لا تنطقون؟ اي فكيف يليق ان تعبد وهي انقص من الحيوانات التي تأكل وتكلم هذه جماد لا تأكل ولا تكلمه. فمر عليهم ضربا باليمين جعل يضربوها بقوته وشيء نشاطه حتى جعلها جندانا الا كبيرا لهم لعلهم اليه يرجعون ان يسرعون ويهرعون يريدون ان يوقعوا به بعد ما بحثوا وقالوا يقول تالله ياكيدن اصنامكم بعد ان تولوا مدبرين. فوبخوه وناموا فقال بل فعله كبير ما لا فاسألوهم ان كانوا ينطقون انفسهم فقالوا انكم انتم الظالمون ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون قال افتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم. الاية وقال هنا اتعبدون ما تنحتون اي تنهي ذنوبكم وتصنعونه فكيف تعبدونهم وانتم الذين صنعتموهم وتتركون الاخلاص لله الذي خلقكم وما تعملون فيه النار فالقوم في الجحيم جزاء على ما فعل من اكتمالها وارادوا به فاذا ليقطنوه اشنع قتلة فجعلناه من اسفل رد الله كيدهم في نورهم وجعل النار على ابراهيم بردا وسلاما ولما فعلوا فيه ولما فعلوا فيه هذا الفعل واقام عليهم الحجة واعذر منهم يهاجر اليه قاصد الى الارض المباركة يرضي الشام سيهدين يدلني على ما فيه الخير لي من امر ديني ودنياي وقالت الاية الاخرى واعتزلكم وما تدعون من دون الله وادعوا ربي عسى ان اكون بدعاء ثم قال ربي هب لي ربي هب لي ولدا يكون من الصالحين وذلك عندما ايس من قومه ولم يرى فيهم خيرا. دعا الله ان يهب له غلاما صائم الله به في حياته وبعد مماته فاستجاب الله له وقال فبشرناه بغلام حليم وهذا اسماعيل عليه السلام بلا شك فانه ذكر بعده البشارة واسحاق ولان الله تعالى قال في بشراهم اسحاق وبشرناه باسحاق قومي وراء اسحاق يعقوب فدل على ان اسحاق غير الذبيحة وحسن الخلق مساعدة الصدر والعفو عمن جنى فلما بلغ الغلام معه السعي اي ادرك ان يسعى يسعى معه وبلغ سنا يكون في الغائب احب ما يكون لوالديه واما من قال من المفسرين بانه اسحاق هذا خطأ وان قال به جمع من المفسرين واما حديث عن ابن الذبيحين فهذا حديث لم يصح نعم فقال له ابراهيم عليه السلام اني ارى في المنام اني اذبحك اي قد رأيت في النوم والرؤيا ان الله يأمرني بذبحك ورؤيا الانبياء وحي ماذا ترى فان فان امر الله تعالى لابد من تنفيذه فقال اسماعيل وصابرا محتسبا مرضيا مرضيا لربه وبارا بوالده ما تؤمر اي يمضي بما امرك الله ستجدني ان شاء الله من الصابرين اخبر اباه انه موطن نفسه عن نصابه وقرن ذلك بمشيئة الله تعالى انه لا شيء بدون مشيئة الله. فلما اسلم ابراهيم وابنه اسماعيل وابراهيم بقتل ابنه وثمرة فؤادهم ربهم خوفا من عقابه. والابن قد نفسه على وهانت عليه في طاعة ربه ورضا والده وتله للجميع تل ابراهيم واسماعيل على جنبيه ليضجعه فيذبحه وقد انكب لوجهه ينظر وقت الذبح الى وجهه وناديناه بتلك الحالة المزعجة والامر المدهش ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا اي قد فعلت ما امرت به فانك وطنت نفسك عن ذلك وفعلت كل الا امرار السكين على حلقه انا كذلك نجزي المحسنين في عبادتنا المقدمين رضانا على شهوات انفسهم ان هذا الذي امتحنا به ابراهيم عليه السلام هو البلاء المبين. اي الواضح الذي تبين به صلى الله وخلته فان اسماعيل عليه الصلاة عليه الصلاة والسلام لما وهبه الله لابراهيم حبا شديدا وهو خليل الرحمن والخلة اعلى انواع المحبة ومنصب لا يقبل في مشاركة ان تكون جميع اجزاء القلب متعلقة بالمحوم. فلما تعلقت شعبة من شعب قلبك ابنه اسماعيل اراد الله تعالى ان يصفي وده ويختبر خلته فاخبر ان يذبح من زاحم حبه حب ربه فلما قدم حب الله واثره على هواه وعزم على ذبحه وزلم في القبر ان هذا لهو البلاء المبين. وفديناه بذبح عظيم. اي صار بدنه ذبح. الانسان اذا وجد في قلبه شيئا يزاحموا امر ربه عليه ان يبعد هذا الشيء مهما كان لان الله لا يرضى بالحب ان يزاحم. نعم وفديناه بذبح عظيم ذبحه ابراهيم. من جهة انه كان قربانا وسنة الى وسنة الى يوم القيامة وتركنا عليه في الاخرين سلام على ابراهيم اي وابقينا عليه ثنان صادقا في الاخيرة كما كان في الاولين فكل وقت بعد ابراهيم عليه السلام فان فيه فانه فيه محروم معظم مثنى عليه. سلام على ابراهيم تحية عليه كقوله قل الحمد لله وسلام على عباده الذي اصطفاه في عبادة الله ومعاملة خلقه ان يفرج عنهم شدائنا ونجعل لهم العاقبة والثناء الحسن انه عبادي المؤمن بما امر الله بالايمان به الذين بلغ بهم الايمان كما قال تعالى وكذلك ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين وبشرناه باسحاقنا هذه البشارة الثانية باسحاق الذي من ورائه يعقوب فبشر بوجوده ووقائه لذريته وكونه نبي من الصالحين فهي بشارات متعددة وباركنا عليه وعلى اسحاق انزلنا عليهم البركة التي هي النمو والزيادة في علمهما وعملهما وذريتهما فنشر الله من ذريتهما ما ثلاث امم ثلاث امم عظيمة امة للعرب من ذرية اسماعيل امة الروم من دنية اسحاق ومن ذريتهم ومحسن وظالم نفسه مبين اي منهم الصالح والطالح والعادل تبين ظلمه بكفره وشركه ولعل هذا ما بدفع نيام فانه لما قال وباركنا عليه وعلى اسحاق اقتضى ذلك البركة في بركة الذرية كلهم محسنين. فاخبر الله تعالى ان منهم محسنا ظالما الله اعلم هارون ابني عمران بالنبوة والرسالة والدعوة الى الله تعالى ونجاتهما وقومهما من عدوهما فرعون ونصرهما عليه حتى ابى المسلمين وتركنا عليه ما في الاخرين سلام على موسى من عبادنا المؤمنين وان الياس لمن الموصلين لايات يمدح تعالى عبده ورسوله الى عليه الصلاة والسلام بالنبوة والرسالة والدعوة الى الله وانه امر قومه بالتقوى وعبادة الله وحده صان من لهم يقال له بعد وتركهم عبادة الله الذي خلق الخلق واحسن خلقهم ورباهم فاحسن تغنيتهم ودر عليهم النعم الظاهرة والباطنة كيف تركتم بما تم عبادة من هذا شأنه للعبادة الصائمين لا يضر ولا ينفع ولا يخلق ولا يرزق بل لا يأكل ولا يتكلم وهل هذا الا من اعظم الضلال والسفه والغيب فكذبوه فيما دعوا اليه فمن قادوا لو قال الله متوعدا لهم فانهم لمحضرون يوم القيامة في العذاب ولم يذكر لهم عقوبة دنيوية الا عباد الله المخلصين اي الذين اخلصهم الله ومن عليهم باتباع نبيهم فانهم غير محضرين في العذاب وانما لهم من الله جزيل الثواب وتركنا عليه حسنا سلام على الياسين اي تحية من الله ومن عباده اليه. انا كذلك نجزي المحسنين انهم العباد المؤمنين فاثنى الله عليه كما اثنى على اخوانه صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. وهذا ثناء منه تعالى لعبده ورسوله بالنبوة والرسالة والدعوة الى الله قومه ونهيه عن الشرك فسروا لينا وفرجوا الا عجوزا في الغابرين اي الباغين والمعذبين ويزودون ذنوط لم تكن على دينه ثم دمر الاخرين بان قبلنا بان قلبنا بانقلبنا عليهم ديارهم فجعلنا عليهم حجارة حتى همدوا وصمدوا وانكم لتمرون عليهم على ديان قوم لوط مصبحين وبالليل او في هذه الاوقات يكثر ترددكم بها فلم تقبل الشك ولم تقل الشك والمنية كما اثنى على اخوانه والرسالة والدعوة الى الله ابطأ اي من ربه مغاضبا له ظن انه لا يقدر عليه ويحبسه في بطن الحوت ولم يذكر الله ما غاضب عليه ولا ذنبه الذي ارتكبه لعدم فائدتنا بذكره وانما فائدتنا وبما ذكرنا لما ذكرنا عنه انه ادلى وعاقبة وعاقبة الله مع كونه من الرسل الكرام الفلك المشحون بالركاب والامتعة فلما ركب مع غينه والفلك شاحن ثقلت السفينة فاحتاجوا الى القاء بعض الركبان وكانه لم يجدوا لاحد مزية احدهم يفطرون على ان من قنع وظلم والقي في البحر عدلا من اهل السفينة واذا اراد الله امرا هيأ اسبابه فلما اقتنعوا اصابت القمعة يونس فكان من المدحضين اي فالقي في البحر فالتقمه الحوت وهو وقت انتقامه وهو وقت وهو وقت التقامه مليم. اي فاعل ما يلام عليه وهو مواظبة لربه قال لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. للبث في بطنه الى يوم يبعثون وقته ولكن بسبب تسبيحه وعبادة الله نجاه الله تعالى وكذلك ينجي الله المؤمن من وقوع في الشدائد فنبذناه بالعراء اي بان قذفه من البيضة وانبت نعليه شجرة من يقطين تظله بظلها ظل انها بيت الظلال ولا يسقط عليها دباب وهذا من نطقه وبره ثم لطف به لطفا اخر وامتن عليه من رغم وهو انه ارسله الى مائة الف من الناس او يزيدون عنها والمعنى انهم اذا لم يزيدوا معناها لم ينقصوا بدعاهم الى الله تعالى فمتعناهم الى حين بان صرف الله عنهم العذاب بعد من قطعت بعدما انعقدت اسلامه قال تعالى فلولا كانت قرية امنت فنفعها ايمانها والا قوم يونس لما امنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم الى حين. ثم قال تعالى فاستفتهم الايات يقول تعالى النبي صلى الله عليه وسلم فاستفتهم اي اسأل المشركين بالله غيره. الذين عبدوا الملائكة وزعموا انها بنات الله فجمعوا بين الشرك بالله لا يوصي ما لا يليق بجلاله اي ربك البنات ولهم البنون. اي هذه قسمة وقول جائر من جهة جهلهم الولد لله تعالى ومن جهة قسمين وخسهم ما له وهو البنات التي لا يرضونهن لانفسهم كما قالوا في الاية الاخرى ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون من جهة وجعلهم ملائكة بنات لله وحكمهم بذلك. قال تعالى في بيان كذبهم ام خلقنا الملائكة وهم شاهدون خلقهم اي ليس الامر كذلك فانهم ما شهدوا خلقهم فدل على انهم قالوا هذا القول بلعب بالافتراء على الله. بل افتراء على الله. ولهذا قال الا انهم من افك اي كذبهم واضح فيقولون واذا الله وانهم لكاذبون اصطفى اي اختار البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون هذا الحكم الجائر افلا تذكرون وتميزون هذا القول الباطل الجاهل فانكم لو تذكرتم لم تقولوا هذا القول ام لكم سلطان مبينا حجة ظاهرة على قولكم من كتاب او رسل وكل وكل هذا غير واقع. ولهذا قال فاتوا بكتابكم ان كنتم صادقين فان من يقول قولا لا يقيم عليه حجة شرع فانهم كاذب متعمدون وقاموا على الله بلا علم وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا لا يأتي جعل هؤلاء يشركون بالله وبين الله بين الله اي جعلها ولا يشركون بالله بين الله وبين الجنة نسبا حيث زعموا الملائكة بنات الله وان امهاتهم سروات الجن والحال وان الجنة قد علمت انهم محضرون بين يدي الله يجازيهم فهم عباد اذلاء فلو بينه وبينه ناسا لم يكونوا كذلك. سبحان الله الملك العظيم والكامل الحليم عما يصف به المشركون من كل وصف اوجبه كفر وجهكم الا عباد الله المخلصين. فان والزين سوى ما وصفوه به انهم لم يصفوه الا بما يليق بجلاله وبذلك كانوا مخلصين فانكم وما تعبدون الايات اي انكم ايها مع الله لا تقدمان تفتين وتضل احدا الا من قضى الله انه من اهل الجهيم قدرة الله تعالى اي فلا تطمعوا وانهم عباد الله لا يعصونه طرفة عين فما منهم من احد الا وله مقام قد امره الله به لا يتعداه لا يتجاوزه وليس له من امره شيء وانا لنحن في طاعة الله وخدمته وانا نحن مسبحون لله عما لا يليق به فكيف مع هذا يصلح شركاء لله تعالى الله. وان كانوا ليقولون لو ان عندنا ذكرا من الاولين لكنا عباد الله مخلصين للايات المشركين يظهرون التمني ويقولون اخلصنا لله العبادة بل لكنا المخلصين عن الحقيقة وهم كذبة في ذلك فقد جاءهم افضل الكتب فكفروا به فعلم انه متمردون على الحق فسوف يعلمون العذاب حين يقع بهم ولا يحسبون ولا يحسبوا ايضا انهم ولقد سبقت بل قد سبقت كلمة الله التي لا مرد لها ولا مخالف لها لعباده المرسلين وجنده المفلحين انهم غالبون لغيرهم وانصوا من ربهم نصرا عزيزا يتمكنون ثم امر الرسول كانوا فانه سيحل بهم فاذا ان العزة ان الذي عز فقهر كل كل شيء واعتز عن كل سوء يصفونه به وسلام على المرسلين السماوات فاطر الارض والسماوات والحمد لله رب العالمين الالف واللام للاستغراق فجميع انواع الحمد من الصفات الكاملة وادر عليهم فيها النعم وصرف عنها عنهم بها النقم. ودبرهم تعالى في حركاتهم وسكونهم وبجميع احوالهم كلها لله تعالى. فهو المقدس عن النقص المحمود بكل كمال المعظم ورسله سالمنا ومسلم عليهم ومن اتبعهم في ذلك له السلامة في الدنيا والاخرة واعدائه لهم الهلاك والعطب في الدنيا والاخرة تم تسليم سورة من شوال سنة ثلاث واربعين ثلاث واربعين وثلاثمائة للهجرة على يد جميعهم عبدالرحمن صلى الله على محمد وسلم تسليما والحمد لله تتم الصالحات تفسير سورة صاد وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم صاد والقرآن ذي الذكر الايات هذا بيان من الله من جاء به فقال كلما يحتاجون اليه من العلم باسماء الله وصفاته باحكام الله الشرعية والعلم باحكام الله باحكام المعهد والجزاء فهو مذكر لهم في اصول دينهم لا يحتاج الى ذكر المقسم عليه فان حقيقة الامر واحد وهو هذا القرآن الموصوف بهذا الوصف الجليل فاذا كان هذا القرآن بهذا الوصف علم ضرورة العباد اليه فوق كل ضرورة وكان الواجب عليهم تلقيهم واستكبار شقاق له اي مشاقة ومخاصمة في ربه القدح بمن جاء به ماذا بعنهم؟ ولكن لا تحل مناص وليس الوقت وقت خلاص مما وقعوا فيه ولا فرج لما اصابهم فليحذر هؤلاء ان يدوموا على عزيزتهم وشقاقهم فيصيبهم ما اصابهم اليوم هو يتمكن من من التلقي عنه ولا يعرفه حق المعرفة. ولانه من قومهم فلا تأخذهم نخوة القومية عن اتباعه. فهذا مما يوجب الشكر عليهم وتمام الانقياد له ولكنهم عكسوا القضية فتعجبوا تعجب انكار قالوا من كفر مضغ مال ساحر كذاب وذنبه عندهم انه جعل الالهة اله كيف ينهى عن اتقان الشركاء وانطلق الملأ منهم المقبول قولهم عليه من الشرك ان يمشوا واصبروا على الهتكم استمروا عليها وجاهدوا انفسكم بالصبر عليها ان هذا الذي جاء به محمد من نهي عبادته وهذه شبهة لا اعوذ بالله على اسماعيل فان من دعا الى قول حق نويل حق لا يرد قوله بالقدح بنيتي فنيته وعمله له وانما يرد بمقابلة ما بما يبطله ويفسده من الحجج وهم قصدهم ان محمدا ما دعاكم الى ما دعاكم الا ليرأس فيكم ويكون معظما عندكم متبوعا. ما سمعنا بهذا القول الذي قاله الدين الذي دعا اليه في الملة الاخرة اي في الوقت الاخير فلا ادركنا عليه اباءنا ولا اباؤنا ادركوا اباءهم عليه فامضوا على الذي مضى عليه اباءكم فانه الحق وما هذا الذي دعا اليه محمد الا اختلاق وكذب افتراه وهذه ايضا شبهة من جنس شبهتهم الاولى حيث ردوا الحق بما ليس بحجة لرد ادنى قول وهو انه قول مخالف لما عليه اباؤهم الضالون فاين في هذا فما يدل على بطلانه انزل عليه الذكر من بين ايم الذي فضله علينا حتى ينزل الذكر عليهم الدنيا ويخصه الله به وهذه ايضا شبهة اين البرهان فيها على قاله واخبر تعالى من اين صدرت انه في شك من ذكري ليس عندهم علم ولا بينة فاما وقعوا بالشك وارتبوا به وجاءهم الحق الواضح وكانوا جازمين باقامتهم على شكهم قالوا اقالوا من تلك الاقوال دفع الحق لا عن بينة من امرهم وانما ذلك من باب الائتلاف منهم ومن المعلوم ان من هو هذه الصفة يتكلم عن شك وعناد فان قوله قادح ادنى قدر في الحق وانه يتوجه عليه الذم واللون مجرد كلام فقال رحمة ربك العزيز الوهاب فيعطون منها ما يشاء ويمنعون منها من شاؤوا على الله يتكلمون وما اعز خلق الله واضعفهم ما يتكلم به. فان هذا المقصود لهم بل سعيهم قائم ووجودهم مهزوم ولهذا قال جند ما هنالك مهزوم من الاحزاب ثم قال كذبت قبلهم قوم نوح وعادوا وفرعون ذو الاوتاد يحذرهم تعالى ان يفعل به ما فعل به من من قبلهم الذين كانوا اعظم قوة منهم وتحزوا على الباطن قوم نوح وعاد قوم هود وفرعون ذي قوم هود وفرعون ذي الاوتاني اي الجنود العظيمة وثمود قوم صالح وقوم لوط واصحاب الايكة ملتفت وهم قوم شعيب اولئك الاحزان الذين بقوة فيهم الا يصيبهم ما اصاب اولئك. ولينتظروا نصيحة واحدة ما لها من فواق اي من رجوع ورد تهلكهم وتستأصل تهلكهم وتستأصلهم ان قاموا على ما عليه وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب اصبر على ما يقولون اي قالها وهم يكذبون من جهل موعانة عذاب ربنا عجل لنا قطنا ايقظتنا وما قسم لنا من وما قسم لنا من عذاب عاجلا. قبل قبل يوم الحساب ونجوا في هذا القول وزعموا انك يا محمد وان كنت صادقا فاعلم صدقك ان تأتينا بالعذاب فقال رسوله اصبر على ما يقوم كما صار من قبلك من قبلك من الرسل فان قولهما يضرون الحق زين ويدعونك بشيء وانما يضرون انفسهم واذكر عبدنا داوود ذا الايد الايات لما امر الله رسوله بالسؤال على قومه كما قال في الايات الاخرى فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس ذو الايدي اي القوة العظيمة على عباد الله تعالى في بدنه وقلبه انه اواب يرجع الى الله في جميع الامور دعاء ارجعوا اليه عندما يقع منه بعض الخير بالاقلاع والتوبة والتوبة النصوح ومن شدة نعمة ربهم عبادة اولا ناري واخرهم وسخر الطير محشورة معه مجموعة كل من الجبال لقوله تعالى ثم ذكر فقال النبوة والعلم العظيم. وفصل الخطاب مخصومات بين الناس وهل اتاك نبأ محراب الايات عنده في قضية جعلهم الله وموعظة لخيره النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهل اتاك نبأ الخصم فانه نبأ العيون اذ تسوموا على دواء المحراب اي محل عبادته من غير اذن واستنان ولم يدخلوا عليه من باب فلذلك لما دخلوا عليه الصلاة نزع منهم وخاف فقالوا له نحن خصمان بعض على بعض بالظلم فاحكم بيننا بالحق اي بالعدل ولا تمل مع احدنا ولا تشقق واهدنا الى سواء الصراط. والمقصود من هذا ان الخصمين قد عرف ان قصدهما الحق واضح الصرف. واذا كان ذلك فسينقصون نبأهم بالحق فلم يشمئز نبي الله داوود من وعظهما من وعظهما له ولم يؤنبه ولم يؤنبهما. فقال احدهما ان هذا اخي نص على الاخوة في الدين او النسب او الصداقة. اقتضائها عدم البغي وان الصادر منه اعظم من غيره له تسع وتسعون نعجة اي زوجة وذلك خير كثير يوجب عليه القناعة ما اتاه الله ولي نعجة واحدة فطمع فيها فقال اذاعها لي واخليها في كفالتي وعزني في الخطاب غلبني في القول فلم يزل بي حتى ادركه او كان. فقال داوود لما سمع كلامه من معلوم بامكانهما ان هذا هو الواقع فلهذا لم يحتج ان يتكلم الاخر فلا وجه لاعتراض بقول الاخرين مما حكم داوود قبل ان يسمع كلام الخصم الاخر كنان عديوانه عدد الخلطاء وقوائم كثير منهم فقال وان كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض لان الظلم من صفة النفوس الا الذين امنوا وعملوا الصالحات فان ما معه من الامام يمنعه من الظلم وقليل ما هم كما قال تعالى اي اخترناه دبرنا عليها بقضية ليتنبه فاستغفر ربه لما لما صدر منه وقرراكعا ساجدا واناب لله تعالى بتوبة النصوح والعبادة فوفرنا له ذلك الذي صدر منه واكرمه الله بانواع الكرامات فقال وان له عندنا زلفى هي نزلة اية وقربة منا وحسن مآب اي مرجع وهذا الذنب الذي ومن داوود عليه السلام لم يذكره الله من باب التكلف وانما الفائدة ما قسم الله علينا من لطف به وتوبته ونابته ولو ارتفع محله فكان بعد التوبة احسن منه قبلها يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض تنفذ فيها القضايا الدينية والدنيوية فاحكم بين الناس بالحق اي العدل والا يتمكن منه الا بعلم لا يتمكن منه الا بعلم بالواجب وعلم بالواقع وقدرته على تنفيذ الحق عن سبيل الله ويخرجك عن الصراط المستقيم ان الذين يضلون عن سبيل الله خصوصا المتعمدين منهم لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب وذكروه وقع خوفه في قلوبهم فلم يميلوا مع الهوى الفاتن. احسنت نكمل بعد الاذان ان شاء الله ثم قال تعالى وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا لايات يخبر تعالى عن تمام حكمته في خلق السماوات والارض وانه لم يخلقهما باطلا اي عبثا ولعبا واي فائدة ولا مصلحة. ذلك ظن الذين كفروا بربهم حيث ظنوا ما لا يليق بجاره الذين كفروا من النار فانها التي تأخذ الحق منهم وتبلغ ومنهم كلما بلغ وانما خلق الله السماوات والارض بالحق وللحق فخلقهما ليعلم العباد كمال علمه وقدرته وسعة سلطانه وانه تعالى وحده المعبود دون من لم يخلق مثقال ذرة من السماوات والارض وان البعث حق وسيفصل الله بين اهل الخير والشر ولا يظن الجاهل بحكمة الله ان يسوي الله بينهما في حكمه. هنا في قصة داود عليه السلام فغفرنا له ذلك ذكر كثير من المفسرين ان نبي الله داود رأى امرأة من من نساء قادته فاعجب بها فارسل القائد ليقتل ويتزوج بها وهذا غير صحيح هذا من دس اليهود على الانبياء واليهود من اكذب الناس على الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم نعم ولهذا قال ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض ام نجعل المتقين كالفجار هذا غير لائق بحكمتنا وحكمنا كتاب انزلناه اليك مبارك فيه خير كثير ونون استضاء به في الظلمات وكل حكم يحتاج اليه المكلفون وفيه من الادلة القطعية على كل اطلب مما كان به اجل كتاب طرق العلم منذ ان شاء الله ليتدبروا اياته هذه الحكمة هذه الحكمة من زاله اذ كبرنا سوء ان يأتي ويستخدم علمها ويتأملها وتأمل وسامها وحكمها فانه بالتدبر فيه والتأمل معانيه واعادة الفكر فيه مرة بعد مرة تدرك بركته وخيره وهذا يدل على الحث على تدبر القرآن وانه من افضل الاعمال وان المسلمين على التدبر افضل من سرعة التلاوة التي لا يحصل بها هذا المقصود موب فدل هذا على انه بحسب لب الانسان وعقله يحصل له تذكر والانتباه بهذا الكتاب ووهبنا لداود سليمان الايات لما اثنى الله تعالى ومنه اثنى على ابنه سليمان عليهما السلام عليهم السلام فقال ووهبنا لداود سليمان ووهبنا لداود سليمان اي انعمنا به عليه واقرن به عينه نعم العبد سليمان عليه السلام فانه اتصف بما يجب والمحبة والذكر والدعاء والتضرع والاجتهاد في مرضات الله وتقديمهما وتقديمها على كل شيء ولهذا لما عرضت عليه الخيل والجهاد اي التي وصفها الصفون وهي رفع احدى قوائمها عند الوقوف وكان لها منظر رائق وجمال معجيب خصوصا المحتاج اليها كالملوك فما زالت تعرض عليه حتى غابت الشمس بالحجاب فالهته عن صلاة المساء وذكره فقال ندما على ما مضى منه وتقربا الى الله ما الهاهم عن ذكره تعظيما لحب الله ايا اثرتم حب الخليل الذي هو المال عموما وفي الموضع موعد الخيل وفي الموضع المراد الخيل عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي فرد فطفق فيها مسحا بسم الله اي جعل يعقرها بسيفه في سوقها واعناقها ولقد فتنا سليمان ابتليناه واختبرناه بذهب ملكه ان يسأله بسبب خلل اقتضته الطبيعة البشرية والقينا على كرسيه شيطانا الله وقدر ان يجلس على كرسيه ملكه وتصرف في الملك في مدة سليمان ثم ناب سليمان الى الله تعالى وتاب ما ذكره المصنف من انه عقر الجياد فهذا فيه نظر الا ان يكون المقصود عقرها تقربا الى الله فهذا صحيح اذا كان المقصود انه عقرة تقربا الى الله بلحمها ودمها فهذا صحيح وايضا قصة القاء الكرسي على الجسد ان الشيطان حكم في ملك سليمان فهذا باطل هذا من قصص الاسرائيليات الصواب في هذا ولقد فتنا سليمان والقينا على كرسيه جسدا ما جاء في الحديث الصحيح ان سليمان عليه السلام قال لاطوفن الليلة على نسائي ولا يولد لي مئة من الولد يجاهدون في سبيل الله فقاله آآ عبد عنده عبد صالح قل ان شاء الله فنسي فما رزق الا بنصف ولد ولد له على فراشه. فهذا المقصود بورقين على كرسيه جسدا نعم فقال ربي اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي انك انت الوهاب فاستجاب الله له غفر له ورد عليه ملكه وزاد ملكه وزاد وزاده ملكه كان لم يحصل يهدي من بعده وهو تسكن الشياطين له يبنون ما يريد ويغصونه الدر والحلي ومن عصاه منه فقر قرنه في الاصفاد واوثقه وقلنا له هذا عطاؤنا فقر به عين وفم على من او امسك من شئت بغير حساب اي لا حرج عليك بذلك ولا حساب لعلمه تعالى بكمال عبده محسن احكامه ولا تحسبن هذا لسليمان في الدنيا دون ولهذا قال ما من الفوائد والحكم في قصد داود وسلمان عليه وسلم فانها ان الله تعالى يقص على ابيه محمد صلى الله عليه وسلم اخبر من قبله ليثبت فؤاده لتطمئن نفسه ويذكر له عباداتهم وصبرهم وشدة صبرهم وانابة نشوقه الى ما فاتت بهم والتقرب الى الله الذي تقربوا له وصنعنا ذا قومه ولهذا في هذا الموضع لما ذكر تعالى ما ذكر من اذية قومهم وكلامهم فيه وفيما جاء به امره بالصوم ان يذكر عبده داوود فيتسلى به ومنها ان الله تعالى يمدحه ويحب القوة بطاعته قوة القلب والبدن فانه يحصل منها من اثار الطاعة وحسنها وكثرتها ما لا يحصل من الوهن وعدم القوة وان العبد يمر له تعاطي البطانة المخلة بالقوة المضعفة للنفس. ومنها ان الرجوع الى الله في جميع الامور والاوصاف وليهتدي بهداهم السالكون بهداهم السالكون اولئك الذين هدى الله فجهداهم اقتده ومنها ما اكرم الله عليه السلام من حسن الصوت العظيم الذي جعل الله بسببه الجبال الصم والطيور البهم يجاوبنه اذا رجع صوته بالتسبيح ويسبحن معه بالعش والاشراق ومنها ان من اكبر نعم الله العبد ان يرزقه العلم النافع ويعرفان الحكم والفصل بين الناس كما امتن الله بها عبده وداود عليه السلام بها اعتناء الله تعالى عندما يقع منهم بعض الخلق بفتنته اياهم وابتلائهم بما به يزول عنه عنهم المحذور ويعودون الى اكمل من حالتهم الاولى كما جرى داوود مسلما عليهم السلام ومنها ان النبي صلوات الله وسلامه عليهم معصوما من الخطأ فيما يبلغون عن الله تعالى ان مقصود الرسالة ليحصل له الا بذلك وللنودق وانه قد يجري منهم بعض مقتضيات الطبيعة من المعاصي ولكن الله يتداركهم ويبادرهم بلطفه. ولا هذه المسألة خلافية هل الانبياء عليهم الصلاة والسلام تجري عليهم المعاصي اما الكبائر فجمهور اهل السنة انه لا تجري عليهم الكبائر وانهم معصومون منها واما الصغائر ففيها خلاف ومن اهل العلم من يقول ان الانبياء لا تجري عليهم لا الصغائر ولا الكبائر وانما تجري عليهم خلاف الاولى نعم محرابه لخدمة ربه ولاهله سواء الخصمان عليه المحراب لانه كان اذا خلف في محراب الاية احد فلم يجعل كل وقته للناس مع كثرة ما يرد عليه من الاحكام بل جعله وقتا ان يخلو به في ربه وتقر عينه وتعينه على الاخلاص في جميع في جميع اموره ومنها النوم استعمال الادب في الدخول على الحكام وغيره فان خصم لما دخل داود في حالة من غير الباب المعهود فزع منهم وسد عليه ذلك ورآه غير غير لائق بالحال. ومنها انه لا يمنع الحاكم من الحكم بالحق سوء وادى بالخصم وفعله ما لا ينبغي. ومنها كمال حلم داوود عيسى فانه ما غضب عليهما حين جاءوا باريسنا وهو وهو الملك ولا ولا ومنها جواز قول المظلوم من ظلمه وانت ظلمتني او يا ظالم ونحو ذلك او باغ عليه قوم اخصمان بغى بعض على بعض المنصوحة ولو كانت قبيل القدر الى العلم عقب الحكم بالحق بالحق الصرف ومن ان المخاصم والاصحاب كثرة التعلقات الدنيوية والمالية موجبة بالتعادل بينهم وبغي بعضهم على بعض وانه لا لا ايرد عن لا يرد عن ذلك الا استعمال تقوى الله والصبر على الامور والعمل الصالح. وان هذا من اقل شيء في الناس. ومنها ان الاستغفار والعبادة خصوصا الصلاة من مكفرات فان الله اردنا مغفرة ذنب داوود على استغفاره وسجوده. ومنها اكرام الله لعبده داوود عليه السماوات داوود وسليمان بالقرب منه وحسن الثواب. والا يظن ان ان ما جرى لهما منقص لدرجة منقص من درجة ما عند الله تعالى وهذا مخلصين وانه اذا غفر لهم ذنوبهم ازال الاثار يقع في ظلم الخلق فانهم اذا علموا بعد بعظ ظنهم وقع في ظروف نزولهم عن درجة ملواة فزال الله تعالى هذه الاثار وما ذلك بعزيز على الكريم الغفار ومنها ان الحكم بين الناس فلا نذير ابلغ من ندرته صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر اختصام فقال اذ قال ربك للملائكة على وجه الاخبار اني خالق بسرا اي مادة من طين فاذا سويتموه اي سويت اسمه وتم ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين خلقه الهوى فالحكم بالحق يقتضي العلم بالامور الشرعية والعلم بالاصول في القضية المحكوم بها في الحكم الشرعي فالجاهل باحد الامر لا يصلح للحكم ولا يحل له الاقدام عليه ومنها انه ينبغي للحاكم ان يحذر الهوى يجعله منه على بال فان نفوسنا تخلو من ويجاهد نفسه بان يكون الحق مقصوده وان يلقي عنه وقت الحكم كل محبة او بضل لاحد الخصمين. ومنها ان سليمان عليه السلام منن الله عليها اذ وهبه له وان من اكبر نعم الله على عبده ان يهب له ولدا صالحا فان كان علما كان نورا على نور. ومنها تناوله كثرة غير الله ان يمن عليهم بصالح الاعمال وكامل الاخلاق ثم يثني عليهم بها وهو المتبطل الوهاب ومنها تقضي مسلما محبة الله تعالى على محبة كل شيء ان كلما شغلنا العبد عن الله فانه مشؤوم مذموم فليفارقه وليقبل على ما هو ينفع له. ومنها ان نلقى الله خيرا منه فسليمان عليه السلام الصائمات المحبوبة للنفوس تقديم محبة الله شياطين اهل الاقتداء لا يريد الا العدل لا بخلاف نبي العبد فانه تكون ارادته التابعة لامر الله فلا يفعل ولا يترك الا ولا يترك الا بالامر كهاي نبينا صلى الله عليه وسلم وثقوا مع عبدنا ايوب انا لرب واني مسني الشيطان بنصب وعذاب الايات اي واذكر في هذا الكتاب ذكرا ذي الذكر عبدا ايوب باحسن الذكر واثني عليهم احسن فصبر بامر مشق متعب ومعذب وكان سلط على جسده فنفخ فيه حتى تقرح ثم تقيح بعد ذلك واشتد بينه وكذلك هلك اهله وماله فقيل له اركض برجلك ان يضرب بالارض بها ان ينبع لك منها اعين تغتسل منها وتشرب فيذهب عنك الضر والاذى ففعل ذلك فذهب عن الضر وشفاه الله تعالى ووهبنا له اهله قيل انا الله تعالى احياهم له ومثلهم معهم في الدنيا واغناه والله واعطاه مالا عظيما رحمة منا بعبدنا ايوب حيث صبر فاتبناه من رحمة اتى ومن عدل واجله وذكرى وخذ بيدك ضغت اي حزمة شراميخ فاضرب بها ولا تعنف قال فسروها وان كان في مرضه وضره قد غضب قد غضب على زوجته في بعض الامور فحلف ان شفاه الله لانشفه الله ليضربنه مئة جلدة فلما شفاه الله وكانت امرأته صائعة محسنة اليه رحمها الله ان يضربها بضغث فيه مئة ضربة واحدة فيبر يمين في يمينه انا وجدناه ايوب صابرا اي ابتليناه بالضرر العظيم فصار لوجه الله تعالى نعم العبد الذي كمل مراتب واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويقومه الليل على عبادة الله تعالى والابصار اي البصيرة بالاناه وصفهم بالعلم النافع والعمل الصالح الكثير انا اخلصناهم بخالصة عظيمة وخصيصة جسيمة وهي ذكرى الدار اجعلنا ذكر الدار الاخرة في قلوبهم والعمل لها صفوة وقتهم والاخلاص ومراقبة لله وصفهم الدائم وجعلناهم ذكر الدار يتذكر باحوالهم متذكرون ويعتبر بهم المعتبرون ويذكرون باحسن الذكر وانهم عندنا لمن المصطفين الذين اصطفاهم الله من صفوة خلقه الاخيار الذين لهم كل خلق كريم وعمل مستقيم. واذكر اسماعيل ويسعون وكل من الاخيار هذا الذكر واذكر هؤلاء الانبياء باحسن الذكر او اثني عليهم احسن اثنان فان كلا منهم من الاخيار الذين اختارهم الله من الخلق واختار لهم اكمل الاحوال من الاعمال والاخلاق والصفات العميدة والاخصال السديدة هذا الزكية وما نشر له من الثانوي بين البرية فهذا نوع من انواع الذكر وهو ذكر اهل الخير ومن انواع الذكر ذكر الجزاء الخير واهل الشر ولهذا قال وان المتقين لحسن مآب الايات. حسنا ومرجعا مستحسنا ثم بصره وبصره فقال جنات عدن اي جنات ايقاظ جنات قامت لا يبغي اسرائيل ابدا منها من جمالها من نعيمها وليسوا بخالدها منها ولا بمخرجين مفتحة لهما والابواب النوبة الثانية لاجلهم ابواب نازلة ومساكن لا يحتاجون ان يفتحوا ها هم بل هم مخدومون. وهذه ايضا على الامان التام وانه ليس في جنات عدن ما يؤدي ان تغلق لاجله الابواب اقوامها متكئين فيها على ارائك المزينات والمجالس المدخربات يدعون فيها ان يأمرون خدامهم ان يأتوا باكلهم كثيرة ويشربوا من كل ما تشتهي نفوسهم وتلذ اعينهم وهذا يدل على كمال والطمأنينة وما من لذة وعنده من ازواجهم هم حور العين قاسم واصناعة طرفهن على ازواجهن وطرف ازواجهن عليهن لجمالهن لجمالهم كلهم ومحبة كل منهم والان الاخر وعدم ليس قبلهم شيء فاخذ اهل الاعتزال من هذا فاخذ اهل فاخذ اهل الاعتزال من هدية ونحوها انه مخلوق من اعظم الجهل فانه تعالى لم يزل باسمائه وصفاته ولم يحدث له صفة من صفاته ولم يكن معطلا عنها روحه لغيره لا يبغي لصاحبه بدن ولا عنه عوضا اتراب اي على اسم واحد اعدل سن الشباب واحسنه ولده هذا ما توعدون ايها المتقون ليوم الحساب جزاء جزاء على اعمالكم الصالحة ان هذا لرزقنا الذين اوردناه على اهل دار النعيم ما له من نفان اي ما له من نفاذ اي انقطاع بل هو دائم مستلم في جميع الاوقات متزايد في جميع الانات الملك الديان الجليل الجميل المنان ذي الفضل الباهر والكون المتواتر الذي لا تحصى نعمه ولا يحاط ببعض بره ثم قال تعالى هذا وان للطاغين لشر ما بالايات. هذا جزاء ما وصفناه وان للطاغين اي للمتجاوزين للحد في الكفر والمعاصي لشر ما قبل ثم غسله فقال جهنم التي جمع فيها كل عذابها وانتهى قرها يصلونها ان يعذبون فيها عذاب يحيط بهم كل وجه له من فوقهم ظلم من نار ومن تحتهم ظلل فبئس المهاد المعد لهم مسكنه هذا المهاد هذا العذاب الشديد والخزي والفضيحة والنكار يذوقوه حميم ماء حار قد اشتد حره يشربونه فيقطع معهم غساق وهو اكره ما يكون من طيح مر المذاق الرائحة واخر من شكله اي من نوعه ازواج اي عدة اصناف من اصناف العذاب يعذبون ويخزون بها وعند تواردهم على النار يشتم بعضهم بعضا يقول بعضهم لبعض هذا فوج مقتحم معكم النار ذا مرحبا بهم انهم صانوا النار قالوا اي الفوج المقبل المقتحم بل انتم لا مرحبا بكم انتم قدمتم والعذاب لنا بدعوتكم لنا وفتنتكم وتسببكم فبئس القرار قرار الجميع قرار السوء والشر. ثم دعوى المؤمن لهم فقالوا يا رب قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا وضعفا في النار. وقالت لا تغرق لكل ضعف ولكن لا تعلمون وقالوا هم وهم في النار ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم الاسرى. اي كنا نزعم انهم الى اسرائيل مستحق لعذاب الله وهم يؤمنون تفقدهم تفقدهم اهل قبحهم الله هل يرونهم بناية اتخذناهم سقيا ام زاغت عنهم الابصار اي عدم رؤيتنا لهم دائما بيننا اما اننا غارظون في في عدنا اياهم الاصرار بل هم الاخيار وانما كلامنا لهم باب السخرية وهذا هو الواقع كما قال تعالى النار انه كان فريق من عبادي يقولون ربنا امنا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الراحمين. فاتخذتموه سخريا حتى انسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون. والامر الثاني انهم لعلهم زاغت ابصارنا عن رؤية معنا في العذاب والا فهم معنى معذبون ولكن تجاوزت ولكن تجاوزتهم ابصارنا ليحتملهن هذا الذي في قلوبهم فتكون العقائد التي اعتقدوها في الدنيا وكثرة ما حكموا اهل الايمان بالنار تمكنت من قلوبهم وصارت صبغة لها فدخلوا النار وهم بهذه الحياة فقالوا ما قالوا ويحتمل ان كلامهم هذا كلام تمويه كما موهوا به في الدنيا موهوا حتى في النار ولهذا يقول اهل الاعراف لاهل النار اهؤلاء الذين قسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف ولا انتم تحزنون. قالت انا مؤكدا ما اخبر به وهو اصدق القائلين. ان ذلك الذي ذكرت لكم لحق ما فيه شك ولا من تخاصموا اهل النار قل انما انا منذر الايات. قل يا ايها الرسول قل يا ايها الرسول هؤلاء المكذبين ان طلبوا منك ما ليس لك ولا بيدك. انما انا منذر هذا نهاية ما عندي واما الامر فلله تعالى ولكني امركم وانهاكم ووحدتكم على خير وازوركم عن شر فمن اهتدى فلينفسه ومن ضل فعليها. وما من اله الا الله هو يعبد بحق الوحدة فلا يكونوا قهارين فيكون قهارين متساويين في قهرهما ابدا. فالذي يقرأ جميع الاشياء وهو الواحد الذي لا نظيره وهو الذي يستحق ان يعبد وحده كما كان ظاهرا وحده وقرر ذلك ايضا بتوحيد ربويته قوة التي بها خلق المخلوقات العظيمة. ويستحق ان يعبد دون من لا يخلق ولا يرزق ولا يضر ولا ينفع ولا يملك الا من شيء وليس له قوة الاقتدار ولا بيده مغفرة الذنوب والاوزار نبأ عظيم اي ما انبأتكم به من البعث والنشوء الاعمال خبر عظيم كانه ليس امامكم حساب فان شككتم في قولي وامتريتم في خبري فاني اخبركم باخبار لا علم لي بها ولا درستها في كتاب فاخباري بها على وجه من غير زيادة او لا نقص اكبر شاهد لصدقه وادل دليلا على حق ما جئتكم به ولهذا قال ما كان لي من علم بالملأ الاعلى اي الملائكة اذ يقتسمون لولا تعليم الله ظاهر النذارة جليها توطن الملائكة او قوام انفسهم على ذلك حين يتم خلقه ونفخ الروح في امثال ربهم واكراما لادم عليه السلام فلما تم خلقه في بدنه يمتعنا الله هذا والملائكة في العلم وظهر فضله عليه وامرهم امرهم الله بالسجود فسجدوا كلهم مجمعون الا ابليس لم يسجد استكبر ان من ربه ادم وكان من الكافرين في علم الله تعالى فقال الله تعالى الخصيصة التي اختص بها التي اختص بها عن سائر الخلق وذلك يقتضي علامات التكبر عليه استكملت في امتناعك ام كنت من العابين؟ قال ابليس انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين. وبزعمه ان عصر النار وهذا مقياس الفاسد فان عصر النار مادة الشر والفساد والعلو والطيش والخفة وعنصر الطين مادة الرزنة والتواضع اخراج انواع الاشجار والنباتات وهو النار ويطفئها والنار تحتها الى مادة تقوم بها والطين قائم بنفسه. فهذا قياس شيخ القوم الذي عارض به الامر الشفاهية من الله قد تبين غاية وبطلانه فما بالك فانها كلها اعمى بطلا وفسد منها القياس فقال الله له اخرج منها اي من السماء والمحل الكريم فانك رجل اي مبعد مدحور وان عليك لعنة طرد وابعاده الى يوم الدين دائما حيث اقتضت حكمته ذلك انك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم. حين تستكمل الذرية ويتم الامتحان فلما انه منظر بادى ربه من خبثه بشدة على وجه ربه ولادم وذريته فقال فبعزتك لاغوينهم اجمعين يحتمل ان الباء القسم وانه اقسم بعزة الله ليغنهم كلهم اجمعين الا عبادة مخلصين علم علم ان الله سيحفظهم من كيده ويحتمل ان الباء الاستعاذة انه لما علم وعزمك لوجه وانه لا يضل لا يضل احدا الا بمشيئة الله تعالى فاستعان بعزة الله عليه وذرية ادم هذا وهو عدو الله حقا ونحن يا ربنا العاجزون والمقصرون والمغرون لك بكل نعمة ذرية من شر وقفته وكرمته فنستعين بعزتك العظيمة وقدرتك ورحمتك الواسعة لكل مخلوق ورحمتك التي اوصلت اوصلت الينا اوصلت الينا بها ما وصلت من النعم الدينية والدنيوية وصرفت بها ما عنا صرفت من النقم ان تعيننا على محاربته وعداوته والسامة من شره باجرته ونحسن الظن بك ان تجيب دعائنا ونؤمن بوعدك الذي قلت لنا وقال ربكم ادعوني استجب لكم فقد هناك كما امرتنا فاستجب لنا كما وعدتنا انك لا تخلف الميعاد. قال الله تعالى بالحق والحق اقول اي الحق وصفي والحق قولي لاملأن جهنم منك وممن سمعك منهم اجمعين. فأما بين الرسول الدين والضحى لهم السبيل قال الله له قل ما اسألكم عليه اي على دعائي اياكم من اجلي وما انا من المتكلفين ادعي امرا ليس لي هو ما ليس لي به علم لا اتبعه الا ما يوحى ان هو اي هذا الوحي والقرآن الا ذكر للعالمين. يتذكرون به كل ما ينفعه من مصالح ودنياهم فيكون شرفا ورفعة للعالمين به. واقامة واقامة حجة على المعاندين. فهذه السورة العظيمة مشتملة على الذكر والنبي العظيم واقامة الحجج والبراهين على من كذب بالقرآن وعرضه وكذب من جاء به والاخبار عن عباد الله المخلصين فلهذا اقسم في اولها بانه ذو الذكر ووصفه في اخرها بانه ذكر للعالمين. واكثر التذكير بما بها فيما بين ذاك قوله واذكر عبدنا واذكر عبادنا منا وذكرى هذا ذكر. اللهم علمنا منه ما جهلنا وذكرنا منه ما نسينا نسيان غفلة ونسيان لا ترك ولتعلمن نبأه اي خبره بعد حين. وذلك حين يقع عليهم العذاب وتتقطع عنهم الاسباب. تم تفسير تم تفسير سورة صاد الحمد لله اخوانكم في اللجنة العلمية بمسجد عائشة المحري يعلنون عن الدورة التأصيلية الاولى ان شاء الله دور التأصيل الاولى اه تبدأ الدراسة فيها من ثلاثة وعشرين ذي الحجة مع الفصل القادم اربعة وعشرين تسعة بين ستعشر ان شاء الله تعالى يوزع عليك بالاوراق بعد ذلك تشوفون اه نكمل حيث وقفنا على تفسير سورة الزمر قال رحمه الله تعالى تفسير سورة الزمر وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم من تكلم به ونزل معه منه وانه نزل من الله العزيز الحكيم اي الذي وصفه الالوهية للخلق وذلك لعظمته وكماله وكماله والعزة التي طهر بها كل ما وذل له كل شيء والحكمة في خلقه ومنه فالقرآن نازل ممن هذا وصفه والكلام وصف للمتكلم والوصف يتبع الموصوف فكما ان الله تعالى من كل وجه الذي لا مثيل له فكذلك كلامه كامل من كل وجه لا مثيل له. ويا هذا وحده كاف في وصف القرآن دال على مرتبته. ولكنه ما عاد زاد بيانا كماله ممن نزل عليه وهو محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو اشرف الخلق فعلم انه اشرف القطب وما انزل به وهو الحق فنزل بالحق الذي لا مرية فيه لاخراج الخلق مظلومات من النور ونزل مشتملا على الحق في اخباره الصادقة فكل ما دل عليه فهو اعظم انواع الحق من جميع المطالب العلمية وما بعد الحق الا الضلال. على الحق لهداية الخلق على اشراف فيه النعمة وجلت ووجب القيام والشكر لله. فلهذا قال فاعبد الله مخلصا له الدين اي اخلص لله تعالى جميع دينك من الشرائع الظاهرة والشرائع الباطنة الاسلام والايمان والاحسان بان تفرد الله وحده بها وتقصد بها وجهه لا غير ذلك من المقاصد. الا له الدين الخالص وبيان انه تعالى كما انه له الكمال كله وله التوكل على عباده بجميع الوجوه. فكذلك له الدين الخالص الصافي من جميع الشوائب فهو الدين الذي ارتضاه لنفسه وارضاه لصفوة وامرهم به لانه يضمن لله في حبه وخوفه رجائه والانابة اليه في عبودية والانابة اليه في تحسين مطالب عباده وذلك الذي يصلح القلوب ويزكيها ويطهرها دون الشرك في شيء من العبادة فان الله بريء منه وليس لله بشيء فيه شيء فهو اغنى الشركاء عن الشرك وهو موصل للقلوب ارواح الدنيا والاخرة مشق للنفوس وغاية غاية الشقاء فلذلك لما امر بالتوحيد والاخلاص نهى عن الشرك به واخبر بذنبه من اشرك به فقال والذين اتخذوا من دونه اوليائك وان يتولونهم عبادتهم وعدعاهم متعذبين انفسهم وقائلين ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفاء لترفع لترفع حوائجنا لله وتشفع لنا عنده والا فنحن نعلم انه لا تخنق ولا ترزق ولا تملك يكون من الامر شيئا اي فهاؤلاء قد تركوا ما امر الله بهم الاخلاص على اعظم المحرمات وهو الشرك. وقاسوا الذي ليس بمثله شيء المالك العظيم بالملوك وزعموا الفاسدين ابن باز كما انه لا يوصل اليهم الا بوجهاء وشفعاء ووزراء يرفعون اليهم حوائجهم ويستعطفونهم عليهم ويمهدون لهم الامر في ان الله تعالى كذلك وهذا القياس من افسد الاقيسة وهو يتضمن التسوية بين الخالق والمخلوق مع ثبوت الفرق العظيم عقلا ونقلا وفطرة فان الملوك انما يحتاج للوساطة بينهم وبين الله عليهم انهم لا يعلمون احوالهم فيحتاج من يعلموهم باحوال من يعلمهم باحوالهم وربما يكون في علومهم لصاحب العدد فيحتاج ان يعطفهم عليه ويسترحمه له ويحتاجون الى الشفعاء والوزراء ويخافون منه ويقضون حوائج من توسقوا لهم مراعاة لهم مداناة لاخواطهم وهم ايضا فقراء قد يمنعون لما يخشون الذي لا يحتاج من يخبره باحوال رعيته وعباده وهو تعالى الراحمين واجود الاجودين لا يحتاج الى احد من خلقه يجعله راحم للعباد بل هو ارحم بهم من انفسهم ووالديهم وهو الذي يحثهم ويدعوهم الى الاسباب التي ينالون بها رحمته من مصالحهم ما لا يريدونه لانفسهم وهو الغني الذي له الغنى التامن اذا اجتمع الخلق من اولهم واخرهم في صعيد واحد فاسألوه فاعطى كلا منهم ما اساء لو تمنى لم ينقصوا لم ينقصوا غناءه شيئا فلم ينقص مما عنده الا كما ينقص البحر اذا غمس في اذا غمس اذا غمس فيه المخيط وهو جميع الشفعاء يخافونه فلا يشفع منهم احد الا باذنه وشدة ولهذا قال حاكما بين الفريقين المخلصين والمشركين ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه النار ان الله لا يهدي اي لا يوفق للهداية الى الصراط المستقيم. من هو كاذب كفار اي وصفه الكذب الكفر بحيث تأتيه المواعظ والايات ولا يزول عنه ما اتصف به ويريه الله الايات فيجحدها ويكفر بها ويكذب فهذا انى له الهدى وقد سد على نفسنا على نفسه الباب وعوقب بان طبع الله على قلبه فهو لا يؤمن لو اراد الله ان يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار. اي لو اراد الله ان يتخذ كما زعم ذلك من زعمه من سبل الخلق نصرا مما يخلق ما يشاء اي لا اصطفى بعض مخلوقاته التي يشاء واصطفائه واختص واختصه لنفسه وجعل له منزلة الهدي ولم يكن حاجتهم الى اتخاذ الصاحبة سبحانه وما ظنه به الكافرون ونسبه اليه يوحدونه والله الواحد القهار الواحد بذاته وفي اسمائه وفي الصفات وافعاله فلا شبيه له بشيء من ذلك ولا مماثلا فلو كان له ولد لاقتضى ان يكون في وقت من الاوقات والشاهد من هذا ان الله تعالى اخبر عن نفسه كلمة انه خير من جميع العالم العلوي والسفلي وانه على كل شيء وكيل لابد فيها من علم له بجميع وحدته لانه بعضه وجزء منه قهار لجميع العالم العلوي والسفلي. فلو كان له ود لم يكن مقهورا ولا كان له الا مع ابيه مناسبة له وحدته تعالى وقومه ووحدته تعالى فالواحد لا يكون الا طهارا والقهار لا يكون الا واحد وذلك ينفي الشركت له من كل قد خلق الله خلق السماوات والارض بالحق من كبر الليل والنهار يؤثر النهار على الليل الايات يخبر تعالى انه خلق السماوات والارض اي بالحكمة والمصلحة وليأمر العباد وينهاهم ويثيبهم ويعاقبهم ويكون ليل نهارا ليدخلوا كلا منهما على الاخر ويحله محله فلا يجتمع هذا وهذا بل اذا اتى احدهما انعزل الاخر عن سلطانه وسخر الشمس وان قام بتسخير منظم وسير متقن كل من الشمس والقمر يجيه متأثرا وهو انتظام هذه الدار وخرابها فيخرب فيخرب الله آلاتها وشمسها وقمرها وينشر الخلق نشأة جديدة ليستقروا في نار ضرار الجنة او النار الا هو العزيز الذي لا يغالب القاهر لكل شيء الذي لا يستعصي عليه شيء من عزته او جدل هذه المخلوقات العظيمة الغفار لذنوب عباده التوابين المؤمنين كما قال تعالى ثم اهتدى الغفار لمن اشرك به بعدما رأى من اياته العظيمة ثم ومن عزتي ان خلقكم من نفس واحدة عن على كثرتكم وان تشاركوا في انحاء العالم ثم جعل منها زوجها وذلك ليسكن اليها وتسكن اليها وتتم بها ذلك النعمة من نعمه خلقها بقدر تنزل منه رحمة رحمة بكم ثمانية ازواج وهي التي ذكرها في سورة النعيم ثمانية ازواجا من الضأن اثنين المعزي اثنين من الابل اثنين والبغل اثنين وخصهم بالذكر مع انه انزل من صالح عباده من البهائم غيرها لكثرة نفيها واختصاصها لا يصلح غيرها كالاضحية والهدي والعقيقة وجوب الزكاة في يوم اختصاصنا بالدية ولما ذكر ولما ذكر خلق ابينا وامنا فقال يخلقكم في بطون امهاتكم خلقا من بعد خلق اي طور ومن بعد وانتم في حال لا يد مخلوق تمسكم ولا عين تنظر اليكم وهو قد رباكم بذلك المكان الضيق في ظلمات ثلاث ظلمات في البطن ثم ظلمة الرحم ثم ظلمة المشيمة ذلكم الذي خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر وخلقتهم وخلقا لكم الانعام والنعم. الله ربكم اي المألوف المعبود الذي رباكم ودبركم فكما انه الواحد في خلقه وتربيته لا شريك له في ذلك فهو الواحد في الوهيته لا شريك له ولهذا قال لا اله الا هو فالنها تصرفون بعد هذا البيان ببيان استحقاق الاخلاص وحده الى عبادة التي لا تدبر شيئا وليس لها من الامر شيء. ان تكونوا فان الله غني عنكم لا يضره كفركم كما لا ينتفع بطاعتكم ولكن امره ونهيه لكم محض فضله واحسانه عليكم ولا يرضى لعباده الكفر لكمال احسانه به وعلمه ان الكفر يشقيه من شقاوة لا يسعدون بعدها وهي انه خلقهم لعبادته فهي الغاية التي خلق لها فلا يرضى ان يدعو وما ان يدع ما خلقهم لاجله وان تشكروا لله بتوحيده واخلاص الدين له يرضاه لكم برحمته بكم ومحبته الاحسان اليكم ولفعلكم ما خلقكم لاجله. وكما انه لا يهضم بشرككم ولا ينتفع باعمالكم وتوحيدكم كذلك كل واحد منكم له عمله وان شاء الله ولا تزره وازرة وزر اخرى احاط به علمه وجرى عليه قلمه وكذبته الحفظة وكتبته عليكم الحفظة الكرام وشهدت به عليكم وجوارحه فيجازي كلا منكم ما يستحقه انه عليم بذات الصدور اي بنفس الصدور وما او فجور والمقصود من هذا الاخبار بالجزاء وبالعدل التام. واذا مس الانسان ضرعا ربه منيبا اليها الاية يخبر تعالى عن كرمه بعبده واحسانه وقلة شكر عبده وانه حين يمسهم الضر من مرض او فقر او وقوع في كربة في كربة بحر او غيره انه يعلم انه لا ينجيه في هذه الحال الا الله فيدعو ويستغيث به في كشف ما نزل به ويلح وجه ذلك ثم اذا خوله الله نعمة منه بانكشف ما به من الضر والكربة نسي من كان يدعو اليه من قبل واي نسي ذلك الظلم الذي اصابه ضر واستمر على شركه وجعل لله يندادا ليضل عن سبيله ليضل به عن الضلال ام النار فلا يغنيك ما تتمتع به اذا كان المآل النار افرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ماء اغنى عنهم ما كانوا يمتعون. ثم قال تعالى امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه الاية هذه مقابلة بين العمل بطاعة الله وغيره وبين العالم والجاهلي وان هذا من الامور التي تقرر في العقول تباينها وعلم علما يقينا تفاوتها فليس عن طاعة ربه المتبع لهواه كمن هو قانت. اي مطيع لله وافضل العبادة وهي الصلاة وافضل الاوقات وهي اوقات الليل فوصفه بكثرة العمل وافضله ثم وصفه وذكر انه ان معلق الخوف عذاب النار على ما سلف من الذنوب وان متعلق الرجاء رحمة الله عن الظاهر والباطن ولا ليسته الذين يعلمون ربهم ويعلمون دينه الشرعية ودينه الجزائية وماله في ذلك من الحكم. والذين لا يعلمون شيئا من ذلك لا يستوي هؤلاء ولا هاؤلاء كما لا يستوي الليل والنهار الظلام والماء والنار انما يتذكر اذا ذكروا اولوا الالباب اي اهل العقول الزكية الذكية فهم الذين يؤثرون على الادنى ويؤثرون العلم على الجهل وطاعة الله على مخالفة انا له هم عقولا ترسلهم النظر في العواقب بغلاف من لا لبن له ولا عقل فانه يتخذ الهه وواه قل يا عبادي الذين امنوا اتقوا ربكم الاياء قل مناديا لاشرف الخلق عامرا لهم بافضل الاوامر وهي التقوى ذاكرا لهم السبب الموجب للتقوى وهي رؤية الله لهم وانعم عليهم المقتضي ذلك مما يتقوا من ذلك ما من الله عليه به والايمان فانه وجب كما تقولون ايها الكريم تصدق في الدنيا فقال للذين احسنوا الحسنى الذين احسنوا في هذه الدنيا بما اتى بهم لهم حسنة رزق واسع ونفس مطمئنة كما قال تعالى من عباده بارض فهاجروا الى غيرها تعبدون فيها ربكم وتتمكنوا من اقامة دينكم ولما قال للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة وكان لبعض النفوس مجالا في هذا الموضع وهو ان النص طعام انه كل من احسن فله في الدنيا حسنة فما بال من امن في ارض يضطهد فيها ويمتنع لا يحسنه ذلك ودفع هذا الظن بقوله وهنا بشارة نص عليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لا تزال رائحة من امتي على الحق ظاهر لا يضر من خذلهم ولا من خلفهم حتى يأتي امر الله وهم على ذلك تسيير اليه هذه الاية وترمي اليه من قريب وهو انه تعالى اخبر ان ارضه واسعة فمهما منعتم من عباده بموضع فهاجروا الى غيرها وهذا عام في كل زمان ومكان فلابد ان يكون لكل مهاجر ملجأ من المسلمين يلجأ اليه موضع يتأكد من اقامته من اقامة دينه فيه انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وهذا عام في جميع انواع الصبر والصبر على اقدام الله المؤلمة فلا يتسخطها وصبر عن معاصيه فلا يرتكبها والصبر على طاعته حتى يؤدي ذهب وعد الله الصابرين اجر بغير حساب اي بغير حد ولا عد ولا مقدارهما ذلك الا الا لفضيلة الصبر ومحله عند الله وانه معين على كل الامور ان نعبد الله مخلصا له الدين اي قل يا ايها الرسول ان الداعي الهادي لخلقنا اني اول من ائتمر بما امر به واول من اسلم وهذا الامر لا بد من ايقاعه بمحمد صلى الله عليه وسلم وممن زعم انه اسمعني فلابد بالاسلام ولابد من الاسلام في الاعمال الظاهرة والاخلاص لله في الاعمال الظاهرة الباطنة قل اني اخاف ان عصيت ربي فيما امرني به من اخلاص والاسلام عذاب يوم عظيم يخلد فيه من اشرك ويعاق وفيه من عصاه ولله اعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه كما قال تعالى قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولي دين. قل ان الخاسرين هم الذين خسروا انفسهم حيث حرموا الثواب تحقت بسبب مخيم العقاب واهليهم يوم القيامة فرق بينهم وبينهم الحزن. الذي ليس مثله وهو خصوان مسلم لا ربح بعده بل ولا سلامة. ثم ذكر شدة ما يحصل له من يشقان فقال لهم من فوقهم بلل من النار ومن تحتهم من فوق من نار. اي عذاب كالسحاب العظيم ومن تحتهم ظلل ذلك الوصف الذي وصفنا به عذاب اهل النار الله به عباده يا عبادي فاتقون اي جعل ما اعدهم ما اعده من الانشقاء من عذاب داع يدعو يدعو عباده الى التقوى وزجرا عما يوجب من عذاب ربه سبحانه من رحم عباده في كل شيء وسهل لهم طوقا وصلت اليه وحثهم على سلوكها ورغبهم بكل مرض تشتغل له النفوس وتطمئن له القلوب وحذرهم من العمل غيره غاية التحذير. وذكر لهم نساء زيارة عن تركه والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدون لما ذكر تعالى وهذا من احسن الاحتراز من الحكيم العليم. لان الملح انما يتناول فانصرفت دواعيه عبادة الملك العلام ومن الشرك والمعاصي لا توحيد للتوحيد والطاعات لهم البشرى لا يقدر قدرها ولا يعلم وصفها الا من اكرمهم بها وهذا شيء من البشرى في الحياة الدنيا بالثناء الحسن والرؤيا الصالحة والعناية من الله الذي يروون في خلال انهم يريدوا الاكرام في الدنيا والاخرة ولهم البشرى في الاخرة عند الموت وفي القبر وفي القيامة وخاتمة ويبشرهم به الرب الكريم من دوام رضوانه وبره واحسانه وحلول امانه في الجنة. ولما اخبر ان له اسرة امره الله ببشارتهم وذكر وصل التحكم به بشارة فقال فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه. وهذا انس يشمل كل قول فهم يستمعون جنس قوم يميز بينما ينبغي اثر مما ينبغي اجتنابه. فلهذا كان من حزبه ما نو يتبعون احسنهم واحسنهم على اطلاق كلام الله وكلام رسوله كما قال في هذه السورة الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها الاية وفي هذه الاية نكتة وهي ولما اخبر عن هؤلاء الممدوحين انهم يستمعون القول فيتبعون احسنه كأنه قيل هل من طريق الى معرفة احسنه؟ الى الباب. وحتى نعرف ان من اثره ان انه من اولي الالباب قيل نعم احسنه ونص الله عليه بقوله الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها الاية اولئك الذين يستمعون القول فيتبعون احسنهم اولئك الذين ان هداهم الله لاحسن الاخلاق والاعمال واولئك هم اولوا الالباب اي العقول الزاكية ومن لبهم وحزبهم انهم عرفوا الحسن من غيره واثر ما ينبغي فهو على ما سواه وهذا علامة العقل بل لا علامة العقل سوى ذلك فان الذي لا يميز بين الاقوام حسنها وقبيحها ليس له من العقول الصحيحة او ليس من اهل العقول الصحيحة او الذي يميز لكن غلبت شهوته عقله فبقي عقله تابعا لشهوته فلم يؤثر الاحسن كان ناقصا العقل تنقذ من في الناريات اي فافمن وجبت عليه كلمة العذاب واستمراره على غيه وعناده وكفره فانه لا حيلة له في هدايته ولا تقدر تنقذ من في النار امه حالة لكن الغبن كل الغبن والفوز كل كل الفوز للمتقين. لكن الغبن كل الغم والفوز كل الفوز للمتقين. الذين اعد لهم كرامة وانواع النعيم ما لا يقادر قدره لهم غرف اي منازل عالية مزخرمة من حسن وصفائها انه من باطنها وباطنها من ظاهرها ومن علومها وارتمع انها ترى كما يرى الكوكب الغابر في الافق الشرقي او الغربي ولهذا قال وملاطها المسك الاظفر تجري من تحتها الانهار المتدفقة المسقية المسقية للبساتين الزاهرة والاشياء الطاهرة فتظل انواع الثمار اللذيذ والفاكهة النظيدة نزل من السماء ما ان فسمكه ينابيع في الارض الاية ثم يخرج ثم يخرج به زرعا مختلفا ونون من بر من بر وذرة وشعين وارز وغير ذلك ثم يهيج عند استكماله وحدوث افة فيه فتراه مصوما ثم اجعلوه حطاما متكسرا ان في ذلك ذكرى لاولي الالباب اللهم اجعلنا من اولي الالباب الذين نوهت بذكرهم وهديتهم بما اعطيتهم من عقول واريتهم من اسرار كتابك وبديع اياتك كما لم يصل اليه غيرهم انك انت الوهاب. ثم قال تعالى فمن شرح الله صدره للاسلام فهو على امر من ربه من شرح الله صدره للاسلام تسعى لتلقي احكام الله والعمل بها منشرح قرير العين على وسطه من امره وهو المراد بقوله فهو على نور من ربه كمن ليس كذلك بدين قومه فويل للقاسيات قلوبهم من ذكر من كتابه ولا تذكروا من اياته ويطمئنوا بذكره بل هي معرضة عن ربها ملتفتة الى غيره. فهؤلاء لهم الويل للشر والشر الكبير اولئك في ضلال مبين واي ضلال اعظم من ضلال من اعرض نوليه ومن كل السعادة في الاقبال عليه وقسى قلبه عن ذكري واقبل عنك على كل ما يضره الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها الا يخبرك عن كتابه الذي نزله انه احسن الحديث على الاطلاق فاحسن الحديث كلام الله واحسن الكتب نزلت من كلام الله هذا القرآن واذا كان هو الاحسن علم ان الفضل وافصح من الفاظ موضح وان معانيه جل المعاني انه احسن من حديث ارضه ومعناه متشابها في الحسن والائتلاف عن الاختلاف وجه من وجوه حتى انه كلما تتدبره المتدبر وتفكر فيه المتفكر حتى في معاني الغامضة ما يبهر الناظرين ويجزم بانه لا يصدر الا من حكيم عليم. هذا المراد بتشابه الموضع واما في قوله تعالى هو الذي هو الذي انزل عليك كتاب وايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. فالمراد بها التي تشتبه على فهوم كثير من الناس ولا ولا يزولها اسمه الا بردها الا المحكم ولهذا قال من هو ايات محكمات هن ام الكتاب واخرى متشابهات فجعل التشابه لبعض وهنا جعله هنا جعل وهنا جعله جعله كله متشابها اي في حسنه لانه قال احسن الحديث وهو سوء وايات والجميع يشبه بعضه بعضا كما ذكرنا مثاني اي تثنى فيه القص والاحكام والوعد والوعيد والصفات الشر وتثنى فيه اسماء الله وصفاته هذا من جلاله من جلالته وحسنه فانه تعالى ما علم وصفه فانه تعالى لما علم احتياج الخلق معانيه المزكية في القلوب المكملة الاخلاق وان تلك المعاني يقوم بمنزلة الماء لسقينا شرف كما نشر كلما بعد عهدها بسقي الماء نقصت بل ربما تلفت كلما تكرس بها حسنت واثمرت انواع الثمار النافعة فكذلك القلب يحتاج دائم الى تكرر معاني كلام الله تعالى عليه وانه لو تكرر عليه المعنى مرة واحدة في جميع القرآن لم يقع منه موقع ولم تحصل النتيجة منه تفسير هذا المسلك الكريم اقتداء بما هو تفسير له فلا تجد في الحوالة على موضع من مواضع بل كل موضع تجده في تفسيرك من المعنى غير ما مضى مما يشبهه وان كان بعض المواضع يكون ابسط من بعض واكثر فائدة وهكذا ينبغي للقانيء للقارئ للقرآن المثبت لمعانيه الا يدع التدبر في جميع المواضع منه وبينه يحصل له بسبب ذلك خير كثير ونفع غزير ولما كان هذا القرآن العظيم بهذه الجلالة والعظمة اثر وفي قلوب اولي الالباب المهتدية فلهذا قال تعالى تقشعر منه جلود الذين اغشوا ربهم بما فيهم والترهيب المزعج ثم تلين وجلودهم وقلوبهم الى ذكر الله عند ذكر الرجاء يرغبه لعمل الخير. وتارة يرهبهم من عمل الشر ذلك الذي نزله الله من تثليل القرآن فيهم هدى هدى الله اي هداية منه الايمان وهو من جملة فضله واحسانه عليهم يهدي به اي بسبب ذلك من يشاء من عباده ويحتمل ان المراد بقوله ذلك القرآن الذي وصفناه لكم هدى الله الذي لا طريق يوصي يهدي به من يشاء من عباده من حسن قصده كما قال تعالى من اتبع رضوانه سبل السلام ومن يضلل الله فما له منها لانه لا طريق ينصب اليه الا توفيق وتوفيق الاقبال على اكتافه. فاذا لم يحصل هذا فلا سبيل الهدى وما هو الا الضلال المبين والشقاء اللهم وفقه في طريق كرامته كمن كان في واستمر على حتى قدم القيامة فجاء عذاب عظيم وجعل وجهه الذي هو اشرف الاعضاء وادنى شيء من عذاب فيه وهو يتقي فيه سوء العذاب لانه قد غلت يداه ورجلاه وقيل للظالمين انفسهم بالكفر والمعاصي توفيقا تقنيعا ذوقوا ما كنتم تكسبون كذب الذي من قبله من الامم كما كذب هؤلاء فتاهم عذاب في غفلة اول نهار او هم قائلون فاذاقهم الله ذلك عذاب الخزي في الحياة الدنيا فافتضحوا عند الله وعند خلقه والعذاب الاخرة يكفرون لو كانوا يعلمون. فليحذر هؤلاء من المقام على التكليف فيصيبهم ما اصاب اولئك ولقد ضربنا للناس والحكمة في ذلك والحكمة في ذلك لعلهم يتضرعوا الحكمة من ذلك لعلهم يتذكرون. عندما نوضح لهم الحق فيعلمون ويعملون. قرآنا عربيا اي جعلناه القرآن العربي واضحا الالفاظ سهل المعاني خصوصا على العرب غير ذي عوذ اي ليس فيه خلل وما نقص به من الوجوه لا في الفاظ ولا في معناه وهذا يستلزم كمال اعتداله واستقامته كما قال تعالى الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لعلهم يتقون. الله لعلهم يتقون الله تعالى حيث سهلنا عليهم طرق التقوى العلمية والعملية في هذا القرآن العربي المستقيم. الذي ضرب الله من كل مثل ثم ضرب مثل للشرك وتوحيده فقال ضرب الله مثلا رجلا اي عبدا فيه شركاء متشاكسون فهم كثيرون وليسوا متبعين على امر من اول حالة من الحالات حتى تمكن راحته بل هم متشاكسون ومتنازعون فيه. كل له مطلب يريد تنفيذه ويريد الاخر واي غيره. فما تظن حال هذا الرجل مع هؤلاء المتشاكسين ورجلا سلم لرجل اي خالصا له قد عرف مقصوده سيد قد عرف مقصود سيده وحصلت له الراحة التامة لا يستويان هكذا المشرك فيه شركاء متجاوزون ان يدعوا هذا ثم يدعو هذا فتراه مستغلا لا يستقرون له قرار ولا يطمئن قلبه في موضع والموحد مخلص لربه قد اخلصه الله من من الشركة من الشركة لغيره فهو في اتم راحة واتم طمأنينة فهل يستويان مثلا الحمد لله على تبيين الحق من الباطن وارسال الجهال بل اكثر لا يعلمون انك ميت وانهم ميتون. اي كلكم لابد ان يموت وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد افإن مت فهم الخالدون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون فيما تنازعتم فيه فيفصل بينكم بحكمه العادل ويجازي كلا ما عمله واحصاه الله ونسوه فمن اظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق اذ جاءه الايات يقول تعالى محذرا انه اظلموا واشد ظلما من كذب ممن كذب على الله فاما بالنسبة الى ما لا يليق بجاره او النبوة او او الاخبار بان الله قال كذا واخبر بكذا وحكم كذا وهو كاذب فهذا داخل في قوله تعالى والله ما لا تعلمون ان كان جاهنا الا فهو اشنع واشنع ومن كذب دعاء ما اظلم ما اظلم ما اظلم ممن جاء به من من جاءه الحق فتكريمه ظلم عظيم منه لانه رد الحق بعد ما تبين له فان كان جمع بين الكذب وعلى الله على الله وتكذيب الحق كان ظلما على ظلم اليس في ذاك جهنم وللكافرين يحصل بهم الشفاء منهم واخذ حق الله من كل وكافر ان الشرك لظلم عظيم. ولما ذكر الكاذب المكذب وجنايتهم عقوبته ذكرا صادقا مصدقا وثوابه فقال والذي جاء بالصدق في قوله وعمله عن خبر الله احكامه وفيما فعله وانتصار الصلة وصدق به ان يبسط الى انه قد يجيء الانسان بالصدق ولكن قد لا يصدق به لمن قاله واتى به فلابد في المدح من الصوت والتصديق صدق فصدقه يدل على علمه وعدله وتصديقه يدل على تواضعه اولئك الذين الذين وفقوا للجمع بين الامرين هم المتقون التقوى ترجع الى الصدور بالحق والتصديق به. فكل ما تعلقت به ارادة ومشيئتهم من اصناف اللذات والمشتهيات انه حاصل له معد ويوم ذلك جزاء المحسنين الذين يعبدون الله كأنهم يرونه فان لم يكونوا يرونه فانهم يراهم المحسنين الى عباد الله ليكفر الله عنهم ويجزيهم اجرهم باحسن الذي كانوا يعملون عمل الانسان له ثلاث حالات اما اسوأ واما احسن او لا اسوأ ولا احسن. والقسم الاخير قسم المباحات وما لا يتعلق به ثواب ولا عقاب ولا اسوأ من المعاصي كلها احسنوا طاعتكم معنى الاية وان قوله يكفر الله عنهم اي ذنوبهم الصغار والكبار بسبب احسانهم وتقواهم ويجزيهم اجرهم باحسان الذي كانوا يعملون اي بحسناتهم كلها ان الله لا يضيع مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما اليس الله بكاف عبده يخوفونك الذين يمدون يوم يضل الله فما له من هذا الايات؟ اليس الله بكاف عبده؟ اي انيس من كرمه وجوده وعناية بعبده الذي قام بوذيته وامتثل امره واجتنب نهي وخصوصا اكمل الخلق لربه وهو محمد صلى الله عليه وسلم. فان الله تناسى فيه بامر دينه ودنياه ويدفع عنه من ناوأه بسوء ويخوفونك بالذين من دونهم الاصنام والانداد لن تنالك بسوء وهذا من غير مضارهم ومن يضلل الله فما له من هادي ومن ومن يهدي الله انه تعالى الذي بيده الهداية والنار وهو الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن اليس الله بعزيز له العزة الكاملة التي طهر بها كل شيء وبعزته يكفي عبده يدفع عنه مكرهم في انتقام ممن عصاه فاحذروا موجبات نقمته. ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولون ان الله لا ايها ان سألته الذين يخوفونك الذين من دونه واقمت عليهم دليلا من انفسهم فقلت من خلق السماوات وما لم يثبتوا لالهة من خلقها شيء من خلقها شيئا ليقولن الله الذي خلقه الله وحده قل لهم مقررا عجز الهتهم بعد ما بينت قدرة الله افرأيتم ان يخبروني ما تدعون من دون الله ان ارادني الله نورا كان هل هن كاشفات ضره بازالته او بتخفيفه من حال الى حال او ارادني برحمة يوصل الي بها منفعة في ديني او دنياي هل هن ممسكات رحمته ومانعاتها عني فيقولون لا يكشفون الضر ولا يمسكون الرحمة قل لهم بعد ما تبين الدين القاطع على انه وحده المعبود وانه الخالق للمخلوقات الضاد وحده وان غيره عاجز من كل وجه عن الخلق عن الخلق والنفع والضر مستجلبا كفايته مستدفعا مكرهم وكيده وقلة حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون اي عليه ان العذاب العظيم الذي لا يخرجون منه. ولهذا قال في عقوبتهم الدنيوية الاخروية فاخذتهم اي بسبب تكذيبهم وتحزبهم فكيف كان كان اشد العقاب افظعه ان هو الا صيحة او حاصب ينزل عليهم او يأمر الارض ان تأخذهم البحر ان يغرقهم فاذا هم معتمدون في جلب المصائب ودفع مظاهرهم فلن بيده وحده الكفاية كلما اهمني وما لا اهتم به. قل يا قومي اعملوا على مكانكم الاياتين يقول لهم يا ايها الرسول اي يا قوم اعملوا على مكانتكم اي على حالاتكم التي رضيتموها لانفسكم ايمانات من عبادة من لا يستحق من عبادة شيئا ولا له الا اني عامل على ما دعوتكم اليه من اخلاص الدين لله تعالى وحده فسوف تعلمون لمن العاقبة ومن يأتي عذاب يخزيه في الدنيا ويحل عليه في الاخرى عذاب مقيم لا يحول عنه ولا يزولها ثدي عظيم لهم وهم يعلمون انهم ساحقون للعذاب المقيم ولكن الظلم عماد حال بينهم وبين الايمان يخبر تعالى انه انزل على الرسول كتابا مشتمل على الحق في اخباره ونواهيه. الذي هو مادة الهداية وبلاغ لمن اراد الوصول الى الله والى ذلك وانه قامت به الحجة على العالمين فمن اهتدى بنوره واتبع اوامره فان نفع فان نفع ذلك يعود الى نفسه ومن ظل بعد ما تبين له الهدى فانما يضل عليها لا يضر الله شيئا وما اعماله تعزبهم عليها وتجبرهم على ما تشاء وانما انت مبلغ تؤدي اليهم ما امرت به. الله يتوفى الانفس حين والتي لم تمت في منامها الاية يخبر تعالى انه المتفرد بالتصوف بالعبادة في حال يقظتهم ونومهم في حال حياتهم وموتهم فقال الله يتوفى موسى حين موتنا وهذه الوفاة الكبرى وفاة الموت اخوانه انه يتوفى الانفس انه قد وكل بذلك ملك الموت واعوانه. كما قال تعالى قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم حتى اذا جاء احدكم يقوم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون. انه تعالى يضيف الاشياء الى نفسه باعتبار انه الخالق المدبر ويضيفها الى اسبابهم باعتبار ان من سننه وحكمته ان يجعل كل امر من وقوله والتي لم تمت في منامها وهذه الموتة اي ويمسك النفس التي لم تمت في منامها فيمسك مكوناتي النفسين النفس التي قضى عليها الموت وهي نفس من كان مات او قضي ان يموت في منامه. ويوصل النفس الاخرى الى اجل مسمى اي الى استكمال رزقها واجلها ان في ذلك الاية لقوم يتفكرون. ان الروح والنفس جسم قائم بنفسه. وخائف جوهره جوهر البدن وانها مخنوقة مدبرة انصرف الله فيها في الوفاة والامساك والانسان وان ارواح الاحياء والاموات فتتحادث فيرسل الله ارواح الاحياء ويمسك ارواح الاموات ام اتخذوا من دون الله شعالات ينكروا تعالى على من اتخذ من دونه شفعاء يتعلق بهم ويسألهم ويعبدهم قل له مبين جهلهم وانها لا تستحق شيئا من العبادة او لو كانوا اي من اتخذتم من الشفع لا يملكون شيئا الى مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر بل وليس لهم عقل يستحقون ان يمدحوا به لانها جمادات من احجار واشجار وصوئ واموات. فهل يقال ان ان لمن اتخذها عقلا هو من اضل الناس واجلهم واعظمهم ظلما. قل لهم لله الشفاعة جميعا لان الامر كله لله وكل شفيع فهو يخاف ولا يقدم ان يشفع عنده احد الا به فاذا اراد رحمة عبده للشفيع الكريم عنده ان يشفع رحمة ابنه ثم قرر ان الشفاعة كلها له بقوله له ملك السماوات والارض اي جميع ما فيهما من الذوات والافعال والصفات تطلب الشفاعة ممن يملكها وتخلص له العبادة ثم اليه ترجعون فيجازي المخلص له بالثواب الجزيل ومن اشرك به بالعذاب واشمئزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة الايتين يذكرون تعالى حياة المسلمين والذي اقتضاه شركهم انهم اذا ذكر الله تعالى توحيدا له وامرا باخلاص الدين وترك ما يعبد من دونه انهم يشمئزون وينفرون ويكرهون ذلك اشد الكراهة. واذا ذكر الذين من دونه ومدحها انهم يستبشرون بذلك فرحا بذكرهم وعبوداتهم ولكون شرك موافقا لاهوائهم وهذه الحال وشر الحالات ولكن موعدهم يوم الجزاء فهناك يؤخذ الحق من ثم ينظر هل تنفعهم الهتهم التي كانوا يدعوا من دون الله شيئا ولهذا قال عن ابصارنا وعلمنا والشهادة الذي تشاهده وانت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. وان من اعظم الاختلاف اختلاف واحد المخلصين القائلين انما هم عليه هو الحق وان لهم الحسنى وغيرهم. والمشركين الذي اتخذوا من دونك اندادا وموتانا وسووا بك من لا يسوى شيئا. وتنقصوا تنقص واستبشروا عند ذكر اياتهم واشمئزوا عند ذكرك وزعموا مع هذا انهم على الحق وغيرهم على الباطل. وان لهم الحسنى قال تعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ان الله على كل شيء شهيد. وقد اخبرنا بالفصل بينهم بعدها بقوله هذان خصمان اختصم في ربهم فالذين كفروا قطع لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر بهما في بطونهم والجنود ولهم مقامع من حديد الى ان قال ان الله قيل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحت الانهار يحلون فيها انها سامر من ذهب ولب وهو لباس فيها حرير. وقال تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. ففي هذه الاية بيان عموم خلقه تعالى وعموم حلمه وعموم حكمه بين عباده فقدرته التي نشأت عنها المخلوقات وعلم المحيض بكل شيء وعلمهم وعلمه باعمالهم خير وشر جزاءها وخلقه دال على علمه الا يعلم من خلق ولو ان للذين ظلموا في الارض جميعا مثلهم افتدوا به من سوء من سوء العذاب يوم القيامة الايتين كما قال وانهم على الفضل وتضليل لو كان لهم ما في الارض جميعهم من ذهب ولؤلؤها وحيواناتها واشجارها وزروعها وجميع اوانيها واثاثها ومثله معه وينجو منهم ما قبل منهم ولا اغنى عنهم من عذاب الله شيئا يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم وبنى لهم من الله ما لم يكونوا تسمون اي يظنون من السخط العظيم والوقت الكبير. وقد كانوا يحكمون لانفسهم غير ذلك. وبنى لهم سيئات ما كسبوا وان امرأتهم بسير صنيعهم وكسبهم وحاق بهم ما يستهزئون بالوعيد والعذاب والعذاب الذي نزل بهم من الوعيد والعذاب الذي نزل بهم واحل عليهم العقاب. فاذا مس الانسان ضر دعانا ثم اذا خولناه نعمة منا قال انما رضيت عن علم الايات يخبرك عن حالات الانسان وطبيعته انه حينئذ يمسه ضر بمرض او شدة او كرب نعانا ملحا في تفريج ما نزل به ثم اذا خولناه نعمة منا ذاك كيف نضره وازننا مشقته وعاذ بربه كافرا ولمعروف منكرا. وقال انما اوتيته على علم من الله اني له اهل واني مستحق له اني كريم عليه او على علم مني بطرق تحصينه قال تعالى بل هي فتنة يبتلي الله بها عباده لينظر من يشكرهم مما يكفره ولكن اكثرهم لا يعلمون فلذلك يردون الفتنة من ويشتبه عليهم القيم والمحض بما قد يكون سببا للخير او الشر قال تعالى قد قالها الذين من قبلهم ايقوا لهم انما اوتيت اي قولهم انما اوتيتم على علم. فما زادت متوارثة عند متوارثة عند المكذبين. لا يقرون بنعمة لربهم ولا يرون له حقا فلم يزل دأبهم حتى ملكوا ولم يغني عنهم ما كانوا يكسبون. حين جاءهم العذاب فاصابهم سيئات ما كسبوا والسيئات في هذا الموضع العقوبات انسان وتحزنه والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا فليسوا خيرا من اولئك. ولم يكتب لهم براءة في الزبر. ولما ذكر انهم اضطروا بالماء وزعموا بجهل منه يدل على حسن حال صاحبه اخبرهم تعالى ان رزقه لا يدل على ذلك. وانه يبسط الرزق من يشاء من عباده سواء كان صالحا او طائحا ويقدر ان يضيقوا على من يشاء صالحا او طالحا فرزقه مشترك بين البرية والايمان والايمان والعمل الصالح يخص به خير البرية بسط الرزق وقبضه لعلمهم ان مرجع ذلك عائد الى الحكمة الى الحكمة والرحمة وانه اعلم بحال عبيده فقد يضيق عليهم رزقا لطفا بهم انه لو بسطهم لبغوا في الارض فيكون سعادتهم وفلاحهم والله اعلم. قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله الايات يخبر تعالى عباده المسرفين بسعة كرمه ويحثهم على الانابة قبل بان لا يمكنهم ذلك فقال قل يا ايها الرسول ومن قام مقامه من الدعاة لدين الله مخبر العباد عن ربهم يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم باتباع ما تدعون اليه انفس من الذنوب والسعي من ساخط عن لام الغيوب. لا تقنطوا من رحمة الله لا تيأسوا منها فتلقوا بايديكم الى التهلكة. وتقولوا قد كثرت ذنوبنا حكمت عيوبنا فليس لها طريق يزيلها ولا سبيل يصرفها فتبكؤ فتبقون بسبب ذلك مصرين على متزودين ما يغضب عليكم الرحمن ولكن اعرفوا ربكم باسمائه الدنت على ان كرمه وجوده واعلموا انه يغفر الذنوب جميعا من الشرك والقتل والزنا والربا والظلم وغير ذلك من دوب الكبر والصغار انه هو الغفور الرحيم المغفرة والرحمة وصفان لازوان ذاتيان لا تفك ذاته عنهما. ولم تزل اثارهما ساعية في الجود ما يأتي لموجود تسح ويداه من الخيرات ويوالي النعم على العباد والفواضل في السن والجهار. والعطاء احب اليه من المنع والرحمة سبقت الغضب وغلبته. ولكن مغفرته ورحمته ونيليهما اسباب ان لم يأت بها العبد فقد اغلق على نفسه باب الرحمة والمغفرة اعظمها واجرها بل لا سبب لها غيره الانابة الى الله تعالى بالتوبة النصوح والدعاء والتضامن والتأله والتعبد فهلم الى هذا السائب الاجل والطريق الاعظم. ولهذا امر الله تعالى بالانابة اليه والوذرة اليه فقال الى ربكم بقلوبكم واسلموا له بجوارحكم اذا افردت فيها اعمال وجوارح واذا جمع بينهما كما في الموضع كان المعنى ما ذكرناه في قوله وله دليل على الاخلاص وانه من دون اخلاص لا تفيده الاعمال الظاهرة والباطنة شيئا من قبل ان يأتيكم العذاب مجيئا لا يدفع ثم لا تنصرون هذي فايدة لطيفة الانابة اذا جمعت مع الاسلام فالانابة قلب والاسلام بالجوارح واذا افرد فكل منه ما يدخل فيه ما مع معنى الاخر ولكن اكثر ما يطلق تطلق كلمة الانابة على انابة القلب نعم قال رحمه الله فكأنه قيل ما هي الانابة والاسلام؟ وما الجزئيات؟ وتعالى بقوله واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم مما امركم بالاعمال الباطنة الى محبة ومحبة الخير لهم وترك ما يضاد ذلك ومن الاعمال الظاهرة كالصلاة والزكاة والصيام والحج والصدقة وانواع الاحسان ونحو ذلك مما امر الله به وهو احسن ما انزل الينا من ربنا فالمتتبع يوم ربه في هذه الامور ونحوها والمنيب المسلم من قبل ان يأتيكم العذاب بقتل وانتم لا تسعون. وكل هذا حث على المبادرة وانتهاء هذه الفرصة. ثم حذره من لا يستمر على غفلتهم حتى يأتيهم يوم يندمون فيه ولا تنفع الندامة وتقول نفس يا حسرة على ما فرطت في ذنب الله اي في جانب حقه وان كنت في الدنيا لمن الساخرين حتى رأيت اعيانا او تقول لو ان الله لو كنتم من المتقين ولو في هذا الموضع التمني اي ليت ان الله هداني فيكون متقيا له فاسلم فاسلم من العقاب الثواب وليست له هنا شرطية لانها لو كانت شرطية لكانوا محتجين بالقضاء والقدر على وهي حجة باطنة يوم القيامة تطمحل كل كل حجة باطلة او حين ترى العذاب وتجزم بوروده لو ان لي كرة اي رجعة الى الدنيا لكنت من المحسنين. قال تعالى في ان ذلك غير موقن ومفيد وان هذه اماني اماني باطلة لا حقيقة لها. اذ لا يتجدد للعبد ولو رد بيان بعد البيان الاول. بلى فجاءتك آياتي الدالة على ما ترى فيها على الحق فكذبت بها واستكبرت عن اتباعها وكنت من الكافرين توده الايتين يخبر تعالى عن خزي الذين كذبوا عليه وان وجوههم يوم القيامة مسودة كانها الليل البهيم يعرفه من ذلك اهل الموقف فالحق ابج واضح كالصبح فكما سودوا وجه الحق بالكذب سود الله وجوههم زاد من جنس عملهم فلهم سواد وجوه ولهم عذاب شديد بجهنم ولهذا قال اليس في جهنم المتكبرين عن الحق وعبادة ربهم المبتغين عليه. بلى والله ان فيها لعقوبة وخزيا وسخطا يبلغ من المتكبرين كلما ويؤخذ الحق منهم بئرهما والكذب على الله يشمل الكذب عليه باتخاذ الشريك والولد. الصاحبة والاخبار عنه بما لا يليق بجلاله. وادعاء النبوة والقول في شرعه ما لا بما لم يقل هو الاخبار بانه قال هو شرعه. لذلك يقول بعض العلماء ان الذي يكذب على الله ويكذب على خلق الله يذهب النور من وجهه فكلما كان الانسان صادقا مع الله صادقا مع عباد الله ازداد نورا ولما ذكر حالات المتكبرين ذكر حالات المتقين فقال وينجي الله الذين اتقوا من فازتهم اي بنجاتهم وذلك ان معهم الة نجاة وهو تقوى الله تعالى التي هي العدة عند كل هول سيدنا لا يمسهم السوء الا عذاب الذي يسوؤهم ولا هم يحزنون فنفى عنه مباشرة عن النار وخوفه وهذا غاية الامان فلهم الامن التام يصحبهم حتى يوصلهم الى دار السلام فحين يأمنها من كل سوء عتب وتجني عليهم نظرة النعيم ويقولون الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور. الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل لايتين. يخبر تعالى عن عظمته وكماله الموجب نقصان من كفر به فقال الله خالق كل شيء هذه العبارات وما اشبه مما هو كثير في القرآن تدل على ان جميع ليس غير الله مخلوقة ففيها رد على كل من قال بقدم بعض المخلوقات كالفلاسفة قدم الارض والسماوات والقائلين بقدم الارواح ونحو ذلك من اقوال اهل الباغوز ومثل تعطيل الخالق عن خلقه. وليس كلام الله نشاء مخلوقة لانك لان الكلام صفة المتكلم. والله تعالى باسماء وصفاته اول ما كان وكيلا عليه واحاطته بتفاصيله من قدرة تامة على ما هو من تصرفه ومن حفظ لما هو ومن حكمة ومعرفة وجوه التصرفات ينصرف ويدبرها على ما هو الانيط فلا تظلم الوكالة الا بذلك كله فما نقص من ذلك وهو نقص فيها لان الله تعالى منزه عن كل نقص في صفة من صفاته فاخباره بانه على كل شيء وكيل يدل على احاطة علمه بجميع الاشياء وكمال قدرته على تدبيرها وكمال تدبيره وكمال حكمته التي يضع بها الاشياء مواضعها له مقاليد السماوات والارض اي مفاتيحها علما وتدبيرا. فما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك انفسنا له من بعده وهو العزيز الحكيم. فاما بين من عظمته ما يقتضي ان تبدأ القلوب فلم يقدره حق قدره فقال والذين كفروا بايات الله الدالة على الحق الصراط المستقيم اولئك هم الخاسرون خسروا ما به تصلح القلوب من التألف والاخلاص لله وبه تصلح الالسن واشغالها بذكر الله وما تصلح به الجوارح من طاعة الله وتعوضوا عن ذلك كل مفسدين للقلوب مفسد للقلوب والابدان وخاسروا جنات النعيم وتعوضوا عنها بالعذاب الاليم قل افغير الله تأمرون اني اعبد ايها الجاهلون. الايات قل يا ايها الرسول هؤلاء الجاهلين الذين دعوك الى عبادة غير الله افغير الله تأمروني اعبد ايها الجاهلون اي هذا الامر صدر من جهلكم والا فلو كان لكم علم بان الله تعالى الكامل من جميع الوجوه مسدي جميع النعم هو المستحق للعباد دون من كان ناقصا من كل وجه لا ينفع ولا يضر بالله محبط للاعمال مفسد للاحوال. ولهذا قال ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك من جميع انبياء لئن اشركت ليحطن عملك هذا مفرد مضاف يعم كل عمل كان شيك محبط للجميع الاعمال. كما قالت عن ابي سورة الانعام لما عدد كثيرا من الانبياء ورسلك قال عنهم ذلك ولى الله يهدي ممن يشاء من عباده ولو اشرك قول حبط عنهم ما كانوا يعملون. ولتكونن من الخاسرين. دينك واخرتك وبالشرك تحبط الاعمال هو يستحق عقاب والنكال. ثم ثم قال بل الله فاعبد لما اخبر ان الجاهلين يأمرونه بالشرك امره بالاخلاص فقال بل الله فاعبد اي اخلص له العبادة وحده لا شريك لك وكن من الشاكرين الله على توفيق الله تعالى فكما انه تعالى يشكر على النعم الدنيوية كصحة الجسم وعافية وعصيا رزقه وغير ذلك كذلك يشكر من اثنى عليه بنعم الدين التوفيق بل نعم الدين هي النعم بل نعم الدين هي النعم على الحقيقة وفي تدبر انها من الله تعالى والشكر لله عليها سلامة من افة العجب التي تعرض الكثير من العمل بسبب جهلهم واما فلو عرف العبد حقيقة الحال لم يعجب بنعمة تستحق عليه زيادة الشكر يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون. يقول تعالى وما قدر هؤلاء يشركون ربهم حق قدرهم ولا اعظم حق تعظيمه بل فعلوا ما يناقض ذلك من اشراكهم به. في اوصاف وافعاله توصافنا غسل من كل وجه وافعاله ليس عنده نفع ولا ضر ولا غضون ولا منع ولا يملك من امره شيئا فسووا هذا المخلوق ناقص من خالق الرب العظيم الذي من عورته الباهرة وقدرته القاهرة ان جميع الارض يوم القيامة قبضة للرحمن وان السماوات على سعتها وعظمتها وعظمها مطيات بيمينه عظمته من سوى به غيره ولا اظلم منه سبحانه وتعالى من شك ان يتنزه وتعاظم عن شرك همه ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض لما خوفهم تعالى من عوامته خوفهم باحواله يوم القيامة رغبهم ورهبهم فقال واخذ الصون وهو قرن عظيم لا يعلم عظمته الا خالقه ومن الله على علمه من خلقه فينفخ فيه اسراف عليه السلام احد الملائكة المقربين هو احد حملة عرش الرحمن فصعق ان غسل او مات على اختلاف السماوات وامرأته كلهم لما سمعوا غزالتهم من شدة وعظمها وما يعلمون انها مقدمة له الا من شاء الا ما شاء الله ممن ثبته الله عند نفخة فهم عق الشهداء وبعضهم وغيرهم وهذه النفخة الاولى نفقة الصاعقين ونفخة الفزع ثم نفخ فيه النفخة الثانية ونفخة البعث فانه القيام ينظرون اي قد قاموا من قبورهم يبعثهم حسابهم وينظرون قد تمت منهم الخلقة الجسدية والارواح وشخصت ابصارهم وينظرون وشخصت وشخصت ابصارهم ينظرون ماذا يفعل الله بهم واشرقت الارض بنور علم من علم من هذا ان الانوار الموجودة تذهب يوم القيامة محل وهو كذلك فان الله اخبرنا الشمس تكبرون القمر ويخسف والنجوم تنتثر ويكون الناس في ظلمة فتشرق عند ذلك الأرض بنور ربها عندما يتجلى وينزل للفصل بينهم وذاك اليوم وذلك اليوم يجعل الله للخلق قوة وينشئهم نشأة ما يقوون على الا يحلقهم نوره واذا برؤيته والا فنوره تعالى عظيم لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه من تاب اليه بصره من خلقه ووضع الكتاب وايتام الاعمى وديوانه وضع وضع ونثر ليقرأ ليقرأ ما فيه من الحسنات والسيئات. كما قال تعالى يقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرته ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما حاضرا ولا يظلم ربك احدا. ويقال للعام من توام العد والانصاف اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك وجيء بالنبيين ليسأل عنوه ويشهد عليه والشهداء يوم الملائكة والاعضاء والارض وقضي بينهم بالحق اي العدل التام والقسط العظيم لانه ممن لا يظلم القدرة ومن هو محيط بكل شيء وكتابه الذي هو اللوح المحفوظ محيط بكل ما عملوه. والحفظة الكرام الذين لا يعصون ربهم قد كتبت عليهم ما عملوا الشهداء قد شهدوا على ذلك الحكم فحكم بذلك من يعلم مقادير الاعمال ومقادرا استحقاقا للثواب والعقاب فيحصل حكم يقر به الخلق ويعترف لله بالحمد ويعرفون به من عظمته وعلمه وحكمته ورحمته ما لم يخطر بقلوبهم ولا تعبر ولهذا قال وفيت كل نفس ما عملتهم ما يظلمون وسيق الذين كفروا الى جهنم زمراء الآيات. لما ذكرت على حكمه بين عباده الذين جمعوه في خلقه ورزقه وتدبيره واجتماعهم في موقف القيامة فرغهم تعالى عند جزائهم كما افترضوا بالدنيا بالايمان وافضل موضع موضع وهي جهنم التي قد جمعت كل عذاب وحضرها كل شقاء وزال عنها كل سرور كما قال تعالى يوم يوم يوم يدع يوم يوم يدعونه الى نار جهنم يوم يدعون الى نار جهنم يوم يدعون الى نار جهنم دعا ان يدفعون اليها دفعا وذلك لامتناعهم من دخولها ويساقون اليها زمرا اي فرغا متفرغة كل زمرة من الزمر مع الزمرة التي تناسب عملها وتشارك وسعيها يلعن بعضهم بعضا ويقرأ بعضهم من بعض حتى اذا جاؤوها ان يوصلوا الى ساحتها فتحت لهم اي لاجلهم ابوابها بقدومهم وقرا لقدومهم وقرا لنزولهم وقال لهم خزنة مهنين لهم مهنين لهم والعناب السرمدي موبقين لهم مع الاعمال التي اوصلتهم الى هذا المحل الفظيع الم يأتكم رسل منكم اي من جنسكم تعرفونهم تعرفون صدقهم وتتمكنوا من التلقي عنهم يتلون عليكم ايات ربكم التي ارسلهم الله بها الدالة على الحق اليقين وابن الله البراهين وينذرونكم بلقاء يومكم هذا اي وهذا يوجب عليكم اتباعهم والحذر من عذاب هذا اليوم باستعمال تقواه وها قد وقد كانت حالكم بخلاف هذه الحال انقذين من ذمه وان حجة الله قامت عليهم بلى قد جاءت رسل ربنا بآياته وبينوا لنا واية التبين وحذرونا من هذا اليوم ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين اي بسبب كفرهم وجبت عليهم كلمة العذاب التي هي لكل من كفر بايات الله وجحد ما جاءت به المرسلون فاعترفوا بذنبهم وقيام الحجة عليهم. فقيل لهم على وجه ادخلوا ابواب جهنم كل طائفة تدخل مع الباب الذي يناسبها وافق عملها خالدين فيها ابدا لا يطعنون عنها ولا وذلك لانهم تكبروا على الحق فجازاهم الله من جنس عملهم والذل والخزي ثم قال لاهل الجنة الى الجنة زمرا فرحين مستبشرين. كل زمرة مع الزمرة التي تناسب عملها وتشاكله. حتى اذا وصلوا تلك الرحاب الرحيمة وهب عليهم ريحها ونسيبها انا خلودها ونعيمها وفتحت لهم ابوابها فتح اكرام لكرام الخلق ليكرموا فيها وقال لهم خزن تهنئة لهم وترحيبا سلام عليكم اسلام من كل نفث وشر حال عليكم طيبة قلوبكم معرفة الله ومحبته وخشيته والسنتكم وذكره وجوانحكم وطاعته فبسبب طيبكم ادخلوها وقال في النار فتحت ابواب الجنة وفتحت بالواو اشارة الى ان اهل النار وصول ما فتحت له ابوابها من غير وليكون فتحا في وجوههم على اصولهم واعظم حرها او سد عذابها واما الجنة فانها دار فانها الدار العالية الغالية التي لا يوصل اليها ولا ينالها ولا ينالها كل واحد الا من اتى بالوسائل الموصية اليها ومع ذلك يحتاج ان يدخل الى الشفاعة اكثر من شفاعه عليه فلم بمجرد ما وصلوا اليه بل يستشفعون الى الله محمد صلى الله عليه وسلم حتى يشفعه شفيعه الله تعالى وفي الايات دليل على ان على ان النار والجنة لهما ابواب تفتح وتغلق وان لكل منهما خزنة وهما الداران الخالصتان اللذان لا يدخل فيهما الا من يستحق بخلاف سائر الابكية والدور السنة رسله ان امنا وصلحنا انا امنا وصلحنا فوفى لنا ما وعدنا وانجز لنا ما ما من انا واورثنا الارض اي ارض الجنة نتبوأ من الجنة حيث نشاء اي ننزل منها اي مكان شنا وتناول منها اي نعيم اردنا ليس ممنوعا عن الناس نريده فنعم اجر العاملين الذين اجتهدوا بطاعة ربهم في زمن قليل منقطع فنالوا بذلك خيرا عظيما باقيا مستمرا وهذه الدار تستحق المدح على الحقيقة التي يكرم الله فيها خاصة خلقه ورضيه ورضيها الجواد الكريم له نزولا وبنى اعلاها واحسنها وغرسها بيده وحاشاها من رحمته وكرامته ببعضه يفرح الحزين ويزول الكدر ويتم الصفا. وترى الملائكة ايها الرائي ذلك اليوم العظيم افين من حول العرش اي قد قاموا في خدمة ربهم واجتمعوا حول عرشه مستغرقين بجماله يسبحون بحمد ربهم ان ينزهون وعن كل ما يليق بجلاله ما نسب اليه المشركون وما لم ينسبوا وقضي بينهما اي بين الاولين والاخرين بين الخلق بالحق الذين اجتباهم فيه ولا انكارا ممن عليه الحق وقيل الحمد لله رب العالمين لم يذكر القائل من هو ليدل ذلك على جميع الخلق نطقوا بحمد ربهم وحكمته على ما قضى به على اهل الجنة وللنار فضل واحسان وحمد عدل وحكمة تم تفسير سورة الزمر بحمد الله وعونه. احسنت بارك الله فيك. اثابك الله راهم عاشاؤنا يعني الجنة ابوابها ثمانية والنار ابوابها سبعة بالنص ولا يمكن اه الدخول بالقياسات العقلية في هذه المسائل الغيبية نعم قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى تفسير سورة المؤمن مكية بسم الله الرحمن الرحيم حا ميم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم بروتان عن كتابه العظيم انه صادر ومنزل من الله المألوف المعبود لكمال وانفراده بافعاله العزيز الذي قهر بعزته كل مخلوق العليم بكل شيء غافر الذنب للمذنبين وقابل التوب من التائبين شديد العقاب على من تجرع من الذنوب ولم منها للطور اي التفضل والاحسان الشامل. فلما قرر ما قر من كماله وكان ذلك مجمل لان يكون وحده المألوه الذي تخلص له الاعمال. قال لا اله الا هو اليه المصير وارجو المناسبة بذكر نزول القرآن من الله المنصف بهذه الاوصاف ان هذه الاوصاف مستلزمة لجميع ما يشتمل عليه القرآن من المعاني ان القرآن اما اخبار عن اسماء الله وصفاته وافعاله هذه اسماء واوصاف وافعال واما اخبار عن الغيوب الماضية المستقبلة فهي من تعليم العلم لعباده واما عن نعمه العظيمة والاء جسيمته وما يوصلنا ذلك من الاوامر فذلك يدل عليه قوله ذي الطول واما اخبار عني الشديدة وعن ما يقتضيان من المعاصي فذلك يدل عليه قوله شديد العقاب واما دامة للمذنبين للتوبة والانابة والاستغفار على ذلك يدل عليه قوله غافر الذنب وقابل التوب شديد انه وحده ما له المعبود اقامة الادلة واقامة الادلة العقيدة من النقل على ذلك والحث عليه والنهي عن عبادة ما سوى الله. واقامة الادلة العقلية والنقلية على فساد والترهيب منها فذلك يدل عليه قوله تعالى لا اله الا هو واما اخبار عن حكمه الجزاء العدل وثواب المحسنين فهذا يدل عليه قوله اليه المصير. فهذا جميع ما يشتمل عليه القرآن من المطالب العاليات. وقوله ما يجادل في ايات الله الا الذين كفروا فلا يغرونك تقلبهم في البلاد الايات. يخبر تعالى اذ يخبر تبارك وتعالى انه ما يجادل في ايات الله الا الذين كفروا. المراد بالمجان بالمجادلة هنا. المجادلة لرد ايات الله ومقابلتها بالباطل. فهذا من صنيع الكفار والمؤمنون فيضعون الحق ليدحض به الباطل ولا ينبغي للانسان يغتر بحالة الانسان الدنيوية يظن ان الله اياه في الدنيا دليل على محبته لو انه على الحق. ولهذا قال فلا يغررك تقلب في البناء اي تردد في هذا النوايا التجارة والمكاسب بل الواجب على العبد ان يعتبر الناس بالحق وينظر الى الحقائق الشرعية ويزن بها الناس ولا يزن الحق بالناس كما عليه من لا لا علم ولا عقل له ثم هدد من جادل بايات الله ليبطلها كما فعل من قبل ومن الامم من قوم نوح وعاد والاحزاب من بعدهم الذين تحزبوا وتجمعوا على الحق ليبطلوا على الباطل ينصروه وانه بلغت بهم الحال وال بهم التحزب الى انه همت كل امة من الامم برسولهم ليأخذوه اي يقتلوه هذا ابلغ ما يكون للرسل الذي هم قادة اهل ايش؟ الخير الذين معهم الحق الصرف والذي لا شك فيه ولا اشتباه. هموا بقتلهم فهل بعد هذا البغي والضلال صامدون وكذلك حقت كلمة ربك للذين كفروا اي كما حقت عن اولئك حقت عليهم كلمة الضلال التي نشأتنا كلمة العذاب ولهذا قال وقوله الذين يحملون عرش من حوله ويسبحون بحمد ربهم الايات. يخبر تعالى عن كمال نطفه تعالى بعباد المؤمنين وكما قيد لاسباب شهادتي من الاسباب الخارجة عن قدرهم من استغفار الملائكة المقربين لهم ودعائهم لهم بما فيه صلاح دينهم واخرتهم وفي ضمن ذلك الاخبار عن شرف حملة العرش ومن حولهم قربهم من ربهم وكثرة عبادتهم ونصحهم لعباد الله لعلمهم ان الله يحب ذلك منهم فقال الذين يحملون العرش اي عرش الرحمن الذي هو سق المخلوقات اعظمها وسعه واحسنه اقربها الى الله تعالى الذي وسع الارض والسماوات والكرسي وهؤلاء الملائكة قد وكلهم الله تعالى بحمل عرشه العظيم. ولا شك انهم في من اكبر الملائكة اعظم اقوام اختيار الله لهم بحمل عرشه وتقديمهم وتقديمهم في الذكر وقربهم منه يدل على انهم افضل واجناس الملائكة عليهم السلام. قال تعالى ويحمل عرش ربك فوق يومئذ ثمانية. ومن حوله من الملائكة المقربين منه في المنزلة والفضيلة يسبحون بحمد ربهم هذا مدح كثرة عبادته لله تعالى وخصوصا التسبيح والتحميد وسائر العبادات تدخل فيه تسبيح الله وتحميده. لانها تنزيه له عن كون العبد يصرفها لغيره والحمد لله تعالى فالحمد هو العبادة لله تعالى. واما قول العبد سبحان الله وبحمده وهو داخل فيه ذلك وهو من جملة العبادة ويستغفرون للذين امنوا من جملة فوائد الايمان وفضائله الكثيرة جدا ان الملائكة الذين لا ذنوب عليهم يستغفرون لاهل الايمان فالمؤمن بايمانه تسبب لهذا فضل عظيم فلما كانت المغفرة لها لوازم لا تتم الا بها غير ما يتبادر الى كثير من هدايا ان سؤالا طلبا غايته مجرد مغفرة الذنوب. ذكرت على صفة يعاملونهم بالمفرد بذكر ما لا تتم الا به فقال ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. فعلمك قد احق بكل شيء لا يخفى عليك خفيت ولا يجب عن علمك مثقال ذرة لا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر. ورحمتك وسعت كل شيء فالكون علويه وسبلي وقد امتلأ برحمة الله تعالى وساءتهم. وصل الى ما وصل اليه خلقه فاغفر للذين تابوا من الشرك والمعاصي واتبعوا سبيلك باتباع رسلك بتوحيدك وطاعتك وقهم عذاب الجحيم اقيموا العذاب نفسه وقهم اسباب العذاب ربنا وادخلهم جنات عدن التي واتهم على سيئة الرزق ومن صلح اي صلح بالايمان والعمل الصالح من اباء مزوة زوجاتهم وازواجهن واصحابهم وذرياتهم انك انت العزيز القاهر لكل شيء. فبعزتك تغفر الذنوب تكشف عنهم المحذور وتوصلهم اذ بها الى كل خير. الحكيم الذي يضع من اشياء نسألك يا ربنا امر تقتضي حكمة وخلافه. بل من حكمتك التي اخبرت بها على السنة الرسل واقتضى فضلك المغفرة للمؤمنين وقهم السيئات الاعمال السيئة وجزاؤها لانها تسوء صاحبها ومن تقي السيئات يومئذ يوم القيامة وقد رحمته لان رحمتك لم تزل مستمرة على العباد الا ذنوب العباد سيئات فمن وقيته فمن وقت فمن وقيت السيئات وفقته للحسنات وجزاءها الحسن. وذلك لزوال المحظور بوقائه السيئات وحصول بحصول رحمته هو الفوز العظيم الذي لا فوز مثله ولا يتنافس المتنافسون باحسن منه. وقد تضمن هذا الدعاء من الملائكة كمال معرفة بربهم والتوسل الى الله والتوسل الى الله باسمائه الحسنى التي يحب من عباده التوسل بها اليه والدعاء بما يناسب ما دعوا الله فيه فلما كان دعاء بحصول رحمة وازالة اثر ما اقتضته النفوس للبشر التي علم الله نقصها لمكتوبته من المعاصي ونحو ذلك من المبادئ والاسباب التي قد احاط الله بها علما وتوسلوا توسلوا بالرحيم العليم وتضمن كما على ادبهم مع الله تعالى باقرارهم بربوبيته لهم الربوبية العامة والخاصة وانه ليس لهم من شيء وانما دعاء لربهم صدمة من فقير بالذات من وجوه من جميع الوجوه لا يدلي على ربه بحاتم او حال هو الا فضل الله وكرمه احسان وتضمن موافقتهم لربهم كما امن الموافقة بمحبته ما يحب ما يحب من الاعمال التي هي العبادات التي قاموا بها واجتهدوا يجتهدوا اجتهاد المحبين ومن العمال الذين هم المؤمنون الذين يحبهم الله تعالى من بين خلقه فسائر الخلق المكلذين يبغضهم الله الا للمؤمنين منهم ومن محبة الله فمن محبة الملائكة لهم الا عقل من قال فيهم فاستخف قومه انهم كانوا قوما فاسقين. وقال تلك واستعان بها واستعان فيها بقوة واقتدار المستعين بربي اني عدت بربي وربكم ان امتنعت بربوبيتي التي دبر بها جميع الامور من كل متكبر لا ادعوا الله واجتهدوا فيه صلاح احوالهم لان الدعاء للشخص من ادل الدلائل على محبة لانه لا يدعو الا لمن يحبه. وتضمن ما شرح الله وفصله من دعاء بعد قوله يستغفرون للذين امنوا تنبيها لطيفا على ان كيفية تدبر كتابه وان لا يكون المتدبر مقتصرا على مجرد معنى اللفظ بمفرده ولينبغي له ان يتدبر ومعنى اللفظ فيهم فهم صحيح على وجهه نظر بعقله الى ذلك الامر والطرق الموصلة اليه. وما لا يتم الا به. ثم ما يتوقف عليه الجزم بان الله اراده كما يجزم انه اراد المعنى الخاص الدال على عليه اللفظ. والذي يوجب الجزم عليه بان الله اراده اراده امران هادو هما معرفته وجزمه بانه من توابع المعنى والمتوقف عليه والثاني علمه بان الله بكل شيء عليم. وان الله امر عباده بالتدبر والتفكر في كتابه وقد علمه تعالى ما من تلك المعاني وهو المخبر بان كتابه هدى ونور وتبيان لكل شيء وانه افصح الكلام واجل وايضاحا. وبذلك يحصل العبد من العلم العظيم والخير الكثير بحسب ما وفقه الله له وقد كان في تفسيرنا هذا كثير من هذا ما من به الله علينا وقد اخفى في بعض الايات ما اخذه على غير المؤتمر الصحيح فكرة صحيح الفكرة ونسأله تعالى ان يفتح علينا من خزائن رحمته ما يكون سبب لصلاح احوالنا واحوال المسلمين فليس لنا الا التعلق بكرمه والتوسل به احسانه الذي لا نزل الذي لا نزال نتقلب فيه في كل الانات وفي جميع الاهواته نسأل من فضله ان يقينا شر انفسنا المانع المعوق لوصول رحمته انه الكريم الوهاب الذي تفضل بالاسباب ومسبباته وتضمن ذلك ان ان المقارن من زوج وولد وصاحب يسعد بقرينه ويكون سبب لخير يحصل له خارجا عن امره. وسبب عمله كما كانت الملائكة تدعو للمؤمنين ولمن صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم. وقد يقال انه لابد من وجود صلاحهم لقوله ومن صلح فحينئذ يكون ذلك من نتيجة عملهم والله اعلم ان الذين كفروا ينادوننا لمقت الله اكبر من مقتكم انفسكم اذ تدعون الى الايمان فتكفرون الايات يقول تعالى للفضيحة والخزي الذي يصيب الكافر راجعته الخروج من النار وامتناع ذلك عليهم وتوبيخهم وقال ان الذين كفروا اطلقوا ليشمل انواع الكفر كلها من الكفر بالله وبكتبه وبرسله وباليوم الاخر حين يدخلون النار ويقرون انهم مستحقون غاية الغضب وينادون عند ذلك ويقال لهم اياكم اذ تدعون الى الايمان فتكفرون اي حين دعتكم الرسل اتباعهم الى الايمان واقاموا لكم من البينات ما تبين به الحق وكفرتم زادتم بالايمان الذي خلقكم الله لو خرجت من رحمته الواسعة فمقتكم وابغضكم فهذا اكبر من مقتكم انفسكم. اي فلم يزل هذا المقت مستمرا عليكم والسخط من الكريم حالا بكم حتى الت بكم الحال الى ما الت واليوم احل عليكم غضب الله من قوم حين نال المؤمنون رضوان الله وثوابه فتمنوا الرجوع وقالوا ربنا متنا اثنتين يريدون الموتة الاولى وما بين النفختين على ما قيل او لعدم المحض قبل ايجادهم ثم ماتهم ثم اماتهم بعدما اوجدهم واحييتنا اثنتين الحياة الدنيا والحياة الاخرى فاعترفنا بذنوب الافهان الى خروج من سبيل. اي تحسروا وقالوا ذلك لم يفد ولم ينجح ووبخوا على عدم فعل اسباب النجاة فقيل لهم ذلكم بانه اذا دعي الله وحده اي اذا دعي لتوحيد واخلاص العمل له ما نهي عن الشرك به كفرتم بي واشمئزت لذلك قلوبكم ونثرتم واتى النفوس وان يشرك به تؤمن بهذا الذي انزلكم هذا المنزل وبوأكم هذا المقيل. والمحل انكم تكفرون بهما لو تؤمنون منكم فترضون بما هو شر وبسبب في الدنيا اخرة وتكرهون ما هو خير وصلنا في الدنيا والاخرة تؤثرون سبب الشقاوة والذل والغضب وتزيدنا بما هو سبب الفوز والفلاح والضبر اتخذه سبيلا وان يروا سبيل الغي يتخذه سبيلا. وقوله فالحكم لله العلي الكبير. العلي الذي له العلو المطلق من جميع وجوه العلوم مدة القدر وعلو القهر ومن علو قدره كمال عدله تعالى وانه يضع الاشياء مواضعها ولا يساوي بين المتقين والفجار الكبير الذي له الكبرياء والعظمة والمجد في اسمائه وصفاته وافعاله المتنزه عن كل يافا وعيب ونقص فاذا كان الحكم له تعالى قد حكم عليكم بالخلود الدائم فحكمه لا يغير ولا يبدل. هو الذي يريكم اخرجنا منها طبعا هذا اليوم المهول ونتوجه لهم ان اقاموا على شركهم بذلك ولهذا قال يوم تولون مدبرين ان قد ذهب بكم الى النار ما لكم من الله من عاصم لا من انفسكم قوة تدفعون بها عذاب الله ولا ينصره من دونه من احد وينزل لكم من السماء رزقا لايات. اذكروا تانى نعمه العظيمتان عبادى بتبيين الحق من الباطل بما يري عباده من اياته النفسية افقية قرآنية الدالة على كل مطلوب مقصود الموضحة للهدى من الضلال بحيث لا يبقى عند الناظر فيها والمتأمل لها ادنى شك في معرفة الحقائق وهذا من اخباري نعمه على عباده بحيث لم يبقى الحق مشتبها ولا الصواب نوى الدلالة ووضح الايات يهلك ليهلك من هلك عن بينة واحيا من حياء بينة. وكلما كانت المسائل اجل واكبر كانت الدلائل عليها اكثر وايسر. فانظر الى التوحيد ان لم تنظر الى التوحيد لما كانت مسألته من اكبر المسائل بل اكبرها كثرت الادلة عليها العقل والنقل وتنوعت. وضرب الله لها الامثال ولهذا ذكر في هذا الموضع ونبه على جملة من ادلتها وقال الرقاة وينزل لكم من السماء رزقا اي مطرا به ترتزقون تعيشون ما انتم بهائمكم. وذلك يدل على ان النعم كلها منه فمنه نعم الدين. وهي المسائل الدينية والادلة عليه وما يتم ذلك من العمل والنعم الدنيوية كلها فك النعم الناشئة عن الغيث الذي تحيا به البلاد والعباد. وهذا يدل دلالة قاطعة انه وحده هو المعبود الذي يتعين اخلاص الدين له. كما انه وحده وما يتذكر من الايات حين يذكر بها الا من ينيب الا من ينيب الى الله تعالى بالاقبال على محبته وخشيته وطاعته والتضرع اليه فهذا الذي ينتفع بالايات تصير رحمة في حقه وازداد بها بصيرة ولما كانت الاية تثمر التذكر تثمر التذكر والتذكر يوجب الاخلاص لله رتب الامر على ذلك بالفائدة الدالة على السبيل فقال له الدين وهذا شامل لدعاء العبادة ودعاء المسألة والاخلاص معناه تخليص القاصد لله تعالى بجميع العبادات الواجبة والمستحبة حقوق الله وحقوق عباده اي اخلصوا لله تعالى بكل ما تدينون به وتتقربون به اليه. ولو كره الكافرون لذلك ولا تبالوا بهم ولا ولا يثنيكم ذلك عن دينكم. ولا تأخذكم بالله لو ما تلائم فان الكافرون يكرهون الاخلاص لله وحده غاية الكراهة كما قال تعالى واذا ذكر الله وحده اشمئزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة واذا ذكر الذين منهم من دوني اذا هم يستبشرون. ثم ذكر من جلاله وكمال ما يقتضيه اخلاص العبادة له فقال اي العلي الاعلى الذي استوى على العرش تختص بيا وارتفعت درجاته ارتفاع باين بمخلوقاته وارتفع به قدره ان يتقرب اليه الا بالعمل الذكي الطاهر المطاعف وهو الاخلاص الذي درجات اصحابه ويقربهم اليه ويجعلهم فوق خلقه. ثم ذكر نعمته على عباده في الرسالة والوحي فقال النواحي الاجساد كما ان فكما ان الجسد بدون الروح لا يحيا ولا يعيش. فالروح والقلب بدون رح الوحي لا يصلح ولا يفلح. وهو تعالى ينقي الروح من امره الذي فيه نفع عباده مصلحتهم على من يشاء من عباده ومن رسل الذين فضلهن واختصوا بوجهه ودعوة عباده لوحي ودعوة عباده في ارسال الرسل وتحصيل الشهادة للعبادة في ديني ودنياي ومؤخرة وميزات الشقاوة في ديني ومدني اذا قال لينذر من القى الله اليه الوحي يوم التلاقي يخوف العباد بذلك ويحثهم على بالاسباب المنجزة مما يكون فيه وسمى ويوم التلاق. لانه يلتقي به الخالق والمخلوق والمخلوقون بعض مع بعض. والعاملون اعمالهم وجزاهم اي ظاهرون على الارض قال قد اجتمعوا في صعيد واحد لا عوج ولا امة فيه ولا من جزاء تلك الاعمال لمن الملك اليوم؟ اي من هو المالك لذلك اليوم العظيم الجامع الاولين والاخرين اهل السماوات والارض الذي انقطعت فيهم الشركة في الاسباب افعاله فلا شريك له في شيء منها بوجه من الوجوه القهار لجميع المخلوقات التي دانت له المخلوقات وذلت وخضعت خصوصا في ذلك اليوم الذي عانت فيه المجون اي القيوم. يومئذ لا تكلم نفس الا باذنه. بما كسبت في الدنيا من خير وشر قليل وكثير. لا اما اليوم على احد في سيئاته ونقص من حسناته ان الله سريع الحساب ذلك اليوم في وكل آت قريب. وهو ايضا سليم عباده يوم القيامة احاطة علمه وكمال قدرته. وقوله وانذرهم يوم يوم الازفة اذ القلوب لدى الحناجر كاظمين الايات. يقول على نبيي محمد صلى الله عليه وسلم وانذرهم يوم الاذفة يومئذ يوم القيامة الذي قد اجبت وقربت وان الوصول الى اهوالها وقلاقلها وزلازلها فما له من قوة ولا ناصر ومن يضلل الله فما له من هاد. لان الهدى بيد الله تعالى فاذا منع عبده الهدى لعلمه انه غير لائق على سبيل الله هدايته اذ القلوب لدى الحناجر قد ارتفعت وبقيت افدتهم هواء. وصلت القلوب من الروع والكرب الى الحناجر شاخصة ابصارهم. كاظمين لا يتكلمون الا ان اذن له الرحمن وقال صوابا وكاظمين على ما في قلوبهم من رمع الشديد والمزعجات الهائلة قريب ولا صاحب ولا شبيه يطاعوا لان الشفعاء لا يشفعون في الظالمين فالله تعالى لا يرضى جماعتهم ولا يقبلها يعلم قائمة العينون النظر الذي يخفيه العبد من جليسه ومقريه وهو نظر المصارقة وماتوا في الصدور مما لم يبينه العبد لغيره فالله تعالى يعلم ذلك الخفيف غيره من الامور الظاهرة من باب اولى واحرى. لان قوله حق وحكمه الشرعي حق وحكمه الجزائي حق وهو المحيط علما وكتابة وحفظا لجميع الاشياء وهو المنزه عن الظلم ونقص وسائل العلم وهو الذي يقضي قضاءه القدري الذي اذا شاء شيئا كان وما لم يشأ لم يكن وهو لن يقضي بين عباده المؤمنين والكافرين في الدنيا ويفصلون بينهم بفتح بفتح ينصر به اولياءه احبابه. والذين يدعون من دون هذا شامل لكل لا عبد من دون الله لا يقضون بشيء يعجزهم وعدم ارادتهم للخير واستطاعتهم لفعله ان الله هو السميع لجميع الاصوات باختلاف اللغة على تفنن الحاجات البصيرة ما كان وما يكون وما يبصر وما لا يبصر ويعلم العباد ما لا يعلمون. قال في اول هاتين الايتين وانذرهم يوم الاذفة ثم وصفها بهذه الاوصاف المقتضنة لاستعداد ذلك اليوم العظيم لاشتمالها على الترغيب والترهيب قوله اولم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم الايات. يقول تعالى اولم يسيروا في الارض ايه بقلوبهم وابدانهم سيرا نظرا واعتبارهم وتفكر في الاثار انظروا كيف كان عاقبة الذين من قبله من المكذب يجدون شراء عواقب عاقبة الهلاك والدمار والخزي والفظيعة. وقد كانوا اشد قوة من هؤلاء بالعدد والعدد وكبر الاجسام واشد اثارا في الارض من البناء والغرس وقوة الاثر تدل على قوة المؤثر فيها وعلى تمنعه بها فاخذهم الله بعقوبته بذنوبهم حين اصروا واستمروا عليها انه قوي شديد العقاب. الم تغن قوتهم عند قوة الله شيئا بل من ومن الامم قوة قوم عاد الذين قالوا من اشد منا قوة ارسل الله اليهم ودمرتهم كل تدمير ثم ذكر نموذج نموذج من احوال المكلمين بالرسل وهم فرعون وجنوده وهو فرعون وجنوده فقال ولقد ارسلنا موسى باياتنا وسلطان مبين اخر القصة ايها قد ارسلنا الى المكذبين موسى بن عمران باياتنا العظيمة الدالة دلالة قطعية على حقيقة ما ارسل به ومن عليه من ارسل اليهم من الشرك وما يتبعه المؤمنين حجة بينة تتسلط على القلوب فتدهن لها كالحية والعصاية البينات التي ايد الله بها موسى ومكنه مما دعا اليه من الحق. والمبعوث اليهم في تماما وزيره وقارون الذي كان من قوم موسى فبغى عليهم بماله فكلهم ردوا عليها اشد الرد وقالوا ساحر كذاب من عندنا او ايدهم الله بالمعجزات الباهرة المجبر تمام الابعاد. لم يقابلوها بذلك ولن يأتيه مجرد الترك والاعراب بل ولا انكار وهو معرض بالباطل. بل وصل بهم الحال الان قالوا اقتلوا اموال الذين امنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين حيث كادوا هذه الماكيدة وزعموا انهم اذا قتلوا ابناء فما كيدهم الا في ضلال حيث لم يتم ما لهم. ما قصدوا بل اصابهم ضد ما قصدوا. اهلكهم الله مناخرهم قاعدة وتدبروا وتدبر هذه النكتة وتدبر هذه النكتة التي يكثر مرورها بكتاب الله تعالى اذا كان السياق في قصة معينة وعلى شيء معين واراد الله ان ان يحكم على ذلك المعين بحكم لا يختص به ذكر الحكم وعلقه على نصف العام يكون الصورة التي سيق الكلام لاجلها وليندفع الابهام باختصاص الحكم بذلك المعين ولهذا لم يقل وما كيدهم الا في ضلال بل قال وما كيد الكافرين الا في ضلال فقال فرعون متكبرا متجبرا مغررا لقومه السفهاء. ذروني اقتل موسى والعياذ ربه اي زعم قبحه الله انه لولا مراعاة خواطر قومه لقتله وانه لا يمنع منه دعاء ربه ثم ذكر الحمل وهو لا يراد له انه نصح نصح لقومه وازالة للشر من ذي الارض وقال اني اخاف ان يبدل دينكم الذي انتم عليه او ان يظهر في الارض الفساد وهذا من اعجب ما يكون ان يكون شر الخلق ينصح الناس عن اتباع خير الخلق هذا وهذا من التمويه والترويج الذي لا يدخل بيوم الحساب اذ يحمله تكبره واعظم الايمان بيوم الحساب على الشر والفساد. يدخل فيه فرعون وغيره كما تقدمت قريبا في القاعدة. فمنعه الله تعالى بلطفه من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب وقيض له من الاسباب ما انتبه به عنه شر فرعون وملأه. ومن جملة الاسباب هذا الرجل المؤمن الذي من ال فرعون من بيت المملكة لابد ان يكون او كلمة مسموعة وخصوصا اذا كان يظهر موافقة ثم يكتب ايمانه فانهم يراعون في القلب الى ما لا يراعونه لو خالفهم في الظاهر كما منعهم الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بعمه ابي طالب من قريش حيث كان مطالبا كبيرا عندهم موافقا لهم على دينهم ولو كان مسلما لم يحصل منه ذلك فقال ذلك الرجل المؤمن يوفق العقل الجازم الحازم مقبحا في قومه وسنادم هجموا عليه. اتقتلون رجلا ان يقول ربي الله. اي كما تستحلون قدما وهذا ذنب وجرم ان يقول انه يقول رب الله ولم يكن ايضا قولا مجردا على البيانات ولهذا قال علم به الصغير والكبير اي فهذا لا قبل ذلك ما جاء به من الحق. وقابلتم البرهان ببرهان يرده ثم بعد ذلك نظرتهم ليحلوا قتله اذا ظهرتم عليه بالحجة ام لا. فاما ان دارت حجته واستعلى برهانه فبينكم وبين حلقته مفاوزة تنقطع بها انعاء اعناق المطي ثم قال ومقالة عقلية تقنع كل من كل عاقل باي حالة قدرت فقال اي موسى مبين ام بين امرين اما كاذب في صادق فيها فان كان كاذبا فكذبوا عليه وضرروه معهم مختص به وليس عليكم في ذلك ظلم حيث امتنعتم وتصديقه وان كان صادقا وقد جاءتهم بالبينات واخبركم انه ان لم تجيبوا وعذبكم الله عذابا في الدنيا وعذابا في الاخرة فانه لا بد ان يصبكم بعض الذين يهدكم وهو عذاب الدنيا هذا من حسن عقله ونطقه دافعيا موسى حيث اتى بهذا الجواب الذي لا تشويش فيه عليهم وجعل الامر دائر بين تلك الحالتين وعلى كل تقدير وجهل منكم ثم انتقل رضي الله عنه وارضاه وغفر له ورحمه الى امر اعلى من ذلك وباني قرب موسى من حقه وقال ان الله لا يهدي من هو اسرفوا لاي متجاوز الحد بترك الحق والاقبال على الباطل. كذاب بنسبة ما اسرف فيه الى الله. فهذا لا يهديه الله الى طريق صوم ولا في مدونه ولا بدليله ولا يوفق صراط مستقيم اي وقد رأيت ما دعا موسى اليه من الحق وهداه الله بما بينه من البراهين العقل والخوارق السماوية فالذي اهتدى بهذا الهدى لا يمكن ان يكون مسرفا ولا كاذب وهذا دليل على كمال علمي وعقلي ومعرفتي بربه. ثم احذر قوم انسهم وخوفهم عذاب الاخرة. وقال اي في الدنيا ظاهرين على رعيتكم تنفذون به ما شئتم من فهبكم حصل لكم ذلك وتم ولم يتم ولن يتم فمن ينصرنا من بأس الله عذابه. اذ جاءنا اي من وهذا من حسن دعوته. حيث جعل الامر مشتركا بينهم وبين بينه وبينهم بقوله فمن ينصرنا وقول جائنا يفهمهم انه ينصح لهم كما ينصح لنفسه ويرضى لهم ما يرضى لنفسه فقال فرعون معارضا له في ذلك ومغررا لقوم ان يتبعوا موسى ما اريكم الا ما رواه سبيلا ورشاد وصدق في قوله ما اوريكم الا ما ارى ولكن ما الذي رآه؟ رأني تابعوني اقيم بامري اسده ولم ير الحق معه بل رأى الحق مع موسى وجاء احد به مستيقنا له وكذا ما في قوله وما اوديكم من اسباب فان هذا قلب للحق فلو امر باتباعه اتباعا مجرد على كفر وضعه لكان الشر اهون ولكنه امر باتباع وزعم ان في اتباعه اتباع الحق وفي اتباع الحق اتباع قال وفي اتباع الحق اتباع الضلال. وقال الذي امن مكررا دعوت قومه غير اية من هدايتهم كما هي حالة الدعاة الى الله تعالى. لا يزالون يدعون الى ربهم ولا يردهم عن راد ولا من تكرار اداوتهم فقال لهم يا قومي اني اخاف عليكم مثل يوم الاحزاب يعني الامة المكذبين الذين تحسبون بها ما اجتمعوا على ما اراد ثم بينهم فقال مثل داب قوم نوح وادم وثمودن الذين من بعدهم مثل عادتهم بالكفر والتكذيب وعادة الله فيهم بالعقوبة العاجلة بالدنيا قبل الاخرة الاجر من اسلفوا ولما خوفهم العقوبات الدنيوية خوفوا من العقوبات الاخروية وقال ينادي اهل الجنة اهل النار قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا الى اخر الايات. ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة من افيضوا علينا بالماء يوم ما رزقكم الله. قالوا ان الله وما على الكافرين وحين ينادي اهل النار مالكا ليقضي علينا ربك فيقول انكم ماكثون. وحين ينادون ربهم ربنا فما زلتم في شكل مما جاءكم به في حياته حتى اذا اهلك ازداد شككم وشرككم وقلتم لن يبعد الله من بعده رسولا اي هذا ظنكم بالباطل وحسبانكم الذي لا يليق بالله تعالى فانه تعالى لا يترك خلق سدى لا يأمرهم وينهاهم بل يرسل اليهم رسلا وظن ان الله لا يرسل رسولا ظنوا الضلال ظن ضلال. ولهذا قال كذلك يضل الله من هو مسلم مرتب. وهذا هو وصفهم الحقيقي الذي وصف به موسى ظلما وعلوا المسلم والموم المسرفون بتجاوزهم الى الحق. وعدولهم عنهن الضلال وهم الكذبة حين حيث نسبوا ذلك الى الله وكذبوا رسله وصفه الصرف السري لا ينفك عنه ما لا يهديه الا هو لا يوفقه للخير لانه ردا حق بعد ان وصل اليه وعربة. وجزاه ان يعاقبهم الله بان يمنعهم فلما لم يؤمنوا ظالمين. ثم ذكر وصف المسرف الكذاب قال الذين يجادلون بايات الله التي التي بينت الحق بين الباطل وصاد ظهورها بمنزلة الشمس للبصر فهم يجادلون فيها على وضوحها ويبطلها بغير سلطان اتى ومن بغير حجة وبرهان وهذا وصف لازم لكل من جاهدنا في ايات الله فانه من ان يجادل الرزق لان الحق لا يعارض لا يعارض معارض ولا يمكن ان يعارض بدليل سليم او يقين اصلا. كبر ذلك القول المتضمن ورد الحق بالباطل ومقتا عند الله الذين امنوا والله اشهد ان صاحبه انه تضمن التكثيف بالحق والتصديق بالباطل. ونسبته اليه امور يشتد بها يشتد بغض الله. يشتد بغض والله لها ولمن اتصف بها وكذلك عباد المؤمنون يؤقتون على ذلك اشد المقت موافقة لردهم وهؤلاء خواص خلق الله تعالى فمقتهم دليل على كذلك اي كما اقام على قلوب متكبر جبا. متكبر في نفسه على الحق برده وعلى الخلق باحتقار جبار وعدوانه وقال فرعون معارض لموسى مكذبا له في دعوته الى رب العالمين الذي على العرش استوى على الخلق اعتلى يا هامان ابن لي صرحا اي بناء مرتفعة وقصد منه لعلي يطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا في دعواه ان لنا ربا وانه فوق السماوات ولكنه يريد ان يحتضر فرعون ويختبر او قبر الامر بنفسه. قال الله تعالى في بيان لن يحمله على هذا القول وكذلك زين عليه فرعون سوء عمله فزين له العمل السيئ فلم يزل الشيطان يزينه وهو يدعو اليه ويحسره حتى رآه الحسن ودعا اليه وناظر مناظرة المحيطين وهو من اعظم المفسدين. بسبب الباطل الذي زين له وما كيد فرعون الذي اراد ان يكيد به الحق ويلهم به الناس انه محق وان مسمطل الا فيه تباب. اي خسائر وبوار لا يفيدن الشقاء في الدنيا والاخرة. وقال الذي كان موعدا نصيحته لقومه يا قوم اتبعوني اهدكم سبيل الرشاد لا كما يقول لكم فرعون فانه لا يهديكم الا الطريق الغي والفساد. يا قومي انما هذه الحياة الدنيا متى يتمتع بها ويتنعم قليلا ثم تنقض المحيل فلا تغرنكم وتغننكم عما خلقتم له اقامتها منزل السكون والاستقرار فينبغي لكم ان توتروها وتعملوا لها عملا يسعدكم فيها من عمل سيء. من عملها من عمل سيئة من شرك او فسوق او عصيان فلا يجزى الا مثلها اي لا يجازى الا بما يسوء ويحسنه لان جزاء السيئة السوء ومن عمل صالحا من ذكر او انثى من اعمال القلوب والجوارح واقوال اللسان فاولئك يدخلون الجنة يرزقون بها بغير حساب يعطي نجرا بلا حد ولا عدل بل ولا عد بل يعطيهم الله ما لا تبلغه اعمالهم. ويا قومي ما ليدوكم الى النجاة بما قلت لكم اتدعونني الى النار بترك اتباع نبي الله موسى عليه السلام. ثم فسر ذلك فقال تدعون تراب الله وشرك به ما ليس لي به علم انه يستحق ان يعبد من دون الله والقول على الله بلا علم من اكبر الذنوب واقبحها وانا ادعوكم الى العزيز الذي له القوة كلها وغيره ليس بيده من الامر شيء يسرف العباد على انفسهم يتجرون الى سخطه. ثم اذا تابوا اليه كفر عنهم سيئات السيئات ذنوب موجباتها من العقوبات الدنيوية والاخروية لا جرم يحق ان يقينا انما تدعون اليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الاخرة اي لا يستحق من الدعوة اليه والحث على اللجئ اليه في الدنيا ولا في الاخرة وانه لا يملك نفعا ولا ظنا ولا يموت وانما ردنا الى الله تعالى فسيجازي كل عامل بعمله ان المسرفين هم اصحاب النار وهم الذين اسرفوا على انفسهم التجاري على ربهم معاصيهم والكفر بهما دون غيرهم. فلما نصحهم وحذرهم وانذرهم ولم يطعوا ولا وافقوا قالوا وستذكرون ما اقول لكم من هذه النصيحة وسترون ما غبت من قبولها حين يحل بكم العقاب وتحرمون جزيل الثواب وافوض امري الى الله. يا جبريل واعتصموا والقي امري كلها لديه واتوكل عليه في مصانعه ودفع الضرر الذي يصيبني منكم او من غيركم ان الله بصير بالعباد يعلم احوالكم ويستحقون ويعلم حالي ويضاعفي منكم ويكفيني شركم ويعلم احوالكم ولا تتصرفون الا بارادة ومشيئته فان سلطكم عليه فبحكمة منه تعالى وان ارادته ومشيئته صدر ذلك. فوقاه الله سيئات ما مكروا وان وقى الله قوي رحيم. ذلك الرجل مؤمنا موافق عقوبات ما مكره فرعون واله. لو من ارادة اهلاك واتلافنا النوبة داهم بما يكرهون اظهرهم الموافقة التامة. لموسى عليه السلام فداك وقد اغضب وما اشتد حان قوم عليه طردوا به كذا فحفظهم الله من تهديهم ومكرهم وانقلب كيدهم ومكرهم على انفسهم. وحاق بالف يلعبن سوء العذاب. وحاق بآل فرعون سوء العذاب. اغرقهم في صبيحة معدة عن اخرهم وفي البرزخ النار يعرضون عليها غدوا وعشيا. ويوم تقوم الساعة من امره واذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم دفعا فلنتمون والانا نصيبا من النار استغاثة بخزنة النار وعدم الفائدة في ذلك وقال واذا تحاجون في النار يحتج التابعون بإغواء الموت وان يتبرأ متبعون من التابعين يقول الضعفاء يتبعون عقدة الذين استكبروا على الحق ودعوهم الى ما استكبروا لاجله انا كنا لكم تبعا. انتم اغويتمونا واضلتمونا وزينتم لنا الشرك والشر. فهل انتم مغنون ان نصيبا من النار؟ اي ولو قليلا قال الذين مبينين لاجلهم نفوذ الحكم لله للجميع. انا كل في ان الله قد حكم بين العباد. وجعل لكل قصه من العذاب فلا يزال في ذلك ولا ينقصه منه لا يغير ما حكم به فلا ولا يغير ما حكم به الحكيم. وقال الذين في النار ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب لعله تحصل فيه باب الراحة فقالوا له موبخين مبينين ان شفاعتهم لا تنفعهما دعائهم لا يفيدهم شيئا رسلكم بالبينات التي تبينتم بها الحق والصراط المستقيم ما يقرب من الله ما يبعد عنه منه قالوا بلى قد جاءونا بالبيانات وقامت علينا حجة الله البالغة فظلمنا وعدد والحق وبعد ما تبين قالوا وان خزلنا عن النار متبرين من الدعاء لهم الشفاعة فادعوا وانتم لكن هذا الدعاء لا يغنيه شيئا من ام لا؟ قال تعالى. اي باطل الله ان كفرهم يحبطون لجميع الاعمال صاد اجابة الدعاء لما ذكر عقوبة في الدنيا والبرزخ يوم القيامة وذكر اهل النار الذين نابذوا رسلا وحرب قال انا لننصر رسلنا والذين امنوا بالحياة الدنيا اي بالحجة والبرهان والنصب وفي الاخرة بالحكم والاتباع محاربا من شدة العذاب يوم لا ينفع الظالمون معذرتهم حينها ولهم اللعنة ولهم سوء الدار اي الدار السيئة التي تسوءنا زنيا ولقد اتينا موسى الهدى وهدى بني اسرائيل الكتاب الايات لما ذكر ما جرني موسى في العلماء ال الي امر فلان وجنوده ثم ذكر الحكم العام الشامع الاول يا اهل النار ذكر انه اعطى موسى اي الايات والعلم الذي يهتدى به يهتدي به المهتدون واورثنا بني اسرائيل وكتاب الجنة ومتوارثا بينهم من قبل الى اخره والتمرات وذلك الكتاب المستمعين الذي هو العلم بالاحكام الشرعية وغيرها وهذا التذكر الى الخير بالاضطراب وعن الشر والترهيب عنه. وليس ذلك لكل احد انما اولي اولي الالباب. فاصبر يا ايها الرسول كما صبر من قبلة من اولي العزم من المرسلين ان وعد الله حق اي ليس مشكوكا فيه او فيه ريب او كذبنا حتى يسرع عليك صبر انما هو الحق المحض والهدى الصرف الذي يصبر عليه الصابرون يشهدون في التمسك به اهل للبصائر فقوله ان وعد الله حق من الاسباب التي التي تحث على الصبر على طاعة الله وعن ما يكره الله من تحصيل فوزك وشهادتك فامر بصبر الذي فيه يحصل المحبوب بالسفر الذي فيه يدفع مهجور وبالتسبيح بحمد الله تعالى خصوصا بالعشي والابكار الذين امامهم افضل اوقات وفيهما من الاوراد والوظائف الواجبة والمسابة ما بهما لان في ذلك عونا على جميع الامور وقوله تعالى ان الذي نجادل في ايات الله بغير سلطان اتاهم الاية يقول تعالى ان من جاء في اياته الابتلاء بالباطل بغير بينة من امر الله ولا حجة ان هذا صدر من كبر في صدورهم على الحق وعلى من يريدون الاستغلال عليهم بما معه من الباطل فهذا قصدهم ومرادهم ولكن هذا لا يتم لهم وليسوا ببالغيه فهذا نص صريح بشارة بان كل من جادل الحق انه مغلوب وكل من تكبر عليه فهو في نهايته ذليل فاستعذ يعتصم والجأ بالله ولم يذكر ما يستعيذ من ارادة للعموم يستعيذ بالله من الكبر الذي يجيب التكبر على الحق واستعذ بالله من من شيطان الانس ومن شياطين الانس والجن واستعذ بالله من جميع الشرور انه السميع لجميع الاصوات بلا اختلافها البصير بجميل من يأتي باي محل وموضع كانت فقوله لخلق السماوات العقول ان خلق السماوات والارض بعد العظام اعظم واكبر من خلق فان الناس خلق السماوات والارض من اصغر ما يكون الذي خلق اجراما عظيما واتقنا قادر على ان اعادة الناس بعد موته من باب اولى واحرى. وهذا احد الادلة العقلية الدالة دلالة قاطعة بمجرد النظر للعاقل اليها يستدل بها لا يقول الشك والشبهة بوقوع ما اخرج به الرسل من البعث وليس كل واحد بتدبره اذا قال ولكن اكثر الناس لا يعلمون ذلك لا يعتبرون بذلك ولا يجعلونه منهم على بال ثم قال على معاصيه ساعيا في مساخطه قليلا ما تتذكرون. اي تذكركم قليل والا فلو تذكرتم براتب الامور ومنازل الخير والشريع والفرق بين العبران والفجار كانت لكم همة علية لا ادرتم ان اذان الدار والهدى عن الضالة والسعادة الدائمة على الدنيا الفانية. ان الساعة لا تأتي لا ريب فيها قد اخبرت فيها الرسل الخلق ونعتقد بها الكتب السماوية التي جميع اخبارها اعلى مراتب قامت عليها الشواهد المرئية الافقية ولكن اكثر من الناس لا يؤمنون الامور التي توجب كما عنه وقال ربكم دوني استجب لكم الاية هذا من لطفه بعباده ونعمته العظيمة حيث دعاهم الى ما فيه صلاح ديني ودنيا وامر بدعاء دعاء العبادات والدعاء وبعد ان يستجيب له الموتى وادم ان يستكبرنا فقال ان الذين يستكبرون على عبادته يدخلون جهنم داخل اذا الى حقير يجتمع عليهم العذاب وقوله الله الذي جعل لكم الليل تسكن فيه والنار مبصرا الايات هذه الايات الكريمات الدالة على سعة رحمة الله وجوب شكره وعموم خلقه لجميع الاشياء وكمال الحياة الحمد لله على كل من اتصل به من الصفات التامة على ما فعلوا منه الافعال الحسنة وتمام الربوبية وانفرادي فيها وان جميع التدبير في العالم العلوي والسفلي مماضي في قضي اوقاتهم باذن الله تعالى ليس لاحد من الامر شيء ولا من القدرة شيء ذلك انه كان المال والمعبد وحده الذي لا يستحق احد من عبودية شيء كما لا يستحق من عبودية الله وينتج من ذلك امتلاء القلوب معرفة الله تعالى ومحبته وخوفه ورجاء واذان الامران والمعرفة وعبادتهما اللذان خلق الله الخلق وما الغاية المقصودة منه تعالى لعباده وما الى كل خير وفلاح ومن اللذان خلق وصلاح وسعادة دنيا واخرية هما اللذان هما اشرف عطايا الكريم من عبادك وما اشرف اللذات على الاطلاق هم اللذان فاتى فات كل خير وحضر كل شرفا يسأله تعالى ان ان يملأ قلوبنا بمعرفته ومحبته وان يجعل والباطنة والظاهرة خالصة لوجهه تابعة لغيره انه لا يتعاظم سؤال ويحفي نوال وقوله تعالى الله الذي جعلكم الليلة اذكم جعل الله الليل مظلما لتسكنوا فيه من حركاتكم التي لو استمرت الى فروشكم والقلة وعليكم انه الذي يستريح به القلب والبدن من ذريات الادم لا يعيش بدونه ولا يسكن فيه ايضا كل حبيب لا حبيب يجتمع الفكر وتقل الشواهد على النار مبصرة منيرا بالشمس المستمرة البلكي تقومون من فرشكم الى اشغالكم الدينية والدنيا هذان هذا لذكري وقراءتي وهذا لصلاتي وهذا لطلبه العلم ودراسته وهذا لبيعه والشراء لبنائه او حدادته ونحوه من الصناعات. وهذا لسفره برا وبحر وهذا لبلاحته وهذا لتصحيح حيوانات ان الله لذو فضل. اي عظيم كما يدل عليه التنكير على الناس حيث انا مريض من هذه النعم وغيرها وصرف عنهم النقم هذا الذين يضرون بنعمة ربهم يغضون لله ويحبون ويصرفون في طاعة مولاهم رضا. ذلكم الذي فعل ما فعل الله ربكم ان منفرد بالهة المنفرد بربوبية لن اجابة للشكر من اوليته. خالق كل شيء تقرير لربوبيته. لا اله الا هو. تقرير العباد وحده لا ثم صنع بامره بعبادته فقال اي كيف تصرفون عن عبادة وحده لا شريك له بعد ما ابانا لكم الدليل وانا اراكم مسلمون كذلك فكل كانوا بايات لا يجحدون اي عقوبة وتعدي ما هي التوحيد والاخلاص كما قال تعالى جاناكم النظر قرارا اي قارة ساكنة مؤية لكل مصالحكم تتمكنون من حرثها والبناء عليها وسبب الاقامة فيها والسماء بلا سقى للارض الذي انتم فيها قد جعل الله فيها ما تنتفعون به من الالوان والعلامات التي يهتنى بها في ظلمات البر والبحر وصوركم صوركم ليس في جنس الحيوانات احسن من سورة من بني ادم كما قال تعالى واذا اردت ان تعرف حسن الادمي وكمال حكمة الله تعالى فيه فانظرنا اليه عضوا عضوا عضو من اعضاء يليق به ويصلح ان يكون في غير محله. وانظر ايضا الى الميل الذي في قلوب بعضهم الى بعض. هل تجد ذلك في غير ادمي؟ وانظر الى ما خصه الله به من العقد والمحبة والمعرفة التي هي احسن الاخلاق المناسبة لاجل الصور. ورزقكم من الطيبات وهذا شهر ولكل طيب مما اكل ومشرب ومنكح وملبس ومنظر. ومسمع وغير ذلك من الطيبات التي الله العباد يسر لنا لهم اسبابا ومنعوا من الخبائث التي تضاجها وتضر ابدانهم والقلوب ما جاءنهم ذلكم الذي دبروا الامور عن اعمالكم بهذه النعمة الله ربكم فتبارك الله رب العالمين لتعاظم وكذا وخيره وكثر خيره احسانه المربي جميع العالمين بالنعم هو الحي الذي له الحياة كافة تامة مستلزمة ما تتزن صفاته الذاتية التي لا تتم حياة الا بعكس من البصر والقدرة والعلم والكلام وغير ذلك من صفات الا لا اله الا هو لا معبود بحق الا رجل كريم فادعوا وتشهد من دعاء عبادة دعاء المسألة مخلصين له الدين يقصد بكله عبادة ودعاء في يوم عمل وجه الله انه الاخلاص هو المأمور به. كما قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصا او الدين حنفاء. الجميع والمحامد كنطق الخلق بذكره والفعل كعبادة كل ذلك لله تعالى وحده لا شريك له وكماله في اوصافه وافعاله وتمام نعمه قوله لما ذكر امر باخلاص باخلاص العبادة لوحده وذكر الادلة على ذلك فالبينات قال قل يا ايها النبي من دون الله من اوثار الاصنام وكل ما نعوذ من دون الله مستلزمات الامر وهذا امر مأمور به على الاطلاق كما ان النهي عن عبادة ما سواه اعظم منه على الاطلاق. ثم قرأ هذا التوحيد انه خالق لكم المطور وخلقتكم كما خلقكم وحده اعبدوه قال هو الذي خلقهم من تراب وذلك بخلقه اصلكم ما فيكم ادم عليه السلام ثم من اتخاد ابتداء خلقه سائلا وانه للانسان ما دام في بطن امه فنبه بقية الاطول من العقد بالعظام فنفث الروح. ثم هكذا تنتقلون في الخلقة حتى تبلغ واشدكم قوة العقل والبدن وجميع الظهر والباطنة ثم لتكونوا شيوخا من قبل بلوغ الاشد ولا تبلغوها بهذه الاقوال المقدرة الى اجل مسمى اعماركم ولعلكم تأكلون احوالكم وتعلمون ان المطور لكم من هذه الاطواق كان المقتدر انه الذي لا ينبغي للعبادة الا له انكم قناقصون من كل وجه والذي يحيي ويميت ايها المنفرد بالاحياء ولماذا ما لا تموت نفس بسبع او بغير سب او بغير سبب الا وما يعمر من معمر ولا ينقص من العمر الا في كتاب ان ذلك على الله يسير. واذا قضى امرا جليلا بحق فانما يقول له كن فيكون. لا رد في ذلك ولا مثنوية ولا تطلع الم ترين الذين يجادلون بايات الله انهم يصرفون الايات المتر ان الذين يجادلون في ايات الاية واضحة بينا متعجبا من حالهم الشنيعة انى يصرفون كيف نعدلون عنها او او الى اي شيء نذهبون بعد البيان التام هل يجدون ايات بينات تعارض ايات الله؟ لا والله ام يجدون الشبهة ان توافق هواها هم يسنون بها لاجل باطنهم فبئس ما استدنوا واختاروا نفس بتقديم الكتاب الذي جاءهم من الله به رسله الذين هم خير الخلق واصدقهم اعظمهم عقولا فهؤلاء لا اجزى لهم سوى النار الحامية لهذا توعدهم الله بادابهم وقالوا فسوف لا يعلمون اذ الاغلال وفي اعناقهم التي لا يستطيعون معها حركة. والسلاسل التي يقرؤن بها اعينهم وشياطينهم يسحبون بالحميم اي الماء الذي اشتد غليانه وحره ثم في النار يوقد عليم اللهب العظيم فيصل فيصدون بها ثم يبغون على شركهم وكذبهم ويقالون اينما كنتم تشركون من دون الله لنفع او دفعوا عنكم بعضا من عذاب قالوا ضنوا ان عقابه ولم يحضروه ولو حضروا لم ينفعوا ثم انهم انكروا فقالوا بل لم نكن ندوا من قولوا شيئا اتمنى ان مرادهم بذلك قالوا ظنوا انه ينفعهم يفيدهم ويحتملن وهو لا يظن ان مراد بذلك ان يقرأون على بطلانه لاية ما كانوا يعبدون وانه ليس لله شريك في الحقيقة انما ويدل على هذا قوله تعالى كذلك يظل الله الكافرين اي كذلك الضلال الذي كانوا عليه في الدنيا الضلال واضحا لكل احد حتى انهم بانفسهم يقولون يوم القيامة يتبينون معنى قوله تعالى وما يتبع الذين دون الله شركاء يتبعون الا الظن ممن يدعو من ذل الناس ولو الى يوم القيامة الايات ويقالون ان ذلكم العذاب الذي نوه عليكم بما كنتم تفرغون في الارض بغير حق وما كنتم تمرحون اي تفرحون بالباطل الذي انتم عليه وبالعلوم الذي خالفتم بها علوم الرسل وتمرحون عليهم وظلما وعصيانا كما قال تعالى في اواخر هذه السورة وكما قال قوم قارون له لا تفرحن الله لا يحب الفرحين وهذا هو الفرح المذموم الموجب للعقاب خلاف الفرح الممدوح الذي قال الله فيه قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا. والفرح بالعلم النافع العمل الصالح ادخلوا ابواب جهنم كل بطبقة من طبقتها على قدر عمله خالدين فيها لا يخرج منها ابدا فبئس مثل المتكبرين. مثلا يخزون فيها ويهانون ويحسبون ويحبسون ويعذبون ويترددون بين حرها وزمهريرها فاصبر ان وعد الله حق الاية. اي فاصبر يا ايها الرسول على دعوة قومك وما ينالك منهم من هذا وسعي على صبرك واستعن على صبرك بملك انه عند الله حق النساء ينصر الدين ويعلي كلمته وينصر روسه بالدنيا والاخرة وسعينا ذلك ايضا بتوقع باعدائك في الدنيا والاخرة قال بعض الذين اذا في الدنيا قبل عقوبة قال لقد ارسلنا رسلا من قبل منهم من قصصنا عليك منهم من لم نقصص عليك الايات الاية ايها القدس من قبلك رسلا كثيرا قم يدعون ويصبرون على دعاء منهم من قصصنا خبرهم ومنهم من لم نقصص عليك وكل الرسل مدبرون ليس بيدهم شيء من الامر. وما كان لاحد من رؤية باية من الايات السمعية الا باذن الله. اي وامره فاقتراح المقترح على الرسل بالايات الاتيان بالاية ظلم منهم وتعنت وتكذيب بعد ان يدهم الله بالايات الدالة على صدقهم وصحة فجاءوا به واذا جاء فاذا جاء امرنا بالفصل بين الرسل مع الدائم والفتح قضي بينهم بالحق الذي يقع ويوافق صواب جاء الرسل واثبات باقي مؤهلات المكذبين والاذان قال وخسر هنالك اي وقت القضاء المذكور المبطلون. الذين وصفهم الباطل ما جاءوا بهم العلم والعمل الباطل. وغايتهم المقصودة لهم باطلة فليحذر هؤلاء المخاطبون ان يستمروا على باطلهم يقصرون كما يقصرون اليه فان هؤلاء لا خير منهم ولا ولا لهم براءة من الكتب من نجاة. الله الذي جعلكم الانعام تركبوا منها منها تأكلون ايات يمتنوا تعالى على عباده بما جعل لهم من الانام التي بها جملة من الانعام منها منابع الركوب عليها منها منافع الركب عليها والحمد ومنها منافع اللحوم والشراب والبانيها ومنها منافع الدفء واتخاذ لالته والامتعة من غير ذلك من اي على الروائح البرية والفلك البحرية يحملكم الله الذي سخرها وهي ما هي من اسباب التي لا تتم الا بها واحد اشهدهم عباده اياته النفسية واياته وبقيوا النعم والظاهرة وعددها عليهم وليعرفوا يشكروه ويذكروه. فاي آيات الله تنكرها اي اي آيات من آيات لا تعترف بها فانكم قد تقرر عندكم من جميع الايات والنعم منه تعالى فلم يبق للانكار محل ولا لنعراض عنها موضع فلوجبتم لذوي الالباب دون الجهد واستفراغ الوسع والاجتهاد في طاعته والتمتل بالذمة والانقضاء اليه افلم يسير غفلة واهمال فكيف كان كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ثمودا وغيرهم ممن كانوا اعظم منهم قوة واكرم وانا اشد اثارا واشد اثارا في من ابنة الحسنة والغراس الانيقة والزرر الكثيرة فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون حين جاءهم امر الله فلم تغن عنهم قوة وافتدوا باموالهم ولا تحصنوا بحصونهم ثم ذكر الجمهور من قالق العظيمة العلم النافع المبين الهدى من الضلال والحق من الضلالة من والحق من الباطل العلم المناقض لدين الرسل ومن المعلوم ان نفران فيه يدل على شدة رضا به وتمسكه بالعلم ومعاداة الحق الذي جاءت به الرسل وجعلهم باطلا حقا لم تعجز قدرته على احياء الارض بعد موتها لا تعجز عن احياء الموتى. ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون الينا الايات الالحاد وفي ايات الله الميل بها عن الصواب باي وجه كان وهذا عامنا جميع العلوم التي نوقظ بما جاءت به الرسل ومن حقها بالدخول في هذا علوم الفساد المنطق الذي ردت به كثير من ايات القرآن ونقضت قدره في القلوب ونقضت ونقصت قدره بالقلوب وجعلت ادلة اليقين وقاطع ادلة لفظية لا تفيدوا شيئا من اليقين ويقدموا ويقدموا عليها ويقولوا للسفه والباطل هذا من اعظم الاحاديث بايات الله والمعارضة له المناقضة والله المستعان. وحاق بهم اين نزل ما كانوا يستهزئون به من الاذاب حيث لا ينفعهم اللي اقروا حيث لا ينفعهم الاقرار. وقالوا امنا بالله وحده كفما بما كنا بمشركين. من الاصنام وتبررنا من كل مخالف كل ما خالف الرسلاء من علم او عمل ولم يكن انفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا اي في تلك الحال وهذه سنة الله وعادته التي خلت من عباده ان المكذبين حين ينزل بهم الله وقابه اذا امنوا كان ايمانهم ظهر صائما منجيا لهم من الايمان الاختيار ولا منجي لهم من العذاب ذلك لانه ايمان ضرورة لقد اضطروا اليه وايمان ومشاهدته انما الايمان النافع الذي ينجيه صاحبه الايمان واختيار الذي يكون ايمان بالغيب وذلك قبل وجود قرائن العذاب وخسر هنالك اذا قتل باسكاثر ودين مدني ام اخراهم ولا يكفي مجرد خسائر الخسارة في تلك الداء بل لابد من الاهلاك واذا قتلون دينار بل لا بد من خسران اشقي بالعذاب بالعذاب والخلود فيه دائما ابدا تم تفسير سورة المؤمنين الحمد لله ولطف وامانة ولا لا بحولنا وقوتنا وله الشكر والثناء احسنت بارك راه مع الشيخ يوسف قال رحمه الله تعالى تفسير سورة السجدة وهي سورة فصلت وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم حامي تنزيل من الرحمن الرحيم ولايات يخبرك على عباده ان هذا الكتاب والقرآن الجميل تنزيل صادر من الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء وهذا الكتاب الذي حصل به من العلم والهدى والنور والشفاء والرحمة والخير كثير ما هو من اجل نعمه على عباده وهو الطريق للسعادة في الدارين ثم اثنى على كتابه قال شيء من انواعه على حدته وهو لا يستلزم البيانات التامة والتفريق بين كل شيء وتمييز الحقائق قرآنا عربيا اي باللغة الفصحى اكمل اللغات فصلت ايات وجعل عربيا يعلمون اي لاجل ان يتبين لهم معناه كما يتبين اللفظ ويتضح لهم الهدى من الضال والغيب من الرشاد واما الجاهلون الذين لا يزيدهم الهدى الا ظن ولا البيان الا اعمى فهؤلاء لم يسق لم يسق الكلام لاجلهم وسواء عليهم انذرتم ما لم تدرهم لا يؤمنون ونذيرا اي بشيا بالثواب العاجل والاجل ونذيرا بالعقاب العاجل والاجل ذكر تفصيلا بها البشارة والنذارة وهذه الاوصاف للكتاب ما يوجب ان يتلقى بالقبول والاذعان والايمان والعمل والعمل به. ولكن اعرض عن اكثر الخلق عنهم اعراض مستكملين فهم لا يسمعون له سماع قبول واجابة وان كانوا قد قد سمعوا سماعا تقوم عليهم به الحجة الشرعية. وقالوا لهؤلاء المعرضون عنهم مبينين عدم انتفاعهم به بسد الابواب الموصلة اليه. قلوبنا في اكنة اي مغشاه مما تدعون اليه وفي اذاننا وقر اي صمم فلا نسمع لك ومن بيننا وبينك حجاب فلا نراك القصد من ذلك انه مضوا الاعراض عنه من كل وجه واظهروا بغضه ورضى بما هم عليه ولهذا قالوا فاعمل اننا عاملون اي كما رضيت بالعمل بدينك فاننا راضون كل الرضا اعملي في ديننا وهذا من اعظم الخذلان حيث رضوا بالضلال عن الهدى واستدلوا الكفر بالايمان وباعوا الاخرة بالدنيا قل لهم يا ايها النبي انما انا بشر مثلكم يوحى الي هذه صفتي وظيفتي اني بشر مثلكم ليس بيدي بالامر شيء. ولا عندي ما تستحيون به وانما فضلني الله عليكم وميزني وخصني بالوحي الذي اوحى الي وامرين باتباعه ودعوتكم اليه فاستقيموا اليه ايسلكوا اي اسلكوا الصراط الموصل الى الله تعالى بتصديق الخبر الذي اخبر به واتباع الامر واجتناب النهي. هذا حقيقة الاستقامة ثم الدوام على ذلك فوق قوله اليه تنبيه عن الاخلاص وان العامل ينبغي له ان يجعل مقصوده ووايته التي يعمل لاجلها الوصول الى الله ولا دار كرامته لذلك يكون عمله خالصا صالحا نافعاته يكون عمله باطلا ولما كان يعبدونه حرصا على استقامته لابد ان يحصل منه خير بتصير بتقصير بمأمور او ارتكاب منهي امره بدواء ذلك باستغفار المترم للتوبة فاستغفروه ثم توعد من ترك الاستقامة فقال ويل للمشركين الذين يؤتون الزكاة اي الذين عبدوا من دونه من لا يملك نفعا ولا ضر ولا موت ايدي ربهم بالاخلاص والاخلاص له ولم يصلوا ولا زكوا ولا اخلاصا للخالق بالتوحيد والصلاة وما نفع للخلق بالزكاة وغيرها وهم بالاخرة هم كافرون الى يوم ابواب الجنة والنار فلذلك لما زال الخوف من قلوبهم اقدموا على ما اقدموا عليهم ما يضرهم في الاخرة. ولما ذكر الكافرين وصفهم وجزاءهم فقال ان الذين امنوا الكتاب وما اجتمع عليه ممن دعا اليه من الايمان وصدقوا ايمانهم به وصدقوا ايمانهم باعمال الصالحة الاخلاص والمتابعة لهم اجر اي عظيم غير ممنون اي غير مقطوع ولا نافذ من هو مستمر مدى الاوقات متزايد على الساعات مجتهد على جميع اللذات والمشتهيات انكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين. الايات ينكر تعالى ويعجب من كل الجافين به الذين جعلوا معهم لا يشركون هم معهم ويضلون لهم ما يشاء من عباداتهم ويسوونهم بالرب العظيم الملك الكريم الذي خلق الارض الكثيبة لا عظيمة في يوميه ثمن خلقها ودعاها واخرج اقواتها رابع ذلك في اربعة ايام سواء للسائلين عن ذلك فلا ينبئك مثل خبير. فهذا الخبر الصادق الذي لا زيادة فيه ولا نقص الله اعلم اي ايام هذه هل هي من ايام الدنيا او هي اربعة ايام او ستة ايام من ايام الله العلم عند الله عز وجل. نعم ثم بعد ان خلق الارض استوى اي قصد الى خلق السماء وهي دخان قد ثار على وجه الماء فقال اولما كان هذا التخصيص يوهم الاختصاص عرف عليه بقوله ائتنا طوعا وكرها اي انقاذ يعني طائعتين او مكرهتين فلابد من هده قالت اتينا طائعين اي ليس لنا ارادة البخاري هو ارادتك فقضاهن سبع سماوات في يومين فتم خلق السماوات والارض في الست ايام اولها يوم الاحد واخرها يوم الجمعة مع ان قدرة الله ومشيئته وصالحة لخلق الجميع في لحظة واحدة ولكن مع انه قدير فهو حكيم رهيب فمن حكمته ورفقه ان جعل خلقه ما في هذه المقدرة واعلم ان ظاهر هذه الاية قوله تعالى في النازعة لما ذكر خلق السماوات قال والارض والارض بعد ذلك دحاها يظهر منهما التعارض مع ان كتاب الله لا تعارض فيه ولا اختلاف والجواب عن ذلك كما قاله كثير من السلف ان خلق الارض وصورتها متقدمة على خلق السماوات كما هنا ويحيي الارض بانها اخرج منها ماءها ومرعاها والجبال ارساها متأخر عقلي لا نأخذ السماوات كما في سورة النجاة بعد ذلك خلقها وقوله وقوله واوحى كل سماء امرأة اي الامر وتدبير العقابه بها التي اقتضته حكمة احكم الحاكمين. وزينا السماء الدنيا بزي وزينا السماء الدنيا بمنصابيح هي النجوم بها وتكون زينة جمال للسماء ظاهرا وجمالا ولها باطنا بجعلها مرجوما للشياطين الا يسرق السم الا يسترق السمع في ذلك المذكور من الارض وما فيها والسماء وما فيها تقدير العزيز العليم الذي عزته الذي عزته قهر بها الاشياء ودبرها وخنق بها مخلوقات والغائب والشاهد والغائب والشاهد فترك المشركين الاخلاص لهذا الرب العظيم الواحد القهار الذي انقذت المخلوقات ونفذ فيها قدره من اعجب الاشياء واتخاذهم له اندادا يسوونهم به وهم ناقصون في اوصافهم وافعالهم اعجب واعجب ولا دواء لهؤلاء ان استمر اعراضهم الى عقوبات الدنيوية والنخوية فلهذا خوفوا من قوله فانذرتكم صاعقة مثل صاعقة عدل ايتين اي فان اعرض هؤلاء المكذبون بعدما وبين لهم من اوصاف القرآن الحميدة ومن صفات الله العظيم. فقد فقل انذرتكم صاعقة اي عذابا يستأصلكم ويجتاحكم مثل صاعقة عين وتموت. القبيلتين حيث اجتاحهم العذاب احل عليهم وابيل العقاب وذلك ظلمهم كفرهم حيث جاءتهم الرسل بينهم خلف من يتبع بعضهم بعضا متوالين ودعوته جميعا واحدة ان تعبدوا الا الله يأمر باخلاص لله وينهونهم عن الشرك به فردوا رسالتهم وهم قالوا لو شاء ربنا لانزل ملائكة اي وما انتم فبشر مثل فان بما ارسلتم به كافرا وهذه الشبهة لم تزل متوارثة وتوارثت بين المكذبين بالامم وهي من اوهى الشبه بانه ليس من شرط الانسان ان يكون المرسل ملكا وانما شرط الرسالة ان يأتي الرسول مما يدل على صدقه فليقدح ان استطاعوا بصدقهم بقادح عقلي او شرعي. ولن يستطيعون ذلك سبيلا فاستكملوا في الارض وان للحق وقالوا من اشد منا قوام الايدين هذا الصين نقصت في هاتين اللمتين عدل وثمود فما عادوا فكانوا مع كفرهم بالله وجحدهم بايات الله وكفرهم برسلهم وسكنهم في الارض ظاهرين لمن حولهم والعباد الظالمين لهم قد اعجبتهم قوتهم وقالوا من اشد منا قوة. قال تعالى ردا عليهم بما يعرفه كل احد او لم يره وان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة. فلولا خلقه اياهم لم يوجدوا. فلو نظروا الى هذه الحال صحيحا لم يغتروا بقوتهم فعاقبهم الله عقوبة تناسب قوتهم التي اغتروا بها فارسلنا عليهم ريحا صرصرا ايديها عظيمة من قوتها وشدتها لها صوت مزعج كبعد القاصف الله عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم اعجاز نخل خاوية نحسات فدمرتهم هلكتهم فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم وقال هنا لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا الذي اختزوا به الذي اختزوا به وافتضحوا بين الخليقة عذاب الاخرة اخزى وهم لا ينصرون. اي لا يمنعون من عذاب الله ولا ينفعون انفسهم. واما تموت فديناهم فاستحبوا العمل ان يهدى لايتين. واما ثمود وهم قبلة معروف الذين سكنوا الحجر الذين سكنوا الحجر سكنوا الحجرة والذين سكنوا الحجرة وحواليه الذين ارسل الله اليهم صالحا عليه السلام ويدعوهم الى توحيد ربهم وينهاهم عن الشرك واتاهم الله النار اية عظيمة لها شرب ولهم شرب يوم معلوم يشربون لبنها يوما ويشربون من الماء يوما وليسوا ينفقون عليها بل تأكل من ارض الله ولهذا قال هنا ان لانها ذا ثمود اية باهرة قد رآها صغيرهم وكبيرهم وذكر موتاهم وكانت اية مبصرة والى هذا خصصه فلهذا خصهم بزيادة البيان والهدى ولكنهما من ظلمهم وشر ما استحب العمى الذي هو الكفر والضلال على الهدى الذي هو العلم والايمان فاخذهم العذاب بما كانوا يكسبون لا ظلما من الله لهم ونجينا الذين امنوا وكانوا يتقون نجى الله من صلى عليه السلام للشرك والمعاصي ويوم يحشر اعداء الله الى النار فهم يوزعون الآيات يخبر تعالى عن اعداء الذين بالكفر به وبآياته وتكليف رسله ومعاداته ومحاربة محارم الشريعة حين يحشر ان يجمعون الى النار فهم يوزعون. ان يردوا اولهم على اخرهم ويتبع ويتبع ويتبع ويتبع اخرهم اولهم ويساقون اليه سوقا عنيفا لا يستطيعون امتناع ويصومون انفسهم ولا هم ينصرون وارادوا الانكار وانكروا ما عملوا من معاصي شهد عليهم سمعهم وابصار وجوههم عموم بعد خصوص بما كانوا يعملون ما يشهد عليهم وكل عضو من عضو فكل عضو يقول انا فعلت كذا وكذا ويوم كذا كذا وخص هذا وخص هذه الاعضاء الثلاثة لان اكثر الذنوب يناطق بها او بسببها فاذا شهدت عليهم عاتبوها وقالوا لجلودهم هذا دليل على ان الشاة تقع من كل عضو ما ذكرناه لما شهدتم علينا ونحن دافعا كنا قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء فليس بامكان الامتناع عن الله الذي لا يستعصي احد عن مشيئته وهو خلقكم من اول مرة فكما خلقكم بذواتكم واجسامكم وخلق ايضا صفاتكم ومن ذلك الانطاق واليه ترجعون في الاخرة فيجزيكم ما عملتم ويحتمل ان المراد بذلك اسلام على البعث بالخلق الاول كما هو طريقة القرآن وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ابصاركم ولا جلودكم يوما كنتم تختفون عن شأن اعوامكم عليكم ولا تحذرون من ذلك ولكن ظننتم باقدامكم على المعصية ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون فذلك فلذلك صدر منكم ما صدره فيما لا يليق بجلاله ارى ارداكم اي اهلككم فاصبحتم الى القاسم انفسهم واهليهم وديانهم بسبب الاعمال التي اوجبها لكم ظنكم القبيح بربكم عليكم كلمة العقاب والشقاء. وجب عليكم الخروج الدائم في العذاب الذي لا يفتر عنهم ساعة. فلا جلد عليها ولا صبر وكل حاجة قدر ان ان كان صبري عليها فالنار لا يمكن الصبر عليها. وكيف الصبر على نار قد اشتد حرها وزادت على النار الدنيا بسبعين ضعفا وعظم غليان نوح ميمها وزاد نتن صديدها وتضاعف برضه زمهريرها وعظمت سلاسلها واغلالها وكبرت مقامعها وغلظ خزانها وزال ما في من رحمتهم وختام ذلك سخط الجبار وقوله لهم حين يدعون ويستغيثون اخسئوا فيها ولا تكلمون وان يستعتبوا ان يطلبوا ان يزال عنهم العتب فيرجع من الدنيا ليستأنفه العمل فما هم من المعتبرين انه ذهب وقته وعمر ما يعمر فيه من تذكر وجاءه النبي وانقطعت حجته مع ان مع ان استعتابهم كذب منهم فلو ردوا العهد عنه انه لكاذبون وقيدنا لهم قرناء الاية اي وقيدنا لهؤلاء الظالمين الجاحدين للحق قرناء من الشياطين كما قال تعالى الم تر ان ارسلنا الشياطين هزهم ازا اي تزعجهم من المعاصي وتحثهم عليها ما زينوا لهم ما بين ايديهم وما خلفهم في الدنيا تتخرفون باعينهم ودعوهم يا لذاتها وشهواتها المحرمة حتى افتتنوا بها فاقدموا على معاصي الله وسلكوا ما شاءوا من محاربة الله ورسوله والاخرة تبعد وانسوهم ذكرها وربما اوقع عليهم الشبهة بعدم وقوعها فتره فترحل خوفها من قلوبهم فقادوه من الكفر والبدع والمعاصي وهذا التسليط والتقييد من الله من الشياطين وحط عليهم القول وان وجب عليهم ونزل بعذابهم في جملة في جملة امم قد خنت من قبلهم من الجن والانس انهم كانوا خاسرين لاديانهم واخرتهم من خسر فلابد ان يذل ويشقى ويعذب. وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوث لعلكم تغلبون ضمان وتواصيهم بذلك من جاء به فان اتفقوا انكم سمعتموها وسمعتم الدعوة الى احكامه فالغوا فيه اي تكلموا بالكلام الذي لا فائدة فيه بل فيه المضرة ولا تمكنوا مع قدرتكم احد يملك عليكم كلامه وتلاوة الفاظهم يعني هذا لسان حالهم ولسان مقالهم في الاعراض عن هذا القرآن لعلكم ان فعلتم ذلك تغلبون. وهذه وهذا شهادة من الاعداء واوضح الحق ما شهدت به الاعداء فانه لم يحكموا بغلبتهم لمن جاء بالحق الا في حال الاعراض عنه والتواصي بذلك استمعوا اليه والقوا اذهانهم انهم انهم لا يغلبون. فان الحق غالب ويوم مغلوب لا يعرف هذا اصحاب الحق واعداؤه. ولما كان هذا ضمن منهم عن هذا لم يبقى فيهم للهداية جزاء بالعقوبة انما هو على عمل الشرك ولا يظلم ربك احدا. الذين حاربوه وحاربوا اولياءه بالكفر والتكذيب والمجادلة والمجادلة النار لهم فيها دار الخلد اي الخلود الدائم الذي لا يفتر عنهم العذاب وساعة ولا هم ينصرون وذلك جزاء مما كانوا في اياتنا يجحدون فانها ايات واضحة وادلة قاطعة في ظل اليقين فاعظم والكفر بها الجن والانس اي الصنفان والانس وشياطين شياطين الجن وشياطين الانس الدعاة الى جهنم نجعلهما تحت اقدامهم ليكون من اسفل اي كما ضلونا وفتنونا وصاموا سببا لنزولنا ففي هذا بيان على بعض. وتبري بعضهم من بعضهن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة لا تخاف ولا تحزن الهيئات مرضوا بربوبية الله تعالى واستسلموا لامره ثم استقاموا على صراط المسلمين علما وعملا فلهم بشرى في عين الدنيا وفي الاخرة. تتنزل عليهم ملائكة الكرام وان يتكرموا انزلهم عليهم مبشرين لهم من الاحتضار الا تخافوا على ما يستقبلوا الا ما يستقبلوا من امركم ولا تحزنوا على ما مضى فنفعوا عنهم المكروه الماضي والمستقبل وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون فانها قد وجبت وثبتت وكان وعد الله مفعولا. ويقول لهم ايضا مثبتين له مبشرين. نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة. يحثونهم في الدنيا ويزينونه لهم ويرهبونه يربحونه في قلوبهم ويدعون الله لهم ويثبتونه عند المصائب والمخالف وخصوصا عند الموت والشدة والقبر وظلمته وفي القيام واهوالها وعن صراط وفي الجنة يهنونهم بكرامة ربهم ويدخلون عليهم من كل ويدخلون عليهم من كل باب. سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ويقولون لهم ايضا ولكم فيها اف الجنة ما تشتهيه انفسكم قد اعد وهيئ لكم فيها ما تدعون. اي تطلبون من كل ما تتعلق به ارادتكم وتطلبونه من انواع اللذات ومشتهياتهم ما لعيرات الارض سمعت ولا خطر على قلب بشر نزلا من مؤمن غفور رحيم اي هذا الثواب الجزيل المقيم نزل ومضيافة من غفور غفر لكم السيئات رحيم حيث وفقكم لفعل الحسنات ثم قبلها منكم ازا عندكم احضور وبرحمته انا لكم المطلوب ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال ان للمسلمين هذا استفهام بمعنى النفي المتقري لا احد احسن قولا اي كلاما وطريقة وحالة ممن دعا الى الله بتعليم الجاهلين. ووعظ الغافلين والمعرضين وبالامر بعبادة الله وجميع انواعها والحث عليها مهما امكن وازدني عما نهى الله عنه وتقبيعه بكل طريق يوجب تركه وخصوصا من هذه الدعوة الى اصل دين الاسلام وتحسينه ومجادلة اعدائهم التي هي احسن والنهي عن ما يضاد من الكفر والشرك والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن الدعوة الى الله تحبيبه الى عباده بذكر تفاصيل نعمه وساعة جوده وكمال رحمته وذكر اوصاف كماله ونعود جلاله ومن الدعوة الى الله اقتباس العلم والهدى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والحث على ذلك بكل ضيق موصل اليه ومن ذلك الحث على ما كانوا يخلدون احسن من عموم الخلق مقابلة الثاني والامر بصلة الارحام وبر الوالدين ومن ذلك الحال الى غير ذلك مما لا تنحصره افراده بما يشمله الدعوة الى الخير كل يوم وترغيب من جميع الشر. ثم قال تعالى مع دعوته الخلق الى الله بادره بنفسه عن جدال امر الله بالعمل الصالح الذي يرضي ربه المسلمين من كان من دعاة الاستهلك في سبله وبين هاتين المرتبتين المتباينتين التي مراتب لا يعلمها الا الله وكلها معمورة بالخلق ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون ولا تستوي الحسنة السيئة تدفع التي هي احسن الايتين يقول تعالى وفيهم نافذة ولا في وصفها ولا في جزائها. هل جزاء الاحسان الا الاحسان ثم امر باحسان خاص له وله موقع كبير وهو الاحسان الى من اساء اليك فقال ادفع بالتي هي احسن اي فاذا اساء اليك مسيء من الخلق خصوصا من له حق كبير عليك القول او بالفعل فقابلهم باحسان اليه. فان قطعك فصله وان ظلمك فاعف عنه ان تكلم فيك غائبا او حاضرا فلا تقابله بل اعف عنه وعامله بالقول اللين كما ترك خطابك فطيب لهم الكلام وابدل له السلام فاذا قابلت الاساءة بالاحسان حصل فائدة عظيمة فاذا الذي بينك وبينهم علاوة كانه ولي حميم اي كانه قريب شفيق فما ينفق لهذه الخصلة الحميدة الا الذين صبروا نفوسهم على ما تكرهوا واجبروها على ما يحبه الله فان النفوس مجبولة على مقابلات المسلمين سنة عدم العفو عنه فكيف بالاحسان نفسه امتثل امر ربه وعرف جزيل الثواب وعلم ان مقابلته المسيء بالجنس عمله لا يفيده شيئا ولا يزيد لا يزيد العناوة الا شدة وان احسانه اليه ليس بواضع قدره بل من تواضع لله رفعه هان عليه لمن رفع ذلك مترددا مستحليا له وما يلقاها الا الذين وما يلقاها الا ذو حظ عظيم لكونها من خصال خواص الخلق التي ينال بها العبد الرفعة بالدنيا والاخرة التي هي من اكبر خصال مكارم الاخلاق واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سمع من الايات اما ذكرت على ما يقابل به العدو العدو من الانس ما يقابل به العدو من الانس مقابلة اساءته بالاساءة بالاحسان ذكر ما يدفع به العدو الجني وهو الاستعاذ بالله والاحترام من كل من شره. فقال واما ان نزعنك من الشيطان اي وقت من الاوقات اذا احسست بشيء من نزرات الشيطان اي من وساوسه وتكسيره عن الخير واصابة بعض الذنوب طاعة له ببعض ما يأمر به. فاستعذ بالله يسأل مفتقرا اليه ان يعيذك كما يعصينك منه انه يسمع قولك وتضرعك ويعلم حالك واضطرارك الى عصمته وحمايته ثم ذكر تعالى ان من اياته الدالة على كمال الغدرة ونفوذ في هذه الليل والنهار هذا منفعة ضيائه والظروف العباد فيه. وهذا من فعل ظلم وسكون الخلق فيه والشمس والقمر اللذان لا تستغن عيش العباد ولا ابدانهم ولا حيواناتهم الا بهما وبهما من وصانهما لا يحصى عدده الذي خلقهن اي اعبدوه وحده لانه الخالق العظيم. ودعوا ودعوا عبادة ما سواه من المخلوقات وان كبر جرمه وكثرت مصالحه فان ذلك ليس منه وانما هو من خالقه تبارك وتعالى فخصوه بالعبادة واخلاص الدين له. فان استكبروا مع عبادة الله تعالى ومنها فانهم لن يضروا الله شيئا. والله غني عنهم انه عباد مكرمون لا يعصون الله ما امروا ويفعلون ما يأمرون بهذا قال فالذين عند ربك يعني الملائكة المقربين يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون اي لا يملون عن عبادتي من لقوة وشدة الداعي القوي منهم الى ذلك. ومن اياته الدالة على انه المطر اهتز اي تحركت بالنبات وربت ثم انبتت من كل زوج بيت فحي بها العباد والبلاد. ان الذي احياها بعد موتنا وهمودها لمحيي الموتى من قبورهم الى يوم بعثهم واجورهم قومنا فتوعدت على من الحد فيها بانه لا يخفى عليه بل هو مطلع على ظاهره وباطنه وزنازه على الحديث ما كان يعمله ولهذا قال مثل الموحد بايات الله لما تبين الحق من الباطل والطريق المهلك قال اعملوا ما شئتم ان شئتم فاسلكوا طين الرشد الموصلة الى ربكم وجنته وان شئتم تسلكوا طين مسخطة لربكم وصلت الى دار الشقى انه بما تعملون بصير يجازيكم بحسب احوالكم واعمالكم في قوله تعالى وقل الحق من ربكم فمن شاء يؤمنوا ومن شاء فليكفر ثم قال تعالى ان الذين كفروا بالذكر ان يجحدون القرآن الكريم جاءهم نعمة من ربهم على يد افضل الخلق واكبرهم والحال انه ولهذا قال محفوظة قد تكفل من انزله بحفظه كما قال تعالى من حكيم في خلقه ومن يضيع كل شيء واضعه وينزلها منازلا حميد على ما له من صفات الكمال الحكمة والمنافع ودفع المفاسد والمضارين التي يحمد عليها ما يقال لك الا ما قد قيل للرسل من قبلك ان ربك لذو مغفرة وذو عقاب اليم اي اي ما يقال لك ايها الرسول من اقوال الصلاة من كذبك واعادك الا ما قضينا الرسل من قبلك اي من جنسها بل ربما انهم تكلموا بكلام واحد قد كزعت الدعوة من الاخلاص لله وعبادته وحده لا شريك له وردهم هذا بكل طريق يقدرون عليه وقوله ما انتم الى بشر مثل ما اقتراحوهم على رؤوسهم الايات التي لا يلزمهم الاتيان بها ونحو ذلك من اقوال التكذيب لما تشابهت قلوب الكفر تشابهت اقوالهم وصبر الرسل عليهم السلام على ذاهمتك فاصبر كما صبر من قبلك ثم دعاه الى التوبة والاتيان باسباب المغفرة وحذرهم من السماء عن الغيب فقال ان ربك ذو مغفرة عظيمة يمحو بها كل ذنب لمن اقع وتاب وذو عقاب قرآنا اعجميا لقالوا لولا فصلت اياتهم الاية يخبر تعالى عن فضله وكرمه من حيث انزل كتابه اعرابيا عن رسول اعرابي والتلقي له وتسليم وانه اوجى عنه القرآن هذا لا يكون فاتى الله تعالى كل امر يكون فيه شبهة لاهل الباطل عن كتابه ووصفه بكل وصف يوجب لهم القيادة ولكن المؤمنون الموفقون انتفعوا به وارتفعوا وغير بالعكس من احوالهم ولهذا قال قل هو للذين امنوا هدى وشفاء ان يهديهم طريق مسجد الصراط المستقيم ويعلمهم العلوم النافعة وشفاء لهم الاسقام البدنية والاسقام القلبية لانه يزجو عن مساوئ الاخلاق اي صام منع اسماعيل وهو عليهم عمى اي لا يبصرون به رشدا ولا يهتدون به ولا يزيدهم الا ضلالا فانهم اذا ردوا الحق ازدادوا عملا الى عماهم وغير لغيهم اولئك ينادون من مكان بعيد اي ينادون من الايمان ويدعون اليه فلا يستجيبون لمنزلة الذي ينادى وهو في مكان بعيد لا اسمع داعيا ولا يجيب مناديا والمقصود ان الذين لا يؤمنون بالقرآن لا ينتفعون بهدى ونفس ولا يبصرون بنوره ولا يسجدون منه خيرا لانهم سدوا على انفسهم وابا الهدى باعراضهم ولقد اتينا موسى الكتاب فاختلف فيها الايتين قولوا تعالى وانتفع منهم من كذبه ولم ينتفع ولم ينتفع به. وان الله تعالى لولا حلمه وكلمته السابقة بتأخير العذاب الى اجر مسمى لا يتقدم عليه ولا يتأخرون قضي بينهم بمجرد ما يتميز المؤمنون بالكافرين بالله الكافرين بالحام لان سبب الهلاك قد وجه وحق وانه لف اي قد بلغ بهم الى الريب الذي يقلقهم فلذلك الدم وجحدوه من من عمل صالحا وهو العمل الذي امر الله به ورسوله فلنفسه نفعه وثوابه في الدنيا والاخرة ومن اساء فعليه بظلام للعبيد فيحمل احدا فوق سيئاته جميع الخلق تخرج منه وهذا في البلدان لا تضعون حملها الا بعلمه فكيف سوى المشركون به تعالى من لعب عنده ولا سمع ولا بصر ويوم ينادي من المشركين به يوم القيامة اين شركائي الذين زعمتم انهم شركائي فاعدتموه وجدلتم عن الا ذلك وعليكم الرسل لاجلهم. قالوا منقذين هيتهم وشركتهم مع الله ربنا ولهذا قال لهم عند الله فخاب سليم انتقض ظنهم ولم تؤمن لانهم شركاءهم شيئا وظنوا ان ايقنوا في تلك الحال ما لهم من محيص اي منقذ ينقذهم ولا مغيث ولا ولا ميت ولا ملجأ فهذه عاقبة لا على الخير ولا على الشر الا من نقنه الله من هذه الحال الى حال الكمال فقال من دعاء الله بالغنى والمال والولد وغير ذلك من ظالم الدنيا ولا يزال يعمل على ذلك منها فلو حصل له من الدنيا ما حصل. لم يزل طالبا للزيادة وان مسه الشر اي المكروه كالمرض والفقر وانواع البلايا فيؤوس نقطة موضعية ييأس من رحمة الله تعالى ويظن ان هذا البلاء هو القاضي عليهم ويتشوش على غير ما يحب ويطلب الا الذين امنوا وعملوا الصالحات فانهم اذا اصابهم خير والنعمة والمحاب شكروا الله تعالى وخافوا ان تكون نعم الله عليهم استغاثا وايمانا وان اصابتهم مصيبة في انفسهم واموالهم واولادهم صبروا ورجوا فضل ربهم ثم قالت رحمة منا اي بعد ذلك الشيء الذي اصابه بعد فانه لا يشكر الله تعالى بل يبغي ويرضى ويقول هذان ايتان لاني له اهل وانا مسلم يقول له التي اذاقها الله له وان رجعت الى ربي ان لي عنده الحسنى يا ربي ان لي عنده الحسنى فكما حصلت هي النعمة بالدنيا فانها ستحصل لي في الاخرة وانا من اعظم الجرأة والقول على الله بلا علم فلهذا توعده الله بقوله من عذاب غليظ بصحة او رزق او غيرهما ما اعرض عن ربه عن شكله ونأى ان يترفع بجانبه عجبا وتكبرا عجبا وتكبرا وان مسه الشر اي المرض او الفقراء وغيرهما فذو دعاء كثيرا جدا لعدم صبره فلا صبر في الظماء ولا في الرخاء الا من هداه الله ومن عليه ثم جبرتم به من اضل ممن وفي شقاق بعيد الايات. اي قل لهؤلاء المكذبين ارأيتم ان كان هذا القوام من عند الله بغير شك وارتياب ثم كفر به من نضل ممن هو في شقاق بعيد اي معاناة الله ورسوله لانه تبين له الحق والصواب ثم اعدلتم عنه لا الى حق بل الى باطل وجهل فاذا فاذا تكونون اضل الناس مظلمهم. فان قلتم او شككتم بصحتي وحقيقتي فسيقيم الله لكم الركما خلافا. كالايات التي في السماء وفي الارض يحدثه الله تعالى من الحوادث العظيمة الذاتية للمسترسلين على الحق وفي انفسهم ما اجتمعت عليه ابدانهم من رعايات الله وعجائب صنعته وباهي لقدرته وفي حلول العقوبات والمثولات حتى يتبين لهم من تلك الآيات بيانا لا يقبل الشك انه الحق وما استوى عليه حق وقد فعل تعالى فانه يرى عباده من الايات ما به يتبين لهم انه الحق ولكن الله هو الموفق للامام من شاء اي اولم يكفينا ان القرآن حق وجاء به صادق شهادة الله تعالى فانه قد شهد له بالسيط واصدق الشاهدين واذا هو نصره نصرا متضمن شهادة القولية عند من شك فيها الا انهم في نية من لقاء ربهم اي في شك من البعث يوم القيامة ليس عندهم دار سوى الدار سوى الدار الدنيا فلذلك لم يعملوا الاخرة ولم يلتفتوا لها الا انه بكل شيء محيط علما قدرة وعزة تم تفسير سورة السجدة بمنه تعالى. احسنت بارك الله فيك. تسمى سورة تجدة هذه تسمى سجدة فصلت يعني تفريقا بينها وبين سورة السجدة الاولى ان شاء الله الملتقى غدا بعد الاذان مباشرة سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت