المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله باب الغسل للمحرم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله باب الغسل للمحرم اما الغسل للاحرام فلا خلاف في استحبابه وانه متأكد ولهذا امر به من ليس اهلا للاغتسال كالحائض والنفساء واما غسل المحرم رأسه ففيه خلاف شاذ انه لا يغسل رأسه لانه مضنة سقوط الشعر الردي ونحوه والصحيح انه لا بأس به ولو سقط من شعره شيء فالصحيح ان ازالة الشعر والظفر كالطيب لا بأس به ما لم يتعمد لانه من الترفه فلو ازاله ناسيا او جاهلا فلا شيء عليه وقيل انه اتلاف فيلحق بقتل الصيد ففيه الفدية ولو ازاله جاهلا او ناسيا وهذا المشهور من المذهب والصحيح الاول السادس والثلاثون والمائتان الحديث الاول عن عبدالله بن حنين ان ابن عباس رضي الله عنهما والمسورة ابن محرمة اختلفا بالابواء فقال ابن عباس يغسل المحرم رأسه وقال المسور لا يغسل المحرم رأسه قال فارسلني ابن عباس الى ابي ايوب الانصاري فوجدته يغتسل بين القرنين وهو مستتر بثوب فسلمت عليه فقال من هذا؟ فقلت انا عبد الله ابن حنين ارسلني اليك ابن عباس يسألك كيف كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يغسل رأسه وهو محرم فوضع ابو ايوب يده على الثوب فطأطأه حتى بدا لي رأسه ثم قال لانسان يصب عليه الماء اصبب فصب على رأسه ثم حرك رأسه بيديه فاقبل بهما وادبر ثم قال هكذا رأيته صلى الله عليه وعلى اله وسلم يفعل وفي رواية فقال المسور لابن عباس لا اماريك بعدها ابدا رواه البخاري ومسلم القرنان العمودان اللذان تشد فيهما الخشبة التي تعلق عليهما البكرة قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله في حديث عبدالله بن حنين ان ابن عباس والمسور ابن مخرمة اختلفا بالابواء اي بالموضع المسمى بالابواء وهو من وراء الجحفة قرب ودان وهو الموضع المسمى الان مستورة وكان المسور وابن عباس متقاربي السن فقال ابن عباس يغسل المحرم رأسه وقال المسور لا يغسل رأسه اي خوف سقوط شيء من شعره قوله فارسلني ابن عباس الى ابي ايوب الانصاري اي ليسأله لانه لا تخفى عليه وهو من احوال الرسول من بني النجار وهو الذي نزل عليه الرسول لما هاجر الى المدينة فمن المصادفة العجيبة انه وجده يغتسل قال فوجدته يغتسل بين القرنين وهو مستتر بثوب فسر المؤلف القرنين وهما القامة قوله ارسلني اليك ابن عباس يسألك كيف كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يغسل رأسه وهو محرم انظر حسن سؤاله رضي الله عنه فانه قد تيقن انه صلى الله عليه وعلى اله وسلم يغسل رأسه وهو محرم ولكن لم يطمئن خاطر المسور وكان عنده في ذلك شيء فلما كان ابن عباس قد تيقن ذلك ولعل الذي اخبره بذلك ابو ايوب لم يأمره ان يسأله هل كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يغسل رأسه وهو محرم بل امره ان يسأله عن كيفية غسله رأسه فيحصل العلم بانه يغسل رأسه ويطمئن لذلك المسور ويحصل لهم زيادة العلم بكيفية ذلك قوله فوضع ابو ايوب يده على الثوب اي الذي هو مستتر به فطأطأه الى اخره اي ليحصل التعليم بالفعل فيكون ابلغ فلما علم بذلك رجع فاخبرهما فقال المسور لابن عباس لا اماريك بعدها ابدا اي لانه دائما يماريه ويكون بينهما البحث في مسائل العلم والاختلاف فلما رأى ما مع ابن عباس من زيادة العلم التزم انه لا يخالف في شيء ابدا ففيه انه لا بأس ان يغسل المحرم رأسه وفيه انه ينبغي للعلماء وطلبة العلم البحث في مسائل العلم والتذاكر فيما بينهم فاذا لم يتفقوا على مسألة سألوا من هو اعلم بها منهم فان بذلك يدرك العلم وتحيا الامة وبقدر ما يهمل من العلم وبترك التعلم تنحط الامة ويفوتها خير الدين والدنيا فلا حياة ولا شرف ولا عز الا بالعلم