فاذا صبر وثبت رأى العون من الله وصار كونه واقفا في جنب الله ورسوله اسهل شيء عليه وكل الم في سبيل ذلك ينقلب الى لذة ويجد السرور والغبطة مع كونه ربما يكون وحيدا الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد نبدأ درسنا في كتاب بدائع الفوائد العلامة ابن القيم رحمه الله حيث كنا قد وقفنا على قوله فصل من ترك الاختيار والتدبير في رجاء زيادة او خوف نقصان الى اخر كلامه فيما يتعلق بالتسليم لله تبارك وتعالى ونبدأ باسمه تبارك وتعالى ونسأله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين يا رب العالمين. قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى من ترك الاختيار والتدبير في رجاء زيادة في رجاء زيادة او خوف او زيادة او خوف نقصان او طلب صحة او فرار من سقم وعلم ان الله على كل شيء قدير وانه المتفرد بالاختيار والتدبير وان تدبيره لعبدي خير من تدبير العبد وانه اعلم بمصلحته من العبد واقدر على جلبها وتحصيلها منه. وانصح للعبد منه لنفسه وارحم به منه بنفسه وابر به منه بنفسه. وعلم مع ذلك انه لا يستطيع ان يتقدم بين يد تدبير تدبير خطوة واحدة ولا يتأخر عن تدبيره له خطوة واحدة. فلا متقدم له بين يدي قضائه وقدره ولا فالقى نفسه بين يديه وسلم الامر كله اليه وانطرح بين يديه انطراح عبد مملوك ضعيف بين يدي ملك عزيز قاهر له التصرف في عبده بكل بكل ما يشاء وليس للعبد تصرف فيه بوجه من الوجوه فاستراح حينئذ من الهموم والغموم والانكاد والحسرات وحمل كله وحوائجه ومصالحه من لا يبالي حملها ولا تثقله ولا يكترث بها. فتولاها دونه واراه لطفه وبره ورحمته واحسانه فيها من غير تعب من العبد ولا نصب ولا اهتمام منه. لانه قد صرف اهتمامه كله اليه. وجعله وحده فصرف عنه اهتمامه بحوائجه ومصالح دنياه. وفرغ وفرغ قلبه منها. فما اطيب عيشه وما ان قلبه واعظم سروره وفرحه. هذا النوع الاول من الناس الذين لهم قوة توكل مع الله جل وعلا فهم لا يلتفتون الى الاسباب الا بقدر بذلها وقلوبهم معلقة بخالق الاسباب سبحانه وتعالى يعلمون ان ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ويعلمون انه لا يجري شيء في الكون ولا في الارض الا باذنه سبحانه وتعالى ولذلك تراهم ابدا ودائما سعداء مهما كانت الاقدار عليه لانهم يتمثلون انفسهم بين يدي الله يعلمون ان ما جرى وما يجري انما هو بامر الله ولذلك لا تراهم يقولون لو فعلنا كذا لكان كذا وكذا ولا تراهم يعنتون على احد ويقول لو فعلت كذا لكان كذا وذلك لان قلوبهم متعلقة بالله جل وعلا لقوة توكله والصنف الثاني وان ابى قال رحمه الله تعالى وان ابى الا تدبيره لنفسه واختيار لها واهتمامه بحظه دون حق ربه. خلاه وما اختاره وولاه ما تولى الهم والغم والحزن والنكد والخوف والتعب وكسف وكسف البال وسوء الحال. وسوء الحال فلا قلب ولا عمل يزكو ولا امل يحصل ولا راحة يفوز بها. ولا لذة يتهنىء بها. بل قيل بل قد بينه وبين مسرته وفرحه وقرة عينه. فهو يكدح في الدنيا كدح الوحش ولا يظهر منها بامل ولا يتزود منها لمعاد. هذا الصنف الثاني من الناس وهم الذين تعلقت قلوبهم بالاسباب واصبحوا يرون انفسهم مدبرين ويرون انه لابد لهم من الكدح العظيم وحالهم كحال من قال من عندي وانا وبجهدي وقوتي وفكري وعقلي وتدبيري فغاب عن باله كم من قوي صار ضعيفا وكم من عاقل صار مجنون وكم من غني صار فقيرا فتدبير العبد وحده مهما كان ليس بشيء ما لم يكن له ولاية من الله تبارك وتعالى علاوة على هذا فان العبد الذي يدبر امور نفسه فقلبه معلقة بالاسباب يجد الهم والحزن والكدح يجد الغم لماذا لم ابذل السبب الفلان لماذا لم افعل كيت وكيت لماذا فعلت كذا وكذا فيعيش ابدا في هم وغم. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى والله سبحانه قد امر العبد بامر وضمن له ضمانا فان قام بامره بالنصح والصدق الاخلاص والاجتهاد قام الله سبحانه له بما ضمنه له من الرزق بما ضمنه. قام الله سبحانه له بما ضمنه له من الرزق والكفاية والنصر وقضاء الحوائج. فانه سبحانه ضمن الرزق لمن عبده. والنصر ولمن توكل عليه واستنصر به. والكفاية لمن كان هو همه ومراده. ومراده والمغفرة لمن استغفره وقضاء الحوائج لمن صدقه في طلبها ووثق به وقوي رجاؤه وطمعه في فضله وجوده فالفطن الكيس انما يهتم بامره واقامته وتوفيقه لا بظمانه. فانه الوفي الصادق ومن اوفى بعهده من الله فمن علامات السعادة صرف اهتمامه الى امر الله دون ظمانه. ومن علامات حرمان فراغ قلبه من الاهتمام بامره وحبه وخشيته والاهتمام بظمانه. والله المستعان على عاقل ان يتفك ان الله اوجده لعبادته وهيأ له كل شيء فاذا كان الامر كذلك فعليه ان يقوم بامر الله فاذا قام بامر الله نصح لله صدق مع الله اخلص لله اجتهد في بذل الاسباب الدنيوية المباحة يجد الساعة يجد السعادة وبقدر تقصير العبد بامر الله يجري الظيق وما يسعى له لا يسعده وما يعمل فيه يغمه ويهمه فعلامات السعادة صرف اهتمام العبد الى طاعة مولاه وعلامات الحرمان فراغ قلب العبد من الاهتمام بامر الله ولنضرب مثلا بواقعنا الخادم او الخادمة في البيت متى يكون سعيدا او متى تكون سعيدة اذا كانت تفعل ما يؤمر فانها تكون سعيدة وتسعد في عملها وتسعد في عيشتها وترى السعادة في ذلكم الدار وذلكم البيت مع ذلكم السيد او السيدة والعكس بالعكس ان كانت لا تطيع امر السيد او السيدة ولا تنفذ المأمورات فانها تعيش في نكد فهذا يتكلم عليها وهذه تتكلم عليها وهكذا والامر عند الله اعظم فالذي يقوم بامر الله الكريم تجد السعة والساعات ومن لا يقيم امر الله يجد الظنك والظيقة نعم نسأل الله ان قال رحمه الله تعالى قال بشر ابن الحارث اهل الاخرة ثلاثة عابد وزاهد والصديق فالعابد يعبد الله مع العلائق. والزاهد يعبده على ترك العلائق والصديق يعبده على الرضا والموافقة ان اراه اخذ الدنيا ان اراه اخذ الدنيا اخذت الدنيا ان نراه اخذ الدنيا اخذها وان تراه تركها تركها اذا كان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في جانب يعني كلام بشر ان اهل الاخرة ثلاثة المقصود باهل الاخرة يعني الذين يعبدون الله. شكرا ويطيعون الله من ثلاثة اقسام عابد يعبد الله مع العلايق ما معنى يعبد الله مع العلايق يعني يعبد الله جل وعلا عنده تعلقات قلبية بغير الله سبحانه وتعالى والقسم الثاني زاهد يعبد الله مع ترك العلائق الدنيوية والقسم الثالث صديق يعبد الله على الرضا والموافقة فان اخذ الله الدنيا واراه ان اخذها هو الخير فانه يرى ذلك الخير وان اراه تركها تركه وها هو الوصول الى هذه المرحلة والمرتبة بحاجة الى عظيم المجاهدة. نعم احسن اليك. قال رحمه الله تعالى اذا كان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في جانب فاحذر ان تكون من الجانب الاخر فان ذلك يفضي للمشاقة والمحادة. وهذا اصلها ومنه اشتقاقها. فان المشاقة ان يكون في شق ومن يخالف في شق والمحادة ان يكون في حد وهو في حد. ولا تستسهل هذا فان مبادئه تجر الى غايته وقليله يدعو الى كثيره وكن في الجانب الذي فيه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وان كان الناس كلهم في الجانب الاخر فان لذلك عواقب هي احمد العواقب وافضلها. وليس للعبد انفع من ذلك في دنياه في في دنياه قبل اخرته في دنياه قبل في دنياه قبل اخرته نعم. واكثر الخلق انما يكونون من الجانب الاخر. ولا سيما اذا قويت الرغبة والرهبة. فهناك لا تكاد تجد احدا في الجانب الذي فيه الله ورسوله. بل يعده الناس ناقص العقل سيء الاختيار لنفسه. ورب وما نسبوه الى الجنون وذلك من مواريث اعداء الرسل الرسل. فانهم نسبوهم الى الجنون لما كانوا في شق والناس في شق وجانب اخر ولكن من وطن نفسه على ذلك فانه يحتاج الى علم راسخ بما جاء به الرسول يكون يقينا له لا ريب عنده فيه والى صبر تام على معاداة من عاده ولومة من لامه. ولا يتم له ذلك الا برغبة قوية في الله والدار الاخرة بحيث تكون الاخرة احب اليه من الدنيا واثر عنده منها. ويكون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم احب اليه مما سواهما وليس شيء اصعب على الانسان من ذلك في مبادئ الامر. اصعبه وليس شيء اصعب. وليس شيء اصعب عن اصعبه. وليس شيء اصعب على الانسان من ذلك في مبادئ الامر. فان نفسه وهواه وطبعه وشيطانه واخوانه وما ومعاشريه من ذلك الجانب يدعونه الى العاجل. فاذا خالفهم تصدوا لحربه. فان صبر وثبت جاءه العون من الله وصار ذلك الصعب سهلا وذلك الالم لذة فان الرب شكور فلابد ان يذيقه لذة لذة تحيز لذة تحيزه تحيزه. لذة تحيزه الى الله والى رسوله ويريه كرامة ذلك. فيشتد به سروره وغبطته. ويبتهج به قلبه. ويظفر قوته وفرحه وسروره ويبقى من كان محاربا له على ذلك بين هائب له بين هائب له ومسالم له ومساعد وتارك ويقوى جنده ويضعف جند العدو. ولا تستصعب مخالفة الناس والتحيز الى الله ورسوله ولو كنت وحدك فان الله معك وانت بعينه وكلاءته وحفظه لك. وانما امتحن وانما امتحن يقينك وانما امتحن يقينك وصبرك. واعظم الاعوان لك على هذا بعد عون الله التجرد من الطمع والفزع فمتى تجردت منهما هان عليك التحيز الى الله ورسوله. وكنت دائما في الجانب الذي فيه الله ورسوله ومتى قام بك الطمع والفزع فلا تطمع في هذا الامر. ولا تحدث نفسك به. فان قلت فباي شيء استعين على تجرد من الطمع ومن الفزع. قلت بالتوحيد والتوكل والثقة بالله وعلمك بانه لا يأتي الحسنات الا هو ولا يذهب بالسيئات الا هو. وان الامر كله لله ليس لاحد مع الله شيء يعني هذه المسألة مهمة مسألة انت مع من انت مع من خاطب نفسك وسل نفسك هذا السؤال اما ان تكون مع الله وفي جنب الله ورسوله واما ان تكون في الشق الاخر فان كنت في الشق الاخر واكثر الناس كذلك فلا شك ان من حاد الله ورسوله ومن يشاق الله والرسول فانه لا يفلح ومن كان في جانب الله ورسوله فلا شك انه يفلح لكن هذا الطريق ليس طريقا سهلا بل هو طريق صعب لا سيما في بداياته يجد الانسان مشقة من جهة مخالفة النفس فالطبع قال فتشيطانه من جهة مخالفة اخوانه وخلانه ومعاشريه ولكن اذا صبر وثبت علم ان نهايات كون العبد مع الله ومع رسوله خير من كونه مع فلان وفلان او طريدا ومحبوسا او ذليلة يجد بهجة قلبي يجد الفرح والسرور في نفسك يجد انه اصبح جنديا من جنود الله جل وعلا فلا يبالي وان يسره العدو لانه يعلم ان مخلصه هو الله وقد يقول قائل مخالفة الناس امر صعب الله ورسوله امر ليس باليسير قل يكفي ان تعلم انك اذا تحيزت الى جنب الله ورسوله فالله معك وتجد النبي صلى الله عليه وسلم يشفع لك ويعزك واذا كان الانسان قد ادرك معية الله فانه يكون في كلاءته وفي معيته يحصل خيرا عظيما بالدنيا قبل الاخرة لكن لابد له من العون. من اين يحصل العون؟ اذا اراد العبد ان يكون في جنب الله ورسوله واكثر الناس على خلاف ذلك من اين يحصل العون يحصل العون من معينين صافيين احدهما التجرد من الطمع يترك طمع الدنيا وزخارفها وزينتها والثاني يتجرد من الفزع فلا يخاف. يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه فاذا كان معه التجرد من الطمع والتجرد من الفزع فقد حصل مساندين عظيمين وادرك عونين كبيرين وحينئذ لا يطمع فيه احد لا يطمع فيه احد ولا يقدر عليه احد فان قيل كيف نتجرد من الطمع ومن الفزع تجردوا من الطمع بالزهد في الدنيا والعلم بفنائها والتجرد من الفزع بالتوحيد توكل ثقتي بالله جل وعلا والعلم بان ما كان لا يمكن تغييره وما يكون لا يمكنه تغييره نسأل الله ان يجعلنا واياكم في معية الله عز وجل في جنب الله ورسوله وان لا يجعلنا من المشاقين لله ولا من المشاقين لرسوله من اعظم المشاقين لله فعل الشرك والكفر اهل الرياء والنفاق ومن اعظم المشاقين لرسول الله صلى الله عليه وسلم اهل البدع الذين يبتدعون في دينه ويزيدون وينقصون من هدي واهل المعاصي والاثام نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى نصيحة هلم الى الدخول على الله ومجاورته في دار السلام بلا نصب ولا ولا عناء بل من اقرب الطرق طرق واسهلها. وذلك انك في وقت بين وقتين. وهو في وهو في حقيقة عمرك وهو وقتك الحاضر بينما مضى وما يستقبل. فالذي مضى تصلحه بالتوبة والندم والندم والاستغفار وذلك شيء لا تعب عليك فيه ولا نصب ولا معاناة عمل شاق. انما هو عمل قلب وتمتنع فيما يستقبل من الذنوب وامتناعك ترك ترك وراحة ليس هو عملا بالجوارح يشق عليك معاناته. وانما هو عزم ونية جازمة تريح بدنك وقلبك وسرك فما مضى تصلحه بالتوبة وما يستقبل تصلحه بالامتناع والعزم والنية. وليس للجوارح في هذين نصبوا ولا تعب ولكن الشأن في عمرك في عمرك وهو وقتك الذي بين الوقتين. فان اضعته اضعت سعادتك ونجاتك وان حفظته مع اصلاح الوقتين الذين قبله وبعده بما ذكر نجوت وفزت بالراحة واللذة والنعيم وحفظه اشق من اصلاح ما قبله وما بعده. فان حفظه ان تلزم نفسك بما هو اولى بها. وانفع لها واعظم تحصينا لسعادتها وفي هذا تفاوت الناس اعظم تفاوت. فهي والله ايامك الحالية تجمع فيها الزاد لميعادك اما الى الجنة واما الى النار. فان اتخذت منها سبيلا الى ربك بلغت السعادة العظمى والفوز الاكبر في هذه المدة اليسيرة. التي لا نسبة لها الى الابد. وان اثرت الشهوات والراحات اللهو واللعب انقضت عنك بسرعة واعقبتك الالم العظيم الدائم الذي مقاساته ومعاناته واصعب وادوم من من معاناة الصبر عن محارم الله والصبر على طاعته ومخالفة الهوى لاجله. هذا المعنى العظيم يجب على الانسان ان يتفكر فيه ماذا يعمل لاصلاح ما مضى وكيف يعمل لاصلاح ما يستقبل فانت حقيقة عمرك ما انت فيه اليوم ما مضى لا يصلح الا بالتوبة والندم والاستغفار وما يستقبل لا يصلح الا بالعزم الصدق والنية والثبات والاخلاص لله عز وجل والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمجاهدة فاذا كان العبد على ذلك فليعلم انه الى خير وان كان في عمره الحالي ووقته الاني يسوف ولا يلتفت الى ما مضى فلا يستغفر ويسوف فيما يأتي ولا يحزم الامر فليعلم انه الى هلاك نسأل الله السلامة والعافية احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى فصل علامة صحة الارادة ان يكون هم المريد رضا ربه واستعداده لقائه وحزنه على وقت مر وحزنه على وقت مر في غير مرضاته. واسفه على قربه والانس به سماع ذلك ان يصبح ويمسي وليس له هم غيره. اذا علمنا ان علامة ان علامة من عرف عمره صحة ارادته وعزمه وصدقه وقد يقول قائل ما علامة صحة الارادة الجواب ان يكون همك رضا ربك. هذه علامة صحة الايمان همك فيما تأتي وتذر فيما تقول وتصمت فيما تقدم وتتأخر فيما تعطي وتمنع هو رضا الله جل وعلا من علامات صحة الارادة استعدادك للقاء الله في اي لحظة من علامات صحة الارادة الحزن على ما مضى في غير مرضات الله والاسف على ما مضى مما كان سببا في بعدك عن الله من علامات صحة الارادة الانس بالله جل وعلا في الخلوات وجماع ذلك كما قال ابن القيم ان يكون همك هما واحدا في كل لحظات حياتك وهو ارادة الله جل وعلا حين تصبح حين تمسي حين تستيقظ حين تنام اين تنام همك كيف تستيقظ للوقوف بين يدي مولاك واذا استيقظت همك كيف تأنس بمولاك واذا ذكرت همك كيف تحسن الذكر واذا زللت همك كيف تستغفر واذا غفلت همك كيف تتذكر نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى اذا استغنى الناس بالدنيا فاستغني انت بالله. واذا فرحوا بالدنيا فافرح انت لا يسع مسلما الا يزهد فيه فتزهد في المحرمات زهدا من جهتين من جهة الفعل ومن جهة القصد فلا يصير في قلبك ها ميل الى الحرام فلا يصير في قلبك ميل واذا انسوا باحبابهم فاجعل انسك بالله. واذا تعرفوا الى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا اليه لينالوا بهم لينالوا بهم العز والرفعة. فتعرف انت الى الله وتودد اليه. تنال بذلك غاية العز والرفعة. قال نعم. اذا رأيت الناس يستغنون عنك بدنياهم فان تستغني عنهم بربك اذا رأيتهم فرحين بدنياهم فافرح برصيد اخرتك اذا رأيتهم انسين باحبابهم فاجعل انسك بالله واذا صاروا يفتخرون بتعرفهم الى ملوكهم وكبرائهم فافتخر بتعرفك على الله واذا رأيتهم يتقربون الى مسؤوليهم وامرائهم وملوكهم فانت اعتز بتقربك الى الله جل وعلا وترفع وشتان بين من يستغني بشيء فان في الدنيا من يستغني بالله الحي القيوم شتان من يستغني باحباب يزولون وانت تستغني بالله الدائم شتان بين من يتعرف الى ملوك الدنيا ويتقرب اليهم وبين من يتعرف على ملك الاملاك ورب الارباب جل وعلا العزة والرفعة كله في ان تكون مع الله والذلة والمهانة في ان تتقرب الى ملوك الدنيا وامراء الدنيا واهل الدنيا. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى قال بعض الزهاد ما علمت ان احدا سمع بالجنة والنار تأتي عليه ساعة لا يطيع الله فيها بذكر او صلاة او قراءة او احسان. فقال له رجل اني اكثر البكاء فقال انك ان تضحك وانت مقر بخطيئتك خير من ان تبكي وانت مذل بعملك. ان المذل لا يصعد عمله فوق رأسه فقال اوصني. فقال دع الدنيا لاهلها كما تركوهم الاخرة لاهلها وكن في الدنيا كالنحلة ان اكلت اكلت طيبا وان اطعمت اطعمت طيبا وان سقطت وان سقطت على بين ان اكلت نحن السلام عليكم ان اكلت اكلت طيبا وان وان اطعمت اطعمت طيبا وان سقطت على شيء لم لم تكسره لم تكسره لم تكسره. نعم وان سقطت وان سقطت على شيء لم تكسره ولم تخدشه. يعني الزهاد هذا الزاهد يقول اتعجب ممن سمع بالجنة والنار ثم تمر عليه ساعة لا يذكر الله فيها اما بصلاة او ذكر او قراءة واحسان معنى هذا ان ان من سمع بالجنة والنار فلا يمر عليه ساعة الا بطاعة لا تمر عليه ساعة الا بطاعة فقال احد جلسائه اني اكثر البكاء يعني هذه الطاعة فقال انك ان تضحك وانت مقر بخطيئتك خير يعني كون الانسان يقر بانه مقصر يقر بانه مذنب خير من ان يبكي وهو مذل. ما معنى مذل قال خير من ان تبكي وانت مذل بعملك معناة مذل مدل يعني بمعنى متمن تقول انا وانا انا من اصحاب الصف الاول انا من القراء انا من العلماء من طلاب العلم ان المذل لا يصعد عمله فوق رأسه. لان المنان على الله لا يقبل الله عمله بينما المفتقر والمنطرح بين يدي الله يقبل الله عمله ثم ضرب له مثلا قال كن في الدنيا كالنحلة النحلة ماذا تأكل؟ الطيبات من الازهار ماذا تطعم العسل ان سقطت على شيء لم تكسره ولم تخدش لم تكسره ولم تخدشه بمعنى ان الذي يريد الجنة والنار لابد ان يأكل طيبا. وان يطعم طيبا ويطعم طيبه ولا يكسر نفسه ولا احد ولا يخدش احدا لان عمله كله لله. نعم. احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى الزهد اقسام زهد في الحرام. وهو وزهد في الشبهات وهو بحسب مراتب الشبهة. فان قويت فان قويت التحقت بالواجب وان ضعفت كان مستحبا وزهد في الفظول وزهد فيما لا يعني من الكلام والنظر والسؤال واللقاء وغيره. وزهد في وزهد في النفس بحيث تهون عليه نفسه في الله وزهد جامع لذلك كله. وهو الزهد فيما سوى الله وفي بكل ما شغلك عنه وافضل الزهد اخفاء الزهد واصعب الزهد في الحظوظ والفرق بينه وبين الورع ان الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة والورع ترك ما يخشى ضرره في الاخرة. والقلب المعلق بالشهوات لا يصح له زهد ولا ورع. قال يحيى بن معاذ عجبت من ثلاث رجل يرائي بعمله مخلوقا مثله اتركوا ان ويتركوا من يعمله لله ورجل يبخل بماله وربه يستقرضه منه فلا يقرضه منه شيئا. ورجل في صحبة المخلوقين ومودتهم. والله يدعوه الى صحبته ومودته انواع الزهد كما ذكر الشيخ الزهد اقسام فينبغي على الانسان ان يكون زاهدا فيما هو فرض عين وهو الزهد في الحرام هذا فرض عين على كل مسلم الى الحرام تزهد فيما حرمه الله تعلم انه ضرر هذا فرض عين طيب والزهد في الشبهات الاول زهد في الحرام والثاني زهد في الشبهات وهو بحسب مراتب الشهرة يعني قد تكون هذه شبهة قوية فحينئذ يجب على الانسان ان يزهد في الشبهات ولا يتعلق بها وقد يكون الشبهة عادية فيكون مستحبا ان يتركه مثال ذلك مثال الشبهات الواجب تركها وعدم تعلق القلب بها الشبهات التي يريدها اهل الشرك والكفران واهل الحلول واهل الالحاد على دين الله جل وعلا. فهذا واجب تركه والشبهات التي يستحب تركها هي الشبهات الواردة في الامور التي لا تكون واظحة البيان هل هي حرام او ليس بحرام مثلا جاء انسان وقال لك هل لحم التمساح مباح او ليس بمباح تعلمون ان ثم قولين لاهل العلم منهم من قال بانهم محرم لانه ذو ناب ويأكل بنابه ومنهم من قال هو مباح لانه نهري او بحري فهنا يستحب ترك هذه الشبهة لماذا يستحب خروجا من الشبهة اذا لاحظوا الان عندنا زهد في الحرام فهذا واجب تركه زهد في الشبهات الامور التي ليست جلية هل هي محرمات او ليست محرمات فان قويت جانب الحرمة فيها فيجب تركها وان ضعفت فيستحب تركها النوع الثالث وهذا ما لا يقدر عليه الا الخلص من الناس زهد في الفضول ما معنى زهد في الفضول؟ الفضول الاشياء الزائدة عن الحاجة الكلام الزايد الاكل الزايد النوم الزايد الصحبة الزايدة الجلوس الزايد مع الناس هذا يسمى زهد في الفضول هذا الزهد ما حكمه؟ مستحب؟ ليس بواجب لكنه مستحب لماذا قلنا ليس بواجب؟ لانه يترك اشياء من المباحات فلا يكثر منها يكثر يترك اشياء من المباحات فلا يكفي يؤثر منها هذا الثالث طيب والرابع؟ زهد فيما لا يعنيه هذا نوع رابع من انواع الزهد زهد فيما لا يعنيك قال صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه كل شيء لا يعنيك من الكلام او النظر او السؤال او اللقاء فانت تتزهد في ذلك تمشي ترى الناس مجتمعين فلا تنظر اليهم لان الشيء لا يعنيك تسمع ثلاثة يتكلمون فلا تسمع لان الشيء لا يعنيك هذا النوع ايش الرابع هو زهد عن الحرام زهد عن الشبهات زهد عن الفضول زهد فيما لا يعنيه الخامس زهد في الناس اي فيما عندهم وفي صحبتهم زهد عن الناس زهد في الناس فلا تطمع فيما ايديهم وفيما عندهم ولا في انسهم ومجالسته فانت بعيد عن اهل الدنيا واهل الجاه واهل المنصب هذا الخامس السادس زهد في النفس وهذا اعلى ما معنى زهد في النفس الزهد في النفس ان نفسك تهون عليك فلا تبالي بها ان سبت حسبت الاجر عند الله ان مدحت لم تبالي. ان ذمت لم تبالي لانك تتعامل مع الله زهد في النفس بحيث تهون عليه نفسه في الله جل وعلا وهذا ايضا مستحب وزهد يجمع ذلك كله ما هو هذا الزهد هو الزهد فيما سوى الله وفي كل ما شغلك عنه تنظر في لحظات حياتك ما الذي يشغلك عن الله فتزهد سواء كان ذاتا انسانا نفسا او كان عرظا مالا وانسا وغير ذلك هذا من حيث انواع الزهد الستة ما هو افضل انواع الزود قال وافضل الزهد اخفاء الزهد يعني انك انت تعيش الزهد ولا يعلم انك زاهد كما قال جل وعلا يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف لا يدرون الناس انك في انس مع الله يمكن يقولون عنك انطوائي وانت في انس مع الله افضل الزهد اخفاء الزهد واصعبه الزهد في الحظوظ هذه صعبة اصعب انواع الزهد الزهد في الحضور الزهد في الحقوق حقك انك تصير مدير تزهد فيه ما تبي حقك انك ترتقي تجد فيه ما تبالي حقك كذا من المال تزهد فيه ان جاءك جاك ما جاك لا تلتفت اليه انا اعرف رجل رحمه الله توفي الى ان مات ما عمره ذهب الى الاوقاف سألهم ليش نقصتوا لي المعاش في الشهر الفلاني والشهر الفلاني يقول انا اؤذن لله ان جاني شي جاني ما جاني ليش اروح اسأل؟ هذا هو الزود في الحظوظ هذا الزهد في الحظوظ صعب صعب حقيقة انك تزهد في حقك هذا صعب ثم قال كلمة جميلة الفرق بين الزهد والورع شو الفرق والفرق بينه وبين الورع ان الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة اي شيء لا ينفع في الاخرة فانت تتركه هذا اه الزهد طيب والورع؟ الورع ترك شيء يخشى ضرره. مو ما ينفع؟ تقول يمكن اني اتضرر منك اذا الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة والورع ترك ما يخشى ظرره في الاخرة ثم قال كلمة جميلة نسأل الله السلامة والعافية لنا ولكم. القلب المعلق بالشهوات لا يصح له زهد ولا نسأل الله السلامة والعافية اذا تعلق القلب بالشهوات لا يمكنه ان يكون زاهدا في الحر اذا تعلق القلب بالشبهات لا يمكن ان يكون زاهي اذا تعلق القلب بالفظول لا يمكن ان يكون زاهدا فالقلب المعلق بالشهوات لا يصح له زهد ولا وفر ثم ذكر كلام يحيى بن معاذ وهو كلام جميل عجبت من ثلاث رجل يرائي بعمله مخلوقا هذا عجيب كيف تعمل علشان فلان طيب فلان مخلوق مثلك لماذا لا تعمل لله؟ تترك العمل لله ليه ورجل يبخل بماله وربه يستقرضه منه فلا يقرضه منه شيئا. عجيب والله كل شهر يستلم الراتب لا يتصدق من بشيء من ذلك. ليش اما تعلم ان الله يستقرضك؟ والله لو ان انسانا جاءك وقال لك كل ما تستلم الراتب انا عمك ابي من راتبك خمسين دينار قرض تستحي تقول له لا ولا لا يا ابوي طيب رب العالمين استقرض من راتبك؟ ليش؟ ما تقدم ورجل يرغب في صحبة المخلوقين ومودتهم. ما شاء الله منفتح على الناس منفتح على الناس مستانس اللي عنده اصحاب وعنده ربع وعنده وعنده وعنده والله يدعوه الى صحبته ومودته وهو في غفلة عنها بل لو جلس ساعة في خلوة في بيت من بيوت الله تمللي. ليش مهو قادر يأنس بالله جل وعلا نكتفي بهذا القدر ونسأل الله عز وجل يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح اذا عندكم اسئلة بعد الاذان ان شاء الله انا نسيت اقول لكم ان لابن القيم يقول القلب المعلق بالشهوات لا يصح له زهد ولا وراء من الشهوات الخفية التي ابتلينا بها في هذه الايام شهوة تعلق القلوب بوسائل التواصل فان هذه الوسائل تعلقت بها القلوب من كثير من الناس والهتهم عن الزهد بل واشغلتهم عن الفرائض واشغل كثيرا منهم عن المندوبات حتى اشغل طلاب العلم يسلم بدل ان يأتي باذكار الصلاة يخرج هاتف يدخل المسجد يصلي ركعتين بدال ما يذكر الله او يقرأ القرآن يفتح الهاتف ويتقلب في صفحات هذه الوسائل وكانها تنفعه في اخرته والله ايها الاخوة اننا لفي غربة نسأل الله ان يصلح قلوبنا واحواله وان يحسن مآلا وحالا من سيرتها تفضل يا شيخ نعم الشيخ يسأل اننا ذكرنا من انواع الزهد في الناس والفرق بينه وبين حديث المؤمن الذي يصف يصبر على اذى الناس ويخالطهم خير من المؤمن الذي لا يصبر على اذاهم ويعتزله حديث صحيح لكن معنى الزهد في الناس الزهد فيما في ايديهم الزهد فيما في ايديهم والزهد عن مصاحبتهم واما ذاك الحديث وهو ليس في هذين الجانبين الحديث المؤمن الذي يصبر على اذى الناس في جانب الدعوة الى الله هذا ما هو زول هذا واجب في جانب نصحه بجانب امر بالمعروف ونهيهم عن المنكر نعم واليك ابو احمد عندك سؤال عندك سؤال الله يرظى عليك طيب جزاك الله خير سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب