سقى منها كافرا شربة ماء. وقوله في الاية اهم يقسمون رحمة ربك؟ دل ان القرآن وان الدين رحمة الله جل وعلا يعطيه من يشاء نسأل الله لنا ولكم رحمته. نعم اذا جاء في القرآن استوى الى فيصح ان يفسر بمعنى علاوة يصح ان يفسر بمعنى قصد واما اذا جاء استوى على فلا يمكن تفسيره الا بمعنى علا وارتفع. هذه هي القاعدة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس الرابع والعشرون من مجالس قراءتنا للكتاب المختصر في تفسير القرآن الكريم ونحن في يوم الاثنين الرابعة والعشرين من شهر رمضان عام ثلاثة واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم كنا قد وقفنا على سورة الزخرف نبدأ على بركة الله والقراءة مع الشيخ الغلام نعم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه اما بعد اللهم احفظ لنا شيخنا واغفر له ولوالديه ولنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين سورة الزخرف مكية من مقاصد السورة تحذير من الافتتان بزخرف الحياة الدنيا لئلا يكون وسيلة للشرك اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم امين تقدم الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة والكتاب المبين. اقسم الله بالقرآن الموضح طريق الهداية الى الحق ان جلا وقرآنا عربيا لعلكم تعقلون. انا جعلناه قرآنا بلسان العرب رجاء ان تعقلوا يا معشر من نزل بلسانكم معانيه وتفهمون وتفهموها لتنقلوها الى الامم الاخرى نادى علي حكيم وان هذا القرآن في اللوح المحفوظ ليذو علو ورفعة وذو حكمة قد احكمت اياته في اوامره ونواهيه افنضرب عنكم الذكر صفحا ام كنتم قوما مسرفين افنترك انزال القرآن عليكم اعراضا لاجل اكثاركم من الشرك والمعاصي لا نفعل ذلك. بل الرحمة بكم تقتضي عكسها وكم ارسلنا من نبي في الاول وكم بعثنا من نبي في الامم السابقة وما يأتيهم من نبي الا كانوا به يستهزئون. وما يأتي تلك الامم السابقة من نبي من عند الله الا كانوا منه يسخرون ولئن سألتهم فاهلكنا اشد منهم بطشا ومضى مثل الاولين. فاهلك من هم اشد بطشا من تلك الامم فلا نعجز عن اهلاكه من هم اضعف منهم ومضى في القرآن صفة اهلاك الامم السابقة مثل عاد وثمود وقوم لوط واصحاب فاهلكت ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن خلقهن العزيز العليم ان سألت ايها الرسول هؤلاء المشركين المكذبين من خلق السماوات ومن خلق الارض يقولن جوابا لسؤاله خلقهن العزيز الذي لا يغلبه احد بكل شيء الذي جعل لكم الارض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون الله الذي مهد لكم الارض فجعل لكم فجعلها لكم غطاء تطأونها باقدامكم وسير لكم فيها طرقا في جبالها واوديتها رجاء ان تسترشدوا بها في سيركم من فوائد الايات ما عند المشركين من توحيد ربوبيته لا ينفعهم يوم القيامة والذي نزل من السماء ماء بقدر فانشرنا به بلدة ميتا كذلك والذي نزل من السماء ماء بقدر ما بقدر ما يكفيكم يكفي بهائمكم زروعكم فاحيينا به بلدة قاحلة لا نبات بها وكما احيا الله تلك الارض القاحلة بالنبات يحييكم بالبعث. والذي خلق الازواج كلها وجعل لكم من الفلك والانام لا تركبون. والذي خلق الاصناف جميعا كالليل والنهار والذكر والانثى وغيرها وخير لكم من السفن والانعام ما تركبونه في اسفاركم فتركبون السفن في البحر تركبون انعامكم في البر هذا وما كنا له مقرنين. صير لكم ذلك كله رجاء تستقروا على ظهور ما تركبون منه في اسفاركم ثم تذكروا نعمة ربكم بتسخير لكم اذا استقررتم على ظهورها وتقولوا بالسنتكم تنزهوا اه تنزه تنزه وتقدس تنزه وتقدس الذي هيأ ذا وذل لنا هذا المركوب فصرنا نتحكم فيه. وما كنا له مطيقين لولا تسخير الله له. وجاء وانا الى ربنا لمنقلبون وانا الى ربنا وحده لراجعون بعد موتنا للحساب والجزاء. وجعلوا له من عباده جزءا ان الانسان لكفور مبين. وزعم المشركون ان بعض المخلوقات المتولدة عن الخالق سبحانه حين قالوا الملائكة بنات الله الانسان الذي يقول مثل هذا القول كفور بين الكفر والضلال. ام اتخذ مما يخلق بنات واصفاهم بالبنين اتقولون ايها المشركون اتخذ الله مما يخلق بنات لنفسه واخلصكم للذكور من الاولاد فاي قسمة هذه القسمة التي زعمتم واذا بشر احدكم بما ضرب للرحمن مثلا ظن وجهه مسودة وكنظيم. واذا بشر احد بالانثى التي ينسبها الى ربه ظل وجهه مسودا من شدة الهم والحزن والحزن وظل هو ممتنعا غيظا فكيف ينسب الى ربه ما يغتم هو به اذا بشر به او ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين. اينسبون الى ربهم من يربى في الزينة وهو في الجدال غير مبين بانوسته واجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا اشيدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون وسموا الملائكة الذين هم عباد الرحمن سبحانه اناثا. هل حضروا حين خلقهم له؟ فتبينوا انهم اناء ستكتب ستكتب والملائكة شهادتهم هذه ويسألون عنها يوم القيامة ويعذبون بكذبهم وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم. انهم الا يخلصون وقالوا محتجين بالقدر لو شاء الله وانا نعبد الملائكة ما عبدناهم فكونوا شاء ذلك منا يدل على رضاه ليس لهم بقولهم هذا من علمهم الا ام اتيناهم كتابا من قبلي فهم به مستمسكون. ام اعطينا هؤلاء المشركين كتابا من قبل القرآن يبيح لهم عبادة غير الله فهم مسلمون ثم متمسكون بذلك الكتاب محتجون به. بل قالوا انا وجدنا اباءنا على وانا على اثارهم مهتدون. لا لم يقع ذلك بل قالوا المحتجين بالتقليد انا وجدنا ابانا من قبلنا على دينه وملة وقد كانوا يعبدون الاصنام انا ماضون على اثارهم في عبادتها من فوائد الايات كل نعمة جور المشركين في تصورات من ربهم حين نسبوا الاناث اليه وكرهوهن بطلان الاحتجاج على المعاصي بالقدر. المشاهدة احد الاسس لاثبات الحقائق. وكذلك ما ارسلنا من قبلك في قرية من نذير الا قال مترفوها انا وجدنا ابائنا على وانا على اثارهم مقتدون وكما كذب هؤلاء يحتجوا بتقليد لابائهم من المبعث من قبلك الى الرسل في قرية من رسول ينذر قومه الا قال رؤسائهم وكبرائهم من اهل السراء فيهم الا ابانا على دينه وملة وانا متبعون لاثارهم فليس قومك بدعا في ذلك قال اولو جئتكم باهدام ما وجدتم عليه ابائكم قالوا انا بما ارسلتم بي كافرون قال لهم رسول اتتبعون اباءكم لو جئتكم بما هو خير من ملتهم التي كانوا عليها قالوا انا كافرون بالذي ارسلت به انت ومن سبقك من الرسل فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين. وانتقمنا من الامم التي كذبت الرسل من قبلك فاهلكناهم فتأمل كيف كانت نهاية المكذبين برسله فقد كانت نهاية اليمة. وان قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء منا تعبدون واذكر ايها الرسول حين قال ابراهيم لابيه وقومه انني بريء مما تعبدون من الاصنام من دون الله الا الذي فطرني فانه سيهديه الا الله الذي خلقني فانه سيرشدني الى ما فيه نفع من اتباع دينه القويم يرجعون وسير ابراهيم كلمة التوحيد لا اله الا الله باقية في ذرية من بعدي فلا يزال فيهم من يوحد الله لا يشرك به شيئا رجاء ان يرجعوا الى الله وبالتوبة اليه من الشرك والمعاصي بل متعت هؤلاء وابائهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين. لم اعجل بالهلاك عاجل بالهلاك هؤلاء المشركين المكذبين. بل متعتم بالبقاء في الدنيا ومتعت ابائهم من قبلهم حتى جاءهم القرآن ورسول مبين وهو محمد صلى الله عليه وسلم ولما جاءهم هذا القرآن الذي هو الحق الذي لا ملئة فيه قالوا هذا سحر يسحرنا به محمد وان به كافرون فلن نؤمن به وقالوا لولا نزل هذا القرآن على على رجل من القريتين عظيم. وقال المشركون المكذبون هلا انزل الله هذا القرآن على احد رجلين عظيمين مما كتبوا الطائف بدلا من لزاله على محمد الفقير اليتيم فهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعضهم درجات قنا بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون وقال اهم يقسمون رحمة ربك ايها الرسول؟ فيعطون من يشاؤون يمنعونها ممن يمنعونها من يشاؤون ام الله. نحن قسمنا بين مرزاقهم في هذه الدنيا واجعلنا منهم الغني والفقير ليصير بعضهم مسخرا لبعض ورحمة ربك لعباده في الاخرة خير مما يجمع هؤلاء من حلقان الدنيا االفان ولولا ان يكون الناس امة واحدة. لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا كم من فضة ومعارج عليها يظهر. ولولا ان يكون الناس امة واحدة في الكفر لجعلنا لبيوت من يكفر بالله سقوفا من فضة من الفضة الله واجعلنا نوم درجا عليها عليه يصعدون. من فوائد الايات التقييد من اسباب ضلال الامم السابقة. البراءة من الكفر والكافرين لازمة. البراءة من الكافرين لازمة تقسيم الارزاق خاضع لحكمة الله. حقارة الدنيا عند الله فلو كانت تزن عنده جناح بعوضة ما ولبيوتهم ابواب وسرورا عليها يتكئون وجعلنا لبيوتنا وجعلنا لهم اسرة على ان تكون استدراجا لهم وفتنة. وزخرفا وان كل ذلك لما متع الحياة الدنيا والاخرة عند ربك للمتقين. ولجعلنا لهم ذهبا. وليس كل ذلك الا متاع الحياة الدنيا فنفعه قليل لعدم بقائك. وما في الاخرة من النعيم خير عند ربك ايها الرسول المتقين لله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه ومن يعف عن ذكر الرحمن يقيض له شيطانه فهو له قرين. ومن ينظر نظر غير متمكن في القرآن يوصله الى الاعراض يعاقب بتسليط الشيطان الملازم له يزيده في الغواية ويحسبون انهم مهتدون. وان هؤلاء القرناء الذين يسلطون على المعرضين عن القرآن يصدونهم عن دين الله فلا يمتثلون اوامره. ولا يجتنبون واهية ويظنون انهم مهتدون للحق ومن ثم فهم لا يتوبون من ضلالهم المشرقين فبئس القرين. حتى اذا جاءنا المعرض عن ذكر الله يوم القيامة قال متمنيا ان يا ليت بيني وبينك ايها ايها القرين مسافة ما بينكم المشرك والمغرب فقبحت فقبحت من قريب ولن ينفعكم اليوم اذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون. قال الله للكافرين يوم القيامة لينفعكم اليوم وقد ظلمتم وقد ظلمتم انفسكم بالشرك والمعاصي اشتراككم في اعداء في العذاب فلن يحمل شركاؤكم عنكم شيئا من عذابكم افانت تسمع الصم او تهدم يوما كان في ضلال مبين. ان هؤلاء يسمون عن سماع الحق. عمي عن ابصاره فانت ايها الرسول تستطيع اسماع الصم او هداية العمر او هداية من كان في ضلال واضح فان في ضلال واضح عن الطريق المستقيم فانا نذهبن بك فانا منهم منتقمون. فان ذهبنا بك بان بانت امتناك قبل ان نعذبهم فانا منتقمون منهم بتعذيبهم في الدنيا والاخرة او نرينك او نرينك الذي وعدناهم فان عليهم مقتدرون. او نريينك بعض ما نعيبهم من العذاب فان عليهم مقتدرون لا يستطيعون مغالبتنا في شيء فاستمسك بالذي اوحي اليك انك لصراط مستقيم. فتمسك يرشد ما اوحي بما اوحى اليك ربك واعمل به انك على طريق حق انك على طريق حق لا لبس فيه وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون. وان هذا القرآن شرف لك وشرف لقومك وسوف تسألون يوم القيامة عن الايمان واتباع هديه والدعوة اليه. واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون واسأل ايها الرسول من بعثها من قبلك من رسل اجعلنا من دون الرحمن معبودات تعبد ولقد ارسلنا موسى باياتنا الى فرعون فقال اني رسول رب العالمين. ولقد بعثنا موسى باياتنا فرعون على الاشراف من قومه فقال لهم اني رسول رب المخلوقات كلها فلما جاء بآياتنا اذا هم منها يضحكون. فلما جاء من اياتنا صاروا منا يضحكون سخرية واستهزاء من فوائد الايات خطر ارادة للقرآن القرآن شرف لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولامته. اتفاق رسالته كلها على نبذ الشرك السخرية من الحق صفة من صفات الكفر وما نريهم من اية الا هي اكبر من اختها واخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون. وما لبث فرعون والاشراف من قومية على صحة ما جاء به موسى عليه السلام الا كانت اعظم من الحجة التي قبلها واخذناهم بالعذاب في الدنيا رجاء يرجع عماهم عليه من الكفر ولكن دون ما فائدة وقالوا يا ايها الساحر دوننا ربك بما عهد عندك اننا لمهتدون. فقالوا لما نالهم بعض العذاب بموسى عليه السلام يا ايها الساحر تدل على ربك بما ذكر لك من كشف العذاب ائن امنا انا لمهتدون اليه انكشفوا عنا فلما كشف عنهم العذاب اذا هم يمكثون فلما صرفنا منهم العذاب اذا هم ينقضون عهدهم ولا يفون به لقومي قال يا قومي اليس لي ملك مصر هذه الانار تجري من تحتي. افلا تبصرون. ونادى فرعون في قومه قائلا في تبجح بملكه يا قومي اليس لي ملك مصر؟ وادي من نار من النين؟ تجري تحت قصوري؟ افلا تبصرون ملكي وتعرفون عظمتي ام انا خير من هذا الذي هو مهينه ولا يكاد يبين. فانا خير من الموسى الطريق الضعيف الذي لا يحسن الكلام فلولا القي علي سرة من باب الاوجاء ما هو الملائكة مقترمين. فهلا القى الله الذي ارسله واسوره من ذهب عليه بتبيين انه رسوله او جاء معه الملائكة يتبع بعضهم بعضا فاستخف قومه فاطاعوا انهم قوما فاسقين. فاغرى فرعون قومه فاطاعوه في ضلاله فانهم كانوا قوما خارجين عن طاعة الله انتقمنا منهم فاغرقناهم اجمعين. فلما اغضبونا باستمرارهم على الكفر انتقمنا منهم فاغرقناهم كلهم فجعلناهم سلفا ومثلا للاخرين. فصيرنا في العلا وملأوا مقدمة يتقدمون للناس وكفار قامت لهم بالاسف وسيرناهم عبرة لمن اعتبر لان لا يعمل بعمله فيصيب ما اصابهم ولما ضرب ابن مريم مثلا اذا قومك منه يصدون ولما حسم المشركون ان عيسى الذي عبده النصارى داخل في عموم قوله تعالى انكم وما تعبدون من لا يخصه بجهنم وانتم لها واردون. وقد نهى الله عن عبادته كما نهى عن عبادة الاصنام اذا قومك ايها الرسول يضجونها ويصخبون في الخصومة قائلين وراضين ان تكون الهتنا بمنزلة عيسى فانزل الله عز وجل ردنا اليهم ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون وقالوا انتنا خير نموت ما ضربوا لك الا قوما خصمون وقالوا امعبوداتنا خير ام عيسى؟ ما ضرب لك ابن الزبعري الزبعرة وامثاله هذا المثل حبا للتوصل بالحق ولكن حبا الجدري فهم قوم مجبورون على الخصومة ان هو الا عبد لنمنا ان يجعل له مثلا لبني اسرائيل. ما عيسى ابن مريم الا عبد من عباد الله انعمنا عليه بالنبوة والرسالة وصيرناه مثلا لبني اسرائيل يستدلون به على قدرة الله حين خلقه من غير اب كما خلق ادم من غير ابويه ملائكة في الارض يخوفون. ولو نشأناكم يا بني ادم لهلكناكم وجعلنا بدلكم ملائكة يخوفون يخوفونكم في الارض يعبدون الله لا يشركون به شيئا. من فوائد الايات نكث العهود من صفات الكفار. الفاسق خفيف العقل يستخفه من اراد استخفافه. غضب الله يوجب الخسران اهل الضلال يسعون الى الى تحريف دلالات النص القرآني حسب اهوائهم. ابن الزبعرة وامثاله ظنوا انهم وقفوا على تعارض في القرآن لان في القرآن انكم ما تعبدون من دون الله حصبوا جهنم انتم لها واردون فظنوا ان الاية وما تعبدون من دون الله يشمل الذين عبدوا من دون الله وهم غير راضين معلوم ان هناك اناس عبدوا مع الله لكنهم يسخطون هذا مثل الملائكة وعيسى عليه السلام نعم وانه لعلم للساعة فلا تمتهن بها واتبعوا لهذا صراط مستقيم. وان عيسى لعلامة من علامات الساعة الكبرى حين ينزل اخر اخر الزمان فلا تشك ان الساعة واقعة واتبعوني فيما جئتكم به من عند الله هذا الذي جئتكم به هو الطريق المستقيم الذي الاعوجاج فيه ولا يصدنكم الشيطان انه لكم عدو مبين. ولا يصرفنكم الشيطان عن الصراط المستقيم باغوائه واغرائه انه عدو بين العداوة فيه فاتقوا الله واطيعوا. ولما جاء عيسى عليه السلام قوموا بالادلة الواضحة على انه رسول قال لهم قد جئتكم من عند الله بالحكمة. ولاوضح لكم بعض الذي تختلفون فيه من امور دينكم فاتقوا الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه واطيعوني فيما امركم به وانهاكم عنه ان الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم. ان الله ان الله هو ربي وربك لا رب لنا غيره فاخلصوا له وحده العبادة وهذا التوحيد هو الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه فاختلف الاحزاب من بينهم وويل للذين ضاموا من عذابهم الاليم فاختلفت الطوائف النصارى في شأن عيسى فمنهم من يقول هو هو الايلاء ومنهم من يقول هو ابن الله ومنهم ومن يقول هو وامه الى هذا فويل للذين ظلموا انفسهم بما وصفوا به عيسى من الوهية والبلوة او انه ثالث ثلاثة من عذاب موجع ينتظر يوم القيامة هل ينتظر هؤلاء الاحزاب المختلفون في شأن عيسى الا الساعة ان تأتيهم فجأة وهم لا يحسون باتيانها فان جاءتهم وهم على كفرهم فان مصيرهم العذاب الاخلاء يومئذ بعثهم لبعض عدو الا المتقين. المتخالون المتصدقون المتصادقون على الكفر والضلال بعضهم لبعض الاعداء يوم القيامة. ان المتقين لله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه فخلتهم دائمة لا تنقطع. يا عبادي خوفنا عليكم اليوم ولا انتم تحزنون. ويقول لهم الله يا عبادي لا خوف عليكم اليوم فيما تستقبلونه ولا انتم تحزنون على ما فاتكم من حظوظ دنيا الذين امنوا باياتنا وكانوا مسلمين. الذين امنوا بالقرآن منزل على رسلهم وكانوا منقادين للقرآن يأتمرون باوامرهم انت هنا عن نواهي ادخلوا الجنة انتم وامثالكم في القرآن وامثالكم في الايمان تسرون بما تلقونه من النعيم المقيم الذي لا ينفد ولا ينقطع يضاف عليهم بصحاف من ذهب واقواب وفيها ما تشتهي الانفس ترد الاعين وانتم فيها خالدون. يطوف عليهم خدامهم بآنية من ذهب وباكواب لا عرى لها وفي الجنة ما تشتهيه الانفس. وتتلذذ الاعين برؤيته وانتم فيها ماكثون لا تخرجون منها ابدا. وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون. تلك الجنة التي وصفت لكم هي التي اورزكم الله اياها باعمالكم فضلا مني لكم فيها فاكهة كثيرة. منها تأكلون. لكم فيها فاكهة كثيرة لا تنقطع منها تأكلون. من فوائد الايات نزول عيسى من علامات الساعة الكبرى انقطاع قلة الفساق يوم القيامة ودوام خلة المتقين. بشارة الله للمؤمنين وتطمينه لهم عما خالفوا خلفوا ورائهم من الدنيا وما عما يستقبلونه في الاخرة. ان المجرمين في عذاب جهنم خالدون. ولم ذكر الله جل وعلا جزاء المتقين ذكر جزاء من هم ضدهم وهم مجرمون فقال ان المجرمين بالكفر والمعاصي في عذاب جهنم يوم القيامة ماكثون فيه بدأ لا يفتر عنهم وهم في مبرسون. وما ظلمناهم لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون. ان المجرمين بالكفر في عذاب جهنم يوم القيامة تمكثون فيه ابدا لا يخفف عنهم العذاب وهم في ايسون من رحمة الله. وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمون وما ظلمناهم حين ادخلناهم النار ولكن كانوا هم الظالمين لانفسهم بالكفر. ونادوا يا ما لك يقضي علينا ربك قال انكم ماكثون. ونادوا خازنا مالك القائلين يا مالك ليمتنا ربك فلنستريح من العذاب فيجيبهم مالك بقوله انكم ماكثون في العذاب دائما لا تموتون ولا عنكم العذاب. ولقد ولقد جئنا لقد جئناكم بالحق ولكن اكثركم للحق كارهون. لقد جئناكم في بالحق الذي لا مرية فيه ولكن معظمكم للحق كاره ام ابرموا امرا فانا مبرمون. فان مكروا النبي صلى الله عليه وسلم واوعدوا واعدوا له كيدا فان محكمون لهم تدبيرا يفوق كيدهم ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتمون ام يظنون انا نسمع سرهم الذي ظروف قلوبهم او سرهم الذي يتناجون به خفية بلى انا نسمع ذلك كله والملائكة لديهم يكتبون كل ما عملوا قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابد قل ايها الرسول للذين ينسبون البنات لله. تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا. ما كان لله ولد تنزه عن ذلك وتقدس. فانا اول العابدين لله المنزهين له سبحان رب السماوات والارض رب العرش عما يصفون. تنزل رب السماوات والارض ورب العرش عما يقول هؤلاء المشركون من نسبة الشريف والوالد فاتركهم ايها الرسول يخوضوا فيما هم عليه من ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي وعدون وهو يوم القيامة وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله وهو الحكيم العليم. وهو سبحانه المعبود في السماء بحق وهو المعبود في الارض بحق والحكيم الذي خلق وهو الحكيم في خلقه وتقديره وتدبيره. العليم باحوال عباده لا يخفى عليه من لا شيء وتبارك الذي لو ملك السماوات والارض وما بينهما وعنده علم موسات واليه وتزايد خير الله وبركته سبحانه. الذي له وحده ملك السماوات والملك الارض وملك ما بينهما. وعنده وحده علم الساعة التي تقوم فيها القيامة لا يعلمها غيره اليه وحده ترجعون في الاخرة للحساب والجزاء لا يملك الذين يدعون من دونه شفاعة الا من شهد بالحق وهم يعلمون ولا يملك الذين يعبدوهم المشركون من دون الله الشفاعة عند الله الا من شهد ان لا اله الا الله وهو يعلم ما شهد به مثل عيسى وعزير والملائكة. ولا سألتم من خلقهم ليقولن الله فانا يؤفكون. ولئن سألتم من خلق ما يقولن خلقنا الله فكيف يصرف عن عبادته بعد هذا الاعتراف وقيله يا ربي ان هؤلاء قوم لا يؤمنون فعنده سبحانه العلم شكوى رسوله من ترتيب قومه وقوله فيها يا ربي ان هؤلاء قومي لا يؤمنون لا يؤمنون بما ارسلتني به اليهم فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون. فارظاهم وقل لهم ما تدفع به شرهم وكان هذا في مكة. فسوف يعلمون ما يلاقونه من العذاب من فوائد الايات كراهة الحق خطر عظيم مكر الكافرين يعود عليهم ولو بعد حين كلما زاد علم العبد بربه ازداد ثقته ازداد ثقة بربه وتسليما لشرعه اختصاص الله بعلمه وقت الساعة. قوله تعالى الا من شهد بالحق وهم يعلمون فيه دلالة على ان النطق بالشهادة هذا النطق لا ينفع ما لم يكن النطق بالحق مخلصا صادقا هذا معنى بالحق جاره المجرور حال من الشاهد من شهد بالحق الجار متعلق بايش؟ بمن ولو كان الشاهد يشهد لكن غير مخلص يريد المال مثلا صار منافق اذا وقوله وهم يعلمون هذا حال اخر لابد ان الانسان يفهم معنى لا اله الا الله لا معبود حق الا الله لا يذبح الا لله لا ينظر الا لله لا يتوكل الا على الله اما يقول لا اله الا الله لان اباه قال لا اله الا الله مثلا هذه ما هي شهادة بالحق قال لا اله الا الله ولا يفهم معناه قال لا اله الا الله ثم اذا اراد ان يقوم يقول يا بدوي المدد يا حسين هذا ما فهم معنى لا اله الا الله نعم سورة الدخان مكية من مقاصد السورة تهديد المشركين ببيان ما ينتظر من العقوبة العاجلة والآجلة بسم الله الرحمن الرحيم. تقدم الكلام على نظرية في بداية سورة البقرة. والكتاب المبين. اقسم الله القرآن الموضح لطريق الهداية الى الحق انا انزلنا القرآن في ليلة القدر وهي ليلة كثيرة الخيرات انا كنا مخوفين بهذا القرآن. فيها يفرق كل امر حكيم. في هذه الليلة يفصل كل امر محكم يتعلق بالارزاق والاجال وغيرهما مما يحدثه الله تعالى تلك السنة امرا من عندنا انا كنا مرسلين. نفسر كل امر محكم من عندنا انا كنا باعثين رسل ربك انه هو السميع العليم. نبعث الرسل رحمة من ربك ايها الرسول لمن ارسل اليهم انه سبحانه هو السميع لاقوال عباده العليم بافعالهم ونياتهم اخفى عليه شيء من ذلك رب السماوات والارض وما بينهما ان كنتم موقنين. رب السماوات ورب الارض ورب وبينهما ان كنتم موقنين بذلك فامنوا برسوله. لا اله الا هو يحيي ويميت ربكم ورب ابائكم لا معبود بحق غير المحيي ويميت لا محيي ولا مميت غيره ربكم ورب ابائكم المتقدمين. بل هم في شك ينابون. ليس هؤلاء ليس هؤلاء مشركون بموقنين بذلك بل هم في شك منه يلهون عنهم بما هم فيه من الباطل بادخال مبين. فانتظر ايها الرسول عذاب قومك القريب يوم ياتي يوم تأتي السماء بدخان واضح يرونه بعين من شدة الجوع يغشى الناس هذا عذاب اليم. يعم قومك ويقال لهم هذا العذاب الذي اصابكم عذاب موجع. ربنا اكشف عنا العذابين انا مؤمنون فيتضرعون الى ربهم سائلين ربنا اصرف عنا العذاب الذي ارسلته علينا انا مؤمنون بك وبرسولك ان صرفته عنا ان لهم الذكر وقد جاءهم رسول مبين. كيف لهم ان يتذكروا وينيبوا الى ربهم وقد جاءهم رسول بين الرسالة وعرفوا صدقه وامانته ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون. ثم اعرضوا عن التصديق به يقال عنه هو معلم يعلمه غيره. اليس برسول وقالوا عنه هو مجنون انكشف العذاب قليلا انكم عائدون. ثم اعرضوا عن التصويت به وقالوا عنه انا حين نصرف العذاب قليلا انكم عائدون الى كفركم وتكذيبكم. ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم وانتظرهم ايها الرسول يوم اناقش بكفار قومك البطشة الكبرى يوم بدر. انا منتقمون منهم من كفرهم بالله وتكذيبهم اه وتكذيبهم رسولا. ولقد اختبرنا ولقد اختبرنا قبلهم قوم فرعون جاءهم رسول من الله كريم يدعوهم الى توحيد الله وعبادته وهو موسى عليه السلام ان ارجو ان ادوا الي عباد الله اني لكم رسول امين. قال موسى لفرعون وقومه اتركوا لي بني اسرائيل فهم عباد الله ليس لكم حق ان تستعبدوهم اني لكم رسول من الله امين على ما امرني ان ابلغكم لا انقص منه شيئا ولا ازيده. من فوائد الايات القرآن في ليلة القدر التي هي كثيرة الخيرات دلالة عظيمة دلالة على عظم قدره. بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول القرآن من مظاهر رحمة الله بعباده ورسالات الانبياء تحرير المستضعفين من قبضة المتكبرين. ليلة القدر سميت كذلك القدر بمعنى المنزلة العالية او القدر بمعنى التقدير على كلا المعنيين لابد الانسان يحرص على ادراك هذه الليلة نسأل الله ان يرزقنا واياكم قيام ليلة القدر نعم والا تعلو على الله اني اتيكم بسلطان مبين. والا تتكبروا على الله بترك عبادته. والاستعلاء على عبادة اني اتيكم بحجة واضحة واني عذت بربي وربكم ان ترجمون. واني اعتصمت بربي وربكم من ان تقتلوني بالرجل بالحجارة. وان لم تؤمنوني فاعتزلوني وان لم تصدقوا بما جئت به فاعتزلوني ولا تقربوني بسوء فدعا ربه ان هؤلاء قوم مجرمون. فدعا موسى عليه السلام ربه ان هؤلاء القوم فرعون وملأ قوم مجرمون يستحقون تعجيل العقاب فاسري بعبادي ليلا انكم متبعون. فامر الله موسى ان يسري انكم متبعون. فامر الله موسى ان يسري بقومه ليلا واخبره ان فرعون وقومه سيتبعونهم. واترك البحر اهون انهم جند وامره اذا اجتاز البحر هو وبنو اسرائيل ان يتركه ساكنا كما كان فان فرعون الجند والمهلكون بالغرق في كم تركوا من جنات وعيون؟ كم خلفت فرعون قوم وراءه من بساتين وعيون جارية وزروع ومقام وكم خلفوا ورائهم من زرعون ومجلس حسن ونأمة كانوا فيها فاكهين. وكم خلفوا وراءهم من من عيشة كانوا فيها متنعمين. كذلك واورثناها قوما اخرين. هكذا حدث لهم ما وصف لكم واورثنا جناتهم وعيونهم وزروعهم ومقاماتهم. قوما اخرين هم بنو اسرائيل فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين. فما بكت ال فرعون وقومه السماء والارض حين غرقوا وما كانوا ممهلين حتى يتوبوا ولقد نجينا بني اسرائيل من العذاب المهيب. ولقد انقذنا بني اسرائيل من العذاب المذهل. حيث كان فرعون قومه ابناءهم ويستحيون نساءهم. وقد ذهب من عذاب فرعون انه كان مستكبرا من متجاوزين لامر الله ودينه ولقد اخترناهم على علم على العالمين ولقد اختم بني اسرائيل على علم منا على عالم زمانهم لكثرة انبيائهم واتينهم من الايات ما فيه بلاء مبين. واعطيناهم من الدلائل والبراهين التي ايدنا بها موسى ما فيه نعمة ظاهرة قلت لهم كالمني والسلوى وغيرهم ان هؤلاء المشركين المكذبون ليقولون منكرين للبعث ان الا موجتنا الاولى وما نحن بمنشر. ما هي الا موتتنا الاولى فلا حياة بعدها. وما نحن المبعوثين بعد هذه الموتى الا ان كنتم صادقين. فاتي يا محمد انت ومن معك من اتباعك بابائنا الذين ماتوا احياء ان كنتم صادقين فيما تدعون من من الله يبعث من من ان فيما تدعونه من ان الله يبعث الموت احياء للحساب والجزاء فهم خير ام قوم تبع والذين من قبلهم اهلكناهم انهم كانوا مجرمين. اهؤلاء المشركون المكذبون بك ايها الرسول خير في القوة والمنعة ام قوم تبع والذين من قبلهم مثل عاد وسمود اهل التام جميعا انهم كانوا مجرمين. وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين بخلقها. ما خلقناهما الا بالحق ما خلقنا السماوات والارض الا لحكمة بالغة ولكن معظم المشركين لا يعلمون ذلك. من فوائد العلاج وجوب وجوه المؤمن الى ربه ان يحفظه من كيد عدوه. مشروعية دعاء على الكفار عندما لا يستجيبون للدعوة وعندما يحاربون اهلها. الكون لا يحزن لموت الكافر لهوانه على الله. خلق السماوات الارض بحكمة بالغة يجهلها الملحدون. ان يوم القيامة الذي يفصل الله به بين العباد ويعاد للخلائق جميعا يجمعهم الله فيه ولا ينفع قريب قريبه ولا صديق صديقه ولا هم يمنعون من عذاب الله لان الملك يومئذ لله لا احد يستطيع ادعاءه الا من رحم الله انه هو العزيز الرحيم. الا من رحمه الله من الناس فانه ينتفع بما قدم من عمل صالح ان الله هو العزيز الذي لا يغلبه احد الرحيم بمن تاب من عباده. ولما ذكر الله جل وعلا القيامة ذكر افتراق الناس حسب فيها حسب الجزاء قال ان شجرة الزقوم ان شجرة الزقوم التي انبتها الله في اصل الجحيم. طعام ذي الاسم العظيم وهو الكافر من زمنها الخبيث كالمهل يغني في البطون هذا الثمر مثل الزيت الاسود يغلي في بطونهم من شدة حرارته الحميم كغير الماء المتناهي في الحرارة. ويقال لزمانية النار خذوه وفجروه بعنف فخذوه فجروه بعنف وغلظة الى وسط الجحيم ثم صبوا فوق رأسي من عذاب حميم. ثم صبوا فوق رأس هذا المعذب الماء الحار فلا يفارقه العذاب انك انت العزيز الكريم. ويقال له تهكما ذق هذا العذاب الاليم. انك انت العزيز الذي لا يضام جنابك الكريم في قومك ان المتقين في مقام امين. ان هذا العذاب هو الذي كنتم تشكون في وقوع يوم القيامة فقد زال فقد زال عنكم الشك بمعانيه ان بمعاينتي ان هذا ما كنتم بي تمترون. ان هذا العذاب هو الذي كنتم تشكون في وقوعه يوم القيامة فقد زال عنكم الشك بمعانيه. بمعاينته ان المتقين في مقام امين. ان المتقين لربهم بامتثال اوامرهم واجتناب نواهيه في موضع اقامة امنون من كل مكروه يصيبهم بجنات وعيون في بساتين وعيون جارية يلبسون من سندس واستبرق متقابلين يلبسون في الجنة رقيق الديباج وغليظه يقابل بعظهم بعظا ولا ينظر احدهم قفى الاخر بحور الليل. كما اكرمناهم بذلك المذكور زوجناهم في الجنة بالحسان من النساء واسعات الاعين مع شدة بياض من شدة سواد سوادها يدعون فيها بكل فاكهة امنين. يدعون خدمهم في ان يأتوهم بكل فاكهة ارادوها امنين من قطاعها ومن مضادها لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى ووقاهم عذاب الجحيم خالدين فيها لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى في الحياة الدنيا ووقاهم ربهم عذاب النار. فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم تفضلا واحسانا من ربك بهم ذلك المذكور من ادخالهم الجنة ووقاية من النار هو الفوز العظيم الذي لا يدانيه فوز فانما يسرناه بلسانك لانهم يتنكرون. فانما يسرنا هذا القرآن وسهلناه بانزاله بلسانك العربي. ايها الرسول لعلهم فارتقب انهم فانتظر نصرك وهلاكهم انهم منتظرون هلاكك من فوائد الايات الجمع بين العذاب الجسمي والنفسي للكافر. الفوز العظيم هو النجاة من النار ودخول الجنة. تيسير الله لفظ القرآن ومعانيه لعباده سورة الجاسية مكية من مقاصد السورة بيان احوال الخلق من الايات الشرعية والكونية ونقض حجج منكري الباعث المتكبرين وترهيبهم التفسير تقدم الكلام على نظأها في بداية سورة البقرة الله العزيز الحكيم تنزيل القرآن من الله العزيز الذي لا يغلبه احد الحكيم في خلقه وقدره وتدبيره. ان في السماوات والارض ايات للمؤمنين ان في السماوات والارض لدلائل لدلائل على قدرة الله وحدانيته للمؤمنين لانهم هم الذين يعتبرون بالايات. وفي خلقكم وما يبث من دابة ايات لقوم يؤمن يوقنون وفي خلقكم ايها الناس من نطفة ثم من مرة ثم من علقة وفي خلق ما يبثه الله من دابة تدب على وجه الارض دلائل على وحدانيته لقومه يوقنون بان الله هو الخالق واختلاف الليل والنهار وما انزل الله من السماء من رزق فاحيا به الارض بعد موتها وتصيد اليحي ايات لقومية وفي تعاقب تعاقب الليل والنهار وفيما انزل الله من السماء من المطر فاحيا به الارض بانباتها بعد ان كانت ميتة لا نبات فيها وفي تصريف الرياح بالاتيان بها مرة من جهة ومرة من اخرى لمنافعكم. دلائل دلائل لقوم يعقلون فسيستدلون بها على وحدانية الله وقدرته على البعث وقدرته على كل شيء تلك ايات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله واياته يؤمنون؟ هذه الايات والبراهين ايها الرسل بالحق فان لم يؤمنوا بحديث الله المنزل على عبده وبحججه فبأي حديث بعده يؤمنون باي حجج وباي حجج بعده يصدقون ويل لكل افاك اثيم. عذاب من الله وهلاك لكل كذاب كثير الاثام. يسمع ايات الله تتلى عليه فبشروا بعذاب اليم يسمع هذا الكافر ايات الله في القرآن تقول تقرأ عليه ثم يستمر على ما كان عليه من الكفر والمعروف متعانيا في نفسه عن اتباع الحق كأنه لم يسمع تلك الايات المقروءة عليه. فاخبر فاخبره ايها الرسول بما يسوءه في اخرته وهو باب موجع ينتظره فيها. واذا علم من اياتنا شيئا اتخذه اولئك لهم عذاب واذا بلغوا شيء من القرآن اتخذوا سخرية يسخروا منه اولئك المتصفون بصفة السخرية من القرآن لهم عذاب مذل يوم القيامة. من ووراء جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله اولياء ولهم ما ذهب من امامهم جهنم تنتظرهم في الاخرة ولا يغني عنهم ما كسبوا من الاموال من الله شيئا. ولا يدفع عنهم شيئا ما اتخذوه من دونه من الاصنام التي يعبدونها من دونه. ولهم يوم القيامة عذاب عظيم. هذا هدى. والذين كفروا بآيات ربهم عذاب من رجز اليم هذا الكتاب الذي انزلناه من على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. هاد الى طريق الحق. قال والذين كفروا بايات ربهم المنزلة على رسوله لهم عذاب سيء مودع الله الذي سخر لكم البحرين من فضله ولعلكم تشكرون. وسخر لكم وسخر لكم سبحانه الله وحده هو الذي سخر لكم ايها الناس البحر تجري في السفن فيه بامره. ولتطلبوا من فضله بانواع المكاسب المباحة ولعلكم تشكرون نعمة تالله عليكم وسخراكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون وسخر لكم قالوا ما في السماوات من شمس وقمر ونجوم وما في الارض من انهار وعصيان وجبال وغيرها. جميع هذه النعم من فضله واحسانه. ان في التسخير ذلك لكم لدى الى على قدرة الله ووحدانيته لقوم يتفكرون في اياته فيعتبرون بها. من فوائد الايات الكذب والاصرار على الذنب والكبر الجزاء بآيات الله صفات اهل الضلال. وقد توعد الله المنتصف بها. نعم الله على عباده كثيرة. ومنها تسخير ما في الكون لهم. النعم تحتظي من العباد المعبود على منحهم اياها قل للذين امنوا يغفروا للذين لا يرجون ايام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون. قل ايها الرسول الذين امنوا بالله وصدقوا رسله وتجاوزوا عن من اساء اليكم من الكفار الذين لا يبالون بنعم الله او نقمه فان الله سيجزي كلا من المؤمنين الصابرين والكفار المعتدين بما كانوا يكثرون من الاعمال في الدنيا من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها ثم الى ربكم ترجعون. من عمل عملا صالحا فنتيجة عمله الصالح له. والله غني عن عمله. ومن اساء عمله ومن اساء عمله نتيجة عمله السيء عقاب عقابه عليه والله لا تضره اساءته ثم الينا وحده وترجعون في الاخرة لنجازي كلا بما يستحقه ولقد اتينا بني اسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين. ولقد اعطنا بني اسرائيل التوراة والفصل بين الناس بحكمها وجعلنا معظم الانبياء منهم من ذرية ابراهيم عليه السلام. ورزقناهم من انواع الطيبات وفضلناهم على عالم زمانهم اتيناهم بينات من الامر. فما اختلفوا الا من بعد ما جاءهم العلم بقيا بينهم ان ربك يقضي بينهم يوم القيامة ما كانوا فيه يختلفون. واعطيناهم دلالة توضح الحق من الباطل فما اختلفوا الا من بعد ما قامت عليهم الحجج ببعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما جرهم الى هذا الاختلاف الا بغيوا بعضهم على بعض حرصا على الرئاسة والجاه ان ربك ايها الرسول يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه فيما كانوا يختلفون فيه في الدنيا فيبين من كان فيبين من كان محطا ومن كان مبطلا. ثم جنك على شريعة من الامر بها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون. ثم جعلناك على الطريقة والسنة ومنهاج من امرنا ومن امرنا من امرنا الذي امرنا به من امرنا الذي امرنا به من قبلك من رسلنا تدعو الى الايمان والعمل الصالح فاتبع هذه الشريعة ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون الحق فاهوائهم مظلة عن الحق انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا. وان الظالمين بعضهم اولياء بعض. والله ولي المتقي ان الذين لا يعلمون ان الحق لن يكفوا عنك من عذاب الله شيء ان اتبعت اهواءهم. وان الظالمين من جميع ملء الملل والمحن بعضهم ناصر البعض وكنتم قوما مجرمين تكسبون الكفر والاثام واذا قيل ان وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة نظن الا ظنا نحن بمستيقنين. واذا قيل لكم ان وعد الله الذي الذي وعد به عباده انه سيبعثهم ويجازيهم. حق لا مرية فيه والساعة حق لا شك ومؤيده على المؤمنين. والله ناصر المتقين له بامتثال اوامره واجتناب نواهيه. ام حسب مدى بصائر الناس هدى ورحمة لقومه يوقنون هذا القرآن منزل على رسولنا بصائره يبصر بها الناس الحق من الباطل وهداية الى الحق ورحمة لقومه يوقنون لانهم هم الذين يهتدون به الى الصراط المستقيم ليرضى عنهم ربهم فيدخلهم الجنة ويزحزحهم عن النار ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان جعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء ما يحكمون هل يظن الذين اكتسوا بجوارحهم الكفر والمعاصي ان نجعلهم في في الجزاء مثل الذين امنوا بالله وعملوا الصالحات وعملوا الاعمال الصالحات بحيث يستوون في الدنيا والاخرة قبح حكمهم هذا. وخلق الله السماوات وينظم الحق ولهذا كل نفس بما كسبتهم لا يظلمون. وخلق الله السماوات فرض حكمة بالغة ولم يخلقوا ما عبثا وهي تجزى كل نفس ما بما كسبته من خير او شر. والله لا يظلم بنقص في حسناتهم ولا زيادة في سيئاتهم فوائد الايات العفو والتجاوز عن الظالم اذا لم يظهر الفساد في الارض. ويعتدي على حدود الله. خلق آآ خلق فاضل امر الله به ان غلب على ظنهم العاقبة الحسنة. وجوب اتباع الشرع والبعد عن اتباع اهواء البشر. كما لا يستوي المؤمنون والكافرون في صفاتها لا يستوون في الجزاء خلق الله السماوات والارض وفق وفق حكمة بالغة يجهلها الماديون الملحدون افرأيت من اتخذ الها هوه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره شهوة فمن يهدي من بعد الله افلا تذكرون؟ انظر ايها الرسول الى من اتبع الله جعله بمنزلة معبود له الذي لا يخالفه فقد اضله الله على علم منه. لانه يستحق الاضلال وختم على قلبه فلا سماعا ينتفع به وجعل الله على بصره غطاء يمنعه من ابصار الحق فمن الذي يوفقه للحق بعد ان اضله الله؟ افلا تتذكرون ضرر اتباع هوى ونفع اتباع شرع الله وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر وما لهم بذلك من علم انهم الا يظنون. وقال الكافرون المنكرون للبعث ما الحياة الا حياة من الدنيا فهذه فقط. فلا حياة بعدها تموت اجيال فلا تعود تحيا اجيال وما يهيتنا الا تعاقب الليل والنهار وليس لهم على امكانهم للبعث من علم انهم الا يظنون. انهم الا يظلون وان الظن لا يغني من الحق شيئا. واذا اتت له عليهم اياتنا بينة ما كانوا حجتهم الابائنا ان كنتم صادقين. واذا تقرأ على المشركين والمنكرين لبعث اياتنا واضحات اياتنا واضحات ما كان لهم من حجة يحتجون بها الا قول للرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه احيوا لنا ابائنا الذين ماتوا ان كنتم صادقين في دعوة اننا نبعث بعد موتنا. قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم الى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن اكثر الناس لا يعلمون. قل لهم ايها الرسول الله يحييكم بخلقكم ثم ثم يميتكم. ثم يجمعكم بعد موته الى يوم القيامة للحساب والجزاء ذلك اليوم الذي لا شك فيه انه ات ولكن معظم الناس لا يعلمون بذلك لا يستعدون له بالعمل الصالح ولله ملك السماوات والارض يوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون. ولله وحده ملك السماوات وملك الارض فلا يعبد بحق غيره فيهما ويوم تقوم الساعة التي يبعث الله فيها الموتى بالحساب والجزاء يخسر اصحاب الباطل الذين كانوا يعبدون غير الله ويسعون لابطال الحق واحقاق واحقاق الباطل وتراكم كل امة جافية. كل امة تدى الى كتابها. اليوم تجزون ما كنت ثم تعملون. وترى ايها الرسول في ذلك اليوم كل امة باركة على ركبها تنتظر ما ما يفعل بها. كل امة تدعى الى كتاب اعمالها الذي كتبه من الملائكة اليوم يتنجون ايها الناس ما كنتم تعملون في الدنيا من خير وشر. هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون. هذا كتابنا الذي كانت ملائكتنا تكتب فيه اعمالكم فتكتب فيه اعمالكم يشهد عليكم بالحق فقرأوه انا كنا نأمر الحفظة ان تكتب ما كنتم تعملون في الدنيا فاما الذين امنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته. ذلك هو الفوز المبين. فاما الذين امنوا وعملوا الصالحات وعملوا الاعمال الصالحات فيدخلهم ربهم سبحانه في جنته برحمته. ذلك الجزاء الذي اعطاهم الله اياه هو الفوز الواضح الذي لا يدانيه فوز. واما الذين كفروا افلم تكن اياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين. واما الذين كفروا بالله فيقال هم تبكيتا لهم. الم تكن اياتي تحوى وعليكم فتعاليتم عن الايمان بها فيها فاعملوا لها قلتم ما ندري ما هذه الساعة ان نظن الا ظنا ظعيفا انها اتية وما نحن بمستيقنين انها ستأتي. من فوائد الايات اتباع الهوى يهلك صاحبه ويحجب عنه اسباب التوفيق. هول يوم القيامة الظن لا يغني من الحق شيئا خاصة في مجال اعتقاد وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. وقال لهم سيئات ما عملوا في الدنيا من الكفر والمعاصي ونزل بهم العذاب الذي كانوا يستهزئون به عندما يحذرون منه. وقيل ومأواكم النار وما لكم من ناصرين. وقال لهم الله اليوم انا في النار كما انكم نسيتم لقاء يومكم هذا. فلم عدوا له بالايمان والعمل الصالح ومستقركم الذي تأمرون اليه هو النار. وليس لكم من ناصرين يدفعون عنكم عذاب الله. ذلكم بانكم اتخذتم ايات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعجبون. ذلكم العذاب الذي الذي عذبتم به بسبب انكم اتخذتم ايات الله هزوا تسخرون منها وخدعتكم الحياة بلذاتها وشهواتها فاليوم لا يخرج هؤلاء والمستهزئون بايات الله من النار بل يبقون فيها خالدين ابدا ولا يردون للحياة الدنيا ليعملوا عملا صالحا ولا يرضى عنهم ربهم اله الحمد رب السماوات ورب الارض رب العالمين. فلله وحده الحمد رب السماوات ورب الارض ورب جميع المخلوقين وله الجلال والعظمة في السماوات وفي الارض وهو العزيز الذي لا يغالبه احد الحكيم في خلقه وتقديره وتدبيره وشرعه. سورة الاحقاف مكية من مقاصد السورة بيان انه حاجة البشرية للرسالة والانذار وانذار المعرضين عنها بسم الله الرحمن الرحيم. تقدم الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة عزيزي الحكيم. تنزيل القرآن من الله العزيز الذي لا يقارب احد الحكيم في خلقه وتقديره وشرعه. ما خلقنا السماوات والارض وما بينهما الا بالحق مسمى والذين كفروا عما انذروا معرضون. ما خلقنا السماوات والارض وما بينهما عبثا بل خلقنا ذلك كله ابطل لحكم بالغة منها ان يعرف العباد ربهم من خلالها فيعبدوه وحده ولا يشرك به شيئا وليقوم بمقتضيات استخلافهم في الارض الى الى امد محدد يعلمه الله وحده والذين كفروا بالله معرضون عما انظروا به في كتاب الله لا يبالون به. قل ارأيتم ما تدعون من دون الله اروني ماذا خلقوا من لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا او اثارة من علم ان كنتم قل ايها الرسول لهؤلاء المشركين المعرضين عن الحق اخبروني عن اصنامكم التي تعبدونها من دون الله ماذا خلقوا من اجزاء الارض؟ هل خلقوا جبل؟ هل خلقوا نهر ام شرك نصيب مع الله في في خلق السماوات جئوني بكتاب منزل من عند من عند الله من قبل القرآن او ببقية علم مما تركه يقولون ان كنتم صادقين في دعواكم ان اصنامكم تستحق العبادة. ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم ولا احد اظن ممن يعبد من دون الله صنما لا يستجيب لدعائه يوم القيامة هذه الاصنام التي تعبدونها من دون الله غافلة عن دعاء عبادها لها. فضلا عن ان تنام فضلا ان تنفعهم او تضرهم من فوائد الايات الاستهزاء بايات الله كفر. خطر الاقتراظ بلذات الدنيا وشهواتها. ثبوت صفة الكبرياء لله تعالى. اجابة الدعاء من اظهر ادلة وجود لله سبحانه واستحقاقه للعبادة. واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين. ومع كونها لا تنفع في الدنيا فانهم اذا حشروا يوم القيامة يكونون اعداء لمن كانوا يعبدونهم ويتبرأون منهم وينكرون انهم كانوا على علم بعبادتهم اياه. واذا ان تتلى عليه مآتنا بينة قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين. واذا تقرأ عليهم نزل على رسولنا قال الذين كفروا القرآن لما جاءهم على هدي رسولهم هذا سحر واضح وليس وحي من الله لا تملكونني من الله شيئا هو اعلم بما تفيضون فيه. كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور روحي هل يقول هؤلاء المشركون ان محمدا اخترق هذا القرآن ونسبه الى الله؟ قل لهم ايها الرسول ان اختلفت من تلقاء نفسي فلا تملكون لي حيلة ان اراد الله ان فكيف اعرض نفسي لعذاب الاختلاط عليه؟ الله اعلم بما تخوضون فيه من الطعن في قرآنه كفى به سبحانه شهيدا بيني وبينكم هو الايات النكاية في العدو بالقتل وسيلة مثلى لاخضاعه. المن والفداء والقتل استرقاق خيارات في الاسلام التعامل مع الاسير الكافر يؤخذ منها ما يحقق المصلحة. عظم فضل الشهادة في سبيل الله لذنوب من تاب من عباده الرحيم بهم. قل ما كنت بدعا بلا رسل وما ادري ما يفعل بي ولا بكم ان اتبع الا ما يوحى وما انا الا نذير مبين. قل ايها الرسول لهؤلاء المشركين المكذبين بنبوتك ما كنت اول رسول يبعثه الله. فتستغربوا دعوتهم لكم فقد سبقني رسل كثيرون ولا اعلم ما يفعله الله بي ولا ما يفعله بكم في الدنيا. ان اتبع الله ما يوحيه الله اليه فلا اقول ولا افعل الا وفق ما وما انا الا نذير انذركم عذاب الله بين النذارة. قل ارأيتم ان كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني اسرائيل على مثلي فامن واستكبرتم. ان الله لا يهدي القوم الظالمين. قل ايها الرسول لهؤلاء المكذبين. اخبر ان كان هذا القرآن من عند الله وكفرتم به. وشهد شاهد من بني اسرائيل على انه من عند الله. اعتمادا على ما جاء في التوراة بشأنه. فامنه وبه واستكبرتم عن الايمان به؟ الستم حينئذ ظالمين؟ ان الله لا يوفق القوم الظالمين للحق الفرق الذي يفرق هو الحرف الذي بعده هل هو على او الى يقول ذكر الله عز وجل المنافقين وفيه وليعلمن الله الذين امنوا وليعلمن المنافقين مع ان السورة مكية. هذه السورة وقال الذين كفروا للذين امنوا لو كان خيرهم ما سبقونا اليه واذ لم يهتدوا به فسيقولون قديم. وقال بالقرآن مما جاءهم به رسولهم للذين امنوا لو كان ما جاء به محمد حقا يهدي الى الخير ما سبقنا اليه هؤلاء الفقراء والعبيد والضعفاء ولان انهم لم يهتدوا بما جاءهم به رسولهم فسيقولون هذا الذي جاءنا به كذب قديم ونحن لا نتبع الكذب ومن قبله كتاب موسى امامه ورحمة. وهذا كتابه مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى صينيين ومن قبل هذا القرآن التوراة الكتاب الذي انزله الله على موسى عليه السلام اماما يقتدى به بالحق يقتدى به في الحق ورحمة لمن امن به واتبعه ومن بني اسرائيل وهذا القرآن هو منزل على محمد صلى الله عليه وسلم. كتاب مصدق لما سبقه من كتب لسان عربي لينذر به الذين ظلموا انفسهم بالشرك بالله وبفعل المعاصي وهو بشارة للمحسنين الذين احسنوا علاقتهم مع خالقهم وعلاقتهم مع خلقه. ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ان الذين قالوا ربنا الله لا رب لنا غيره ثم استقاموا على العبادان واهل الايمان والعمل الصالح. فلا خوف عليهم فيما يستقبلونه في الاخرة. ولا هم يحزنون على ما فتهم من حظوظ الدنيا ولا على ما ورائهم اولئك الموصوفون بتلك الصفات اصحاب الجنة ماكثون فيها ابدا. جزاء لهم على اعمالهم الصالحة التي قدموها في الدنيا من فوائد الايات كل من عبد من دون الله ينكر على من عبده من الكافرين. عدم معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بالغيب الا ما اطلعه ما اطلعه الله عليه من وجود ما يفرج نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم في الكتب السابقة. بيان فضل الاستقامة وجزاء وجزاء ووصينا الانسان بوالديه احسانا حملته امه كرها ووضعته وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى اذا بلغ اشده وبلغ اربعين سنة قال رب اوزعني قال ربي اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وعلى من صالحا ترضى واصلح لي في ذريتي اني تبت اليك من المسلمين. وامرنا الانسان امرا مؤكدا ان يحسن الى والديه بان يبرهما في حياتهما وبعد موتهما بما لا مخالفة فيه للشرع. وعلى وجه الخصوص امة التي حملته بمشقة ووضعته بمشقة ومدة حمله التي مكثها وبدأ فطامه ثلاثون شهرا حتى اذا بلغ الاكتمال فوق القوي اكتمال قوتيه نعم العقلية والبدنية. مم لان القوى في الانسان قوتان قوة عقلية متعلقة بالنفس وقوة بدنية متعلقة بالجسم وهما يكتملان في تمام الاربعين حتى اذا بلغ اكتمال قوتيه العقلية والبدنية وبلغ اربعين سنة قال ربي الهمني ان اشكر نعمتك التي انعمت بها علي وعلى والدي والهمني ان اعمل صالحا ان اعمل عملا صالحا ترضاه وتقبله مني واصلح لي اولادي اني تبت اليك من ذنوبي واني من المقادين لطاعتك المستسلمين لاوامرك. ربي اوزعني ان اشكرك نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه واصلح لي في ذريتي اني تبت اليك فاني من المسلمين هذا دعاء من اجمع الادعية تعالي النفس تعالي الوالدين دعاء للذرية ما بقي شيء سبحان الله فعليك بهذا الدعاء احفظه وكرره وادعو به نعم اولئك الذين تقبل عنهم احسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في اصحاب الجنة. وعد الصدق الذي كانوا اولئك الذين تقبلوا من اولئك الذين تقبلوا عنهم احسن ما عملوا من الاعمال الصالحات. ونتجاوز عن سيئاتهم فلا نؤاخذهم بها وهم في جملة اهل الجنة هذا الوعد الذي وعدوا به وعد صدق سيتحقق لا محالة. والذي قال لوالديه والذي قال لوالديه اف لك ما تعدان ان اخرج وقد خلت القرون من قبل ولما ذكر جل وعلا مثالا للبار بوالديه ترغيبا في البر ذكر مثالا للعاق تنفيرا من العقوق فقال والذي قال لوالديه تبا لك ما اتعيدانني ان اخرج من قبره حيا بعد موتي وقد مضت القرون كثيرا ومات الناس فيها فلم يبعث احد منهم حيا ووالداه يطلبان الغوث من الله ان يهدي انهما للايمان ويقولان لابنهما هلاك لك ان لم تؤمن بالبعث فامن به ان وعد الله بالبعث حق لا نرية فيه فيقول هو مجددا انكاره للبعث ما هذا الذي يقال عن البعث الا منقول من كتب المتقدمين وما سطروه لا يثبت عن الله اولئك الذين حق عليهم القول في امم قد خلت من قبر من الجن والانس انهم كانوا مكية لكن الاية هذه مدنية عند جمع من اهل التفسير والله اعلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت خاسرين. اولئك الذين اوجب لهم العذاب في جملة امم من قبلهم امم من قبلهم من الجن والانس انهم كانوا خاسرين حيث خسروا انفسهم واهليهم بدخول النار ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم اعمالهم وهم لا يظلمون ولكلا الفريقين فريق الجنة وفريق السعير مراتب حسب اعمالهم. فمراتب اهل الجنة درجات عالية ومراتب اهل الناظر دركات وليوفيهم الله جزاء اعمالهم وهم لا وهم لا يظلمون يوم القيامة بنقص حسناتهم ولا بزيادة سيئاتهم. يعني الله سبحانه وتعالى عده ظاهر حتى في درجات اهل الجنة وفي دركات اهل النار مع ان اهل النار كلهم اعداء الله لكنه لا يعاملهم في العذاب بمعاملة واحدة ولكل درجات مما عملوا نعم ويوم يعرض الذين كفروا على النار اذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها. فاليوم ترجعون عذاب بما كنتم تستكبرون في الارض بغير الحق وبما كنتم تفسقون. ويوم يعرض الذين كفروا بالله وكذبوا رسله على النار ليعذبوا فيها قالوا لهم توبيخا لهم وتقليعا اذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بما فيها من الملذات. اما في هذا اليوم فتجزون العذاب الذي يهينكم ويدلكم بسبب تكبركم في الارض بغير الحق وبسبب خروجكم عن طاعة الله بالكفر والمعاصي من فوائد الايات بيان مكانة بر الوالدين في الاسلام خاصة في حق الام والتحذير من العقوق بيان خطر التوسع في ملاذ الدنيا لانها تشغل عن الاخرة. بيان الوعيد الشديد لاصحاب والفسوق واذكر اخادلوا الله اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم. واذكر ايها الرسول هودا اخا عاد في النسب. حين انذره قومه من وقوع عذاب الله عليه بمنازلهم بالاحقاب جنوب الجزيرة العربية وقد مضت الرسل منذرين قومهم قبل هود وبعده قائلين اقوامهم لا تعبدوا الا الله وحده ولا تعبدوا معه غيره اني اخاف عليكم يقوم عذاب يوم عظيم هو يوم القيامة قال له قوموا اجئتني تصرفنا عن عبادة الهتنا لن يكون لك ذلك. فاتنا بما تعبنا به من العذاب ان كنت صادقا فيما تدعيه ومن تجعلون قال انما علم وقف العذاب عند الله وانا لا اعلم وانا لاعلم لي به وانما انا رسول ابلغكم ما به اليكم ولكني اراكم قوما تجهلون ما فيه نفعكم فتتركونه وفي بركم فتأتونه فلما رأوا عرضا مستقبل اوديتهم قالوا هذا عارض بل هو ما استعجلتم بي ريح عذاب اليم. فلما جاءهم ما استعجلوا به من العذاب فرأوه سحابا معترظا في جهة من السماء. متجها لعودتهم قالوا هذا عارظ انه المطر قال لهم هود ليس الامر كما ظننتم من انه سحاب ممطركم بل هو العذاب الذي استعجلتموه فهو ريح فيها عذاب مؤلم تدمر كل شيء بامر ربنا فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم. كذلك نجزي القوم تدمر كل شيء مرت عليه مما مما امرها الله باهلاكه. فاصبحوا هلكى لا يرى الا بيوتهم التي كانوا يسكنونها على وجودهم فيها من قبل مثل هذا الجزاء المؤمن نجزي المجرمين المصرين على كفرهم ومعاصيهم ولقد مكنا في ماء مكناكم فيه وجعلنا لكم فيها وجعلنا لهم فيها سمع وماء وجعلنا وجعلنا لهم سمعا وابصارا وافئدة ما اغنى عنهم سمعوهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء. اذ كانوا يجحدون بآيات الله يحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. ولقد اعطيناهم قوم هود من اسباب التمكين ما لم نعطكم اياه. وجعلنا لهم اسماعا يسمعون بها وابصارا يبصرون بها وقلوبا يعقلون بها فما اغنت عنهم اسماعهم ولا ابصارهم ولا عقولهم من شيء فلم تدفع عنهم عذاب الله لما جاءهم اذ كانوا يكفرون بايات الله ونزل بهم ما كانوا يستهزئون به من العذاب الذي من العذاب الذي خوفهم منه نبيهم هود عليه السلام. ولقد املكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الايات لعلهم يرجعون. ولقد اهلكنا ما حولكم يا اهل مكة من القرى فقد اهلكنا عاد وثمود وقوم لوط واصحاب ابا مدين ونوعنا لهم الحجج والبراهين. رجاء يرجع عن كفرهم قربانا الهة بل ضلوا عنهم وذلك افكهم وما كانوا يفترون. فهلا الاصنام التي اتخذوها الية من دون الله يتقربون بها ويتقربون اليها بالعبادة والذبح لم تنصرهم قطعا بل غابت عنهم احوج ما اليه. وذلك واحوج ما كانوا اليها. فذلك كذبهم وافتراءهم الذي منوا به انفسهم ان هذه الاصنام تنفعهم وتشفع لهم عند الله الله من فوائد الايات لا علم للرسل بالغيب الا ما اطلعهم ربهم عليه من اغترار قوم هود حين ظنوا العذاب النازل فيهم مطرا فلم يتوبوا قبل مباغتتهم لهم قوة قوم عاد فوق قوة قريش ومع ذلك اهلكهم الله. العاقل من يتعظ بغيره والجار من يتعظ بنفسه واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حوروه قالوا انصتوا فلما قضي ولوا الى قوم منذرين واذكر ايها الرسول حين ارسلنا اليك فريق من الجن يستمعون القرآن المنزل عليك. فلما حضروا لسماعه قال بعضهم لبعض انصتوا حتى نتمكن من سماعه. فلما انهى الرسول صلى الله عليه وسلم قراءته رجعوا الى قومهم ينذرونه من عذاب الله ان لم يؤمنوا بهذا القرآن. قالوا يا قومنا انا سمعنا كتاب بل انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم قالوا لهم يا قومنا انا سمعنا كتابا انزلهم الله من بعد موسى مصدقا لما سبقوا من الكتب المنزلة من عند الله. هذا الكتاب الذي سمعنا يرشد الحق ويهدي الى طريق مستقيم وهو طريق الاسلام. يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم وينجركم من من عذاب اليم. يا قومنا اجيبوا محمدا صلى الله عليه وسلم. الى ما دعاكم اليه من الحق. وامنوا انه رسول من ربه اغفر لكم يغفر لكم ذنوبكم يغفر لكم ذنوبكم ويسلمكم من عذاب مزعج ينتظركم اذا لم تجيبوه الى ما دعاكم اليه من الحق تؤمنوا انه رسول من ربه ومن لا يجب داعية الله فليس بمعجز في الارض. وليس له من دون في ضلال مبين. ومن لا يجيب محمدا صلى الله عليه وسلم الى ما يدعوه اليه من الحق فلن يفوت الله فلن يفوت الله بالهضب في الارض وليس له من دون الله من اولياء ينقذونه من العذاب اولئك في ضلال عن الحق واضح. ويوم يعرض الذين او لم او ان الله الذي خلق السماوات والارض ولم يحي بخلقهن بقادر على ان يحيي الموتى بلى على كل شيء قدير اولم ير هؤلاء المشركون؟ المكذبون بالبعث ان الله الذي خلق السماوات وخلق الارض ولم يعجز من خلقهن ما عن ضخامتهن واتساعهن. قادر على ان يحيي الموتى للحساب والجزاء بلى انه لقادر على احيائهم انه سبحانه على كل شيء قدير. فلا فلا يعجزه فلا يعجز عن احياء الموتى ويوم يعرض الذين كفروا على النار انيس اذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون يعرض الذين كفروا بالله وبرسله على النار ليعذبوا فيها ويقال توبيخا لهم اليس هذا الذي تشاهدونه من العذاب حقا؟ ام انه كذب كما كنتم في الدنيا؟ قالوا بلى وربنا انه لحق. فيقال لهم ذوقوا العذاب بسبب كفركم بالله. فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كاملين انهم يوم يرون ما يوعدون ام يلبثوا الا ساعة من نار. فهل يهلك الا القوم الفاسقون فاصبر ايها الرسول على تكذيب قومك لك مثل ما صبر اولو العزم من الرسل. نوح وابراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام. ولا تستعجل لهم العذاب واهلك اولادهم واموالهم وللكافرين في كل زمان ومكان امثال تلك العقوبات. ذلك بان الله هو الذين امنوا وان الكافرين لا مولى لهم. ذلك الجزاء المذكور للفريقين لان الله ناصر الذين امنوا به. وان الكافرين لا ناصر لهم. من كأن المكذبين من قومك يوم يرون ما يوعدون من العذاب في الاخرة لم يكثوا في الدنيا الا ساعة من نهار لطول عذابهم. هذا القرآن نزلوا على محمد صلى الله عليه وسلم بلاغ كفاية للانس والجن فانه لا يهلك بالعذاب الا القوم الخارجون عن طاعة الله بالكفر والمعاصي. من فوائد الايات من حسن الادب الاستماع الى المتكلم والانصات له. سرعة ايجاء استجابة المهتدين من الجن الى الحق رسالة ترغيب الى الانس الاستجابة الى الحق تقتضي المسارعة في الدعوة اليه الصبر خلق الانبياء عليهم السلام. اية فيها دلالة على ان جن وهم من ذرية ابليس ان فيهم مسلمين ولم يطيعوا اباهم على الكفر والشرك وهذا فيه دلالة على ان وفيه ترغيب للانس انه اذا كان الجني وابوهم الضال هو الشيطان امنوا فانت اولى بك الايمان لان اباك ادم كان مؤمنا نبيا مكلما. نعم سورة محمد مدنية من مقاصد السورة تحريض المؤمنين على القتال تقوية لهم وتوهينا للكافرين بسم الله الرحمن الرحيم الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله اضل اعمالهم. الذين كفروا بالله وصرفوا الناس عن دين الله افضل الله اعمالهم والذين امنوا وعملوا الصالحات وامنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عن سيئاتهم واصلح والذين امنوا بالله وعملوا الاعمال الصالحات وامنوا بما نزله الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم فلا يؤاخذهم واصلح لهم شؤونهم الدنيوية والاخروية ذلك بان الذين كفروا اتبعوا الباطل وان الذين امنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس امثالهم ذلك الجزاء المذكور للفريقين هو بسبب ان الذين كفروا بالله اتبعوا الباطل وان الذين امنوا بالله وبرسوله اتبعوا الحق من ربهم فاختلف جزاؤهم فاختلف جزاؤهما الاختلاف في ايهما كما بين الله حكمه في الفريقين فريق فريق المؤمنين وفريق الكافرين يضرب الله للناس امثالهم فيلحق النظير فاذا لقيتم فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى اذا فشدوا الوثاق فاما منا بعد واما فداء حتى تظهر الحرب او زهرة ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكني بلو بعضكم ببعض. والذين قتلوا في سبيل الله فلن ان يضل اعمالهم. فاذا لقيتم ايها المؤمنون المحاربين من الذين كفروا فاضربوا رقابهم بسيوفكم واستدروا في قتالهم حتى حتى تكثروا قد فتستأصلوا شوكتهم. فاذا اكثرتم فيهم القتل فشدوا قيود الاسرى فاذا اسرتموهم فلكم الخيار حسب تقظيه المصلحة. بين عليهم باطلاق سراحهم دون مقابل او مفاجئة بمال وغيره بمال او غيره. واصلوا قتالهم واسرهم حتى تنتهي الحرب باسلام الكفار او معاداتهم. ذلك المذكور من ابتلاء المؤمنين بالكافرين تداولت الايام وانتصار بعضهم على بعض هو حكم الله ولو يشاء الله الانتصار من الكفار دون القتال لان انتصر منهم لكنه شرع الجهاد ليختبر بعضكم ببعض ويختبر من يقاتل من المؤمنين ولا ومن لا يقاتل ويختبر الكافر بالمؤمن فان قتل المؤمن فان قتل المؤمن دخل الجنة وان قتله المؤمن دخل هو النار والذين قتلوا في سبيل الله فلن يبطل اعمالهم. سيوفقهم لاتباع الحق في الدنيا ويصلح شأنهم ويدخلهم الجنة يوم القيامة بينها لهم باوصافها في الدنيا فعرفوها وعرفهم منازلهم فيها في الاخرة. يا ايها الذين امنوا بالله وعملوا بما شرع لهم ان تنصروا الله ان تنصروا الله بنصر نبيه ودينه وبقتال الكفار ينصركم بمنحكم الغلبة عليهم ثم يثبت اقدامكم في الحرب عند لقائهم. والذين كفروا واضل اعمالهم. والذين كفروا بالله وبرسوله فلهم الخسران والهاب وابدى الله ثواب اعمالهم ذلك بانهم كرهوا ما انزل الله فاحبط اعمالهم. ذلك العقاب الواقع بهم بسبب انهم كرهوا ما انزل الله على رسوله من القرآن لما فيه من توحيد الله فاحبط الله اعمالهم فخسروا في الدنيا فخسروا في الدنيا والاخرة. افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين امثالها افلم يسري هؤلاء المكذبون في الارض كيف كانت نهاية الذين كذبوا من قبلهم؟ فقد كانت نهاية مؤلمة فقد كانت نهاية مؤلمة دمر الله عليهم مساكنهم فاهلكهم نصر الله للمؤمنين مشروط بنصرهم لدينه ان الله يدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانار. والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الانام والنار مثوى اللوم. ان الله يدخل الذين امنوا بالله وبرسوله وعملوا الاعمال الصالحة جنات تجري من تحتها بقصورها واشجارها الانهار والذين كفروا بالله وبرسوله يتمتعون في الدنيا باتباع شهواتهم ويأكلون كما تأكل الانعام لا هم لهم الا بطونهم وفروجهم والنار يوم القيامة هي مستقرهم الذين يأوون اليه وكأي من من قرية اشد قوة من قرية التي اخرجت اهلكناهم فلا ناصر لهم. وكم من قرية من قرى الامم المتقدمة هي اشد قوة واكثر اموالا واولادا من مكة التي اخرج كاهل اهلها منا فاهلكناهم لما كذبوا كذبوا رسلهم فلا نصير لهم ننقذهم من عذاب الله لما جاءهم فلا يعجزنا اهلاك اهل مكة اذا افمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا اهواءهم هل من كان له برهان بين وحجة واضحة من ربه فهو يعبده على بصيرة. كمن كمن زين له الشيطان سوء عمله واتبعوا ما تمليه عليه اهواءه من الاصنام وارتكاب الاثام والترتيب بالرسل رئاس وانهار من لمن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين المصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالدون في النار وسقوما حميما فقطع امعاؤهم صفة الجنة التي وعد الله المتقين له بامتثال اوامره واجتناب نواهيه ان يدخلهم فيها انهار من ماء غير متغير ريحا ولا طعما بطول مكث وفيها انهار من لبن لم يتغير طعمه وفيها انهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل قد شفي من الشوائب ولهم فيها من كل انواع الثمرات ما يشاؤون ولهم فوق ذلك كله محو من الله لذنوبهم فلا يؤاخذهم بها هل يستوي من كان هذا جزاؤه مع من هو في النار لا يخرج منها ابدا وسقوا ماء شديد الحرارة. فقطع فقطع امعاء بطونهم من شدة حره ومنهم من يستمع اليك حتى اذا خرجوا من عندك قالوا للذين اوتوا العلم ماذا قال انفا اولئك الذين طمع الله على قلوبهم واتبعوا اهوائهم ومن المنافقين من يستمع اليك ايها الرسول سماعا لا قبول معه بل مع اعراب حتى اذا خرجوا من عندك قالوا للذين اعطاهم الله علما ماذا قال في حديثه قريبا منهم اعراضا اولئك الذين اولئك هم الذين ختم الله على قلوبهم فلا يصل اليها خير واتبعوا اهواءهم فاعمتهم على الحق. والذين اهتدوا وزادهم هدوا واتهم تقواهم والذين اهتدوا الى طريق الحق واتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم زادهم ربهم هداية وتوفيقا للخير والهمهم العمل بما يقيمهم من النار بما يقيهم من النار بغتة فقد جاء اشراطا. فهل ينتظر كفارا تأتيهم الساعة فجأة من غير سابقة من غير سابق علم لهم بها. فقد جاءت على مترى ومنها بعثته صلى الله عليه وسلم. وانشقاق فكيف لهم ان يتذكروا اذا جاءتهم الساعة فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلب لكم ومسرواكم. فايقن ايها الرسول انه لا معبود بحق غير الله. واطلب من الله المغفرة لذنوبك. واطلب المغفرة منه لذنوب المؤمنين وذنوب المؤمنات. والله يعلم تصرفكم في نهاركم ومن استقركم بليلكم لا يخفى عليه شيء من ذلك. من فوائد الايات اختصارهم اقتصار هم الكافر على التمتع الدنيا بالمتع الزائلة المقابلة بين جزاء المؤمنين وجزاء الكافرين تبين الفرق الشاسع بينهما ليختار العاقل ان يكون مؤمنا ويختار الاحمق ان يكون كافرا بيان سوء ادب المنافقين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. العلم قبل القول والعمل ويقول الذين امنوا لولا نزلت سورة فاذا سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون اليك ينظرون اليك نظر المغشية عليه من الموت فهنا لهم. ويقول الذين امنوا بالله متمنين ان ان ينزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم سورة تشتمل على على حكم القتال. هلا انزل الله سورة فيها ذكر القتال فاذا انزل الله جل وعلا سورة محكمة في واحكامها مشتملة على ذكر القتال رأيت ايها الرسول الذين في قلوبهم شك من المنافقين ينظرون اليك نظرا من غشي عليه من شدة كفر فتوعدهم الله بان ادابهم قد وريهم وقرب منهم بسبب النكوص عن القتال والخوف منه طاعته وقول معروف. فاذا عزم الامر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم. اي يطيعوا امر الله وان يقولوا قولا معروفا لا نكر فيه خير لهم. فاذا فرض القتال وجد الجد فلو صدقوا الله في ايمانهم به وطاعتهم له لكان خيرا من النفاق وعصيان اوامر الله. فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم ويغلب على حالكم ان اعرضتم عن الايمان بالله وطاعته انكم تفسدون في الارض بالكفر والمعاصي وتقطعون اواصر الرحم كما كانت حالكم في الجاهلية اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم وما ابصارهم. اولئك المتصفون بالافساد في الارض وتقطيع الارحام هم الذين ابعدهم الله عن رحمته فصم اذانه عن سماع حقه سماع قبول واذعان واعمى ابصارهم عن ابصاره ابصارا اعتبار افلا يتدبرون القرآن على قلوبهم اقفالها. فهلا تدبر هؤلاء المعرضون القرآن وتأملوا ما فيه فلو تدبروه لدلهم على كل خير وابعدهم عن كل شر. ام على قلوب هؤلاء اقوالها قد احكم اغلاقها فلا تصل اليها موعظة ولا تنفعها ذكرا ان الذين ارتدوا على ادبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم واملالهم. ان الذي ارتدوا عن ايمانهم الى الكفر والنفاق من بعد ما قامت عليهم الحجة وتبين لهم صدق النبي صلى الله عليه وسلم. الشيطان هو الذي زين لهم الكفر والنفاق وسهله لهم ومناهم بطول امل ذلك بانهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الامر والله يعلم اصرارهم. ذلك الاضرار الحاصل بسبب انهم قالوا سرا للمشركين الذين كرهوا ما نزل الله على رسوله من الوحي سنطيعكم في بعض الامل كالتثبيت عن القتال والله يعلم ما يسرونه ويخفونه لا يخفى عليه شيء في ظهر ما شاء منه فيظهر ما شاء منه لرسوله صلى الله عليه وسلم اذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وادبارا. فكيف ترى ما هم فيه من العذاب والحال والحال الشنيعة؟ التي هم عليها اذا قبضت ارواحهم الملائكة الموكلون بقبض ارواحهم يضربون وجوههم ادبارهم بمقامها بمقامع الحجيج ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه فاحبط اعمالهم. ذلك العذاب بسبب انهم اتبعوا كل ما اغضب الله عليهم من الكفر والنفاق ومحادة الله ورسوله وكرهوا ما يقربه من ربهم ويحل عليهم رضوانه. من الايمان بالله واتباع رسوله فابطل اعمالهم. ام الذين في قلوبهم مرض الا يخرج الله اضوانهم هل يظن الذين في قلوبهم شك من المنافقين ان لن يخرج الله احقادهم ويظهرها؟ ليخرجنها بالابتلاء بالمحن ليتميز صادق الايمان من الكاذب ويتضح المؤمن ويفتضح المنافق من فوائد الايات التكليف بجهاد في سبيل الله يميز المنافقين من صف المؤمنين اهمية تدبر كتاب الله وخطر الاعراض يعني الافساد في الارض وخطر الارحام من اسباب قلة التوفيق والبعد عن رحمة الله تعرفن انهم في محن القول والله يعلم اعمالكم ولو نشأوا تعريفك ايها الرسول المنافقين لعرفناك هم فلا عرفتهم بعلاماتهم وسوف تعرفهم باسلوب كلامهم والله يعلم اعمالكم لا يخفى عليه منها شيء وسيجازيكم عليها ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ولنختبرنكم ايها المؤمنون بالجهاد وقتال الاعداء والقتل حتى نعلم المجاهدين منكم في سبيل في سبيل الله والصابرين منكم على قتال اعدائك. ونختبركم فنعرف الصادق منكم والكاذب. ان الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين يوم الهدى لن يضر الله شيئا وسيحبط اعمالهم. ان الذين كفروا بالله وبرسوله وصدوا عن دين الله بانفسهم وصدوا عنه غيرهم وخالفوا رسوله وادوه من بعد ما تبين انه نبي. لن يضروا الله شيئا وانما يضرون انفسهم فسيبطل الله ما لهم يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول ولا تبطلوا اعمالكم. يا ايها الذين امنوا بالله وعملوا بما شرع واطيعوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول بان تمتثلوا امرهما وتجتنبوا نهيهما ولا تبطلوا اعمالكم بالكفر والرياء وغير ذلك. ان الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم. ان الذين كفروا بالله وصاروا انفسهم وصرفوا الناس عن دين الله ثم ماتوا على كفرهم قبل التوبة فلن يتجاوز الله عن ذنوبهم بسترها بل سيؤاخذهم بها ويدخلهم النار خارجين فيها ابدا فلا تهنوا وتدعوا الى السلم وانتم الاعلون. والله معكم ولن يتركم اعمالكم. فلا تضعفوا ايها المؤمنون عن مواجهة عدوكم وتدعوهم الى الصلح قبل قبل ان يدعوكم اليه. وانتم القاهرون غالبون لهم والله معكم بنص وتأييد ولن ينقصكم من ان ينقصكم من ثواب اعمالكم شيئا بل يزيدكم من بل يزيدكم منا منه وفضلا انما الحياة الدنيا لعب ولهم. وان تؤمنوا وتتقوا يؤتكم اجوركم ولا يسألكم اموالكم. انما الحياة الدنيا لعبوا له فلا ينشغل بها عاقل عن العمل لاخرته. وان وان تؤمن بالله ورسوله وتتقوا الله بامتثال اوامره وافتننا بنواهيه. يعطيكم ثواب اعمال كاملا غير منقوص ولا يطلب منكم اموالكم كلها وانما يطلب منكم الواجب من الزكاة ان يسألكم الله فيخفيكم تبخلوا واخرجوا ان يكن منكم جميعا اموالكم في طلبها منكم تبخلوا بها ويخرج ما في قلوبكم من كراهية الانفاق في سبيله وترك طلبها منكم رفقا بكم. ها انتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الا فمنكم من يبخل ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه. والله غني عن فقراء وان تتولوا يستبدلوا قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم. ها انتم هؤلاء تدعون لتنفقوا جزءا من اخوانكم في سبيل الله ولا يطلب منكم انفاق اموالكم كلها فمنكم من يمنع الانفاق المطلوب بخلا منه ومن يبخل بانفاق جزء من ماله في سبيل الله وانما يبخل الواقي على نفسك بحرمانها ثواب الانفاق. والله غني فلا يحتاج الى انفاقكم وانتم الفقراء اليه. وان ترجعوا عن الاسلام بالكفر يهلككم ويأتي بقوم بقوم غيركم ثم لا يكونوا امثالكم. بل يكونوا مطيعين له من فوائد الايات سرائر المنافقين وخبثهم يظهر على قسمات وجوههم واسلوب كلامهم. الاختبار سنة الالهية لتمييز المؤمنين من المنافقين. تأييد الله لعباده بالنصر والتسديد من رفق الله بعباده انه لا يطلب منهم انفاق كل اموالهم في سبيل الله سورة الفتح مدنية من مقاصد السورة تبشير النبي والمؤمنين بالفتح والتمكين بسم الله الرحمن الرحيم انا فتحنا لك فتحا مبينا. انا فتحنا لك ايها الرسول فتحا مبينا بصلح الحدية ليغفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ليتم نعمته عليك ونبيك صراطا مستقيما. يغفر لك الله ما تقدم من قبل هذا الفتح من ذنبك وما تأخر بعده ويكمل نعمته عليك بنصر دينك وبيهديك طريقا مستقيما لا عجاد فيه وهو طريق الاسلام المستقيم وينصرك الله نصرا عزيزا. وينصرك الله على اداءك نصرا عزيزا لا يدفعه احد. هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ان يزدادوا ايمانا مع ايمانهم ولله جنود السماوات والارض وكان الله عليما حكيما. الله هو الذي انزل الثبات الله هو الذي انزل الثبات والطمأنينة في قلوب المؤمنين يزداد ايمانهم بعن ايمانهم ولله وحده جنود السماوات والارض يؤيد بها من يشاء من عباده. وكان الله عليما لعباده فيما يجريه من نصر وتأييد وكان ذلك عند الله فوزا عظيما. يدخل المؤمنين بالله وبرسولهم والمؤمنات جنات تجري الانهار من تحت قصورها واشجارها عنهم سيئاتهم فلا يؤاخذهم بها وكان ذلك المذكور من نيل المطلوب هو الجنة ويبعاد المرفود وهو المؤاخذة بالسيئات عند الله فوزا عظيما لا يدانيه الفوز ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات عليهم السوء غضب الله عليهم ولعنه معدلهم جهنم ويعلم المنافقين والمنافقات ويعذب المشركين بالله والمشركات الظالين الا انه لا ينصر دينه ولا يعلي كلمة فعادت دائرة العذاب عليهم. وغضب الله عليهم بسبب كفرهم وظنهم سيء وطابدهم من رحمته. واعد لهم في الاخرة جهنم يدخلونها خالدين فيها ابدا وساءت جهنم مصيرا يرجعون اليه. اي ولله جنود السماوات والارض وكان الله عزيزا حكيما. ولله جنود السماوات والارض يؤيد بها من يشاء من عباده وكان الله عز وجل لا يغالب احد حكيما في خلقه وتقديره وتدبيره. انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ان بعثك ايها الرسول شاهدا تشهد على امتك يوم القيامة مبشرا بالمؤمنين بما اعد لهم في الدنيا من النصر والتمكين وبما اعد لهم في الاخرة من النعيم ومخوفا بما عدلهم في الدنيا من الذلة والمهانة من الذلة والهزيمة على ايدي المؤمنين وبما اعد في الاخرة من العذاب الاليم الذي ينتظرهم لتؤمنوا بالله ورسوله وتعذروا وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا. رجاء ان تؤمنوا بالله وتؤمنوا برسوله وتعظموا رسوله وتجلوه وتسبح الله اول النهار واخره من فوائد الايات ببداية فتح عظيم على الاسلام والمسلمين. السكينة اثر من اثار الايمان تبعث على الطمأنينة والثبات خطر ظن السوء بالله فان الله يعامل الناس حسب ظنهم به سبحانه. وجوب تعظيم وتوقير رسول الله صلى الله عليه وسلم. احسنت بارك الله الله فيك في قوله لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه فيه لف ونشر فتعزروه راجع الى اقرب مذكور وهو الرسول صلى الله عليه وسلم بمعنى اي تقوم به تقويته ونصرته وتوقروه هذا ايضا راجع الى النبي صلى الله عليه وسلم. واما وتسبحوه بكرة واصيلا فهي راجعة الى الله تعالى وحده لا شريك له نسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اه السؤال يقول كيف اعرف تفسير كلمة استوى بمعنى علا وارتفع واستوى بمعنى قصد