بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين فالصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال ابن خزيمة علينا وعليه رحمة الله باب ذكر وجوب الوضوء من الريح الذي يسمع ام صوتها بالاذن او يوجد رائحتها بالانف. هذا التبويب بديع جدا حينما قال باب ذكر وجوب الوضوء اي يجب الوضوء على من احدث ومن ذلك شيء من السبيلين. باب ذكر وجوب الوضوء من الريح الذي يسمع صوتها بالاذن. اي ان الريح قد يكون له صوت واسمع بالاذن او يوجد رائحتها بالانف توجد الرائحة الكريهة اعزنا الله واياكم بطاعته. وكفانا الله وايات معصيته. هذا تبويب جميل ونستطيع ان نبوب عليه باب الدليل على ان من تيقن الطهارة ثم شك في الحدث فله ان يصلي بطهارته تلك على قاعدة اليقين لا يزول بالشك واختيارنا للتبويب مما يدلنا على الجهد الذي بذله اهل العلم حينما صنفوا مصنفاتهم على ابواب الفقه لانه يحتاج ان ينظر في فقه الحديث ثم ينظر في اين يضعه ثم ينظر ماذا يبوب له. فجزاهم الله خير جزاء على ما بذلوه لامة الاسلام قال ابن خزيمة حدثنا احمد بن عبد الضبي عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي. وهكذا ابن خزيمة يسوق الراوي كاملا ثم قال وحدثنا ابو بكر الواسطي قال حدثنا خالد يعني ابن عبد الله كلاهما عن سهيل يعني وخالد بن عبد الله وهو الطحان. كلاهما عن سهيل وهو سهيل ابن ابي صالح عن ابيه اللي هو ابو صالح وهو السمان وسهيل ثقة في عام اربع وثلاثين ومئة وآآ ابو صالح الذكوان ابو صالح في عام احدى ومئة. عن ابي هريرة وصالح ابو صالح ذكران قصته معروفة كان اماما كان مؤذنا في مسجد ونقل ذلك ابن نقل ذلك للاعمش انه تأخر امام المسجد فصلى بهم يقول فما كاد يجيزها من شدة بكائه اذا يقول عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا وجد احدكم في بطنه شيئا اي من المرض او القرقرة او شيء. فاشجل اي التبس خرج منه شيء او لم يخرج وهذا من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للاستشكال. ما معناه فاشكل خرج منه شيء او لم يخرج اي خرج منه شيء من الحدث اي صار عنده مسجدا خروج شيء او عدم خروج الشيء. لان الانسان قد يحصل في بطنه شيء او حركة في احد الموضعين فيظن انه خرج منه شيء قال فلا يخرجن فلا يخرجن حتى يسمع صوتا اي صوتا باي شيء بالاذن او يجد ريحا اي ريحا كريهة يشمها بالانف. ومعنى هذا اي حتى يتيقن وجود الحدث. وقوله فلا يخرجن لماذا؟ لان المتيقن اذا تيقن انه على طهارة فلا تذهب طهارته بالشرك والى القاعدة المتيقن لا يبطله الشرك. المتيقن لا يطيل الشرك لما اورده قال هذا حديث خالد ابن عبد الله لانه قد روى الحديث من طريق الدراوردي ومن طريق خالد ابن عبد الله فهذا اللفظ هو لفظ خالد بن عبد لا الطحان. هذا الحديث ممن شرحه البغوي في شرح السنة. والكتاب البغوي من الشروح العظيمة فيقول البغوي معنى حتى يسمع صوتا يقول حتى يتيقن الحدث. لا ان سماع الصوت او وجود الريح شرط. قد يكون اصم لا يسمع الصوت وقد يكون اخشى لا يجد الريح وينتقض طهره اذا تيقن الحدث. فاذا تيقن الحدث خلاص يكفي ولا يشترط السماع والشم. المهم انه تيقن الحدث وقال المازري في الحديث دليل على ان الريح الخارجة من احد السبيلين توجد توجب الوضوء يعني هذا اخذ من هذا الحديث. ونحن لدينا ادلة اخرى لكن حتى نتعلم كيفية استنباط الاحكام من الادلة وقال اصحاب ابي حنيفة خروج الريح من القبل لا يوجب الوضوء. طبعا وهل تخرج الريح من القبل؟ الجواب لا. لا تخرج الريح من وقد توجد تجعدات عند المرأة تخرج يسمع الصوت لكن لا ريح يخرج من قبل المرأة وفيه دليل على ان اليقين لا يزال بالشك في شيء من امر الشرك فهذا الخاص هنا عام دليل على ان اليقين لا يزال بشك في شيء من الشر وهذا هو قول عامة اهل العلم. اذا هذا الحديث هو من الاحاديث التي رواها ابو هريرة عن ابي هريرة ابو صالح وعن ابي صالح سهيل. وهنيئا لسهيل ابن ابي صالح سمان ابو ابو يزيد المدني الثقة المتوفى عام ثمانية وثلاثين ومئة. هنيئا له انه يروي علم ابيه. فقد جمع برين برا بابيه وبرا ثم اذ نقل هذا العلم وهذا النوع من رواية الابن عن ابيه. وابو هريرة هو احفظ من روى الحديث في عصره ابو هريرة احفظ من روى الحديث في بصره. طبعا الحديث جاء في صحيح مسلم بلفظ لوجد احد في بطنه شيئا فاشكل عليه اخرج منه شيء ام لا؟ فلا يخرجن من المسجد. هكذا لفظة الامام مسلم والمراد بالمسجد في صحيح مسلم المراد محل صلاته. اي لا ينصرف من موضع صلاته لاجل الوضوء. لان المتيقن لا يطول الشك كما هي قاعدة. قال الطيبي شارحا هذا قال هذا يوهم ان حكم غير المسجد بخلاف المسجد لكن اشير به الى ان الاصل ان يصلي المؤمن التقي في المسجد لانه مكان الصلاة ومعدنها وكان من هو خارج منه خارج من حكم المصلي مبالغة يقول الطيبي فعلى المؤمن ملازمته والمواظبة على اقامة الصلوات مع الجماعة. طبعا الانسان لما يواظب على الصلاة في المساجد يعني ينوي نيات منها تحقيق هذه الشريعة واستجابة لامر الله وامر النبي صلى الله عليه وسلم. ومنها تفقد الاخوان وحقيقة هذه المساجد نور وخير وبركة وصوت الاذان الذي نسمعه في الصلوات هو دعوة عظيمة الى دين الله تعالى. نحن الان لما سكنا في بلاد بعيدة يعني يشق علينا انكار المنكر في بعض المواطن. ولكن الحمد لله لما نسمع الاذان فهو حجة الله على الجميع فعلى الانسان ان يعظم المساجد وان يحظرها وان تكون علاقته طيبة بائمة التاجر والمصلين يتناصح معهم لا سيما من هو مثلنا فعليه ان ينصح الائمة وان يتواصى معهم وان ينصر المسلمين الذين يصلون في المساجد لاجل تكفير الجماعات ولاجل احياء هذه الشعيرة. وعمارة المساجد بحضور الصلاة فيها والعبادة فيها وتعليم اهلها ولذلك ينبغي على كل انسان ان يكون له دور في هذه المساجد معلما فيها العلم او متعلما العلم او مرشدا اهلها يتفقد الانسان اخوانه ذهابا وايابا مسلما عليهم. متحببا لاخوانه المؤمنين. ناصحا لهم موجها اياهم. نسأل الله ان يرحم ابن خزيمة الذي نقرأ كتابه ونسأل الله تعالى ان يرحم علماء المسلمين الذين البحر وقطعوا القصر حتى بلغوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الارض اجمعين ثم خلفت من بعد ذلك خلوف نقلوا لنا هذا العلم حتى وصل الينا سالما محفوظا وعلى كل انسان ان يؤدي دوره في تعلم الحديث وتعليمه ونشره وبثه بين الانام. فان تعليم العلم من اعظم القربات التي يتقرب بها الى الله. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته