بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله في كتابه فتح المجيد شرح كتاب التوحيد في باب قول الله تعالى يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية قال نقلا عن الامام ابن القيم رحمه الله تعالى قال ومن ظن بالله ان له ولدا او شريكا او ان احدا يشفع عنده بدونه بدون اذنه او ان بينه وبين خلقه وسائط يرفعون حوائجهم اليه او انه نصب لعباده اولياء من دونه يتقربون بهم اليه ويتوصلون بهم اليه ويجعلونهم وسائط بينه وبينهم فيدعونهم ويحبونهم كحبه ويخافونهم ويرجونهم فقد ظن بالله اقبح الظن واسوأه. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على عبده ورسوله اما بعد في قوله تعالى يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية من ذلك انه سبحانه جعل بينه وبين خلقه كما يزعمون وسائط يرفعون حوائجهم الى الله سبحانه وتعالى ويشفعون عنده فقد ظن بربه غير الحق ظن الجاهلية فان الله سبحانه وتعالى لم يجعل بينه وبين خلقه وسائط يرفعون حوائجهم الى الله بل انه سبحانه وتعالى شرع لهم ان يرفعوا حوائجهم الى الله مباشرة بدون وسائط وانما هذا من ظن غير الحق ومن ظن الجاهلية والجاهلية خلاف الاسلام نعم ومن ظن به انه ينال ما عنده بمعصيته ومخالفته كما يناله بطاعته والتقرب اليه فقد ظن به خلاف حكمته وخلاف موجب اسمائه وصفاته وهو من ظن السوء كذلك من ظن لله سبحانه وتعالى انه ينال ما عنده بمعصيته ومخالفة امره فقد ظن به ظن الجاهلية فانه لا ينال ما عنده الا بطاعته وامتثال امره واجتناب نهيه فان ذلك هو السبيل الى نيل المطلوب من الله سبحانه وتعالى نعم ومن ظن به انه اذا ترك شيئا من اجله لم يعوضه خيرا منه او من فعل شيئا لاجله لم يعطه افضل منه فقد ظن به ظن السوء كذلك من ظن بالله سبحانه وتعالى انه لا يعوض من ترك شيئا من اجله ان يعوضه الله خيرا منه فانه قد ظن بالله ظن الجاهلية ظن السوء ظن الجاهلية فانه سبحانه من ترك شيئا من اجله فانه ينال من الله احسن مما ترك او اكثر مما ترك نعم ومن ظن به انه يغضب على عبده ويعاقبه ويحرمه بغير جرم ولا سبب من العبد الا بمجرد المشيئة ومحض الارادة فقد ظن به ظن السوء نعم من ظن انه يحجب عبده اه مطالبه ولا يعطيه من غير سبب من العبد وانما من عند الله سبحانه وتعالى انه يحجب عباده ولا يجيبهم لما طلبوا فقد ظن بالله ظن السوء ظن الجاهلية ومن ظن به انه اذا صدقه في الرغبة والرهبة وتضرع اليه وسأله واستعان به وتوكل عليه انه يخيبه ولا يعطيه ما سأله فقد ظن به ظن السوء وظن به خلافا ما هو اهله نعم كذلك من ظن ان الله سبحانه وتعالى لا يجيب ابدأوا اذا اقبل عليه صادقا بالدعاء والتقرب اليه وقد ظن بالله ظن السوء ظن الجاهلية فانه سبحانه وتعالى اخبر آآ ان من جاءه يمشي جاهه هرولة ومن دعاه صادقا مخلصا اجابه الى ما طلب وزاده من فضله فانه سبحانه قريب مجيب يعطي العبد ما سأل واكثر مما سأل فظلا منه سبحانه وتعالى. نعم ومن ظن به انه يثيبه اذا عصاه كما يثيبه اذا اطاعه وسأله ذلك في دعائه فقد ظن به خلاف ما تقتضيه حكمته وحمده وخلاف ما هو اهله وما لا يفعله كذلك من انواع الظن بالله غير الحق ظن الجاهلية هذه المسألة نعم. ومن ظن به انه اذا اغضبه واسخطه واوضع في معاصيه ثم اتخذ من دونه اولياء ودعا من دونه ملكا او بشرا حيا او ميتا يرجو بذلك ان ينفعه عند ربه ويخلصه من عذابه فقد ظن به ظن السوء وذلك زيادة في بعده من الله وفي عذابه نعم كذلك من سوء الظن بالله عز وجل ومن ظن الجاهلية انه اذا فالعبد عصى ربه وخالف امره انه ينال مغفرة الله ورحمته فقد ظن بالله ظن السوء واما الجاهلية فانه لا يعطي فظله ونعمته الا لمن اطاعه واتقاه وتقرب اليه بما شرعه له وحده له من اسباب الاجابة ومن اسباب الفضل من الله جل وعلا فاكثر الخلق بل كلهم الا من شاء الله يظنون بالله غير الحق وظن السوء فان غالب بني ادم يعتقد انه مبخوث الحق ناقص الحظ وانه يستحق فوق ما شاءه الله واعطاه ولسان حاله يقول ظلمني ربي ومنعني ما استحقه وكذلك اذا ظن بربه انه يمنعه مما يريد وما يطلب فانه ظن بربه ظن السوء ظن الجاهلية فان من احسن الظن بالله وتضرع اليه واطاعه زاده خيرا مما يطلب واعطاه اكثر مما يريد تفظلا منه سبحانه وتعالى نعم. فاكثر الخلق بل كلهم الا من شاء الله يظنون بالله غير الحق وظن السوء فان غالب بني ادم يعتقد انه مبخوس الحق ناقص الحظ وانه يستحق فوق ما شاءه الله واعطاه ولسان حاله يقول ظلمني ربي ومنعني ما استحقه ونفسه تشهد عليه بذلك وهو بلسانه ينكره ولا يتجاسر على التصريح به نعم كذلك من مواقف العباد مع ربهم سبحانه وتعالى انه لا يعطيهم ما يستحقون وانه يمنع فضله عنهم وانه وانه وهذا من سوء الظن بالله ومن ظن الجاهلية ومن فتش نفسه وتغلغل في معرفة طواياها رأى ذلك فيها كاملا كمونا النار في الزناد فاقدح زناد من شئت ينبئك شراره عما في زناده ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعنتا وتعتبا على القدر. وملامة له واقتراحا عليه خلاف ما جرى به نعم كل هذا في ابن ادم كامن في نفسه اذا لم يوفق لمعرفة قدر ربه وفضله واحسانه وحبه الخير لعباده وانما عباده هم الذين يبتعدون عن الله بذنوبهم ومعاصيهم ولو انهم تابوا الى الله وانابوا وتقربوا الى الله لوجدوا عنده الخير الكثير الذي لا ينفد وكل يعامله الله سبحانه وتعالى بحسب ما في نفسه من النية والظن بالله غير الحق. نعم ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعنتا وتعتبا على القدر وملامة له واقتراحا عليه خلاف ما جرى به وانه كان ينبغي ان يكون كذا وكذا ومستقل ومستكثر وفتش نفسك هل انت سالم من ذلك فان تنجو منها تنجو من ذي عظيمة والا فاني لا اخالك ناجيا نعم فتش نفسك مع الله سبحانه وتعالى هل انت مقبل على الله راغب بما عنده مصدق بوعده ووعيده او انك تتلوم على الله وتظن بالله غير الحق ظن الجاهلية وانه حرمك فظله وفضل واحسانه من غير سبب من نفسك فتش نفسك هل انت سالم فان تنجوا منها تنجو من ذي عظيمة والا فاني لا يخالك ناجيا. نعم فليعتني اللبيب الناصح لنفسه بهذا الموضع وليتب الى الله ويستغفره في كل وقت من ظنه بربه ظن السوء وليظن السوء بنفسه التي هي مادة كل سوء ومنبع كل شر المركبة على الجهل والظلم فهي اولى بظن السوء من احكم الحاكمين. واعدل العادلين. وارحم الراحمين الغني الحميد الذي له الغنى التام والحمد التام والحكمة التامة. نعم فتش نفسك وموقفك مع الله سبحانه وتعالى هل انت معترف بذنوبك وتقصيرك بحق الله وان الله سبحانه وتعالى لم يؤاخذك بكل ما يستحق او انك كامل في نفسك مع الله سبحانه وتعالى لم تقصر في شيء وهذا امر يجب التفطن له ان العبد يحاسب نفسه مع الله سبحانه وتعالى وكيف كان موقفها مع ربها عز وجل وليتب الى الله ويستغفره في كل وقت من ظنه بربه ظن السوء وليظن السوء بنفسه التي هي مادة كل سوء ومنبع كل شر المركبة على الجهل والظلم. اي نعم يلقي العبد الصادق هذه الملامات وهذه المعاتبات على نفسه سبحانه على نفسه هو وينفيها عن الله سبحانه وتعالى فان الله جل وعلا قريب مجيب سمعوا الدعاء يحب عفو يحب العفو عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون سبحانه وتعالى فموقف العبد هو موضع الملامة وموضع الانتقاد واما الله جل وعلا فانه قريب مجيب من عباده من اتاه يمشي اتاه هرولة فانه قريب مجيب يسرع في برحمة عباده وقضاء حوائجهم وتفريج كرباتهم وهذا شيء مشاهد ومعروف من دع لله سبحانه وتعالى وفعل عباده معه. نعم وليظن السوء بنفسه التي هي مادة كل سوء ومنبع كل شر المركبة على الجهل والظلم فهي اولى بظن السوء من احكم الحاكمين واعدل العادلين وارحم الراحمين. الغني الحميد الذي له الغنى التام والحمد التام والحكمة التامة المنزه عن كل سوء في ذاته وصفاته وافعاله اسمائه فداته لها الكمال المطلق من كل وجه وصفاته كذلك وافعاله كلها حكمة ومصلحة ورحمة وعدل واسماؤه كلها حسنا. نعم اسماء الله كلها حسنى ولله الاسماء الحسنى قال الله جل وعلا ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون فعليك ان تتقرب الى الله جل وعلا باسمائه وصفاته وان تتوسل اليه بها وان تدعوه بها فانه قريب مجيب فتح لك الباب ويسر لك الاسباب وحثك على انقاذ نفسك وان جاءها من مواطن العطب والهلك نعم. فلا تظن بربك ظن سوء فان الله اولى بالجميل ولا تظن بنفسك قط خيرا فكيف بظالم جان جهولي اي نعم فعليك ان تلقي بالملامة على نفسك وان تعرف فضل الله سبحانه وتعالى عليك واقباله عليك اذا اقبلت عليه فانه قريب مجيب سميع الدعاء قاضي الحاجات فارج الكربات مجيب الدعوات. نعم فلا تظن بربك ظن سوء فان الله اولى بالجميل ولا تظن بربك ظن سوء فان الله اولى بالجميل اولى منك بالجميل فانت الذي تبتعد عن الله وتخالف اوامره ومع هذا ترجو او تطمع في ان يعطيك الله ما تريد منه وانت لا تعطي الله جل وعلا ما يريده منك من طاعته ومحبته والاقبال عليه وكل ذلك لحظ نفسك اما الله جل وعلا فانه غني عنك ان تكفروا انتم ومن في الارض جميعا فان الله لغني حميد نعم ولا تظن بنفسك قط خيرا. فكيف بظالم جان جهولي؟ لا تظن بنفسك قط خيرا لمن؟ جاء من جهوا لهذه صفاتك هذه صفاتك مع ربك فعليك ان تعترف بذلك وان تتوب الى الله مما يحوك فيها من الظنون والهواجس والوساوس التي يلقيها شياطين الانس والجن عليك ليبعدوك عن الله سبحانه وتعالى. نعم. وقل يا نفس مأوى كل سوء ايرجى الخير من ميت بخيل نعم صف نفسك بذلك انها اه ميتة بخيلة واظن بربك انه قريب مجيب وان فظله واسع كريم هذا الذي يجب عليك مع نفسك ومع اه ربك وظن بنفسك السوء تجدها. كذاك وخيرها كالمستحيل وما بك من تقى فيها وخير فتلك مواهب الرب الجليل نعم ما رزقك الله من تقى وحسن ظن بالله هو جميل مع الله فانه من فظله واحسانه عليك واما نفسك فانها امارة بالسوء كما قال تعالى ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي. نعم وما بك من تقى فيها وخير فتلك مواهب الرب الجليل وليس لها ولا منها ولكن من الرحمن فاشكر للدليل. اي نعم ما كان فيك من خير فهو من الله وما بكم من نعمة فمن الله وما بكى ما بك من سوء وبعد عن الله فانه من نفسك ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك وارسلناك للناس رسولا كما قال الله جل وعلا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم. نعم. انتهى كلام ابن القيم قوله الظانين بالله ظن السوء قال ابن جرير في تفسيره ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء الظانين بالله انه لن ينصرك واهل الايمان بك على اعدائك ولن يظهر كلمته فيجعلها العليا على كلمة الكافرين به وذلك كان السوء من ظنونهم التي ذكرها الله في هذا الموضع. الظانين بالله غير الحق ظن الجاهلية هذا من ظنونهم بالله سبحانه وتعالى انه لا ينصرهم انه لا يرزقهم انه لا يتقبلوا دعاءهم وهذا من وساوس شياطين الانس والجن الذين يريدون ان يباعدوا عباد الله عن ربهم وفضله واحسانه نعم. يقول تعالى ذكره على المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الذين ظنوا هذا الظن عليهم دائرة السوء يعني دائرة العذاب تدور عليهم به. نعم فهذا نتيجة ظنونهم بالله سوء ظنهم بالله عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا. نعم. واختلف القراء في قراءة ذلك فقرأ عامة قراء الكوفة دائرة السوء بفتح السين وقرأ بعض قراء البصرة دائرة السوء بالضم. وكلاهما صحيح السوء والسوء نعم. وكان الفراء يقول الفتح افشى في السين وقل ما تقول العرب دائرة السوء بضم السين اي نعم الفرة من ائمة اللغة يقول غالب غالب العرب على الثوب الفتح نعم وقوله وغضب الله عليهم يعني ونالهم الله بغضب منه ولعنهم. يقول وابعدهم فاقصاهم من رحمته واعد لهم جهنم. يقول واعد لهم جهنم يصلونها يوم القيامة وساءت مصيرا. يقول وساءت جهنم منزلا يصير اليه هؤلاء المنافقون والمنافقات والمشركون والمشركات. ظنين بالله غير الحب ظن الجاهلية نعم. قال العماد ابن كثير رحمه الله ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء ان يتهمون الله في حكمه ويظنون بالرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه ان يقتلوا ويذهبوا بالكلية. ولهذا قال تعالى عليهم دائرة السوء. نعم الذين يظنون بالله انه لا ينصر اولياءه ولا يحميهم من كيد اعدائهم هؤلاء ظنوا بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء فما ظنوه واقع بهم نعم وذكر في معنى الاية الاخرى نحوا مما ذكره ابن جرير رحمهما الله تعالى قوله قال ابن القيم رحمه الله الذي ذكره المصنف في المتن قدمته لاندراجه في كلامه الذي سقته من اوله الى اخره قال المصنف رحمه الله فيه مسائل الاولى تفسير اية ال عمران وهي يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية. تفسيرها يظنون انه لا ينصر اولياءه وانه يتخلى عنهم عنهم وانهم وانهم نعم المسألة الثانية تفسير اية الفتح وهي؟ وهي الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء. نعم جزاء على ما ظنوه بالله سبحانه وتعالى نعم. الثالثة الاخبار بان ذلك انواع لا تحصر اي نعم اه ان هذا هذه هذه المفاسد التي جنوها على انفسهم بسبب سوء ظنهم بالله عز وجل انها لا تحصر. نعم. الرابعة انه لا يسلم من ذلك الا من عرف الاسماء والصفات وعرف نفسه لا يسلم من ذلك الا من عرف اسماء الله وصفاته الكريمة وعرف صفات نفسه. نعم والحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واصحابه اجمعين