في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه. يسبح له في غاب الغدو والاصال. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة. يخافون يوما تقلب فيه القلوب والابصار ليجزيهم الله احسن ما ويزيدهم من فضله. والله يرزق من يشاء بغير بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين اه نبتدأ درس هذه الليلة بكتاب الرغبة الاصفهاني في فصل في كيفية بيان القرآن. تفضل شيخ عبد الله. احسن الله اليكم. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا قال الامام الراغب رحمه الله تعالى فصل في كيفية بيان القرآن اعترض بعض الناس فقالوا كيف وصف القرآن بالبيان؟ فقال تعالى هذا بيان للناس وقال يبين الله لكم ان تضلوا وقال بلسان عربي مبين وقال ولقد انزلنا اليكم ايات مبينات وقد علم ما فيه من الاشكال والمتشابه وما يجري مجرى الرموز نحو قوله تعالى وما انزل على الملكين بباب نهاروت وماروت وقوله حتى اذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون وقد وصفه تعالى بالمتشابه وبانه لا يعلم تأويله الا هو فالجواب ان البيان المشروط فيه انما هو بالاضافة الى اعيان ارباب اهل الكتاب لا الى كل من يسمعه من ممن دب ودرج فقد علمنا ان ذلك ليس ببيان لمن ليس من اهل العربية ثم احوال اهل العربية مختلفة في معرفته ولو كان البيان لا يكون بيانا حتى يعرفه العامة ما ادى الى ان يكون البيان في الكلام السوقي والعامي او الى ان لا يكون بيانا بوجه اذ كل كلام بالاضافة الى قوم بيان. وبالاضافة الى اخرين ليس ببيان وقد علم ان قوله تعالى فاما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم وقوله واما وقوله ان واما تخافن من قوم خيانة فانبذ اليهم على سواء من اشرف كلام. ولا حظ في معرفته لمن لم يتوفر نصيبه من البلاغة وكذلك قول الشاعر فاقطع لبانة من تعرض وصله وقول وقول الاخر وما المرء ما دامت حشاشة نفسه بمدرك اطراف الخطوب ولا الي من افصح كلام ولا يعرفه جميع الانام ثم ان القرآن وان كان في في الحقيقة هداية للبرية فانهم لم لن يتساووا في معرفته. وانما يحيطون به بحسب درجاتهم واختلاف احوالهم فالبلغاء تعرف من فصاحته والفقهاء من احكامه والمتكلمون من براهينه العقلية واهل الاثار من قصصه فيما يجهله غير المتخصص بفنه وقد علم ان الانسان بقدر ما يكتسب من قوته في العلم تتزايد معرفته بغوامض معانيه وعلى ذلك اخبار النبي وعلى ذلك اخبار النبي عليه السلام. ولهذا قال عليه السلام نضر الله امرأ سمع فوعاها كما سمعها حتى يؤديها الى من لم يسمعها فرب مبلغ فرب مبلغ او رب احسن بعدين. فرب مبلغ اوعى من سامع نعم بسم الله الرحمن الرحيم هذا الاعتراض الذي ذكره اه الراغب الاصفهاني رحمه الله تعالى فيه اشكال من جهة ما اورده من الايات فبعضها مرتبط بالمعنى وبعضها مرتبط بما تأول اليه حقيقة هذه المعاني فعدم فك الامرين رجع الى ان المراد بالبيان هنا هو البيان العام للقرآن ولهذا يمكن نقول ان لفظة بيان القرآن اوسع من لفظة بيان معاني القرآن او تفسير القرآن في لفظة بيان القرآن تشمل كل ما يتعلق باي القرآن وهي اشبه ما تكون ببيان جميع ما يتعلق الفاظه فمما يتعلق بالفاظه بيان المعنى مما يتعلق بالفاظه ما وراء بيان ما المعنى وعبارة انه يجري مجرى الرموز هذه فيها نظر فليس قوله ما انزل على ملكين بباب لهروت وماروت مما يجري مجرى الرموز الا ان كان رحمه الله يحكي قول قائل بانها تجري مجرى الرموز والا فكلام الله سبحانه وتعالى كما هو مقرر ذكره بن عطية وغيره منزه عن الرموز والالغاز فلا يوجد في كلام الله سبحانه وتعالى مثل هذا وقوله ما انزل على الملكين نعم وقع فيها اشكال بين المفسرين لكنها لا تخرج عن ان تكون بينة المعنى يدركها قوم ويجهلها اخرون وليس الحديث الان عن التفصيل فيما يتعلق بهذه الاية لكن المقصود ان الحق فيها لا يخرج عما قاله المفسرون وكل اقواله مبنية على معرفة معاني هذه الالفاظ وعلى ان هذين آآ ملكان نزلا من السماء على الصحيح وحصل منهما ما حصل فتنة وابتلاء لبني ادم ولله ان يبتلي عباده بما شاء كما ابتلاهم بالكفر ويبتليهم بالدجال وهو من اعظم الفتن التي يبتلى بها العباد فلا اشكال ان ان ينزل ملكين فيبتلي بهما عباده ما ذكره هنا من انه ليس بيانا لمن ليس من اهل العربية ملحظ مهم وهو ان استشكال المستشكل الذي لم يتقن العربية او كان جاهلا بالعربية لا يعتد به يعني لا يعتد به ولو وقع هذا الاستشكال من عرب الجاهلية الذين كانوا يناوئون محمدا صلى الله عليه وسلم لكان ولكنه لم يقع مما يدل على ان ما يتعلق بعربيته ليس فيها خلاف بين المسلمين والكفار الذين سمعوا هذا القرآن فلم يستشكل احد منهم ما يستشكله المتأخرون واذ سبق ان ذكرت لكم قاعدة مهمة في ذلك واين كل استشكال على هذا الوجه لم يستشكله كفار قريش فانه لا مقام للاستشكاله انه كل ما يتعلق بعربية القرآن مما لم يستشكله كفار قريش فانه لا مقاما لاستشكاله لانهم عرب خلص وكانوا احرص على الطعن في القرآن ممن جاء بعدهم ولهذا لم يجدوا الا ان يقولوا اساطير الاولين او يقول قول ساحر قول كاهن او قول شاعر كما اخبر الله سبحانه وتعالى عنهم ايضا البيان الذي في القرآن لا ينزل الى الالفاظ السوقية والعامية وانما هو من اعلى البيان ومعنى ذلك ان عدم ادراك العامة له لا يخرجه عن كونه بينا لا يخرجه عن كونه بينا وذكر مثالا في قولك اما تثقفنهم في الحرب الاية لكنه لم يبين وجه البلاغة في هذا المقطع الذي ذكره ولعله ذكره في تفسيره ان كان وصل الى هذا المقطع وهنا ذكر امرا مهما جدا في قوله ثم ان القرآن وان كان في الحقيقة هداية للبرية فانهم لن يتساووا في معرفته وانما يحيطون به بحسب درجاتهم واختلاف احوالهم. وهذه قاعدة معروفة وظاهرة بان الناس لا يتساوون حتى العلماء لا يتساوون في فهم كلام الله سبحانه وتعالى ومن هنا قرر ما يسمى بمتشابه النسبي في ان يقع اشتباه على قوم في معنى ويعلمه غيرهم ويقع اشتباه على اخرين ويعلمه آآ غيرهم فهذه قاعدة مقررة وهي التي يشير اليها هنا آآ ثم قال بعد ذلك فالبلغاء تعرف من فصاحته والفقهاء من احكامه والمتكلمون من براهينه العقلية الى اخر ما ذكر وهو اشارة الى انه ما جاء قوم ممن برع في علم الى القرآن الا ووجدوا فيه ما يغنيهم وجدوا فيه ما يغنيهم وسبق ايضا تقرير قاعدة مهمة جدا وهي ان من جاء الى القرآن من اهل هذه العلوم بمقررات سابقة وقواعد مقررة عنده واراد ان يصرف او ان يفهم القرآن بناء عليها ويصرف القرآن اليها فانه سيقع في التحريف لا محالة وهذه قاعدة مهمة ننتبه لها المتكلمون اذا جاءوا الى القرآن بقواعدهم الكلامية ونظروا في القرآن فانه سيقع عندهم في بعض استدلالاتهم خطأ والسبب في ذلك وانهم انطلقوا من قواعدهم الى الايات ولم ينطلقوا من الايات الى ما يستنبط منها فهذه القضية مهم ان ينتبه لها وسبق التنبيه على ان من ما يجعل او من اسباب الخطأ في فهم معاني كلام الله سبحانه وتعالى او ما يستنبط منه هو وجود المقررات السابقة في الذهن فاذا جاءت الاية مخالفة مخالفة قطعية لمقرر سابق عنده فانه اما ان يتجاهل الاية واما ان يتأول الاية حتى يصل بها الى التحريف وقد يأتينا مثال في سورة الشرح اشار اليه ان شاء الله في هذا المقام بان المقرر السابق يؤثر على فهم القرآن ولا شك انه لا يمكن الانفكاك التام من المقرات السابقة. لكن اجتهد المسلم في ان يكون الاصل عنده هو الاية وما تدل عليه ظواهرها ثم ينطلق بعد ذلك الى تقرير ما يستنبط منها من فوائد واحكام وغير ذلك اما اذا كان العكس فانه بلا ريب سيقع عنده هذا الاشكال هذا سبق تقريره فلا نعيده واطلنا فيه كثيرا وذكرنا امثلة من آآ اسلوب الاعراب البصري وانه كان مثالا على ذلك وكذلك امثلة في الاعجاز العلمي وكانت مثال على ذلك وذكر لنا الان الراغب آآ المتكلمين يعني اشار اليهم وسبق ايضا آآ التنبيه ايضا على مثال في هؤلاء وكذلك الفلاسفة الذين عاشوا في ظل الاسلام سبق ايضا التمثيل بامثلة لهم اذا من القرآن من خلال الفلسفة وان كل هؤلاء وقع عندهم امر مشترك وهو تقرير امر قبل الدخول الى القرآن ثم تفسير القرآن عليه وصار الاصل هو القاعدة المقررة عندهم والفرع هو القرآن فوقع بذلك الاختلاف اه لعلنا نقف عند هذا لانه موضوع التفسير والتأويل طويل ويحتاج الى تفصيل فنكتفي بهذا ونكمل ان شاء الله في الدرس القادم ما يتعلق بالفرق بين التفسير والتأويل. ولعلي ان شاء الله افصل فيه اه باذن الله المشكلات الواقعة في هذا الموضوع باذن الله تعالى سبحانك اللهم وبحمدك نشهد الا انت نستغفرك ونتوب اليك