بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله النبي الامين وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وارزقنا العلم النافع والعمل الصالح هذا هو الدرس الخامس والاخير من الوحدة الخامسة وحديثنا فيه باذن الله عز وجل سيكون عن قاعدة مهمة تتعلق بمرجع الضمير وكما هي العادة سيكون الكلام عن بيان هذه القاعدة ثم الاشارة الى بعض تطبيقاتها عند المفسرين ونختم بذكر بعض الفوائد المتعلقة بها معنى القاعدة قولهم الاصل في مرجع الضمير يقول يقول اهل العلم الاصل في مرجع الضمير ان يعود على اقرب مذكور كل ضمير في الكلام لابد له من مرجع يعود اليه فحينما تقول مثلا رأيت زيدا فسلمت عليه الضمير في قولك عليه يعود على من؟ لابد له من مرجع مرجعه زيد رأيت زيدا فسلمت عليه يعني فسلمت على زيد والاصل ان يعود الضمير على اقرب مرجع محتمل فاذا كان في الكلام عدة مذكورات يحتمل ان يعود الضمير عليها فالاصل ان يعود الضمير على اقرب مذكور يعني مسلا لو قال القائل مررت بزيد وعمرو وبكر فسلمت عليه فالضمير هنا في قوله عليه يعود على اقرب مذكور وهو بكر هذا اقرب مذكور في الكلام لكن لو قال مررت بزيد وفاطمة فسلمت عليه فالضمير لا يعود على فاطمة لانها المرجع هنا غير محتمل وصد عن سبيل الله وكفر به. يعني وكفر بسبيل الله يعني هو كفر بدين الله هذا احتمال؟ الاحتمال الثاني هو كفر به يعني هو كفر بالله وصد عن سبيل الله وكفر بالله وانما يعود على زيد مررت بزيد وفاطمة فسلمت عليه يعني سلم على زيد لان الضمير ضمير مذكر اذا اذا كان في الكلام عدة مراجع عدة الفاظ امذكورة تحتمل ان تكون مرجعا للضمير؟ فالاصل ان يعود الضمير على اقرب مذكور ويستثنى من ذلك استثناءات منها اذا وجد في الكلام المضاف والمضاف اليه فالاصل ان يعود الضمير على المضاف لانه المتحدث عنه وان كان المضاف هو المرجع الابعد عن الضمير فاذا قال القائل على سبيل المثال مررت بمساعد المدير فسلمت عليه هذا المتكلم هل سلم على المساعد ام سلم على المدير مررت بمساعد المدير فسلمت عليه نقول هذا مضاف ومضاف اليه فالاصل ان يعود الضمير هنا على المضاف وهو المساعد لا على المضاف اليه مع ان المضاف اليه هو الاقرب الى الضمير لكن القاعدة انه اذا وجد في الكلام المضاف والمضاف اليه ثم جاء بعد ذلك الضمير فالاصل ان يعود الضمير على المضاف لانه المتحدث عنه ومن ذلك في القرآن قوله سبحانه وتعالى محمد رسول الله رسول مضاف ولفظ الجلالة مضاف اليه قال والذين معه اشداء على الكفار. والذين معه ما مرجع الضمير مرجع الضمير كلمة رسول يعني والذين مع رسول الله اشداء على الكفار لان اه الاصل في الضمير ان يعود على المضاف. هذا هو الاصل وقد يخالف هذا الاصل فيعود الضمير على المضاف اليه وهذا على خلاف الاصل ومثاله في القرآن قوله سبحانه وتعالى حكاية عما ذكره فرعون قال لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا واني لاظنه الضمير هنا يرجع الى من قال فاطلع الى الهي موسى لو اعملنا هذه القاعدة لو عملنا هذه القاعدة على الاصل لكان مرجع الضمير هو لفظ الاله لكن مرجع الضمير في هذه الاية عند عامة المفسرين الضمير هنا يرجع الى موسى كأنه قال واني لاظن موسى كاذبا فعاد الضمير على المضاف اليه لا على المضاف وهذا على خلاف الاصل فالحاصل اذا الاصل في في الضمير ان يعود على اقرب مذكور يستثنى من ذلك اذا جاء الضمير بعد مضاف مضاف اليه فهنا يصبح الاصل ان يعود الضمير على المضاف وقد يخالف الاصل فيعود الضمير على المضاف اليه العلماء قد يختلفون في بعض اه النصوص في مرجع الضمير على سبيل المثال قوله جل وعلا او لحم خنزير فانه رجس مرجع الضمير هنا في قوله فانه يعود على اللحم يعني فان اللحم رجس ام يعود على كلمة خنزير؟ يعني فان الخنزير رجس بحسب القاعدة الاصل ان يعود الضمير على المضاف فيكون المعنى فان لحم الخنزير رجس فتكون الاية نصا في نجاسة لحم الخنزير ثم يقال بعد ذلك ان النص على اللحم باعتباره هو الغالب والا فحكم الشحم والعظام وبقية الاجزاء كحكم اللحم او يقال النص جاء في اللحم وما سواه مقيس عليه. وما سواه مقيس عليه ومن اهل العلم من قال ان هذه الاية جاءت على خلاف الاصل والضمير لا يعود على المضاف بل على المضاف اليه وهذا على خلاف الاصل دعونا ننتقل بعد ذلك الى العنصر الثاني في درس اليوم وهو ذكر بعض تطبيقات القاعدة عند المفسرين من تطبيقات هذه القاعدة ما ذكره القرطبي رحمه الله في قوله تعالى وعلى الوارث مثل ذلك قال وقالت طائفة من العلماء ان معنى قوله تعالى مثل ذلك يرجع الى جميع ما تقدم وانما يرجع الى تحريم الاضرار والمعنى وعلى الوارث من تحريم الاضرار بالام ما ما على الاب يعني مثل ما على الاب قال ابن العربي رحمه الله وهذا هو الاصل فمن ادعى انه يرجع العطف فيه الى جميع ما تقدم فعليه الدليل قال لماذا قال هذا هو الاصل قال القرطبي وقوله وهذا هو الاصل يريد في رجوع الضمير الى اقرب مذكور الى اقرب مذكور وهو الاضرار. قال القرطبي وهو الصحيح اذ لو اراد الجميع الذي هو الارضاع والانفاق وعدم الضرر هذه الاشياء الثلاثة كلها تقدم ذكرها في الاية لو اراد هذه الثلاثة كلها لقال وعلى الوارث مثل هؤلاء. فدل على انه معطوف على المنع من المضارة. وعلى ذلك فاوله كافة المفسرين المثال الثاني في قوله سبحانه وتعالى وصد عن سبيل الله وكفر به لاحظ هنا وكفر به هذا الضمير يحتمل ان يعود على كلمة سبيل ويحتمل ان يعود على لفظ الجلالة الله ايهما هو الاصل الاصل ان يعود الضمير على المضاف كما ذكرنا فيكون المعنى وصد عن سبيل الله وكفر به يعني وكفر بدين الله ولذلك قال اهل التفسير والضمير في به يعود على السبيل لانه هو المحدث عنه بانه صد عنه والمعنى وكفر بسبيل الله وهو دين الله وشريعته وقيل ان الضمير يعود على الله تعالى. ويراجع في هذا البحر المحيط لابي حيان رحمه الله طيب نختم بعد ذلك بذكر فائدة تتعلق بهذه القاعدة هذه القاعدة وهي ان الاصل في الضمير ان يعود على الاقل المذكور قلنا هذا هو الاصل وقد يخالف الاصل فيما لو كان قبل الضمير مضاف ومضاف اليه فيعود على المضاف وهناك احوال اخرى ايضا يخالف فيها هذا الاصل. على سبيل الاشارة قال اهل العلم اذا تكرر الضمير على وجه المطابقة فالاصل ان تعود كل هذه الضمائر على مرجع واحد حذرا من التشتيت والتنافر كما في قوله سبحانه وتعالى لتؤمنوا بالله ورسوله يعني ورسول الله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا هنا اربعة ضمائر في الاية لتؤمنوا بالله ورسوله هذا الضمير الاول وتعزروه وتوقروه وتسبحوه كل هذه الضمائر على الصحيح تعود على مرجع واحد وهو لفظ الجلالة فصار المعنى لتؤمنوا بالله ورسوله يعني ورسول الله وتعزر الله وتوقر الله وتسبح الله بكرة واصيلا ففي مثل هذه الحالة ايضا يعود الضمير على مرجع واحد ولو كان هذا المرجع هو المرجع البعيد. بهذا نكون قد انتهينا من دروس آآ هذا المساق اه ونلقاكم باذن الله جل وعلا في المساقات القادمة. نسأل الله جل وعلا ان يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا واحزاننا وان يفقهنا في كتابه وفي دينه وان يعلمنا الحكمة والتأويل والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ايها الناس من استطاع منكم ان يتفرغ لطلب العلم وتحصيله كذلك افضل. وتلك نعمة كبرى وغنيمة كبرى. وان التفرغ لطلب العلم ليتأكد في هذا الزمان الذي قل فيه الفقهاء في دين الله وكثر فيه طلب الدنيا والاقبال عليها من اكثر الناس. ومن لم يستطع ان تفرغ لطلب العلم فليستمع الى العلم وليجلس الى اهله فيستفيد منهم ويفيد غيره