والكتاب المقدس اما القرآن فالقرآن يختلف تماما. القرآن ليس كتاب تاريخ حتى ينقل من تاريخ السابقين القرآن العظيم كتاب فيه احكام فيه عبر من السابقين فيه اخبار عن المستقبل فيه اخبار عن يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله وبعد. ايها الاخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الى حلقة جديدة نتحدث فيها عن المزيد من الشبهات التي يثيرها الافاكون على القرآن العظيم. زعم بعضهم بان القرآن العظيم منقول عن الكتاب المقدس الكتاب الذي يؤمن به اليهود والنصارى. فقالوا بان القرآن استمد كثيرا من عقائده من هذا الكتاب. بداية دعونا نعرف بالكتاب المقدس لنرى ان كان موضوعه وموضوع القرآن واحدا ام ثمة اختلاف ام ثمة اتفاق اختلاف. بداية نقول بان الكتاب المقدس في عهده القديم هو تاريخ بني اسرائيل منذ خلق الله الارض التي يمشون عليها الى قبيل عهد المسيح عليه الصلاة والسلام. فهو يتحدث عن تاريخهم وعن عشائرهم وعن قبائلهم وعن عدد وحميرهم وعن عدد انبيائهم فهو كتاب اشبه ما يكون بتاريخ الطبري حين يتحدث عن تاريخ العرب واما العهد الجديد فالاناجيل الاربعة هي سيرة شخصية للمسيح عليه الصلاة والسلام وهي اشبه ما تكون بسيرة ابن اسحاق عن النبي عليه الصلاة والسلام. ثم تلحق بهذه الاناجيل الاربعة مجموعة رسائل كتبها التلاميذ الى بعض الكنائس يتحدثون فيها عن مشاعرهم وعن احساساتهم ويصفون ايضا بعض الحقائق العقدية التي يريدون شرحها للاخرين. فهذا انبياء فيه المنهج الاقوم الذي يصلح حياة الانسانية ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم هل ثمة تشابه بين القرآن والكتاب المقدس؟ اقول نعم. في امرين اثنين الباب الاول هو باب قصص السابقين. والباب الثاني باب الاحكام. فقد وردت بعض الاحكام التشريعية في التوراة في ستر اللاويين وفي سفر التثنية. لكن هذا لا يعني ان الاحكام هنا هي الاحكام هناك. بداية دعونا نقول في باب القصص بان القرآن اتى بالقصص الكثيرة عن انبياء كثر لم تتحدث عنهم التوراة. فكثير من القصص القرآني لم يرد في التوراة اصلا. كقصة اصحاب الكهف وقصة موسى مع الخضر وقصة ذي القرنين. وقصة شعيب وصالح فكل هؤلاء لم تتحدث عنهم التوراة مطلقا هل هناك انبياء تحدث عنهم القرآن وتحدثت عنهم التوراة؟ نقول نعم. وهذا امر لا بد ان يكون. لماذا؟ لان القرآن يتحدث في اخذ العظة والعبرة من قصص الانبياء السابقين فاذا كان في كتبهم بعض الحق وافقه القرآن الكريم فهذا لا يدل بالضرورة على ان القرآن كان ينقل من كتبه انما يدل على ان كتبهم ما يزال فيها بعض الحق وفيها الكثير من الباطل كما سيتبين لنا حين نقارن بين القصص القرآني والقصص التوراة نجد اختلافات مهمة وواضحة مثلا هارون عليه الصلاة والسلام الذي يعتبره القرآن نبيا عظيما من الانبياء التوراة تتحدث بان هارون هو الذي بنى العجل الذهبي لبني اسرائيل فعبدوا هذا العجل وهذا امر لم يرد في القرآن العظيم الذي نسب ذلك الى السامري وبرأ هارون عليه الصلاة والسلام من مثل هذا فاذا كان القرآن منقولا من الكتاب المقدس فلماذا لم ينقل القرآن ذلك؟ نبي الله داود عليه الصلاة والسلام ذلك الذي وصفه الله بالاواب واذكر عبدنا داوود ذا الايدي انه انه اواب. التوراة تتحدث في ستر صموئيل الثاني في الاصحاح حداش انه زنا بزوجة جاره الحسي وانه تخلص من زوجها اذا كان القرآن منقولا من الكتاب المقدس لماذا يسجل القرآن الثناء على داوود الذي عرف بانه اواب؟ لماذا لم ينقل القرآن ذلك التوراة تخبرنا في سفر صموئيل الاول في الاصحاح ثمنطعش. لان داوود عليه الصلاة والسلام قتل مائتين من الفلسطينيين. لماذا؟ ليس في لله بل قتلهم من اجل ان يتزوج ميكال بنت شاول فكان الملك شاول قد طلب منه ان يقتل مئتين من الفلسطينيين وان يقطع غلافهم وان يحضرها مهرا لميكال. لماذا لم ينقل القرآن ذلك لو كان القرآن منقولا من الكتاب المقدس اما سليمان عليه الصلاة والسلام الذي يثني عليه القرآن فيقول ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد انه اواب. فالتوراة تذكر لنا في سفر الملوك. الاول في الاصحاح حداش بان سليمان في اخر حياته عبد اصنام وانه بنى معابد للاصنام اتباعا لرأي زوجاته الصهيونيات والفنيقيات اللاتي كن يعبدن الاصنام فبنى معابد لتعبد فيها الاصنام في اخر حياته وهذا امر يختلف فيه القرآن عن الكتاب المقدس. اذا في قصص انبياء هناك بعض اتفاق بقدر ما في كتبهم من الحق وهناك اختلافات كثيرة يستطيع ان يلحظها المرء اذا انتقلنا الى باب الشرائع فهل هناك تشابه بين شرائع التوراة وشرائع القرآن؟ نقول نعم بقدر ما فيها من الحق. اولا نقول القرآن حين اتى بشريعة لم يأت بشريعة بدع من الشرائع بل الله عز وجل يخبرنا بانه شرع لكم من الدين ما اوصى به نوحا والذي اوحينا اليه وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه اذا شريعتنا ليست بدعة من الشرائع بل هي موافقة في اصولها لما انزله الله على الانبياء السابقين. فاذا بقي في هذه الكتب وقد بقي فيها اثارة من الحق وبقية من هدي الانبياء فجاء القرآن فوافق هذا الحق فليس بالامر اي شيء يستغرب وما كان هذا القرآن ان يفترى من دون الله. ولكن تصديق الذي بين يديه هو مصدق لما انزله الله على الانبياء فاذا ما وجدنا شيئا من الحق في كتبهم فينبغي ان نجد مثل هذا الحق في القرآن العظيم هناك شرائع وجدت في العهد القديم انزلها الله على الانبياء ثم يخبر القرآن بذلك يخبر انها موجودة في كتب السابقين يقول الله عز وجل وكتبنا عليهم فيها اي في التوراة ان النفس بالنفس والعين بالعين والاذن الاذن والسن بالسن والجروح قصاص. فمن تصدق به فهو كفارة له. هذه الاية تتحدث عن شريعة موجودة في التوراة وشرع الله مثلها للمسلمين. وهذا النص مثله او بعضه موجود الى يومنا هذا في التوراة وبعضه غير موجود وما اختفى انما اختفى بسبب التحريف اناقش شرائع كثيرة لم يأخذ بها القرآن لماذا لا لم ينقلها محمد عليه الصلاة والسلام من التوراة اذا كانت التوراة هي اصدره في التشريع. مثلا قضية شرب دواء المر لمعرفة هل الزوجة زانية ام لا؟ لماذا لم يستخدمه القرآن كطريقة في اثبات الزنا. تشرب الدواء المر. فاذا ورمت بطنها فهي زانية. اذ لم تورم فمعنى ذلك انها ليست زانية. لماذا لجأ القرآن الى الشهادات واستغنى عن هذا لو كان منقولا من الكتاب المقدس شرائع كثيرة وردت في هذا الكتاب غير موجودة في القرآن مثلا في سفر الخروج اربعة وثلاثين شريعة كسر عنق الحمار ليست موجودة في القرآن. واما بكر الحمار فتفديه بشاد ان لم تفده تكسر عنقه. كل بكر من بنيك تفديه. هذه الشريعة لم ينقلها القرآن. فلماذا لم كنقولها قضية قتل صاحب الثور اذا نطح الثور رجلا فقتله. ثور قتل رجلا فيؤتى بصاحب الثور فيقتل هذه شريعة موجودة في سفر الخروج في الاصحاح الواحد والعشرين. وهي غير موجودة في القرآن. اذا تمت اختلاف كبير بين قرآن في تشريعاته وبين الكتاب المقدس في تشريعاته. نموذج اخر الخمر الخمر في القرآن واضح تحريمها. انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من الشيطان فاجتنبوه. هذا ما يقوله القرآن بصراحة. اما الكتاب المقدس الذي يزعمون بان القرآن قد نقل عنه فيقول في سفر الامثال واحد وثلاثين. اعطوا مسكرا لهالك. اعطوا المسكر للانسان الهالك التعبان. وخمرا لمري فيشرب وينسى فقره ولا يذكر تعبه بعد. اعطوه الخمر حتى يسكر فينسى مشاكله وينسى اتعابه هذا في سدر الامثال. اما في رسالة بولس الى تيموساوس الاولى في الاصحاح ثلاثة وعشرين يقول لا تكن فيما بعد شراب ماء لا تشرب ماء بل استعمل خمرا قليلا من اجل معدتك واسقامك الكثيرة. اذا هناك فرق كتاب يحرف يحرم الخمر وكتاب باب يبيحها بل يأمر بشربها ويراها علاجا. بينما النبي عليه الصلاة والسلام يقول ما اسكر كثيره ولو نقطة واحدة فقليله حرام. اذا ثمة اختلاف واضح بين تشريعات الاسلام وبين تشريعات الكتاب المقدس فكيف يقال بان الكتاب المقدس هو المصدر الذي نقل عنه القرآن العظيم ذهب البعض من المشككين في القرآن الى ان ما قدمه القرآن من نظرية عن الله عز وجل انما هي مقتبسة من الكتاب المقدس ايضا فقالوا كما زعموا لاهوت القرآن مأخوذ من الكتاب المقدس. فهل هذا صحيح؟ هل القرآن لنتحدث عن القرآن حين تحدث عن الله وافق الكتاب المقدس في حديثه عن الله؟ نقول نعم بقدر الحق بقدر الباطل والتحريف. فمثلا يخبر القرآن بانه ما من نبي ارسله الله الا وكان يدعو الى التوحيد. فلذلك فكان لزاما ان نجد النصوص التي تدعو الى توحيد الله في التوراة. والقرآن هو وحي الله فينبغي ان يأتي بما اتى الانبياء السابقون من الدعوة الى توحيد الله. وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. فاذا وردت الدعوة الى توحيد الله في كتب سابقة ووردت في القرآن فهذا لا يعني بالضرورة بان القرآن قد نقلها منه انما يعني بان الله كما اوحاها الى السابقين اوحاها ايضا الى النبي صلى الله عليه وسلم. التحذير من ايضا كما حذر الله النبوات السابقة من ان يقع اقوامها في الشرك بالله عز وجل فقد حذر النبي عليه الصلاة والسلام امته من الشرك. ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين. فاذا ما وجدنا تحذيرا من الشرك في كتب السابقين فهذا يعني ان بها بقية من الحق. واذا جاء القرآن فحذر من الشرك فهو انما اخذه من وحي الله كما بقي شيء من الحق من وحي الله في تلك الكتب اقول حين نمايز بين ما يذكره الكتاب المقدس عن الله عز وجل وما يذكره القرآن عن عن الله عز وجل نجد اختلافات كثيرة ونجد تباينا واضحا. فالله في القرآن رب عظيم بائن عن خلقه لا يحل في خلقه لا يتجسد لا ينزل الى الارض فيمشي بين الناس. اما الكتاب المقدس فيتحدث عن الله في سفر ميخا بان الله ينزل وانه يمشي وانه كما في سفره الثاني بانه يركب على الملائكة الكروبين وهو تتنقل من مكان الى اخر. ويذكر بان الله زار ابراهيم على الارض وانه اكل عنده زبدة وعسلا ولحما كما التكوين الاصحاح الثامن عشر. ومثل هذا غير موجود في القرآن. فلو كان القرآن ينقل نظريته اللاهوتية من الكتاب المقدس فلماذا لم ينقل هذا؟ انه ينقل بوحي الله تبارك وتعالى القرآن يقول بان الله منزه عن النظير والشبيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ولم يكن له كفوا احد. بينما الكتاب المقدس يذكر فيقول في ستر التكوين في الاصحاح الاول. قال الله نعم الانسان على صورتنا كشبهنا. فالانسان مشابه لله تبارك وتعالى. وتتحدث النصوص التوراة بان الله عز وجل له رأس وله شعر ابيض. فمثلا جاء في سفر دانيال في الاصحاح السابع وجلس القديم الايام لباسه ابيض كالثلج. شعر رأسه كالصوف النقي. اي ابيض وعرشه يهيب نار. هل مثل هذا موجود في القرآن؟ اقول لا. اذا القرآن لم ينقل من هذا الكتاب ولو نقل لنقل مثل هذا المجبور بالاحداش يقول بان الله له عينان واجفان بشعي ثلاثين يقول بان الله له شفتان وله لسان الخروج اربعة وعشرين الله عز وجل له رجلان وهذه الرجلان قد مشى فيهما حين نزل في الجنة تبع منه ادم له فم وانف يخرج منه دخان ونار كما في المزمور تمنطعش يقول صعد دخان من انفه ونار من فمه هذا كله حديث التوراة عن الله ولا تجد شيئا من ذلك في القرآن التوراة تتحدث ان الله ينزل الى الارض وانه يمشي على شامخ الجبال من جبل الى جبل كما في المزمور تمنطعش ومثل هذا موجود في القرآن في التكوين ثلاثة وسمع اي ادم وحواء وسمع صوت الرب الالهي ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار. سمعوا وقع اقدام الله. فنادى فنادى الرب الاله ادم وقال له اين انت ادم من الله عز وجل. هذه القصة لا نجد لها مثيلا في القرآن. فكيف يقال بان القرآن من قول من الكتب السابقة القرآن صريح في ان الله عز وجل لا يرى لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير. بينما يتحدث سفر الخروج بان موسى رأى الله وجها لوجه وكلمه. ويتحدث لجنة التكوين في اثنين وثلاثين بان الله نزل وصارع يعقوب عليه الصلاة والسلام وان يعقوب غلب الله تبارك وتعالى في قارعة وانه لم يطلق الله الا بعد ان اعطاه الله البركة وسماه اسرائيل. اقول هذا ايضا غير موجود في القرآن. اذا كان القرآن يقول في مواطن كثيرة بان الله على كل شيء قدير فان التوراة تخبرنا في سفر صومئيل وسفر القضاة بان الله عز وجل كان مع يهوذا حين قاتلوا اهل الجبل ولم يطرد كان الوادي لماذا؟ لان لهم مركبات من حديد فالرب عجز عن طرد سكان الوادي. فالنظرية القرآنية عن الله تختلف تماما تماما عن النظرية التوراتية. فكيف يقال بان القرآن من قول من التوراة؟ اذا كان القرآن في عشرات المواضع ان الله على كل شيء قدير فان ستر الخروج اثنين وثلاثين يقول فندم الرب على الشر الذي قال انه يفعله بشعبه الرب ندم والندم يتعارض مع العلم. اذا القرآن لم يكن ينحل من كتب السابقين يقول سفر التكوين تسعة وهو يتحدث عن قوس قزح الذي يظهر بعد الامطار يقول بان الرب اقامه حتى يذكره بالعهد الذي اعطاه لنوح بالا يغرق الارض. فاذا ما رأى الله قوس قزح تذكر هذا العهد فصرف المطر ولم يحصل طوفانه ما حصل من قبل يقول اقيم ميثاقي معكم فلا ينقرض كل ذي جسد بمياه الطوفان. وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الارض. فمتى كانت القوس في السحاب ابصرها لاذكر ميثاقا ابديا. وهكذا يجد المشاهد الكريم بان القرآن العظيم ويتحدث عن الله وهو يشرع الشرائع يختلف تماما عن الكتاب المقدس الذي زعموا بانه مصدر للقرآن العظيم فلماذا لم ينقل القرآن تلك المفارقات؟ لانه وحي الله تبارك وتعالى تنزيل من حكيم حميد. اللقاء يتجدد باذن الله فالى لقاء قريب باذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته