هم على حد سواء لقوم انتهى ظلمهم. واشتد شقاؤهم وانقطع الرجاء من هدايتهم. ولهذا قالوا هذا الا خلق الاولين وما نحن بمعذبين. ان هذا الا خلق الاولين اي هذه الاحوال المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي كذبت القبيلة المسماة عادا رسولهم هودى وتكذيبهم له تكذيب لغيره. لاتفاق الدعوة اذ قال لهم اخوهم في النسب هود بلطف وحسن خطاب. الا تتقون الله اتتركون الشرك وعبادة غيره اي ارسلني الله اليكم رحمة بكم واعتناء بكم وانا امين تعرفون ذلك مني رتب على ذلك قوله اتقوا الله واطيعوا. اي ادوا حق الله تعالى وهو التقوى وادوا حقي بطاعتي فيما امركم به وانهاكم عنه فهذا موجب لان تتبعوني وتطيعوني. وليس ثم مانع يمنعكم من الايمان. فلست اسألكم على تبليغي اياكم ونصحي لكم اجرا حتى تستثقلوا ذلك المغرم الذي رباهم بنعمته وادر عليهم فضله وكرمه. خصوصا ما ربى به اولياءه وانبيائه اتبنون بكل ريع اي مدخل بين الجبال اية اي على تعبثون اي تفعلون ذلك عبثا لغير فائدة تعود بمصالح دينكم ودنياكم وتتخذون مصانع اي بركا ومجابيل المياه لعلكم تخلدون. والحال انه ولا سبيل الى الخلود لاحد. واذا بطشتم بالخلق بطشتم جبارين قتلا وضربا واخذ اموال. وكان الله تعالى قد اعطاهم قوة عظيمة. وكان الواجب عليهم ان يستعينوا بقوة على طاعة الله ولكنهم فخروا واستكبروا وقالوا من اشد منا قوة واستعملوا قوتهم في معاصي الله وفي العبث والسفه. فلذلك نهاهم نبيهم عن ذلك. فاتقوا الله واتركوا شرككم وبطركم قم واطيعون حيث علمتم اني رسول الله اليكم امين ناصح. واتقوا الذي امدكم بما تعلمون. واتقوا الذي امدكم اي اعطاكم بما تعلمون. اي امدكم بما لا يجهل ولا ينكر من الانعام امدكم بانعام وبنين وجنات وعيون. امدكم بانعام من ابل وبقر وغنم وبنين. اي وكثرة نسل. كثر اموالكم وكثر اولادكم. خصوصا الذكور. افضل القسمين هذا تذكيرهم بالنعم. ثم ذكرهم حلول عذاب الله. فقال اي اني من شفقتي عليكم وبري بكم اخاف ان ينزل بكم عذاب عظيم اذا نزل لا يرد ان استمر على كفركم وبغيكم. فقالوا معاندين للحق مكذبين لنبيهم اي الجميع على حد سواء وهذا غاية العتو. فان قوما ضاقت بهم الحال الى ان صارت مواعظ الله التي تذيب الجبال صم الصلاب وتتصدع لها افئدة اولي الالباب وجودها وعدمها عندهم نعم ونحو ذلك عادة الاولين تارة يستغنون وتارة يفتقرون. وهذه احوال الدهر لا ان هذه محن من الله تعالى وابتلاء لعباده. وهذا انكار منهم للبعث او تنزل مع متهكم به اننا على فرض اننا نبعث. فاننا كما ادرت علينا النعم في الدنيا كذلك لا تزال مستمرة علينا اذا بعثنا فكذبوه فاهلكناهم. فكذبوه اي صار التكذيب سجية لهم وخلقا. ما يردعهم عنه رادع بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم اعجاز نخل خاوية ان في ذلك لاية على صدق نبينا هود عليه السلام وصحة ما جاء به وبطلان ما عليه قومه من الشرك والجبروت كان اكثرهم مؤمنين مع وجود الايات المقتضية للايمان ان ربك لهو العزيز الذي اهلك بقوته قوم هود على قوتهم وبطشهم. الرحيم بنبيه هو حيث نجاه ومن معه من المؤمنين. كذب الثمود القبيلة المعروفة في مدائن الحجر المرسلين. كذبوا صالحا عليه السلام الذي جاء بالتوحيد الذي دعت اليه المرسلون. فكان تكذيبهم له تكذيبا للجميع اذ قال لهم اخوهم صالح الا تتقون. اذ قال لهم اخوهم صالح في النسب برفق ولين الا تتقون الله تعالى وتدعون الشرك والمعاصي اني لكم رسول من الله ربكم ارسلني اليكم لطفا بكم ورحمة. فتلقوا رحمته بالقبول وقابلوها بالاذعان. امين تعرفون ذلك مني وذلك يوجب عليكم ان تؤمنوا بي وبما جئتم به وما اسألكم عليه من اجر. فتقولون يمنعنا من اتباعك انك تريد اخذ اموالنا. ان اجري الا على رب العالمين اي لا اطلب الثواب الا منه اي نضيد كثير اي اتحسبون انكم تتركون في هذه الخيرات والنعم سدى؟ تتنعمون وتمتعون كما تتمتع الانعام وتتركون سدى لا تؤمرون ولا تنهون وتستعينون بهذه النعم على معاصي الله كارهين. اي بلغت بكم الفراهة والحذق الى ان اتخذتم بيوتا من الجبال الصم الصلاب اطيعوني ولا تطيعوا امر المسرفين. الذين تجاوزوا الحد في الارض ولا يصلحون. اي الذين وصفهم ودأبهم الافساد في الارض. بعمل المعاصي والدعوة اليها. افساد لا اصلاح فيه. وهذا اضر ما يكون. لانه شر محض. وكأن اناسا عندهم مستعدون لمعارضة نبيهم. موضعون في الدعوة سبيل الغي فنهاهم صالح عن الاغترار بهم ولعلهم الذين قال الله فيهم وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الارض لا يصلحون فلم يفد فيهم هذا النهي والوعظ شيئا فقالوا لصالح اي قد سحرت فانت تهذي بما لا معنى له. اي لفضيلة فقتنا بها حتى تدعونا الى اتباعك هذا مع ان مجرد اعتبار حالته وحالته ما دعا اليه. من اكبر الايات البينات على صحة ما جاء به وصدقه. ولكنه من قسوتهم سألوا ايات الاقتراح التي في الغالب لا يفلح من طلبها. لكون طلبه مبنيا على التعنت لا على الاسترشاد فقال صالح هذه ناقة تخرج من صخرة صماء ملساء ترونها وتشاهدونها باجمعكم لها شرب ولكم شرب يوم معلوم اي تشرب ماء البئر يوما وانتم تشربون لبنها. ثم تصدر عنكم اليوم الاخر وتشربون انتم ماء البئر عذاب يوم عظيم. ولا تمسوها يسوء بعقل او غيره فيأخذكم عذاب يوم عظيم. فخرجت واستمرت عندهم بتلك الحال. فلم يؤمنوا واستمروا على طغيان انهم وهي صيحة نزلت عليهم فدمرتهم اجمعين ان في ذلك لاية على صدق ما جاءتهم به رسلنا وبطلان قول معارضيهم ان ربك لهو العزيز ندبت قوم لوط المرسلين اذ قال لهم اخوهم لوط الا تتقون اني لكم رسول امين فاتقوا الله واطيعوه اتأتون كذبت قوم لوط المرسلين قال لهم وقالوا كما قال من قبلهم تشابهت قلوبهم في الكفر فتشابهت اقوالهم وكانوا مع شركهم يأتون فاحشة لم يسبقهم اليها احد من العالمين. يختارون نكاح الذكران المستقذر الخبيث ويرغبون عما خلق لهم من ازواجهم لاسرافهم وعدوانهم. فلم يزل ينهاهم حتى قالوا له اي من البلد. فلما رأى استمرارهم عليه اي المبغضين له الناهين عنه المحذرين من فعله وعقوبته فاستجاب الله له اجمعين اي الباقين في العذاب وهي امرأته وامطرنا عليه مطرا فساء مطر المنذرين. وامطرنا عليهم مطرا اي حجارة من سجيل فساء مطر المنذرين اهلكهم عن اخرهم