المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله السادس والاربعون والمائتان الحديث العاشر عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال استأذن العباس ابن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان يبيت بمكة ليالي منا من اجل سقايته فاذن له رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله في حديث ابن عمر استأذن العباس رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم الى اخره كان قريش قد تناوبوا امور مكة فكل قبيلة قامت بشيء من ذلك وغالبها خدمة للبيت وللحجاج فمن ذلك السقاية اي سقاية الحاج من بئر زمزم فانها لبني عبدالمطلب وسدانة البيت واللواء لبني عبد الدار وهم بنو شيبة وامر دار الندوة لبني عبد شمس وهي التي يجتمعون فيها للشورى اذا حزبهم وموضعها الان مقام الحنفي وكان مؤمنهم يحتسب في ذلك وكافرهم يأخذ به فخرا على غيره ولما فتح رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم مكة اخذ مفتاح الكعبة من عثمان ابن طلحة الحجبي من بني عبد الدار فقال العباس يا رسول الله صلى الله عليك اجمع لنا بين السيدانة والسقاية فانزل الله تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها فدعا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم عثمان بن طلحة واعطاه المفتاح وقال خذها خالدة تالدة ولم تزل فيهم حتى الان ففي هذا الحديث انه يرخص لسقاة زمزم في ترك المبيت في منى الليالي منى لاجل سقايتهم هذا اذا كانوا يسقون الحجاج مجانا كما كان العباس وبنوه وخدموه يفعلون واما اذا كانوا يبيعونه على الناس بيعا كما يفعلونه الان فهذا لا يجوز وليس لهم رخصة في ترك المبيت بمنى الليالي منى ومثل هذا رعاة الابل فانه يرخص لهم في ترك المبيت فيها وكذلك يرخص لهم بتأخير رمي الجمار الى اخر يوم وغيرهم يكره له تأخير الرمي ويلزم اذا اخره ان فيرمي رمي كل يوم فاذا كمله رجع ورمى رمى اليوم الذي يليه وهكذا حتى يكمله