المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله التاسع والاربعون والمائتان الحديث الثاني عن الصعب ابن جثامة الليثي رضي الله عنه انه اهدى الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حمارا وحشيا وهو بالابواء او بودان فرده عليه فلما رأى ما في وجهه قال انا لم نرده عليك الا ان حرم وفي لفظ لمسلم رجل حمار وفي لفظ شق حمار وفي لفظ عجز حمار رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله في حديث الصعب ابن جثامة الليثي انه اهدى الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حمارا وحشيا الى اخره وفي الروايات الاخر رجل حمار او شق حمار او عجز حمار لا تناقض بينها فانه يطلق الكل ويراد البعض فيقال حمار والمراد بعضه والشق يطلق على الرجل وكذلك العجز يطلق عليها لانه اصل الرجل والابواء هو الموضع المسمى الان مستورة وهو وودان متقاربان وفي هذا الحديث فوائد منها ان الحلال اذا صاد صيدا لاجل المحرم حرم على المحرم لان قرينة حاله وظاهر امره انه صاده لاجل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وفيه حل حمر الوحش وفيه انه ينبغي للانسان اذا توهم منه اخوه المسلم شيئا وحزن لذلك فينبغي ان ينفي ما توهمه ليسره ويذهب حزنه كما في هذا فانه صلى الله عليه وعلى اله وسلم لما رد هديته ظن ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قد غضب عليه او انه سمع عنه شيئا يوجب ذلك فحزن حتى ظهر الحزن على وجهه فلما رآه بهذه الحال اخبره بالمانع من ذلك ونفى ما توهمه فقال انا لم نرده عليك الا انا حرم اي انه لم يجري منك سبب يوجب رده فلا تحزن ولكن لا يحل لنا لانه صيد لاجلنا ونحن حرم