المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي يخبر تعالى انه ارسل الى ثمود القبيلة المعروفة اخاهم في النسب صالحا وانه امرهم ان يعبدوا الله وحده ويترك الانداد والاوثان. منهم المؤمن ومنهم الكافر وهم معظمهم قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون اي لما تبادرون فعل السيئات وتحرصون عليها قبل فعل الحسنات التي بها تحسن احوالكم وتصلح اموركم الدينية والدنيوية والحال انه لا موجب لكم الى الذهاب لفعل السيئات. لولا تستغفرون الله بان تتوبوا من شرككم وعصيانكم. وتدعوا ان غفر لكم لعلكم ترحمون. فان رحمة الله قريب من المحسنين. والتائب من الذنوب هو من المحسنين قالوا لنبيهم صالح مكذبين ومعارضين اذ اطيرنا بك وبمن معك. زعموا وقبحهم الله انهم لم يروا على وجه صالح خيرا. وانه هو ومن معه من المؤمنين. صاروا سببا لمنع بعض مطالبهم الدنيوية فقال لهم صالح طائركم عند الله اي ما اصابكم الا بذنوبكم بل انتم قوم تفتنون بالسراء والضراء والخير والشر. لينظرهل تقلعون وتتوبون ام لا. فهذا دأبهم في نبيهم وما قابلوه به وكان في المدينة التي فيها صالح الجامعة لمعظم قومه تسعة رهط يفسدون في الارض ولا يصلحون. اي وصفهم الافساد في الارض ولا لهم قصد ولا فعل بالاصلاح. قد استعدوا لمعاداة صالح والطعن في دينه ودعوة قومهم الى ذلك. كما قال تعالى فاتقوا الله واطيعوه ولا تطيعوا امر المسرفين الذين يفسدون في الارض ولا يصلحون فلم يزالوا بهذه الحال الشنيعة. حتى انهم من عداوتهم تقاسموا فيما بينهم. كل واحد اقسم للاخر لنبيتنه واهله اي نأتيه ليلا هو واهله فلنقتلنهم ثم لنقولن لوليه اذا قام علينا وادعى علينا انا ننكر ذلك وننفيه ونحلف. ما شهدنا مهلك اهله وانا لصادقون فتواطؤوا على ذلك. ومكروا مكرا دبروا امرهم على قتل صالح واهله على وجه الخفية حتى من قومهم خوفا من اوليائه ومكرنا مكرا بنصر نبي صالح عليه السلام وتيسير امره واهلاك قومه المكذبين وهم لا يشعرون هل حصل مقصودهم وادركوا بذلك المكر مطلوبهم ام انتقض عليهم الامر؟ ولهذا قال انا دمرناهم وقومهم اجمعين اهلكناهم واستأصلنا شأفتهم فجاءتهم صيحة عذاب فاهلكوا عن اخرهم تلك بيوتهم خاوية قد تهدمت جدرانها على سقوفها. واوحشت من ساكنيها وعطلت منازليها بما ظلموا اي هذه عاقبة ظلمهم وشركهم بالله وبغيهم في الارض ان في ذلك لاية لقوم يعلمون الحقائق. ويتدبرون وقائع الله في اوليائه واعدائه. فيعتبرون بذلك. ويعلمون ان عاقبة الظلم الدمار والهلاك وان عاقبة الايمان والعدل النجاة والفوز. ولهذا قال اين الذين امنوا وكانوا يتقون. اي انجينا المؤمنين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره. وكانوا يتقون الشرك بالله والمعاصي. ويعملون بطاعته وطاعة رسله. ولوطا اذ قال اي واذكر عبدنا ورسولنا لوطا ونبأه الفاضل حين قال لقومه داعيا الى الله وناصحا اتأتون الفاحشة اي الفعلة الشنعاء التي تستفحشها العقول والفطر تقبيحها الشرائع. وانتم تبصرون ذلك وتعلمون قبحه. فعاندتم وارتكبتم ذلك منكم وجرأة على الله ثم فسر تلك الفاحشة فقال بل انتم قوم تجهلون. اي كيف توصلتم الى هذه الحال طارت شهوتكم للرجال وادبارهم محل الغائط والنجو والخبث. وتركتم ما خلق الله لكم من النساء من المحال الطيبة التي النفوس على الميل اليها. وانتم انقلب عليكم الامر فاستحسنتم القبيح واستقبحتم الحسن متجاوزون لحدود الله متجرأون على محارمه فما كان جواب قومه الا ان قالوا فما كان جواب قومه قبول ولا انزجار. ولا تذكر وادكار انما كان جوابهم المعارضة والمناقضة والتوعد لنبيهم الناصح ورسولهم الامين بالاجلاء عن وطنه والتشريد عن بلده. فما كان جواب قومه الا ان قالوا اخرجوا ال لوط من قريتكم فكأنه قيل ما نقمتم منهم وما ذنبهم الذي اوجب لهم الاخراج قالوا انهم اناس يتطهرون. اي يتنزهون عن اللواط وادبار الذكور. فقبحهم الله الله جعلوا افضل الحسنات بمنزلة اقباح السيئات ولم يكتفوا بمعصيتهم نبيهم فيما وعظهم به حتى وصلوا الى والبلاء موكل بالمنطق. فهم قالوا اخرجوهم من قريتكم انهم اناس يتطهرون. ومفهوم هذا وانتم متلوثون بالخبث والقذارة. المقتضي لنزول العقوبة بقريتكم ونجاة من خرج منها. ولهذا قال تعالى انا فانجيناه واهله الا امرأته قدرناها من الغادرين. وذلك لما جاءته الملائكة في سورة اضياف وسمع بهم قومه فجاؤوا اليه يريدونهم بالشر. واغلق الباب دونهم واشتد الامر عليه. ثم الملائكة عن جلية الحال وانهم جاءوا لاستنقاذه من بين اظهرهم وانهم يريدون اهلاكهم وان موعدهم الصبح مروه ان يسري باهله ليلا الا امرأته. فانه يصيبها ما اصابهم فخرج باهله ليلا. فنجوا وصبحهم فقلب الله عليهم ديارهم وجعل اعلاها اسفلها وامطر عليهم حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك ولهذا قال هنا اي بئس المطر مطرهم وبئس العذاب عذابهم. لانهم انذروا وخوفوا فلم ينزجروا ولم يرتدعوا صلى الله بهم عقابه الشديد. وسلام على عباده الذين اصطفى اي قل الحمد لله الذي يستحق كمال الحمد والمدح والثناء لكمال اوصافه وجميل معروفه وهباته وعدله وحكمته في عقوبته المكذبين وتعذيب الظالمين. وسلم ايضا الى عباده الذين تخيرهم واصطفاهم على العالمين من الانبياء والمرسلين وصفوة الله من العالمين. وذلك لرفع ذكرهم وتنويهم بقدرهم وسلامتهم من الشر والادناس وسلامة ما قالوه في ربهم من النقائص والعيوب وهذا استفهام قد تقرر وعرف اي الله الرب العظيم كامل اوصى في عظيم الالطاف خير ام الاصنام والاوثان التي عبدوها معه. وهي ناقصة من كل وجه لا تنفع ولا تضر ولا تملك انفسها ولا لعابديها مثقال ذرة من الخير. فالله خير مما يشركون