الحديث الخامس والعشرون عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم اني اعوذ بك من الفقر والقلة والذلة. واعوذ بك ان اظلم او اظلم. رواه ابو داوود وحديث صحيح استعاذ من الفقر والقلة والذلة وبينها تلازم فالفقر المدقع الشديد الذي يحوج الانسان الى التكفف والتذلل وتدنيس عرضه وقيل هو فقر القلب او فقر النفس الذي يصيب الغني حتى الغني الذي يفقدها يفقد يفقد غنى القلب غنى النفس وكل قلب يطلب شيئا بشرة وهلوع غاية الحرص فهو فقير يعني فقير القلب وان كان صاحبه كثير المال لا تشبع نفسك وقيل المراد فتنة الفقر وما يتفرع عليها من الجزع وقلة الصبر وانه بعض الناس من الفقر يكفر يكثر وينتقد القضاء والقدر والعياذ بالله فالفقر المستعاذ منه هنا الفقر الذي يكون فيه تسخط وقلة صبر او وقوع في الحرام او مد اليد الى يعني بالسرقة. امتداد الايدي بالسرقة ونحو ذلك اما الفقر مع القناعة والصبر والرضا مع صلاح صاحبه فليس بمذموم بل ان النبي عليه الصلاة والسلام تعرض في فترات من حياته مدد في حياته الى شيء من ذلك وكبار الصحابة ابو هريرة رضي الله عنه كان فقيرا غاية الفقر يخر من الجوع يغشى عليه طيب القلة ما هي القلة قيل قلة الصبر وقيل قلة العدد وقيل القلة في ابواب البر والخير وقيل المراد قلة المال لكن ايضا بحيث يكون الشخص غير راضي بقضاء الله ولا يكون له كفاف من القوت فيعجز عن وظائف العبادات وربما وقع بانواع من المحرمات ومن الناس والعياذ بالله من اذا وقع في الفقر اه عمل وقع في فواحش او جعل والعياذ بالله اهل بيته مجالا لذلك وهذا من اسوأ ما يمكن من اسوأ ما يمكن في ممن يصاب بهذا يعني بالقلة يتسخط على اقدار الله يجزع يحسد وقد يجر الى الكفر ولذلك قرنه به فينتج عن الفقر والقلة ذلة ينتج عن الفقر والقلة ذلة ويكون الشخص ذليلا بحيث يستخفه الناس ويحقرونه وقيل المراد الذلة الحاصلة من المعصية الناشئة عن الفقر والقلة بانه يحاول ان يعني يأخذ المال ببيع عرضه او بسرقة ونحو ذلك او بالتذلل واراقة ماء الوجه للاخرين وطبعا هذي ايضا المراد بهذه الادعية تعليم الامة كما في تحفة الابرار شرح مصابيح السنة البيظاوي وآآ مرقاة المفاتيح وشرح المشكاة وغيرها ثم استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من ان يكون ظالما او مظلوما فقال واعوذ بك ان اظلم او اظلم ولعل المناسبة بين هذه الجملة وما تقدم ان الفقير صاحب القلة والذلة قد يتجرأ عليه الناس ويظلمونه والقلة والذلة قد تدعو الى الظلم ظلم الغير كحسد الاغنياء وسرقة اموالهم والالحاف في السؤال وقد ينتقم منهم. يعني في بعض الفقراء يعني احيانا يثورون فينهبون ويسرقون يعني عندهم حقد عندهم حقد على على الاغنياء يعني ما في ما في رضا بالقضاء وما في الايمان ضعيف فممكن يولد يولد هجوما على من اعطاه الله وينتقم منهم. لذلك قال اعوذ بك ان اظلم او اظلم. لان لان الفقير الذليل اللي فيه الذلة والقلة يظلم بسبب قلة ذلته ويظلم ايضا. ممكن يظلم وينتقم من ناس يعني مجرد ان الله وسع عليهم واعطاهم فاستعاذ النبي عليه الصلاة والسلام من هذه الامور لما فيها من شدة على النفس ونقص في الدين والاخلال بكثير من العبادات والتسخط على اقدار الله عز وجل وعدم الصبر وعدم القناعة وايضا اتعاب العقل والبدن والفكر والهم والحزن ولا تطيب الحياة. ولا ترضى النفس نسأل الله السلامة والعافية