الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين وبعد وقفنا على فائدة جديدة من فوائد بدائع الفوائد العلامة ابن القيم رحمه الله وهي ايهما اعظم هل ترك الاوامر اعظم او ارتكاب المنهيات اعظم فقال رحمه الله فائدة جليلة قال سهل ابن عبد الله ترك الامر عند الله اعظم من ارتكاب النهي. صفحة مية وواحد وسبعين حسب النسخة اللي عندي نبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين يا رب العالمين. قال العلام ابن القيم رحمه الله تعالى فائدة جليلة قال سهل بن عبدالله ترك الامر عند الله اعظم من ارتكاب النهي بان لان ادم نهي عن اكل الشجرة فاكل منها فتاب عليه وابليس امر ان يسجد لادم فلم يسجد فلم يتب عليه قلت هذه مسألة عظيمة لها شأن وهي ان ترك الاوامر اعظم عند الله من من ارتكاب المناهي. وذلك من عدة من وذلك من وجوه عديدة. قول ابن عبد الله التستري رحمه الله من الزهاد العباد ترك الامر عند الله اعظم من ارتكاب النهي هذا من حيث الجنس وليس المقصود ان ترك كل امر هو اعظم من ارتكاب كل نهي لان من المنهيات ما هو شرك ومن المأمورات ما هو ليس بركن ولكنه واجب او مندوب فالمقصود هنا ترك الامر وارتكاب النهي ايهما اعظم يعني في حال التساوي في حال التساؤل كون هذا ركن وهذا ركن هذا يضاده كون هذا واجب وهذا محرم كون هذا مندوب وهذا مكروه ونحو ذلك وهي مسألة عظيمة وارى والله اعلم ان الانشغال بها هو من باب ملح العلم والا فانا نعلم علم اليقين ان قتل النفس من اعظم المنهيات وترك الجماعة ترك صلاة الجماعة محرم والصلاة الجماعة واجبة فلا نقول من ترك الجماعة صار مثل من قتل النفس نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى احدها ما ذكره سهل من شأن ادم وعدو الله ابليس. الثاني ان ذنب ارتكاب النهي مصدره في الغالب الشهوة والحاجة وذنب ترك الامر مصدره في الغالب الكبر والعزة ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. ويدخلها من مات على التوحيد وان زنا وسرق. لكن هذا من حيس العموم ان الذنوب اذا صدرت من العباد فسببها عليهم منهم فسبب صدورها منهم غلبة الشهوة والحاجة والسبب صدور ترك الامر في الغالب الكبر والعزة ولكن هذا لا يعني ان بعض الناس قد يرتكب النهي جهلا خطأ وان بعض الناس قد يترك الامر تكاسلا وليس كبرا ولا انا فتى نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى الثالث ان فعل المأمور احب الى الله من ترك المنهي كما دل على ذلك النصوص كقول صلى الله عليه وسلم احب الاعمال الى الله الصلاة على وقتها. وقوله الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند وارفعوها في درجاتكم. وخير لكم ان تلقوا عدوكم وتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم. قالوا بلى يا رسول الله قال ذكر الله وقوله واعلموا ان خير اعمالكم الصلاة وغير ذلك من النصوص يعني يريد الشيخ ابن القيم رحمه الله ليبين انه لم يأتي في النصوص ما يترتب على ترك المنهيات اه حب الله لم يأتي في النصوص ان من ترك كذا فانه ينال محبة الله ولكن جاءت نصوص بان من فعل كذا فانه ينال محبة الله وهكذا بالامور الاخرى معية الله مثلا ان الله مع الذين اتقوا آآ نصرة الله ونحو ذلك. لكن قد يقال ان الحب انما ينال بالعمل الذي هو فعل للمأمور وعكسه ارتكاب المحظور ارتكاب المحظور يترتب عليه بغظ الله جل وعلا وكلاهما امران خطيران. نعم قال رحمه الله تعالى وترك المناهي عمل فانه كف النفس عن الفعل. ولهذا علق سبحانه بفعل اوامر كقوله ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا. والله يحب للمحسنين قوله ان الله يحب المقسطين. والله يحب الصابرين واما في جانب المناهي فاكثروا فاكثروا ما جاء النفي للمحبة كقوله والله لا يحب الفساد وقوله والله لا يحب كل مختال فخور. وقوله ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين وقوله لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم. وقوله ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا. ونظائره واخبر في موضع اخر انه يكرهها ويسخطها كقوله كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها وقوله ذلك بانهم ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله اذا عرف هذا ففعل ما يحبه سبحانه مقصود بالذات. ولهذا يقدر ما يكرهه ويسخطه لافضاء لافضائه الى ما يحب. كما قدر المعاصي والكفر والفسوق لما ترتب على تقديرها. مما يحبه من لوازمها. من الجهاد واتخاذ الشهداء وحصول التوبة من العبد والتضرع اليه والاستكانة. واظهار عدله وعفوه وانتقامه وعزه. وحصوله الموالاة والمعاداة لاجله وغير ذلك من الاثار التي وجودها بسبب تقديره لما يكره احب اليه من ارتفاعها بارتفاع اسبابها وهو سبحانه لا يقدر ما يحب لافضائه الى ما لافضائه الى حصول ما يكرهه ويسخطه كما يقدم ما يكرهه لافضائه الى ما يحبه فعلم ان فعل ما يحبه احب اليه مما يكرهه يعني هذه المسألة ايضا تأصيل لطيف. وهي ان فعل ما يحبه الله جل وعلا مقصود لذاته اذن الاوامر مقصودة لذواتها لا سيما الاوامر التي جاءت النصوص في ان الله يحب فاعله يحب التوابين يحب الصابرين يحب المقسطين ولم يأتي دليل ولا نص على ان المنهيات مقصود تركها لذاتها وانما المنهيات منعت لما يترتب عليها من المنكرات والفواحش والاذى والقذى اذا فعل المأمورات سبب اصيل لنيل محبة الله جل وعلا لانها مقصودة بالذات وترك المنهيات سلم للوصول الى محبة الله نعم يوضحه الوجه احسن الله قال رحمه الله تعالى يوضحه الوجع الوجه الرابع ان فعل المأمور مقصود لذاته وترك المنهي مقصود لتكميل فعل المأمور. فهو منهي عنه لاجل كونه يخل بفعل المأمور او يضعفه وينقصه. كما نبه سبحانه على ذلك في النهي عن الخمر والميسر بكونهما يصدان عن ذكر الله وعن الصلاة فلننهي فالمنهيات قواطع وموانع صادة عن الفعل المأمورات او عن كمالها. فالنهي هنا من باب المقصود لغيره والامر بالواجبات من باب المقصود لنفسه. اذا هذه فائدة اخرى مهمة جدا ان المأمورات مقصودة لذاتها والمنهيات انما نهي عنها لانها تؤدي الى ترك الواجبات فلماذا نهى مثلا عن الخمر لانه يصد عن ذكر الله لماذا نهى عن الميسر؟ لانه يؤدي الى البغضاء ويؤدي الى الفحشاء ويؤدي الى اكل اموال الناس بالباطل لماذا حرم لحم الخنزير؟ لانه يضر اذا المأمورات مقصودة لذاتها مثل الدعاء الصلاة الصوم والمنهيات انما هي مقصودة لا لذاتها وانما لانها قواطع وموانع لذلك لو تتأمل انت مأمور في الصلاة بان تقرأ الفاتحة هاي عبادة مقصودة لذاتها وانت منهي عن الالتفات في الصلاة لو نظرت لماذا امرت بقراءة الفاتحة تجد انها مقصودة لذاتها تلاوة كلام الله لماذا نهيت عن الالتفات لانها مشغلة عن الصلاة. نعم. احسن الله قال رحمه الله تعالى ويوضحه الوجه الخامس ان فعل المأمورات من باب حفظ قوة الايمان وبقائها. وترك المنهيات من باب الحمية عما يوشوش قوة الايمان. ويخرجها عن الاعتداء وحفظ القوة مقدم على الحمية. فان القوة كلما قويت دفعت المواد الفاسدة. واذا ظعفت غلبت المواد الفاسدة. فالحمية مرادة لغيرها وهو حفظ القوة وزيادتها وبقاؤها. ولهذا كلما قويت قوة الايمان دفعت المواد الرديئة ومنعت من غلبتها وكثرتها بحسب القوة وضعفها واذا ظعفت غلبت المواد الفاسدة. يعني هذه لطيفة جميلة. ان فعل المأمورات من باب تقوية الايمان وترك المنهيات حمية حماية. حماية حماية يعني حماية والاول مقدم على الثاني يعني العاقل يقوي اساسيات بيته قبل ان يضع السور لان اساسيات البيت اذا كانت قوية فان البيت يقف السور الذي حول البيت موانع لاشياء يسيرة وليست تقوي لنفس ليست لقوة البيت فهكذا المأمورات قوة ايمانية والمنهيات حمية للقوة الايمانية. نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى فتأمل هذا الوجه. الوجه السادس ان فعل المأمورات حياة القلب وغذاؤه وزينته وسروره وقرة عينه ولذته ونعيمه. وترك المنهيات بدون ذلك لا يحصل له شيئا من ذلك فانه لو ترك جميع المنهيات ولم يأتي بالايمان والاعمال المأمور بها لم ينفعه ذلك الترك شيئا وكان خالدا مخلدا في النار يوضحه لو ان كافرا عفيف النفس لاحظوا عفيف لا يزني امين لا يخون ولا يشرب الخمر لا يلعب القمار والميسر لا يسب ولا يشتم لا يعق جميع المنهيات يتركها لان الاصل هذه قاعدة فائدة لطيفة تذكرتها الان ان ترك المنهيات في الاصل فطرة في العبد ولذلك نجد كثير من الكفار يتركون بفطرهم اشياء مما يفعله عامة الكفار تجده يمج الكذب يمج الزنا يمج الخمر يمج الميسر كمج الغيبة والنميمة ونحو ذلك فاذا فهم هذا فندرك ان المأمورات فيها حياة القلب وانشراحة الصدر ولذة العبد وانس النفس بخلاف المنهيات فانها بدون فعل المأمورات لا يورث في النفس شيئا اللهم الا ان ترك المنهيات مع عدم فعل الطاعات قد يورث ما يسميه الناس اليوم براحة الظمير ما اغتاب احد ما غلط على احد مرتاح ظميرك من هذا الجانب نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى وهذا يتبين للوجه السابع ان فعل المأمورات والمنهيات ان من ان من فعل المأمورات والمهنيات فهو اما ناج ان غلبت حسناته سيئاته واما ناج بعد ان يؤخذ منه الحق ويعاقب على سيئاته. الى النجاة. وذلك بفعل مأمور. ومن ومن ترك المأمورات فهو هالك غير ناج ولا ينجوا الا بفعل المأمور وهو التوحيد. فان قيل فهو انما هلك ارتكاب المحظور هو الشرك قيل يكفي في الهلاك ترك نفس ترك نفس التوحيد المأمور به. وان لم وان لم يأت بضد وجودي من الشرك بل متى خلا قلبه من التوحيد رأسا فلم يوحد فلم يوحد الله فهو هالك. وان لم يعبد معه غيره فاذا انظاف اليه غيره عذب على ترك التوحيد المأمور به وفعل الشرك المنهي عنه. التوحيد وافراد الله بالعبادة فلو فرضنا ان عبدا اعتقد ان الله هو المستحق للعبادة اعتقد انتبهوا الان ولكنه لم يعبد الله عز وجل هذه مسألة مهمة فخلا قلبه عن التوحيد العملي وجد عنده التوحيد العلمي. لكن خلا قلبه عن التوحيد العملي وان لم يوجد منه الشرك فانه يخلد في النار لان التوحيد هو اخلاص العبادة لله فعل العبادة لله طيب هو ما وجد منه العبادة فان قال قائل فكيف يخلد في النار؟ هو ما اشرك؟ يخلد لكفره لان الاقرار بالتوحيد علما وعدم الاقرار به عملا هو كفر نوع من انواع الكفر ولهذا قال جل وعلا وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم وهذا الوجه السابع ان من فعل المأمورات نجا خروجي له النجاة بخلاف من ترك المنهيات فقط ولم يفعل المأمورات فانه لا يتصور له النجاة نعم قال رحمه الله تعالى يوضحه الوجه الثامن ان المدعو الى الايمان اذا قال لا اصدق ولا اكذب ولو احب ولا ابغض ولا اعبده ولا اعبد غيره. كان كافرا بمجرد الترك والاعراب. بخلاف ما اذا فقال انا اصدق الرسول واحبه واؤمن به. وافعلوا ما امرني ولكن شهوتي وارادتي وطبعي حاكمة علي لا تدعني اترك ما نهاني عنه. وانا اعلم انه قد نهاني وكره لي فعل المنهي. ولكن لا صبر لي عنه. فهذا لا يعد كافرا بذلك ولا حكمه حكم الاول فان هذا مطيع من وجه وتارك المأمور جملة لا يعد مطيعا بوجه يعني لا شك ان الانسان الذي ليس في قلبه شيء من المأمورات وان لم يكن في قلبي شيء من المنهيات فانه ليس مثل الذي في قلبه المأمورات وان وقع منه ارتكاب المحظورات نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى يوضحه الوجه التاسع ان الطاعة والمعصية انما تتعلق بالامر اصلا وبالنهي طبعا فلنطيع ممتثل المأمور والعاصي تارك المأمور قال تعالى لا يعصون الله ما امرهم وقال موسى لاخيه ما منعك اذ رايتم ضلوا الا تتبعني فعصيت امري فقال عمرو بن العاص عند موته انا الذي امرتني فعصيت ولكن لا اله الا انت قال الشاعر ام امرتك امرتك امرا حازما فعصيتني امرتك امرا حازما فعصيتني. والمقصود من ارسال الرسل طاعة المرسل. طاعة المرسل ولا تحصل الا بامتثال اوامره واجتناب المناهي من تمام امتثال اوامر ولوازمه. لهذا لو اجتنب المناهي ولم يفعل المأمور به لم يكن مطيعا وكان عاصيا بخلاف ما بخلاف ما لو اتى بالمأمورات وارتكب المناهي انه وان عد عاص مذنبا فانه مطيع بامتثال امر عاص بارتكاب النهي بخلاف تارك الامر فانه لا يعد مطيعا باجتناب المنهيات خاصة يعني سورة المساء لو قال الملك لاحد قواده اه افعل كذا وكذا ولا تفعل كذا وكذا فامتثل في جانب الفعل في جانب الترك فلم يفعل ولم يمتثل في جانب الفعل فلم يفعل فهذا لا يعد طائعا يعني لو قال الحاكم للوزير اصنع شارعا هذا فعل بامر ولا تجعل هذا الشارع معوجا فلم يصنع الشارع هو تبع لما لم يصنع الشارع ترك المنهي ما وجد الاعوجاج فهل يقال عنه طايع؟ ابدا. لا يقال عنه طايع لكن لو صنع الشارع لما وجد الاعوجاج قال امتثل فقصر فرق بين الامرين. نعم قال رحمه الله تعالى الوجه العاشر ان امتثال الامر عبودية وتقرب وخدمة وتلك العبادة التي خلق لاجلها خلق. كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فاخبر سبحانه ان انما خلقهم للعبادة وكذلك انما ارسل اليهم رسله وانزل عليهم كتبه ليعبدوه فالعبادة هي الغاية التي خلقوا لها ولم يخلقوا لمجرد الترك. فانه امر عدمي لا كمال فيه من حيث هو عدم بخلاف امتثال المأمور فانه امر وجودي مطلوب الحصول. ومن هنا ندرك ان بعض المنهيات في الدنيا ها ليست منهيات في الاخرة فمثلا الله جل وعلا يسقي اهل الجنة خمرا لا يسكرون من ورائه ويبيح لهم لبس الحرير قد كان منهيا عليه في الدنيا. ذهبوا الفضة. ها؟ والذهب الفضة. والذهب والفضة. وكان محرما عليهم. اذا نلاحظ ان امتثال الامر هو حقيقة العبودية وما خلقت الجن والانس الا ليعبدوني اي ليوجدوا الامتثال الامر يوجد الامتثال وما ارسل الله الرسل ولا انزل الكتب الا لاجل هذه العبادة واما مجرد الترك فهذه لا تسمى عبادة الا مع فعل الامر اذا كان الرجل مثلا مصليا ولا يسكر يقول عابد لكن لا يسكر ولا يصلي محد يقول عنه عابد صح ولا لا هي واضحة فلا يقال عابد الا لمن عبد. اوجد العبادة واول ذلك فعل المأمور. ويترتب عليه الترك المحظور. هذه مسألة عظيمة والله نعم قال رحمه الله تعالى وهذا يتبين بالوجه الحادي عشر وهو ان المطلوب بالنهي عدم الفعل وهو امر عدمي والمطلوب الامر ايجاد فعل. ايجاد فعلا وهو امر وجودي فمتعلق الامر ايجاد يتعلق النهي الاعدام او او العدم وهو امر لا كمال فيه الا اذا تضمن امرا وجوديا فان العدم من حيث هو عدم لا كمال فيه ولا مصلحة الا اذا تضمن وجوديا مطلقا وذلك الامر وجودي مطلوب مأمور به فعادت حقيقة النهي الى الامر وان المطلوب به ما في ضمن النهي من الامر الجودي المطلوب به لا شك ان الاوامر كلها من جنس الايجاد كلها من جنس الايجاد النواهي كلها من جنس العدم والعدم في ذاته ليس بكمال ما لم يكن يترتب عليه امر اخر بخلاف الايجاد فانه كمال لو قال لنا قائل هناك من صنع منديلا فهناك من لم يصنع شيئا باتفاق العقلاء من صنع اكمل ممن لم يوجد منه صنعة وعدمت الصنعة منه صح اذا الفعل اكمل ولهذا اذا اراد العبد الكمال واراد الوصول الى ذي الجلال فعليه بالامتثال. نعم قال رحمه الله تعالى وهذا يتضح بالوجه الثاني عشر وهو ان هو ان الناس اختلفوا في المطلوب بالنهي على اقوال احدها ان المطلوب به كف النفس عن الفعل وحبسها عنه. وهو امر وجودي. قالوا لان التكليف انما يتعلق المقدور والعدم المحض غير مقدور وهذا قول الجمهور فقال ابو هاشم غيره بل المطلوب عدم الفعل. لهذا يحصل المقصود من بقائه على العدم. ولم يخطر بباله الفعل. فضلا ان نقصد الكف عنه ولو كان المطلوب الكف لكان عاصيا اذا لم يأت به. ولان الناس يمدحون بعدم فعل القبيح من لم يخطر بباله فعله والكف عنه وهذا احد قولي القاضي ابي بكر ولاجله التزم ان عدم الفعل مقدور للعبد وداخل تحت الكسب. قال والمقصود والمقصود بالنهي الابقاء على العدم الاصلي هو مقدور فقالت طائفة المطلوب نهي فعل الضد. فانه هو المقدور وهو المقصود للناهي. فانه انما نهاه عن الفاحشة طلبا للعفة وهي المأمور بها ونهاه عن الظلم طلبا للعدل المأمور به. وعن الكذب طلبا للصدق المأمور به. وهكذا جميع المنهيات فعند هؤلاء ان حقيقة النهي الطلب لضد المنهي عنه. فعاد الامر الى ان الطلب انما تعلق بفعل المأمور والتحقيق ان المطلوب نوعان مطلوب لنفسه وهو المأمور به ومطلوب مطلوب مطلوب اعدامه لمضاداته المأمورة به. وهو المنهي عنه لما فيه من المفسدة المضادة للمأمور به اذا لم يخطر ببال المكلف ولا دعته نفسه اليه بل استمر على العدم الاصلي لم يثب على تركه. وانه خطر بباله وكفه نفسه عن عنه لله وتركه اختيارا اثيب على كف نفسه وامتناعه. فان فانه فعل وجودي. والثواب انما يقع امر دون العدم المحض. وان تركوه مع عزمه الجازم على فعله اه وان تركه مع عزمه الجازم على فعله لكن تركه عجزا فهذا وان لم يعاقب عقوبة الفاعل لكن يعاقب على عزمه وارادته الجازمة التي انما تخلف مرادها عجزا وقد دلت النصوص وقد دلت على ذلك النصوص الكثيرة. فلا يلتفت الى ما خالفها. لقوله تعالى ان تؤذوا ما في انفسكم وتخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء وقوله في كاتم الشهادة فانه اثم قلبه وقوله ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم وقوله يوم السرائر وقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا هذا القاتل فما المقتول قال انه اراد قتل صاحبه. وقوله في الحديث الاخر هو رجل قال لو ان لي مالا لعملت به بعمل فلان فهو بنيته وهما وهما في الوزر سواء فقول من قال ان المطلوب النهي فعل الضد. ليس كذلك فان المقصود عدم الفعل والتلبس بالضد انما فانما لا يتم الواجب الا به فهو غير مقصود بالقصد الاول وان كان المقصود بالقصد الاول المأمور الذي نهى نهي عما يمنعه ويضعفه بل من ينهي عنه مطلوب مطلوب اعدامه طلب الوسائل والذرائع. والمأمور به مطلوب ايجاده طلب المقاصد والغايات. قول ابي هاشم ما كان مطلوبا طلب المقاصد والغايات كان اكمل مما هو مطلوب لاجل الوسائل والذرائع ولهذا لو سألنا اي انسان وقال لنا ايهما افضل؟ الوضوء ولا الصلاة الصلاة لان الوضوء وسيلة للصلاة لو قال لنا قائل ايهما افضل اه جمع المال لاحظوا الان جمع المال من حلال وولى الزكاة لاحظ الان جمع المال من الحلال ولا الزكاة يقول الزكاة لان الزكاة فريضة فعل طيب اذا قال لنا قال ايهما افضل كون الانسان يزكي افظل ولا الانسان الذي يأخذ المال الحرام ويترك المال الحرام نقول اللي يزكي افضل ممن يترك المال الحلال الحرام نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى وقول ابي هاشم وهاشم الجباهي من كبار علماء المعتزلة وهو دخل في هذا الباب من جهة الاعتزال نعم ان قال سبحانه وتعالى قول ابي هاشم ان تارك قبائحي يحمد من لم يخطر بباله كف النفس. فان اراد بحمده ان لا يذمى فصحيح من اراد ان يثنى عليه بذلك يحمد عليه يستحق الثواب فغير صحيح. غير صحيح اكيد غير صحيح لماذا غير صحيح لان الحجر والشجر لم يخطر ببالهم فعل المعاصي. فهل نحمدهم ابد نعم قال رحمه الله تعالى فان الناس لا يحمدون المجبوب على لا يحمدون فان الناس لا يحمدون المجبوب على ترك الزنا ولا الاخرص على عدم الغيبة والسب قلنا وانما يحمدون قادر الممتنع عن قدرة وداع الى الفعل. اقول قاضي الابقاء على العدم الاصلي مقدور فان اراد به كف النفس ومنعها فصحيح من اراد مجرد مجرد العدم فليس كذلك. المقصود بالقاضي هنا قاضي ابو بكر الباقلاني نعم قال رحمه الله تعالى وهذا تبينوا بالوجه الثالث عشر. وهو وهو ان الامر بالشيء نهي عن ضده من طريق اللزوم العقلي لا القصد الطلبي. فان انما مقصود فعل المأمور. فاذا كان من لوازمه ترك الضد صارت صار تركه مقصودا لغيره. وهذا هو الصواب في مسألة الامر بالشيء هل هو نهي عن ضده ام لا هو نهي عن عنه من جهة اللزوم لا من جهة القصد والطلب. وكذلك النهي عن الشيء مقصود النهي بالقصد الاول الانتهاء عن عنه وكونه وكونه مشتغلا بظده جاء من جهة اللزوم العقلي. لكن انما نهي عما يضاد ما ما امر به كما تقدم. فكان المأمور به هو المقصود بالقصد الاول في الموضعين وحرف المسألة ان طلب الشيء حرف المسألة حرف المسألة يعني طرفها المبين لها. نعم. احسنت وحرف المسألة ان طلب الشيء طلب له بالذات ولما هو من ضرورته باللزوم والنهي عن الشيء طلب لتركه بالذات ولفعل ما هو من من ضرورة الترك باللزوم والمطلوب في الموضعين فعل وكف وكلاهما امر وجودي. اه خلاصة هذه المسألة ان المأمونيات هل ترك المنهيات امر وجودي او ليس امرا وجوديا آآ عقيدة اهل السنة والجماعة ان ترك الشيء فعل وجودي كونك انت لا تغتاب فانت اوجدت عفة اللسان كونك لا تكذب انت اوجدت الصدق اما بطريق اللزوم واما بالذات هذا هو الخلاف بينهم. هل ترك الشيء ايجاد لشيء باللزوم او بالذات لا لا يضر هذا الخلاف. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى الوجه الرابع عشر ان الامر والنهي في باب الطلب نظير النفي والاثبات في باب الخبر. هم والمدح والثناء لا يحصلان بالنفي المحض ان لم يتضمن ثبوتا فان النفي كاسمه عدم لا كمال فيه ولا مدح. فاذا تضمن ثبوتا صح المدح به. كنفي النسيان المستلزم لكمال العلم يعني يعني وما كان ربك نسيا هل هذا النفي المجرد مدح؟ لا اذا اين المدح؟ المدح في كونه لا ينسى لكمال علمه هم اذن المنفي المنفي لا يكون مدحا الا اذا ترتب عليه كمال فكذلك المنهي المنهي لا لا يكون المنهيات الشرعية لا يترتب عليها مدح الا لما يترتب عليها من الامور الطيبة فمثلا ترك الربا يترتب عليه آآ حب الخير للناس ترك البغض يترتب عليه حب الناس. نعم قال رحمه الله تعالى ونفي اللغوب والاعياء والتعب المستلزم لكمال القوة والقدرة قناة فسنة والنوم المستلزم لكمال الحياة والقيومية. ونفي الولد والصاحبة مستلزم من كمال الغناء والملك والربوبية ونفي الشريك والولي والشفيع بدون الاذن مستلزم لكمال التوحيد وتفرد بالكمال والالهية والملك ونفي الظلم انفظا مني كمال العدل. ونفي ادراك الابصار له ومتظمن لعظمته. وانه اجل من ان من ان يدرك وان وان رأتوا الابصار والا فليس في كونه لا يرى مدح بوجه من الوجوه فان العدم المحض كذلك نعم. واذا عرف هذا فالمنهي عنه ان لم يتضمن امرا وجوديا ثبوتيا لم يمدح بتركه ولم يستحق الثواب والثناء بمجرد الترك كما لا يستحق المدح والثناء بمجرد الوصف العدني نعم والوجه الخامس عشر ان الله سبحانه جعل جزاء المأمورات عشرة امثال فعلها فجزاء المنهيات مثل مثل واحد مثل واحد. مثل واحد المثل بفتحتين مثل بمعنى الشبيه والنظير والقياس. لا تنسى المثل بفتحتين النظير والشبيه والقياس المثل بكسر فسكون معناه عدل الشيء ومساوي فانت تقول هذا مثل هذا يعني يساوي الدينار يساوي الف فلس الدينار مثل الف فلس ولا تقل مثل نعم فهو جزاء المنهيات مثل واحد وهذا يدل على ان فعل ما امر به احب اليه من ترك ما نهى عنه. ولو كان الامر بالعكس قامت سيئته بعشرة بعشرة والحسنة بواحدة او تساويا هذا وجه لطيف ها الحسنات تضاعف عشر مئة سبع مئة اظعاف ليعلمها الا الله طيب ترك السيئات ترك السيئات لا تتضاعف ترك السيئة حسن. حسد نعم. رحمه الله تعالى الوجه السادس عشر ان المنهي عنه المقصود اعدامه. والا وان لا يدخل في الوجود سواء نوى ذلك او لم ينوه. وسواء خطر بباله او لم يخطر. فالمقصود الا يكون. واما المأمور به فالمقصود كونه وايجاده والتقرب به نية وفعلا وسر المسألة ان وجود ما تؤطل ان وجود ما طلب ايجاده احب اليه من عدم من عدم ما طلب اعدامه وعدم وعدم ما احبه وعدم ما احبه اكره اليه من وجود ما يبغضه. فمحبته لفعل ما امر به اعظم ان كره لفعل ما نهى عنه يعني يوجد حب ها وعكسه البغض حب عكسه المكروه. فدل على ان الحب اعظم نعم قال رحمه الله تعالى يوضحه الوجه السابع عشر ان فعل ما يحبه والاعانة عليه وجزاؤه وما عليه من المدح والثناء من رحمته وفعل ما يكرهه وجزاؤه وما ترتب عليه من الذم والالم والعقاب من غضبه. ورحمته سابقة على غضبه غالبة له وكل ما كان من صفة الرحمة فهو غالب لما كان من صفة الغضب. فانه سبحانه لا يكون الا رحيما ورحمته اللوازم ذاته كعلمه وقدرته وحياته وسمعه وبصره واحسانه. فيستحيل ان يكون على خلاف ذلك. وليس كذلك غضبه فانه ليس من لوازم ذاته ولا يكون غضبان دائما غضبا لا يتصور انفكاكه. بل لان الغضب من الفعلية اما الرحمة فانها صفة ذاتية من وجه وفعلية من وجه. ذاتية من حيث كون الرب موصوفا بالرحمة ازلا وابدا وكونه رحم فلان فعليه. نعم وعكس رحمة فلان عكس رحمة فلان الصفة الفعلية غضبه على فلان منعه الرحمة عن فلان. نعم. قال رحمه الله تعالى بل يقول رسله واعلم الخلق به يوم القيامة ان ربي قد غضب اليوم اليوم غضب لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله. ورحمته وسعت كل شيء وغضبه لمس كل شيء وهو سبحانه كتب على نفسه الرحمة ولم يكتب على نفسه غضب وسع كل شيء ووسع وسع كل شيء رحمة وعلما ولم يسع كل شيء غضبا وانتقاما. فالرحمة وما كان بها ولوازمها واثارها غالبة عن غضب وما كان منه واثاره فوجود ما كان بالرحمة احب اليه من وجود ما كان من لوازم الغضب ولهذا كانت الرحمة احب اليه من العذاب والعفو احب اليه من انتقام فوجود محبوبه احب اليه من فوات مكروهه ولا سيما اذا كان في فوات مكروه فوات ما يحبه من لوازمه. فانه يكره فوات تلك اللوازم المحبوبة كما يكره وجود ذلك ذلك الملزوم المكروه. هذا وجه لطيف جدا عظيم فعل الاوامر متعلق الرحمة وارتكاب المنهيات متعلق بغضب الله نعم قال رحمه الله تعالى الوجه الثامن عشر ان اثار ما يكرهه وهو المنهيات اسرع زوالا بما يحبه من زوال اثار ما يحبه بما يكرهه فاثاروا كراهته سريعة الزوال. فقد يزيلها سبحانه بالعفو والتجاوز. وتزول بالتوبة والاستغفار والاعمال الصالحة. يعني بالعفو والتجاوز ابتداء منه بدون فعل من العبد او بالتوبة والاستغفار وهو فعل من العبد نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى والمصائب المكفرة والشفاعة والحسنات يذهبن السيئات. ولو بلغت ذنوب العبد عنان السماء ثم استغفره غفر له ولو لقيه بقراب الارض خطايا ثم لقيه لا يشرك بي شيئا لاتاه بقرابها مغفرة. وهو سبحانه يغفر الذنوب وان تعاظمت ولا يبالي فيبطلها ويبطل اثارها بادنى سعي للعبد وتوبة نصوح وندم على ما فعل. وماذا وما ذاك الا لوجود ما يحبه من توبة العبد وطاعته وطاعته وتوحيده. فدل على ان وجود ذلك احب اليه وارضى له. نعم يوضحه وجه التاسع عشر وظنه سبحانه وقدر ما يبغضه ويكرهه من من المنهيات لما يترتب عليها مما يحبه ويفرح به من مأمورات فانه سبحانه افرح بتوبة عبده من الواجد الفاقد والعقيم الوالد الظمآن الوارد. وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لفرحه بتوبة العبد مثلا ليس في المفروح به ابلغ منه. وهذا الفرح انما كان بفعل المأمور به وهو التوبة قدر الذنب بما يترتب عليه من هذا الفرح العظيم الذي وجوده احب اليه من فواته. ووجوده ووجوده بدون لوازمه ممتنع فدل على ان وجود ما يحب ما يحب احب اليه من فوات ما يكره يشير الى حديث انس في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الله اشد فرحا بتوبة عبده من احدكم بفلات معه راحلته وعليها سقاؤه طعامه ففقدها فنام تحت شيرة فوجدها. نعم قال رحمه الله تعالى وليس المراد بذلك ان كل فرد من افراد ما يحب احب اليه من فوات كل فرد مما يكرهون حتى تكون ركعتا الضحى احب اليه من فوات قتل المسلم. اي هذا تنبيه مهم يعني الى هذا المقصود من حيث العموم وليس كل من مأمور في مقابل كل بني الجنس يختلف عن الكليات. لذلك نحن نقول جنس البدعة اعظم من جنس المعصية بس مو معنى هذا ان اللي ابتدع بدعة مفسقة مثل يقتل واضح نعم طيب نكمل بعد الاذان احسن عشان تاخذ راحتك هذا الكلام مهم وليس المراد بذلك ان كل فرد من افراد ما يحب احب اليه من فوات كل فرد مما يكره. اعدها مرة ثانية. قال رحمه الله تعالى وليس المراد بذلك ان كل فرد من افراد ما يحب احب اليه من فوات كل فرد مما يكرهه. حتى تكون ركعتا الضحى احب اليه من فوات قتل المسلم وانما المراد ان جنس فعل المأمورات افضل من جنس ترك المحظورات. كما اذا فضل الذكر على الانثى ونسيوا على على الملك فالمراد الجنس الملك فالمراد الجنس لا عموم الاعيان يعني لما نقول ان جنس المأمورات افضل من جنس المنهيات هذا ما فيه اشكال لكن لا يقال كل مأمور افضل من كل من هي هذا غلط مثال ذلك لما قال جل وعلا وليس الذكر كالانثى هذا مو معناه ان كل انثى ما راح يكون مثل كل ذكر لكن المقصود الجنس فنجد في جنس الذكور الانبياء وليس في جنس الاناث نبيا نجد في جنس الذكور القادة العظماء الفاتحين في الاسلام ولا نجد في النساء بهذا الجنس هذا النوع نجد في جنس الذكور قال لي الكمل من الرجال من الصحابة والصالحين والشهداء ولم نجد في جنس الاناث الكمل من النساء الا اربع اذا تفضيل الجنس على الجنس لا يعني تفضيل كل نوع على كل نوع. فما يجي احد يقول والله التابعي فلان افضل من الصحابية فلانة هذا غلط لان تفضيل الجنس لا يلزم تفضيل كل فرد من افراد الجنس على اي فرد من افراد العموم مثال هذا ايضا لما يقول الانسان الانسي افضل ولا الملائكة افضل يعني اذا كان المقصود الجنس فلا شك ان جنس الملائكة افضل ليش؟ لانه لا يتصور فيهم العصيان لكن اذا كان المقصود بالاعيان ففي اعيان الانسان من هم افضل من الملائكة مثل نبينا صلى الله عليه وسلم واولي العزم من الرسل. نعم. قال رحمه الله تعالى المقصود ان هذا الفرح الذي لا فرح يشبهه بفعله بفعل التوبة يدل على ان هذا المأمور احب اليه من فواتير المحظور الذي تفوت به التوبة واثرها ومقتضاها فان قيل انما انما فرح بالتوبة لانها ترك للمنهي. فكان الفرح بالترك. قيل ليس كذلك فان ترك المحض لا هذا الفرح بل ولا الثواب ولا المدح. وليست التوبة دركا وان كانت ترك من لوازمها. وانما هي فعل وجودي يتضمن اقبال على ربه وانابته اليه والتزام طاعته. ومن لوازم ذلك ترك ما نهي عنه. ولهذا قال تعالى وان استغفروا ربكم ثم وتوبوا اليه. فالتوبة رجوع مما يكره الى ما يحب. وليس مجرد الترك. فان من فان من ترك الذنب تركا مجردا ولا لم يرجع منه الى ما يحبه الرب تعالى لم يكن تائبا. فالتوبة رجوع واقبال وانابة لا ترك محض. لا شك ان التوبة فعل اما ان كانت ان كان ترك المنهي عدما فقط بدون توبة هذا ليس محبوب لله مثال ذلك لو ان رجلا سرق سرقة كبيرة ثم لم يسرق فقيل له لماذا لا لم تسرق؟ اتبت من السرق؟ قال لا لكن ما عندي يكفيني الان هذا ليس بالتائب فتركه ليس مفروحا به اذا متى يكون مفروحا اذا تركه لله وتاب واناب واستغفر وكفر عما بدر منه. نعم الوجه العشرون قال رحمه الله تعالى الوجه العشرون ان المأمور به اذا فات فاتت الحياة المطلوبة العبد وهي التي قال تعالى فيها يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم. فقال اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي بي يبي نورا يمشي به في الناس كمن مثلوا في الظلمات. وقال في حق الكفار اموات غير احياء. وقال انك لا تسمع الموتى اما المنهي عنه فاذا وجد فغايته ان يوجد المرض وحياة مع السقم خير من موت هذا الوجه لطيف وهي ان آآ فعل المأمور يترتب عليه اشياء عظيمة من كون العبد يحصل النور من كون العبد يحصل الحياة الطيبة من كون العبد يكون حيا حقيقة من كون العبد يكون له بصيرة اما مجرد ترك المنهي لا يحصل له هذه الامور. نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى فان قيل ومن المنهي عنه ما يوجه هلاك وهو الشرك. قيل الهلاك انما حصل بعدم التوحيد المأمور به الحياة الحمد لله يرحمك الله يهديكم الله بس الاحباب. فلما فقد حصل الهلاك فما هلك الا من عدم اتيانه بالمأمور به نعم وهذا وجه حاد هذا وجه حاد لا وهذا وجه حادي وعشرون وهذا وجه حاد وعشرين وعشرون في المسألة وهن وهو ان في المأمورات ما يوجب فواته الهلاك والشقاء وليست المنهيات ما يقتضي ذلك الوجه الثاني والعشرون ان فعل المأمور يقتضي ترك المنهي عنه اذا فعل على وجهه من الاخلاص والمتابعة والنصح لله فيه قال تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. مجرد ترك المنهي لا يقتضي فعل المأمور ولا يستلزمه. هذا وجه لطيف ان فعل المأمور على الوجه المطلوب يجعل العبد لا يرتكب المحظور اما من ترك المحظور فانه لا يمكن بحال ان تركه هذا يجعله يأتي بالمأمور. نعم. احسن الله وتعالى الوجه الثالث والعشرون ان ما يحبه من المأمورات فهو متعلق بصفاته وما يكرهه من المنهيات فمتعلق بمفعولاته فهذا وجه دقيق يحتاج الى بيان فنقول يعني المقصود ان فعل المأمورات متعلق بالصفات الذاتية وترك المنهيات متعلق صفاته الفعلية. نعم. احسن الله اليك. المنهيات شرور وتفضي الى الشرور والمأمورات خير وتفضي الى الخيرات. والخير بيديه سبحانه والشر ليس اليه. ان الشر لا يدخل في صفاته ولا في افعاله ولا في اسمائه انما هي انما هو في المفعولات مع انه شر بالاضافة والنسبة للعبد. والا من حيث مضافته ونسبته الى خالق سبحانه فليس بشر من هذه الجهة ليس في فعل الرب شر ابدا. انما الشر في المفعولات اي في المخلوقات. المخلوقات هم الذين يجيدون الله خلق النار المخلوق هو الذي يأخذ النار ويحرق به بيت فلان الله خلق الحديد المخلوق ياخذ الحديد يجعل منه خنجر فيقتل انسان. اذا ليس في فعل الرب شر محض ابدا. نعم قال رحمه الله تعالى فغاية ارتكاب المنهي ان يوجب شرا بالاضافة العبد مع انه في نفسه ليس بشرط. واما فوات فيفوت به الخير الذي بهواته يحصل ضده من الشر فكلما كان المأمور احب الى الله سبحانه كان الشر الحاصل لفواته اعظم كالتوحيد والايمان فسر وسر هذه الوجوه ان المأمور به محبوبه والمنهي مكروهه وقوع محبوبه ووقوع ووقوع محبوب احب اليه من فوات مكروهه وفوات محبوبه اكره اليه من وقوع مكروه والله اعلم. هذه وجوه لطيفة في ان الانسان يجب عليه ان يحرص على فعل المأمورات ويحرص على ترك المنهية لكن لنعلم ان مجرد الترك لا يورث محبة الله فمهما كان الانسان تاركا للكذب تاركا الغيبة تاركا السرقة هذا لا يجب ان يكون ممن يحبهم الله وانما نيل محبة الله بفعل ما امر من الصلاة والصوم وقراءة القرآن والتلاوة والذكر. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين