باب المراقبة قال الله تعالى الذي يراك حين تقوم تقلبك في الساجدين. وقال تعالى وهو معكم اينما كنتم. وقال تعالى ان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء وقال تعالى ان ربك لبالمرصاد. وقال تعالى يعلم خائنة الاعين وما تخفي والايات في الباب كثيرة معلومة. واما الاحاديث فالاول عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال بين انما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم سند ركبتيه الى ركبتيه. ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام. فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام وانتشد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة صوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. قال صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال فاخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال قال فاخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله كانك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك قال فاخبرني عن الساعة. قال ما المسؤول عنا باعلم من السائل؟ قال فاخبرني عن اماراتها. قال ان تلد ثبتها وان ترى الحفاة العراة يتطاولون في البنيان ثم انطلق فلبست مليا ثم قال يا عمر اتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد بهذه الايات الكريمات والحديث الشريف كلها تدل على وجوب مراقبة الله وان المؤمن يراقب ربه ويعلم انه سبحانه يراه ويشاهده ويعلم حركاته وسكناته فليحذر ان يقيم على معصيته وليحذر ان يبتعد عن ما اوجب عليه فان الله سبحانه عليم باحوال عباده لا يخفى عليه خافية فالواجب على كل مكلف ان يستقيم على امر الله وان يتباعد عن مناهي الله وان يحذر ان يراه الله على معصيته او يراه تاركا لما اوجب عليه فانه يقول جل وعلا الذي يراك حين تقوم وتغلبك في الساجدين انه هو السميع العليم ويقول سبحانه هو معكم اينما كنتم ويقول جل وعلا ان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء فلا يخفى عليه خافي جل وعلا الله سبحانه رقيب على عباده ويعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور فالواجب على كل مكلف من الرجال والنساء ان يتقي الله في اعماله جميعها وان يراقب ربه في كل عمل فان الله سبحانه يراه ويشاهده. قال تعالى وما تكونوا في شأن هم اكثر من القرآن ولا تعملوا الاعمال الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه وما يعزب عن رجل من مثقال غير في الأرض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا بكتاب المبين ويقول جل وعلا ان الله على كل شيء شهيد ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل المذكور فلما سأل عن الاحسان قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك فليس يعبد ربه كانه يراه لانه شاهد حتى يستحي منه حتى يؤدي العمل كاملا فان لم يرتق الى هذه الحال فليعمل على ان الله يراقبه ويشاهده وندخل عليه خافية حتى يكمل عمله حتى ينصح في عمله حتى يصدق في عمله يقول الله جل وعلا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ويقول سبحانه هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم له جنات ويقول جل وعلا فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم المقام مقام العبودية يحتاج الى صدق في العمل ونصح في العمل حتى كأنك تشاهد ربك عند عملك وتستحي منه سبحانه وتعالى ان يراك على معصيته او يراك مقصرا في اداء الواجب وفق الله الجميع