بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. اما بعد مرحبا بكم اخواني واخواتي في دورة مصطلح الحديث وهذا هو المجلس الخامس والعشرون في الخامس والعشرين من شهر الله الحرام لعام تسع وثلاثين واربع مئة والف سائلين المولى الكريم ان يجعله خير عام يمر على على امة الاسلام انه ولي ذلك والقادر عليه السؤال سبق الكلام عن شروط الصحة ومما ذكر في شروط الصحة عدم العلة فالسؤال هنا ما هي الثقافة التي يجب ان تتوفر في الناقد حتى يستطيع ان يحكم على الاحاديث بعلتها ان وجدت او بعدم العلة ان لم توجد الجواب ان الحكم على الحديث بانه معلول لا شك انه امر يستدعي ثقافة ومعطيات عند الناقد والحكم بان الحديث غير معلول هذه ايضا امر اشد من الحكم على الحديث بالعلة لان الناقد هنا كانه نظر في الحديث وفي السند وما يحفه ونظر في اصول الشريعة فتبين له ان ليس للحديث علة اذا ما هي الثقافة؟ الثقافة نقول ان علم الحديث ليس كبقية العلوم فهو علم يستفرغ العمر كله لان بالمحدث حاجة الى عدد من العلوم بل الى جميع العلوم كلها فضلا عن كونه علما تتعدد فروعه وتتنوع علومه وتتشعب اسنان فنونه ولم يبالغ الحازمي عندما قال اعلم ان علم الحديث يشتمل على انواع كثيرة تقرب من مئة نوع وكل نوع منها علم مستقل لو انفق الطالب فيه عمره لما ادرك نهايته لذلك ايها الاخوة فان علم الحديث وصناعة الحديث لاهل الحديث خاصة قال مسلم ابن الحجاج في كتابه النفيس التمييز والذي بين ايدينا ليس التمييز انما هو مغتصب تمييز يقول مسلم ان صناعة الحديث ومعرفة اسبابه من الصحيح والسقيم انما هي لاهل الحديث خاصة لانهم الحفاظ لروايات الناس العارفون بها دون غيرهم اذ الاصل الذي يعتمدون لاديانهم السنن والاثار المنقولة من عصر الى عصر من لدن النبي صلى الله عليه وسلم الى عصرنا هذا فلا سبيل لمن نابذهم من الناس وخالفهم في المذهب الى معرفة الحديث ومعرفة الرجال من علماء الانصار فيما مضى من الاعصار من نقلة الاخبار وحمى للاثار واهل الحديث هم الذين يعرفونهم ويميزونهم حتى ينزلوهم منازلهم في التعديل والتجريح وانما اختصصنا هذا الكلام لكي يتبينه من جهل مذهب اهل الحديث ممن يريد التعلم والتنبه على تثبيت الرجال وتظعيفهم فيعرف ما الشواهد عندهم؟ والدلائل التي بها ثبت الناقلة للخبر من نقله او اسقطوا من اسقطوا منهم والكلام في تفسير ذلك يكثر اذا هكذا ابانا مسلم ان صناعة الحديث ومعرفة علله هو علم يختص به اهل الحديث خاصة وهذا النص الذي نقلته بطوله من انفس النصوص واقدمها ومن خلاله يبين للقارئ اي قارئ ان هذا العلم من اصعب العلوم واحنكها ولا يتمكن فيه الا من كان تقوى الله رائده والتقرب بالنوافل ديدنه والتفوا عن المحارم طريقته اذ ان قمام الامان تقوى الله اولا ثم المعرفة التامة لذلك العلم قال الذهبي فحق على المحدث ان يتورع فيما يؤديه وان يسأل اهل الورع وان يسأل اهل المعرفة والبرع ليعينوه على ايظاح مرياته ولا سبيل الى ان يصير العانف الذي يزكي نقلة الاخبار ويجرحهم جهبة الا بادمان الطلب والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والانصاف والتردد الى مجالس العلماء والتحري والاتقان والا فلا تفعل بدأ عنك الكتابة لست منها ولو سودت وجهك بالمداد قال الله تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فان انست يا هذا من نفسك فهما وصدقا ودينا وورعا والا فلا تتعنى وان غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب فبالله لا تتعب وان عرفت انك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فارحنا منك فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيء الا باهله فقد نصحتك فعلم الحديث صلح فاين علم الحديث واين اهله بت الا اراهم الا في كتاب او تحت تراب اذا فهذا الفن ليست بقية الفنون اذ المعرفة به تستدعي علوما اخرى خادمة له وقد اعجبني كلام طويل ابن الاثير انقل بعظه حينما قال الا ان من اصول فروظ الكفايات علما احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واثار اصحابه التي هي ثاني ادلة الاحكام ومعرفتها امر شريف وشأن جليل لا يحيط به الا من هذف الا من هذب نفسه بمتابعة اوامر الشرع ونواهيه وازال الزيغ عن قلبه ولسانه وله اصول واحكام وقواعد واوضاع المصطلحات ذكرها العلماء وشرحها المحدثون والفقهاء يحتاج طالبه الى معرفتها والوقوف عليها بعد بعد تقديم معرفة اللغة والاعراب الذين هما اصل لمعرفة الحديث بورود الشريعة المطهرة بلسان العرب وتلك الاشياء كالعلم بالرجال واساميهم وانسابهم واعمارهم ووقت وفاتهم والعلم بصفات الرواة وشرائطهم التي يجوز معها قبول رواياتهم نكمل باذن الله تعالى هذه غدا باذن الله تعالى سائلا المولى الكريم ان يستحق