بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وعلى ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. ايها الاخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ما زلنا نتحدث في برنامجكم في دب الشبهات المثارة عن القرآن العظيم. من الشبهات المثارة عن القرآن العظيم وعن دين الله الحنيف ان الله عز وجل امر المسلمين بدعوة الناس الى الاسلام واجبارهم على ذلك. يقولون بان القرآن اجبر المسلمين على ان يجبروا الاخرين على الدخول في الاسلام. واستدلوا بذلك باية فهموها خطأ وهي قول الله تبارك وتعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله. وقد بين اهل العلم ان المراد بهذه الاية اي قاتلوهم لانهم يريدون فتنكم عن دينكم حتى لا يقدروا على فتنتكم في دينكم. هل الاسلام يأمر باكراه اخرين على الدخول في الاسلام؟ دعونا نعالج هذه المسألة في ضوء النصوص القرآنية والسنة النبوية وتاريخنا العظيم الذي يثبت بان الاسلام لم يأمر بذلك ابدا. بداية نقول التعدد الذي نراه هو سمة الكون كله فالله عز وجل خلق الكون بما فيه من انسان وحيوان وشاء ان يكون الكون متعددا فالكون ناموسه التعدد. واختلاف البشر طبائعا واخلاقا واديانا وغير ذلك. كل ذلك ايضا انما فوقع بمشيئة الله تبارك وتعالى وهو متوافق مع هذه السنة الكونية. يقول الله عز وجل لكل ان جعلنا منكم شرعة ومنهاجا. لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا. ولو شاء الله امة واحدة لو اراد الله ان يجعلنا جميعا مسلمين لفعل انما امره بين الكاف والنون. ولو شاء الله لجعلكم واحدة ولكن ليبلوكم فيما اتاكم. انزل الشرائع. اتاكم الكتب ليبلوكم. هل تطيعونها ان تعصونها فترك لكم حرية الاختيار. فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا. في اية اخرى ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم الله اه ولذلك خلقهم. لذلك فان الذي يسعى الى الغاء التعدد فانما يروم امرا محالا فلا بد من الاعتراف بوجود الاخر. والاعتراف بوجود الاخر لا يعني تشويغ باطله فان الدين عند الله لا يقبل الا اذا كان هو الاسلام. فالتعدد مقبول واقع وليس شرعا. لماذا نكره الناس على الاسلام؟ هل امرنا الله عز وجل باكراه الناس؟ اقول لا انما امرنا الله تبارك وتعالى بدعوة الناس. بتلمس اسباب الهداية لهم. بالحرص على ايصال الاسلام العظيم اليهم من غير ان نكرههم على ذلك. هذا هدي الله وامره لنبيه صلى الله عليه وسلم. وهو له فان تولوا فانما عليك البلاغ. فان تولوا فانما عليك البلاغ. وفي اية اخرى فان اسلموا فقد اهتدوا. وان تولوا فانما عليك البلاغ والله بصير بالعباد. فمهمة النبي صلى الله عليه وسلم مقصورة بالبلاغ عن الله. فذكر انما انت مذكر لست عليهم يسيطر ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء. واخبر الله عز وجل بامر امر به النبي امر به النبي صلى الله عليه وسلم وامر به الامة من بعده. فلذلك فادعو واستقم كما امرت ولا تتبع اهواءهم وقل امنت بما انزل الله من كتاب وامرت لاعدل بينكم الله ربنا اوربكم لنا اعمالنا ولكم اعمالكم لا حجة بيننا وبينكم. الله يجمع بيننا واليه مصير مهمتنا هي بلاغ الناس. هي دعوة الناس وليس علينا ان نجبرهم على الدخول في الاسلام. فالله وعز وجل لم يأمرنا بذلك. لماذا؟ الله عز وجل اصطفى الجنس البشري على سائر الامم التي خلقها الله من حيوان وجمال وغيره. وكرم الله هذا الجنس البشري بموهبة العقل والتفكير. ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا فالله فضل الجنس البشري البشري. في ماذا فضله؟ فضله بان انعم عليه بالعقل وهديناه النجدين انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا. فضله بان جعله خليفة عنه في ارضه اذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة. فالانسان مستخلف في الارض لعمارتها منهج الله تبارك وتعالى. والرب ترك له حرية الاختيار اما شاكرا واما كفورا. ولو شاء الله لجعلهم جميعا مسلمين ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا. افانت تكره الناس يا محمد عليه الصلاة والسلام افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين؟ كيف يتهم الاسلام بانه يكره الناس على الدخول في الاسلام. وايات القرآن صريحة وواضحة في منع ذلك. لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيب. لا اكراه في الدين. الله يعلنها صريحة في القرآن. لا اكراه في الدين. وقل يا محمد وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا الظالمين نارا احاط بهم سرادقها. اي الله عز وجل هو الذي سيتولى عقوبة الكافرين الذين اختاروا الكفر الايمان قل الله اعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه. قل ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة الا ذلك هو الخسران المبين. اذا القرآن واضح في انه لا كراهة الدين. من حق الانسان ان يختار ما يشاء من الدين وحسابه على الله تبارك وتعالى. والسؤال المسلمون الذين فقهوا هذا المبدأ هل التزموا ذلك في تاريخهم؟ ام انهم اكرهوا الناس على الدخول في الاسلام لما لا نقرأ التاريخ ونستعرض صفحات هذا التاريخ ونستنطقها بالحقيقة نستجلي الحقيقة من تاريخنا العظيم اول ما اسجله في هذا الصدد ان عمر رضي الله عنه مر على عجوز نصرانية كبيرة فقال لها ان الله قد بعث محمدا للحق. فقالت انا عجوز كبيرة والموت واقرب الي فقال ان الله بعث محمدا بالحق فلما اصرت على موقفها قال عمر اللهم اشهد اشهد باني قد بلغت اديت مهمة البلاغ وتلا قول الله تبارك وتعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيب. الامام محمد بن الحسن الشيباني وهو تلميذ الامام ابي حنيفة رحمة الله عليه. يقول في كتابه السير الكبير لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن احد من خلفائه انه واجبر احدا من اهل الذمة على الاسلام. لم ينقل مثل هذا ابدا. لماذا؟ لان الايمان هو عمل من اعمال القلوب والقلوب لا يملكها الاعلام الغيوب. فبالتالي لا نستطيع ان نجبر احدا على تغيير ما في قلبه. قد نستطيع ان نجبره على ان يتكلم بلسانه فيشهد بالاسلام. لكن قلبه منطوي على الكفر. والله عز وجل لا ينظر الى كلامنا والى صورنا انما ينظر الى قلوبنا. فاذا انطوى القلب على الكفر ولو نطق بالايمان لا قيمة لهذا الايمان. لا قيمة له لا في احكام الدنيا لانه حصل اكراها ولا في احكام الاخرة يقول الامام محمد بن الحسن في السير الكبير اذا اكره على الاسلام فاسلم. لم يثبت له حكم لا يعتبر مسلما حتى يوجد منه ما يدل على اسلامه طوعا. مثل ان ان يثبت على الاسلام بعد زوال الاكراه عنه. وان مات قبل ذلك قبل ان يثبت لنا بانه رضي بالاسلام لا انه مكره عليه. فقد رأيناه وهو يكره على الاسلام ولا ندري هل رضيه دينا ام ما زال على اكراهه؟ يقول مات قبل ذلك فحكمه حكم الكفار. وان رجع الى دينه استطاع ان يهرب منا فرجع الى دينه لم يجز قتله ولا اكراهه على الاسلام. لماذا؟ يقول حكمه حكم من اكره على الكفر والله عز وجل يقول لا اكراه في الدين. اذا حتى لو ارتد هذا المكره على الاسلام فلا يعتبر مرتدا لانه ليس مسلم اصلا ومثل هذا معروف مشهور عند الفقهاء ذكره الامام ابن قدامة في المغني وغيره من الفقهاء بل هذا ما حصل بالفعل يتحدث المؤرخ ترتون في كتابه اهل الذمة في الاسلام يتحدث عن ذلك الملك المجرم المسمى بالحاكم بامر الله. والذي ادعى الالوهية. هذا الرجل يصفه كرتون بانه كان مخبولا مجنونا من فعاله انه امر الناس من غير المسلمين ان يدخلوا في الاسلام. وهدد من لم يدخل بالاسلام بانه سيقتله. تتدافع الناس يشهدون وهم ليسوا بمسلمين يشهدون بالاسلام. فلما مات الحاكم بامر بالله على يد اخته سمح الخليفة الذي ولي بعده وهو الخليفة الظاهر سمح للناس ان يعودوا الى دينهم فعادت منهم جموع كثيرة وذلك في عام اربعمئة وتمنتاشر هجري. ايضا ممن اكره على الاسلام ابن ميمون اكرهه بعض الامراء على الدخول بالاسلام. ففر الى مصر وارتد فاتي به الى القاضي عبدالرحمن لساني فقال القاضي رحمة الله عليه رجل يكره على الاسلام لا يصح اسلامه شرعا لا يصح اسلامه شرعا فهو ليس بمسلم اصلا. فبالتالي لم يحكم عليه شيئا بخصوص الردة. الدكتور طرطوم يعلق على هذه الفقرة فيقول هذه عبارة تنطوي على التسامح الجميل. تنطوي على التسامح شهادات المنصفين تترى وهي تؤكد بان المسلمين لم يكرهوا احدا على الاسلام مثلا توماس ارنولد في كتابه الدعوة الى الاسلام يقول لم نسمع عن اية محاولة مدبرة لارغام غير المسلمين على قبول الاسلام. لم نسمع عن اي محاولة او عن اي اضطهاد منظم قصد من استئصال الدين المسيحي وحديثه عن مصر لم نسمع عن مثل هذا ابدا. روبرتسون في كتابه تاريخ شالكن يقول ان المسلمين وحدهم الذين جمعوا بين الغيرة لدينهم وروح التسامح نحو اتباع الاديان الاخرى انهم مع انتشاقهم الحسام نشرا لدينهم تركوا من لم يرغبوا فيه احرارا في التمسك في تعاليمهم الدينية لم يكرهوا الناس على الاسلام ابدا. الراهب ميشوت في كتابه رحلة دينية في الشرق يقول من المؤسف ان تقتبس الشعوب النصرانية من المسلمين التسامح الذي هو اية الاحسان اية الاحسان بين الامم واحترام عقائد الاخرين وعدم فرض اي معتقد عليهم بالقوة. هذا ما سنته حضارة الاسلام هذا ما تعلمه الاخرون دين الاسلام. السير توماس ارنولد في كتابه الدعوة الى الاسلام يقول قد عامل المسلمون الظافرون العرب المسيحيين عاملوهم بتسامح عظيم منذ القرن الاول للهجرة واستمر هذا التسامح طيلة القرون المتعاقبة. ونستطيع ان نحكم بحق. ان القبائل المسيحية التي اعتنقت الاسلام قد اعتنقته عن حرية وارادة حرة ثم يقول ان العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين لشاهد على هذا التسامح. وجود هؤلاء بين المسلمين دليل على ان المسلمين لم يقوموا باي عمليات استئصال لقهر الناس واجبارهم على ترك الاسلام. ومثل تقوله المستشرقة الالمانية هونكا زيجرت في كتابها العظيم شمس العرب تسطع على الغرب تقول العرب لم يفرضوا على الشعوب المغلوبة الدخول في الاسلام. فالمسيحيون والزرادشتيون واليهود الذين لاقوا قبل الاسلام ابشع امثلة التعصب الديني وافظعها سمح لهم جميعا دون اي عائق يمنعهم من ممارسة شعائر دينهم ترك المسلمون لهم بيوت عبادتهم واديرتهم وكهانتهم واحبارهم دون ان ان يمسوهم بادنى اذى ثم تعلق الكاتب الالمانية فتقول اوليس هذا منتهى التسامح اذا روى التاريخ مثل تلك الاعمال ومتى؟ حضارة فريدة في الفعل لم تصنع امة ما صنعتها امة الاسلام. اذا كيف دخل الناس في دين الله افواجا؟ كيف انتشر الاسلام خلال القرن الهجري الاول اضحى العالم القديم كله مسلما. كيف حصل ذلك؟ لنستمع الى شهادات منها شهادة المستشرق دوزي في كتابه نظرات في تاريخ الاسلام يقول ان تسامح ومعاملة المسلمين الطيبة لاهل الذمة ادى الى اقبالهم على الاسلام. ليس العنف ليس الاكراه المعاملة الطيبة هي التي نشرت الاسلام. انهم رأوا فيه اليسرى والبساطة مما لم يألفوه في دياناتهم السابقة. ليس في الاسلام رموز. ليس في في الاسلام غوامض. الاسلام دين هذا الذي دعا الناس الى الدخول في الاسلام. في كتابه حضارة العرب يقول ان القوة لم تكن عاملا في انتشار القرآن فقد ترك فقد ترك العرب المغلوبين احرارا في اديانهم. فاذا حدث ان انتحل بعض الشعوب النصرانية الاسلام واتخذ العربية لغة له. فذلك ما هو السبب؟ هل هو الاكراه؟ فذلك بما كان يتصف به العرب الغالبون من دروب العدل التي لم يكن للناس عهد بمثلها ايضا سبب اخر لما كان عليه الاسلام من السهولة التي لم تعرفها الاديان الاخرى. اذا الناس دخلوا في الاسلام باختيارهم بحريتهم. ما الذي دعاهم الى الاسلام؟ كيف اصبحت الارض في عالمها القديم مسلمة مئة سنة هل بسبب ان الاسلام يكره الناس على الاسلام؟ ابدا. السبب معاملة المسلمين. لطفهم السبب عظمة الاسلام الذي وجد فيه الاخرون ما لم يجدوه في اديانهم فقرروا الانتقال الى الاسلام. روبرتسون في ثابتة للشاطئ يقول لكن لا نعلم للاسلام مجمعا دينيا ولا رسلا وراء الجيوش ولا رهبنة بعد الفتح. الاسلام ليس هكذا. فلن يكره احد عليه بالسيف ولا باللسان. فلم يكره احد عليه بالسيف ولا باللسان. بل دخل القلوب عن شوق واختيار. وكان نتيجة ما في القرآن من مواهب التأثير والاخذ بالاسباب. هذا الذي دعا الناس الى الدخول في الاسلام. والا فاي جيش وصل الى نيجيريا؟ اي جيش وصل الى اندونيسيا؟ ان ثمة بلادا كثيرة قد انتشر بها الاسلام من غير ان يصل اليها جندي واحد من جنود الاسلام. واليوم الاسلام هو اعظم الاديان انتشارا. يسجل وارقاما متزايدة في كل بلد من بلاد الدنيا. كيف يدخل هؤلاء في الاسلام؟ اي سيف شهر عليهم؟ انه سيف الحق سيف الدليل ده سيف الدليل سيف الدرهم. واسأل الله عز وجل ان يتم لنا ولهذا الاسلام العظيم بخير ان يجعله دينا تقبله الدنيا فتسعد به انه ولي ذلك والقادر عليه. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته