ويتراجع بينهم في ماذا يجيبون به. ولو كان كذبا عسى ان يكون من المفلحين. لما ذكرت على سؤال الخلق عن معبودهم وعن رسلهم. ذكر الطريق الذي ينجو به العبد من عقاب الله المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي هذا اخبار من الله تعالى عما يسأل عنه الخلائق يوم القيامة. وانه يسألهم عن اصول الاشياء وعن عبادة الله واجابة فقال ويوم يناديهم اي ينادي من اشركوا به شركاء يعبدونهم ويرجون نفعهم ودفع الضرر عنهم فيناديهم وبين لهم عجزها وضلالهم. فيقول اين شركائي؟ وليس لله شريك. ولكن ذلك بحسب زعمهم وافترائهم. ولهذا قال الذين كنتم تزعمون فاين هم بذواتهم؟ واين نفعهم؟ واين دفعهم؟ ومن المعلوم انه يتبين لهم في تلك الحال ان الذي عبدوا ورجوه باطل مضمحل في ذاته وما رجو منه. فيقرون على انفسهم بالضلالة والغواية. ولهذا عليهم القول ربنا هؤلاء الذين هم كما غوينا قال الذين حق عليهم القول الرؤساء والقادة في الكفر والشر مقرين بغوايتهم واغوائهم. ربنا هؤلاء التابعون الذين اغوينا اغويناهم كما غوينا. اي كلنا قد اشترك في الغواية وحق عليه كلمة العذاب. تبرعت اليك من عبادتهم. اي نحن براء منهم ومن عملهم. ما كانوا ايانا يعبدون. وانما كانوا يعبدون الشياطين. وقيل فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب. ورأوا العذاب وقيل لهم ادعوا شركاءكم على ما املتم فيهم من النفع فامروا بدعائهم في ذلك الوقت الحرج الذي يضطر فيه العابد الى من عبده. فدعوهم لينفعوهم او يدفعوا عنهم من عذاب الله من شيء. فلم يستجيبوا لهم فعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين مستحقين للعقوبة. ورأوا العذاب لو انهم كانوا يهتلون ورأوا العذاب الذي سيحل بهم عيانا بابصارهم. بعدما كانوا مكذبين به منكرين له. لو انهم كانوا يهتدون. اي لما حصل مما حصل وهدوا الى صراط الجنة كما اهتدوا في الدنيا. ولكن لم يهتدوا فلم يهتدوا هذا اجبتم المرسلين. هل صدقتموهم واتبعتموهم؟ ام كذبتموهم وخالفتموهم يومئذ فهم لا يتساوون يتساءلون. اي لم يحيروا عن هذا السؤال جوابا ولم يهتدوا الى الصواب. ومن المعلوم انه لا ينجي في هذا الموضع الا التصريح بالجواب الصحيح. المطابق لاحوالهم من اننا اجبناهم بالايمان والانقياد. ولكن لما علموا تكذيبهم لهم وعنادهم لامرهم. لم ينطقوا بشيء. ولا يمكن ان يتساءلوا الله تعالى وانه لا نجاة الا لمن اتصف بالتوبة من الشرك والمعاصي. وامن بالله فعبده وامن برسله فصدقهم. وعمل صالحا تبعا فيه للرسل. فعسى ان يكون من جمع هذه الخصال من المفلحين الناجحين المطلوب الناجين من المرهوب فلا سبيل الى الفلاح بدون هذه الامور ما كان لهم الخيرة سبحان الله سبحان وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون وهو الله لا اله الا هو له الحمد في الاولى والاخرة. وله الحكم واليه هذه الايات فيها عموم خلقه لسائر المخلوقات ونفوذ مشيئته بجميع البريات وانفراده باختيار من يختاره ويختصه. من الاشخاص والاوامر والازمان والاماكن. وان احدا ليس له من الامر والاختيار شيء وان الله تعالى منزه عن كل ما يشركون به. من الشريك والظهير والعويم والولد والصاحبة ونحو ذلك. مما اشرك به المشركون. وانه علموا بما كنت الصدور وما اعلنوه. وانه وحده المعبود المحمود في الدنيا والاخرة. على ما له من صفات الجلال والجمال وعلى ما اسداه الى خلقه من الاحسان والافضال وانه هو الحاكم في الدارين في الدنيا بالحكم القدري. الذي اثره جميع ما خلق وذرأ. والحكم الديني الذي اثره جميع الشرائع والاوامر والنواهي. وفي الاخرة يحكم بحكمه القدري والجزائي. ولهذا قال فيجازي كلا منكم بعمله من خير وشر