المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الستون والمائتان الحديث التاسع عن رافع ابن خديج ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال ثمن الكلب خبيث ومهر البغي خبيث وكسب الحجام خبيث رواه مسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله في حديث رافع بن خديج ثمن الكلب خبيث الى اخره الخبيث يطلق على الشيء المحرم كما في قوله تعالى ويحرم عليهم الخبائث ويطلق على الردي الدني كما في قوله تعالى ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون اي لا تقصد الرديء من المال تصدقون به ولستمضوا فيه اي ولو بذل لكم في مقابلة حقكم لم تقبلوه ولم تأخذوه الا على وجه الاغماض اي التغاضي وقد اجتمع في هذا الحديث كلا النوعين فقوله ثمن الكلب خبيث ومهر البغي خبيث هذان محرمان كما تقدم وقوله وكسب الحجام خبيث اي ردي دني لانه في مقابلة ما يخرجه من الدم فينبغي التنزه عنه وان يطعمه بهائمه ونحوها والدليل على ان المراد انه ردي دني وليس بمحرم ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حجم واعطى الحجام اجره ولو كان محرما لم يعطه اياه ولانه في مقابلة عمل مباح وايضا فلم يزل الناس محتاجين الى الحجامة ولم يكن الحجام يتبرع فيها ولم يزل عمل الناس على هذا وهو كالمكاسب الردية من الكساحة ونحوها فالمكاسب تختلف بالدناءة والعلو واعلى المكاسب مكسب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما قال وجعل رزقي تحت ظل رمحي اي الغنيمة والجهاد في سبيل الله لانه يحصل به خير الدنيا والاخرة ثم بعده اختلفوا فقيل الزراعة وقيل التجارة وقيل الصناعة من تجارة وحدادة ونحوهما والصحيح ان الافضل بعد كسب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما كان اصلح لدين العبد ودنياه فينظر للعمل وما يترتب عليه فالذي لا يلهي عن العبادات ويحصل به الرزق الحلال افضل ما يكون وما يقرب من الحرام ويلهي عن الطاعات فهو انزل ما يكون ومثله ما يقرب من خلاف الوعد واخر الدين في الذمة ونحوها ومع الاستواء فالزراعة افضل لما يترتب عليها من الاجر والنفع الذي باختيار صاحبه وبغير اختياره من انتفاع الادميين والبهائم والطيور ونحوها وكل ما اكل منه فصاحبه مأجور عليه