يعني الخلاف فيها سائر ويكون بحث وسائل الاحكام بكتب الفقه لا في باب وكتب الاعتقاد في كتب الاخلاق لا في كتب الاعتقاد نعم واما التبري منهم او من واحد منهم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وبعد هذا هو المجلس السادس والعشرون من مجالس قراءتنا لكتاب التوظيحات الجلية لمتن العقيدة الطحاوية ونحن في صبيحة الاحد الثاني من شهر الله المحرم عام اربعة واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم كنا قد وقفنا على قوله من الاعتقاد حب الصحابة رضي الله تعالى عنهم. ونبدأ على بركة الله نسأله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. نعم صفحة سبع مئة وستعش باش غير الجسم غير الخلفية هذي مالة المجد الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد فاللهم احفظ لنا شيخنا واغفر له ولوالديه ولنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين قلتم حفظكم الله من الاعتقاد حب الصحابة رضي الله تعالى عنهم قال الامام الطحاوي رحمه الله ونحب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب احد منهم ولا نتبرأ من حب احد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ولا يذكرهم الا بخير. وحبهم دين وايمان واحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان قلتم سددكم الله هذا تقرير من المصنف رحمه الله في بيان المعتقد الصحيح في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ونحب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان ما يجب على اهله فيه بيان ما يجب على اهل الاسلام تجاه الذين بلغوا الاسلام واوصلوه الينا وهم الصحابة رضي الله عنهم وهذه المسألة تابعة لمسألة الركن الرابع من اركان الايمان. وهو ركن الايمان بالرسل. وهي تابعة لمسألة الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم. فالرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي علمهم وزكاهم فلابد وان تكون تلامذة من خير المتعلمين ومن خير المزكين. وقد كانوا كذلك بشهادة رب العالمين تبارك الا وبشهادة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. وبشهادة الخيرة من التابعين رحمهم الله الله تعالى وبشهادة الواقع وبشهادة الواقع الذي نشروا فيه اه الاسلام وابادوا فيه طواغيت الكفر وهؤلاء الصحابة رضي الله عنهم لهم حقوق من ثلاثة اوجه وبشهادة الواقع حيث حيث نشروا وبشهادة الواقع الذي نشروا فيه الاسلام ايه وبيشاهد الواقع حيث نشروا فيه يعني في الواقع الاسلام واداء وابادوا فيه يعني في الواقع طواغيت الكفر نعم لا وهؤلاء الصحابة رضي الله عنهم لهم حقوق من ثلاثة اوجه الوجه الاول لكون الله تعالى قد اثنى الله عليهم وهم تلامذة النبي صلى الله عليه وسلم. مرة ثانية الوجه الاول لكون الله تعالى قد اثنى عليهم وهم تلامذة النبي صلى الله عليه وسلم. نعم الوجه الثاني لكونهم نصروا الاسلام وحفظوه الوجه الثالث لكونهم اوصلوا الينا الاسلام ونشروه فهؤلاء الصحابة رضي الله عنهم لهم علينا عدة حقوق وهي الحق الاول حبهم جميعا رضي الله عنهم الحق الثاني الدعاء لهم والثناء عليهم والترضي عنهم الحق الثالث نقاوة القلب تجاههم وعدم الغل عليهم. الحق الرابع الاقتداء بهم في فهم الدين ومسائله الحق الخامس الدفاع عنهم وقد قال المصنف رحمه الله عن الحق الاول ونحب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اي ونقر بمودة ومحبة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحاب جمع صاحب وهو لغة الخليل والملازم والمعارف والصحابة مفرده صحابي وهو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به. ومات على الاسلام ولو له ردة على الصحيح من اقوال اهل العلم وعلى هذا فمن لقي النبي صلى الله عليه وسلم كافرا او منافقا لا يصح اطلاق اسم الصحابي عليه وانما الصحابي هو الذي لقيه وامن به ومات على ذلك سواء كان اللقي ساعة او يوما او اسبوعا او شهرا او سنة او اكثر او اقل ولفظ الصحبة جاء في القرآن الكريم في حق الصديق رضي الله عنه قال الله تعالى ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا وجاء ذكر الصحابة رضي الله عنهم بوصف خاص بهم ولقب لقبهم الشرع بذلك وهو لقب المهاجرين والانصار قد جاء الثناء عليهم في ايات كثيرة ومنها قول الله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين يتبعون باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها بدأ ذلك الفوز العظيم وقد ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف وبالمدح وبالصحبة. وجاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل احد ذهب ما ادرك مد احدهم ولا نصيفه. رواه البخاري من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ومسلم واللفظ له من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وجاء في حديث البراء رضي الله عنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في الانصار لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق. من احبهم احبه الله ومن ابغضهم ابغضه الله. رواه مسلم. وجاء في حديث انس وهذا الامر مضطرد حتى في حب النبي صلى الله عليه وسلم فمن احب الصحابة احبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لانهم اصحاب تلامذة والانسان يحب من يحب اصحابه يحب تلامذته ومن ابغضهم ابغضه رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا وجه والوجه الاخر ان حب النبي صلى الله عليه واله وسلم وحب الصحابة وبغض النبي صلى الله عليه وسلم تابع لحب الله وبغضه واحد الناس لو جاء شخص اليك وقال انا والله احبك بس انا ما احب اصحابك ابغضها لو قال لك انا والله احبك بس انا ابغض تلامذتك ما حد منا يقبل هذا الكلام فكيف يقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يقبله الله الذي اختار لنبيه هؤلاء الصحابة نعم وجاء في حديث انس رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اية المنافق بغض الانصار واية المؤمن حب الانصار رواه مسلم وجاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه في حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندي نعم التاء اي تغير الى رضي الله عنه نعم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يبغض الانصار رجل يؤمن بالله واليوم الاخر. رواه مسلم وجاء في خصوص بعض الصحابة رضي الله عنهم حديث علي رضي الله عنه. علي بالكسرة. احسنت وفيه قال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انه لعهد النبي الامي. صلى الله عليه وسلم الي الا يحبني الا مؤمن ولا يبغضني الا منافق رواه مسلم نعم. فالصحابة رضي الله عنهم وهذا الحديث لا يحبني الا ان لا يحبني الا مؤمن فيه دلالة صريحة ان محبة علي رضي الله عنه محبة الصحابة من الايمان وان بغض علي علامة النفاق كما لو كان بغض الانصار علامة النفاق وفي هذا الحديث على وجه الخصوص رد على من رد على النواصب ورد على الخوارج الذين يبغضون علي رضي الله عنه حتى ان من الخوارج مثل باظية بتفاسيرهم يقولون عياذا بالله في قوله تعالى فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يقولون علي ابن ابي طالب اعوذ بالله من الخذلان نعم فالصحابة رضي الله عنهم يحبون في الله تبارك وتعالى يحب وننام بفتح الحاء ولمكانته من دين الله تعالى ولمنزلتهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولمحبة دين الله تعالى ولكونه وسيلة لايصال الدين اليها فحبهم تابع للمحبة في الله تعالى ولمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولمحبة اولياء الله تعالى ولا يجوز الغلو في هذا الحب بحيث يوصل حبنا لهم الى يوصل حبنا لهم الى اعتقاد العصمة في او اعتقاد شيء من خصائص النبوة فيهم او اعتقاد شيء من خصائص الربوبية فيهم فيجب حبهم تدين تدينا لله تعالى ولا يجوز الجفاء في حبهم او ترك حبهم ولا نفرط في حب احد منهم وذلك لان التفريط في حب واحد منهم يكون سببا في التفريط في حب الاخرين منهم بحب اخرين منه ولا نفرط اي لا نضيع واصل التفريط التقصير. وتصريف الشيء وتبديده وضياعه حتى يفوت فلا يجوز التفريط في حب اي احد من الصحابة رضي الله عنهم فيجب حبهم فيجب حبهم كل من كلهم كما اثبت الله تعالى رضاه عن جميع المهاجرين والانصار وتوبته عليهم واثبت الله تعالى الفضل لهم واثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم فينبغي حبهم جميعا. طبعا اللفظة هذه هل هي مضبوطة؟ لا نفرط بتشديد الراء او لا نفرط والمعنى سيختلف اذا قلنا لا نفرط فمعناه لا نضيع ان ينبغي حب الصحابة كلهم واذا قلنا لا نفرط وهذا الوجه لابد ان نذكره هنا اذا قلنا لا نفرط معناه لا نغالي بحب واحد منهم نعم السلام عليكم وهذا لا ينافي كون كون حب بنا لهم متفاوت نعم اه كون حبنا متفاوتا وهذا لا ينافي كون حبها لهم متفاوتة نعم لان المهم هو حبنا لهم اما واما تفاوت حبنا لهم فهذه بحسب مراتبهم ومكانتهم ومنازلهم وقلوبهم بهم قربا دينيا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتفاوت في حبهم وحب بعضهم اكثر من بعض بقدر مكانته في دين الله تعالى. وليس لمجرد الشهرة او لمجرد القربة امر محمود ولكن من حيث الجملة يجب حبهم جميعا وحب بعضهم لمزية فيه امر مشهور. فنحب الصديق رضي الله عنه لكونه صاحبا النبي صلى الله عليه وسلم الخاص يحب عمر رضي الله عنه لكونه وزير النبي صلى الله عليه وسلم احب عثمان رضي الله عنه لكونه ذا النورين. ونحب علي رضي الله عنه لكونه ابا السبين. وهكذا نحب كل واحد انهم لمزية والحب العام لهم لكونهم صحابة رسول صحابة لكونهم صحابة رضي الله عنهم. نعم فهناك حب خاص لسبب شرعي خاص وحب عام للصحبة فالاول فيه التفاوت ظاهر والثاني ان يثبت للكل وان كان قد يتفاوت الثاني ايضا بحسب طول وقصر مدة الصحبة وذلك لا يؤثر في المحبة العامة ومن لوازم هذه المحبة الدينية تولي الصحابة رضي الله عنهم واعتقاد ولايتهم الخاصة والعامة. وانه يجب ان نتولاهم في الله تعالى فالمؤمن مأمور ان يتولى المؤمنين فكيف بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى ان الذين وهاجروا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله. والذين اووا ونصروا اولئك بعضهم اولياء بعض وقال سبحانه والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض وقال جل وعلا وان الظالمين بعضهم اولياء بعض والله ولي المتقين. واذا اثبت الله تعالى ولايته للمتقين فان الصحابة رضي الله عنهم على رأس المتقين فولاية الله تعالى ثابتة لهم فلا يجوز حينئذ ترك ولايتهم بل يجب موالاتهم لا سيما وقد اخبر الله تعالى وهو علام الغيوب عن رضاه عنهم في عدة ايات منها قوله تعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم. وقوله سبحانه لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم واثابهم فتحا قريبا. وقوله جل وعلا اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه. اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون وقول المصنف رحمه الله ولا نتبرأ من احد منهم تأكيد لامر الولاية فان مقتضاها توليهم ونصرتهم وتأييدهم والدفاع عنهم وهذا القدر من توليهم واجب واعتقاد فرض ودين وما زاد عن ذلك فهو من مسائل الاحكام. ولما نقول من مسائل الاحكام وهذا من علامات الزيغ والبدعة فالسلف والائمة المهتدون لا يزالون يتولون الصحابة رضي الله عنهم حتى نشأت طوائف من اهل البدع من المعتزلة والخوارج والباطنية والرافضة والشيعة يضاف طوايف من اهل البدع المعتزلة الخوارج والنواصب يضاف قبل كلمة الباطن والنواص لكن النواصب لا يذكرون الا نادرا من وجهين الوجه الاول انه كان في اه بني مروان نصب ولم ينتشر قولهم ولله الحمد والمنة والوجه الثاني ان هذه الطائفة الناصبية اندثرت نعم فصاروا يتبرأون من بعض الصحابة رضي الله عنهم ومنهم مقل ومستكثر واما اهل السنة والجماعة فصاروا على طريقة السلف في حبهم للصحابة رضي الله عنهم وولايتهم. ولا نتبرأ من احد منهم اي لا نتخلى عن احد منهم ولا نذرأ ولا نترك ولايته ومحبته ولا نقطع الصلة به بل نرى ولايتهم دينا وان من تبرأ من واحد منهم دينا فانه على بدعة ومن تبرأ من واحد منهم دنيا فهو بحسبه. يعني ليش قلنا هذا الكلام لانه قد يحصل بين الصحابة من التبرئ الدنيوي مثل ما يحصل من بين الرجل وزوجته وبين الرجل واخيه هذا امر لا فكاكة منه لكن الكلام بمن يتبرأ من الصحابة تدينا هذه قضية تبحث في مسائل الاعتقاد. التبري من الصحابة تدينا كما تفعله الخوارج والروافض ونحوهم. نعم وذلك لان التبرأ من عامة المؤمنين لا يجوز فكيف من خاصتهم؟ بل كيف من لبهم؟ وهم الصحابة رضي الله عنهم قال الله تعالى الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين. فالتبرؤ انما يكون واجبا باطلاق باطلاق من كفرت ومن اهل البدع على حسب بدعتهم ومن اهل المعاصي الظاهرين بحسب معاصيهم. ولكن المسلم لا يخلو من الموالاة العامة له الموالاة الخاصة اذا ثبتت ولايته. ولم تظهر منه الا اتباع السنة ومجانبة البدعة. قال الله تعالى وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه. فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه. ان ابراهيم لاواه حليم وقال سبحانه قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده. فالصحابة رضي الله عنهم جيبوا موالاتهم من حيث العموم والخصوص. ولا يجوز التبرأ من واحد منهم لا على سبيل العموم. ولا على سبيل الخصوص لان ما قد يكون صدر منهم مما يظن او يتوهم انه ذم. فذاك فذاك مغفور لهم بنص باعلام الله تعالى لنا. حيث اخبر انه تاب عليه مطلقا. وقال الله تعالى فقد تاب لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم. هذه الاية من سورة التوبة نزلت بعد غزوة تبوك ورب العزة جل وعلا عالم بان المهاجرين والانصار وان الصحابة ليسوا معصومين يقع منهم الخطأ والزلل بل وربما يقع من احدهم الذنب ومع هذا اعلن توبته في اية تتلى الى يوم القيامة ما المقصود من وراء هذا الخبر ما المغزى من ذكر توبته عليهم الا لنكف السنتنا عما جرى بينهم لعلمنا بان الله تاب عليه نعم قلتم حفظكم الله فان رأينا رجلا يطعن في احد الصحابة رضي الله عنهم او او ينقص من قدرهم من قدره فانه يجب علينا الدفاع عنه ونصرته وبيان منزلته ودرجته في دين الله تعالى ونظهر بغض من يبغضهم ونعلن ذلك وذلك لان من ابغضهم فانه مبغظ لله تعالى ومبغظ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومبغظ لاهل الاسلام حقيقة. وان ادعى خلاف ذلك اذ لو كان محبا لاهل الاسلام لاظهر حب الذين اختارهم الله تعالى لنصرة دينه وصحبة نبيه ولجعلهم في المنزلة العالية في الدين وهم الذين اوصلوا الاسلام شرقا وغربا وغربا. فمن ادعى محبة الله تعالى ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعليه بموالاة المتقين وهم الصحابة رضي الله عنهم من الانصار والمهاجرين وعليه بترك بغظ احد منهم بل يجب عليه ان يبغض من يبغضهم وبخير وبغير الخير يذكرهم. فمن ذكر صحابيا بسوء او بنقص او بتنقص او بعدم الاعتراف بفظله او انكر صحبته بعد ثبوتها ونحو ذلك مما يدل على انه يريد النيل من احد من الصحابة رضي الله عنهم فانه يكون على بدعة وخطأ لا سيما اذا كان يرى بغضه دينا اخطر واخطر ويدخل في هذا ايضا من يكذب عليهم او يزيد في في الاخبار الواردة عنهم او ينقص الكلام الوارد ليتغير مدلوله هو عليهم او يغير وجه الخبر فيهم فهذا كله شر مناف للثناء عليهم ووجوب مدحهم وحبهم ونصرتهم. فان قال قيل فانهم بشر ليسوا معصومين. وقد صدر عن بعضهم امور ندموا عليها. فالجواب ان يقال كما قال المصنف رحمه الله ولا نذكرهم الا بخير. اي اذا جاء الحديث عنهم او ذكر احد منهم استحظر وصف احد منهم فان لا نقول الا خيرا ونحفظهم في غيبتهم. فانا مأمورون بترك الغيبة في حق عموم المسلمين. فكيف في حق خصوص رضي الله عنه رضي الله عنه نعم وايضا فان الله تعالى مدح الذين جاءوا من بعد الصحابة يعني هذا شيء عجيب لاحظ محمد رسول الله والذين معه هذه المعية وحدها كافية انت لو قلت الله معي لدخل دخل في قلبك العزة لو قال انسان رسول الله معي طيب هنا ما قال والذين هو معهم. قال والذين معه تسألهم تقول لهم ايش حكم الغيبة يقولون محرم طيب ما هو الغيبة؟ ذكرك اخاك بما يكره شلون تغتابون الصحابات هذا اشد غيبة نعم وايضا فان الله تعالى مدح الذين جاءوا من بعد الصحابة رضي الله عنهم بطهارة السنتهم في حقهم وحسن اعتقادهم فيهم وثنائهم عليهم قال فقال الله تعالى الذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف انك رؤوف رحيم. نسأل الله ان نكون منهم. نسأل الله ان الجنة منهم يثبتنا على هذا المنهج والطهارة السنتنا في حقهم من اجل اعتقادنا فيهم وان يجعلنا من المنافقين عنهم ذابين عنهم السائرين على طريقهم. نعم وايضا لان الله تعالى ذكر خير الصحابة رضي الله عنهم واثنى عليهم باطلاق وعلى غيرهم بقيد اتباعهم باحسان كما في قوله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رظي الله الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. ذلك الفوز العظيم واخبر الله تعالى ان ايمانهم هو الايمان الكامل. فاي خبن ننافي هذا المعنى؟ فيجب اعتقاد تحريفه او تغييره او نقصه وزيادته. وعلى فرض ثبوته فهو مما عفي لهم. وذلك لما لهم من الحسنات الماحية. والرفعة الدينية هي العالية قال الله تعالى والذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين اووا ونصروا اولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم فالاية نص في فضل ايمان المهاجرين والانصار ومما يؤكد ذلك ان الله تعالى اثنى على نياتهم واعمالهم والسنتهم كما في سورة الحشر. فقال تعالى للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك اولئك هم الصادقون والذين تبوءوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة من اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. يعني لو اراد الانسان ان يثني على اخر بيشين سيثني عليه الثناء يكون اما بالثناء بما في القلوب او بالالشة او بالعمل تأمل اية الحشر يبتغون فضلا من الله ورضوانه تزكية لايش؟ قلوبهم لان هذا محله القلب الله زكى قلوب المهاجرين وينصرون الله ورسوله هذا وشو عمل ظاهري اولئك هم الصادقون هذا قول فهذا يشمل تزكية الله عز وجل لقلوبهم واعمالهم والسنتهم ثم المهاجرون قال الله عنهم يحبون من هاجر اليهم. وهذا وشو بعد تزكية لقلوبهم مرادات القلوب ويؤثرون على انفسهم وهذا عمل ثم ذكر النتيجة المترتبة على هذه الاوصاف للمهاجرين والانصار بقوله فاولئك هم المفلحون. نعم سلام عليكم. فمن رام معرفة قدر الصحابة رضي الله عنهم ومعرفة ديانتهم واخلاصهم واتباعهم وحبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ونصرتهم لدين الله تعالى فعليه بكتاب الله تعالى الذي فيه من الثناء على الصحابة ما يعجز القلم عن جمعه وما يعجز الذهن عن حفظه وما تعجز المجالس عن ذكره كما ان بصحيح السنة وصحيح السيرة فانه سيدرك منازلهم وعلو مراتبهم فيعرف قدرهم ويعتقد فضلهم ويجب ان اعتقد ان حبهم دين وايمان واحسان فنحبهم لاختيار الله تعالى لهم حتى يكونوا من المهاجرين مع النبي مع نبيه والانصار لدينه ونحبهم ديانة لحب اه لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ولكونهم تلامذته وانصاره واعوانه. ونحبهم ديانة لكونهم حماة الدين ودعاة قال الله تعالى في سورة الفتح وصفا لهم بانهم الفاتحون محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم. تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأة فازره فاستغلظ فاستوى على سوق يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما. اية الفتح من الايات العظيمة التي فيها الثناء العظيم على الصحابة رضي الله عنهم ليس فقط في القرآن كما في هذه الاية بل ان الثناء عليهم مسبوق بوجودهم. مسبوق على وجودهم لان الله ذكرهم وذكر مثلهم في التوراة. وذكر مثلهم في الانجيل لو لم يكن من الثناء الا صدر الاية لكان كافيا. كيف اظاف معيتهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المعية وحدها كافية في الثناء عليهم فكيف وحالهم اشداء على الكفار رحماء بينهم وهذا تأكيد لتحقيقهم الولاية والبراءة الدينية وتراهم ركعا سجدا تزكية ليش عباداتهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا تزكية ليش مراداتهم سيماهم في وجوههم من اثر السجود تزكية لاثار اعمالهم ذلك مثل في التوراة وقدم ذكر المثل في التوراة لتقدم التوراة على الانجيل من وجه ووجه اخر ان هذا المثل الذي تقدم الصق بالمهاجرين وان كان الانصار يدخلون فيه ومثلهم في الانجيل بمجموعهم ومثلهم الان مثلهم الظمير راجع الى من الى النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة فجمعهم الله في ظمير واحد فاي فضل احسن من هذا ومثلهم بالانجيل كزرع اخرج شطئه يعني الساق فازره تقوى فاستغلظ صار قويا متينا فاستوى على سوقه لا يحتاج الى دعايم ولا شي وهذا المثل كناية عن عن اقامة الدولة بيد الصحابة رضوان الله عليهم فاستوى على سوقه وقف استغنظ بحيث انهم محوا الامبراطورية الفارسية من على وجه الارض وقصروا الامبراطورية الرومية حتى انحسرت حدودهم الى القسطنطينية يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار واستدل بهذه الاية الامام ما لك رحمه الله ان من كان في قلبه غيظا للصحابة فانه ليس له من الفي شيء لانه ليس من المسلمين من الذي يغتاظ من الصحابة هم الكفار بنص هذه الاية نعم فمن احب الصحابة رضي الله عنهم تدينا زاد ايمانه وظهر احسانه لهذا قال المصنف رحمه الله وحبهم دين اي ان حب الصحابة رضي الله عنهم من الدين ان حبهم دليل الاسلام ودليل على الرضا على على الرضا عن نبي الاسلام وعما قام به من التعليم الخير الاكمل مع الامة الذين واجههم ومؤمن المهاجرين والانصار رضي الله عنهم. فيجب حب الصحابة رضي الله عنهم تدينا. وتقربا الى الله تعالى وايمان اي وان حبهم من الايمان فحب المؤمنين عموما من الايمان فكيف بحب خلص الايمان؟ فكيف بحب فكيف بحب خلص المؤمنين؟ نعم احسن الله اليكم فمن احب الصحابة رضي الله عنهم ثبت ايمانه واكتفى ايمانه وثبت ايمانه. اه ثبت ايمانه وانتقى ايمانه وصح ايمانه. قال الله تعالى امنوا كما امن الناس. نعم. والناس في الاية هم الصحابة رضي الله عنهم باتفاق المفسرين. وقال سبحانه فان بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا. وان تولوا فانما هم في شقاق فسيكفيكهم الله هو السميع العليم. صبغة الله من احسن من الله صبغة ونحن له عابدون. ومعنى صبغة الله اي هذا دين الله تعالى وهو السير على وفق الايمان وعلى وفق ايمان الصحابة رضي الله عنهم. هم. دين الله ما هو دين الله؟ دين الله؟ امنوا بمثل ما امنتم به امنوا كما امن الصحابة نعم اي هذا دين الله تعالى وهو السير على وفق ايمان الصحابة رضي الله عنهم وعدم مشاقتهم وحب الصحابة رضي الله عنهم احسان اي اتقان واتيان بالحسن واجادة وضبط للدين والايمان فبحبهم ينضبط للانسان ايمانه سواء من حيث الدلالة على طريق الايمان او من حيث كيفية الايمان او من حيث المؤمن به نعم فتح الميم احسنت الفتح احسن نعم ومن ومن ضبط هذه الجهات الثلاثة في الايمان فقد احسن ايمانه اذا اراد الانسان يظبط ايمانه فلا بد ان يعرف طريق الايمان وهو الذي سلكه الصحابة كيفية الايمان وهو الكيفية التي كان عليها الصحابة امنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره بني الاسلام على خمس ما عندهم اركان اخرى ولا عندهم اه مباني اخرى هذا دينهم او من حيث المؤمن به ما هو ايمانهم يعني مثلا تتعجب من بعض الناس يقول لك اه آآ اركان الايمان لا يتم الا بالايمان بالولي الفلاني او بالسيد الفلاني او بالامام الفلاني طيب معنى هذا ان ايمان علي وايمان النبي صلى الله عليه وسلم كان ناقص لان هذا ما كان موجود نعم السلام عليكم ومن ظبط هذه الجهات الثلاثة في الايمان فقد احسن ايمانه ولا يتم ذلك الا بحب الصحابة رضي الله عنهم الدافع على اتباعهم في طريقتهم للايمان والدين وان نؤمن كما امنوا وان نؤمن مثل ما امنوا وبذلك يصل العبد الى الاحسان في الايمان نفسه. فلا يمكن لاي مسلم ان الى مرتبة الاحسان في الدين الا ان يكون محبا لهم ومتبعا اياهم ومن لم يحسن فيحبه لهم فانه يقع في ايمانه خلل وفي سيره زلل ولا بد ان تقع وان تقع منه الاساءة اليهم ويخشى من الردة كما قال الله تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين يوله ما تولى ورسله جهنم وساءت مصيرا. وسبيل المؤمنين هو طريق ومنهج الصحابة رضي الله عنهم. وفي الاية دلالة على ان هناك مشاقة للرسول صلى الله عليه وسلم واتباعا لغير سبيل المؤمنين. واتباعا بالنصب عطفا على المشاق والاول انما يكون برد السنة والثاني بيكون برد برد فهومهم في فهم الدين وعدم قبولها المشاقة هذه متصورة مع الصحابة من الوجهين نسأل الله السلامة والعافية الوجه الاول عدم قبول اثارهم والوجه الثاني التقدم بين يديهم في فهم الدين وكلا الامرين خطير نعم والاشد والانكى من ذلك ان ينظر الى الصحابة ان ينظر يا شيخنا ان ينظر والاشد والانكى من ذلك ان ينظر نعم الى الصحابة رضي الله عنهم بانهم ارتدوا عياذا بالله تعالى ويترك كل ما جاء في مدحه في الايات البينات والاحاديث الثابتات ويتمسك بالشبهات كمن ينزلهم قدرهم ينزل قدرهم بايات نزلت في المنافقين فيجعلها في الانصار والمهاجرين او كمن يتمسك باحاديث وردت في اقوام بعينه فيجعلها في عمومهم. ومن ومن اظهر ومن اظهر هذا ومن اظهر هذا الاعتقاد فانه لا ريب في ايمانه دخل وفي اسلامه شائبة كمن يقول من المعتزلة بتفسيق عثمان وعلي ومعاوية رضي الله عنهم. او كمن يقول من الخوارج بتكفيرهم او كمن يقول من الباطنية ومن تبعهم من بعض الشيعة بردة الصحابة رضي الله عنهم الا علي ومن معه وهؤلاء الطوائف كل واحد منهم يكفر شخصا فهو محجوج بدليل اخر. فالخوارج محجوجون بالادلة التي يريدها الشيعة عليهم كيعة والباطنية محجوجون بادلة الخوارج فيما يريدونه عليهم وطريقة السلامة التي سار عليها السلف اسلم واتقن واحكم في جميع الابواب. وفي هذا الباب فهم يكفون عما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم ولا يذكرون الا محاسنهم ونظرة واحدة من مسلم الى النبي صلى الله عليه وسلم خير من الدنيا وما فيها كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنهم رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اشد امتي لي حبا ناس يكونون بعدي يود احدهم لو رآني بأهله وماله. رواه مسلم. وهم قد رأوه مع محبتهم عظيمة له صلى الله عليه وسلم حتى انهم هجروا اوطانهم وتركوا بلدانهم وبذلوا انفسهم واموالهم في نصرته ونصرة دينه الا ترى ان اهل الدنيا يفتخرون بلقاء لهم مع ملك او امير او مشهور وربما كان اللقاء امرا لكن الافتخار به يكون ظاهرا والاعتزاز به معلنا. فاذا كان هذا حال اهل الدنيا الا يحق لنا ان نفتخر بالصحابة رضي الله عنهم وهم الذين قرت اعينهم برؤية سيد البشرية صلى الله عليه وسلم وهم تلامذته سمعوا منه ورأوه رأوا احواله وافعاله اي شرف اعظم من هذا بعد الايمان ولهذا جاء في حديث ابي نبيح العنزي عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال كنا عنده وهو متكئ فذكرنا عليا ومعاوية رضي الله عنهما. فتناول رجل معاوية رضي الله عنه فسوى ابو سعيد رضي الله عنه جالسا فذكر قصته حينما كان في رفقة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ابو بكر رضي الله عنه ورجل من الاعراب قال ابو سعيد ثم رأيت ذلك البدوي اتي به عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد هجى الانصار. فقال لهم عمر رضي الله عنه لولا ان له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ادري ما نال فيها لكفيتكموه سبحان الله رواه احمد بن نحوي وابن جعد بلفظه قال الهيثمي رجاله ثقات فقد توقف فقد توقف عمر رضي الله عنه عن معاتبته فضلا عن معاقبته لكونه علم انه لقي النبي صلى الله عليه وسلم وفي ذلك اظهر دليل على انهم كانوا يعتقدون ان شأن الصحبة لا يعد لها شيء واما الذين في قلوبهم زيغ فانهم لا يحبون الصحابة رضي الله عنهم جملة او لا يحبون بعضهم. ولا وتجد في قلوبهم غلا لهم ومن مسائل الاعتقاد المجمع عليه بين السلف في حق الصحابة رضي الله عنهم ان بغضهم كفر ونفاق وطغيان. اي ان من اعتقد بغضهم فصار آآ يكرههم وهم آآ فصار اكراههم او يكره احدهم تدينا ويمقته فانه قد فعل بقلب ما هو كفر هذا الكفر هم فيه على نوعين النوع الاول من وقع منهم في الكفر الاكبر وذلك اذا كان يبغضهم لكونهم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وتلامذته ولكونه اول المسلمين وبذلك شابه الكافرين الذين كانوا يعادون الصحابة رضي الله عنهم لانهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولانهم تلامذته صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى ان الذين اجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون واذا مروا يتغامزون واذا انقلبوا الى اهلهم انقلبوا فكيهين واذا رأوهم قالوا ان هؤلاء لضالون وعنى بالذين امنوا الصحابة رضي الله عنهم وعنا بيظحكون اي الكفار يضحكون ويستهزئون بالصحابة رظي الله عنهم ومن ابغضهم فقد شابه اليهود الذين طاعنوا في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومدحوا ما عليه اهل الكفر. قالوا كما قال الله تعالى الم الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا وعنوا بهؤلاء مشركي مكة وعنوا بالذين امنوا الصحابة الذين امنوا رضي الله عنهم. النوع الثاني من وقع منهم في الكفر الاصغر وعانوا بالذين امنوا الصحابة بدون الذين امنوا الصحابة رضي الله عنهم نعم النوع الثاني من وقع منهم في الكفر الاصغر وذلك اذ اذا اعتقد بغضهم تدينا لشيء سمعه او نقل عنهم لا لكونهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل لكونه في نظره القاصر عقله الكاسد غيروا وبدلوا وعلى هذا فعامة من يبغضه من اهل البدع واقعون في الكفر الاصغر من هذا الوجه. مع ما عندهم من انواع الكفر الاخرى من وجوه من وجوه آآ من وجوه بدعهم وهذا الكفر سواء كان اكبر واصغر من جنس كفر النفاق ولذلك قال المصنف رحمه الله ونفاق لبيان نوع الكفر ووجهه ان المنافقين هم الذين صدر منهم ما يدل على التنقيص من الصحابة رضي الله عنهم وما يدل على بغضهم للصحابة رضي الله عنهم كما قال الله تعالى واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون. وعلى بامنوا المنافقين وعلى كما امن الناس للمهاجرين والانصار. وكان جواب المنافقين في مقابل الامر الالهي لهم بالايمان كايمان الصحابة ان قالوا على وجه الاستهزاء والسخرية انؤمن كما امن السفهاء؟ فاخبر الله تعالى الا انهم هم السفهاء اي ان السفه على وجه الكمال محصور في هؤلاء المنافقين الذين يطعنون في ايمان الصحابة رضي الله عنهم فدلت الاية ان من طعن في الصحابة رضي الله عنهم فانه قد شابه المنافقين ووقع في كفر النفاق وهو طغيان اي فيه مجاوزة للحد الذي حد للمسلمين من ان يمسكوا السنتهم عن الكلام ان يمسكوا السنتهم عن الكلام في الصحابة رضي الله عنهم وان يطهروا قلوبهم تجاههم من كل غل واصل الطغيان تجاوز الحد وهو في كل شيء بحسبه. وهنا وجه الطغيان من يبغض الصحابة رضي الله عنهم انه منها لقد تاب الله على النبي ومنها وعلى الثلاثة الذين خلفوا ثم ذكرهم الله تبارك وتعالى ايضا سورة الاحزاب لانهم صبروا لما تحزب الاحزاب ضدهم ثم ذكرهم الله تبارك وتعالى ايضا بحب المسلمين او ميرا كيف شغله؟ انه امر بحب المسلمين وبحب خلصهم من الانصار والمهاجرين وهو يبغضهم فبذلك يكون متجاوزا وطاغيا ومن اوصاف المنافقين ايضا انهم كانوا يظهرون الايمان يظهرون الايمان والود للصحابة رضي الله عنهم في الملأ ثم اذا خلوا الى شياطينهم اظهروا بغظهم واظهروا الشرك والكفر. وبذلك كانوا في الطغيان. قال الله تعالى عنهم واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم وبغض الصحابة رضي الله عنهم كفر ونفاق وطغيان وهذا يشمل من ابغضهم من ابغضهم كلهم او بعضهم باوصافهم او باعيانهم مما يدل على هذا المعنى حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لا يبغض الانصار رجل يؤمن بالله واليوم الاخر رواه مسلم. وجاء في حديث عبد الله بن مغفل ام زميل رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله الله في اصحابه لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن احبهم فبحبي احبهم. ومن ابغضهم فببغض ابغضهم. ومن اذاهم فقد اذاني ومن اذاني فقد اذى الله ومن اذى الله فيوشك ان يأخذه. رواه الترمذي وقال حديث غريب وضعفه الالباني فالواجب الكف عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم حفظ غيبتهم ومعرفة مكانتهم والاعتراف بسابقتهم وجهادهم ونصرتهم والاعتراف بسابقتهم وجهادهم ونصرتهم لدين الله واعتقاد فضائلهم والعلم بما لهم من شرف ورفعة في دين الله تعالى. ومن ذلك انه لما مات محمد صلى الله عليه وسلم وارتد من ارتد من العرب ومن المهاجرون والانصار للدفاع عن دين الله تعالى ومقاتلة المرتدين. فكان المهاجرون والانصار ومسلمة الفتح من الصحابة رضي الله عنهم هم الذين قاتلوا الكفار والمرتدين فكانوا على الدين ثابتين. كما قال الله تعالى وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افإن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم. من ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين. وعلى شاكرين الذين ثبتوا على الاسلام على الاسلام بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وهم الصحابة من المهاجرين والانصار ومسلمة وخلاصة كلام المصنف رحمه الله وجوب حب الصحابة وجوب حب الصحابة رضي الله عنهم كلهم بلا غلو ولا جفاء. وان حبهم في الله وان حبهم في الله تعالى وحبهم لاجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم. احسنت نكتفي بهذا القدر نسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم حب الصحابة رضي الله عنهم وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين عندكم شي تظيفون تسألون تفضلوا عندك شيء ماشي ابو احمد مرة ثانية نعم حديث صحيح حديث صحيح رواه البخاري في صحيحه من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب من يعادي الصحابة وهم اولياء الله فهو مأذون بالحرب نعم تفضل اذا انت في هذا الزمن لما تعبد الله تجد اعوان ولا ما تجد اذا ليست المراد هذا الزمان نعم ومن جمال الى زمان ومن حال الى حال ها ابو محمد محمد عندك سؤال وانت يا عمر ها را كان عندك سؤال طيب وعبدالعزيز واليك اعزك الله درفتنا الله يرظى عليك يا رب تقبل منا ومنكم عندك شي يا ابو عمر اتفضل يا ابو عبدالعزيز لا شك انه لم يرد آآ في فضل اه اهل العقبة شي خاص ولكن اهل بدر جاء فيهم شيء خاص فما دام جاء في اهل بدر شيء خاص فهم يقدمون وسيأتي معنا في مسألة تفضيل الصحابة وفظائل فيما بينهم سيأتي ان شاء الله لكن لا شك انها البدر هم افضل الصحابة وخيارهم افضل من الذين شهدوا العقبة وتخلفوا عن بدر نعم الصحابة رضوان الله عليهم ذكرهم الله عز وجل في القرآن بعدة سور تأملوها جيدا ذكرهم الله في البقرة وذلك لعظيم علمهم واثنى عليهم في ال عمران لسلامة منهجهم وعدم غلوهم وجفائهم وذكرهم الله في النساء لبيان حفظ الله لهم عن الفتنة وذكرهم الله عز وجل في المائدة لبيان اجتماعهم على الكتاب مائدة الكتاب والسنة وذكرهم الله تبارك وتعالى في الانفال لبيان انهم بمعنى من امثال المسلمين غنيمة للمسلمين الصحابة والايات الاخيرة في اخر صفحة من سورة الانفال من اعظم الايات الدالة على فضائل المهاجرين والانصار وذكرهم الله في التوبة توبته عليهم بل ما سميت سورة التوبة بالتوبة الا لذكر التوبة فيه عدة مرات في سورة الفتح لان الله عز وجل فتح بهم البلدان ثم ذكرهم الله تبارك وتعالى في الحجرات لانهم اهل العقول ثم ذكرهم الله تبارك وتعالى في سورة الحديد لصلابة ايمانهم ثم ذكرهم الله تبارك وتعالى في سورة الحشر ببيان كيفية حشر الناس هل هم مع الصحابة او ليسوا مع الصحابة هذه سور عديدة ذكر الله تبارك وتعالى فيها الصحابة فينبغي على المسلم ان يتأملها وسبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت تغفرك واتوب اليك