الحذر مما يغضب الله هكذا المؤمن اينما كان. وفق الله الجميع فالحديث الثاني عن ابي ذر جندب ابن جنادة وابي عبدالرحمن معاذ ابن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه قال اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن رواه الترمذي وقال حديث حسن الحديث الثالث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ انها تجده تجاهك. اذا سألت فاسأل الله. واذا استعنت فاستعن بالله. واعلم ان الامة لو اجتمعت ولن ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك. وان استمعوا ولا يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الاقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي وقال حديث حسن وفي رواية غير الترمذي احفظ الله تجده امامك. تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. واعلم ام ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك. واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع وان مع العسر يسرا. الحديث الرابع عن انس رضي الله عنه قال انكم لتعملون اعمالا هي ادق في اعينكم من الشعر. كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات. رواه البخاري قاري وبالله التوفيق والسداد. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه. ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الاحاديث الثلاثة كالتي قبلها من الايات وهذه الجبرائين كلها تدل على وجوب المراقبة لله جل وعلا في جميع الامور حتى تؤدي حقه على بصيرة وحتى ابتدع ما نهاك الله عنه عن مصيره فالغفلة والاعراض والتشاؤل عن الواجبات من اعظم الاسباب في قسوة القلوب من اسباب الاقدام على المحارم. اما المراقبة والاستحضار ما امر الله به واسأل عظمة الله وانه سبحانه يحب منك ان تمتثل امره وان تجتنب نهيه فاستحضار هذا الامر استحضار انك عبد مأمور وان الواجب عليك التنفيذ نعينك على مراقبة الله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ اتق الله حيثما كنت يعني في جميع الاحوال راقب الله واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن تقوى الله هي الاستغاظة به وعقابه باستحضار عظمته او اوامره ونواهيه حتى تتقيه بفعل المأمور وترك المحظور هذه التقوى اداء فرائض الله وترك محارم الله والوقوف عند حدود الله واذا جاهد نفسه في اتباعها السيئات بالحسنات كان هذا من نعم الله عليه لان الحسنات تحمل السيئات ومن الحسنات التوبة وهي من احسن الحسنات ان يبادر الى التوبة عند كل سيئة حتى يمحى الله سيئاته بحسناته ثم المخالقة للناس بالخلق الحسن ايضا من افضل القربات. البر حسن الخلق فالحذر من الجفاء والشدة والغلظة امر مطلوب الا في حق من شرع الله والرضاة عليه والا فاخوك المسلم من حقه عليك ان يخاطبه بالتي هي احسن وان تحسن خلقك معه هل بفضل حسن الخلق خالق الناس بخلق حسن الله والاجفهرار وسوء المقابلة ليست من اخلاق المؤمنين الله يقول جل وعلا فبما الرحمة من الله لابتلاه ولو كنت فغظا غليظ القلب لفضوا من حولك لكن من شرع الله الغلظة له والهجرة هذا يجب تنفيذ ذلك في حقه ويقول ابن عبد الله ابن عباس رضي الله عنه احفظ الله يحفظه بفضل الله تجده تجاهك يعني امامك فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله من عمه حمد الله من افقه الناس ومن اشد الناس ذكاء وفطرة وادعى له النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم فقهه في الدين اللهم علمه الكتاب فقد وفق رزقه الله علما عظيما واوصاه النبي ان يتقي الله حيثما كان. هذا من اسباب تحصيل العلم من اسباب الفقه في الدين ان يتقي الله ولئن سادوا زادهم هدى واتاهم تقواه من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين احفظ لله يعني بطاعته واتباع شرعه يحفظك مما تكره احفظ الله يحفظك المؤمن يلاحظ هذا الامر العظيم واحب الله بحسن الاوامر وترك النواهي والوقوف عند الحدود احفظ الله تجده توجعك يعني امامك تجده موفقا لك قائدا لك الى الخير يسوقك الى الخير ويشجعك عليه بسبب اعمالك الطيبة بسبب اجتهادي بسبب استحضارك عظمة الله فالله اعجب اليك اعجل اليك بالخير من يتق الله يجعل له مخرجا ان تتقوا الله اجعل لكم فرقانا رفعت الاقلام وجفت الصحف لمضى القدر بعلم الله انت عليك الاسماء والقدر الماظي تتقي الله بفضل الله يحفظه يتقي الله تجده امامك تعرف الى الله في الرخاء في الشدة الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا كل هذه امور تعرج من عدم الله وتجعله في مأمن وغاية من الراحة عند تنفيذ هذه الاوامر والانسان يصبر ولا يعجل في الامور فالله ينصره بعد ذلك وكذلك مع العسر يسرا وان يتقى الله فهو امامه في كل خير. يقوله الى كل خير ويعينه على كل خير وكلها اشتدت الكروب فرج الله ومن يتق الله يجعل له مخرجا ومن يتق الله يجعل له من البشرات سيجعل الله بعد عسر يسرا هذه وصايا لابن عباس وصية له ولغيره من الامة وصايا النبي لواحد من الصحابة وصية للامة كجميعها وهكذا في حديث انس انكم لتعملون اعمالا لان ادق فيها من الشعر كنا نعدها في عهدنا من الموبقات يعني ان الناس بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم تقع منهم اشياء يستهينون بها ويرونها خفيفة وهي عظيمة ولهذا قال ليس لها مية. كان الصحابي يعدون من الموبقات يعني من المهلكات ومن ذلك تساهل الناس بالغيبة والنميمة وهي من الموبقات وعند كثير من الناس مثل لا تهمهم كن يغتاب وان ينم وان يشم حتى كن فعلك الله به خذ لعنك الله هات لعنك الله عندهم امرها بسيط السب والشتم والغيبة والنميمة هذه جارية بين الناس بين كثير من الناس وبين سفهاء الناس وجهالة الناس لا يبالون بها. كانها مباحة فينبغي للمؤمن ان يحرص على حفظ لسانه وحفظ جوارحه مما حرم الله ولا يغتر الجهلة هو الفساق وما يحصل من التساهل في هذا العلم في الواجبات او في فعل المحرمات ليسوا بقدوة الواجب ان يتأسى بها بالاخيار الايمان والصدق لا بالفجار واهل الفسق الذين لا يهمهم هل وقعوا في محرم او تركوا الواجب لتساهلهم وقلة بصيرتهم وقلة خوفهم من الله عز وجل اما المؤمن لا يتحرى هذا الواجب ويتحرى البعد عن المحرم ويعظم عظمه الله ويحترم مما حرمه الله عنده البصيرة القلبية اعظم من البصيرة البصرية فيما اوجب الله مما حرم الله يريد وجه الله لا رياء ولا سمعة يريد وجه الله والدار الاخرة نريد الحذر من وقوعه فيما حرم الله