بعد ان انتهت سورة ال عمران من استعراض معركة احد وفضحت المنافقين اخذت في فضح بعض مسالك اهل الكتاب. ومن طوت عليه نفوسهم من الكيد للاسلام والغدر بالمسلمين اه اه هل في الوجود كنعمة القرآن هو روضة تزداد في الوجدان هل في الوجود نعمة امين. وروضة تزدان في الوجدان وبأنعمران ازدهت ارواحنا وسمت مراتي بالاحزان زهراء وحين نستظل بظلها بخلاصة التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير نحن اغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الانبياء. بغير حق ونقول ونقول ذوقوا عذاب الحريم التقى ابو بكر الصديق رضي الله عنه مرة بفن حاص. وهو احد علماء واحبار اليهود فقال له الصديق ويحك يا فانحاص اتق الله تعالى واسلم. فوالله انك لتعلم ان رسول من عند الله. فقال فانحاص والله يا ابا بكر ما بنا الى الله من حاجة وانه الينا لفقير. ولو كان عنا غنيا ما استقرض منا كما يزعم صاحبه بكم وهو بهذا يعرض بقوله تعالى من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا. فغضب الصديق رضي الله عنه وضربه فذهب اليهودي الى النبي عليه الصلاة والسلام شاكيا. فقال الضيق يا رسول الله ان عدو الله قال قولا عظيما يزعم ان الله فقير وانهم عنه اغنياء فجحد فانحاصوا ذلك. فانزل الله تعالى هذه الاية. لقد سمع الله الله جل جلاله قول اليهود الذين قالوا في الله مقالة شنيعة ان الله فقير الينا لانه طلب منا ان نقرضه من اموالنا. ثم جعلوا انفسهم اكمل من الله. فقالوا ونحن عنه. سيكتب الله تعالى ما قالوه من الفرية والقول الشنيع كما سيكتب الله تعالى فعله الشنيع وهو قتلهم لانبياء الله تعالى بدون وجه حق. وسيعاقبهم الله تعالى في الاخرة على هاتين كريمتين بالنار. وسيقول لهم وهم يعذبون ذوقوا وعذاب النار المحرقة. اهانة واذلالا لكم ذلك بما قدمت ايديكم وان الله ليس بضلال امن للعبيد. ذلك العذاب الشديد الذي سيحيق بكم ايها اليهود في الاخرة انما هو بسبب ما اقترفته ايديكم من الجرائم. وما نطقت به افواهكم من القبائح. فقد اقتضت حكمة الله تعالى سألته الا يعذب الا من يستحق العذاب. فهو لا يظلم عباده مثقال ذرة الذين قالوا ان الله عهد الينا الا نؤمن لرسول حتى فيأتينا بقربان تأكلهن قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي فلم قتلتموهم فلما قتلتموهم ان كنتم صادقين رذيلة اخرى من رذائل اليهود. قالوا كذبا ان الله تعالى اوصانا في التوراة بالا نصدق ولا ان اعترف لرسول حتى يأتينا باية خاصة. بان يتقرب الى الله تعالى بصدقة. فتنزل نار من السماء فتحرقه. واذا فعل ذلك كان صادقا في رسالته. وهذا من الكذب والافتراء على الله فاسمع كيف كان جواب القرآن. قل لهم يا محمد قد جاءكم رسل قبلي بالمعجزات ذات الواضحات وقد قدموا القربان الذي تأكله النار. فلماذا كذبتموهم وقتلتموهم ان كنتم صادقين في دعواكم ايها الكاذبون. فان كذبوك فقد عذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنيب جاءت الاية الكريمة في سياق تسلية النبي عليه الصلاة والسلام فيا محمد ان كذبك هؤلاء اليهود بعد ان قام الدليل على صدقك فلا تبتأس ولا تحزن فان الانبياء من قبلك قدموا لاقوامهم الدلائل والمعجزات. الدالة على نبوتهم. وجاءوهم بالكتب التي فيها الحكم والمواعظ. وجاؤوهم بالكتاب الواضح المستنير الذي فيه الاحكام والشرائع ومع ذلك قوبلوا بالتكذيب. ولك بهم اسوة حسنة. كل نفس الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور تسلية ثانية للنبي عليه الصلاة والسلام. اذ بين الله تعالى ان مرد الخلق كلهم الى الله فلا يغتر مخلوق بهذه الدنيا. فكل نفس لا بد ان تذوق الموت. فقبل الموت دار عمل. وبعد موتي دار الجزاء. ويوم القيامة ستعطون اجور اعمالكم كاملة غير منقوصة ان ابعد عن النار وادخل الجنة فهو الفائز الحقيقي. لانه فاز بالسعادة الابدية والنعيم اما الحياة الدنيا بكل ما فيها من ملذات ومغريات. لا تعدو كونها متاع عن زائل لا يغتر بها الا احمق مخدوع وانفسكم ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذا كثيرا. وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور تلية ثالثة للنبي عليه الصلاة والسلام ولمن معه. وهي تسلية عامة في الحرب والسلم. غرضها ان يوطنوا انفسهم على الصبر وتحمل الاذى. ومعنى الاية والله لتمتحنن ولتختبرن في باموالكم وانفسكم. في اموالكم باداء الحقوق الواجبة في المال. وبوقوع المصائب فيه كتلفه او نقصه وفي انفسكم باداء تكاليف الشريعة وبنزول انواع البلاء بكم كالموت او المرض او الجراح ثم اخبرهم الله تعالى بانه ستنالهم بلايا واقدار من اعدائهم تسمعن ايها المسلمون من اليهود والنصارى ومن المشركين شيئا كثيرا مما يؤذيكم. كالطعن في دينكم والاستهزاء بعقيدتكم والسخرية من شريعتكم. ثم ارشد الله تعالى المؤمنين الى الذي يعينهم على التغلب على هذه المصائب والابتلاءات. وهو الصبر والتقوى وان تصبروا ايها المؤمنون على تلك الشدائد وتقابلوها بضبط النفس وقوة الاحتمال. وتتقوا الله تعالى فيما امركم به ونهاكم عنه تنالوا رضاه. وتنجوا من كيد اعدائكم. فالصبر والتقوى من امور التي تحتاج الى عزم وضعفاء العزيمة ليسوا اهلا للفلاح ولا لبلوغ النصر واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبينن انه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا الى فبئس ما يشترون. نعود الى رذيلة اخرى من رذائل لاهل الكتابة. واذكر يا محمد حين اخذ الله تعالى العهد المؤكد على اهل الكتاب بان يبينوا ما في كتبهم من احكام الله تعالى والهدى ومنها البشارة بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام. والا يكتموا شيئا من ذلك ولكن اهل الكتاب نقضوا عهدهم مع الله وطرحوه وراء ظهورهم باستهانة واستهتار فكتموا حقه واظهر الباطل واخذوا في مقابل هذا شيئا حقيرا من متاع الدنيا. كالرئاسة الكاذبة والمال الزائل. فكانوا مغبونين في هذا البيع والشراء. فبئست الصفقة صفقتهم ليست البيعة بيعتهم. وفي هذا تحذير لعلماء الاسلام من ان يسلكوا مسلك اهل الكتاب فيكتموا شيئا من العلم لغرض فاسد. او لجر منفعة شخصية. او سعيا الى حطام دنيا او تزلف لظالم او طلبا لرضا الجماهير او لغير ذلك. قال النبي عليه الصلاة والسلام من كتم علما الجمه الله يوم القيامة بلجام من نار. نعوذ بالله ان نكون كالمغضوب عليهم او الضالين نعمة القرآن هو روضة تزدان في الوجدان وبال عمران ازدهت ارواحنا وسمت بها لمراتي بالاحساني. زهراء احين نستظل بظلها بخلاصة التفسير للقرآن