قلقه كله وتربية الشعر ليس عبادة يتعبد الله بها انما كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل شعره واقص شعره على حسب الاحوال والانسان اذا كان له شعر يجب عليه ان يكرم شعره بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. اما بعد هذا هو المجلس الثالث والعشرون وحديثنا مع شرح الحديث السادس والعشرين قال الترمذي حدثنا احمد بن منيع قال حدثنا ابو قطن قال حدثنا شعبة عن ابي اسحاق عن البراء ابن عازب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مربوعا بعيد ما بين المنكبين وكانت جمته تضرب شحمة اذنيه يقول الترمذي علينا وعليه رحمة الله حدثنا احمد بن منيع وهو احمد ابن منيع ابو جعفر الاصم وهو ثقة حافظ صاحب المسند اذا هو احمد بن منيع البغوي ابو جعفر الاصم صاحب المسند نزل بغداد وروى عنه شيم وعباد ابن عباد وابن عيينة وابن علية وخلق اخرين وقد روى عنه مسلم في صحيحه واصحاب السنن الاربعة رحم الله الجميع وروى عنه يعني عدد ابو القاسم البغوي رواه عنه وابن صاعد روى عنه وابن خزيمة نعم قال النسائي وغيره ثقة مات سنة اربع واربعين ومئتين عن اربع وثمانين سنة يقول طبعا مسند اه احمد ابن منيع احد موارد كتاب المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني يقول اخبرنا ابو قطن وهو بفتحتين عمرو بن الهيثم ابن قطن القطعي الزبيدي البصري وكان فيه اعتزال روى عن مالك وابي حنيفة وشعبة وغيرهم. وروى عنه الشافعي وابن معين واخرون وثقفه الشافعي وابن المدينة وابن المعين قال الواقدي مات في شعبان سنة ثمان وتسعين بالمئة وهو ابن سبع وسبعين سنة قال حدثنا شعبة وهو شعبة ابن الحجاج ابن الورد الواسطي ابو بسطام وهو امام من ائمة الدنيا بالحفظ والاتقان عن ابي اسحاق وهو ابو اسحاق السبيعي المتوفى عام ست وعشرين ومئة وقيل ثمان وعشرين ومئة وهو احد من دارت عليه السنة وهو ثقة ولم يختلط انما شافى ونسي وله اوهام يسيرة معروفة عند اهل العلم وهذا الخبر ليس منها عن البراء ابن عازب وهو الصحابي الجليل ابن الصحابي الجليل قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مربوعا اي ليس بالطويل الباعد ولا بالقصير وكان الى الطول اكثر بعيدة ما بين المنكبين اي ان يعني لم يكن قليل الكتف انما كان بعيدا ما بين المنكبين وكانت جمته تضرب شحمة اذنيه. هذا بيان هذا بيان لحال شعر النبي صلى الله عليه وسلم فكان شعره هكذا يصل الى اذنيه وكان شعره يصل الى كتفيه يقول ابن القيم في زاد المعاد في هدي خير العباد يقول وكان شعره فوق الجمة ودون الاخرى وكانت جمته تضرب شحمة اذنه واذا ضال جعله غدائر هكذا قال ابن القيم حينما تحدث عن شعر النبي صلى الله عليه وسلم والغداء في الظفائر والغفرمة وجاوز شحمة الاذن وقيل الوفرة الجمة من الشعر اذا بلغت الاذنين قالت ام هاني قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وله اربع غدار. رواه اصحاب السنن الا النسائي فالنبي صلى الله عليه وسلم كان شعره يكون طويلا احيانا وكان يكون قصيرا احيانا ربما تركه كله وربما والانسان يتأدب باداب النبي صلى الله عليه وسلم ويؤجر الانسان بسنن الزواج اذا قصد بها السنة وآآ شمائل النبي هي تعلمنا الاداب والادب عنوان فلاح الانسان وسر سعادته. ربنا يقول يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم متاع الحياة الدنيا ثم الينا مرجعكم فلننبئكم بما كنتم تعملون الانسان يتأدب بادب النبي ويتخلق بخلق النبي صلى الله عليه وسلم واهل العلم كما ذكروا في الكتب هذه يعني الجوامع والمصنفات والسنن والمسانيد فيها اذهار الاحاديث والنصوص التي ذكرت في تلكم الكتب فيها اظهار لمحتوى فقه الشريعة التي هيأت الاسباب في جمعها وبذل اهل الحديث جهودهم فيها. ومن ذلك هذه كتب الشمائل لاجل ان يعبد الله على بصيرة ولاجل ان يحقق مراد الله تعالى من هذه الامة كما اراده الله تعالى لاننا لا نعبد الله باهوائنا ولكن نعبد الله بما اراده الله منا ومهمة اهل العلم تبيان الحق من الباطل والحلال من الحرام وما يكون فريضة وما لا يكون فريضة وما يكون سنة وما لا يكون سنة فاهل العلم يحققون لنا بالادلة الشرعية الموجودة في النصوص النبوية التي رويت عن صاحب الشريعة فاهل العلم يبينون لنا مراد الله لنا والانسان لا بد ان يكون عالما بالحديث عالما بالفقه عالما بالتفسير ومن يكون عالما بالفقه عارفا باصوله عارفا بالادلة التي بنيت عليها الاحكام فان لذة العباد تكون عنده اكبر وهنائها يكون اوفر وشوقه اليها يعني يكون اجدر لانه حينئذ يعبد الانسان ربه على بصيرة. وهو يتصور العلل التي بنيت عليها الاحكام وهو يتصور العلل التي اذنت عليها احكام هذا الدين ولذلك حينما ذكروا الشمائل النبوية وذكروا هذه الامور فان الانسان يحتاج وينبغي على المرء في هذه وفي تلك ان يتعلمها وان لا يفرط فيها وان لا يقصر في شيء منها والانسان حينما يقرأ هذه النصوص سواء كانت في شمائله او في الفقه الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم عليه ان يستذكر صراط الله في كل عبادة ففي الوضوء تذكير بالطهارة الحسية والمعنوية وتذكير لاجل عودة البشرية الى نقاء الفطرة ولذلك فان الصلاة تطهر الباطن في الانسان والوضوء يطهر الظاهر وهذه العبادات جميع العبادات سواء كانت في شعر الانسان او في صلاته او في عبادته او في اي متابعة للنبي معلوم ان في العبادة تسجير ولذلك في الوضوء يعني حتى الانسان حينما يمسح شعره في الوضوء يستشعر الانسان بان نفسه تتأهب وتتنظف للوقوف بين يدي الله واذا حصل للعبد اذا حصل العبد على الطهارتين الحسية والمعنوية نال الحسنيين ووصل الغاية المرتجات من الدين ولذلك فمن مقاصد الدين ان يكون الانسان على طهارة حسية ومعنوية وحين ذاك يحصل القرب من الله ولذا تجد في القرآن الكريم واسجد واقترب طبعا شرحنا قبل ايام سورة العلق لكن فاتنا ذكر نحو هذا وذلك بودنا ان طالب العلم ان يجمع بين العلوم لانه اذا جمع بين العلوم سيتيسر له الامر ولذلك هذه النصوص جميعها يذكرنا بوجوب بوجوب التوبة واللجأ الى الله. والمؤمن ينبغي ان لا يصبح ولا يمسي الا على توبة لانه لا يدري متى يفاجئه الموت صباحا او مساء من اصبح او امسى على غير ثوبة فهو على خطر. فانه يخشى ان يلقى الله وهو غير ثائب فيحشر في جملة الظالمين وربنا يقول ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون اذا هذه النصوص وهذه الامور الواردة في الشريعة يتأملها الانسان يتأملها الانسان ويجد الانسان فيها غاية الجلد حتى لا يقع وهذا الدين كله سواء كان من حيث التاريخ المعاصر او التاريخ القديم او كل ما يتعلق بهذا الدين يعنى به الانسان انظر على سبيل المثال مدينة هرات مدينة جاء في ترجمتها انها مدينة عظيمة مشهورة من امهات مدن خراسان يقول ياقوت الحموي لم ارى بخراسانا عند كوني بها في سنة ست مئة وسبعة مدينة اجل ولا اعظم ولا افخم ولا احسن ولا اكثر اهلا منها فيها بساتين كثيرة ومياه غزيرة وخيرات كثيرة محشوة بالعلماء ومملؤة باهل الفضل والثراء. وقد اصابتها عين الزمان ونكبتها طوارق الحدثان وجاءها الكفار فخربوها حتى ادخلوها في خبر كان فانا لله وانا اليه راجعون طبعا هذا الكلام كان سنة ست مئة وثمانية عشر. اذا لابد للانسان ان يهتم بجميع امور الدين. ان يهتم الانسان بالقرآن الكريم حفظا وتفسيرا وتلاوة وتدبرا وتصحيحا للتلاوة وتعليما للاخرين ودفع نهتم بكل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم سواء كان بشمائله كما نحن نتدارس الان الشمائل او بغير الشمال ايضا ينبغي علينا ان نهتم بهذا الامر غاية الاهتمام وان لا نقصر فيه لاحتياجنا اليه الامر الثالث الذي دائما انا اؤكد عليه واحث نفسي واخواني الفقه الفقه نحن بامس الحاجة الى الفقه وبامس الحاجة الى زيادة التفقه في امور الدين لان التفقه في امور الدين يحتاجه كل واحد ولا يستغني عنه احد من امكانيات علينا ان نستعمل هذه الامكانيات جميعها علينا ان نستعملها في طاعة الله سبحانه وتعالى وعلينا ان نعمل بها غاية العمل وان نجد بها وان لا نضيع فرصة من الفرص ولا نضيع فضلا من الفضائل وحينما خرجنا من بلادنا العراق واختلطنا بغير البلاد بلاد العجم وجدنا قلة الفقه وحاجة الناس الى الفقه. فنحن بامس الحاجة الى الفقه ولاجل تفقيه الناس وانا بحمد الله اصلي في المساجد لكن اجد التقصير الكبير وقلة الفقه في الدين فلابد علينا يا اخوان من ان نتفقه وان نبث الفقه الامر المهم والاخير الذي اختم به هذا الدرس هو محبة النبي صلى الله عليه وسلم احد من شرح الشمال هو الدكتور حسن مخالف في المسجد الحرام شرحه شرحا بديعا واتكلم عن محبة النبي وقال يعني مما قال انا الخص كلامه واختصره يقول لابد ان نعلم جميعا ان دواعي محبة الانسان لاخر تكون من ثلاثة اشياء فلا يحب احد اخر الا لواحد من اسباب ثلاثة كما في الاستغراء طبعا هذا فالاسباب الدواعي والدوافع التي تحمل الواحدة منا على حب الاخر واحدة من ثلاثة اشياء اما لجماله الظاهر اي المظهر والشكل والصورة والحسن والجمال واما الباطن اي جمال الباطن وهو السبب الثاني والمقصود به الاخلاق وحسن التعامل والصنيع قبل يومين كنت انصح احد الاتراك لا يصلي وتكلم به كلمات حفظها من العربية قال اهم شيء الاخلاق. نعم الاخلاق مهمة لكن لكن اساس الاخلاق ورأس الاخلاق حسن التعامل مع الله حينما يؤدي الانسان حق الله تعالى لان من لم يؤدي حق الله فهو ليس متخلق بالاخلاق لان الله هو المنعم على كل حال السبب الثاني اللي هو جمال الباطن اللي هو الاخلاق وحسن التعامل والصنيعة وما يتعاداه الانسان من اخلاق في المواقف والافعال والحالات واما ان يكون احسان الشخص الى من يحب فهذه الثلاثة هي الاسباب التي تجعل احدنا يحب الاخر اما ان يحبه لجمال شكله واما لجمال هيئته واما ان يحبه لجمال اخلاقه لانه كريم صلى الله عليه وسلم ولانه ذو امانة لانه متواضع لانه كثير النصح لانه كثير الاحسان السبب الثالث هو ان يحبه لاجل احسانه الخاص اليه فلانه طالما احسن واسدى المعروف وقدم له اشياء كثيرة من مواقف البر والخير والاحسان فانه يجد نفسه مأسور لحبه تجاه ما قدمه اليه من احسان اذا هذه الاسباب الثلاثة التي لا تخرج عنها مواقف الحب في حياة البشر بين اثنين على وجه الحياة وهذه الاسباب الثلاثة هي مجتمعة في نبينا صلى الله عليه وسلم وعلى ذلك يجب ان يكون في قلب كل مسلم من الحب مجتمعا في قلبه تجاه النبي صلى الله عليه وسلم وان تكون محبته صلى الله عليه وسلم اكمل المحبة وان يكون الوفاء له اكمل الوفاء واصدق الوفاء. لانك ان اردت ان تحبه من اجل شكله وصورته وجمال منظره عليه الصلاة والسلام فقد كان في هذا الباب بالمقام الاوفى والدرجة الاسمى وان اردت ان تحبه صلى الله عليه وسلم لاخلاقه وطباعه وصفاته وشمائلهم وما حباه الله تعالى به من الخلقة الحسنة وجميل الاخلاق وحميد الصفات فقد كان خلقه عظيما وربنا يقول وانك لا على خلق عظيم اذا انت تقف امام شخصية عظيمة تجملت بها الاخلاق وان اردت ان تحبه لعظيم احسانه وامتنانه وما في رقبتك من فضل ونعمة ومنة بعد فضل الله الاف هي ايضا تجد نفسك مأسورة بها للنبي صلى الله عليه وسلم وذلك لان الله استنقذك به من الظلالة واخرجك به من الظلمات الى النور. وهداك به الى الصراط المستقيم. واخذ بيديك نحو الجنة جنة عرضها السماوات والارض ثم لم يزل صلى الله عليه وسلم من رأفته ورحمته ان يدافع عن امته وينشد لها السلامة والنجاة الى يوم القيامة وهو ينادي في ذلك الموقف امتي امتي فخلقه عليه الصلاة والسلام وخلقه واحسانه تلك الثلاثة تجدها مجتمعة في حقه عليه الصلاة والسلام فنحن ايها الاخوة حينما نتدارس هذه الشمائل وحينما نتذاكر هذه الامور علينا ان نفقه هذا حينما نذكر رواة الاسنان ونتحدث عنهم يسيرا ايضا لابد للوفاء من هؤلاء الذين نقلوا لنا هذه الشمائل النبوية ونقلوا لنا اخبار النبي صلى الله عليه وسلم وعلينا ان ننظر لانفسنا ما ما الذي قدمناه تجاه الذي قدمه اولئك الائمة الاعلام حينما قدموا لنا الخير وحينما نقلوا لنا هذا النور ماذا قدمنا هل توفر لهم نحو ما توفر لنا؟ الجواب لا ما توفر لنا اضعاف اضعاف ما توفر لهم فاذا ما بين ايدينا من نعم وما بين ايدينا وفي الختام اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرحمنا وان يرحم امة محمد صلى الله عليه وسلم وان يصلح احوالنا واحوال الاخرين وان يدفع عنا البلاء وان يدفع عن امة الاسلام البلاء وان يهيأ الله لهذه الامة امر رشد يعز فيه اهل الطاعة ويهدى فيه اهل الضلالة الى التقوى يعني كما اننا نتألم حينما نرى اهل السوء علينا ان نفكر في كيفية اصلاح اهل السوء ولو ان كل واحد منا الان ننظر الى عدد المسلمين قرابة مليار ونصف وعدد العرب من هؤلاء المليار ونصف يعني اقل من ثلاث مئة مليون لو ان هؤلاء العرب الذين يتكلمون عربيا علموا الذين هم اكثر من مليار اللغة العربية لكان الامر مختلفا اللغة فقط اللغة التي هي لغة القرآن. اذا نحن مقصرون عسى الله ان يهدينا لتعليم انفسنا ولتعليم الاخرين. عسى الله ان يأخذ بايدينا وايديكم الى الصراط المستقيم والى الجنة. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد