علما به لم ينج من كفران والله ثم رسوله قد بينا طرق الهدى في غاية التبيان اي شيء اعرض عنه ولم نسمعه في اثر ولا قرآن لكن اتانا بعد خير قروننا المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل في تقرير دليلهم ونقظه قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وهو المشهور بدليل الاكوان او دليل الاعراض ونحوها وقد اختلفت عباراتهم فيه فبعضهم اوجز وبعضهم طول وبعضهم ذكر ما لم يذكره غيره وحاصله وملخصه ان ما ثبت قدمه استحال عدمه ولكن الاختلاف في الذي يثبت قدمه وضده فعند السلف ان الله واسماءه وصفاته وافعاله قديمة ازلية فقط وما عداها فليس بقديم وعند الفلاسفة ان العالم قديم واما الجهمية ونحوهم فيوافقون السلف على ان العالم حادث ولكن يستدلون على حدوثه بان الله وحده قديم واما افعاله فليست قديمة بل حدثت بعد ان لم يكن متصفا بها فالذي اضطرهم الى ذلك قول الفلاسفة في قدم العالم فهذا ملخص الدليل وسيأتي له زيادة ايضاح وبيان ان شاء الله تعالى ولو كان متصفا بها في الاول لزم على كونها قديمة قدم اثارها لانه اذا كان متصفا بصفة الخلق فيلزم ان يكون المخلوق الذي هو اثر خلقه تعالى قديما هذا على زعمهم الباطل الفاسد هذا ملخص دليلهم قال الامام ابن القيم رحمه الله فاسمع اذا وافهم فذاك معطل ومشبه وهداك ذو الغفران هذا الدليل هو الذي ارداهم بل هد كل قواعد القرآن وهو الدليل الباطل المردود عنه دائمة التحقيق والعرفان ما زال امر الناس معتدلا ايلا اندر في الاوراق والاذهان وتمكنت اجزاؤه بقلوبهم فاتت لوازمه الى الايمان رفعت قواعده ونحت اسه فهوى البناء وخر للاركان وجنوا على الاسلام كل جناية اذ سلطوا الاعداء بالعدوان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله اذ سلطوا الاعداء الى اخره وهم الفلاسفة فانهم لما سمعوهم يقولون انه لا داخل العالم ولا خارجه وسمعوهم يقولون انه يوصف ببعض الصفات دون بعض وانه كان في الازل معطلا عن افعال الكمال ثم حدثت له بعد ذلك ظنوا ان هذا دين الاسلام فعلموا انه متناقض فقادهم ذلك الى انكار الخالق بالكلية والقول بقدم العالم ولذلك يخضع الجهمية للفلاسفة اذا اوردوا عليهم بعض الايرادات لا يتمكنون من مجادلتهم ولا من مقاومتهم بالحجة وسبب هذا الدليل وادعائهم ان الله كان معطلا في الازل ما اورده عليهم الفلاسفة بقولهم يلزم من كونه متصفا بالافعال بالاول قدم العالم قال الامام ابن القيم رحمه الله حملوا بالاسلحة المحال فخانهم ذاك السلاح فما اشتفوا بطعان واتى العدو الى سلاحه موفقا تلاهم به في غيبة الفرسان يا محنة الاسلام والقرآن منه جهل الصديق وبغي ذي طغيان والله لولا الله ناصر دينه وكتابه بالحق والبرهان لتخطفت اعداؤه ارواحنا ولقطعت منا عرى الايمان ايكون حقا ذا الدليل وما اهتدى خير القرون له محال داني وفقتموا للحق اذ حرموه فيه اصل يقيني ومقعد العرفان وهديتمونا للذي لم يهتدوا ابدا به وشدة الحرمان ودخلتموا للحق من باب وما دخلوا هو عجبا لذا الخذلان وسلكتموا طرق الهدى والعلم ضوء للقوم واعجبا لذا البهتان وعرفتم الرحمن بالاجسام اعراضي والحركات والالوان وهم فما عرفوه منها بل من ايات وهي فغير ذي برهان الله اكبر انتم او هم على حق وفي غي وفي خسران دع ذا اليس الله قد ابدلنا حق الادلة وهي في القرآن متنوعات صرفت وتظاهرت من كل وجه فهي ذو افناني معلومة للعقل او مشهودة للحس او في فطرة الرحمن اسمعتم لدليلكم في بعضها خبرا او احسستم له ببيان ايكون اصل الدين ما تم الهدى الا به وبه قوى الايمان وسواه ليس بموجب من لم يحط وظهور احداث من الشيطان وعلى لسان الجهم جاء وحزبه من كل صاحب بدعة حيران ولذلك اشتد النكير عليهم من سائر العلماء في البلدان صاحوا بهم من كل قطر بل رموا اثرهم بثواب الشهبان عرفوا الذي يفضي اليه قولهم ودليلهم بحقيقة العرفان واخو الجهالة في خفارة جهله والجهل قد ينجي من الكفران قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله واخو الجهالة الى اخره اي من المسلمين الغافلين الجاهلين بحقيقة ما يفضي اليه قول الجهمية من هذا الدليل معنى غيره قوله والجهل قد ينجي الى اخره اذا كان مرتكب البدعة المكفرة جاهلا بما تؤول اليه ومخالفتها لصريح الكتاب والسنة فهذا لا يحكم بكفره بخلاف من يعلم ذلك وهو قد ارتكبها فهو يحكم بكفره قطعا وسيأتي لذلك زيادة مفصلة ان شاء الله تعالى