الجمعة وذم من لم يحضره ما هو من لازم ذلك الانصات لهما ومن انه ينبغي للعبد المقبل على عبادة الله وقت دواعي النفس بحضور الله والتجارة والشهوات ان نذكر بما عند الله جمال العلم والعمل تمت ولله الحمد بارك الله فيك مع الشيخ يوسف هنا قال وكانت من القانتين ولم يقل من القانتات لان القانتين اكثر من القانتات وارفع درجة منه هن ولما كان التفضيل بين الامور قد يتوهم منه نقص وقدح في المفظول وانفقوا من قبل الفتح وبعده كلهم وعده الله الجنة. وهذا يدل على فضل الصحابة كلهم رضي الله عنهم حيث شهد الله لهم بالايمان لمن لم يهتدي بايات الله ولم ينقض لشرائع الله ان المصدقين والمصدقات واقربوا الله قرا حسنا يضاعف لهم ولهم اجر كريم الايتين. ان المصدقين والمصدرات في التشريد اي الذين اكثروا من الصدقات ورضوان من الله يحل من احله عليه دار رضوان لمن عرف الدنيا وسمعها فاد كل مما يدعو الى الزهد في الدنيا والرغبة في الاخرة ولهذا قال وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور اي الا متاع فهذا النبي صلى الله عليه وسلم طوائف اليهود الذين هم جيرانه في المدينة. فلما كان بعد وقعة بدر بستة اشهر او نحوها خرج اليهم النبي صلى الله عليه وسلم وكلمهم من يعينوه في هو يحصل الفهم الحقيقي. ثم اخبر تعالى ان هؤلاء اليهود لم يصبهم جميع ما يستحقون من عقوبة وان الله خفف عنهم فلولا انه كتب عليهم الجلال الذي اصابهم وقضى الله عليهم وقدروا طوبى وصيروا ويبصرون بايكم المفتون. وقد تبين انه اهدى الناس واقوالهم لنفسه ولغيره وان اعذاه هو اضل الناس واشر الناس للناس. وانهم هم الذين فتنوا عباد الله وضلوهم عن سبيله اما اناس من النفق يظهرون يظهرون الايمان ويخاطبون الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الخطاب الذي يوهمون انه انهم ارادوا به خيرا وهم كذبة في ذلك وايمان واما اناس من الكتاب الذين اذا القاطعة والحجج الواضحات وسائر الخلق الذي يجبر الكثير ويغني الفقير المتكبر الذي له الكبرياء والعظمة المتنزل عن جميع عيوب الظلم والجور سبحان الله عما يشركون وهذا تنزيه عام عن كل لما وصف وصف عن كل ما وصفه بما اشرك به وعانده والله الخالق لجميع المخلوقات الجبار الجبار من يمكن يكون بمعنى اجبر او يمكن يكون بمعنى جبرة اذا قلنا ان الله عز وجل من اسمائه الجبار اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اين وبعدها؟ فهذا هو المجلس الثالث والعشرون جلس القراءة والتعليم الله ونحن في يوم الثالث والعشرين يوم الثلاثاء ها صلى الله الله عليه وسلم ونبدأ القراءة من سورة ايد آآ كنا قد وقفنا على هذه الشيخ الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه وللمسلمين المسلمات يا رب العالمين قال الامام العلامة عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى تفسير سورة الحديد وهي مدنية الرحيم سبح لله ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم الايات يخبر تعالى عن عظمته وجلالته وجلاله وسعة سلطانه ان جميع ما في السماوات واعظم من الحيوانات الناطقة والصامت وغيرها والجوامل تسبح بحمد ربها وتنزهه عما لا يليق بجلاله وانها قانتة لربها منقادة العزة ظهرت فيها اثار حكمته. ولهذا قال وهو العزيز الحكيم فهذا فيه بيان فيه بيان عموم افتقار المخلوقات العلوية والسفلية لربها في جميع احوالها وعموم عزته وقهره الاشياء كلها وعموم حكمته في خلقه وامره. ثم اخبر عن ملكه فقال له ملك السماوات والارض يحيي ويميت ايه هو الخالق لذلك الرازق المدبر لها بقدرته وهو على كل شيء قدير هو الاول الذي ليس قبله شيء والاخر الذي ليس بعده شيء والظاهر الذي ليس فوقه شيء والباطل الذي دونه شيء وهو بكل شيء عليم قد احاط علمه بالظواهر والبواطن والسرائر والخفايا والامور المتقدمة والمتأخرة هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام اولها يوم الاحد اخرها يوم الجمعة ثم استوى على العرش استواء يليق بجلاله فوق جميع خلقه يعلم ما يلج في الارض من حب من حب وحيوان ومطر وغير ذلك وما يخرج منها من نبت من نبت وشجر وحيوان وغير ذلك وما ينزل من السماء من ملائكة الاقدار والارزاق وما يعرج فيها من الملائكة والارواح والدنية اعملوا غير ذلك وهو معكم اينما كنتم كقوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. وهذه المعية معية العلم والاطلاع هذا توعد ووعد بالمجازاة بالاعمال بقوله والله بما تعملون بصير. اي هو تعالى بصير بما يصدر منكم من اعمال وما صدرت عنه تلك الاعمال وفجور فمجازيكم عليها وحافظوها عليكم لهما في السماوات والارض ملكا وخلقاوا عبيدا يتصرف فيهم بما شاءه من اوامرهم القدرية والشرعية الجارية للحكمة الربانية والى الله ترجع الامور من الاعمال والعمال فيعرض على فيعرض على فيعرض على العباد الخبيث من الطيب ويجازي المحسن باحسانه والمسيء بسئته. اي يدخل الليل على النهار فيغشيهم فيغشيهم الليل ظلامه فيسكنون ويهدأون ثم يدخلون على النهار على الليل فيزول ما على الارض من الظلام يضيء الكون فيتحرك العباد ويقومون الى مصائبهم ومعايشهم ولا يجبر يعني يعني يكسر واما جبر بمعنى لام الكسر ذلك الله جل وعلا اذا شاء ان يجبر عظما لا يستطيع الناس كسره واذا اراد ان يكسر عظما لا يستطيع الناس جبره لا يزال الله يكور الليل على النهار والنهار عليه ويداول بينهما في الزيادة والنقص والطول والقصر. حتى تقوم بذلك الفصول وتستقيم الازمنة ويحصل من نصائح ذلك يحصل فتبارك الله رب العالمين وتعالى الكريم الجواد الذي انعم على عباده بالنعم الظاهرة والباطنة وهو عليم بذات الصدور اي ما يكون في صدور العالمين فيوفق من يعلم انه اهل لذلك ويخذل من يعلم انه لا يصلح لهدايته وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيها الايات. يأمر تعالى عباده بالامام به وبرسوله وبما جاء به وبالنفقة في سبيله من اموال التي جعلها الله في ايديهم واستخلفهم عليها لينظر كيف يعملون ثم لما امرهم بذلك رغبهم وحثهم عليه بذكر ما رتب عليه من الثواب فقال وانفقوا لهم اجر كبير. اي الذين جمعوا بين الايمان بالله ورسوله والنفقة في سبيله انهم اجر كبير اعظمه واجله رضا ربهم والفوز بذلك رمة وفيها من النعيم المقيم الذي اعده الله للمؤمنين والمجاهدين. ثم ذكر السام الداعين وعدم المانع منه فقال لتؤمنوا بربكم وقد اخذ ميثاقكم ان كنتم مؤمنين. ايهما الذي يمنعكم من الايمان والحال وان الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم افضل واكرم داع دعا الى الله يدعوكم فهذا مما يوجب المبادرة الى اجابة دعوة والتلبية والتلبية والاجابة للحق الذي جاء به. وقد اخذ عليكم العهد الميثاق بالايمان ان كنتم مؤمنين. ومع ذلك من لطفه وعنايته بكم انه لم يكتفي بمجرد دعوة الرسول الذي هو اشرف العالم بل ان يده بالمعجزات ودلكم على صدق ما جاء به بالايات البينات فلهذا قال هو الذي ينزل على عبده ايات بيناته ظاهرات تدل على تدل اهل العقول على صحة دميم ما جاء به. وانه الحق اليقين ليخرجكم بارسال الرسول اليكم ما انزله الله على يديه من من الكتاب والحكمة من الظلمات الى النور. اي من ظلمات والكفر لا نور للعلم والايمان وهذا من رحمته بكم ورأفته حيث كان ارحم بعباده من والدة من ولدها وان الله بكم رؤوف رحيم وما لكم من لا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والارض. ايهما الذي يمنعكم من النفقة في سبيل الله وهي طرق الخير كله نهى ويوجب لكم ان تبخلوا. والحال انكم انه ليس لكم شيء بل لله ميراث السماوات والارض فجميع الاموال ستنتقل من ايديكم او او تنقلون عنها ثم يعود الملك الى مالكه تبارك وتعالى فاغتنموا الانفاق ما دامت الاموال في ايديكم الفرصة ثم ذكر تعالى تفاضل الاعمال بحسب الاحوال والحكمة الالهية فقال ومدرجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا. المراد بفتح هنا هو فتح الحديبية حين جرى من الصلح بين الرسول وبين ما هو اعظم الفتوحات التي حصل فيها نشر الاسلام واختلاط المسلمين بالكافرين والدعوة الى الدين بغير معارض. فدخل الناس من ذلك الوقت في دين الله افواجا واعتز الاسلام عزا شديدا. وكان المسلمون قبل عزا عظيما وكان المسلمون قبل هذا الفتح لا يقدمون على الدعوة الى الدين في غير البقعة التي اسلم اهلها كالمدينة وتوابعها وكان من اسلم من اهل مكة وغيرها من ديار المشركين اداوي واخاف فلذلك كان من اسلم قبل الفتي وانفق وقاتل اعظم درجة واجرا وثوابا ممن لم يسلم ويقاتل وينفق الا بعد ذلك. كما هو مقتضى الحكمة لهذا كان السابقون وفضلاء الصحابة غالبهم اسلم قبل الفتح وعدهم الجنة والله بما تعملون خبير فيجازي كلا منكم على ما يعلمه من عمله ثم حث على النفقة في سبيله لان الجهاد متوقف عن النفق فيه وبذل الاموال في التجاوز له. التي تكون خالصة لوجه الله موافقة لمرضاة الله من مال من حلال طيبة طيبة به نفسه وهذا من كرم الله تعالى حيث سماه قرضا والمال ماله والعبيد عبيده ووعد بالمضاعف عليه اضعافا كثيرة وهو الكريم الوهاب وتلك المضاعفة محلها وموضعها يوم القيامة يوم كل يتبين فقره يوم كل يتبين فقره ويحتاج الى اقل شيء من الجزاء الحسن ولهذا قال يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين وبايمانهم الى قوله وبئس المصير. يقول تعالى مبينا لفضل الايمان واقتباط اهله به يوم القيامة يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم اي اذا كان يوم القيامة وكورت الشمس وخسف القمر وصار الناس في الظلمة ونصب الصراط على متن جهنم. فحينئذ ترى المؤمنين والمؤمنات يمشون بنورهم وايمانهم في ذلك الموقف الهائل الصعب كل على قدر ايمانه. ويبشرون عند ذلك باعظم بشارة قال بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم. فلله ما احلى هذه البشارة وبهم ولدها لنفوسهم حيث حصل لهم كل مطلوب محبوب ونجوا من كل شر ومرهوب. فاذا رأى المنافقون المؤمنين يمشون بنورهم وهم قطوا في نورهم وبقوا في في الظلمات حائرين قالوا للمؤمنين ينظرون ان اقتبس من نوركم اي يمهلون لننال من نوركم ما نمشي به لننجو من عذاب فقيل له ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا ايا كان ذلك ممكنا والحال وان ذلك غير ممكن. بل هو من المحالات فضرب بين المؤمنين والمنافقين بسوء النيحات منيع وحصن حصين له باب باطنه فيه رحمة هو الذي يلي المؤمنين وظاهره من قبله العذاب هو الذي يلي المنافقين في نادي المنافقون المؤمنين فيقولون تضرعا وترحما الم نكن معكم في الدنيا نقول لا اله الا الله ونصلي ونصوم ونجاهد ونعمل مثل عملكم. قالوا بلى كنتم معنا في الدنيا وعملتم بالظاهر مثل عملنا ولكن اعمالكم اعمالنا وقنا من غير ايمان ولا نية صادقة صالحة. بل فتنتم انفسكم وتربصتم واغتبتم ان اشككتم في خبر الله الذي لا يقبل شكا. وغرتكم الاماني حيث تمنيت ان تنالوا منال المؤمنين وانتم غير موقنين. حتى جاء امر الله حتى جاءكم الموت وانتم بتلك الحالة الذميمة. وغركم بالله الغرور وهو الشيطان الذي زين لكم الكفر والريب. فاطمأننتم به وثقتم بوعده وصدقتم ثمرا. فاليوم لا يؤخذ منكم فدية وانا من الذين كفروا ولو افتديتم من الارض ذهبا ومثله معه لما تقبل منكم مأواكم النار ويستغركم هي مولاكم التي تتولاكم وتضمكم اليها وبئس المصير النار. قال تعالى واما من خفت موازينه امه هاوية وما ادراك ما هي نار حامية. ثم قال تعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق الايتين. لما ذكر حال المؤمنين والمؤمنات والمنافقين والمنافقات في الدار الاخرة كان ذلك مما يدعو القلوب بين الخشوع لربها والاستكانة فعاتب الله المؤمنين على عدم ذلك فقال الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق اي لم يأتي الوقت الذي به تلين قلوبهم وتخشع لذكر الله الذي هو القرآن وتنقذ الاوامر وزواجره وما نزل من الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم على خشوع القلب لله تعالى ولما انزله ولما انزله من الكتاب والحكمة وان يتذكر الاهية والاحكام الشرعية يقسموا انفسهم على ذلك ولا يكونوا كالذي ولا يكونوا ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فقال عليهم الامد اي ولا يكونوا كالذين انزل الله عليهم الكتاب الموجب لخشوع القلب والقيان التام ثم لم يدوموا عليه ولا بلطال عليهم الزمان واستمرت بهم الغفلة فاضمحل ايمانهم وزال ايقانهم. فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون. فالقلوب تحتاج في كل كل وقتنا تذكر بما انزل الله وتناطق ناطقة بالحكمة ولا ينبغي الغفلة عن ذلك فانه سبب لقسوة الغلب وجمود العين. اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها قد بينا لكم الايات لعلكم تعقلون فان في الايات تدل فان الايات تدل العقول على المطالب الالهية والذي احيا والذي احيا الارض بعد موته قادر على ان يحيى الاموات بعد موته فيما يناديهم باعمالهم والذي احيانا الله بعد موتها بماء المطر قادر على ان يحيي القلوب الميتة بما انزله من الحق على رسوله وهذه الاية تدل على انه لا والنفقات المرضية ويوم اجر كريم وهو اعده الله لهم فتنة ما لا تعلمه النفوس والذين امنوا بالله ورسله والايمان عند اهل السنة ما دل عليهم الكتاب والسنة هو قول قلبي ولساني وعمل القلب واللسان وجوانه فيشمل ذلك جميع شرائع الدين الظاهرة والباطنة فالذين جمعوا بين هذه الامور هم الصديقون اي الذين مرتبتهم فوق مرتبة عموم المؤمنين ودون ثبت الانبياء وقوله والشهداء عند ربهم لهم مدعوهم ونورهم كما ورد في الحديث الصحيح ان في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين وما بين السماء والارض اعده الله يودعني شدة علوهم ورفعتهم وقربهم وقربهم من الله تعالى والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب الجحيم فهذه الايات جمعت اصناف الخلق المتصدقين والصديقين والشهداء واصحاب الجاهلين فهم تصدقون الذين كان جن عملهم الاحسان الى الخلق وبدر النفع لهم بغاية ما يمكنهم توصل بالنفع بالمال في سبيل الله والصديقون هم الذين كملوا مراتب الايمان والعمل الصالح والعلم النافع واليقين الصادق والشهداء هم الذين قاتلوا في سبيل الله وبذلوا انفسهم وهم انفقوا اصحاب الجحيم هم الكفار الذين كذبوا بايات الله وبقي قسم ذكرهم الله في سورة فاطر وهو مقتصر وان حصل لبعضهم عقوبة ببعض ما فعل ابى رضوان الله عليهم ذكرهم الله في عدة سور اعملوها معي ذكرهم الله في سورة البقرة قال ثم في سورة التوبة اما في سورة الاحزاب ثم في سورة محمد صلى الله عليه وسلم ثم في سورة الفتح في الحجرات تم في ثم اخيرا السور ذكرهم الله جملة عشر حديد الحشر املها معنى ترتيب بديع وعجيب ذكرهم الله في البقرة لان ايمانهم علما وعملا فقر عظيم لا يمكن ان يكون احد لذلك نفلهم فذكرهم في الانفال وهم بشر قد يصدر منه ما يصدر تاب عليهم وبرأهم ثم لما اجتمع عليهم الاحزاب نصرهم لماذا؟ لانهم اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ففتح الله بهم البلدان واصبحوا من اهل الحجرات في الدنيا وفي الاخرة ثم ايمانهم كالحديد لا يتزلزل ولا يتأثر ثم حشرهم يوم القيامة مع النبي صلى الله عليه وسلم بايمان بين هذا وجه المناسبة قال رحمه الله تعالى في قوله تعالى اعلموا انما الحياة الدنيا لعبوا وله وزينة وتفاخر بينكم الآيتين يخبر تعالى عن هجرة الدنيا وما وقت عمرهم بلهو القلوبهم وغفلتهم عن ذكر الله وعما امامهم الوعد والوعيد. وتراهم قد اتخذوا دينهم نعيما ولهم بخلاف اهل اليقظة وعمال الاخرة فان قلوبهم معمرة بذكر الله ومعرفة ومحبته وقد شغلوا اوقاتهم بالاعمال الصغرى ومن الله من النفع القاصر المتعدي وقوله وزينة اي تزين في اللباس والطعام والشراب الرواتب والدول والقصور والنجاة وغير ذلك. وتفاخر بينكما كل واحد من اهلها يريد مفاخرة ومفاخرة الاخر وان يكون هو الغالب وان يكون هو الغالب في اموره والذي له الشهرة في احوالها. وتكاثر في الاموال كل يريد ان يكون هو الكافر ولغيره في المال والولد وهذا مصداقه مصداقه وقوعه من محبي الدنيا والمطمئنين اليها بخلاف من عرف الدنيا وحقيقتها فجعلها معبرا ولم يجعلها مستغارا فنافس فيما يقربه الى الله واتخذا الوسائل التي توصله وينافسه في الاموال والادنى فسؤوا الاعمال الصانعة ثم ضرب للدنيا مثلا بغيث نزل على الارض فاختلط به نبات عظيم ما يأكل الناس الانعام حتى اذا اخذت الارض زخرفها اعجبت اعجب نباته نباتها الكفار الذين كن كذلك الدنيا بينما هي زاهية لصاحبها زاهرة وما توجه لامر من امورها ووجد ابوابها مفتحة من يده وزال تسلطه عليها وذهب به عنها فرحل منها صفر اليدين لم يتزود منها سوى الكفن فتبا لمن اضحت هي راية امنيته ولها عمله وسعيه. واما العمل واما العمل للاخرة فهو الذي ينفع ويدخر لصاحبه ويصحب العبد على الابد. ولهذا قال تعالى عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان. اي حال الاخرة ما يخلو من هذين الامرين اما العذاب الشديد في نار جهنم واغلالها وسناء وسلاسلها وهو لمن كانت الدنيا غايته ومنتاقة به فتجرأ على معاصي الله وكفر بانعم الله واما مغفرة من الله للسيئات لا يغتر به ويطمئن اليه يغرهم بالله الغرور ثم امر بالمسابقة الى مغفرة الله ورضوانه وجنته وذلك يكون بالعمل الصالح اعدت للذين امنوا بالله ورسله والايمان بالله ورسله يدخل فيه صوت الدين وفروعه وفروعه ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء اي هذا الذي بيناه لكم وذكرنا لكم فيه الطرق الموصلة للجنة والطمأن والموصية منا لو ان ثواب الله وان ثواب الله بالاجر والثواب الجميل من اعظم الناس على عباده وفضله الذي لا يحصى ثناء عليه بل هو كما اثنى على نفسه وفوق ما يثني عليه احد من خلقه ما صاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ولان نبراها لايات. يقول تعالى وبصغيرها وكبيرها وهذا امر عظيم لا تحيط به العقول بل تذهل عنده افئدة اولي الالباب ولكنه على الله يسير قاعدة عندهم ويبنوا عليها ما صاموا من الخير والشريف لا يأس فلا يأسوا ويحزنوا على ما فاتهم ما طمحت لهم انفسهم وتشوفوا اليه. لعلمهم ان ذلك مكتوب في اللوح مع لابد من نفوذ موقعه اتاهم الله فرح بطل وشر. لعلمهم انهم ما ادركوه بحولهم وقوته وانما ادركوه بفضل الله ومن وهنه فيشتغل بشكر من اولى النعم ودفع النقم ولهذا قال والله لا يحب كل مختال فخور اي متكبر فظ غليظ معجم بنفسه فخور بنعم الله ينسبها الى نفسه وتقضيه وتلهيه. كما قال تعالى واذا اذقناه رحمة منا قال انما اوتيته على علم بل هي فتنة. الذين يبخلون يأمرون الناس بالبخل ان يجمعون بين الامرين الدمي بين الذين كل منهما كافي في الشر البخل وهو منع الحقوق الواجبة ويأمر الناس بذلك فلم يكفيهم بخلهم حتى امروا الناس بذلك وحثوهم على هذا الخلق من لوازم دواء ذاته الذي له ملك السماوات والارض وهو الذي اغنى عباده واغناهم هو الحميد الذي له كل اسم حسن ووصف كامل وفعل جميل يستحق ان يحمد عليهم يثنى ويعظم لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان الاية يقول تعالى وقد ارسلنا رسلنا بالبينة وهي الادلة والشواهد والعلامات الدالة على صدق ما جاءوا به وحقه وحقية وحق واحقيته وانزلنا معه الكتاب وهو اسم وهو اسم جنس يشمل سائر الكتب التي انزلها الله نداء للخلق وارشادهم ما ينفعهم في الدين ودنياهم والميزان وهو العدل في الاقوال والافعال والدين الذي جاءت به الرسل كله عدل وقسط في الاوامر والنواهي وفي معاملات الخلق وغير ذلك وذلك ليقوم الناس بالقسط قياما بدين الله وتحصيلا لمصالحهم التي لا يمكن ان يقصرون حصرها واعدوها واديهم على ان الرسل متفقون في قاعدة الشرع وهو القيام بالقسط وان اختلفت صور العدل بحسب الازمنة والاحوال وانزلنا الحديد في بأس شديد من الات الحرب كالسلاح والدرع وغير ذلك ومنافع الناس وهو منشأ بنفعه في انواع الصناعة وفي الاواني والات الحرث حتى انه قل ان يوجد شيء الا وهو يحتاج الى الحديد فيتبين وينصروا وينصروا ان الله لقوي عزيز اي لا يعجزه شيء ولا يفوته وارد من قوته وعزة ان انزل الحديد الذي منه الآلات القوية ومن قوته وعزته انه قادر على الانتصار من اعدائه ولكنه يبتلي اولياءه باعدائه الذي يصومه بالغيب وقرن تعالى بهذا الموضع بين الكتاب والحديث لان الله وكلاهما وقيامه بالعدل بالعدل والقسط الذي يسدل به يستدل به على حكمة الباري وكماله وكمال الشريعة التي شرعها على السنة رسله. ولما ذكر نبوة نبينا النبيين الكريمين نوح وابراهيم. فقال ولقد ارسلنا نوحا نوحا وابراهيم واجعل لنا في ذريتهما النبوة والكتابة اي الانبياء والمتقدمين والمتأخرين كلهم من ذرية نوح وابراهيم عليهما السلام وكذلك الكتب كلها نزلت على ذرية هذين النبيين الكريمين فمنهم من ممن ارسلنا اليهم الرسل ماء مهتد بدعوتهم ملقاة لامرهم مستهزئ بهداهم وكثير منهم فاسقون اخرجوا عن طاعة الله وطاعة رسله كما قال تعالى وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ثم غفينا ايتبعنا عن اثارهم برسلنا وغفينا الله عيسى عليه السلام لان السياق مع النصارى الذين يزعمون رأفة رحمة كما قال تعالى لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا يهود والذين اشركوا ولتجدن قربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا ان نصارى ذلك بان منهم قسيسين ورهبا علمت حالها علمت حالها على مصيره وعلم ما يترتب عليها من الحقوق وما لها منها وهذا الامر باحصاء يتزوجون المرة ان كانت مكلفة والا فليوليها وقوله واتقوا الله ربكم اي في جميع اموركم وخافوه في حق زوجات المطلق المطلق انهم لا يستكبرون الايات ولهذا كان النصارى الين من غيرهم قلوبا حين كانوا على شريعة عيسى عليه السلام ورهبانية ابتدعوها والرهبانية فهو امتنع من عندي انفسهم عبادة على انفسهم والتزموا لوازم ما كتبها الله عليهم ولا فرضها. بل هم الذين التزموا بها من تلقاء انفسهم طلب العلم ونشره طلب العلم نشره بين الناس فان هذا يفتح القلوب واما الجهاد الذي هو القتال ان الجهاد اما دعوة واما قتال واما الجهاد الذي هو القتال فهذا يمنع حياض المسلمين قصده بذلك رضا الله ومع ذلك فما رعوها حق رعايتها اي ما قاموا بها ولا ادوا حقوقها فقصروا من وجهين من جهة ابتداعهم ومن جهة عدم فهذه الحال هي الغالب من احوالهم. ومنهم من هو مستقيم على امر الله. ولهذا قال فاتينا الذين امنوا منهم اجرهم. اي الذين امنوا صلى الله عليه وسلم عن ايمانه بموسى كل اعطاه الله على حسب ايمانه وكثير منهم فاسقون. ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتيكم كفلين من رحمته الآيتين وهذا الخطاب يحتمل انه خطاب للكتاب الذين امنوا موسى وعيسى عليهم السلام يأمرهم ان يعملوا قائما فليتقوا الله فيتركوا معاصيهم ويؤمنوا برسوله محمد صلى الله عليه وسلم وانهم ان فعلوا ذلك اعطاهم الله كفلين من رحمته نصيبين من الاجر نصيب على ايمان نصيب على ايمان من الانبياء الاقدمين محمد صلى الله عليه وسلم ان الله امرهم بالايمان واتقوا الذي يدخل فيه جميع الدين ظاهر وباطنه اصوله وفروعه وانه من امتثلوا هذا الامر العظيم اعطاهم الله الكفلين من رحمته لا يعلم قدرهما ولا وصفهما اجر على الايمان واجر على التقوى واجر على الاوامر واجر على اجتناب النواهي او ان التثنية المراد بها تكرار الايتاء مرة بعد اخرى قم نورا تمشون به ان يعطيكم علما وهدى ونورا وتمشون به في ظلمات الجهل ويغفر لكم ويغفر لكم السيئات والله ذو الفضل العظيم فلا كسرة هذا الثواب على فضل ذي على فضل ذي الفضل العظيم الذي عم فضله ولا السماوات والارض فلا يخلو مخلوق من فضله طرفة عين ولا اقل من ذلك وقوله لان لا يعلم اهل الكتاب الا يقدرون على شيء من فضل الله اي بينا لكم فضلنا واحسانا لمن امن ايمانا عاما واتقى الله لاجل ان يكون عند اهل الكتاب علم بانهم يقدمون على شيء من فضل الله اي لا يحجرون على الله بحسب هوائهم وعقلهم فاسدين فيقولون لن يدخل الجنة الا من كان هودا او ويتمنون على الله الامانيا فاسدة فاخبر الله تعالى ان المؤمنين برسوله محمد صلى الله عليه وسلم المتقين لله ان لهم كفلين من رحمته ونورا ومغفرة اضمن على انوف اهل الكتاب وليعلموا ان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ممن اقتضت حكمته تعالى ان يؤتينه من فضله والله ذو الفضل العظيم الذي لا يقادر قدره تم تفسير سورة الحديد ولله الحمد والمنة والحمد لله تسير السورة قد سمع الله وهي مدنية بسم الله الرحمن الرحيم قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها الى قوله وللكافرين عذاب اليم نزلتان الايات الكريمات في رجل من الانصار اشتكته زوجته الى الله الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حرم على نفسه بعد الصحبة الطويلة وكان هو رجلا شيخا فسكت حالها وحاله وحاله الى الله والى رسوله صلى الله عليه وسلم. وكررت ذلك وابدت فيه واعدت فقال تعالى وتشتكين الله والله يسمع تحاوركما اي تخاطبكما فيما بينكما ان الله سميع لجميع الاصوات بجميع الاوقات الا تفنن الحاجات بصير يبصر دبيب السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء وهذا اخبار عن كمال سمعه وبصره بالامور الدقيقة والجنينة وفي ضمن ذلك الاشارة بان الله تعالى سيزين تقواها ويرفع بلواها ولذا ولهذا ذكر حكمها وحكم غيرها على وجه العموم فقال الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن امهاتهم ان انها تمل اللائي ولدنهم. المظاهرة من الزوجة ان يقول الرجل لزوجته انت عليه كظهر امي وغيرها من حريم او انت عليها حرام وكان المعتاد عندهم في هذا اللفظ الظهر والظاهر ولهذا سماه الله ظهارا فقال الذين يظاهرون منكم نسائهم كيف يتكلمون بهذا الكلام الذي يعلمون انه لا حقيقة له فيشبهون ازواجهم من امهاتهم لا تولنهم ولهذا عظم الله امره وقبحه فقال وانهم ليكونون منكرا من القول وزورا اي قولا شنيعا وكذبا وان الله لعفو غفور عن من صدر منه بعض المخالفات فتداركها بالتوبة النصوح والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا اختلف العلماء في معنى العود فقيل معناه العزم على الجماع من ظهر منها تجب عليه الكفارة المذكورة ويدل معناها ان الله تعالى ذكر في تفاصيل انها تكون قبل المس سوى ذلك انما يكون مجرد العزم. وقيل معناه حقيقة الوطئ ويدل على ذلك ان الله تعالى لما قالوا والذين قالوا انما هو الوطن وعلى كل من القولين فاذا وجد العود صار كفارة مؤمنة كما قيدت في اية القتل بشرط ان تكون سالمة من العيوب الضارة بالعمل من قبل ان يتماسى ان يلزم الزوج ان يترك وضع زوجته التي ظهر منها حتى ينكفر برقبة لكم توعدون به ان يبينوا لكم حكمه مع الترهيب المقبول به لان معنى الوعظ ذكر الحكم مع الترغيب والترغيب فالذي يريد ان يظاهر اذا ذكر ان عليه عتق كرقبة كف نفسه عنه والله بما تعملون خبير فيجزي كل عمل بعمله. فمن لم يجد رقبة يعتقها بان لم يجدها او لم يجد ثمنها فان صيام شهرين متتابعين من قوله يتماسى فمن لم يستطع الصيام فاطعمهم من قوت بلده ما يكفيهم كما هو قول اتثاث بمفسرين واما ان يطعم كل مسكين مدبر اذن او نصف صاع من غيره مما يجزي في الفطرة. كما هو قول طائفة اخرى. ذلك الحكم الذي بيناه لكم وانه تؤمن بالله ورسوله وذلك بالتزام هذا الحكم وغيره من الاحكام والعمل به فان الالتزام من احكام الله والعمل بها من الايمان وهي المقصودة ويزداد بها الايمان تلك حدود الله التي تمنع من الوقوع فيها فيجب ان لا تتعدى ولا يقصر عنها وللكافرين عذاب اليم وفي هذه الايات عدة احكام منها لطف الله بعباده واعتنائه بهم حيث ذكر شكوى هذه المرأة ورفع عنها البلوى من رفع البلوى بحكمه العامي لكل من ابتلي بمثل هذه القضية ومنها ان الظهار مختص ان الله تعالى قال من نساء امتى؟ فلم يكن ذلك ظهارا بل هو من جستان من طيبة كالطعام والشراب تجب فيك فاطمة فقط ومنها انه لا يصح الظهاب من امرأة قبل ان يتزوجها لانه لا تدخل في النساء وقت الظهار كما لا يصح طلاقها وسواء نجس ذلك وعلقه. ومنها ان الظهار محرم ان الله سماه منجرا من القول وزورا وبناء تنبيه الله على الحكم على الحكمة الحكم وحكمته لان الله قال ما هن امهاتهم ومنها انه يكره للرجل ينادي زوجته ويدعوها باسم محارمه كونه يا امي يا اختي ونحو ذلك لان ذلك يشبه محرم ومنها ان الكفارة ما تجب بالعود لما قال لما قال الله لا بمجرد اظهارا انه يجزم في كفارة الرقبة الصغير والكبير والذكر والانثى اطلاق الاية في ذلك ومنها انه يجب اخراجه اذا كان عتقا او صياما قبل المسج كما ايدهم الله بخلاف كفارة ومنها انه لعل الحكمة فانه اذا اشتاق الى الجماع وعلم انه لا يمكن من ذلك الا بعد باخراجها ومنها انه لابد من اطعام ستين مسكينا فلو جمع طعام ستين مسكينا وذبحان لواحد او اكثر من ذلك دون اسق لم يجز ذلك لان الله قال فاطعام ستين مسكين ثم قال تعالى ان الذين يحاجون الله ورسوله مخالفة ومعصية الله تصويب الكفر ومعاهداة اولياء الله وقوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم ان يذلوا واهينوا كما فعل من قبلهم جزاء وفاقا وليس لهم حجة على الله فان الله قد قامت حجته البالغة على الخلق قد انزل من الآيات بينات ابراهيم ما يبين الحقائق ويوضح المقاصد فمن اتبعها وعمل بها بها عذاب مهين ان يهينهم ويذلهم كيف كما تكبر عن ايات الله هاناهم وذلهم يوم يبعث يوم يبعثهم الله جميعا نبئهم بما عملوا الايتين. يقول الله تعالى يوم يبعثهم يوم يبعثهم الله الخلق جميعا فيقومون من ذاتهم سرا سريعا فيجازيهم باعمالهم وينبئهم لانه علم ذلك وكتبه في اللوح المحفوظ وامر الملائكة كما الحفظ بكتابته شهيد عضوان الخبايا والخفايا. ولهذا اخبر عن سنة علمه واحاطة ما في السماوات والارض من ضيق مجيئه وانه ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابع ولا خمس الا هو ثالث ادنى من ذلك قال تعالى النجوى هي التنادي بين اثنين فاكثر وقد تكون في وتكون في الشرح. فامر الله المؤمنين ان يتناجوا بالبر وهو اسم جامع لكل خير وطاعة وقيام بحق الله وحق عباده والتقوى وهياه نسب جامع لترك جميع المحارم والمآثم. فالمؤمن يمتثل هذا الامر الالهي فلا تجده مناجا تحديدا ان لم يقدموه الى الله ويباعدوا من سخطه. والفاجر بالاثم والعدوان مع رسوله صلى الله عليه وسلم. وقال تعالى واذا حيوك بإمام يحييك به الله اي سوء الأدب في تعييتهم لك ويقولون في انفسهم يسرون في يسرون فيها ما ذكره عالم الغيب والشارج عنهم وهو قولهم لولا يعذبنا الله بما نقول ومعنى ذلك انهم يتهاونون بذلك ويستدلون بعدم تأجيل العقوبة عليهم انما يقولونه يمهل ولا يهمل حسبه هم جهنم يصلونها فبئس المصير. اي تكريم جهنم التي جمعت كل عذاب وشقاء عليهم تحيط بهم وتعذبون بها فبئس المصير تسلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا السلام عليك يا محمد يعنون الموت انما النجوى من الشيطان اية يقول تعالى انما النجوى اي تناجي اعداء المؤمنين المجد والخليعة وطلب السوء من الشيطان الذي يكيده ضعيف ومكره غير مفيد. ليحزن الذين امنوا هذا غاية هذا المكي مقصودي وليس بضارهم شيئا الا باذن الله فان الله تعالى وعد المؤمنين بالكفاية والنصر على الله وقال تعالى انفسهم ولا يضرون الا شيء قدره الله وقضاه. وعلى الله فليتوكل المؤمنون ان يعتمدوا عليه ويثقوا بوعده فان من توكل على الله كفاه وكفاه امر دينه ودنياه. يعني يحزن ليحزن بفتح الياء من حزنا حزن يحزن اما يحزن فمن احزنه فرق بينهما من الناحية الصرفية والمعنوية احزن الرجل الرجل اي ادخل عليه الحزن هذا معنى احسن اما حزن فهو من نفسه حزن بنفسه حزن لذلك في المضارع بينهما فرق يقال احزن الرجل يحزنه وحزن الرجل يحزن هذا هو الفرق نعم الله اليكم ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم الاية هذا ادب من الله لعباد المؤمنين اذا اجتمعوا من مجالس مجتمعاتهم واحتاج بعضهم او بعض القادمين عليهم للتفسح له في المجلس فان من الادب يفسح له تصنيع لهذا المقصود وليس ذلك ظاهر للفاس كيف يحصل المقصود اخيه من غير من غير فان من فسح فسح الله له من وسع الله عليه ويقينا شزوا ان يرتفعوا وتنحوا تعرض اي فبادروا القيام بتحسينة المصاحف للقيام بمثل هذه الامور من من العلم والايمان. والله تعالى يرفع اهل العلم والايمان بدرجات بحسب ما خصهم الله من العلم والايمان والله بما تعملون خبير فيجازي كل عامل بعمله ان خيرا فخير وان شرا فشر. وفي هذه الاية فضيلة العلم وان زينته وثمرته وثمرته التأدب بادابه والعمل بمقتضاه. يا ايها الذين امنوا اذا جئتم رسولا فقدموا بين يديه نجواكم صدقة. الايتين يأمر تعالى المؤمنين بالصدقة مناجاة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم تأديبا له تعليما وتعظيما للرسول صلى الله عليه وسلم فان هذا التعظيم خير للمؤمن واطهر اي بذلك يكثر خيركم واجركم وتحصل التي من جملتها ترك احترام الرسول صلى الله عليه وسلم والادب معه بكثرة المناجاة التي التي لا ثمرة تحتها. فانه اذا امر بالصدقة بين يدي مناجاته اهل العلم والخير فلا يبالي بالصدقة ومن لم يكن له حرص مجرد كثرة الكلام فينكف بذلك عن الذي يشق عن الرسول هذا في الواجد الصدقة واما الذي لا يجد صدقة فان الله لا يضيق لعليه الامر بل عفا عنه وسامحه واباح له ما جاء بدون تقديم صدقة لا يقدر عليها ثم لما رأى تبارك وتعالى شفقة المؤمن ومشقة الصدقات عليهم عند كل مناجاة سهل الله عليهم ولم يؤاخذهم بترك الصدقة بين يدي المناجاة وبقيت تعظيمه يبغى صوري واحترامي بحاله لم ينسخ لان هذا الحكم من باب مشروع لغيره جبال المقصود بنفسها فقال فان لم تفعلوا عليكم تقديم الصدقة ولا يكفي هذا فانه ليس من شرط الامر ان يكون هينا على العبد. ولهذا قيده بقوله وتاب الله عليكم عفا لكم عن ذلك فاقيموا الصلاة باركانها وشروطها وجمع حدودها ولوازمها في اموالكم واذ الى مستحقيها وهاتان عبادتان هما ام العبادات البدنية فقد قام بحقوق الله وحقوق عباده ولهذا قال بعده واطيعوا الله ورسوله وهذا اشهر ما يكون من اوامره فيدخل في ذلك طاعة الله وطاعة رسوله ما لهم وعلى اي وجه صدرت فيجازيهم على حسب علمهم ما في ما في صدورهم. الم ترين الذين تولوا قوما غضب الله عليهم الى قوله هم الخاسرون يخبر تعالى عن شناعته على المنافقين الذين يتولون الكافرين باليهود والنصارى وغيرهم من غضب الله عليهم ونالوا من لعنة الله بين ذلك لا الى هؤلاء. فليسوا مأمومين ظاهرا وباطنا باطلا مع الكفار ولا مع الكفار ظاهرا وباطنا ان ظاهرهم معلوم وهذا وهذا وصفهم الذي اعجب الله به الحال وانهم يعرفون على ضده الذي هو الكذب فيعرفون انهم مؤمنون والحال انه ليسوا مؤمنين فجزاؤها الخونة الفجرة الكذبة ان الله اعد لهم عذابا شهيدا لا يقادر قدره ولا يعلم وصفه انهم ساء ما كانوا يعملون حيث عملوا بما يسخط الله ويوجب عليهم العقوبة اللهم انزلني اليه هو الصراط الذي من سألك وامضى به الى جنات الا الصراط الموصل الى الجحيم الذي لا يفتر عنهم ينظرون لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا لا تدفع عنهم شيئا من اعدائه ولا تحصل لهم قصة من الثواب ومن عاش على شيء مات عليه فكما ان الموافقين في الدنيا يموهون على المؤمنين ويحلفون لهم انهم المؤمنون فاذا كان يوم القيامة وبعثهم الله كما نفاقهم وعقائدهم الباطنة لم تزل ترسخ في اذهانهم شيئا فجنا عتارة وظنوا انهم عاشين يعتد به ويعلق عليه الثواب وهم كاذبون في ذلك والمعلوم ان الكذب لا يروج على عالم ايها الشهادة وهذا الذي جرى عليه من من استحواذ الشيطان الذي استولى عليه وزينه واعماله وانساهم ذكر الله وهو العدو الذي لا يريد بهم الا الشر انما يدعو حزب ويكون من اصحاب السعير اولئك حزب الشيطان يا ان حزب الشيطان ان يخزوهم دينهم ودنياهم انفس اموالهم ان الله ان الذين يحادون الله ورسوله اولئك في الاذلين الايتين هذا وعد ووعد هذا وعد ووعيد وعيد لمن حاد الله ورسوله بالكفر والمعاصي انه مخدوما مذلول لا عاقبة له حميدا. ولا راية له منصوة وعد لمنابله وبرسله العزيز الذي لا يعجزه شيء يريده لا تجد قوما يؤمنون بالله الى اخر السورة. يقول تعالى لا تجدوا قوم يؤمنوا بالله واليوم الاخر يوادون من الله ورسوله اليه سبيل هذا وهذا مؤمن بالله واليوم الاخر حقيقة الا اذا كان عاملا على مقتضى الايمان ولوازم محبة من قام بالايمان وموالاته بغض من لم يقم به ومعاناته ولو كان اقرب الناس اليه وهذا هو الايمان وجدت ثمرة والمقصود منه واهل هذا الوصف هم الذين كتب الله في قلوبهم رسموا مثبتا وغرسوا غرس لا يتزلزل ولا تؤثر فيه شبه الشكوك. وهم الذين قواهم الله بروح منه. اي هم الذين لهم الحاجة الطيبة في هذه الدار ولهم جنات النعيم في دار القضاء التي فيها كل ما تشتهي الانفسخط عليهم ابدا ويرضون عن ربهم بما يعطيهم من انواع الكرامة والثبات يوم من يزعم انه يؤمن بالله واليوم الاخر وهو مع ذلك لاعداء الله محب لمن نبذ الايمان وراء ظهره فان هذا ايمان زعمي لا حقمة له فان كل امر لابد له برهان يصدقه في مجرد الدعوة لا تفيد شيئا ولا يصدق صاحبها والحمد لله. الحمد لله نكمل بعد الصلاة بس في تنبيه هنا في الاية ذكر كثير من المفسرين ان بعض الصحابة هم بقتل ابيه في معركة بدر ابي عبيدة ابن الجراح لكن هذا من ناحية الاسنادي لا يصح قد حكى شيخ الاسلام ابن تيمية خلاف العلماء في جواز قتل المسلم لابيه الكافر في الحرب في الحرب هل يجوز او لا جمع من اهل العلم يقول لا يجوز حتى ولو كان ابوه كافرا ظد المشركين ضد في جبهة الكفار يقاتل اما اذا كان الاب كافرا ولم يكن آآ ممن يقاتل ولا ممن هو من اه المحاربين فلا يقتل لا من قبل الولد ولا من قبل غيره اما قتل الولد اباه بزعم انه ردة ونسبة هذا الى ابن تيمية فهذا من الظلال المبين والتلبيس الذي يراد به التشويش على المسلمين نعم الجمع بين قوله تعالى كل تدعى الى كتابها بين حديث فيذهب ادم ما في تعارض ذهاب الناس الى ادم والى الانبياء اقامة حساب واما كل امة تدعى الى كتابها فهذا موافقة عمل الانسان الرسالة التي بعث اليها التي بعثت اليه قال رحمه الله تعالى تفسير سورة الحشر واهل المدينة بسم الله الرحمن الرحيم سبح لله ما في السماوات والارض وهو العز الحكيم الايتين الى اخر ما ذكر الله من قصتهم هذه سورة تسمى سورة بين وهم طائفة كبيرة من اليهود من جانب المدينة وقت بعث النبي صلى الله عليه وسلم. فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم وهاجر الى المدينة كفروا به في جملة من كفر من الطلابيين الذين قتلهم الذين قتلهم عمرو ابن ميت الظمري فقالوا نتفع غياب القاسم اجلس ها هنا حتى نقضي حاجتك فخلى ببعض وسول لهم الشيطان الشقاء الشقاء الذي كتب لهم فتآمروا بقتله صلى الله عليه وسلم فقالوا ايكم يأخذ هذه الرحى فيصعد فيلقيه على رأسه يشدخه بها فقال فقال ومعهم ولا حاج انا فقنا لهم سلام المشكل ومش كمان لا تفعله فوالله ليخبرن ليخبرن بما اهممت به وانه لنقض للعجل الذي بيننا وبينه وجاء نواحي من ربه بما هموا به فنهض مسلما فتوجه الى المدينة ولحقهم واصعبوا فقالوا نهضت ولم نشعر بك فاخبرهم بما همت يهود به وبعت اليه الرسول ما نخرج من المدينة ولا تسكب ولا تساكن ولا تساكنوني بها. وقد اجل وقد اجل اجلتكم عشرا فمن فمن وجدت بعد ذلك وضربت عنقه فقاموا ايام يتجهزون وارسل اليهم المنافق الا تخرجوا من دياركم فان معي الفين ومعكم معكم فيموتون دونكم وتنصركم قريظة وحلفاؤكم من عرفان وطمع رئيسهم حي ابن اقطم فيما قال له وبعث الى رسول الله يقول انا نخرج من ديارنا فاصنع ما بدا لك فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه ونهضوا اليهم وعلي بن ابي طالب يحمل اللواء. واقاموا على نحصهم يرمون بالنبل والحجارة وخانه ابن مبين وحلفاء فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطع نخلهم وحرق فارسلوا اليه نحن نخرج من المدينة فانزلوا فانزلهم على ان يخرجوا منها بنفوسهم وادراريهم وان لهم ما حملت ابلهم الا السلاح وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم الاموال والسلاح وكانت بين المناظرين خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كبير ومستوى على ارضهم وديارهم وقمض السلاح فوجد من السلاح خمسين ذراعا وخمسين بيضة وثلاثمائة واربعين سيفا. هذا حاصل هذا حاصل قصتهم كما ذكرنا اهل الصيام فافتتحت على هذه السورة بالاخبار ان جميع من في السماوات والارض تسبح بحمد ربها وتنزهه عما لا يليق بجلال اما لا يليق بجلاله وتعبده وتخضع لعظمته لانه العزيز الذي قهر كل شيء فلا يمتنع عن شيء ولا يستعصي ان يعسره الحاكم في حقه وامره فلا يخلقوا شيئا عبثا ولا يشرع ما لا مصلحة فيه ولا يفعل الا وما هو مقتضى حكمته ومن ذلك نصومه لرسوله صلى الله عليه وسلم الذين كفروا من الكتاب من بني ادم غدروا برسوله فاخرجهم من دار موطنهم التي الفوها واحبوها وكان اخراجه منها اول حشر وزناء كتبه اللهم عليهم وعلى يد رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فجاءوا فجلوا فجلوا الى خيبر وجلت الاية الكريمة ان لهم حصرا وجلاء غير هذا وقد وقع حين اجلهم النبي ثم عمر رضي الله عنه اخرج بقيته منها ما ظنن ما ظننتم ايها المسلمون ان يخرجوا من ديارهم لحصانتها لحصانتها ومناعتها لا ينالون بها ولا يقدر عليها احد وقد وقدر الله وراء كل ذلك كله لا تغني عنه الحصون والقلاع ولا تجدي فيه القوة والدفاع. ولهذا قال فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا اي من الامر وباب الذي الذي لم يخطر ببال من يؤتى منه وهو انه تعالى قدس في قلوبهم الرعب وهو الخوف شهيد الذي هو جند الله الاكبر الذي لا ينفع معه عدد عدد ولا عدة ولا ولا شدة فالامر الذي يحتسبون ويظنون ان الخل يدخل فيه منه ان دخل هو الحصون التي تحصن بها مطمأنت نفوسهم اليها وان واثق بغير الله فهو ومن ركن الى غير الله كان وبالا عليه فاتهما سماوي نزل على قومه التي هي محل السماء والصبر والخون والضعف. فانزال قوتها وشدتها ورثها ضعفا وخمر وجبن لاحية لهم في دفعه فصار ذلك على نون عليهم ولهذا قال يخربون بيوتهم بايديهم وايدي المؤمنين وذلك انهم صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم على انهم ان لهم ما حملت ما حملت الابل فنقضوا ذلك كثيرا من سقوفهم التي استحسنوها وسنظل بسبب بغيهم عن اخراج ديارهم وهدم حصونهم. فهم الذين جنوا على انفسهم وصاروا اكبر عون عليها فاعتبروا يا اولي الابصار البصائر النافذة والعقود الكاملة فان في هذا معتبرا يعرف به صنع الله تعالى في الحق والمتبعين لاهوائهم. الذين لم تنفعهم عزتهم ولا مناع ولا منع قوتهم ولا حصنتهم حصونهم حين جاءهم امر الله وصل اليهم النكار بذنوبهم والعبرة بهم المعنى لا بخص السلف فان هذه الاية تدل على الامر بالاعتمار وهو اعتمار نظيري بنظيره احكام المعاني والحكم التي هي محل العقل والفكرة وبذلك يكمن العقل وتتنور البصيرة ويزداد الايمان الذي لا يبادر ولا يغير لكان لهم شأن اخر من عذاب الدنيا ونكالها. ولكنهم وان فاتهم العذاب يشدوا الدنيوي فانهم في الاخرة عذاب النار الذي لا يمكن ان ان يعلم ان يعلم شدته الى الله فلا يخطر بباله من عقوبتهم قد انقضت وفرغت ولم يبق لهم منها بقية فما اعد الله لهم من عذاب في الاخرة اعظم واطم. وذلك لانهم شاقوا الله ورسوله وعدهما وحاربوهما في معصيتهما وهذه سنته وعادتهما وفي من شاقه ولما لام ابن النظير رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين في قطع النخل والاشجار وزعمون ذلك من الفساد وتوصلوا بذلك الطعام اخبرت على ان قطع النخيل انقطعوها وابقاؤهم اياه ان ابقوها انه باذنه تعالى وامره وليخزي الفاسقين حيث سلطكم على قطع نخلهم وتحريقها ليكون ذلك نكانا لهم وخزيا في الدنيا وذلا يعرف بها الذي ما قدروا على استنفاذ نخلهم الذي هو مادة قوتهم واللينة تشمل سائر النخيل على اصح الاحتمالات ومولاها فهذا حال بني النظير وكيف حفظهم الله تعالى في دنياه ثم ذكر من انتقلت اليهم اموالهم وامتعتهم فقال وما شاء الله على الرسول منهم اي من اهل هذه القرية وهم بنو النظير فانكم يا معشر المسلمين ما اوقفتم عليه من خير ما لك اي ما اجلبتم وحشدتم اي لم تتعبوا بتحصينها لا بانفسكم ولا بنواشيكم بل قذف الله في قلوبكم الرب فاتتكم صف عفوا ولهذا قال ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير في قوله ما قطعتم من او تركتموها قائمة باذن الله لهم بالقطع دليل على ان الاصل عدم قطع الاشجار فلا ينبغي قطع الاشجار والزروع والثمار الا باذن والاذن هو الحاجة اما هكذا الانسان يقطع الاشجار هذا امر لا يجوز تفاد من الاية ولهذا قال ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير. من تمام قدرته انه لا يمتنع عليه ممتنع ولا يتعزز من دونه قوي. وتعريف الفيم وما اخذ من مال الكفار بحق من غير غتان فكان هذا المال الذي فروا وتركوه اخوان المسلمين وسمي فئا لانه رجع من الكفار الذين هم غير مستحقين له المسلمين الذين لهم الحق والاوفر فيه وحكمه العام كما ذكره الله بقوله من اهل القرى عموما سواء كان في وقت او بعده على من تولى من بعده من امته فلله وللرسول وذي القربى واليتامى والمساكين تب من شيء فان لله خمسه وللرسول ويد قبا ويتامى مساكين وابن السبيل. فهذا الفين يقسمه خمسة اقسام الله ورسوله يصرف لذوي القوم حيث كانوا توبة لعبدي منافلا ومشترك بني هاشم في دخولهم والشعب في حينها تعاقدت قريش على هجرة وعذرتهم فنصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلافين ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في بني عبد المطلب طيب انهم لم يفارقوني في جاهلية ولا اسلام. وخمس وخمس وخمس للفقراء لفقراء اليتامى هم من لا اب له ولم يبلغوا. وخمس مساكين وخمس لابناء ليس بيني وهم غرباء بهم في غير اوطانهم وانما قدر الله المعينين لكي لا يكون دولة اي مداولة واختصاصا بين الاغنياء منكم فانه لو لم يقدره ولا تعيد الاغنياء الاقوياء ولما ولما ولما حصل لغيره من العاجزين منه شيء وفي ذلك من الفساد ما لا يعلمه الا الله كما ان في اتباع ولما حصل فقال وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. وهذا شأن نصر الدين اصرع ظاهر وباطنه وانما جاء به الرسول ولا ولا ولا تحل مخالفته وان نص رسوله صلى الله عليه وسلم على حكم الشهيد عمارة القلوب والارواح والدنيا والاخرة وبها السعادة الدائمة والفوز العظيم ان الله شديد العقاب على من ترك التقوى واثر اتباع الهوى. ثم ذكر تعالى الحكمة والسبب الموجب لجعله تعلم الفين من قدرها له انه محق وحقيقنا بالإعانة مستحقون والأموال رغبة في الله فهؤلاء هم الصادقون الذين عملوا بمقتضى ايمانهم وصدقوا ايمانهم باعمالهم الصالحة والعبادات الشاقة بخلاف من ادعى الايمان وهو لم يصدقهم الجهاد والهجرة وغيرهم من العبادات وبين انصار وهم الذين امنوا بالله ورسوله وطوعا ومحبة واختيار الهجرة والايمان يرجع اليه المؤمنون ويرجع اليه واجرا ويسكن بحماه المسلمون اذ كانت البلدان كلها بلدان حرب وشرك وشر فلم يذ الانصار الدين يا يأوون الى الانصار حتى انتشر الاسلام وقوي وجعل وجعل شيء وجعل يزداد شيئا فشيئا وينمو قليلا قليلا حتى والايمان والقرآن والقرآن والبلدان بالسيف والسنان الذين الذين من جملة انصابهم وجميلة انهم يحبون من هاجر اليهم وهذا لمحبتهم الله ورسوله احبوا احبابهم واحبهم النصارى ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا الا يحسدون وهديا لما اتاهم من فضله وخصهم الذين هم اهلها وهذا يدل على ان سلامة وانتفاء الغل والحقد والحسد عنها ويدل ذلك على ان المهاجرين افضل من الانصار. ان الله قدمهم بذكر ما اخبر ان الانصار لا يجدون نفسهم فدل على ان الله تعالى اتاهما ان يؤتي الانصار ولا غيرهم وانهم جمعوا بين النصرة والهجرة وقوله ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة اي من اوصاف الانصار التي باقوا بها غيرهم تميزوا بها زمام الايثار وهو اكمل انواع الجود وهو بالنفس للاموال مع الحاجة اليها بل مع الضرورة والخصاصة وهذا لا الا من خلق ذكي ومحبة لله تعالى مقدمة على محبة شهوات النفس واداتها ومن ذلك قصة الانصاري الذي نزلت الاية هذه وباءت جياع والايثار عكس الاثرة فالايثار محمود والاثرة مذمومة انها من خصال البخل والشح. ومن رزق الايثار فقد وقي شح نفسه ومن يوق ش فاولئك هم المفلحون. ووقاية شح النفس باشمل وقاية الشح في جميع ما امر امر به فانه اذا وقي العبد شح نفسه سمحت نفسه بامر الله ورسوله ففعلها ففعلها طائعا والقادر منشرحا بها صدره وسمحت نفسه بترك ما نهى الله عنه وان كان محظوظ وسمحت نفسه بيد الاموال في سبيل الله وابتغاء مرضاته وذلك يحسن فلا هو الفوز بخلاف من لم يوق شح نفسه بل ابتلي بالشح من الخير الذي هو اصل الشر ومادته فهذا الصحابة المتقين وسائر خلفهم فقال والذين جاءوا من بعدهم اي من بعد يقولون على وجه النصح لانفسهم وسائر ربنا اغفر لنا ولاخواننا اذا سبقونا بالايمان وهذا دعاء المقتضي لعقد الاخوة بين المؤمنين التي من فروعها ان يدعوا بعضهم لبعض من يحب بعضهم بعضا نفي الغل عن القلب جامل قليله وكثير الذي اذا انتفى ثبت ضدهم والمحبة والنصح ونحو ذلك ما هو من حقه المبين من بعد صحابة الايمان لان قولهم سبقونا بالايمان دليل على المشاركة فيه وانهم تابعون المستحبين في عقائد الايمان على ان هذه من جملة حقوق المؤمنين بعضهم لبعض من اجله توفيقه بحقوقه وحقوق عباده فهؤلاء الاصناف الثلاثة واصناف هذه الامة وهم مستحقون الاسلام فهؤلاء اهل الذين هم اهل جعلنا الله منهم بمنه وكرمه. امين. هذه السورة فالحشر تأملوا انها وضعت نافى الناس يوم الحشر ذكر ذكر لهم مثال من الكفار اليهود من المسلمين ذكر ثلاثة طوائف المهاجرون والانصار والذين اتبعوهم باحسان ثم ذكر المنافقين دل ان الناس يوم القيامة اربعة اصفا دل ان الناس يوم القيامة اربعة اشخاص اما كافر ظاهر واما من المهاجرين واما من الانصار واما من المتبعين لهم واما منافق ولهذا كان اهل علم يقولون ما ان اهل البدع فيهم شعبة نفاق اهل البدع فيهم شعبة نفاق المقصود به نوع نفاق علمي او عملي فما من مبتدع الا وفيه شعبة نفاق ناس هكذا نسأل الله ان يحشرنا واياكم المتبعين المهاجرين والانصار باحسان ثم تعجل تعالى منها بمنافقه الذي طمعوا اخوانهم من اهل الكتاب في نص في هذا الوعد الذي وانهم لا يستكثرون عليه هذا هذا عليهم فان الكذب وصفهم مقارنهم والنفاق والجبن يصحبهم. ولهذا وجد مخبره كما اخبر به وقع طبق ما قال فقال لان اخرجوا اي من ديارهم جلاء ونفيا لا يخرجون معهم لمحبتهم ولئن قتلوا لا ينصرهم الجبن ويملكهم الفشل ويخذلون اخوانهم احوج ما احوج ما كانوا اليه ولئن نصروه مع الفضل وتضليل ليولون الادبار ثم لا ينصى وان يحصل لهم. الادبار ان يغتالوا النصر ولا يحصل لهم نصر من الله. والسوء الذي حملهم على ذلك ايها المؤمنون اشد رهبة في صدورهم من الله فخافوا منكم اعظم مما يخافون الله وقدموا خابة المخلوقين الذي لا يملك لنفسه ولا لغيره نفع ولا ضرا على مخافة الخالقين من وربما يفتح الله به بلدان الكافرين لكن لا يمكن به فتح العالمين ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا كونوا وانصار الله ابلغ وما يفعل ذلك القيام بدين الله والحرص على تذميره على الغير وجهاد من عانده ونبذه بالابناء والاموال ينظرون ذلك بانهم قوم لا يفقهون مراتب الامور ولا يعرفون حقائق الاشياء ولا يتصورون العواقب وانما الفقه كل الفقه ان يكون الخالق ورجاءه احبته مقدمة عليها وغيرها تباعا لها لا يقاتلونكم جميعا اي في حال الاجتماع الا في اي لا يثبتون على اغتالكم ولا يعزمون عليه الا اذا كانوا متحصين في القرى او من وراء الجدر والاسوار فانهم الذات ربما يحصل لهم منهم منهمتناع اعتمادا على احصائهم وجزورهم لا شجاعة من انفسهم. وهذا من اعظم الذنب يأسهم بينهم ولهذا قال متفرقة متشتتة ذلك الذي اوجب لهم اتصافهم بما ذكر بانهم قوم لا يعقلون الى عقل عندهم لب فانهم لو كانت لهم عقول لاسر الفاضل على المفضول ولما رضوا لانفسهم ابخس الخطبتين ولكانت كلمة مجتمعة وقلوبهم مؤتلفة. وبذلك يتناصرون ويتعوضون ويتعاونون على المصائب مثل مثل هؤلاء المخذولين من الكتاب الذين انتصر الله لرسوله وعدم نصني عدم وعدم وعدهم وعدم نصر من وعده بالمعاونة احسن الله اليك كمثل الذين من قبلهم قريبا وهم كفار قريش الذين زين لهم الشيطان اعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم للناس واني جار لكم فلما منكم اني رملتهم فرطتم انفسهم وارهم من غرهم الذين لم ينفعوهم ولم يدفعون الآباء حتى اتوا بدرا وخيلائهم ظانين انهم مدركون برسول الله فنصر الله ورسوله والمؤمنين عليه فقتلوا كبارهم وصناديدهم واسروا من اسروا وفر من فر وذاقوا بذلك وبال امرهم عاقبة شركهم وبغيهم هذا في الدنيا عذاب عذاب النار اي ليس لي قدرة على دفع العذاب عنك ولست بغني عنك مثقال ذرة من الخير. فكان عاقبتهما يدعي الذي هو الشيطان مدعو هو الذي هو الانسان حين طاعة انهما في خالدين فيها كما قال تعالى ويدعوهم ويدليه بغرور الى ما يضرهم حتى اذا وقعوا في الشباك وحاق بهم اسلموا الهلاك تبرأ منهم وتخلى عنهم كل اللوم انعم طاعة فان الله قد حذر منه انذر واخبر ابن خاص روايته ونهايته فالمقدم على طاعته عاص على بصيرة لا عذر له واتقوا الله الايات يأمر تعالى عباده بما يوجبه الايمان وحفظه من لزوم تقواه سرا وعلانية في جميع الاحوال وان يراعوا ما امرهم الله به من اوامره وشرع محدوده وينظر ما لهم وما عليهم تصفيتها لا تخفى عليه اعمالهم ولا تضيع ولديه ولا ولا يهملها اوجب لهم الجد والاجتهاد. وهذه الايات الكريمة وان رأى نفسا مقصرا في امر من اوامر الله جهده وسامر به في تتميمه وتكميله واتقانه. والحرمان كل الحرمان ان يغفل العبد ان هذا الامر يشابه قوما نسوا الله وغفلوا عن ذكر والقيام بحقه واقبلوا على حظوظ انفسهم وشهواتها فلم يجهر ولم يحصلوا على طائل بل انساهم الله وصالح انفسهم واغفلهم عن ما فيها فرجعوا بخسارة فمن لست بمن حافظ على تقوى الله ونظر لما قدم لغده فاستحق جنة العلم والعيش السليم مع الذين انعم الله عليهم ومن غافل عن ذكره واسع حقهم فشقي في الدنيا مستحق العذاب في الاخرة فالاولون هم الفائزون والاخرون وهم الخاسرون ولما بينت على عبادي ما بين لان يبادروا الى ما دعاهم يا ايها وحثهم عليه. ولو كان في القسوة وصلابة قلوبهم كالجبال الرواسي فان هذا القرآن له انزله على جبل لرأيته خشية من خشية الله اي لكمال تأثير في القرآن اعظم المواعظ على الحكم نبدأ خالية من التكلف لا تناقض فيها ولا اختلاف ولا صعوبة فيها ولا عباده في كتابه الحلال والحرام لاجل ان يتفكروا في اياته ويتدبروها فان التذكر فيها يفتح للعبد خزائن العلم ويبين له طرق الخير والشر ويحث على شي مزج في القرآن والتدبر بمعانيه وهي ولايات هذه الايات الكريمات قد اشتملت على كثير من اسماء الله الحسنى وصفحنا العظيمة الشأن وبديعة البرهان فاخبر انه الله المألو المعبود الذي لا اله الا هو بكماله العظيم واحسانه ثم وصف نفسه يوم العلم الشامل لما غاب عن الحق عن الخلق وما يشاهدونه من رحمته التي وسعت كل شيء وصلت الى كل حي. ثم كرم ذكر عون وانفراده بها وانه المالك لجميع المالك فعالم العلو والسفلي واهله جميع ماليك لله فقراء مدبرون. القدوس السلام اي المقدس السالم من كل عيب ونقص المعظم ان وجد. لان القدوس يدل على التنزيه من كل نقص وتعظيم وتعظيم الله في اوصافه وجلاله. المؤمن ان يصدق من رسل اليوم نعم هو الله الخالق لجميع المخلوقات البالغة والمروءات المصور المصورات وهذه الاسماء الخيرة والتقديم وان ذلك قد كله قد انفرد الله ابل بهم لم يشاركوا فيهم شأنك له الاسماء الحسنى له الاسماء ولا يعلمها احد الا هو مع ذلك فكن هو حسنى اي صفات كمال بل تدل على الصفات واعظمها لا نقص في شيء منها بوجه الوجوه ومن حسنها ان الله يحبها ويحب ان يحبها ويحب عباده ان يدعوه بها ويسألوه بها الصفات العليا وان جميع من في السماوات والارض مفتقرون اليه عنده ان يسبحون بحمده رحمته وحكمته وهو العزيز الحكيم الذي لا يريد شيء الا ويكون ولا يكون شيئا الا لحكمة ومصلحة. تم تفسير هذه السورة. تفسير سورة المتعة بسم الله الرحمن الرحيم اولئك هم الظالمون. ذكر كثير المحسنين رحمه الله ونسب نزول هذه الاية الكريمة في قصة حاض ابن ابي بلتعة. النبي صلى الله عليه وسلم كتب حائط الى المشركين من اهل مكة يخبرون مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهم ليتخذ بذلك يدا عندهم لا شكا ونفاقا وارسله مع امرأة فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بشأنه فارسل الى المرأة قبل وصولها واخذ منها الكتاب وعذب حاطبا فاعتذر بعذر قبله النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الايات فيها انه يشهدون عن موالاة كفار المشركين وغيرهم والقاء المودة اليهم وان ذلك منا في الايمان ومخالف لملة ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام نذر كل الحذر من العدو الذي لا يبقي من مجهوده من على وجهه وينتهز الفرصة في صان الضر الى عدوه. فقال تعالى يا ايها الذين امنوا اعملوا فخرج العبد من الايمان وصار من جملتين الكفران وانفصل عن اهل الايمان وهذا المتخذ الكافر وليا عادم المروءة ايضا فانه كيف يوالي اعداء اعدائه الذي لا يريد له الا الشر ويخالف ربه ووليه الذي يريد به الخير ويأمره به ويحث عليه مما يدعو المؤمن ايضا الى معاداة كفار انهم قد كفروا جاء بما جاء المؤمنين بما جاء المؤمنين من الحق ولا اعظم من هذه المخالفة المشاقة فانهم قد كانوا بيصل دينكم وزعموا انكم ضلال على غير هدى والحال انهم كفروا بالحق الذي لا شك فيه ولا بريئة ومن رد الحق فمحامي وجد له دينه حجة تدل على صحة قوله مجرد العلم بالحق يدل على فضل الله قوي من رده فهو زاده ومن عداوة بالبليغة انهم يخرجون الرسول واياكم ايها المؤمنون من دياركم من اوطانكم ولا ذنب لكم في ذلك عندهم الا انكم متؤمنون بالله ربكم. الذي يتعين على الخلق كلهم القيام بعبوديته لانه رباهم ونعم الذين هو هذا وصف في كل زمان او مكان ويمنعهم منه الا خوف ان كنتم خرجتم جهادا في سبيل وابتغاء مرضاتي اي اقصدكم به الجهاد في سبيل الله لاله كلمة الله هو ابتغاء رضاه فاعملوا هذا من ولاة اولياء الله ومعاداة اعدائه فان هذا من اعظم الجهاد في سبيل عظيم ما يتقرب به المتقربون الى الله ويبتغون به رضاه. تسرون اليهم بالمودة وانا اعلم بما اخفيتم وما اعلنتم اي كيف تسرون المودة للكافرين وتخفون مع علمكم ومن يفعله منكم اي موالات الكافرين بعد ما حذركم الله منها فقد ضل سواء السبيل انه سلك مسلكا وخيرا للشرع والعقل واللغة الانسانية ثم بين تعالى شدة عداوة وتهيج يكون لكم اعداء ظاهرين ويبسطوا اليكم ايديهم بالقتل والضرب ونحو ذلك والسنتهم ائتوني بالقول الذي يسوء من شتم وغيره وودوا لو تكفرون فان هذا غاية ما يريدون منكم فان احتجتم وقلتم نوال نوال كفارا لاجل القاضي والاموال فانتم لانكم اموالكم واولادكم الى الله والله ما تعملون بصيرون في ذلك حذركم ولاة الكاهن الذين تضركم موالاتهم قد كان لكم يا معشر المؤمنين اسوة حسنة ائتمام ينفعكم في ابراهيم لانكم قد امرتم ان تتبعوا ملة ابراهيم حنيفا اذ قالوا لقومهن برآء منكم ومما تعبدون من دون الله اي التبرأ ابراهيم عيسى ومعاوي ابن قوم مسكين مما يعبدون من دون الله ثم صرح التصريح قالوا كفرنا بكم وبدا اي ظهر وبان بيننا وبينكم العداوة والبغضاء وين البغض بالقلوب وزوال ومودة والعداوة والابدان وليس لتلك العداوة والبغضاء وقت ولا حد بل ذلك ابدا ان الله يمن على من يشاء من عباده وهم حجروا فضل الله ومنته ولم يكن ان يكونوا رسلا للخلق واستكبروا انقيادهم وابتلوا بعبادة الاشياء والاحجار ونحوها فكفروا بالله وتولوا عن الطاعة واستغنى الله عنهم دمتم مستمرين على كفركم حتى تؤمنوا بالله وحده اي فاذا امنتم به وحده فاذا امنت بالله وحده وانقلبت مودة فلكم ايها المؤمنون اسوة حسنة بالايمان والتوحيد وفي كل شيء به لله وحده الا في خصلة واحدة وهي قول ابراهيم لابيه ازر المشرك الجابر المعادي حين دعاه للايمان والتوحيد فامتنع فقال ابراهيم له لاستغفرن لك والحال اني لا املك لك من الله من شيء. ولكني ادعو ربي عسى ان لا يكون بدعاء ربي فليس لكم ان تقتلوا ابراهيم في هذه الحال. التي دعا بها للمشرك بها ليس لكم تدعو المشركين وتقوله وما كان استغفار ابراهيم لابيه وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه فلما تبين له ان وعدو لله تبرأ منه ان لا يهوى لكم اسوة حسنة حيث حين دعوه وتوكل عليه وانا ابو اليه واعترفوا بالعز والتأصيل فقالوا ربنا عليك توكلنا ان اعتمدنا عليك بما ينفعنا ودفع ما يضرنا وثقنا ووسقنا بك ويا ربنا في ذلك واليك ان كان بنا اي رجعنا الى طاعتك ورضاتك وجميع ما يقرب اليك فنحن في ذلك ساعون بفعل الخيرات مجتهدون. ونعلم انا اليك نصير فلست فسنستعد للقدوم عليك ونعمل ما يزلفنا اليك. ربنا لا تجعلنا فتنة الذين كفروا ان تسلطهم علينا بذنوبنا فيفتنوننا ويمنعونا مما من ام الايمان ويفتتنون ايضا بانفسهم انهم اذا رأوا لهم الغلبة ظنوا انهم على الحق وان على الباطل فازدادوا كفرا وطغيان واغفر لنا ما اقترفنا من ربنا انك انت ثم كرر الحث لهم على اقتناء بهم وقال لقد كان لكم فيهم اسوة حسنة وليس كل احد تسهل عليه هذه الاسوة. وانما تسهل على من كان يرجو الله واليوم الاخر فان الايمان واحتسابا يحتاج الى احد من خلقه بوجه الحميد في ذاته واسماء وصفات وافعاله فانه محمود على ذلك كله. ثم اخبرت على ان هذه العلة التي امر الله بها المؤمنين المشركين ووصفهم رضي بها انهم ما داموا عشيا وكفروا وانهم اذا انتقلوا الى الايمان فان الحكم يدور مع علة والمودة الايمانية ترجع فلا تيأسوا ايها المؤمنون فارجع فعسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين هديتم منهم ولدا سببها رجوع من الايمان والله قدير على كل شيء ومن ذلك هداية القلوب وتقليمها من حيث والله غفور رحيم لا يتعاظمه وذنبنا يغفره ولا يكبر عليه عيونا يستره. قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. بعض المشركين الذين كانوا اذ ذاك اعداء اعداء للمؤمنين قد وقع ذلك ولله الحمد والمنة ولما نزلت هذه الايات الكلمات المهيجة على بعض اقارب المشركين وظنوا ان ذلك درس فيما نهى الله عنه فاخبرهم الله ان ذلك لا يدخل في محرم فقالوا فقال لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ومن تبروهم وتقوا صيغوا اليهم ان الله يحب المقسطين. اي لا ينهاكم الله عن البر والصلة والمكافأة والعرف والقسط المشرك بين اقاربكم وغيرهم واخراج من دياركم فليس عليكم جناح ان تصلوهم فان صلتهم في هذه الحالة لمحظور فيها ولا تبعها كما قال تعالى في ابوء الكبر اذا كان ولدهما مسلما ان جاهداك على ان تشرك بما اسالك به علمه فاسقهما وصاحبهما في الدنيا معروفا. وقوله انما ينهاكم الله عن الذين قاتلكم قاتلوكم في الدين الى اجل دينكم لدين الله ولي من قام به واخرجوكم من دياركم وظهروا اي عاونوا غيرهم على اخراجكم نهاكم الله ان تولوهم بالنصرة والمودة بالقول والفعل. واما بالركم واحسانكم الذي ليس بتولي فلم ينهكم الله عنه بل ذلك ناقص من اول الامر بالاحسان وغيرهم ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون وذلك الظلم يكون بحسب التولي فاذا ان كان تولي انت من كان ذلك كفرا مخرجا عند اقدس وتحت ذلك ما هو غليظ وما هو دونه. يا ايها الذين امنوا اذا جاءكم فامتحنوهن الى قوله واتقوا الله الذي انتم به مؤمنون. لما كان صلح ديبة صالح النبي صلى الله عليه وسلم مشركا على ان من جاء منهم يمسك مسلما انه الى المشركين وكان هذا لفظا عاما مطلقا يدخل فيه مطلقا يدخل في في عمومه النساء والرجال فاما الرجال فان الله لم ينهى رسوله الذي هو من اكبر المصالح واما النساء فلما كان ردهن في مفاسد كثيرة في اول الاية اذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن اصلح دليل انه لا ينبغي للانسان يطلق لاجل الغضب يطلق لاجل الغضب ما طلق للعدة انما الانسان يطلق في حال ادخاره والاستشارة في حال التفكر والتدبر امر المؤمنين اذا جاءوا المؤمنات واجرائهم وشكوا بسط ايمانهن ان يمتهنوهن ويختبرهن بما يظهرن من ايمان مغلظة وغيرها فانه يحتمل ان يكون ايمانه غير والرغبة في زوج او دنيوية. فان كنا بهذا الوصف تعين ردهن وفهم بشرط من غير حصول مفسدة ويمتحنوهن فوجدن صادقات او فهذه مفسدة كبيرة وراعى ايضا الوفاء بالشرط بان يعطوا الكفار ازواجهن ما انفقوا عليهن من المال وتوابهم عوضا عنهن ولا جناح حين يدع المشركين ينكحهن ولو كان لهن رجل في دار الشرك ولكن بشرط ان يؤتونه ان يؤتون وجوههم من الماء والنفقة وكما ان المسلمة لا تحل للكافر. فكذلك الكافرة لا تحل للمسلم ان يمسكها ما دامت على كفرها غير اهله الكتاب ولهذا قال تعالى ولا تمسكوا بعصم الكوافير واذا واذا نهي عن الامساك بعصمتها فالنهي عن الافتتاح بتزويجها اولى واسألوا ما انفقتم ايها المؤمنون حين زوجاتكم معناه انه خروج البضع من الزوج متقوم فاذا مفسد النكاح فاذا افسد مفسد النكاح امرأة امرأة رجل برظاعه فاذا افسد مسلم نكاح امرأة رجل يظع غيره كان عليه ضمان المهر وقوله وقوله ذلكم حكم الله ذلكم الحكم الذي ذكر الله وبينه لكم حكم الله بينه لكم الضحى والله عليم حكيم فيعلم تعالى ما يصلح لكم من الاحكام فيسمعه بحسب حكمته ورحمته وقوله وان فاتكم شيء من ازواجكم ان ذهبن مرتد مرتدات فعاقبتم فاتوا الذين ذهبت ازواجهم مثل ما انفقوا كما تقدم نكفار اذا كانوا يأخذون بدل ما يأخذ من ازواجهم الى المسلمين فمن ذا فمن ذهبت زوجته الى المسلمين فعلى المسلمين ان يعطوه من الغنيمة بدل ما انفق واتقوا الله الذي انتم به مؤمنون فايمانكم بالله يقتضي منكم ان تكونوا ملازما يا ايها النبي اذا جاءك المؤمنات الى قوله غفور رحيم هذه الشروط المذكورة في هذه الاية تسمى مبايعة النساء اللاتي كن يبايعن على المشاركة التي يجب على الذكر والنساء في جميع الاوقات. واما الرجال فيتفاوت ما يلزمهم بحسب احوالهم امرأة ويتعين عليهم. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمتثل وامر الله به فكيف اذا جاءته النسا ببايعهن والتزمن بهذه الشروط بايعهن وجبر قلوبهن واستقيمهن الله فيما يحصل منهن من التصوير ويدخلهن في جملة المؤمنين على لا يشرك بالله شيئا بل لا يفردن الله وحده بالعبادة بل يفردن الله وحده بالعبادة ولا يقتلن اولادهن كما يجلس ولا يزنين كما كان ذلك كثيرا في البوايا وذوات اخدان ولا يأتي لمتى سواء تعلقت بهن من عن ازواجنا وتعلمنا ذلك بغيرهم ولا يعصينك في معهم الا يعصينك في كل امر تأمرهن به لان امرك لا يكون الا بمعروف ومن ذلك طاعتهن لك في النهي وخمس الوجوه والدعاء بدعوى الجاهلية فبايعونا اذا التزم بجميع ما ذكر واستغفر لهن الله عن تقصيرهن وتقيبا لخواطرهن الله غفور اي كثير واحسانه الى المذنبين التائبين رحيم وسعت رحمته كل شيء وعما احسانه البرايا. يا ايها الذين امنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الاخرة كنائس الكفار من اصحاب القبور. اي يا ايها المؤمنون ان كنتم مؤمنين بربكم متبعين رضاهم غضب الله عليهم. وانما غضب عليهم لكفرهم وانما غضب عليهم من كفرهم اصناف الكفار اي قد حرموا من خير الاخرة فليس لهم منها نصيب فاحذروا وان تولوا فتفقت فتوافقوهم على شر وشركهم فتحرموا الاخرة كما حرموا وقوله كما يسأل الكفار من اصحاب القبور حين افضوا الى الدار الاخرة وشاهدوا حقيقة الامر وعلموا علم اليقين انه لا نصيب لهم منها ويحتملون المعنى قد يئسوا من الاخرة اي قد انكروها وكفنوا حينئذ منهم اقدام على مساخط الله وموجبات عذابه من الاخرة كما ينسى الكفار تفسير سورة الصف وهي مدينة بسم الله الرحمن الرحيم بربهم يعبدونه ويسألونه عوائدهم به وانه متنوع الشر ورضوان زهتم انفسكم عنه وانتم متلوثون متسمون به. فهل تليق بالمؤمنين هذه الحياة دينة؟ ام من ام من اكبر الوقت عند الله ان يقول العبد ما لا يفعل ولهذا ينبغي للامر بالخير ان يكون اول الناس اليه مبادرة والنهي عن الشر ان يكون ابعد الناس عنه قال تعالى اتأمرون الناس بالود وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون. وقال شعيب عليه السلام لقومي وما اريد ان اخالفكم الى ما نهاكم عنه ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيل صفا وان كان الجهاد في سبيله. خل يحصل في الصفوف وتكون صفوفهم عن نظام وترتيب به تحصل المساواة بين المجاهدين والتعاضد وارهاب العدو بعضا. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا حضر اقتال صف اصحابه هم في مواقفهم بحيث لا يحصل اتكال بعضهم على بعض. بل تكون كل طائفة منه مهتمة بمركزها وقائمة بوظيفتها تتم الاعمال ويحصل الكمال واذ قال موسى يا قوم يا قوم لم تؤذونني الاية الرسول من والرسول من حقه الاكرام والاعظاء لحكمه ومادية الرسول الذي احسانه الى الخلق فوق كل احسان بعد احسان الله وقعت والجراد والزن الى الصراط المستقيم. الذي قد علموه وتركوه ولهذا قال فلما زاغوا وان صاغوا عن عقد بقصدهم ازاغ الله قلوبهم عقوبة لهم على الذي اختاروه لانفسهم ورضوه لها ولم يوفقهم الله للهدى لانه لا يليق بهم الخير ولا يصلحون الا للشر والله لا يهدي القوم الفاسقين اي الذي لم يزل الفسق ووصفا لهم ليس لهم قصر في الهدى وهذه الاية الكريمة تفيد ان اضلال الله لعبده ليس ظلما منه ولا حجة لهم يعني ولا حجة لهم وانما ذلك سبيل منهم بينهم الذين اغلقوا على انفسهم باب الهدى بعدما عرفوه فيجازيهم بعد بعد ذلك بالاضلال والزي وتقرير القلوب عقوبة لهم وعدلا منهم منه بهم كما كما قال تعالى ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون واذ قال عيسى ابن مريم دعواكم الى الخير ونهاكم عن الشر وايدني بالوراء لجئت بغير ما جاء منه سنون ومصدرا لما بين يدي من ترنت ايضا انها اخبرت اخبرت اخبرت وبشرت وجئت وبعثت مصداقا لها ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد وهو محمد بن عبدالله بن عبد الطيب نبي الهاشمي فعيسى عليه الصلاة والسلام كسائر الانبياء تصدقوا بالنبي ويبشر بالنبي الله بخلاف الكذابين فانهم يتناقضون فانهم يناقضون الانبياء اشد مناقضة ويخالفونه في الاوصاف واخلاق الامن والنهي فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي بشر به عيسى هنا قال احمد هو صلى الله عليه وسلم اسمه محمد ولا تعارض لانه عليه الصلاة والسلام قال انا محمد وانا احمد وانا الحاشر وانا الماحي وانا العاقب لي خمسة اسماء فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي بشر به عيسى بالبينات الدالة على انه هو وانه رسول الله حقا سحر مبين وهذا من اعجب العجائب الرسول الذي قد وضحت وقد وضحت رسالتها صارت ابين من شمس النهار يجعل ساهرا بينا سحره فهل في الخذلان اعظم من هذا وهل في الافتراء ابلغ من هذا الافتراء الذي نفى عنه ما كان معلوم السنة واثبت له ما كان ابعد الناس عنه. ومن اظلم ممن افترى على الله الكذب بهذا وغيره والحال وانه لا وقد انقطعت حجته لانه يدعى للاسلام ويبين له ببرنين وبيناته والله لا يدري وما الظالمين الذين لا يزالون على ظلمهم مستقيمين لا تردهم عنه موعظة يزجرهم بيان خصوصا هؤلاء الظلمة القائمين بمقابلة الحق يردوه لينصروا الباطل. ولهذا قال الله عنهم يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم وقالت الفاسدة التي يردون بها الحق وهي لا حقيقة لها بتزيد البصيرة معرفة بما هم عليه من الباطل والله متم نوره ولو كره الكافرون اي قد تكفل الله بنصر دينه واتمام الحق الذي ارسل ارسل به في سائر الاقدار ولو كره الكافرون كلما قدروا عليهم ما يتوصلون به الى اتقان نور الله فانهم مغلوبون ومثلهم كمثل من ينفخ في عين الشمس فيه ليطفئها فلا على مرادهم حصن ولا سلمت عقولهم من النقص والقدح فيها ثم ذكر سبب الظهر وانتصار الدين فقال وهو الذي ارسل رسوله هدى ودين الحق اي بالعلم النافع والعمل الصالح بالعلم الذي يهدي الله يهدينا الله ولا دار كرامته ويهدي لاحسن الاعمال والاخلاق ويهدي الى مصالح الدنيا والاخرة ودين الحق اي دين الذي يدان به ويتعبد لرب العالمين الذي هو حق وصدق لا نقص فيه ولا خلى يعتليه بل اوامره غذاء القلوب ارواح وذواحة الابدان وترك نواهيه سلامة من الشر والفساد فما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم من الهدي ودين الحق اكبر دليل وبرهان وبرهان باق ما بقي الدهر كلما ازداد به العاق متفكرا ازداد به فرحا وتبصرا ما خصهم الله به من المزايا والمناقب التي لا يلحقهم فيها احد وهم الامة الامي الذين هاقوا الاولين والاخرين حتى هذا الكتاب الذي يزعمون انهم العلماء الربانيون والاحبار المتقدم ذكر ان الذين حملهم الله التوراة من اليهود ليظهره على دينه ليعليه على سائر الاذان بالحجة والبرهان ويظهر اهله القائمين به بالسيف والسنان. فاما نفس الدين فهذا الوصف ملازم له في كل وقت كيف لا يمكن ان يغالبهم غالبون ويخاصمون مخاصم الا وبلسه. وصار له الظهور والقهوة فانه اذا قوم واستناروا واهتدوا بهديه مصالح دينه وكذلك لا يقوم لهم احد ولابد ان يظهروا على اهل الاديان واذا ضيعوا وقته من مجرد الانتسام اليه ولم ينفعهم ذلك وصار اهماله سبب تسليط الاعداء عليهم ويعرفها هذا من استقرن الاحوال ونظر في اول يا ايها الذين امنوا هل ادلكم على تجارة الى اخر السورة هذه وصية وداعة واشهد من ارحم الراحمين وعباده المؤمنين لاعظم تجارة واجل مطلوب واعلى مرغوب يحصل به فيها نجاة من العذاب الاليم والفوز والفوز بالنعيم المقيم واتى باداة العرض الدالة على ان هذا امر يرغب في كل متصبر ويسمو اليه كل لبيب فكأنه قيل ما هذه تجارة فقال تؤمنون بالله ورسوله ماذا قال وان كان عليها فانه خير لكم ان كنتم تعلمون فان في الخير الدنيوي من النصر على العداء والعز المنافي للذل والرزق الواسع وسعة الصدر وانشراحه والخير لقومه بالفوز والنجاة من عقابه. الصغائر والكبائر فان الايمان بالله والجهاد في سبيله مكفر للذنوب ولو كانت كبائر. ويدخلكم جنة الانهار وان من تحت المساكن او قصورها وغرفها واشجارها نهار ممنغي فيها من كل الثمرات جمعت كل طيب من علو وارتماع وحسن منى وزخرفة فان اهل الغرف اهلين يتراهم اهل الجنة كما يتراءى الكوكب الدري وفي الافق الشرقي والغربي وحتى ان بناء الجنة بعضه من لبن ذهب وبعضه من لبن من لبن فضة من لبن ذهب وبعضه من لبن فضة وخيامها من لغ ومرجان وبعض المنازل ان الزمرد والجواهر الملونة باحسن الالوان حتى انها من صفائها يرى ظاهرها من بطنها وباطنها من ظاهرها وفيها من الطيب وحسن ما لا ما لا يأتي عليه وصف ناصب ولا خطر على قلب احد من العالمين. لا يمكن ان يدركوه حتى يروه ويتمتعوا بحسنه وتقر به عيونهم. بل النبي صلى الله عليه واله وسلم فلم دخل الجنة ورأى ما فيها ولم يقدر على وصفها الا باشياء يسيرة مثل قوله لمناديل سعد في الجنة خيرا من لو رأى الانسان الجنة رأي العين لولا تثبيت الله له ليذهب عقله بل ان بعض الناس ربما يرى الجنة في المنام فيتعجب من يا وجمالها وما فيها هذه الاوصاف التي ذكرها الله للجنة كما قال ابن عباس ليس شيء مما في الجنة مما هو في الدنيا الا الاسم لا لؤلؤها ولا زبرجدها ولا اي شيء نسأل الله ان ينزلنا منازل الفردوس ففي تلك الحالة لولا ان الله خلق اهل الجنة وانشأهم نشأة كاملة لا تقبل من عدم لاوشك ان يموتوا من الفرح. فسبحان من لا يحصي احد من خلقه عليه بل هو كما اثنى على نفسه وفوق ما يثني عليه احد من خلقه وتبارك الجليل الجميل الذي انشأ دار النعيم وجعل فيها من الجلال والجمال ما يبهر عقول الخلق ويأخذوا بافئدتهم وتعالى من له الحكمة التامة الذي من جملتها انه لو رأى لو ارى العباد الجنة ونظروا الى ما فيها من نعيم لما تخلف احد العلماء هناهم العيش في هذه الدار المنغصة المشوب نعيمها بالمها وفرحها وفرحها وفرحها بترحها وسميت جنة عدن لانها لا مقيمون فيها لا يخرجون منها ابدا. ولا يبغون عنها حول ذلك الثواب الجزيل والاجر الجميل هو الفوز العظيم الذي الى فوز مثله فهذا الثواب الاخروي. واما الثواب الدنيوي لهذه التجارة فذكره موبقا فذكره بقوله واخرى تحبونها اي ويحصل لكم خصلة اخرى تحبونها وهي نصر من الله مع الاعداء يحصل به العز والفرح وفتح قريب تتسع به دائرة الاسلام ويحصل به رزق واسع فهذا جزاء المؤمنين والمجاهدين. واما المؤمنون بغير اهل الجهاد اذا قام غيرهم بالجهاد فلم يؤيسهم الله تعالى بفضل واحسان بل قال وبشر المؤمنين اي بالثواب العاجل والاجل كل على حسب ايمانه وان كان لا يبلغون مبلغ المجاهدين في سبيل الله. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من رضي بالله وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة فعجب فعجب لها ابو سعيد فقال عدها اعدها علي يا رسول الله فاعدها عليه وقال الجهاد في سبيل الله الجهاد في سبيل رواه مسلم ثم قال ومن اعظم الجهاد في سبيل الله من لم يؤمن به ومن يؤمن بالله قال الامر والشرائع والاحكام الدينية كل ذلك لاجل ان يعرفه العباد ويعلم احاطة قدرته بالاشياء كل اشياء واذا عرفوه باسمائه الحسنى واوصى به المقدسة عبدوه ومن نصر ومن نصر الباطل بما يزعمه من العلم ورد الحق بدحض حجته واقامة حجتين وتعذير منه ومن ومن نصر دين الله تعلم كتاب الله وسنة رسوله تعليمهم والحث على ذلك والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. ثم هيج الله المؤمنين بالاقتداء بمن قبلهم من الصالح في قوله. كما قال عيسى بن مريم الحواريين من الى الله اي قال له منبها من يعاونه ويقول في نصر دين الله ويدخل مدخلي ويخرج مخرجي فابتدر الحواريون فقالوا نحن من صام الله فبضع عليه عيسى عليه السلام على امر الله ونصر دين الله وهو معهم الحواريين فامنت طائفة من بني دعوة عيسى والحواريين كفنت طائفة منهم فلم ينقادوا لدعوتهم فجاهد المؤمنون الكافرين. فايدنا الذين امنوا على عدوهم اي قويناهم ونصرناهم عليهم قيل لهم فانتم يا امة محمد كونوا انصار الله ودعاة دينه ينصر ينصركم الله كما نصر من قبلكم ويظهركم على عدوكم تم تفسيرها والحمد لله رب العالمين احسنت بارك الله فيك مع الشيخ اه بعض العلماء يقول في قوله تعالى فامنت طائفة من بني اسرائيل يعني بموسى يعني بعيسى عفوا وكفرت طائفة يعني بعيسى بيدنا الذين امنوا على عدوهم يقول ايدنا الذين امنوا على عدوهم التي امنت بعيسى من بني اسرائيل والتي امنت بعيسى من هذه الامة فهذه الامة منصورة بنص هذه الاية منصورة على من؟ على اليهود ولذلك اليهود لا يمكنهم ان ينتصروا على المسلمين الا بيد من غيرهم الا بيد من غيرهم كما مر معنا باية البقرة وفي اية سورة المائدة الا بحبل من حبل من الناس اليهود لا يمكن لهم الغلبة الا بحبل من الناس لا يمكن ان يرفعوا الذل عن نفسهم الا بحبل من الناس معنات حبلا من الناس يعني سبب من قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى تفسير سورة الجمعة وهي مدنية باسم بسم الله الرحمن الرحيم لله ما في السماوات وما في الارض الملك القدوس العزيز الملك القدوس العزيز الحكيم ان يسبح لله وانقاد لامره ويتأله ويعبده جميع ما في السماوات والارض لانه الكامل الملك الكامل الملك الذي له الملك العالم العلوي والسفلي فالجميع مماليكه تحت تدبيره القدوس المعظم المنزل عن كل افة ونقص. العزيز القاهر للاشياء كلها الحكيم في خلقه وامره فهذه الاوصاف العظيمة تدعو الى عبادة الله وحده لا شريك له والذي بعث في الاميين رسول الايات هو الذي بعث بالاميين رسولا المراد بالاميين الذين لا كتاب عندهم ولا اثر رسالة من العرب وغيرهم ممن ليسوا من اهل الكتاب وامتن الله تعالى عليهم منة عظيمة اعظم المنة على غيرهم لانهم قادمون للعلم والخير وكانوا في ضلال مبين الاصنام والاشجار والاحجار ويتخلقون باخلاق السباع الضارئة باكلها يأكل قويهم ضعيفا وقد كانوا في غاية الجهل بعلوم الانبياء بعث الله فيهم رسولا منهم فيعرفون نسبا واوصافه الجميلة وصدقا دلاله كتابه يتلو عليهما اياته القاطع الموجب للايمان واليقين ويزكيهم بان يفصل لهم الاخلاق الفاضلة ويحثهم عليها ويزجرهم عن الاخلاق الرذيلة ويعلموهم الكتاب والحكمة علم الكتاب والسنة المشتمل على علوم الاولين والاخرين فكانوا بعد اذ تعليم والتزكية من اعلم الخلق بل كانوا ائمة اهل العلم والدين واكمل الخلق اخلاقا واحسنتا اهتدوا بانفسهم واهدوا غيرهم فصاروا ائمة المهتدين وقادة المتقين فلله تعالى عليهم بمائدة هذا الرسول اكمل نعمة واجل من ها طب لما يلحق بهم اي فيمن باشر دعوة الرسول احتمل انهم لما يلحقوا بهم في الفضل ويحتملن ان يكونوا لما يلحقوا بهم في زمان وعلى كل المعنيين صحيحا فان الذين بعث الله فيهم رسولا وشاهدوه بشروا دعوتهم حصلوا من الخصائص والفضائل ما لا يمكن احدا ان يلحقهم فيها. وهذا من عزته وحكمته حيث لم يترك عباده هملا ولا سدى. والابتعاث بهم الرسول وامرهم ذلك من فضل الله العظيم الذي يؤتي من يشاء من عباده وهو افضل من نعمته عليهم بعافية البدن وسعة رزقه وغير ذلك من النعم الدنيوية. فلا افضل من نعمة الدين التي هي فمادة الفوز والسعادة الابدية التوراة ثم لم يحملوها الى قوله فينبئكم بما كنتم تعمل لما ذكرت على منة وعلى هذه الائمة الذين بعث بهم النبي الامي وما خصه الله به وكذا النصارى وامر من يتعلمها ويعمل بما فيها فلم يحملوها ولم يقولوا بما يقوم بما حملوا بانهم لا فضيلة لهم وان مثلهم كمثل الحمار الذي يحمل الرقبان اسعارا من كتب العلم فليستفيد ذلك الحمار من تلك الكتب التي فوق ظهره وهل تلحقون فضيلة بسبب ذلك ام حظوا منها حملها فقط فهذا مثل علماء اهل الكتاب الذين لم يعملوا بما في التوراة الذي من اجله اعظم الامر اتباع محمد صلى الله عليه وسلم يا رجل والايمان به بما جاء به من القرآن هل استفاد من هذا وصفه من التوراة الا الخيبة والخسى وان قامت الحجة عليه فهذا المثل مطابق لاحوالهم بئس مثل قوم الذين كذبوا باياتنا الدالة على صدق رسولنا وصحة ما جاء به والله الله لا يهدي القوم الظالمين اي لا يرشدهم الى مصالحهم ما دام الظلم لهم وصفا والعناد لهم من اتى ومن ظلم اليهود والنادم انهم يعلمون انهم على باطل ويزعمون انهم على حق وانهم اولياء ام لله من دون ولهذا امر الله رسول ان يقول لهم ان كنتم وانكم على الحق واولياء الله فتمنوا الموت وهذا امر خبيث بانهم لو علموا انهم على حق لما توقفوا عن هذا التحدي الذي جعلهم الله دليلا على صدقهم تمنوا وكذبوا ان لم يتمنوا ولما لم يقع منهم مع الاعلام مع الاعلان لهم بذلك علم انهم عالمون ببطل ما هم عليه وفساده ولهذا قال ولا يتمنون ابدا بما قدمت ايديهم ايمنت الذنوب والمعاصي التي يستوحشون من الموت من اجلها. والله عليم الظالمين فلا يمكن ان يخفى علي من ظلمهم شيء. هذا وان كانوا يتمنون الموت بما قدمت ايديهم بل يثورون منه غاية الفرار فان ذلك لا ينجيهم بل لا بد من ان يلاقيهم الموت الذي قد حدث اتممه الله على العباد وكتبه عليهم مبادئ الموجة لاستكمال الاجال يرد الخلق كل من يوم القيامة الى عالم الغيب والشهادة ما كانوا يعملون من خير قليل وكثير يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فسوي لها ذكر اخر السورة يأمر تعالى عباده المؤمنون بالحضور لصلاة الجمعة والمبادرة اليها من حين ينادى لها والسعي اليها والمراد بالساء هنا المبادرة والاهتمام الاشغال لا العدو الذي قد نهي عنه لا العدو الذي قد نهي عنه عند المضي الى الصلاة وقوله وذروا للبيع اي اتركوه اتركوا البيع اذا نذر للصلاة وامضوا اليها فان ذلكم خير لكم ان اشتغالكم بالبيع او توفيتكم الصلاة الفريضة التي هي من اكد الفروض ان كنتم تعلمون ان ما عند الله خير وابقى ان من اثر الدنيا على الدين فقد خسر خسارة حقيقية من حيث يظن انه يربح وهذا الامر بترك البيع مؤقت مؤقت وقت الصلاة فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في اللفظ لطلب المكاسب وتجارته لما كان الاشتغال بالتجارة مظنة الغفلة عن ذكر الله امر الله بالاكثار من ذكره لينجبر بهذا المقال اي في حال قيامكم وقعودكم وعلى جنوبكم لعلكم تفلحون فان الاكثار من ذكر الله اكبر اسباب الفلاح واذا رأوا تجارة فهل انفضوا اليها؟ اي خرجوا من المسجد حرصا على ذلك الله وتلك التجارة وتركوا الخير وتركوك قائما تخطب الناس وذلك في يوم الجمعة بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس اذا المدينة عير تحمل تجارة. فلما سمع الناس بها وهم في المسجد انفضوا من المسجد وتركوا النبي صلى الله عليه وسلم. يخطب استعجالا لما لا ينبغي ان يستعجل وترك ادب قل قل ما عند الله خير قل ما عند الله من الاجر والثواب لمن لازم الخير وصبره نفسه على عبادة الله خير من الله ومن التجارة التي وان حصل منها بعض مقاصد فان ذلك قليل منقض فوتوا لخير الاخرة وليس الصبر على طاعة الله مفوتا للرزق وان الله هو خير الرازقين فمن اتقى الله رزقه من حيث لا يحتسب وفي هذه الايات فوائد عديدة منها ان الجمعة فريضة على جميع المؤمنين يجب عليهم السعي اليها والمبادرة والاهتمام بشأنها. ومن ان الخطبة ليوم الجمعة فريضة يجب حضورنا لان لانه فسر الذكر هنا من الخطبتين فامر الله فامر الله بالمضي اليه والسعي له ومنها مشروعية النداء في الجمعة والامر به النهي عن بيع الشراء عن البيع والشراء بعد نداء الجمعة وتحريم ذلك وما ذاك الا لانه يثبت الواجب ويش فيشغل عنه فدل ذلك على ان كل امر وان كان مباحا في الاصل اذا كان ينشأ عنه فانه لا يجوز في تلك الحالة. ومنها الامر بحضور الخطبتين يوم من الخيرات وما لمؤثر رضاه على هوى تم تفسيره صلاة الجمعة بمن بل لله وعونه والحمد لله رب العالمين تفسير سورة المنافق وهي مدنية بسم الله الرحمن الرحيم الاية قال الى قوله ان الله لا يهدي القوم الفاسقين لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم وكثر الاسلام فيها واعز صار اناس من اهلها من الاوس والخزرج يظهرون الايمان ويبطنون الكفر تحقن دمائهم وتسمم لكي يحذر العباد منهم ويكون على منهم على بصيرة فقال فاذا جاءك المنافقون قالوا على وجه الكريم نشهد انك لرسول الله وهذه شهادة من المنافقين على وجه الكذب والنفاق مع انه لا حاجة لشهادتهم في تأييد رسوله فان الله يعلم انك لرسول الله ويشهد ان المنافقين لكاذبون في قولهم ودعواهم وان ذلك ليس بحقيقة منهم اتخذوا ايمانهم بها من نسبة من النفاق شاء ما كانوا يعملون من حيث اظهروا الايمان وابطلوا الكفر واقسموا باعلى ذلك واوهام صدقا. ذلك الذي زين لهم النفاق بسبب انهم لا يثبتون عليهم بالامنوا ثم على قلوبهم من حيث لا يدخلها الخير ابدا فهم لا يفقهون ما ينفعهم ولا يعون ما يعود بمصالحهم واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم من روائها ونضارتها وان يقولوا تسمع لقولهم اي من حسن منطق ان تستلذ الاستماع فاجسامهم اقوالهم وجبت ولكن ليس وراء ذلك ليس وراء ذلك من الاخلاق الفاضلة والهدي الصالح شيء ولهذا قالت كانهم خشب مسندة لا منفعة فيها ولا ينال منها الا الضرر والمح. يحسبون كل صيحة عليهم ولكن جبنهم وفزعهم وظعف قلوبهم وريبها بني اطلع عليها فهؤلاء هم العدوان لان العدو البارز المتميز اهون من العدو الذي لا يشعر به وهو مخادع ماكر وهو العدو المبين فاحذروا من قاتلهم الله وانى ينفكون كيف يصرفون على الدين بعد ما تبينت ادلة وضحت وما اتضحت ما علموا الى الكفر الذي لا يفيد الا الخسار والشقاء واذا قيل لهؤلاء المنافقين تعالوا يستغفر لكم رسول الله عما صدر منكم من اذ تحسن احوالكم وتقبل اعمالكم امتانة ومن ذلك اشد امتناع ولووا رؤوسهم. امتناعا من طلب الدعاء من الرسول. ارأيتهم يصدون عن الحق بغضا لهم. وهم مستكبرون اتباعه وين هذا؟ وهذه فهذه حالهم عندما يدعون الى طلب الدعاء من الرسول. هذا من لطف الله وكرامته من رسوله حيث لم يأتوا اليه فيستغفر لهم. فانه سواء استغفر من لم يستغفر لهم فلن يغفر الله لهم وذلك انهم قوم فاسقون خارجون عن طاعتنا مثيرون للكفر عن الايمان فذلك لا ينفع بهم الاستغفار الرسول لو استغفر لهم كما قال تعالى استغفر لهم ولا تستغفر ومن تساؤل وقوله هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله تنفضوا الى قوله وهذا من شدة عدو عداوتهم للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين لما روا اجتماع اصحابه وائتلافهم سارعتهم في مرضات الرسول صلى الله عليه وسلم قالوا بزعمهم الفاسد لا تنفق ولا من عند رسول حتى ينفضوا فانما لزائم الا ولا اموال المنافقين ونفقاتهم عليهم لما اجتمعوا في نصرة دين الله يدعي هؤلاء المنافقين الذين هم احرص الناس على خذلان الدين المسلم مثل هذه الدعوة التي لا تروج الا على من لا علم له بالحق ولهذا قال تعالى خزائن السماوات والارض ويؤتي الرزق من يشاء ويمنع من يشاء وييسر اسباب لمن يشاء ويعسرها على من يشاء ولكن المنافقين لا يفقهون فلذلك قالوا تلك المقالة التي التي مضمونها ان خزائن الرزق ايديهم وتحت مشيئتهم يقولون لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منا الاذل. وذلك في غزوة المريس بين بعض المؤجرين صار بعض الكلام امتد الخواطر ظهر حين للنفاق والمنافقين متبين ما في قلوبهم وقال كبيرهم عبد الله ابن ابي ابن سلول ما مثلنا ومثل هؤلاء يعني المؤذنين لك من قالبك يا كلب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا اذل والامر بعكس العقال هذا المنافق لهذا قال تعالى يعلمون ذلك ولذلك زعموا انهم اعزة اغترارا بما هم عليه من باطل ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اناديكم عن ذكر الله الى اخر السوء يأمر تعالى عباده المؤمنين بالاكثار من ذكره فان في ذلك الربح والفلاح فان في ذلك الربح والفلاح والخيرات الكثيرة منها عن ان تشغلهم الاموال واولادنا ذكر الله فان محبة ما لي ولا اولادي مجبولة علي اكثر النفوس ليتقدموا على محبة الله فهو في ذلك الخسارة العظيمة. ولهذا هم الخاسرون الابدية والنعيم المقيم لانهم اثروا ما يفنى على ما يبقى. قال تعالى انما اموالكم واولادكم فتأتم الله عنده اجر عظيم. وقوله انفقوا مما رغم انكم يدخلوا في هذه النفقات الواجبة من الزكاة والكفارات ونفقة الزوجات والممالك ونحو ذلك والنفقات المستحبة كبذل المال في جميع المصانع وقال مما رزقناكم يدلنا ويشق عليهم بالامر باخراج جزء مما رزقهم ويسر ويا ميسر اسبابه فليشكروا الذي بمواساة اخوانهم المحتاجون ان يبادروا بذلك الموت الذي اذا جاء لم يمكن العبد ان يأتي بمثقال ذرة من خير ولهذا قال ولهذا قال من قبل ان يأتي يومئذ من قبل ان يأتي احدكم الموت فيقول متحسرا على ما فرط في وقت الامكان سائلا ان رجعت التي هي محال من ربي لولا اخرتني الى اجل قريب الا اذا تدارك ما فرطت فيه فاتصدق من مالي ما به انجو من العذاب واستحق به واستحق به جزيل الثواب واكن من الصالحين بدائل المأمورات كلها واجتناب المنيات يدخل في هذا الحج وغيره وهذا سؤاله الثماني قد فات وقته ولا يمكن تداركه لهذا قال ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء اجلها المحتوم لها والله خبير بما تعملون من خير وشر فيجازيكم على ما علمه منك ما علمه منكم من النية والاعمال تم تفسير سورة المنافق ولله الحمد قوله تعالى وتركوك قائما نسيت ان انبه ان بعض الناس ربما يظن ظنا سيئا بالصحابة كيف يتركون النبي صلى الله عليه وسلم ويذهبون الى التجارة لكن هذا الظن السيء يتلاشى اذا علمنا اولا ان الصحابة رظوان الله عليهم ظنوا ان اجتماع الخطبة ليست بواجبة ولم يسبق لهم من الله امر الاجتماع للخطبة فظنوها مستحبة ولذلك ارتأوا انه يجوز لهم ترك النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتكلم ولو مع اثنين او ثلاثة من الصحابة ان الذين بقوا اثني عشر رجلا منهم والامر الثاني انهم كانوا في ضنك شديد وحرج في ايام مديدة فاصبحوا ينتظرون الميرة فلما قيل ان الميرة قد اقبلت خرجوا لذلك فمن لا يعرف ملابسة الاحوال يظن بهم سوء الحال وهم فوق المقال لان الله مدحهم بكل حال. نعم الله اليكم قال رحمه الله تفسير سورة التغابن المكية بسم الله الرحمن الرحيم سبحوا لله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد الى قوله هذه الايات الكريمات مشتملة على جملة كثيرة واسعة من اوصاف الباري عظيمة فذكر كمال نيته سبحانه وتعالى وسعت غناه وافتقار جميع الخلائق اليه تسبيح من في السماوات والارض بحمده ربي وان الملك كله لله فلا يخرج عن ملكه مخلوق والحمد كله لله. من صفات والحمد لله على ما اوجده من اشياء وحمد على ما شرع ومن الاحكام وقدرته شاملة لا يخرجن موجود فلا يعجزه شيء يريده. وذكر انه خلق عباده جاءنا منهم المؤمن والكافر في ايمانهم وكفر كله في قضاء الله وقدره وهو الذي شاء ذلك منهم بان جعلهم قدرة وارادة بان يتمكنون من كل ما يريدون من الامر والنهي فلما ذكر خلق السماء خلقني خلق الانسان المأمور المأمور المنهي ذكر خلق باقي المخلوقات وقال خلق السماوات والارض اي اجرام وما جميع ما فيهما فاحسن خلقهما بالحق اي بالحكمة والغاية المقصودة له تعالى وصوركم فاحسن صوركم كما قال تعالى قد خلقنا الانسان في احسن تقويم والانسان المخلوقات سورة وابهاها منظرا واليه المصير اي المرجو يوم القيامة فيجازيكم على ايمانكم وكفركم ويسألكم عن النعم والنعيم الذي اولاكم القوت منه شف يملأ ام لم تقوموا به. ثم ذكر يعلم ما في السماوات والارض من الشهادة بما فيها من الاسرار الطيبة والخبائث والخبيثات الصالحة والمقاصد الفاسدة. واذا كان عالماية الصدور تعين على العاقل بصره ان يحرص الانسان في حفظ باطنه من الاخلاق رضي الله واتصافه بالاخلاق الجميلة لما ذكرتها من اوصاف الكعبة العظيمة ما به يعرف يعبد ويبذل الجود بالمرة وتجتنب مساخطها والقرون الماضية. الذين لم تزل انباءهم متأخرون ويخبر بها الصادقون انهم حين جاءتهم رسلا بالحق كذبوا معاندهم فاذاقهم الله وبال امرهم في الدنيا وللاخرة ولهذا ذكر سبب ان نقول من قال ذلك النكال والوبال الذي احللنا بهم بانه كانت تاتيهم رسل بالبينات اي بالاية الواضحة الدانة على الحق والباطل. فاشمأز واستكبر اي ليس لهم فضل علينا ولاي شيء خصهم الله كما قال في الاية الاخرى لا يبالي بهم ولا يضر ضلالهم شيئا والله غني حميد ايها الغني الذي له الغنى التام المطلق من جميع الوجوه الحميد في اقواله وافعاله وانصافه زعم الذين كفروا يقول تعالى ان ينادي الكافر وزعيمه بالباطل تقديمه بالبعث بغير علم ولا هدى ولا كتاب منيف امر اشرف خلقه ان ان يقسم بربه على بعثه على بعثهم وجزائم اعمالهم الخبيثة وتكريمهم بالحق وذلك على الله يسير. فانه ان كان عسيرا متعذرا بالنسبة للخلق فان قواهم كله لو اجتمعت ناحية ميت واحد ما قدروا على ذلك واما الله تعالى فانه اذا اراد شيئا قال منكم فيكون قال تعالى ونفخ في الصور فسائق من في السماوات مبلغ الا من شاء الله ثم في نفخ في اخرى فاذا فامنوا بالله والرسول والنور الذي انزله الله ما تعملون خبيث فما بقي في الكتاب الذي انزل الله من الاحكام الشرعية والاخبار انوار الائمة ويمشي بها في حندس الليل البين. وما سوى الاهداء بكتاب الله فيه فهي علوم ضرر واكثر من نفعه وشرها اكثر من لا خير فيها ولا نفع لما وفق ما جاءت به الرسل والايمان بالله ورسوله وكتابه يقتضي الجزم التام اليقين الصادقين والعمل بالمقتوى ذاك التصفيق اجتناب النوايا والله بما تعملون خبير ويجازيكم باعمالكم الصالحة والسيئة المصير يعني اذكروا يوم الجمع الذي يجمع الله به الاولين والاخرين موقفا هائلا عظيما وينبون بما عملوا فحين اذا ظهر الفرق والتوامر بين الخلائق ويرفعون ارفعوا اقوى امرنا علميا في الغرف العاليات والمنازل المرتفعة المشتملة على جميع اللذات وشهواته فما اقوام الى اسفل سافلين من محل الهم والغم والحزن والعذاب الشديد وذلك كما قدموا لانفسهم واسألكم بايام حياة من الاذان قال ذلك يوم التراب التفاوت بين الخلائق ويقبل المؤمنون الفاسقين ويعرف المجرمون انهم وان هموم الخاسرون فكأنما قيل باي شيء يحصل الفلاح والشقاء والنعيم العذاب فذكرت عن اسباب ذلك بقول ومن يؤمن ومن يؤمن بالله ايمانا تاما شاء من الجميع ما امر بالايمان به ويعمل صالحا من الفرائض والنوافل من اداء حقوق عباده يدخلوا جنات تجري من تحتها نار فيها ما تشتهين الانفس وتلذ الاعين وتختار الارواح الادلة والبينات وكذبوا بها ما لد وما دلت على اولئك اصحاب النار فيها وبئس المصير لانها جمعت كل بؤس وشدة وشقاء وان وعد ما اصاب من مصيبة الى قوله فلنتوكل المؤمنون. يقول تعالى ما صام من مصيبة الا باذن الله لجميع مصائب النفس والمال والولد والاحباب ومن لا يقوم فان قام بها فله ثواب الاجر الجميل في الدنيا والاخرة. واذا ملأنا من عندنا فرضي بذلك المصائب وكما يجري ممن لم يد الله قلبه ان مع ما يدخر الله له يوم الجزاء من الاجر العظيم كما قال تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وعلم من ذلك ان من لم يؤمن بالله وعند ورود المصائب ان لم تحظى قضاء بل لم يحظ لم يلحظ قضاء الله وقدره بل وقف مع مجرد الاسف انه يخذله الله مع نفسه. واذا وكل العبد الى نفسه فالنفس ليس عندها الا لا وعن الجزاء الذي هو عقوبة وعاجلة على العبد قبل عقوبة الاخرة على ما فرط به واجب الصبر هذا ما يتعلق بمقام المصائب الخاصة حيث العموم اللفظي فان الله اخبرن كل من امن امن الايمان المأمور به وهو الايمان بالله ملائكته كتب الرسول الاخر والقدر خيره وشره وصدق ما له بما يقتضي الايمان اللازمه وواجباته ان هذا سبب الذي قام به العبد اكبر سبب لهداية الله تعالى له في اقواله وافعاله وجميع احواله وعمله افضل الجزاء ان يقول تعالى قال يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة وقوله واطيعوا واطيعوا الرسول بامتثال امرهم واجتناب اليهما فان طاعة الله وطاعة رسوله عنوان الفلاح فان توليت من طاعة الله وانما على رسولنا البلاء المبين ان يبلغكم ما ارسل ما ارسل به اليكم بلاغ بينا واضحا فتقوم عليكم هي الحجرة ليس بين يديه من هدائتكم ولا من حسابكم شيء انما حسابكم انما يحاسبكم على قيام طاعة الله طاعة الرسول وعدم ذلك. عالم الغيب والشهادة لا اله الا هو طلقها في ظل وطئ فيه فانه لا يؤمن حملها فلا تظهر من اي عدة تعتدها مرة باحصاء عدة ان ضبطها بالحيض ان كانت تحيض او بالاشهر ان لم وليست حاملة فان فيها صيادان حق الله وحق الزوج المطلق المطلق وحق وحق من سيتزوجها بعد وحقها وحقها في اي هو المستحق للعبادة الالوية فكل معبود سواه باطل فباطل وعلى الله ان يتوكل المؤمنون فليعتمدوا عليه في كل امرنا فانه لا يتيسر امر من الامور الا بالله ولا سبيل الا ذلك الا بالاعتماد على الله. ولا يتم الاعتماد على الله حتى يحسن العبد ظنه بربه ويثق به في كفايته الامر الذي يعتمد عليه وبحسب ايمان العبد يكون توكله قوة واضعفا. يا ايها الذين امنوا ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروا وما الاية الايتين الا تحذير من الله للمؤمنين عن اقتراب ازواج الاولاد وان فان بعضهم عدو لكم العدو هو الذي يريد لك الشر ووظيفتك والحذر ممن اذى صفته النفس مجموعة على محبتي للازواج والاولاد فنصح جعل العباد ان تجيب لهم هذه المحبة والاولاد بالذي فيها محذور شرعي رغبا في امتثال اوامره من مرضاته بما عندهم من اجر عظيم على مطالب يؤثرون الاخرة على الدنيا الفانية المبطية ومما كان لا يعطى اتنازل على العبد ولا تحذير من ذلك قد يوهم الغلظة عليهم لان الجزاء من جنس فاتقوا الله ما استطعتم الى اخره يأمر تعالى بتقواه التي يمتثل امره فهذه الاية تدل على ان كل واجب عجز عنه العبد يسقط عنه انه اذا قدر على بعض المأمون وعجز عن بعضه فانه يأتي بما يقدر عليه ويسقط عنه ما يعجز عنه. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا امرتكم بامر افات منه ما استطعتم ويدخل تحت هذه القاعدة الشرعية من ما لا يدخل تحت الانحاص وقوله اي اسمع ما في الاية يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته هنا قال فاتقوا الله ما استطعتم جمع بين الايتين لو توهمت عرظ ولا تعارض ان اتقوا الله حق تقاته متعلق بالامور قلبية ينبغي على الانسان ان يرسخها ويثبتها فاتقوا الله ما استطعتم متعلق بالامور العملية التي ربما يقدر عليها الانسان وربما لا يقدر عليها الانسان وقوله واسمعوا اي اسمعوا ما يعظكم الله به وما يشرع لكم من الاحكام واعلموا ان ذلك من قادوا له واطيعوا الله ورسوله في جميع اموركم وانفقوا من النفقات الشرعية المستحبة يكون ذلك الفعل منكم خيرا لكم في الدنيا والاخرة. فان الخير كله في امتثال اوامر الله في مخالفة ذلك ولكن هم افة تمنع كثيرا من الناس من النفقة المأمور بها وهو الشح المجبونة عليه اكثر من فجر وتحب الجود وتكره الخروج من اليد غاية الكراهة فمن وقاه الله تعالى شح نفسه بان سمحت نفسه بنفاقنا النافلة فاولئك هم المفلحون لانهم ادركوا المطلوب ونجوا من المرغوب بل لعل ذلك شامل لكل ما امر به لكل ما امر به العبد ونهي عنه فانه ان كانت نفسه شهية تنقاد لما امرت به ولا ولا تخرجوا ما قبلها لم يفلح بل خسر الدنيا والاخرة وان كانت نفسه نفسا سمحة مطمئنة منشرعة لشرع الله طالبة لمرضات فانها ليس بينها وبين فعل كل الا العلم به واصول معرفته اليها. والبصيرة بانه امور بانه مرض لله تعالى وبذلك تفلح وتنجح تفوز كل الفوز. ثم راقب تعالى قرضا حسنا وهو كل نفقة كاف من الحلال اذا قصد بها وجه الله تعالى وضعوا موضعا يضاعفه لكم النفقة بعشر امثالها الى سبعمائة تضع من اضعاف كثيرة. ومع المضاعفة ايضا يغفر يغفر لكم الله يغفر الله لكم بسبب الانفاق وصدقة ذنوب والصدقة ذنوبكم فان الذنوب يكفرها الله تعالى بالصدقة والحسنات ان الحسنات يذهبن السيئات شكور حليم لا يعادل من اصاب يمهل ولا يهمله ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك من دابة ولكن يؤخرهم الى اجل مسمى والله تعالى شك اقبل من عباده يسيرا من العمل ويجازيهم عليه كثير من الاجر. ويشكر تعالى لمن تحمل من هذه المشاقة والاتقان وانواع التكاليف الثقال ومن ترك شيئا الا عوضه الله خيرا منه عالم الغيب والشهادة اي ما غاب من العباد من الجنود التي لا يعلمها الا هو ما يشاهدونها من المخلوقات العزيز الذي قارز من اشياء الحكيم في خلقه وهو امره الذي يضع الاشياء مواضعة تفسير سورة لله الحمد تفسير سورة الطلاق مدينة بسم الله الرحمن الرحيم قد جعل الله لكل شيء قدرا يقول جعلنا مخاطبا للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين يا ايها الذين يا ايها النبي من حين يوجد سبب من في مراعاة بينة بخلاف ما لو طلقها لا تحتجم لتلك الحيضة بل التي وقعت فيها التي وقع فيها الطلاق. وكذلك اما ما يفعله بعض الجهال انهم يطلقون وقت غضب هذا امر لا يليق خلاف امر الله ورسوله فلا تخرجوهن من بيوتهن من مدة العدة بل بل تلزم بيتها الذي طلقها زوجها وهي فيه ولا يخرجن لا يجوز لهن الخروج منها اما النهي عن لاخراجها لان المسكن يجب على الزوج للزوجة لتستكمل فيها عدة التي هي حق من حقوقه. واما النهي عن خروجها فلما في خروجها من اضاعة حق الزوجة من صومه يستمر هذا النهي عن الخروج من البيوت والاخراج لا تماما عدة الا ان يأتين بفاحشة مبينة اي بامر قبيح واضح موجب اخراجها بحيث يدخل على اهل البيت الضرر من عدم اخراج في هذه الحال يجوز لهم اخراجها لانها هي التي تسببت في اخراج نفسها والاسكان في جبر لخاطرها ورق بها فهي التي ادخلت الضلال وهذا في المعتدة الرجعية واما الباء فليس لا واجب ان السنة للنفقة والنفقة تترجم للرجعية دون البائن وتلك حدود الله اي التي ان يعبدوا شرع لهم امرهم بلزومها والوقوف معها فقد ظلم نفسه اي بخساها حقها واضاع نصيبه من اتباع حدود الله الصلاح في الدنيا والاخرة لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك امرا اي شرع الله العدة وحدها الطلاق بآل حكمة لحكم عظيمة فمن ان لا انه لعل الله يحدث في قلب المطلق الرحمة والمودة ميراج من طلق ويستغني بشرته ويتمكن من ذلك مدة عدة او لعله يطلقها لسبب منها فيزول ذلك السبب في مدة عندما يراجع الانتفاع لسبب الطلاق. ومن الحكم انها مدة التربص يعلم براءة رحمها من زوجها. وقوله فاذا بلغن اجلهن اذا اذا قارب انقضاء عدة لانهن لو خرج من عدة لم يكن الزوج مخيرا بين الامساك والفراق. فامسكوهن فامسكوهن بمعروفين على وجه المعاشرة الحسنة والصحبة الجميلة على وجه الضرار وارادة الشر والحبس فان امساك على هذا الوجه لا يجوز او فارقهن فيه من غير تشاتم ولا تخاصم ولا قال الا على اخر شيء من مالها على طلاقها ورجعت يده ويهدي منكم اي رجلين مسلمين عدلين الى نبي الاشهاد المذكور سدا لباب المخاصمة. وكتمان كل منهما ما يلزم بيانه يعني احنا لو نظرنا فقط الى حال المسلمين في الطلاق عرفنا كم بعدهم عن دين الله عز وجل فضلا عن الصلاة عن الامور الاخرى تأملوا معي هذه الاية او فارقوهن بمعروف وانتوا انظروا في حالات الطلاق ربما ما تأتيكم لكن ما اكثر ما نسأل عنها تباب وشتام وظرب وخصام وكأن حربا قائمة هذا ليس من دين الله عز نعم واقيموا ايها الشهداء الشهادة الزواج لابد ان يدرك الناس زواج في دين الله في الاسلام تراك تراك لا تفض بالخصومات فظ لان احد الشريكين لا يرى المصلحة في مضي هذه الشرائع اما الزواج شراكة ابدية هذا عند النصارى ما هو عند المسلمين زواج عند المسلمين شراكة على المصلحة فان رأى احد الشريكين عدم المضي فيهما يتقدم للاخر كن رحابة صدر ويطلب الفسخ واقيموا ايها الشهداء والشهادة لله ائتوها بها على وجهها من غير زيادة ولا نقص باقامتها وجه الله تعالى ولا تراعوا بها قريبا لكرامته ولا صاحبا لمحبته. ذلكم الذي ذكرنا لكم من الاحكام من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فان قال بالله واليوم الاخر يجبر صاحبه ان يتعظ بمواعظ الله ان يقدم لاخرة من الاعمال الصالحة ما يتمكن منها بخلاف من ترحل ايمان من قلبه فانه لا يبالي بما اقدم عليه ولا يعظم ولا يعظم مواعظ الله. لعدم الموجب لذلك لما كان التناقض يوقع الضيق بالكرب والغم. من اتقاه وعدم الاتقان في الطلاق من غيره فرجا ومخرجا انه لا يضيق علينا رجانا الله له فرجا وسعة يتمكن بامر الرجوع الى النكاح بعموم اللفظ بكل من اتقى الله تعالى ولازم مرضاتهم في جميع احواله فان الله يثيبهم في الدنيا والاخرة من جملة ثوابه ان يجعل له فرجا ومخرجا من كل شدة فرجا ومخرجا ومن لم يتق الله على الوجه المحرم كالثلاث ونحوها فانه لا بد ان يندم ندامة لا يتمكن من استدراكها او الخروج منها وقوله يطلق يقول طلقت بالثلاث اسوي الحين انت الذي لم تتق الله عز وجل اوقعت نفسك في الاغلال والاصال ما دام قلت طالق بالثلاث انت طالق بنتي طالق انت طالق خلاص جمهور العلماء من الائمة الاربعة على انه ثلاثة ندور لك مخرج ما تتقي الله عز وجل وبعدين تبي الحل والله يا اخوان لو تسمعون قصص طلاق ايش يبون والله على امور تافهة واشياء يكاد الاطفال لا يفعلونه سبحان الله العظيم نعم قوله ويرزق من حيث لا يحتسب ان يسوق الله رزقا للمتقين من وجه لا يحتسب ولا يشعر بمن يتوكل على الله في امر دينه ودنياه بل اعتمد على الله فيما يضر ويثق به في تسهيل ذلك وهو حسبه. اي كان فيه الامر الذي توكل عليه في من كان اذا كان الامر في كفنة الغني القوي العزيز رحيم الى العبد من كل شيء ولكن ربما ان الحكمة لا يقتضى التأخير الى الوقت المناسب له. ولهذا قال تعالى اي لابد من نفوذ قضائي وقدره ولكنه قد جاءنا لكل شيء قدرا. اي وقتا ومقدارا لا يقصر عنه لا ان يئسن من المحيض الى قوله ويعظم له اجرا ويعظم له اجره. لما ذكرت على ان الطلاق المأمور به يكون لعدة النساء ذكرن عندهم مقال واللاتين ثلاثة شنو جاء لك كل مشاريع مقابلة حيضة واللائي لم يحض اي صغار اللائي لم يأتهن الحيض بعد او البالغات اللاتي لم يأتهن حيض بالكلية تأتي عدتهن ثلاثة اشهر عدتهن يضعن حملهن جميع ما في بطونهن ان من واحد ومتعدد ولا عبرة حينئذ بالاشهر ولا غير يوم يتق الله جله من امر يسرا اي من الله يسر له الامور وسهل عليه كل عسير. ذلك الحكم الذي بينه الله لكم. امر الله انزله اليكم لتمشوا عليه وتأتموا به وتوعظوه ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويضم له اجره. ان ينتفع ان المحظور يحصل والمطلوب. وقوله اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم الى قوله سيجعل الله بعد عسره تقدم ان الله لعنه اخراج المطلقات عن البيوت وهنا امر باشكالهن وقدر اسكانهن بالمعروف قدر اسكانهن بالمعروف والبيت الذي يسكن مثله ومثلها بحسب وجد الزوج وعسره وحاصل هذا انه نهي عن اخراج النون الخروج وامر بالسفنان على وجه الله يحصل عليه نظرا ولا مشقة. وذلك راجع الى المطلقات وذلك لاجل الحمل الذي ببطنك اتباعنا ولها ولحملها ومنتهى النفقة الى وضع الحمل بالله وضع الحمل والنفي مما ان يرضعن اولادهن او مولا وائتمروا بينكم بمعروف يأمر كل واحد من الزوجين وغيرهم ما ليأمر كل واحد من زوج غيره من اخر بالمعروف وكل ما فيه من فاته من صاحب الدنيا والاخرة وان الغفلة عن الائتمان بالمعروف يحصل فيها من الضرر ما لا يعلم على البر والتقوى مما ينسب هذا المقام ان الزوجين مما يناسب هذا المقام ان الزوج عند الفراق وقت العدة وخصوصا اذا ولد بينهما ولد في الغالب يحصل من التلاجات النفقة واهل الوادي مع الفراق الذين لا يحسنون من غالب الا مقرون بالبغض. فكل منهما يؤمر بالمعروف والمعاشرة بالحسنة ذلك فسترضع له اخرى غيرها. ولا جنى عليك من اذ سلمتم ما اتيتوا من المعروف هذا حيث كان الولد يقبل ثدي غير امي فان لم يقل لا ثدي امه عليها واجبرت ان امتنعت وكلام اجرة المثل ان لم يتفق على مسمى وهذا مأخوذ من اية الكلمة من حيث المعنى فلنولد كما كان في بطن امه مدة حملها خروج عينه تعالى على وليه فلما ولد وكان فلما ولد وكان يتمكن ان يتقوت من امه وغيرها كان في حالة الله انفلونزا قوة الا من امه. كان بمنزلة الحمل وتعينت امه طريق النقوت مقدرتان نفقد بحسب وقال ينفق دوسعة من سعته. هل ينفق الغني من غلاء ولا ينفق نفقة فقراء. وان قدنا اليه رزق وان ضيق عليه فلينفق مما اتى الله من الرزق لا يكلم الله نفسا الا مات وهذا مناسب للحكمة ومن رحمة الله اذ جعل كلا بحسب ما خفف عن المعسر وانه لا يكلمه الا ما اتى ولا يكلم الله نفس في باب النفقة وغيرها سيجعل الله بعد عسر يسرا. وهذه بشارة من المرسلين من شدة الشدة. ويرفع عنهم المشقة فانما نسر يسرا انما نسر يسرى قوله وكاين من قرية العتد عن امر ربه ورسله فحاسبناها حسابا الى اخر السورة. يقول تعالى عن اهلاك كثرة ما قدمتون عنهم شيئا حين جاءهم الحساب الشديد والعذاب الاليم وان الله ذاق من العذاب ما اوجب الاعمال السيئة ومع عذاب الدنيا فان الله اعد لهم بالاخرة عذابا شديدا فاتقوا الله يا اولي الالباب يا ذوي العقول التي تفهم عن الايات وعبرة ان من بعدهم لا فرق بين الطائفتين فذكر عباده المؤمنين بما انزل عليه من كتابه الذي انزله محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الخلق من الظلمات الى نور العلم والايمان والطاعة ومن الناس من امر ممن احبوه وقاموا بحقه. فهذه الغاية المقصودة من الخلق والامر. معرفة الله وعبادته. فقام بذلك الموفقون. من عباد الله والحين ما يعرض عن ذلك الظالمون المعرضون تم تفسيرها والحمد لله تفسير سورة التحريم وهي مدنية لما تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضات ازواجك عن قوله هذا عتاب من الله نبيه محمد صلى الله عليه هنا حرم على نفسه سرية ومالية حين حرم على نفسه سريته وماليته شرب العسل مراة يخاطر بعض زوجاته في قصة فانزل الله تعالى الله بها عليك وعلى امتك تبتغي بذلك تحرم مرضى زوجتك والله غفور رحيم. هذا تصريح بان الله قد غفر لرسوله ورفع عنه النوم ولد ورحمه ذلك التحريم الصادر منه سبع شرع احد درع حكم عام حكم عام بشرع حكم العامل جميل ومدحه قال تعالى قد فرض الله لكم تحية ايمانكم هذا عم في جميع ايمان المؤمنين قد ترى لكم قدر ما ابي تنحل وايمانكم قبل الحنت ومبيت تكفروا على بعض الحين وذلك كما في قولت انا يا ايها الذين امنوا تحرموا طيبات ما احل الله لكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ان قال فكفارة اطعام عشرة مساكين من اوساطهم او تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام من ذلك كفارة ايمانكم اذا حلفتم فكل من حرم حلال عليه من طعام او شراب او سرية او حلف يؤمن بالله على فعل او ترك ثم حنث. واراد او واراد فعليه هذه الكفارات المذكورة وقوله والله مولانا اموركم تولي اموركم وربكم احسن تلبية بامر دينكم ودنياكم ابي يندفع عنكم الشر. ولذلك فرغ لكم تحلة ايمانكم لتبرأ ذمامكم وهو العليم الحكيم الذي احاط بظواهركم ومواطنكم وهو الحكيم في جميع ما خلقه وحكمه. فاذا اقشر لكم من الاحكام ما يعلم انه موافق لمصالحكم مناسب لاحوالكم قال كثير من النبي صلى الله عليه وسلم حديث امر ان لا تخبر بها احدا فحدث به عائشة رضي الله واخبرهم الله بذلك الخبر الذي اذاعته فعرف فعرف صلى الله عليه وسلم ببعض مقالات وعرض عن بعضه كرما منهم صلى الله عليه وسلم الماء وقالت له من انبأك هذا؟ الخبر الذي لم يخرج منا قال لباني العليم الخبير الذي لا تخفاني خبيرانهم السما ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما. الخطاب للزوجتين الكريمتين حفصة وعائشة رضي الله عنهما اين كانتا سببا لتحريم النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه ما يحبه. فعرض عليهم واتبعوا دعاتهم على ذلك واخبرهم ان قلوبكم قد سقت ايمانه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحترامه وان تظاهر عليه تعاون على ما يشق عليه ويستمر هذا هذا الامر منكن فان الله ومولاه جبريل صالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير صلى الله عليه وسلم مظاهر ومن كان هؤلاء انصاره فهو المنصور وغيره وان يناوغه فهو مخزون وفي هذا اكبر فضيلة وشرف لسيد المرسلين. حيث جعل الباري نفسه الكريم خواص خلقه لهذا الرجل الكريم فيه من التحليل للزوجتين الكريمتين ما لا يخفى فخوفهما ايضا بحالة تشق على النساء غاد المشقة والطلاق الذي هو اكبر شيء عليهن فقال عسى رب ان طلقكن ان يبدل ازواجهن خيرا منكن اي فلا ترفعن عليه ولو فلا ترفعن عليه فانه لو طلقكن لا يضيق عليه الامر ولم يكن مضطرا اليكن فانه سيجد يبدله الله ازواجا خيرا منكن دينا وجمالا عليه السلام وكتبه وهذا وصلنا بالعلم والمعرفة تصديق بكلمات الله اشبه من كلمات الدين والقدرية يقتضي المعرفة ما به يحصل التصديق ولا يكون ذلك الا بالعلم والعمل قال وكانت من القانتين وهذا من باب التعليق الذي لم يوجد ولا يلزم وجوده فانه ما طلقهن ولا ولو طلقهن لكان ما ذكره الله من اذى من هذه الازواج الفاضلة الجامعة بين الاسلام القيام بالشرائع والايمان والقيام بالشرائع الباطلة اعمال القلوب والقنوط ودوام الطاعات واستمرارها تأهبات عما يكرمه الله والتوبة الله طيبات وابكارا بعضهن ثيم وبعضهن ابكارا. يتنوع صلى الله عليه وسلم بما يحب. فلما سمع رضي الله عنهن هذه تأديب بعد رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا فكان هذا منطبق عليهن فصرنا افضل نساء المؤمنين وفي هذا دليل على ان الله تعالى لا يختار لرسوله الا اكمل الاحوال واعلى الامور فلما اختار الله لرسوله بقى نسائه مدكورات ما ادل على انهن خير نسا خير النساء واكملهن اية عسى ربه ان طلقها دليل على جواز التخويف المرأة بالطلاق على جواز تخويف المرأة بالطلاق ما تجعلها سيف قولوا يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نار الاية ايام من يا من من الله عليه بمقوم بلوازمه وشروطه فبقوا انفسكم واهليكم نارا موصوفة بهذي الانصاف الفظيعة ووقاية الانفس ووقاية الانفس بالزهان يا امر الله ينتفان ونهي ونهي واجتناب التوبة عما يسخط الله يوجب العذاب يقاتل الاهل والاولاد بتأديب وتعليم مجبرين على امر الله فلا ابن عبد الله اذا قام بما امر الله به في نفسه وفيه من تحت ولايته من الزوجات والاولاد وغيرهم ممن هم تحت لا يجوز تصرفه. وصلى الله النار بان ينصر يزور عباده عن التعاون بامر مقام وقودها الناس والحجارة كما قال تعالى انكم وما تعبدون من دون الله حصر جهنم وانتم لها واردون عليها ملائكة الى منشدات اي غليظة اخلاق يفزعون باصواتهم يزجون يفزعون باصواتهم يزعجون بارائهم ويهينون اصحابا وينفذون امر الله الذي حكم عليهم بالعذاب واوجب عليهم شدة الانقاض. لا يعصون الله ما امر مثل ما يؤمرون. مدح للملائكة الكرام انقياد من امر الله فطعتم له في كل ما امر به يا ايها الذين كفروا لا تدرون اليوم انما تؤجرون ما كنتم تعملون. النار يوم القيامة بهذا التوبيخ يوبخ اهل النار بيوم قال يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا. الاية من تكفير السيئات ودخول الجنة والفوز والفلاحين يا المؤمنون بيوم القيامة بنور ايمانهم ويمشون بضياع ويتبدعون بروحه وراحة ويشفقون اذا طفئت الانوار التي تعطي المنافق التي تعطى المنافقين ويسألون الله ان يتم لهم نورهم فيستجيب الله دعوتهم ويوصلهم بما معهم من النور واليقين الى جنة النعيم وجوار الرب الكريم وكل هذا من اثار التوبة النصوح والمراد بها التوبة العامة الشامل جميع الذنوب التي عقدها العبد لله لا يريد بها ان والقرب منه يستمر عليها بجميع احواله اقامة الحجة عليهم الدعوة بالموعظة الحسد قال ما هم عليه من انواع الضلال وجادم السلاح والقتال لمن ابى ان يجيب دعوة الله وانقاد وينقاد لحكمه فانه هذا يجاهد يغلظ عليه. واما المرتبة الاولى فتكون هي التي هي باحسن. فتكون بالتي هي احسن والكفراء والمنافقون لهم عذاب في الدنيا بالتسليط وحزبه عليهم وعلى جهاد ماذا من الف الاخرة وبئس المصير الذي يصير ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأته الكافرين ليبين لهم ان اتصال الكافر بالمؤمنين قربهم منه لا يفيده شيئا وتهذيرا لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم عن المعصية وان اتصاله النبيين صلى الله عليه وسلم لا ينفعهن لاسيما النساء من قال بالدين بان كانت على غير دين زوجهما وهذه فهذا المراد بالخيانة لا خيانة النسب والفراش فانه ما بغت امرأة نبي قط ما كان الله ليجعل امرأة احد من فلم يغني اي نوح ولوط عنهما اي عن امرأتيهما من الله شيئا وقيل لهما يدخل النار مع وظلم الله مثلا بنت مزاهر رضي الله عنها تكون الجنة مجاورة للرب الكريم وسؤالها ان ننجيها الله من فتنة فرعون واعماله الخبيثة في ايمان كامل وثبات تام ونجاة من الفتن ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد وفضل عائشة على نسائك فظن السريد على سائر الطعام. وقوله ومريم ابنة عمران التي احسنت وارجائه حفظته وصانتها للفاحشة لكمال ديانتها وعفتها ونزاهتها. فنفخ ذلك بلغت هي مبلغ مبلغا عاليا بحيث انها قرنت مع الرجال قال رحمه الله تعالى تفسير سورة الملك وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم تبارك الذي بيده الملك الايات تبارك الذي بيده الملك ويتعاظم وتعالى وكثر خيره عما احسانه من عظمته ان بيده ملك العالم العلوي السفي فهو الذي خلقه ويتصرف فيه ما شاء من احكام الغدرية واحكم الدنيا التابعة حكمته ومن عظمته كمال قدرته التي يقدر بها على كل شيء وبها اوجد ما اوجد من المخلوقات العظيمة كالسماوات والارض. وخلق الموت والحياة قدر لعباده ان يحييهم ثم يميتهم ليبلغوا ايكم احسن عملا اي اخلصه واصوابه وذلك ان الله خلق عباده اخرجهم من هذه الدار. واخبرهم انهم سينقلون منها وامرهم نهى مبتلاهم بالشهوات والموعظة لامره فانقاذ لامر الله واحسن العملة احسن الله له الجزاء في الدارين ومنها ليلة مع شهوات النفس ونبذ امر الله فله شر الجزاء. وهو العزيز الذي له العزة كلها التي طهر بها جميع الاشياء وان قالت له المخلوقات الغفور عن المسيئين والمقصرين والمذنبين خصوصا اذا تابوا وانابوا فانه يغفر ذنوبهم ولو بلغت عنان السماء ويستر عيوبهم ولو كانت ملء الدنيا الذي خلق سبع سماوات طباقا اي كل واحد فوق الاخرى ولسنا طبقة واحدة وخلقها في غاية الحس والاتقان. ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت اي خلل ونقص واذا انتفى النقص من كل وجه حسنة كاملة متناسبة من كل اذن في لونها وهيئتها وارتفاعها وما فيها من الشمس والقمر والكواكب النيرات الثوابت منهن والسيارات ولما كان كمالها معلوم امر تعالى بتكراره بتكرار النظر اليها والتأمل في ارجائها قال هل ترى من فطور اي نقص واختلال ثم ارجع البصر كرتين المراد بذلك كثرة التكرار ينقلب ينقلب اليك البصر خاسر وحسئ اي عاجز عن ان يرى خللا او فطورا ولو حرص غاية الحرص ثم صرح بذكر حسنها فقال ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح الايات ايها لقد جملنا السماء الدنيا التي ترونها وتليكم بمصابيح وهي النجوم وقع على اختلاف النور والضياء فانه لولا ما فيها من نجوم لكانت سقفا مظلما لا حسن فيه فيه ولا جمال. ولكن جعل الله هذه النجوم زينة للسماء وجمالا ونورا وهداية يهتدى بها في ظلمات البر والوحي ولما فيه اخباره انه زين السماد ان يكون كثير من نجومه فوق السماوات السبع. فان السماوات شفافة وبذلك تحصل الزينة للسماء الدنيا وان لم تكن الواجب فيها وجعلناها قوله السماوات شفافة هذا فيه نظر لانه ثبت الحديث ان سمك كل سماء مسيرة خمسمائة سنة سمك كلمة سمك وردت في الاثار نعم وجعلناها للمصابيح رجوما للشياطين الذين يريدون استيراد خبر السماء فجعل الله هذه من جمح راسة للسماء عن تلقف الشياطين اخبار الارض فهذه الشهب التي ترمى من نجوم الله في دنيا الشياطين واعتدنا لهم في الاخرة عذاب السير لانهم تمردوا على الله وضلوا عباده قد مثلهم قد اعد الله لهم عذاب فلهذا قال وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير التي صوتا فظيعة تكاد تتميز من الغيظ تكاد عن اجتماعها ان يفارق بعضها بعضا ويتقطع الخزنة لاهلها فقال كلما القي فيها فوج سا لهم خزنتها الم يأتكم نذير؟ اي حالكم هذه واستحقاقكم النار كأنكم لم تخبروا عنها ولم تحذركم النذر منها قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ان الا في ضال كبير فجمعوا بين تكذيبهم الخاص وتكذيبهم العام بكل ما انزل الله ولم يكفيهم ذلك حتى اعلنوا بضلال الرسل المدينة وهم الهداة المهتدون وما يكتلون بمجرد الضلال بل جعلوا ضلالهم ضلالا كبيرا فاي عناد وتكبر وظلم يشبه هذا وقالوا معترفين بعدم اهلية بالهدى والرشاد لو كنا نسمع ونعقل ما كنا في اصحاب السعير ينفوا عن انفسهم طرق الهدى ويسمعوا لما انزل الله وجاءت به الرسل والعقل الذي ينفع صاحبه ويوقفه على بخلاف اليقين والعرفان وارواهم الصدق والايمان فانهم ايدوا ايمانهم فسمعوا ما جاء بهم عند الله وجاء به رسول الله علما ومعرفة وعملا والادلة العقلية والحسن من القبيح والخير من الشر وهم في الايمان بحسب ما امنوا ما من الله عليهم به من الاقتداء بالمعقول والمنقول فسبحان من يختص بفضله من يشاء ويمن على من من عباده ويخذل من لا يصلح للخير قال تعالى عنها وللدخنين من النار المعترفين بالظلم وعنادهم فاعترفوا بذنبهم فسحقا لاصحاب السعير اي بعدا لهم وخسارة وشقاء فما اشقاهم وارداهم حيث فاتهم تاب الله وكانوا مناسبين للسعين التي تتسعر في ابدانهم وتطلع على افئدتهم ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة واجر كبير لما ذكر حالة الاسقيان والسعداء فقال سيطلع عليهم فيها الا الله. فلا يقدمون على معصي ولا يغسلون عما امر امه. لهم مغفرة لذنوبهم واذا غفر الله ذنوبهم وقاهم شرها ووقاهم عذاب الجحيم في الجنة والنعيم المقيم والملك الكبير واللذات المتواصلات والقصور المنازل العالية والخدم والولدان واعظم من ذلك واكبر رضا الرحمن الذي يحله على ساكن الجنان وسروا قولكم وجروا به الاية هذا اخبار من الله بسعة علمه وشغول لطفه فقال اي كلها سواء لديه لا يخفى عليهما خافية فانه على مدى سليمان فيها من النيات الارادة فكيف بالاقوال والافعال التي تسمع وترى ثم قالوا مستدلا بدليل روى اتقنه احسنه كيف لا يعلمه وهو اللطيف الخبير الذي لطف لطف علمه وخبره حتى ادرك السرائر والضمائر والخبائث والغيوم وهو الذي يعلم السر اخوة من معاني اللطيف انه الذي يلطف بعبده ووليه فيسوق اليه البر والاحسان من حيث لا يشعر ويعصمه ويشتري من حيث لا يحتسب ويرقيه اسبابي لا تكون يا عبدي على بال حتى انه يذيقه المكاره ليوصله بها الى المحاب الجليلة والمطالب النبيلة. هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا ولا يهيج هو الذي سخر لكم الله ودللنا لتدركوا منها كل ما تعلقت به حاجتكم من غرس من البناء وحرث وطرق النائية الشاسعة فامشوا في هاي لطلب الرزق والمكاسب وكلوا من رزقه وللنشور. اي بعد ان تنتقلوا من هذه الدار التي جعلها الله امتحانا وبلغة يتبلغ بها الى الدار الاخرة تبعثون بعد موتك وتحشر الله ليجازيكم باعمالكم الحسنة والسيئة امنتم من في السماء ان يقصد بكم الارض الى قوله وعصيان وتضطرب حتى تهلكوا وتتلفوا اما منكم من في السماء ان يوصي عليكم حاصبا يعذاب من السماء يحسبكم وينتقم الله منكم فستعلمون كيف نذير كيف يأتيكم ما امرتكم به الامد او قصر فان من قبلكم كالنوم كما كذبتم فاهلكهم الله تعالى فانظروا كيف انكار الله عليهم عاجلهم اجلهم بالعقوبة الدنيوية قبل عقوبة الاخرة فاحذر ان يصيبكم ما اصابهم الهواء تصف تصف فيه اجنحت الطيران وتقبضها للوقوع فتظل سابحة في الجو مترددة في حسب ارادتها وحاجة على ما يمسكهن الا الرحمن فانه الذي سخرناهن الجو وجعل اجسادها وخلقاتها في حالة مستعدة للطيران. فمن نظر في حالة الطير واعتبر فيها دلته على قدرة البال وعناية الربانية وانه الواحد الاحد الذي لا تنبغي العبادة الاله انه بكل شيء بصير فهو المدبر لعباده بما يليق بهم وتقضي حكمته امن هذا الذي ودود لكم ينصركم من دون الرحمن الايتين. يقول تعالى لعتاة النافلين عن امره. معرضين عن الحق ام من هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن ينصركم اذا الرحمن بكم سوء فيتامين اي من الذي ينصركم على اعدائكم غير الرحمن فانه تعالى هنا وغيره من الخلق ويجتمع على اصل عبد لم ينفعه مثقال ذرة على اي عدو من كان فاستمرار الكافرين على كفر بعد ان علموا انه لا ينصرهم احد من دون الرحمن غرور وسفه. اما ان هذا الذي يرزقكم ان يمسك رزقه اي رزق قال لهم يلا اذا لو امسك عنكم الرزق فمن الذي يرسله لكم؟ فان الخلق نقد معنى رزق انفسهم فكيف بغيرهم؟ فالرازغ المنعم الذي لا يصل العباد نعمة الا منه هو الذي يستحق ان يفرد بالعبادة ولكن الكافرون نجوا ان استمروا في عدوه قسوة معذب دين للحق والوفور اي الرجلين اهدى من كان تائها في الضلال ضائغا في الكفر قد انتكس قلبه بصر الحق عنده باطل وباطل حقه ومن كان علما بالحق مؤثرا له عملا به يمشي جاء الصراط المستقيم في اقواله واعماله وجميع احواله فبمجرد النظر الى حال الرجلين يعلم الفرق بينهما والاحوال اكبر شاهد من اقواله ان جاءكم الى قوله وانما انا نذير مبين يقول تعالى نبين انه المعبود وحده داع عباده الى شكره وافراده بالعبادات هو الذي ينشأكم ان وجدكم من العذاب ولما انشأكم كمل لكم الجود بالسميع والابصار مفيدا وهذه الثلاث اعضاء البدر واكبر القوى الجسمانية ولكنكم مع هذا الانعام قليلا ما تشكرون الله قليل منكم الشاكر وقليل منكم الشكر. قل هو الذي نراكم في الارض اي بسكم في واسكنكم لكم اثنى عليكم من النعم به تنتفعون ثم بعد ذلك يحشركم الى يوم القيامة ولكن هذا الوعد والجزاء ينكرون ولا يباعدون ويقولون تكذيبا متى هذا الوعد ان كنتم صادقين اجعلوا علامة لمن يخبروهم بوقت مجيئهم وهذا ظلم معين هذا قل انما انما العلم عند الله لا عند احد من الخلق ولا ملازمة ولا ملازمة بين هذا القول وبين الاخوان في وقته فان الصدق يعرف على صحته ما لا يبقى معه ادنى شك لمن القى السمع وهو شهيد. يعني ان تكميم الكفار به حين كانوا في الدنيا بين كان هذا يوم الجزاء ورأوا العذاب منهم زلفة اي قاموا قريبا ساءهم ذلك وضعهم اطرقهم فتغيرت لذلك تعالى معظما ما وقع كذلك لعله يدرك لمن اتى من سائل العذاب ان يسلبه الله الشيء الذي لو كانوا يعلمون من علم ذلك اوجب له الانزجار عن كل اسلام يوجب العقاب ويحرم الثواب ويحرم الثواب ان للمتقين عند ربهم جنة ووبخوا على تكذيبهم وقيل لهم هذا الذي كنتم به تدعون فاليوم رأيتموه عيانا وانجلى لكم الامر وتقطعت بكم الاسلام ولم يبقى الا مباشرة كل عذاب ولما كان المكذب للرسول صلى الله عليه وسلم الذين يردون دعوته ينتظرون هلاكه ويتربصون به ريب البنون امرهم الله تعالى ان يقول لهم انكم وان حصلت لكم امنية واهلكني الله من معي فليس ذلك بنافع لكم شيئا لانكم كفرتم بايات الله واستحقتم العذاب فمن يجيركم من عذاب اليم قد تحتم وقوعه بكم فاذا تعيبكم وحرصكم على هلاكه غير مفيد ولا مجد لكم شيئا ومن قولهم انهم على هدى هدى والرسول على ضلال اعادوا ذلك وابدو وجادلوا عليه وقاتلوا فامر الله نبيه ان يخبر عن حال اتباع ما به تتبين لكل احد هدى وتقواهم عليه توكلنا والامام يشمل التصديق الباطنة والاعمال الباطنة لما كانت الاعمال وجودها وكمالها متوقفة على التوكل كما قال تعالى وحاجات اعدائه بضدها فلا ايمان لهم ولا توكلا علم بذلك من هو على هدى ومن هو في ضلال مبين ثم اخبر عن انفراده بالنعم وخصوصا الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي فقال قل ارأيتم من اصبح ماؤكم اورى اي غائرا فمن يأتيكم بماء ماء تشربون منها وتسكنون انعامكم واشجاركم وزروعكم وهذا استفهام مع النفي. اي لا يقدر احد على ذلك غير الله تعالى تم تفسيره والحمد لله رب العالمين. تفسير سورة وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم نون والقلم وما يسطرون. يقسم تعالى بالقلم واسم جنس شامل الاقلام التي تكتب بانواع العلوم والوسط بها المنتور والمنضوم وذلك ان القلم وما يصدر به من انواع الكامينيات العظيمة التي تسق ان يقسم الله بها على براءة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مما نسبوا اليه اعداء من الجنون فنفى عنه ذلك بنعمة بنعمة ربه عليه واحسانه حيث من عليه بالعقل الكامل ورأي الجزر والكلام للفصل الذي هو احسن ما جرت به الاقلام وسطره الانام هذا والسعادة في الدنيا ثم ذكر سعادته في اخرته فقال وان لك اجرا غير ممنون اي لا اجرا عظيما كما يفيض التنكير غير مقطوع بل هو دعاء المسلمين وذلك ما اسلفه صلى الله عليه وسلم من الاعمال الصالحة والاخلاق الخامة والهداية الى كل خير. ولهذا قال انك لعلى خلق عظيم اي عليا به مستعيا بخلقك الذي من الله عليك به وحاسن وخلقه العظيم ما فسرته به ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها لمن سألها عنهم فقالت كان خلقه القرآن وذلك نحو قوله تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعن الظن الجاهلين فبما رحمة من الله لنت لهم الاية وقوله لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عدتم الاية وما اشبه ذلك الدلة على كل خلق جميل فكان له منها اكمل وجلها وهو في كل خصلة منها في الدروة في الذرة العليا فكان صلى الله عليه وسلم سهلا ليلا قريبا من الناس مجيبا لدعوة من دعاه قاضيا لحاجة واستقضاه جابرا لقلبه اذا لم يكن فيه محظور وان عزم على امر لم يستبد به دونهم بل يشاء لم يستبد به دونهم بل يشاورهم ويامرهم وكان يقبل من محسنهم ويعفو عن المسلم ولم يكن يعاشر جليسا الا اتم عسرة واحسنا فكان لا يعبس في وجهه ولا يغمض عليه في مقامه ولا يطوي عنه بشرة ولا يمسك عليه فلتات لسانه ولا يؤاخذه فيصبر ويصدر منه بل يحسن اليه غاية الاحسان ويحتمله غاية الاحتمال صلى الله عليه وسلم. فلما انزله الله في اعلى المنازل من جميع وجوه كان اعداءه ينسبون اليه انه قال فساد وكفى بعلم الله وكفى بعلم الله بذلك بانه هو لم يحاسب المجازي للضالين ووعد للمهتدين بحكمة الله حيث كان يهدي من يصلح لذا يجدون غيره فلا تطع المكذبين الى قوله على الخرطوم يقول الله تعالى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فلا تطع المكذبين الذين كذبوك وعاندوا الحق فانهم ليسوا اهلهم وهم لا يريدون الا الباطل فالمطيع لهم مقدم مقدم على ما يضر في كل مكذب وفي كل طاعة ناشئة عن التكذيب وان كان الساغ في شيء خاص. النبي صلى الله عليه وسلم وديني ويسكت عنه. ولهذا قال ودوا اي المشركون لو تدهن اي توافقهم على بعض ما هم عليه اما بالقول او بفعل. او بالسكوت عما يتعين الكلام فيه فيدهنون ولكن اصنع بامر الله واظهر دين الاسلام فان تمام اظهاره نقب ما يضاد وعيب ما يناقضه. في في الاية السادسة المفتون هذا دليل على جواز اسم المفعول مرادا به اسم الفاعل لان المعنى بايكم الفاتن صاحبه ولا تطع كل حلاف اي كثير الحلف في فانه لا يكون كذلك الا وهو كذاب ولا يكون كذابا الا وهو مهين خسيس النفس ناقص الهمة ليس له رغبة في الخير بل ارادته بجوات نفسه الخسيسة هما زنا كثير العيب للناس والطعن فيهم بالغيبة والاستهزاء وغير ذلك مشاء بنميم من ان يمشي بين الناس بالنميمة وهو نقل كلام بعض الناس لبعض لبعض لبعض لقصد الافساد بينهم وايقاع ما الناع للخير الذي يلزمه القيام به من النفقات والواجبات الزكاة وغير ذلك معتد على الخلق يظلمهم في دمائهم واموالهم واعراضهم. اثي من اكثير الاثم والذنوب المتعلقة في حق الله تعالى عتل بعد ذلك اي غليظ شرس الخلق قاس غير منقاد للحق زني من اي دعي دعي ليس له اصل ولا مادة ينتج من الخير بل اخلاقه اقبح الاخلاق ولا يرجى منه فلاح له زمة اي علامة في في وحاصلوا هذا ان الله تعالى نهى عن طاعة كل حلاف كذاب خسيس التفاسير ذكر زنيم ان الوليد بن المغيرة ليس له اصل هذا كلام غير صحيح وانما زنيم بمعنى ان له زمة علامة على الشر واما من قال بانه لم يكن قرشيا وانه كان لصيقا فهذا غير صحيح وليد للمغيرة من صناديد قريش وهو والد خالد بن الوليد رضي الله عنه ووالد الوليد بن الوليد رضي الله عنه يعني اشنع من هذا من قال انه كان ابن زنا عياذا بالله نعم وحاصل هذا ان الله تعالى نهى عن بعد كل حلاف كذاب خزيث النفس سيء الاخلاق خصوصا الاخلاق المتضمنة لاعجاب النفس والتكبر عن الحق وعلى الخلق والاحتقار الناس بالغيبة والنميمة وكثرة المعاصي وهذه الايات وان كانت نزلت في بعض المشركين كالويد الموقرة وغيره لقوله عنه ان كان ذا مال وبنين اذا قال اساطير الاولين اي لاجل كثرة ما لا كبار العلم الحق ودفعه حين جاءه وجعله من جملة الاساطيل يمكن تصديقها وكذبها فانه فانها عامة في كل منتصف هذا الوصف ان القرآن انزل اول الامة واخرهم وربما انزل بعض الايات بسبب او في شخص من الاشخاص اذا اتضح به القاعدة العامة ويعرف به امثال الجزئيات الداخلية في القضايا العامة ثم تعالى من جرى منه ما وصف الله بان بان الله سيسمه على الخرطوم في العذاب ظاهرا يكون عليه سيما وعلامة باشق الاشياء عليه وهو وجهه. انا بلوناهم كما بلغنا اصحاب الجنة الى اخر القصة. يقول تعالى انا بلوناها وللمكذبين بالخير ومن لا هم بما شئنا ان من مال وود وطول عمر ونحو ذلك مما يوافقه هؤلاء الكرامة لا لكرامتهم علينا بل ربما هم فيها شركاء حين اينعت اشجارها وزادت ثمارها وآن وقت صرامها وجزموا وجزموا انها في ايديهم وطوع امرهم وانه ليس ثم مانع يمنعوا منها ولهاذا اقسم وحلفوا من غير استثناء انهم سيصلبونها اي يجدونها مصبحين ولم يذروا ان الله بالمرصاد وان العذاب سيخلفهم او يبادرهم اليها وطاف عليها طائف من ربك اي عذاب نزل عليها ليلا وهم نائمون فبدا واتلفها اصبحت في الصليم اي كالليل المظلم وذهبت الاشجار والثمار هم لا يشعرون بهذا الواقع الملم ولهذا تنادوا فيما بينهم مما اصبحوا يقول بمنع حق الله تعالى ويقولون لا يدخلن اليوم عليكم مسكين ويبكروا قبل انتشار الناس وتواصوا مع ذلك وتواصوا مع ذلك منع الفقراء والمساكين ببخلهم انه يتخافتون بين مخافتة خوفا ليسمعهم احد فيخبر الفقراء فغدوا في هذه الحالة الشنيعة والقصد عليهم الرحمة على حرب قادرين اي على امساك ومعن لحق الله لازم والانزعاج انا لضالون اي تائهون لعلها لعلها غيرها. فلما تحققوها ورجعت اليهم عقلهم قالوا بل نحن محرومون منها فقال استثنيتم وقلتم ان شاء الله وجعلتم وجعلتم مشيئتكم تابعة لمشيئته لما جرى عليكم ما جرى. بعد ذلك ولكن بعد ما وقعنا ذا هو جنته من الذي لا يرفع ولكن الظلم ينفعهم في تخفيف الاثم ويكونوا توبة. ولهذا ندموا ندموا ندامة عظيمة واقبل بعضهم على وفعلوا فقالوا يا ويلنا انا كنا طاغين اي متجاوزين الهد في حق الله وحق عباده عسى ربنا ان يبدلنا خيرا منها انا الى ووعدوا ان سيرغبون الى الله ويلح ويلحون عليه بالدنيا فان كانوا كما قالوا فالظاهر ان الله ابد لهم في الدنيا خيرا من اهل ان من دعا الله صادقا ورغب اليها ورجاه واعطاه سؤاله وتعالى بما بعده الموتى الى الكفر والمعاصي من انواع النعيم والعيش السليم في جوار اكرم الاكرمين وان حكمته تعالى في معاصيه والكفر باياته ومعاناة رسله ومحاربة اوليائه. وان من ظن انه يسويهم في الثواب فانه قد ساء الحكم ان حكمه حكم باطل ورأيه فاسد ذلك فليس لهم السند واكثرهم فيه دوس او يترون انهم من اهل الجنة وان لهم ما طابوا واتخيروا وليس لهم عند الله عدل ويمين بالغة الى ان لهم ما يحكمون وليس لهم شركاء واعوان على ادراك ما طلعوا فان كان لهم شركاء واعوان فليتوا بهم كانوا صادقين فعلم ان دعوهم باطلة فاسدة وقوله سلهم ايهم ذلك زعيم ايهم الكفيل بهذه الدعوة التي تبين بطلانها فانه لا يمكن احدا ان يتصدر بها ولا يكون زعيما فيها يوم يكشف عن ساغنا اي اذا كان يوم القيامة وانكشف فيهم القلاقل والزلازل والاهوال ما لا يدخل تحت الوهم واتى الباني لفصل القضاء بين عباده مجددا فكشف وعن ساقه الجريمة التي لا يشبهها شيء. وما الخلائق من جلال الله وعظمته ما لا يمكن التعمير عنه. فحينئذ يدعون الى السجود لله فيسجد المؤمنون الذين كانوا نور الله طعاما واختنارا. ويذهب الفجار يسجدوا فلا يخدم عن يسجد وتكون ظهورهم كصيص البقر. لا يستطيعون الحناء وهذا الجزاء من جنس عملهم فانهم كانوا يدعون بالدنيا السجود لله وتوحيده وعباده هم سالمون العلة فيهم. فيستكبرون عند ذلك ويأبون افلا تسأل يومئذ عن حال وسوء مالهم. فان الله قد سخط عليهم وحقت عليهم كلمة العذاب وتقطع هذا ما يزعج القلوب وان عليهم جزاءهم ولا تستعجل لهم فنستدرجهم من حيث لا يعلمون فنمدهم الاموال والاولاد ونمدهم بالارزاق والاعمال ليغتموا ويستمروا على ما يضرهم وهذا منكر يبلغ من عمرهما عقوبتهم كلما بلغ. وهذه بتصديرهم ذلك فانك لتعلم فانك علمهم وتدعوا من الله لمحض مصلحتهم من غير ان تطلبهم من اموالهم مغرما يثقل عليهم ام عندهم غي فماتوا وما كان عندهم من العيوب وقد وجدوا وقد وجدوا وجدوا فيها انها النوم على حق وان لهم الثواب عند الله فاذهبوا ما امر ما كان. وانما كانت حالهم حال معاند ظالم. فلم يبق الا الصبر اذاهم والتحمل ما يصدر منه قال فاصبر لحكم ربك لما حكم به شرعا وقد امر فالحكم غدني يصبر يصبر يصبر على المؤذي منه ولا يتلقى بالسخط والجزاء والحكم الشرعي يقابل بالقبول به وفي الحال التي اوصلته وجبت له انحباس وهو عدم صبره على قوم الصبر قالت بان ايهم يلقون لكي تخف بهم فوقعت القرعة عليه فالتقمه وقوله اي وهو في بطنها قد كظمت عليه او نادى وهو مغتم مهتم فقال لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين استجاب الله له وقذفته والحوت من بطنها بالعوام وهو سقيم وانبت الله عليه شجرة من يقين ان ولها ولهذا قال هنا لولا ان تداركه نعمة من ربه او بدم العراء اي لطونح في العوان وهي الارض ولكن الله تغمده برحمته احسن من حاله نورا ولهذا قال فاستماه ربه ان يختاره واصطفاه ونقاه من كل كدر فجعله من الصالحين الذين صلحت اعمالهم واقوالهم واحوالهم فامتثل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم امر الله بصره لا يدركه فيه احد من العالمين فجعل الله له العاقبة والعاقبة للمتقين حتى انهم حرصوا ان يزلق على ان يزغوا ابصارهم ان يصيبوا باعينهم من حسدهم وحنقهم هذا منتهى ما قدروا عليه من هذا الفعل والله حافظه وناصره واما الاذى القومي فيقولون فيه اقوام بحسب ما توحي اليه قلوبهم فيقولون وتارة زاهل بسم الله الرحمن الرحيم الحاقة الايات الى قوله فهل ترى لهم من باقية؟ الحاقة من اسماء يوم القيامة لانها تحق وتنزل في الخلق وتظهر فيها عقاب مقبرة الصدور فعظمت عاشنا وفخمه ما بما كرهه من قوله وما ادراك ما الحاقة فان لها شأنا عظيما وهو للناس ومن عظمته ان الله اهلك الامم المكذبة بها من العذاب العاجل ثم ذكر نموذجا من احوالها الموجودة في الدنيا المشاهدة فيها سكان الحجر الذين احسن الله اليهم رسوله صالحا عليه السلام وينهاهم عما هم عليه من الشرك مأمورهم بالتوحيد فردوا دعوة وكذبوا وكذبوا ما اخبر به من يوم القيامة وكذلك عدد من اولى سكان حضرموت حين بعث الله اليهم رسوله عليه الصلاة والسلام اخبروا ما اخبر به من البعثين من الهلاك العاجل فاما ثمود فاهلك بالطاغية وهي الصحيحة العظيمة فظيعة التي قطعت قلوبهم وزهقت لها ارواح فاصبح موتى ما يرى الا مساكن موجودة المفسرين او عدت على عادل وزانت عن الحد كما وسع سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسن وان احسن وشر فظيعا عليه فدمرتهم واهلكتهم. فترى القوم فيها صنعاء موتك انهم اعجاز نخل خاوية اي كانهم جذوع النخل التي قد قطعت رؤوسها الخاوية الساقط بعضها على بعض وجاء فرعون ومن قبله والموت الكاذب الخاطئ الى قوله اذن اذن واعية وكذلك غير هاتين امتين الطاغيتين الذي ارسل الله اليه عبده ورسوله موسى ابن عمران عليه الصلاة والسلام المرتفكات اي قرى قومي لوطن الجميع وجاؤوا بالخاطئة بالفعلة القطاغية والفسوق بهم وهذا اسمه جنس اي كل من كل من هؤلاء كذبوا الرسول الذي ارسله الله اليهم فاخذ الله جميع اخذة رابية اي زائدة على الحد والقدان الذي يحصل به على ومن جملة هؤلاء قوم نوح اغرقهم الله في اليم حين طل الماء على وجه الارض وعلى مواضعها الرفيعة وامتن الله على الموجودين بعدهم ان حملهم في الجارية من اصنام ابائهم وامهاتهم الذين نجاهم الله فاحمدوا الله واشكروا الذي نجاكم عنك الطاغين. واعتبروا بآياته الدرجة على التوحيد. ولهذا قال لكم تذكرة تذكركم اول سفينة صنعت وما قصتها وكيف انزل الله عليها من من امن به واتبع رسوله واهلك اهل الارض كلهم فان واهلك اهل الارض كلهم فان جنس الشيء مذكر باصله وقوله وتعيها اذن وعيه ان ووجه الآية بها وهذا بخلاف اهل العراض واللفظ واهل البلاد وهذا من فضله فانهم ليس لهم انتفاعا باياته لما ذكر تعالى يوم القيامة يزني بين الناس قياما لرب العالمين وحملت الارض والجبال فدكتا دكة واحدة اي فتت الجبال واضمحلت واخلطت بالارض وخلطت بالارض ونصبت اليها وتنهي بعد تلك الصنابة والقوة العظيمة وما ذاك الازعج اي الملائكة الكرام على ارجائه على جوانب السماء كان مستكين لعظمته ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية املاك في غاية القوة اذا اتى للفصل بين العباد واقضى بينهم بعدل وقسط ولهذا قال يوم على الله لا تخفى منكم قافية لا من اجسادكم وذرواتكم ولا من اعمالكم وصفاتكم فان الله تعالى حفاة عراة غرى في ارض مستوية المدعي وينفضهم وينفضهم البصر فحينئذ نجازهم بما عملوا يعطون كتبهم التي فيها اعمالهم الصالحة بايمانهم تمييزا لهم وتنويها بشأنهم ورفعة ورفع مقدارهم فمن الله عليه من اكرامه هاؤم اقرأوا كتابيه اي دونكم كتابي فاقرؤوه فانه مبشر بالجنة وانواع كرامات ومغفرة الذنوب وستر العيوب الذي اوصلني هذه الحالة ما من الله به علي بالايمان البعث والحساب والاستعداد له بالممكن من العمل ولهذا قال الماضية اي جامعة وقد رضوها ولم يختاموا عليها غيرها هي طريقة سهلة التناول على اهلها ينالها اهلها قياما وقعودا ويقال لهم اكراما كلوا واشربوا اي من كل طعام لذيذ واشربوا شيء هنيئا اما كامل من غير منكد ولا مغص وذلك جزاء حصل لكم ما اسلفتم في الايام الخالية من الاعمال الصالحة وترك الاعمال السيئة بالصلاة وصيام وصدقة واحد واحسان الى الخلق وذكر الله ونابة اليه فالاعمال هؤلاء هم اهل الشيطان يعطون كتبهم المسلمات عن اعمال المسلمين في بشمالهم تمييزا لهم وخزيا وعارا وفظيحة. فيقوم احد من الهم والغم والحزن يا ليتني لموت كتابه لانه بشر بدخول النار والخسارة الابدية ولم ادري ما حسابية اي ليتني كنت نسيا منسيا ولم ابعث واحاسب ولهذا قال يا ليتها كانت القاضية يا ليت موتتي هي الموتة التي لا بعث بعدها ثم الى ما يصبني واذا هو بال عليه لم يقدم ولا ينفعه ولو ابتدى به من عذاب شيئا فيقول ما اغنى عني ماليها اي ما نفعني في الدنيا ولا في الاخرة قد ذهب وقت نفعه هلك عني سلطانها اي ذهب واضمحل فلم تنفع الجنود ولا الكثرة ولا العدد ولا العدد ولا الجاه العليظ بل ذهب ذلك كله وفادت بسببه المتاجر والارباح وحضرت بدله الهموم والغموم والاتراح. فحين اذ يؤمر بعذابه فيقال للزمان خذوه فغلوه واجعلوا في عنقه غلا يخنقه ثم الجحيم صلوا ويقلبوا على جبرها ولهبها ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا من سلاسل الجحيم في غاية الحوادث فاسلكوها انضموه فيها بان تدخل في دبره وتأخذ من فمه ويعلق فيها فلا يزال يعذب هذا العذاب الفظيع فبئس العذاب والعقاب وحسرة له من التوبيخ والعتاب فان السبب الذي هذا المحل انه كان لا يؤمن بالله العظيم ان كان كافرا بربه لرسله ردا ما جاءوا بي من الحق. اي ليس في قلبه رحمة يرحم بها الذي اصله الايمان بالله والاحسان الى بدمع وجوه الاحسان الذي من اعظمها دفع ضرورة المحتاجين ما يتقوتون به وهؤلاء اخلاصا ولا احسانا ولذلك استحقوا ما استحقوا فليس له اليوم ها هنا اي يوم القيامة حميم اي قريب او صديق يشفع له لينجو من عذاب الله واخذ بثوابه. ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع وليس له طعام الا ما هو صديد اهل النار الذي وراء في غاية الحراج والمرارات وقبح الطعم لا يأكل هذا الطعام الديم الا الخاطئ الذين اخطأوا الصراط المستقيم فلذلك يستحقوا العذاب الاليم قسم قسمت اقسم تعالى بما يبصر الخلق بما من جميع الاشياء وما لا يبصرونه فدخل في ذلك كل الخلق بل دخل في ذلك نفسه المقدسة على صدق رسول ما جاء به من هذه من هذا القرآن الكريم وان رسولك يبلغه عن الله تعالى وان الذين حملهم على ذلك عدم ايمانهم وتذكرهم فلو امنوا الذكر ما ينفعهم ويضرهم من ذلك ان ينظروا في حال محمد صلى الله عليه وسلم وسيدل معنى انه رسول الله حقا وان ما جاء به تجزيء من رب العالمين لا يليق ان يكون قولا للبشر بل هو كلام دل على عظمة من تكلم به وجلالته وكمال تربية فوق عباده ايضا فان هذا ظن منهم بما لا يليق بالله وحكمته. انه لو تقول عليه وافترى بعض الاقاويل الكاذبة لا اخذنا منه باليمين ثم وطعن منه الواتين وهو عرق منتصف القلب اذا انقطع قدير على كل شيء. فحكمته تقتضي ان لا يمهل كاذب عليه الذي يزعم ان الله اباح له دماء من خالفه اموالهم فلولا فاذا كان الله قد ايد رسول الله وبرهان على اصل ما جاء به الولايات بينات ونصره على اداءه ومكنه من نواصيهم فهو اكبر شاة منه على لسان وقولي فما منكم من احد عنه عاجزين اي لو اهلكهم امتنع هو بنفسه ولقدر احد ان يمنعه من عذاب الله وانه القرآن الكريم الدنيا دون اخلاق مرضية ولا احكام شرعية وانه لحسن فانه لما كفروا به ورأوا ما وعدهم يتحسروا اذ لم يهتدوا به ولم ينقضوا لامره ففاتهم الثواب وحصلوا على اشد العذاب وتقطعت بهم الاسباب انه لحق يقيني على المهارات بالعلم فان اعلى مراتب العلم اليقين علم الغنم وهو العلم مستفاد من القول ثم عين اليقين وهو العلم مدرك بحاسة البصر ثم حق اليقين وهو العلم يدرك بحاسة الذوق مباشرة وهذا القرآن بهذا الوصف فان من العلوم المؤيدة وابن البراهين القطعية وما فيهما يحصل به لمن ذاقه حق اليقين فسبح باسم ربك العظيم اي نزهه عما لا المقديس بذكره وصام في جلاله وجماله وجماله تم تفسير سورة الحاقة والحمد لله رب العالمين. احسنت بارك الله فيك موعد غدا ان شاء الله الساعة الثالثة سنستمر في التفسير حتى لو افطرنا عليه سنختم ان شاء الله الله وبحمدك