وانتزاع الرحمة من القلب لان القبلة للصغير نابعة عن الرحمة له التي في القلب ومن كان يصف نفسه بانه لا يقبل صبيانه انفة فهذا دليل على ان الرحمة منزوعة من بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا انك تجعل الحزن اذا شئت سهلا وبعد فيقول الحافظ ابو بكر البيهقي رحمه الله تعالى في كتابه الاربعون الصغرى الباب الخامس والعشرون في رحمة الاولاد وتقبيلهم والاحسان اليهم والى الاهلين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله الله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه الترجمة عقدها الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى برحمة الاولاد وتقبيلهم والاحسان اليهم والى الاهلين وتقبيل الاولاد والاحسان اليهم هو من رحمتهم ولهذا فان الرحمة الاولاد تعد ركيزة عظيمة جدا بباب التربية التأديب للولد فان رحمة الوالد لولده تعد اساسا عظيما في الابوة واصل متين تقوم عليه بل ان هذه الرحمة هي قاعدة التربية ومرتكزها وعليه فان هذه الرحمة اذا وجدت في قلوب الاباء وقلوب الامهات حلت باذن الله سبحانه وتعالى الخيرات وتوالت البركات وتحققت المصالح والمنافع العظيمة برا ووفاء واحسانا واستقامة على طاعة الله سبحانه وتعالى بينما اذا نزعت هذه الرحمة من قلب الوالد حل الشقاء وتوالى العناء وتفرق الابناء وكثرة الشدة واللواء ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تنزع الرحمة الا من شقي وهذا فيه الماحه الى ان انتزاع الرحمة موجب للشقاء وسبب لحلوله ولهذا فان اعظم ما يكون في باب التأديب والتربية للابناء ان تقام على الرحمة والرأفة بهم والتودد والتلطف والاحسان اليهم فانها ركيزة عظيمة واصل متين لا بد منه قلبه لانها لو وجدت في قلبها وجدت اثارها وفي الحديث اشارة الى ما دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب في هذا الباب ودين الاسلام دين الرحمة ونبينا عليه الصلاة والسلام نبي الرحمة قال الله تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين وفي الحديث الصحيح قال النبي عليه الصلاة والسلام انا محمد واحمد والمقفي والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة وجاء ايضا في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء وايضا جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما يرحم الله من عباده الرحماء وايضا جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لا يرحم لا يرحم فالحاصل ان الرحمة العيال غاية في الاهمية في باب التأديب التربية ولها انعكاس عظيم جدا على الاولاد. صلاحا واستقامة وبرا واحسانا الى والديهم فهذه الترجمة عقدها رحمه الله في الرحمة للاولاد وتقبيلهم والاحسان اليهم وايضا الاحسان الى الاهلين والاحسان الى الاهل هذا من مكارم الاخلاق وعظيمها بل قد بل قد قال عليه الصلاة والسلام وسيأتي عند المصنف خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهله احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو طاهر الفقيه قال اخبرنا ابو بكر محمد ابن الحسين القطان قال حدثنا احمد بن يوسف السلمي قال حدثنا محمد بن يوسف قال ذكر سفيان عن هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها انها قالت جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اتقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم او املك لك ان نزع الله من قلبك الرحمة. رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن يوسف واخرجه مسلم من وجه اخر عنه هشام اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها انها قالت جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اتقبلون الصبيان فما نقبله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اواملك لك ان نزع الله من قلبك الرحمة وهذا فيه ان تقبيل الصبيان هو من الرحمة التي تكون لهم واذا نزعت الرحمة ذهبت تقبيل وذهبت المؤانسة وذهب آآ التلطف وحل محلها الاخلاق السيئة والتعاملات العنيفة الشديدة فقبلة الصبيان ومؤانستهم ضما وحملا ومداعبة كل ذلك داخل في جملة الرحمة التي جعلها الله سبحانه وتعالى في القلوب نحوهم فهي نوع من الرحمة لهم والعطف والحنو عليهم ونوع ايضا من ادخال السرور والانس على قلوبهم فلها شأن ومكانة عظيمة ولهذا كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم تقبيل الصبيان وظمهم ومؤانستهم والتلطف بهم كل ذلك رحمة بالصبيان قد جاء في حديث انس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ ابنه ابراهيم تقبله وشمه وجاء فيه ايضا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم وضع الحسن ابن علي على عاتقه اي حمله على العاتق وهو يقول عليه الصلاة والسلام اللهم اني احبه احبة بل قال انس رضي الله عنه ما رأيت احدا كان ارحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول هذا الاعرابي اتقبلون الصبيان كما نقبلهم قال ذلك مستغربا متعجما لما رأى الناس يقبلون صبيانه فسأل هذا السؤال على وجه التعجب والاستغراب وحسب فهمه القاصر الضعيف امر عجيب غريب لا يفعل ثم اخبر عن نفسه وعن ذويه فقال فما نقبلهم ان لا نقبل الصبيان كما تقبلونهم اي اننا اعتدنا على الا نقبل صبياننا وامتناعهم من تقبيل الصبيان هذا كله من ضعف او ذهاب الرحمة ومن الانفة كانهم يرون ان تقبيل الصبيان لا يليق بمقامهم وان فيه انتقاص لشأنهم وقدرهم فقال النبي عليه الصلاة والسلام لا املك ان كان الله عز وجل نزع منك الرحمة اي اي لا املك دفع ذلك عنك فاذا كان الله عز وجل قدر ان الرحمة منزوعة من قلبك فلا املك دفع ذلك فالامر لله من قبل ومن بعد وهذا فيه بيان جناعة هذا الامر الذي اخبر به هذا الرجل عن نفسه وعن قومه وانه يتنافى مع الرحمة التي ينبغي ان تكون في القلوب تجاه الصغار وايضا فيه تنبيه الى الارتباط بين الظاهر والباطن الرحمة والقبلة الرحمة شيء باطن والقبلة شيء ظاهر. فلما قال الرجل لا نقبلهم هذا الظاهر من عملهم ودليل على وجود خلل في الباطن فالباطن اذا صلح بالرحمة والشفقة الحنان والعطف وجدت اثارها ومن هذه الاثار تقبيل المرء لصبيانه ومثل هذه القصة قصة الاقرع بن حابس عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن رضي الله عنه فقال بالمناسبة ان لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم وقال عليه الصلاة والسلام انه من لا يرحم لا يرحم اذا اي اذا لم يكن في القلب رحمة بالصبيان فالجزاء من جنس العمل ولنتأمل في هذا المقام لندرك عظم شأن الرحمة في مقام التربية والتأديب قول الله سبحانه فبما رحمة من الله لنت لهم. ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك مع قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث انما انا لكم مثل الوالد لولده اي ان الاصل في الوالد مع ولده ان يكون رحيما بهم ولهذا فان جماعة من المفسرين اوردوا هذا الحديث تحت هذه الاية في سياق بيان معناها وايظاح مدلولها تنبيها بذلك الى عظم شأن الرحمة في مقام التأديب والتربية وان انتزاع الرحمة من القلوب وان يحل محلها العنف والشدة موجب للتفكك والشقاء كما سبق البيان وهذا فيه بيان ان من يوفقه الله عز وجل لرحمة ابناءه فان ذلك موجب لرحمة الله سبحانه وتعالى له فان من يرحم يرحمه الله ومن لا يرحم لا يرحم و هذه الرحمة بالعيال والتي منها تقبيل المرء لصبيانه لها اثاره التربوية والنفسية على الطفل وعلى نشأته وبعده عن النزعة العدوانية والشر ولهذا جاء في السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم الوصية بالعدل بين الصبيان حتى في القبل ونحوها من ضم واجلاس في الحجر وحمل على العاتق ونحو ذلك ومن ذلكم ما جاء في الحديث حديث انس ان رجلا كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء ابن له فقبله واقعده على فخذه وجاءت ببنية له فاجلسها بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا سويت بينهما. رواه البزار ورواه ابن الاعرابي في معجمه ولفظه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا وعنده رجل فجاء ابن الرجل فاقعده الرجل في حجره وجاءت ابنته فاقعدها الى لزقه اي جنبه قال النبي صلى الله عليه وسلم الا عدلت بينهما لانه ان لم يعدل بينهما ربما اوجد بينهما حسدا او غلا او نزعات عدوانية فمن الرحمة الابناء العدل بينهم والبعد عن الجور والحيف والظلم والتسوية بينهم في القبل والظم والاجلاس الى الفخذ او نحو ذلك فان هذه تنفعهم اجمعين و اذا افرد بعض الاولاد بها او خص بعض الاولاد بها اوجد خللا في النفوس عداء وتحاسدا وتباغضا ونحو ذلك من الاخلاق السيئة نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو عبد الله الحافظ قال حدثنا ابو بكر ابن اسحاق املأ قال اخبرنا يوسف بن يعقوب قال حدثنا سليمان بن حرب وعارم وابو الربيع ومحمد بن عبيد ومسدد ومحمد بن ابي بكر قالوا اخبرنا حماد بن زيد قال حدثنا ايوب عن ابي قلابة عن ابي اسماء عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه عياله دينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله دينار ينفقه الرجل على اصحابه في سبيل الله قال ابو قلابة وبدأ بالعيال فاي رجل اعظم اجرا ينفق على عيال صغار يقوتهم الله تعالى وينفعهم به قال المصنف رواه مسلم في الصحيح عن ابي الربيع ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله افضل دينار اي اكثر الدنانير ثوابا اذا انفقها العبد وهو الدينار الذي ينفقه الرجل على عياله والمراد بعياله اي من يعول ومن تلزمه مؤنتهم كالزوجة والاولاد والخادم قال ودينار ينفقه الرجل على دابته اي التي يركبها او التي اعدها للغزو عليها في سبيل الله سبحانه وتعالى وهذا فيه الثواب العظيم في اكرام الدابة والاحسان اليها بالطعام والغذاء والراحة وهذا باب واسع جاءت فيه احاديث كثيرة جدا بالرفق بالحيوان والاحسان اليه واكرامه وان هذا باب عظيم من ابواب الثواب كما ان الاضرار به باب عظيم من ابواب الاثم وجاء في هذا وفي هذا احاديث كثيرة عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال ودينار ينفقه الرجل على اصحابه في سبيل الله قيل على رفقته في الغزو في سبيل الله وقيل المراد في سبيل الله كل طاعة وقد قدم عليه الصلاة والسلام العيال في النفقة لان نفقتهم اهم ما يجب على المرء تقديمه وهي اولى واحق بالتقديم. ومقصود الحديث الحث على النفقة على العيال وانهم اعظم اجرا من جميع النفقات وانهم اعظم اجرا من جميع النفقات ولهذا قال ابو قلابة راوي الحديث وبدأ بالعيال اي قدمهم بالذكر اهتماما بهم واشارة الى انهم اولى واحق قلبوا قلابة فاي رجل اعظم اجرا ينفق على عيال صغار يقوتهم الله ينفعهم به لفظ كلام ابي القلابة في صحيح مسلم قال واي رجل اعظم اجرا من رجل ينفق على عيال صغار يعفهم او ينفعهم الله به ويغنيهم اعفاف الرجل لصغاره والعمل على اغنائهم اعفاف ايديهم عن الحاجة الى الناس او سؤالهم فهذا باب عظيم من باب ثواب والاجر نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو عبد الله محمد بن الفضل بنظيف الفراء بمكة قال حدثنا العباس بن محمد بن نضر بن السري الرافعي املاء بمصر قال حدثنا هلال بن العلاء قال حدثنا محمد ابن كثير قال حدثنا سفيان عن مزاحم ابن زفر عن مجاهد عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا اعطيته في سبيل الله ودينارا اعطيته مسكينا ودينارا وقته على اهلك قال الدينار الذي تنفقه على اهلك اعظمها اجرا قال المصنف رحمه الله تعالى واخبرنا علي بن احمد بن عبدان قال اخبرنا احمد بن عبيد الصفار قال حدثنا تم تام. قال حدثنا ابو حذيفة. قال حدثنا سفيان فذكره باسناده ومعناه زاد ودينارا اعطيته في رقبة قال المصنف اخرجه مسلم عن ابي بكر ابن ابي شيبة وزهير ابن حرن وكيع عن سفيان ثم اورد رحمه الله هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه وهو بمعنى الحديث الذي قبله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا اعطيته في سبيل الله ودينارا اعطيته مسكينا ودينارا انفقته على اهلك قال الدينار الذي تنفقه على اهلك اعظمها اجرا وذكر في رواية زيادة ودينارا اعطيته في رقبة فهذه اربعة دنانير ولهذا يروى الحديث بلفظ اربعة دنانير. دينار اعطيته مسكينا ودينار اعطيته في رقبة ودينار انفقته في سبيل الله ودينار على اهلك افضلها الذي انفقته على اهلك فالحاصل ان هذا الحديث نظير الذي قبله وان النفقة على الاهل هي افضل النفقة ولهذا بدأ بها في الحديث الاول قال ابو قلابة وبدأ بالعيال فالعيال النفقة عليهم اولى واحق وهي مقدمة على غيرهم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى واتفقا على حديث ابي هريرة وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال وابدأ لمن تعول قوله رحمه الله واتفق اي البخاري ومسلم على حديث ابي هريرة وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال وابدأ بمن تعول وهذا فيه تقديم نفقة الاولاد على غيرهم كما هو ايضا في الاحاديث التي مرت معنا لانهم احق واولى من غيرهم بالنفقة ولهذا قدمهم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال وابدأ بمن تعول فيه تقديم نفقة العيال على غيرهم وفيه الابتداء بالاهم فالاهم فهذه قاعدة من قواعد الشريعة ويدخل في ذلك آآ النفقة على اه من يعول اي من تلزمه اعانتهم والنفقة عليهم وانهم احق من الاجانب واولى احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى وروينا عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي ثم اورد رحمه الله تعالى حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي مثله ما رواه الترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا وخيركم خيركم لنسائهم وفي الباب من حديث ابن عباس وعبد الرحمن ابن عوف وابي كبشة الانماري رضي الله عنهم قد كان صلى الله عليه وسلم في بيته نموذجا رفيعا للتواظع ولين العريكة وخفض الجناح وكريم المعاملة وطيب الخلق ومما ينبه عليه في هذا المقام ان البيت وما يكون داخله من تعامل يعد مقياسا دقيقا لمعرفة خلق الرجل من عدمه لانه الموطن الذي يتصرف فيه المرء بسجيته كيفما كانت دون تكلف قد اوتي نبينا عليه الصلاة والسلام الخلق الكامل والادب الرفيع وله عليه الصلاة والسلام من الاخلاق اطيبها وازكاها واجملها قد كان تعامله عليه الصلاة والسلام مع نسائه يعد ارفع مثال عرفه تاريخ البشرية كلها الادب والخلق وطيب المعاملة ومن يقرأ سيرته عليه الصلاة والسلام بتعامله مع اهله يرى الخلق الفاضل والادب الكريم والمعاملة الحسنة التي تأتي في ارفع ابواب الخلق واعلاها قد قال الله عز وجل وانك لعلى خلق عظيم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو عبد الله الحافظي في اخرين قالوا اخبرنا ابو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير قال حدثني أبي قال حدثني الليث ابن سعد عن هشام ابن سعد عن زيد ابن اسلم عن يزيد ابن عياض ابن جعدبة انه سمع ابن السباق يقول سمعت ابا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لنسائه ولبناته قال الشيخ يزيد ابن عياض هذا هو جد يزيد ابن عياض ابن يزيد الذي يروي عنه ابن وهب ويقال يزيد ابن جعدبة ثم ختم رحمه الله تعالى بهذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لنسائه ولبناته وهذا الحديث ضعيف الاسناد لان يزيد ابن عياض ضعيف جدا. فالحديث غير ثابت لكن يغني عنه الاحاديث التي ساق المصنف في هذه الترجمة وبخاصة الحديث الذي ختم به حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي واسأل الله عز وجل ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب صلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين