الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنستأنف درسنا في الاربعين الايمانية ونحن في مساء الاثنين الثامن من شهر الله رجب عام اربعة واربعين واربع مئة والف نجدة المصطفى صلى الله عليه وسلم. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح وان يديم علينا الامن والامان والالفة والمحبة وطاعة الرحمن ان يصلح البلاد والعباد وان يصلح ولاة امر البلاد فنبدأ على بركة الله من حيث وقفنا على الحديث الحادي والثلاثين نعم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد اللهم احفظ لنا شيخنا واغفر له ولوالده ولنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين. قلتم حفظكم الله الحديث والثلاثون عن عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها ان ام حبيبة وام سلمة رضي الله عنهما ذكرتا رأيناها بالحبشة فيها تصاوير فذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ان اولئك ان اولئك اذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا. وصوروا فيه تلك تلك الصور فاولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة. متفق ان اولئك فاولئك نعم هذا تشكيل خطأ في وجه الله يا شيخ لا لا ما له يا شيخ فقال ان اولئك اذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور فاولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة متفق عليه هذا الحديث له تعلق بالايمان من جهة انه يحافظ على الايمان وآآ يجعل بين المؤمن وبين زلة القدم التي قد تؤدي الى الشرك والبدعة بنهي النبي عليه الصلاة والسلام وتحذيره من اتخاذ المساجد على القبور والمساجد جمع مسجد سماعا وقياسا يجمع على مسجد بالفتح والسماع مقدم على القياس والمسجد من حيث كونهم مصدرا فانه يطلق على مكان العبادة وعلى نفس العبادة فمعنى قوله جل وعلا وان المساجد لله يمكن ان يفسر بان العبادات لله عز وجل ويمكن ان يفسر بان اماكن العبادات لله تبارك وتعالى وهذا التفسير الجميل يلزمنا ان لا نصرف عبادة لغير الله عز وجل في الاية وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا ويلزمنا الا نتخذ المساجد الا نتخذ المساجد وسائل للشرك وسائل العبادة فهذا الحديث فيه الحذر من اتخاذ المساجد على القبور يمكن ان نفسره على التفسيرين ان احذر من عبادة الله عز وجل عند القبور بما لم يشرع بما لم يشرع ونحذر من بناء المساجد التي هي اماكن العبادات على القبور والقبور جمع قبر وهو اسم جنس يطلق على المكان الذي يدفن فيه الميت او الاموات فلو كان قبر واحد فيقال مقبرة ولكن يضاف يقال مقبرة فلان ولو كانت القبور ثلاثة يقال مقبرة ولو كانت القبور كثيرة يقال لها مقبرة او مقبرة مقبرة قياسا وسماع ويجوز مقبرة من حيث القياس على وجه والمعنى انه لا يجوز لنا ان نتخذ العبادات عند الاماكن التي دفن فيها الموتى سواء كان الدفن لواحد كما يزعم لقبر البدوي او الحسن او الحسين او القبور كما في شهداء احد وفي البقيع وفيه دلالة على النهي عن بناء المساجد على القبور سواء كان قبرا واحدا او قبرين او قبورا متعددة وكذلك الحديث متظمن الحذر من الصور الفتنة بالصور يقع اولا ثم الفتنة بالقبور يكون ثانيا الا ترى ان الناس يعشقون صورة انسان ما ويحبونه حبا طاغيا متجاوزين فيه الحد الشرعي ثم بعد ذلك هذا الحب الطاغي لهذه الصورة المعينة او لهذه الصور المعينة المنطبعة بالاذهان او المصورة في الاعيان يجعله بعد ذلك يصرف له نوعا من العبادات او تزل قدمه عند هذه الصور بشيء من المبتدعات ولهذا حذر الشارع من هذا وهذا والحديث جاء من رواية ام المؤمنين ام عبد الله عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله تعالى عنه وهي تروي قصة حصلت امامها ان ام حبيبة وهي ام المؤمنين رملة بنت ابي سفيان وكانت تحت النبي صلى الله عليه وسلم وهي قديمة الاسلام وام سلمة وهي بنت هند بنت ابي امية وهي قديمة الاسلام ايضا ذكرتا كنيسة رأينا بالحبشة دل هذا اللفظ انهن من المهاجرات الاول ان ام حبيبة وام سلمة من المهاجرات الاول وام حبيبة كانت مهاجرة مع ابي حبيبة بعلها والصحيح انه مات بالحبشة فارسل النبي عليه الصلاة والسلام الى النجاشي ليزوجه امة حبيبة وفي هذا دلالة على ان الحاكم يكون وليا لمن لا ولي له وكان النجاشي مبطنا الاسلام ومظهرا موافقة قومه على النصرانية وما يحكى من ان زوج ام حبيبة مات على النصرانية فليس بشيء ومما يؤكد انه ليس بشيء ان ابا سفيان صخر بن حرب والد امي حبيبة لما سأله قيصر الرومي هل من احد ممن اتبعه يرتد عن دينه سخطة له او سخطة عن دينه قال ابو سفيان لا ولو كان زوج ابنته قد ارتد نصرانيا لبادر الى ذلك ظنا منه ان ذلك منقصة للمسلمين. اليس كذلك وهذا الحديث في البخاري قول ابي سفيان لا وحكاية ان زوج امي حبيبة مات على النصرانية حكاية مرسلة لا يصح لها سند واما ام سلمة فهاجرت مع ابي سلمة وكان ابو سلمة رضيع النبي صلى الله عليه وسلم ورجع ابو سلمة من الحبشة مع ام سلمة وام حبيبة ثم مات ابو سلمة في المدينة فتزوج النبي صلى الله عليه وسلم من ام سلمة ام حبيبة وام سلمة ذكرتا يعني متوافقتين بالخبر متآلفتين في القصة ذكرتا كنيسة والكنيسة كما لا يخفاكم اسم لمعبد النصارى اسم للمعابد التي تقام فيها القداس ما معنى القداس القداس صلواتهم والقديس ايها المتطهر او المطهر ليش يسمونه قديس من القدس وهو الطهر ورجل قديس يعني مطهر فهم يزعمون ان احبارهم ورهبانهم قديسون يعني مطهرون للناس واضح والقداس الصلوات التي تطهرهم ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة والحبشة اسم جنس يطلق على كل من سكن من ناحية الغربي من البحر من بحر القلزم قديما المسمى بالبحر الاحمر حديثة مما يكون في مواجه الطائفي فما تحته الى اليمن والاصل في الامبراطورية الحبشية انها كانت في مقامة في اثيوبيا وما حولها من البلدان قالت ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير هن ذكرن التصاوير كما لا يخفاكم اغلب كنايس النصارى فيها الصور والتماثيل سواء كانت هذه الصور على الجدران لمريم او كانت هذه الصور لمريم البتول او كانت هذه الصور لها ولوليدها كما يزعمون او كانت هذه الصور لعيسى عليه السلام كما يزعمون او كانت هذه الصور للحواريين او كانت هذه الصور للاحبار والرهبان والقديسين الذين سبقوا او الحاليين الذين ماتوا فهم يضعون هذه التصاوير في هذه الكنائس وذلك من بابين اما من باب التوسل اليهم وصرف بعض العبادات اليها واما من باب تخليد ذكراهم كما يزعمون فعلى الاول يقعون في الشرك وعلى الثاني يقعون في البدع هذه مضرة التصاوير ولله الحمد والمنة ولله الحمد والمنة ولله الحمد والمنة ان مساجد المسلمين الى اليوم لا زالت خالية عن هذه التصاوير ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يحفظ مساجد المسلمين من تصاوير ذوات الارحام وقد شد الشارع وقد شدد الشارع في التحذير من زخرفة المساجد فكيف بالتصاوير قال قالت عائشة رضي الله عنها فذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم اي ذلك فقال صلى الله عليه وسلم ان اي يقينا وحقا وصدقا اولئك اولى المشار اليهم من الذين اتخذوا التصاوير في الكنائس ولا اسم اشارة الى الذين اتخذوا التصاوير في الكنائس والكاف كاف الخطاب واذا كان الخطاب مع الواحد تقول اولئك واذا كان الخطاب مع الواحدة تقول اولئك واذا كان الخطاب مع الاثنين تقول اولئكما واذا كان الخطاب مع الجمع يقول اولئكم واذا كان الخطاب مع جمع الاناث تقول اولئكن ومن هنا يظهر لنا ان التوجيه فيفتح الكاف ظعيف والصواب ان اولئك لان الخطاب هنا مع امي حبيبة وام سلمة او مع عائشة رضي الله تعالى عنها او مع واحدة من زوجاته ان اولئك واما من قال ان الكلام انتقل من الحظور الى الغيبة لاحاد الامة فهذا وجه الفتح فهمت يا عماد؟ ان اولئك ما وجهه قالوا ان الخطاب انتقل من الحضور الى الغيبة لاحاد الامة لكن كاف الخطاب لا يستقيم في حضور في خطاب الغيبة الا ان يكون على سبيل استحضار وجودي ان اولئك اذا كان فيهم الرجل الصالح كان بمعنى الصيرورة اي اذا صار فيهم الرجل الصالح وبلغ من الصلاح مبلغا يرونه كبيرا فيهم يرونه عظيما فيهم اما من جهة كونه عالما عاملا او من جهته عابدا عاملة ووصف النبي صلى الله عليه وسلم لاولئك المصورين بالرجل الصالح على معنى مراد المتخذين التصاوير. لا على معنى الواقع اي بمعنى لا يلزم ان يكون اولئك المصورين رجالا صالحين عند الله او رجالا صالحين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم او رجالا صالحين بميزان الشرع اذا فما وجه وصفهم بالرجال الصالحين في نظر المتخذين الصور في تلك الكنائس ونحن لا نشك ان الصور ان كانت لمريم عليه السلام فانها من الصالحات القانتات العابدات وكانت من القانطين كما قال رب العالمين وان كانت الصور للمزعومة لعيسى عليه السلام فنحن لا نشك انه عبد صالح نبي الله وكلمته وروحه احد اولي العزم من الرسل وكذلك لا نشك في صلاح الحواريين وانما الكلام في من بعدهم اذا اتخذت صورهم بتلكم الكنائس قال عليه الصلاة والسلام ان اولئك اذا كان اذا صار فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا صدق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فما اكثر ما يتخذون قبور صالحيهم مساجد مكان للعبادة بنوا على قبره مسجدا قبر هنا للمفرد مسجدا يعني مكانا للعبادة فحصل من هؤلاء مخالفتين الاولى عبادة الله عند القبر والثانية اصل منهم امرين الاول عبادة الله عند القبر والثاني البناء على القبور بل ثلاثة امور البناء المخصوص وهو اتخاذ المعابد على القبور وصوروا فيه تلك الصور وصوروا فيه تلك الصور ما الذي كان سابقا تصور تلك الصور في الاذهان تعلق القلوب تعلقا طاغيا بتلك الصور المصورة في الاذهان ثم اذا مات صاحب العين المصور في قلوبهم حبا طاغيا لم يلتفتوا الى الشرع ولا الى ما جاء في الانجيل والتوراة وانما اتبعوا اهواءهم محبوباتهم مرغوباتهم فبنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور التي كانت متخيلة باذهانهم فجمعوا بين سوءتين كما قال الامام المجدد ابو عبد الله محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بين اتخاذ القبور مساجد والافتتان بالصور قال عليه الصلاة والسلام بعد ان اخبر عن هذا الخبر لان هذا خبر قد يقول قائل اين الدليل على الحذر من اتخاذ المساجد على القبور والحذر من الصور فالجواب تكملة الحديث فاولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة وعلى خطاب احاد الامة فاولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة فانتبه يا عبد الله لما قال فاولئك الفاء يعني ترتيب ما بعده على ما قبله ومعنى هذا الكلام انهم صاروا شرار الخلق بماذا بالفعلين السابقين بناء القبور على المساجد واتخاذ صورهم في المعابد هذه فايدة الفاء فاولئك المشار اليهم بالفعل الذي فعلوه اولئك اخاطبك شرار الخلق عند الله يوم القيامة وقد جاءت الاحاديث ان شرار الخلق يوم ان شرار الخلق عند الله صنفان هذا صنف والصنف الاخر والصنف الاخر من تدركهم الساعة وهم احياء ولذلك جاء في الاحاديث ان الله يرسل ريحا طيبة وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها وبعد الخروج الدابة فتقبض ارواح المؤمنين فلا يبقى الا شرار الخلق فعليهم تقوم الساعة فاولئك شرار الخلق عنده وشرار صيغة مبالغة في وهو بمعنى الاشرار تقول فلان شر شر من فلان وتقول هؤلاء شر من هؤلاء على صيغة ان الاسم شر ويجوز ان تقول هؤلاء اشر من هؤلاء ويجوز ان تقول هؤلاء شرار من هؤلاء شرار الخلق عند الله يوم القيامة فان قال قائل فما وجه كونهم شرارا فما وجه كونهم شرار الخلق عند الله يوم القيامة نقول وجهه في امرين الاول انهم بفعلهم هذا غيروا الشرعة المنزلة والثاني والوجه الثاني انهم بفعلهم هذا صاروا دعاة الى الشرك والبدعة ومن هنا نستطيع ان نقول ان شرار الخلق عند الله يساوي الدعاة الى الكفر والشرك والدعاة الى البدعة والمحدثات. نعم قلتم حفظكم الله الحديث والثلاثون التزام التوسط وترك الغلو فعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه. فسددوا وقاربوا وابشروا واستعينوا غدوة والروحة وشيء من الدلجة. رواه البخاري. الله اكبر هذا الحديث عنوانه التزام التوسط وترك الغلو والجفاء وعلاقته في الايمان ان الايمان المرظي عند الله هو الايمان الخالي من الغلو والخالي من الجفاء هو الايمان الذي حفظ من الغلو والجفا هو الايمان الذي حفظ صاحبه ايمانه من الغلو والجفاء واصل التوسط ليس هو بهذا الموضع ليس معناه هو الشيء بين شيئين من حيث الاطلاق وانما المقصود بالتوسط هنا العدل بين شيئين متنافرين العدل والخيار والحسن والاحسن بين شيئين متناقضين فاذا كان عندنا ها هنا غلو بالمقابل جفاء التوسط والعدل والخيار والاحسن هو ترك الغلو ومجانبة الجفاء وهذا الباب اعني باب التوسط والتزامه ايمان وذلك لان الاسلام دين وسط عدل خيار بينما عليه من التشدد بينما عليه اليهود من التشدد وبينما عليه النصارى من الافراط والتساهل بل والفرقة الناجية والطائفة المنصورة وسط بين الفرق من حيث كونها سلمت من كل انواع طرفي قصد الامور من كل انواع طرفي قصد الامور فكلا طرف قصد الامور مذموم وانما المطلوب الوسط اهل السنة والجماعة المتبعون لسلف هذه الامة من الصحابة والتابعين وخيار الملة هم اهل توسط بين غلو الخوارج وجفاء المرجئة هم اهل توسط بين غلو المعتزلة بالعقل وجفاء المتصوفة في العقل هم اهل توسط بين غلو المشبهة في الصفات وجفاء المعطلة بالصفات فاينما نظرت في مسائل الاعتقاد بل وفي مسائل العبادات بل وفي مسائل الاخلاق تجد ان الشرع الحكيم قد امر بالتوسل فمثلا اللين بغلظة صفتان متقابلتان امر الشرع في مواضع باللين وفي مواضع بالغلظة وذلك هو التوسط بين هاتين الصفتين المتناقضتين فقال عز وجل باللين مع المؤمنين فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وقال في الشدة والغلظة على الكافرين رحماء بينهم اشداء على الكفار رحماء بينهم وقال عزة على الكافرين اذلة ها اي نعم اذا هذا معنى التوسط التزام التوسط وترك الغلو والجفاء سبب من اسباب حمايتك لايمانك كما انتبه لهذا التمثيل كما ان البدن اذا اردت سلامته البدن فعليك بالتوسط فلا تفرط الاكل ولا تهمل الاكل فان افرضت مرضت وان اهملت مرضت هذا الايمان المكون في النفوس المقرر في القلوب هو بحاجة الى هذا التوسط وهذا التوسط لا يمكن ادراكه بمجرد العقل بل لا بد فيه من النظر الى النقل الموافق للعقل ولهذا اوردت هذا الحديث في هذا الباب لهذه المناسبة عن ابي هريرة رضي الله عنه وقد سبق ان ترجمنا له عبد الرحمن بن صخر الدوسي احفظ الصحابة واكثر الصحابة رواية وهو من فقهاء الصحابة قد غلط من ظن خلاف ذلك تجاوز الله عن مقولتهم وما ضر قائل انه ليس بفقيه الا نفسه كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى عندما اورد مقولة من زعم ان ابا هريرة رضي الله عنه ليس بفقيه وهو من فقهاء الصحابة الاجلة بل ان عمر وهو من هو في كونه يتحرى المفتي فيتحرى ها القضاة ويتحرى المعلمين ويتحرى المقرئين في امرته فلا يترك احدا يحدثه او يفتي او يقضي او يعلم او يقرئ الا باذنه ومع هذا قال له ابو هريرة رضي الله عنه يا امير المؤمنين ان شئت ان لا احدث بما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا احدث بما جعلك جعل الله لك علي من السمع والطاعة بل فقال عمر بل نولي كما تولى فحدث ابو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الدين يسرا والصحيح من كلمة ان الدين يسر الالف واللام فيه للعهد وهو الاسلام الاسلام يسر ان الدين يعني الاسلام كما قال عز وجل ان الدين عند الله الاسلام فهنا الدين وصفه بالاسلام والاسلام هو الدين فهما موصوفان لشيء واحد وسمي الدين دينا من وجهين الوجه الاول ان الانسان به يتدين يتقرب الى الله عز وجل والثاني انك تدان بهذا الاعتقاد وبهذا العمل الذي وقر في قلبك وصدر عنه اعمالك بناء على ذلك ان الدين يسر فان قال قائل كيف يكون الدين يسر وفيه الجهاد وفيه الامر بالصبر الامر بالعفو وفيه ما فيه من الامر بالعبادات والنهي عن المحرمات فالجواب ان كل ذلك يسر على المؤمن ولذلك قال جل وعلا فسنيسره لليسرى وقال عليه الصلاة والسلام وان ذلك ليسير على من يسر الله عليه ان الدين يسر يعني في نفسه فاذا نظرت الى الجهاد ووجدته مشقة فانك تنظر الى مصلحة نفسك لا تنظر الى ما رتب الشارع على الجهاد من فضائل في حفظ الدين والعرض والمال والعرظ والنفسي ونشر الاسلام وغير ذلك تصور الان في هذا الزمان دولة ما فيها وزارة دفاع ايش راح يصير؟ دولة ما فيها وزارة داخلية حي صبيس فالذي يقول لماذا شرع الله الجهاد كالذي يقول لماذا يوجد وزارة الدفاع ووزارة الداخلية عندكم في الكويت عجيب غريب هذا الكلام لا يقبل اذا ما في الدين مما قد يظن انه عشر ونوع مشقة اذا نظر الانسان الى ما يترتب على هذا الامر من الفضائل وجده يسيرا ولم يجده عسيرا ويسر قال بعض العلماء رحمهم الله يعني ان الاصل فيه اليسر ان الدين يسر يعني من حيث اصل تشريعه ولذلك لما تقارن بينما قد يظن انه شديد وعسير وبين الميسرات من العبادات والطاعات والاعتقادات لا تكاد النسبة تذكر يمكن واحد من المئة او واحد من الالف والباقي كله يسر كونك تعتقد ان الله واحد ان الله هو المعبود الحق تعبد الملائكة تؤمن بالملائكة ولا تعبده تؤمن بالانبياء ولا تعبده تؤمن بالكتب وتتنور بها وتؤمن باليوم الاخر وتعمل لذلك تؤمن بالقدر كل ذلك يسير العبادات يسيرة ما فيها مشاق بل من نور الله بصيرته وزاد ايمانه واهتدى بهدى الله يرى العبادات ظروريات يرى العبادات ظروريات سبحان الله العظيم فتجد المرأة الصالحة ها فتجد المرأة الصالحة عندما تأتيها الدورة الشهرية تشتاق الى الصلاة تشتاق الى قراءة القرآن من المصحف تشتاق الى مصلاها تشتاق الى حضور مجالس العلم بل ان المؤمن الكامل الايمان عندما يسافر يشتاق الى اتمام الصلاة اذا الدين يسر وليس معنى اليسر ما تفهمه العامة من كونه على هواهم ولا يأتمرون بامر ولا ينتهون بنهي فهذا ليس دينا هذا هوى يظنون ان الدين سهالات سوي اللي تبي لا هذا ليس دين هذا هوى الدين ما امرك الله به هل في قول الصدق صعوبة الجواب لا بل في الوفاء بالعهد والوعد صعوبة؟ الجواب لا هل في حفظ الامانة مشقة الجواب لا فكل ما امرك الله من الاعتقادات والعبادات والاخلاق والمعاملات يسرا ثم قال ولن يشاد الدين احد الا غلب اذن الشدة من اين تأتي من بعض الناس كيف يشدون الدين كيف يشد فلان الدين يشد فلان الدين بمعنى يغلظ فيه بمعنى انه يختار لنفسه المشقة بان يفعل في العبادات ما لم يوجب الله عز وجل عليه ذلك كيف كأن ينذر بانه يصوم كل اثنين وخميس الان هذا النذر ما اوجبه الله عز وجل عليه هو الذي شدد على نفسه بنذره وجعله فرضا على نفسه فيدخل في ولن يشاد الدين احد الا قالبة سيأتي يوم يأتي يوم عليه ولن يستطيع صوم الاثنين والخميس فيضطر الى ايش الى اخراج الكفارة صح ولا لا اذا هو الذي شدد على نفسه اما الدين في نفسه فرض عليك صوم رمضان لم تستطع تطعم. انتهت الاشكالية لم تستطع القضاء لمرض دائم فتطعم انتهت الاشكالية لكن النذر ما فيها انتقال الى الطعام انت اللي شددته على نفسك ولن يشاد الدين احد الا غلبه رجل نذر ان لا ينام الليل يقوم الليل كله طيب يقوم يوم يومين شهر شهرين سنة سنتين واذا مريض كيف يقوم؟ كيف يفي بنذره هو الذي شدد في الدين فغلبه وهنا من باب الفائدة ولن يشاد الدين احد الا غلبه هنا الالف واللام في كلمة الدين راجع الى العهد وهو دينه الذي تدين به سواء كان نذرا فهذا ظاهر او كان غلوا في جانب وافراط في جوانب اخرى مثال الغلو في الجانب لن يشاد الدين احد الا غلبه انه يرى كل الامور واجبات لا يرى المندوبات مثلا هذا شاد الدين فيحصل عليه الغلبة ومن وجه اخر وهو تفسير دقيق يفهم من قوله عليه الصلاة والسلام ولن يشاد الدين احد الا غلبه اي لن يغلظ احد على نفسه في الدين الا صار مغلوبا عاجزا وذلك بان يحدث في الدين فعندما يحدث في الدين ويبتدع من عند نفسه فانه يكون مغلوبا وعندما يصبح مغلوبا يصبح تابعا لهواه ولهذا نرى اهل البدع يبدأون ببدعة صغيرة ثم يصلون الى البدع الكبار كيف وصلوا الى البدع الكبار بسبب غلبة دينهم عليهم غلبة هواهم عليهم لهذا قال عليه الصلاة والسلام فسددوا ومعنى السداد المقاربة ومعنى السداد المقاربة والسداد في القول الصدق والسداد في الفعل موافقة الحق اي اجعلوا الفرظ فرظا والنفلة نفلا ولا تعكسوا ولا تقولوا للحرام حلال وللحلال حرام ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون فسددوا اذا معنى السداد هو السير على الجادة قولا وعملا وقاربوا ومعنى المقاربة هو السير بالخطى على وجه لا يقطع الانسان عن السير ولا يجعله سريعا ولا يكون فيه بطيئا اذا قاربوا يعني في السير الى الله عز وجل وابشروا وابشروا له معنيان اي بشروا الناس والمعنى الاخر ابشروا انتم فان السداد والمقاربة سبب لوصولكم الى كل خير وابشروا الناس بيسر الدين وابشروا الناس بالفظائل المترتبة على اخذ الدين بيسر دون عسر ما جعل عليكم في الدين من حرج يريد الله ان يخفف عنكم هذا معنى وابشر واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من هذا فيه اشارة الى استغلال الاوقات استعينوا يعني اطلبوا العون من الله عز وجل استعينوا اطلبوا العون من الله عز وجل بالغدوة والروحة. فصار الجار مجرور متعلق بالظرف بيكون المعنى هذه اوقات ها للدعاء وطلب العون من الله والغدوة اول النهار قرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهور والروحة اخر النهار قال عليه الصلاة والسلام من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر اهله ومات واستعينوا بالغدوة والروح وشيء من الدلجة اليه السحر سواء كان قيام الليل سواء كان في اول الليل او في اوسط الليل او في اخر الليل لكن الدلجة تطلق على الظلمة ويصح على ما بعد العشاء وفي وسط الليل وفي السحر ويمكن ان يكون المراد واستعينوا بالغدوة والروحة على ان الباء للسببية فلا يكون فيه طلب من الله فيكون المعنى استعينوا على اداء الصلوات والتلاوات وحصول العلم وزيادة الايمان الختمات في هذه الاوقات الثلاثة فيكون الباء باء الاستعانة واما على الاول فيكون الغدو والروحة والدلجة اوقاتا وظروفا للطلب وكلا المعنيين صحيح نسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم التوسط وان يجعلنا من اهل الوسطية وان يعيذنا واياكم من الغلو والجفاء صلى اللهم على نبينا محمد