الحمد لله العلي الاحد الفوز الصمد والصلاة والسلام على نبيه المسدد وعلى صاحب تهجد وتابع تعبد ما عذب مبرد وسلم الى يوم الدين. قال الامام النووي رحمه الله تعالى الحديث السابع والعشرون عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البر حسن الخلق والاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس رواه مسلم نعم هذا حديث النواس ابن سمعان الحديث السابع والعشرين اه هو الحديث السابع والعشرون من اه الاحاديث التي معها الامام النووي رحمه الله تبارك وتعالى واختارها بعناية تامة ووافقه جماهير اهل العلم على اختيار هذه الاحاديث الطيبة المباركة آآ البر وحسن الخلق البر يطلق في الشرع ويراد به الجنة كما قال الله تبارك وتعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبون. قال المفسرون لن تنالوا الجنة حتى تنفقوا مما تحبون. فهذا الاسم يطلق على الجنة. دار البر اي الجنة. اسأل الله ان يجعلني واياكم من اهلها ويطلق اسم البر على الاعمال الطيبة التي يحبها الله اعمال الخير كما قال الله تبارك وتعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان وايضا يطلق البر باعتبارين احدهما معاملة الخلق بالاحسان اليهم يعني من البر ان تحسن الى الناس واكثر ما يطلق على بر الوالدين اكثر ما يطلق على الوالدين بر الوالدين اي الاحسان الى الوالدين ويطلق بالمعنى الاخر ويراد به فعل جميع الطاعات بشكل عام كما قال الله تبارك وتعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة الكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقاموا الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا اولئك هم المتقون فاطلق على جميع هذه الاعمال الخيرة اسمه البر فاذا اما البر انه يطلق على الاحسان بالذات ويخص الوالدين غالبا واما ان يطلق البر ويراد به كل عمل صالح تتقرب فيه او به الى الله تبارك وتعالى وقول النبي صلى الله عليه وسلم البر حسن الخلق وفي رواية البر منشرح اليه الصدر. وفي رواية ما اطمأن اليه القلب واطمأنت اليه النفس كل هذه اه معان صحيحة جاءت في روايات عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. ومعنى هذا ان الله تبارك وتعالى عندما يقول واطمأن اليه القلب ما اطمأنت اليه النفس معنى هذا ان الله تبارك وتعالى جبل النفوس النفوس على قبول الحق ولا حب الخير هكذا مجبولة ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة اي على قبول الحق والراحة به والسكون اليه مجبول على هذا ولله الحمد والمنة ان الانسان الذي فطرته لم تتأثر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او يمجسانه او ينصرانه. اذا اطراف خارجية هي التي تؤثر عليه ذكر الابوين كمثال والا قد يكون معلمه قد يكون اه اصدقاؤه قد يكون اه جيرانه اشياء اخرى الشياطين لكن في الاصل ان الانسان مفطور على قبول الحق مفطور الى آآ الطمأنينة به والراحة الى آآ سماعه هكذا جبلت النفوس وهذا من فضل الله تبارك وتعالى علينا. اما حسن الخلق في قوله البر حسن الخلق فات الشريعة الاسلامية يعني مليئة بالدعوة الى حسن الخلق مليئة بل قال النبي صلى الله عليه وسلم انما بعثت لاتمم صالح الاخلاق انما بعثت لاتمم صالح الاخلاق وآآ هذا الحديث ان شاء الله انه حديث حسن عن النبي صلى الله عليه وسلم والرواية المشهورة عند الناس لاتمم مكارم الاخلاق وهو ايضا يعني ان شاء الله يعني يرتقي لكن هذا اقوى بلفظ صالح الاخلاق اقوى من رواية مكارم الاخلاق والمعنى واحد. والمعنى واحد. فالقصد ان الشريعة تدعو الى حسن الخلق اما الاثم فقال ما حاك في الصدر حاك اي رسخه في الصدر قال وكرهت ان يطلع عليه الناس وفيه اشارة الى ان الاثم ما اثر في الصدر حرجا لانه كره ان يطلع عليه الناس فهو لا يحب ان يطلع الناس على هذا الامر ما حاكى اي استقر في الصدر ولكن في الوقت ذاته يكره ان يطلع عليه الناس مما يدل على انه مستنكر عند الناس. وهذه كما يقول اهل العلم اعلى مراتب معرفة الاثم كما يقول يعني ما يحتاج طبيب انت طبيب نفسك انت طبيب نفسك انت تحكم على هذا الامر انه اثم او لا اذا حاك في صدرك اي رسخ ولا تحب ان يراه الناس او يسمع به الناس فهذا هو الاثم ولذا اذا اتيت امرا مشتبها عليك يعني متشكك فيه وترددت اي في فعله ولم تعلم انه من البر ثم انضم الى ذلك الظاهر انك لو فعلته كرهت ان يطلع عليه الناس خلاص هذي كلها رسائل هذه هي الرسائل لان هذا ايش؟ اثم هذه رسائل لك ان هذا اثم فكن حذرا منه لا تقدم عليه آآ لكن هناك اشياء يجب علينا ان نتنبه اليها وهي ما كانت فيها نصوص شرعية وقد تكرهها النفس كما قال الله تبارك وتعالى عسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرة كتب عليكم القتال وهو كره لكم يعني احيانا النفس تكون منحرفة فتكره بعض الاشياء واحيانا قد لا تكون منحرفة لكن هذا الشيء يخالف ما جبلت عليه النفس من محبة الدنيا او محبة الراحة والاستقرار وكذا فيؤمر تؤمر بالقتال كما يؤمر ابتسامة بشرب الدواء وان كان مرا لكن فيه مصلحته فيه مصلحته فيرشدك الله تبارك وتعالى الى ما فيه المصلحة. واذا يقول الله تبارك وتعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا يكون لهم الخيرة من امرهم يعني في اشياء شرعية التي جاءت فيها نصوص شرعية لا ينبغي للانسان ان يقول والله انا متردد متشكك لا هنا يجب التسليم هنا يجب التسليم كما قال الله تبارك فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. قلنا قد يكون الحرج بالاثم لكن هذا الحرج مقابل نصوص شرعية. اذا هذا الحرج ليس حقيقيا وانما هذا من الشيطان فالانسان هنا يلتزم بالنص الشرعي ولا يلتفت الى ما يظن انه من الاثم والله اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وعن وابسط ابن معبد رضي الله عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت اسألوا عن البر. قلت نعم. فقال استفت قلبك. البر ما طمأنت اليه النفس وطمأن اليه القلب. والاثم ما في النفس وتردد في الصدر وان افتاك الناس وافتوك. حديث حسن رويناه في مسندي الامامين احمد بن حنبل والداومي باسناد حسن نعم هذا الحديث مكمل للحديث السابق ولكن فيه زيادة ان الانسان يستفتي قلبه ان الانسان يستفتي قلبه لما قال النبي صلى الله اتيت تسأل عن البر قال نعم قال استفت قلبك وان افتاك الناس افتوك ولكن هذا الامر واستفتاء القلب عندما آآ يكون الانسان مترددا في فعل شيء او تركه وهنا يستفتي قلبه ولكن الاصل انه يستفتي آآ من يثق بدينه وعلمه وورعه. فاذا اشتبهت عليه الامور هنا يستفتي قلبه ان كان يعني بذل الجهد في معرفة الحق اذا كان بذل الجهد في معرفة الحق هنا بعد ذلك يذهب الى استفتائه القلب افعله او لا افعله لماذا؟ لان القلب مفطور قبول الحق كما قلنا قبل قليل القلب والنفس مفطورة على قبول الحق. نعم