والايمان بالقضاء والقدر يتضمن اربع مراتب. اربع مراتب. المرتبة الاولى الايمان بان الله علم ما كان وما يكون. في علمه الازلي الذي هو موصوف به ازلا وابدا. فما من شيء الا ويعلمه الله جل وعلا ما كان وما يكون. وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض. ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. الم ترى ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. فهو يعلم ما يكون بين الناس من الكلام والنجوى فيما بينهم يعلم ما يسرون وما يعلنون يعلم ما في الصدور يعلم ما في السماوات والارض ان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء فعلم الله شامل بما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون كله داخل في علم الله جل وعلا. الشامل المحيط بكل شيء. في الماضي والحاضر والمستقبل. هذه المرتبة الاولى. المرتبة الثانية ان تؤمن وتعتقد ان الله كتب في اللوح المحفوظ كل شيء. علمه ثم كتبه. اللوح المحفوظ واللوح المحفوظ لوح مخلوق لا يعلم كيفيته وسعته الا الله جل وعلا عنده جل وعلا تؤمن باللوح وتؤمن الكتابة في الحديث اول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال ما اكتب قال اكتب ما هو كائن اذا يوم القيامة. فجرى بما هو كائن الى يوم القيامة. وفي الحديث ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وعرشه على الماء. عندنا العرش والقلم. ايهما اسبق؟ قال قوم ان العرش اسبق عندنا العرش والقلم ايهما اسبق؟ قال قوم العرش اسبق من القلم. وقال قال قوم القلم اسبق من العرش. وقوم فصلوا. فقال ابن القيم رحمه الله والناس مختلفون هنا في القلم الذي كتب القضاء به من الديان هل كان قبل العرش او هو بعده قولان عند ابي العلا الهمداني والحق ان العرش كان قبل لانه وقت الكتابة كان ذا اركان وعرشه على الماء. كان ذا اركان وكتابة القلم الشريف تعقبت ايجاده فالكتابة مقارنة لوجود القلم حينما خلقه الله قال له اكتب. مقارنة لايجاد القلم. واما من حيث الوجود فالعرش اسبق. هذا هو القول الصحيح. لقوله صلى الله عليه وسلم وعرشه ان الله قدر مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وعرشه على الماء قدرها قبل الكتابة ثم كتب الكتابة متأخرة عن وجود القلم ووجود القلم متأخر عن العرش. والعرش اسبق. هذه مسألة استطرادية. لكن لابد من معرفتها. لانها تدخل في الموضوع هذه المرتبة الثانية الكتابة وهي الكتابة العامة الشاملة التي كتب فيها كل شيء يمكن ان يسأل سائل فيقول اليس الله يأمر الملك الموكل بالأجنة اذا تم له اربعة اشهر نفخت فيه الروح جاءه الملك وكتب رزقه واجله شقي او سعيد هذا دليل على ان ان هذه الكتابة انها متأخرة وقت وجود الجنين. نقولها هذي تفصيل للكتابة السابقة وهذا مأخوذ من الكتابة السابق. كتابة الملك مأخوذة من الكتابة السابقة. التي في اللوح المحفوظ. جاء ايضا في ليلة القدر ان الله يقدر ما يجري في السنة. ما يجري في سنة من حياة او موت او جذب او خصب او ما يجري فيها. او رخص الاسعار او غلاء الاسعار او الحروب او غير ذلك. هذا كله في ليلة القدر. ولذلك سميت ليلة القدر لانه يقدر فيها ما يجري في السنة فيها لا يفرق كل امر حكيم. الجواب كما سبق ان الكتابة ليلة القدر مأخوذة من الكتابة العامة في اللوح المحفوظ. فالكتابة العامة في اللوح المحفوظ يؤخذ يأخذ منها الملائكة بامر الله جل وعلا كتابة على الجنين والكتابة في ليلة القدر. فهي كلها مأخوذة من الكتابة السابقة فلا تنافي ولا تعارض بين الادلة. هذه الكتابة وهي الدرجة الثانية. ويدل على هاتين الدرجتين قوله تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. نبرأها يعني نوجدها ونخلقها. فدل على ان كل ما يجري من المصائب انه مكتوب في اللوح المحفوظ. في كتابه اللوح المحفوظ. من قبل ان نبرأ ان نخلقها وهذه هي المرتبة الثالثة مرتبة مرتبة المشيئة والارادة وكل شيء يقع فان الله قد اراده وشاءه هذه المرتبة الثالثة. المشيئة والارادة فلا يكون شيء الا وقد شاءه الله هو اراده المرتبة الرابعة الخلق والايجاد من قبل ان نبرأها اي نخلقها ونوجدها. ان على الله يسير. فدلت الاية على مراتب على مرتبة الكتابة ومرتبة الخلق والايجاد ومرتبة المشيئة والارادة كما في قوله تعالى فعال لما يريد. ان الله يفعل ما يشاء وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. هذه المشيئة والارادة. فهذه اربع اربع درجات لابد من الايمان بها. مرتبة العلم مرتبة الكتابة في اللوح المحفوظ مرتبة المشيئة والارادة عند وقوع الشيء ثبت خلق الشيء وايجاده الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل. والله خلق وما تعملون. هذه مراتب القضاء والقدر. من جحد واحدة منها لم يكن مؤمنا. بالقضاء والقدم