وعليه ان يستحي من الله هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اتبعه باحسان من الى يوم الدين اما بعد قال الامام البخاري باب من اغتسل عريانا وحده في الخلوة ومن تستر فالتستر افضل طبعا هذا الباب في اقصى سلطانية ومقصودة البقاع هنا قبل الباب بسملة وذكر القتلاني انها لابي ذر وانها سقطت لغيره كما في الفرق ولن يتعرض لذلك الحافظ ابن حجر بشيء. كما انها وجدت في بعض الطبعات. ولم توجد في بعضها الاخرون ولم ترد في نسختنا الخطية المعتمدة ولذلك فنحن لم نثبتها واثباتها خلاف الاصل ايضا خلاف طريقة الامام البخاري يرحمه الله تعالى الشاهد يقول الامام البخاري باب من اغتسل عريانا اي من اغتسل عاريا وحده اي وحدة كما قال في الخلوة اي في الخلوة عن الناس وهذا تأكيد لوحده قال ومن تستر فالتستر افضل يعني معناه ان الانسان اذا اراد ان يغتسل وحده عاريا جاز له ذلك لكن التستر حياء من عند الله تعالى افضل. والامام البخاري ذكر اثرا معلقا وذكر حديثين ومن خلال الحديثين انتهى الى هذه النتيجة فكان الحكم الذي ذكره البخاري مأخوذ من الخبر المعلق ومن الحديثين الذين ذكرهما ونحن بحمد الله تعالى في كل درس نشرح حديثا واحدا سيأتي الاستدلال على ذلك. قال البخاري وقال به اللي هو بهز ابن حكيم لمعاوية ابن حيدة القشيري ابو عبد الملك بلد الاقامة البصرة قال الذهبي توفي سنة بضع واربعين وهي وهو صدوق حسن الحديث عن ابيه وهو حكيم بن معاوية بن حيدر وهو ثقة عن جده وهو معاوية ابن حيدر ابن قصي صحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله حق ان يستحيا منه من الناس طبعا البخاري اختصر الحديث والا في الحديث فيه احفظ عوراتك الا من زوجك او ما ملكت يمينك والحديث موصول في بعض كتب السنن وفي مسند الامام احمد وهو حديث حسن. في رواية فهد ابن حكيم عن ابيه عن جده ليست من شرط البخاري واذا علقها الامام البخاري هنا وهذا الخبر احد المعلقات التي في صحيح الامام البخاري والخبر قوي في رواية مهدي بن حكيم عن ابيه عن جده من نوع الحسن كما ذكر ذلك العلماء المقصود ان الله وان كان يعلم شره ونجواه الا انه ينبغي ان يستحي منهم. مما يستحيا فيما بين الناس فهذا من الادب مع الله ونحن نستفيد من هذا الخبر مسألة مهمة وهي الحياء من الله تعالى والقاعدة ان صدق الايمان التعظيم لله وثامرته الحياء من الله تعالى والايمان الصادق الصحيح يصحبه الحياء من الله. والحب له والرجاء الطويل ثوابت. والخوف من عقابه ولذلك ان ادراك العبد لهذه المعاني يورثه الحياء من الله ومن صبر على مشاق الطاعات وترك الشهوات من غير خوف العذاب فهو شريف النفس. فضل الطبيعة عزيز الهمة عظيم المروءة كثير الانفة من دناءة المعاصي شديد الحياء من الله تعالى ومن جمع الى الطاعات الخوف فقد جمع خيرا كثيرا ايها الاخوة الحديث من الاحاديث العظيمة يعلمنا الحياء من الله تعالى هذا الحديث المعلق الذي علقه البخاري واستدل بحكم فقهي ساقه في الباب نجتهده الاحياء من الله والايمان يدعو الى الحياء من الله الذي يراك حين تقوم ويرقب حركاتك وتتنافس في الليل والنهار ولذلك على المؤمن تحقيق التوحيد لله والسلامة من الشرك وسعيه وعليه محبة الله عز وجل المحبة الشرعية الكاملة وعليه الخوف من الله عز وجل من غير قنوط. وعليه رجاء الله عز وجل مع حسن العمل. وعليه مراقبة الله عز وجل في السر والعلانية وعليه التوكل على الله في كل اموره مع الاخذ بالاسباب وعليه الثقة بالله عز وجل في احلك الظروف وعليه الثبات والطمأنينة واليقين في الله وعليه الحياء من الله عز وجل كما اشار اليه هذا الحديث وعليه التبرأ من الحول والقوة واظهار الافتخار الى الله عز وجل وعليه تحسين شرع الله عز وجل في الامور كافة مع الرضا والتسليم وعليه حفظ الضروريات الخمس وهي الدين والنفس والعقل والمال والحقد له ولغيره وعليه المسارعة الى اداء الواجبات من صلاة وزكاة وصيام وحج وبطء بالوالدين وصلة من الرحم وحسن خلق وعليه شرح جميع المعاصي والمنكرات القولية والعملية والاعتقادية وعليه كثرة ذكر الله عز وجل ودعائه واستغفاره وتلاوة كتابه وتدبر ما فيه والعمل بمقتضاه وعليه الاكثار من ذكر الموت فان من اسهر الموت استعد لما بعد الموت واستعد للموت وعليه قصر الامل وعليه اتهام النفس دائما بالاهمال والتقصير وعليه ان لا يرى لنفسه على الله حقا وعليه الا يشكو الله عز وجل الى خلقه وعليه الا يذل نفسه لصاحب ديننا اذا الحياء ايها الاخوة مهم جدا والحياء يطبقه الانسان تطبيقا عمليا كما ذكرنا. والحياء حياء حياء من الله عز وجل وحياء من رسوله صلى الله عليه وسلم والحياء الاخرة حياء من خلق الله فاما الحياء من الله فهو بان لا تختلف المعاصي والاثام وهو يا ربنا يراك في كل احوالك. واما الحياء من الرسول صلى الله عليه وسلم فهي بان نبلغ كما هي والحياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم بان نصدق خبره ثم اعلموا بارك الله فيكم بان اعظم الحياء ينبغي ان يكون من الله تعالى. الذي نتقلب في نعمه واحسانه الليل والنهار ولا نستغني عنه طرفة عين ولا ادنى من ذلك ونحن تحت سمعه وبصره وهيمنته ومراقبته لا يغيب عنه من حالنا وقولنا وفعلنا شيء وهو الذي خلقني وهو الذي رزقني فنحن نطعم من خيره ونتنفس من جوه وهوائه ونعيش على ارضه ونستظل بسمائه البحر ونركب الالات والدواب والاءه قد غمرتنا من المهد وحتى الوفاة. فكيف لا نستحي منه بل حتى بعد الوفاة حينما جعل الله لنا الارض كفاتا احياء وامواتا فكيف نقابل هذه النعم بالاساءة؟ فيا عباد الله استحيوا من الله حق الحياة ويتولد الحياء كما قال اهل العلم ان المعرفة بعظمة الله وجلاله وقدرته لانه اذا ثبت تعظيم الله في قلب العبد اورثه الحياء من الله والهيبة لهم فغلب على قلبه ذكر اطلاع الله العظيم الى ما في قلبه وجوارحه وذكر المقام غدا بين يديه. وسؤاله اياه عن جميع اعمال قلبه وجوارحه. وذكر في دوام احسانه اليك وقلة الشكر منه لربه فاذا غلب ذكر هذه الامور على قلبه هاج منه الحياء من الله فاستحيا من الله ان يطلع على قلبه وهو معتقد بشيء مما يكره او على جارحة من جوارحه يتحرك بما يكره ايها الاخ الكريم طهر قلبك من كل معصية. وامنح جوارحك من معصية الله تعالى وعليك بتحقيق الحياء لله. فمن استحيا من ربه حق الحياء حفظ القلب وما وعى والرأس وما حوى وعرف ما خلق له من عبادة ربه. فاخر ما يبقى على ما يفنى فان من علم ان الله يراه حيث كان وانه مطلع على باطنه وظاهره وسره وعلانه. واستحضر ذلك وفي خلواته وجلواته اوجب له ذلك ترك المعاصي في السر وفي العلن قال القحطاني واذا حلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية الى الطغيان تستحي من نظر الاله وقل لها ان الذي خلق الظلام يران وقالت بالسماك يامد من الذنب اما تستحي والله في الخلوة تثانيك اذا ايها الاخوة فان اصل اعمال القلوب الحياة. فمن اتفق بالحياء من الله فقد انفرغ قلبه بمعرفة الله حبه وخوفه ورجائه والتحبب اليه مهما امكن وقد يتولى الحياء من الله المطالعة النعم. فطالعوا النعم وتفكروا فيها. وقد قال عمر ابن عبدالعزيز ان بالنعمة اعظم اعظم اجرا من شكرها فالانسان اذا قال عن نعم تولد من ذلك الحياء يستحي العبد من الله ان يستعين بنعمته على معاصيه فهذا من اعلى خصال الايمان. وقد خطب عورة الى ابن عمر ابنته وهما في الطواف فلم يجبه بشيء. ثم رآه فاعتذر اليهم وقال كنا في الطواف نتخايل الله بين اعيننا والحديث الذي ذكره البخاري معلقا فيه انه ندب النبي صلى الله عليه وسلم الى دوام استحضار معية الله وقربه والى منه بدايته فهذا الحديث وغيره دل كما دل عليه قوله تعالى وهو معكم اينما كنتم ودل كما دل قوله تعالى وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل. الا كنا عليكم شهود اذ تفيضون فيه وذكر ابن ابي الدنيا عن بعض السلف انه قال ما يمر علي اشد من الحياء من الله اشد شيء هو الحياء من الله هكذا كان على بعض السلف ومن ومن احسن العون على الاخلاص الحياء من الله وانت بحاجة الى الحياء من الاخلاص في كل عمل فلا تستطيع ان تستعين على الاخلاص بمثل الحياء من الله مراقبة الظواهر فهي حينما يعتقد العبد ان الله يراه وان الله مطلع عليه في كل مكان ينتج هذا ايضا احياء من الله فيستحي ان يسيء الادب مع الله تعالى وهو بين يديه. وتأمل ايها الاخ الكريم قول الحق حينما قال يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون نزلت هذه الاية قبل تحريم الخمر في جماعة كانوا يشربونها ثم يصلون وهو مقصود الاية اي من مقتضى ايمانكم الحياء من الله. ومن الحياء منه ان لا تقوموا الى الصلاة وانتم سكارى. لا تعلمون ما تخاطبونه فالحياء من الله يوجب ذلك. اذا انت الان حينما تصلي وتفرح بعيدا. عليك ان تستحمل فلا تسمع. قد تقول قولا لا تفقه معناه عليك ان تستحي من الله فلتتفقه في معاني الصلاة وهذه الاية الكريمة يا ايها الذين امنوا جاء فيها تصدير الكلام بحرفي النداء والتنبيه. للمبالغة في حملهم على العمل بموجب بالنهي وتوجيه النهي الى قرآن الصلاة مع ان المراد هو النهي عن اقامتها بالمبالغة في ذلك ويلزم ايها الاخوة الحياء من الله تعالى ان لا يسمع ما لا يحل من غيبة وسوء قول المتكلم ما لا ينبغي فالحياة لا تجلس مجالس الذين يأتون في ناديها المنكر ولا تجلس في مع الذين لا يرجون لله وقارا ولا الانسان حينما يأتي القرآن عليه ان يستلزم الحياء من الله. وقد قسم بعض العلماء الناس في تلاوة التدبر على ثلاثة مقامات الاول من يسهل اوصاف المتكلم سبحانه في كلامه. ولهذا قال جعفر الصادق ان الله تجلى لخلقه بكلامه ولكن لا يلزم الثاني من يشهد بقلبك بان الله يخاطبه ويناديه بارظائه ويتحبب اليه بانعامه فمقام هذا الحياء من الله وتعظيم الله الثالث من يرى انه يناجي ربه سبحانه. فهذا مقام السؤال والتمسك لله تعالى. وحاله الطلب وهو وصفته من المستقيم وكل مقام من هذه سبيل لفهم لفهم لفهم كتاب الله تعالى يتذوقه القارئ فالحظ هذا واستفد منه واحرص لان تبلغ اعلى المنازل بانك كانك ترى الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول عبدالله بن ابي الهزيل فيما نقله عنه ابن القيم يقول ان الله تعالى ليحب ان يذكر في السوق ويحب ان يشكر على كل حال الا في الصلاة يقول ويبكي في هذا الحال استشعار الحياء والمراقبة يعني هذي الحاء هكذا يرى ابن ابي حسين من اجل ان الانسان يستحي ويراقب الله في نعمته نعمة الخروج يكفي في هذا الحادث اشعار الحياء والمراقبة والنعمة عليه في هذه الحال. يعني يكفي انه يستشعر نعمة الله عليه في التخلص. من المؤذيات وهذه ربما التفكر فيها امر جليل قد يكون في هذا اجر من الذكر فذكر كل حال بحسب ما يليق بها واللائق بهذه الحال التقنع بثوب الحياء من الله وانزاله ولتر نعمته عليه اذ النعمة في تيسير خروجه كالنعمة به. وكان علي ابن ابي طالب اذا خرج من الخلاء مسح بطنه وقال يا لها من نعمة لو يعلم الناس قدرها وكان بعض السلف يقول الحمد لله الذي اذاقني لذته وابقى في قوته واذهب عني مضرته روى ابن المبارك في كتاب الزهد قال اخبرنا محتمل ابن سليمان عن ابيه قال دخلت على رجل من اصحابي وهو بالموت فرأيت من جزعه شيئا سائل فقلت له ما هذا الجزاء؟ فقال وما لي لا اجزع؟ ومن احق بذلك مني والله لو اتتني المغفرة من الله للحقني الحياء من الله فيما افضيت به اذا الاحياء من الله ايها الاخوة وقال بعضهم قال ذا النون اعلموا ان الذي اهاج الحياء من الله عز وجل معرفته باحسان الله اليهم. يعني من استحيا من الله بسبب انه يعلم ان الله محسن اليهم وعلمهم بتضييع ما افترض الله عليهم من شكره وليس لشكره نهاية كما ليس لعظمته نهاية فاذا كما انه ليس الاعظم في الحياة ان يستحي من الله لان الانسان مهما بلغ فهو مقصر وقال اخر حدثني من سمع عبيد ابن عمير يقول اثر الحياء من الله على الحياء من الناس بعض الناس يستحي من الناس لكنه لا يستحي من الله. نسأل الله السلامة الحياء من الله ايها الاخوة هو خير كله وهو الذي لا يأتي الا بخير وهو الذي لا ينفث عن الايمان واما الحياء من الخلق فالغالب فيها ايضا ان يكون محمودا فالحصر الدعائي او كله محمود الا اذا عارضه ترك الحياء من الله في صرف جانبه من اداء الحقوق ويراعي جانب المخلوق فحين اذ يستحق ذلك الحياء ان لا يسمى حياء عند الحياء كله خير والحياة اذا هو الحياء الذي يقربك الى ربك والحياء خلق يبعث عن اجتناب القبيح من الافعال والاقوال ويمنع من التقصير في حق ذي الحق وعن سعيد بن يزيد الازدي انه قال للنبي صلى الله عليه وسلم اوصني قال اوصيك ان تستحي من الله كما تستحي من رجل الصالح هذا الحديث رواه الامام احمد في الذهل والبيهقي في الشعر والطبراني في الكبر والحديث ذكره الشيخ الالباني في الصحيح عن رقم سبعمائة وواحد واربعين. قال المناوي رحمه الله شارحا يقول اوصيك ان تستحي من الله كما تستحي من الرجل الصالح من قومك. قال ابن جرير هذا ابلغ موهبة وابين دلالة باوجف ايجاد. واوضح بيان. اذ لا احد من الفسقة الا وهو يستحي من عمل القبيح ان اعين اهل الصلاة وذوي الهيئات والفضل ان يراه وهو فاعله والله مطلع على جميع افعاله خلقه من عجز استحياء من ربه استحياءه من رجل صالح من قومه تجنب جميع المعاصي الظاهرة والباطنة. فيا لها من ما ابلغها وموعظة ما اجمعها. رحم الله ابن ولذا قال بعض السلف خف الله على قدر قدرتك على قدر قدرته عليك. واستحي منه على قدر قربك منه وقال الراغب الاصفهاني رحمه الله حق الانسان اذا هم بقبيح ان يتصور اجل من في نفسه حتى انه يراه فالانسان يستحي ممن يكفر في نفسه ولذلك لا يستحي من الحيوان ولا من الاطفال ولا من الذين لا يميزون ويستحي من العالم اكثر مما يستحي من الجاهل ومن الجماعة اكثر من الواحد والذين يستحي منه الانسان ثلاثة البشر وهم اكثر من استحيا منه ثم نفسه ثم الله. ومن استحيا من الناس ولم يستحي من نفسه فنفسه عنده اخس من غيره ومن استحيا منها ولم يستحي من الله فلعدم معرفته بالله فالانسان يستحي ممن يعظمه ويعلم انه يراه او يسمع نجواه فيبسطه ومن لا يعرف الله فكيف يعظمه؟ وكيف يعلم انه مطلع عليه اذا قوله في الحديث الله حق ان يستحيا منه اي فاستتر مما امر الله بالاستتار طاعة له وطلبا لما يحبه منك ويرضيك وليس المراد في الستر لا يمكن منه جل ذكره وثناؤه كما قال السلني في حاشيته على سنن ابن ماجة وقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله تعالى الا انهم يتنون صدورهم ليستفوا منه الا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون انه عليم بذات الصدور فقال اناس كانوا يستحيون ان يتخلوا فيبغوا الى السماء وان يجامعوا نساء فيفظوا الى السماء فنزل ذلك فيهم يعني انهم كانوا يكرهون ان يقضوا الحاجة في الخلاء وهم عراة واذا كان الصديق يقول استحيوا من الله فاني اذهب الى الغائط فاظل متقنعا بسببه حياء من ربي عز وجل وكان ابو موسى اذا اغتسل في بيت المظلم لا يقيم صلبه حياء من الله عز وجل ولكن طبعا هذا بدر زائد ومكر لا يؤمر بها كل الناس والاخلال بمثل هذا المقام لا يقل بادب ولا ما دام المرفق قد حفظ عورته كما امره النبي صلى الله عليه وسلم واعطى الحياء حقه فلم يقدم على قبيح في الشرح ولا مردود في الادب والاخلاق وللفائدة ففي مسألة الحديث المشهور لكنه ضعيف ينهى عن التعري عند قضاء الحاجة وعند الجماع وهو اياكم والتعري فان معكم ان لا يفارقكم الا عند الغائط. وحين يفدي الرجل الى اهله فاستحيوهم واكرموهم. حيث رواه الترمذي وفي اسناد ليث ابن ابي سليم وقد اختلط كثيرة حديثه اذا في الحياء من الله ما يدل على مراقبته وحضور القلب معه. فانت حينما تستحي من الله جل وعلا انك مراقب لربك وقال بعض الحكماء من كسل الحياء ثوبه لم يرى الناس عيبه اذا الانسان صار يفتح مثال حقيقي لا يرى منه واوصيكم ايها الاخوة بالعلم ومعرفة الله معرفة توجب الحياء من الله والمحبة لهم وتعلق القلب به والشوق اليه والانس به ومحبته والانابة اليه والفرار من الخلق اليه والفرار منه اليه سبحانه وتعالى فالحياء من الله ومفرق الطريق بين اخلاق المسلم واخلاق غير المسلم ولسانه بصور الحياة جميعا ان يستحي من الله ان يراه وهو يعصي ربه ان يستحي من الله ان يراه وقلبه مشغول عنه. وهو واقف في الصلاة ان يستحي من الله ان يقول قولا وليس في قلبه مراقبة لله ان يستحي من الله ان يرى في قلبه بغض وكراميه لاخوانه المسلمين او حسد او تمن سوء للمسلمين ان يستحي من الله ان يرى في قلبه التصنع والتكلف في المخلوق ان يستحي من الله ان يرى في قلبه تعظيم المخلوقين اكثر من تعظيم الخالق نسأل الله العافية ان يستحي من الله بان يعمل في الشر شيئا يستحي منه في العلانية. اي يستحي من الله ان يكون ظاهره خلاف باطنه ان يستحي من الله عندما ينادي ربنا في الثلث الاخير من الليل هل من سائل فاعطيه؟ هل من مستغفر فاغفر له؟ وهو نائم في فراشه يغط ولذلك علينا ان نتساءل كيف نحسن الحياة وكسب الحياء من خلال معرفة الله ومعرفة كلامه ومعرفة عظمته ومعرفة قربه من عبادك واطلاعه عليهم وعلمه بخائنة الاعين وما تخفي الصدور فهذا من اعلى حصار الايمان وهذا البيت الحضور الى ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب. الحياء من الله ان يستحي العبد من الله منا ان نتقرب اليه عز وجل بصلاة جوفاء خالي من الخشوع والخوف والوجل فالشعور بالاستحياء من الله يدفع المسلم الى العبادة والتقرب الى الله بصلاة خاشعة فيها معاني الخوف والرهن ولي خطبة في هذا العنوان بعنوان مشاعر الصلاة بودي انفسنا الحياء من اجل مكارم الاخلاق الاحياء من الله لانه يدل على طهارة النفس وحياة الضمير ويقظة الوازع الديني. ويدل على مراقبة الله اذ من لم يكن باق حياء لن يقروا الضيف لم يقل الضيف ولم يقره على التعليم والمراجعة والمناصحة يقرها على الصواب وينهاه عن الخبث واذا لم يكن الانسان مراقبا لله لم يفهم الوعد ولم يؤدي الامانة ولم يقضي لاحد حاجة ولا تحرى الجميل لذا يقول الجنيد الحياء من الله عز وجل ازال عن قلوب اوليائه سرور المنة يعني الانسان يحذر انه يمن على الله بالعبادة ولعل الانسان يخضع لله في العباد اذا وفقه الله في العبادة فالله صاحب المنة الحياء ايها الاخوة خلق يبحث على ترك القبيح ويمنع من اتباع الهوى والتقصير في حق الله ومن تخلق بالحياء صان عرضه وابتعد عن المساوئ ونشر المحاكم ومن قل حياؤه ذهبت وهان على الناس ومن جمع بين الحياء والسخاء تقدم على اغانيه وظفر بمودة جلسائه واخوانه ودائما نسر بان الحياء من الايمان والحياء يكون في اوجه الحياء من الله تعالى عند الاهتمام بامتثال اوامره جل وعلا والكشف عن زواجه الحياء من الناس ويكون بكف الاذى وترك المجاهرة للطريق حياء الانسان من نفسه ويكون بالعفة وقيام الصلوات وفي الذكر الحكيم ان ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحي من الحق جاء في الحديث الصحيح دعها فان الحياء من الايمان. وقال ابن معناه ان الحياء يمنع صاحبه من الكتاب والمعاصي كما يمنع فسمي ايمانا كما يسمى الشيء باسم ما قال مقامه نساء الانصار ايها الاخوة ذات سنة يسألن النبي صلى الله عليه وسلم تعاظى عندهن حياءان الاول الحياء من الله عز وجل ومن نبيه والناس ان يكن جاهلان باحكام الله استحيي من الله والجهل معلوم هو مظنة الوقوع في المعصية والثاني الحياء من النبي ومن ومن حضر النبي صلى الله عليه وسلم من حضر في ذلك المجلس ان يظهرن ما يعد اظهاره عيبا عند الناس فحملتهن غريزة الحياء على التخلص من العيب الاكبر وهو الجهل ومظنة الوقوع في المعصية ولو بارتكاب العيب الاصغر كافرين لدورة الجامع خاتم الانبياء المرسلين لطلاب صغار اعلمهم القراءة والكتابة فاول ما حفظتهم اية الحياء من الله وهي قوله تعالى الم يعلم بان الله يرى ولذلك ثمرة المعرفة ثلاثة خصال ثمرة المعرفة بالله ثلاثة خصال الحياء من الله والحب في الله والانس بالله. نسأل الله ان يعطينا النصيب الاوفر من ذلك يقول ابن القيم في الجواب الكافي والحياء مشتقا من الحياة والغير يسمى حيا بالقصر لان به حياة الارض والنبات والدواب وكذلك سميت الحياة حياة الدنيا سميت بالحياة حياة الدنيا والاخرة. فمن لا حياء فيه ميت في الدنيا شقي في الاخرة وبين الذنوب وبين قلة الحياء وعدم الغيرة فلازم ان الطرفين. وكل منهما يستدعي الاخر ويطلبه حثيثا. ومن استحيا من الله عندما استحيا الله من عقوبته يوم يلقاه ومن لم يستحي من الله تعالى من معصيته لن يستحي الله من عقوبته ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت وقال محمد ابن عبد الله البغدادي اذا قل ماء الوجه قل حياؤه. فلا خير في وجه اذا قل ماؤه. حياؤك فاحفظه عليك انما يدل على وجه الكريم حياؤه وعن رجل من خزاعة قال اذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستحي فاصنع ما تشاء فلا والله ما في العيش خير وما الدنيا اذا ذهب الحياء يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحى ولا شك ايها الاخوة ان الحياء من الله من اروع الاداب. فاذا لزم المرء الحياء كانت اسباب الخير منه موجودة. لان الحياء هو الحائل بين المرء وبين المنيات والمعاصي ولقد احسن القائل ليقول ورب قبيحة ما حال بيني وبين ركوبها الا الحياء فكان هو الدواء لها ولكن اذا ذهب الحياء فلا دواء وعن زيد ابن ثابت قال من لا يستحي من الناس لا يستحي من الله وعن عبيد الله النعمان يقول اسر الحياء من الله تعالى يعني الانسان عليه ان يحصل على الحيض وقال ايضا اخر الحياء من الله على الحياء من الناس. قد انسان يكون في موطن وفي مكان فيفقد عنده الحياء فعليه ان يؤثر الحياء من الله الحياء من الناس فانتقد تكون في مكان وعليك ان تأمر بالمعروف وتنهى عن فتستحي الحياء المذموم انت تستحي من الله وعليك ان تؤدي حق الله ولذا قال كعب السحي من الله في سرائركم كما تستحيون من الناس في علانيتكم وقيل من لا يستحي من الناس ولا يستحي من نفسه فلا قدر لنفسه عنده. ابو ذر يستحي من نفسه انه لابد ان يرفع نفسه ويزكيها فاذا دساها فهو لن يستحي من نفسه وفي شعب الايمان عن سعيد ابن عثمان الحناط يقول سمعت ذا النون يقول اعلموا ان الذي اهاج الحياء من الله عز وجل معرفتهم باحسان الله اليهم وعلمه بتضييع ما فرض الله عليه من شكره وليس لشكره نهاية. كما ليس لعظمته نعم. اذا هذي المقولة احفظوها واعملوا بها وعليكم بالمعرفة بالله. واذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اشد الناس حياء وكان عثمان رضي الله عنه من شدة حيائه تستحيي الملائكة منه والحياء كله خير ويدل على الخير والحياء من الله كلمة عظيمة جدا مرت عندنا هذه المعاني حينما مر عندنا هذا الحديث العظيم ولا تنظروا الى هذه الوظائف وهذه الشهادات وهذه الجامعات وهذه القصور وهذه انا اقولها اليوم حينما لم ننتفع بالوظيفة والحمد لله وهذه الشهادات اصبحت كما شهادات. وهذه الجامعات قد بعدت عنا ولا نستطيع ان نصلها ولا نستطيع ان نذبح وقد انقطع ما بينا وذهبت بحمد الله الاجور التي كنا نتقاضاها عن التدليس وبيوتنا قد تركناها وما فيها نعتبر بهذه بالخروج من الدنيا والوقوف بين يدي الله. ونستحي من الله هذه الوظائف وهذه الشهادات وهذه وهذه القصور والبيوت وهذا النعيم انما هو زائل وسوف نغادر. والنبي صلى الله عليه وسلم شبه الدنيا برجل استظل في ظل شجرة ثم راح عنها قال ما يروي الدنيا ما انا والدنيا الا كرجل قال عند شجرة ثم قال عنها فالدنيا وما فيها ظل سائل وفي الجنة ظل ممدود لا يزول ولا ينتصر. اخي محمد يرحمه الله الذي قتل قبل اسبوعين في الصباح وفي المساء وفي اوقات متعددة وابتسامته لا تنقطع ويأخذنا ويخدمنا خدمة بديعة احمد الان حينما نفذته كاننا في خيال. يعني حينما مات وقتل وذهب وهكذا. فاذا هذه الدنيا ايها الاخوة انها شيء زائل وذاهب فعلى الانسان ان لا يغتر بها ولا يصح عندها