نداءات الهية هامة للمؤمنين في اخر فصل من فصول سورة ال عمران. دعوة لهم الى الصبر والمصابرة والمرابطة والتقوى وعدم الاغترار بما عليه الكافرون من سلطان وجاه. فان الله تعالى قد جعل العاقبة بان التقوى هل في الوجود قامت القرآنية وروضة تزداد في الوجدان هل في الوجود نعمة القرآنية وروضة تزدان في الوجدان. وبأنعم امرأة ازدهت ارواحنا وسمت بها لمراتب الاحسان زهراء وحين نستظل بظلها بخلاصة التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل من ذكر او انثى بعضكم من بعد فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم لاكفرن عنهم سيئاتهم ولادخلنهم جنات مات ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار ثوابا من والله حسن الثواب. بعد ان ذكر الله تعالى في الاية السابقة ضراعة اهل الايمان في دعواتهم. بشرهم هنا بانه قد اجاب دعاءهم. وانه تعالى لا يبطل عمل الذي عملوا الصالحات منهم بل سيجازيهم على اعمالهم ثوابا كاملا غير منقوص. ولن يفرق في بين ذكر وانثى. لان الذكر من الانثى والانثى من الذكر. وقد خلقهم الله تعالى جميعا من نفس واحدة. وكلهم سواء في الميزان. ثم بين الله تعالى الاعمال التي استحقوا بها حسن الثواب. فالذين خرجوا من اوطانهم التي احبوها. فارين بدين من ظلم الظالمين. تاركين ديارهم ومساكنهم. وتحملوا الاذى والاضطهاد في سبيل العقيدة وقاتلوه اعداء الله وقتلوا من اجل نصر دين الله. هؤلاء الذين فعلوا كل ذلك وعدهم الله تعالى بالاجر العظيم. يمحو عنهم ما ارتكبوه من سيئات. ويدخلهم جنات النعيم التي تجري الانهار من تحت اشجارها وقصورها. جزاء من عند الله تعالى على اعمالهم الصالحة. والله تعالى يمنح الجزاء الحسن. لمن امن وعمل صالحا لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد المؤمنون يعانون ما يعانون من اذى واخراج من الديار وملاحقة ومطاردة وقتل وقتال بينما الكفار يتقلبون في متاع الدنيا. انه واقع صعب وابتلاء مرير. وحتى لا يفتن به المؤمنون. كانت هذه الالتفاتة الواقعية في الاية ومعناها لا يخدعنك يا محمد ما ترى من احوال هؤلاء الكفار وتقلبهم في الدنيا وتنقلهم في الامصار وتمكنهم من البلاد وساعة تجارتهم وكثرة ارزاقهم وما هم عليه من قوة وسطوة ومتاع دنيوي فتشعر بالهم والغم والضيق. متاع قليل ثم مأواهم جهنم. وبئس المهان انما هي ايام قليلة في الدنيا. يتنعم فيها هؤلاء الكفار ثم يزول عنهم كل شيء. ويعودون الى خالقهم لينتقلوا الى مقر الاقامة الابدية لهم في النار والنار بئس الفراش والقرار لهم. وبعد ان بين الله تعالى مآل الكافرين اردف ذلك ببيان مآل المؤمنين. ليظهر الفرق بين الفريقين. وليعرف المسلمون انهم ليسوا مغبونين في شيء. لكن الذين اتقوا ربهم لهم ما تجري من تحتها الانهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير الابرار اما اهل الايمان الذين حققوا التقوى بامتثال اوامر الله وسنابي نواهيه فانهم سيتمتعون في الاخرة في جنات النعيم. تجري الانهار من تحت اشجارها وقصورها وهم في هذا النعيم ماكثون على الدوام. وقد اعد الله لهم تلك الجنات نزلا اي منزلة ضيافة دائمة وذلك من كرامة الله تعالى لهم. وما عند الله تعالى من نعيم العظيم الدائم للاخيار خير مما يتقلب فيه الاشرار من متاع الدنيا القليل الزائل ايه وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليه وما انزل اليهم خاشعين خاشعين لله لا يشترون بايات الله ثمنا قليلا اولئك لهم اجرهم عند ربهم ان الله سريع الحساب. وقبل ختام سورة ال عمر عمران عاد السياق معنا الى الحديث عن اهل الكتاب. لما مات النجاشي نجاشي الحبشة قال النبي عليه والسلام صلوا عليه. قال الصحابة يا رسول الله نصلي على عبد حبشي ليس بمسلم فاخبرهم النبي عليه الصلاة والسلام باسلامه وانه اخ لهم في الدين. فصلى الرسول عليه الصلاة والسلام اعليه صلاة الغائب. وصلى الا خلفه الصحابة. وذكر المفسرون ان بعض المنافقين انكروا ذلك وقالوا انظروا الى محمد واصحابه يصلون على علج من علوج الحبشة مات في غير ديارهم وعلى غير ملتهم. فانزل الله هذه الاية ومعناها اهل الكتاب ليسوا سواء. فان طائفة من اليهود والنصارى عرفوا الحق فاتبعوه. ودانوا بدين الاسلام. والاية وصفتهم امس صفات كريمة تدل على صفاء نفوسهم وطهارة قلوبهم. وفي هذا انصاف للمهتدين من اهل الكتاب. وهذه الصفات هي يؤمنون بالله تعالى حق الايمان. ويؤمنون بالقرآن الذي انزله الله تعالى على اهل الاسلام كما يؤمنون ايضا بالكتب السابقة التي انزلها الله تعالى عليهم كالتوراة والانجيل والحال انهم خاضعون لله تعالى رغبة فيما عند الله. وهم لا يحرفون ما في كتبهم ولا يبدلونه ولا يكتمون ما فيها من العلم. ومن ذلك البشارة بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام. فهم صادقون لا يبيعون الحق بمنصب او جاه او مال. امثال هؤلاء من اهل الكتاب الذين اسلموا لهم ثواب عظيم عند الله وحساب الله تعالى سريع وقريب على اعمالهم. وسرعة الحساب تستدعي الجزاء واتقوا الله واتقوا الله لعلكم ختم الله تعالى سورة ال عمران بنداء هام للمؤمنين دعاهم فيه الى اربعة وصايا الى الصبر والمصابرة والمرابطة والتقوى فكان هذا انسب ختام. الوصية الاولى يا ايها الذين امنوا اصبروا الصبر في حياة المسلمين هو زاد الطريق. وطريقنا طويل ومسلكنا شاق. حافل بالعقبات والاشواق مفروش بالايذاء والابتلاء. والصبر في اصله ثلاثة انواع. الاول الصبر على اداء الواجبات والثاني الصبر على ترك المحرمات والثالث الصبر عند وقوع صائب ومن هذه الانواع الثلاثة تتفرع انواع كثيرة كالصبر على شهوات النفس واطماعها الصبر على طبائع الناس ونقصهم وجهلهم. الصبر على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. الصبر على عاوز الشيطان في ساعات الكرب والضيق. الصبر على جلجلة الباطل وانتفاش الشر. الصبر على قلة الناصر وضعف المعين. الصبر على طول الطريق وخذلان القريب. ان الصبر على هذا كله وعلى مثله مما يصادفه المؤمن في طريقه الطويل الى الله. لا تستطيع الكلمات عن تصوير وتقريبه لان الكلمات تقف عاجزة عن نقل المدلول الحقيقي لهذه المعاناة انما يدرك هذا المدلول من عانى عقبات الطريق وتذوق الامها وعايش تحدياتها وخاض تجاربها وتحمل مراراتها. والانبياء وصحابتهم كانوا في اول الركب دائما. فكانوا اعرف الناس بمذاق هذا النداء. الوصية الثانية لاهل الايمان وصابروا سيحاول اعدائكم جاهدين ان يفلوا من صبركم. وسيصبرون هم على حربهم ضدكم هم في ذلك الشيطان فقابلوا صبر اعدائكم بصبر اقوى منه واشد فصبرهم باطل وصبركم حق فلا تنهزموا في هذا النزال ايها المؤمنون الوصية الثالثة لاهل الايمان ورابطوا الزموا الثغور. والرباط هو الاقامة في المواقع المعرضة لهجوم الاعداء. لمنعهم من الغزو. قال النبي عليه الصلاة والسلام رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها. هذا الاجر العظيم اعده الله تعالى للمرابط في سبيل الله. لانه يحفظ امن البلد المسلم من العدو الداخلي الخارجي ولقد ادركنا جميعا انه ما نزلت الهزيمة بالمسلمين في غزوة احد الا لما تهاون الرماة في حفظ مواقعهم وان كانت غزوة احد قد انتهت فان مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد. فطوبى للمرابطين على الثغور. طوبى للمدافعين عن هذا الدين في مجاله كلما ضعفوا او وهنوا تعزوا بصوت النبي عليه الصلاة والسلام ينادي فيهم لا تبرحوا اماكنكم. لا تبرحوا اماكنكم. فيا ايها المسلم اعد عدتك وجد ثغرك ورابط فيه لتدافع عن دينك ولا تغفل عينك ولا تستسلم للرقاد. فالراحة في دار الحق اما الوصية الرابعة لاهل الايمان. واتقوا الله بامتثال اوامر الله تعالى واجتناب نواهيه التقوى هي لب كل عمل صالح التقوى هي الغاية والحصيلة. التقوى هي اساس تقوم عليه كل ممارسات الانسان في هذه الحياة بشتى صورها واشكالها. لذا كان الختام مع التقوى فهل وهذه الوصية الختامية المتوقعة لسورة ال عمران. والتي جمعت كل هذا الحشد من التوجيهات والارشادات والتكاليف لتكون التقوى لنا زادا من الوقود الروحي والمراقبة للذات والحراسة للضمير. ثم كان التذليل المناسب للمقام. لختام سورة ال عمران فالله تعالى لعظيم فضله ما ارسل الرسل وانزل الكتب وشرع التكاليف الا لسعادة البشرية وفلاحها. فكان الختام لعلكم تفلحون اللهم اجعلنا من اهل الفلاح امين وروضة تزدان في الوجدان وبال عمران ازدهت ارواحنا وسمت فيها لمراتب الاحزان. زهراء وحين نستظل بظلها بخلاصة التفسير للقرآن مم