ما زلنا نتحدث عن الشبهات المثارة حول القرآن من اكثر الشبهات التي اثارها البعض لغطا على القرآن العظيم قولهم بان القرآن فيه ناسخ ومنسوخ وحديثي في هذه الحلقة عن النسخ في الاحكام بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين. نبينا محمد صلى الله عليه وعلى من تبعه باحسان الى يوم الدين ايها الاخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد قالوا كيف ينسخ الله احكامه كيف يأمر الله بامر ثم يأمر بامر اخر؟ هذا يعني بان الله لا يعلم فالنسخ سبة تسبون بها الله ايها المسلمون اذا هم يعتقدون ان النسخ انما كان لعلم بدا عند الله عز وجل فلذلك نسخ حكمه ومثل هذا لا فيقوله احد من المسلمين البتة قبل ان نذكر حكمة النسخ وعلم الله واطلاعه على ما سينسخه وما ينسخه اود ان اقف مع هؤلاء فاسألهم هل يوجد في كتابكم نسخ هل الله عز وجل حسب دينكم نسخ بعض الاحكام فابطلها واوجد احكاما اخرى للبشر اقول نعم اقول نعم الله عز وجل يقول عن عيسى عليه الصلاة والسلام بانه قال لبني اسرائيل ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم اي هناك اشياء حرام الله عز وجل على لسان عيسى سيجعلها حلالا. فهذا نسخ امر لله عز وجل ينسخه الله بامر اخر ليس لعلم جديد عند الله عز وجل انما الله يعلم انه سينسخ هذا الحكم بحكم اخر قبل ان يخلق الخلق بالاف السنين بل هذا علم ازلي عند الله تبارك وتعالى وهو مكتوب قبل خلق الخلائق بخمسين الف سنة حين نقرأ في الكتاب المقدس الذي يؤمن به اليهود والنصارى نجد شواهد كثيرة تشير الى انهم يؤمنون بالنسخ وان لم يسموه ونسخن فاحيانا يسمونه ابطالا لكن الحقيقة نحن لا مساحة عندنا في الاصطلاح المهم ان هناك حكما الهيا سيرفع بحكم اخر فلما لا يستنكرون هذا على كتبهم اقرأوا ما جاء في سفر التثنية في الاصحاح اربعتاش وهو يتحدث عن الاطعمة المحرمة. فمثلا يقول لنا الا هذه فلا تأكلوها مما يجتروا ومما يشق الظلف المنقسم الجمل والارنب والوبر لان تجتر لا تسألني كيف يجتر الارنب فهذا ليس من مهمتي الجمل والارنب والوبر لانها تشتر. لكنها لا تشق ظلفا فهي نجسة لكم. والخنزير لانه يشق لكنه لا يجتر فهو نجس لكم فمن لحمها لا تأكلوا. اذا هذا حرام هذه حيوانات نجسة الجمل والارنب وغيرها من المجترات وكذلك الخنزير. طيب هل هناك احد من النصارى اليوم يمتنع عنها؟ بالطبع لا. عندهم كل شيء حلال لماذا لان بولس نسخ هذا الحكم في رسالته الى رومية اربعتاش يقول انا عالم ومتيقن في الرب يسوع الا شيء نجس في حد ذاته. سفر التركي يقول نجسة نجسة نجسة. مثلا يقول عن الخنزير والخنزير لانه يشق الظلفة لكنه لا يجتر فهو نجس لكم لكن بولس هنا يقول انا عالم ومتيقن في الرب يسوع ان لا شيء نجس في حد ذاته. ولكن يكون نجسا لمن يعتبره نجسا اذا انت بتعتبره نجس يصير نجس. ما تعتبره نجس ما هو نجس. فالقضية تعود الى قرارك انت اذا هو ينسخ حكم نجاسة هذه الاطعمة ايضا في رسالتي الى كلوسي في الاصحاح اتنين على اربعتاش يقول عن المسيح عليه الصلاة والسلام محى الصك الذي علينا في الفرائض. القانون الذي اوجبه الله علينا في الفرائض المسيح بدمه المسفوك على الصليب كما هم يؤمنون مسح هذه الفرائض المفروضة علينا يقول فلا يحكم عليكم احد في اكل او شرب او من جهة او هلال او سد كل هذه شرائع توراتية كل هذه لن يحكم عليكم احد بعد ذلك بها. ليش؟ لان المسيح صلب من اجل ان يرفع عنكم هذه الشرائع كلها. سواء متعلقة بالاكل ام بالشرب ام من جهة الاعياد اليهودية ام من جهة الاهلة ام من جهة تحريم العمل في يوم السبت فهذا كله مرفوع. اذا هذا نسخ لحكم توراتي جاء في سفر التثنية والان ينسخ بحكم انتم ترون انه من عند الله تبارك وتعالى وفي رسالته الى افاسوس في الاصحاح اتنين على خمستاش يصرح فيقول عن المسيح مبطلا بجسده ناموس الوصايا. جسده المعلق على الصليب ابطل. احنا احنا نسميها نسخ اب قال ناموس الوصايا اذا هم يعتقدون ان هناك شرائع من الممكن ان ينسخها الله عز وجل من فترة الى فترة. فلما يستنكرون هذا على القرآن العظيم طيب بل اقول في مسألة جواز الطلاق وتحريمه تم النسخ لنفس المسألة مرتين ذلك ان انجيل متى في الاصحاح تسعتاش يخبرنا انه في عهد ادم عليه السلام كان الطلاق حراما يقول هذا لم يكن منذ البدء في زمن ادم ما كان فيه طلاق ثم يقول لنا بان موسى عليه الصلاة والسلام شرع لهم الطلاق لاجل قساوة قلوبهم هذا نسخ اول ثم لما جاء المسيح عليه الصلاة والسلام يقولون بانه حرم عليهم الطلاق فهذا الحكم تغير مرتين كان حرام ثم صار حلالا ثم صار حراما الا لعلة الزنا اذا هناك نسخ فلماذا تنكرون النسخ لكن دعوني اهمس في اذانكم هناك فرق بين النسخ في الاسلام والنسخ عند الاخرين اولا نحن عندنا النسخ فقط في الاحكام. اما الاخبار فليس فيها نسخ عمر موسى عشرين سنة ما يصير عمره ثلاثين سنة هذه قضية لا يتطرق اليها النسخ. كما هو موجود في كتب الاخرين لكن النسخ في الاحكام. سنرى لماذا ينسخ الله الاحكام. لكن نحن ما هو رأينا في الاية المنسوخة؟ حكم نسخه الله نعتبره من كلام الله ونعظم هذا الحكم ونعظم هذا القول ونتعبد الله عز وجل بقراءته ولا نعتبره حكما تافها او سخيفا بل نعتبره حكما الاهيا محكما. لكن الله عز وجل نسخه بحكم اخر انسب لاحوالنا حين تغير قالوا ما من حال الى حال اما الاخرون فالنسخ عندهم قائم على مبدأ اخر ان المنسوخ لا قيمة له ان المنسوخ تافه ان المنسوخ معيب. لما اتحدث من عندي؟ لما لا اجعل النصوص هي التي تتحدث يقول الكاتب المجهول لرسالة العبرانيين رسالة لا يعرف من كاتبها يقول في الاصحاح سبعة على ثمنطعش لكنها موجودة في الكتاب المقدس يقول فانه يصير ابطال الوصية السابقة هي التوراة. الله ابطلها. ليش مش لانه احوال الناس تغيرت لا فانه يصير ابطال الوصية السابقة من اجل ضعفها وعدم نفعها لانها ضعيفة ومش نافعة. اذ الناموس لم يكمل شيئا في نص اخر ايضا في نفس الرسالة المجهولة المؤلف العبرانيين تمانية على تلتاشر يقول واما ما عتق وشاق يعني التوراة وشرائعها. واما ما عتق وشاخ فهو قريب من الاضمحلال ايضا في رسالته الى العبرانيين تمانية على سبعة يقول لو كان الاول بلا عيب لو كانت التوراة بلا عيب لما طلب موضع لثاني. ما كان بعث الله الانجيل. اذا بعث الانجيل او العهد الجديد لان العهد القديم كان معيبا. اذا هم يعتبرون المنسوخ ومعيبا بينما نحن نعتبر المنسوخ من كلام الله ونتعبد الله تبارك وتعالى بقراءته ونعتبره وفق حكمة بالغة فالله عز وجل انما غير هذا الحكم بحكم اخر لحكم تمر معنا بعد الفاصل باذن الله تبارك وتعالى فابقوا معنا. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحبا بكم من جديد اذا النسخ واقع في القرآن العظيم وهو واقع في كتب الاخرين لكن هل النسخ يقتضي بان الله عز وجل علم ما لم يكن يعلمه؟ يعني هل يغير الله عز وجل احكامه لعلم استجد عليه جل وعلا اقول لا فالله عز وجل انما يغير احكامه وفقا لمصالح العباد. الان لو واحد راح عند الطبيب الطبيب يعطيه دواء ويقول له راجعني بعد اسبوع فيراجع بعد اسبوع فيعطيه دواء اخر طيب هل كان الطبيب يعلم حين اعطى الدواء الاول انه سيعطي دواء ثانيا بعد اسبوع؟ نعم لماذا غير قراره؟ هل هو احمق؟ لا من كمال علمه بالطب غير الدواء الاول الى دواء ثاني لانه علم بان المريض سيتقدم بعض الشيء فيستبدل له الدواء القوي بدواء اضعف او الى غير ذلك فهذا لا ينكره العقلاء فهذا من تمام العلم وكماله وليس من قلة العلم وحدوث علم جديد وهذا الامر نبه عليه القرآن العظيم في قول الله عز وجل واذا بدلنا اية مكان اية والله اعلم بما ينزل ليس لعلم طرأ على الله فالله اعلم يعلم من قبل ان ينزل ماذا سينزل؟ فالله والله اعلم بما ينزل قالوا انما انت مفتر قل لا يعرفون عظمة الله تبارك وتعالى. وانبه الى مسألة ان النسخ ليس من النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينسخ هذه الايات وهذه الاحكام من عند نفسه. اذا اخبر فهو يخبر عما امره الله وعز وجل لذلك يقول الله عز وجل قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي. ان اتبع الا ما يوحى اليه اذا اخبر صلى الله عليه وسلم بنسخ شيء فانما يخبر ليس بهواه. انما يخبر بوحي الله عز وجل والنسخ هو من الله عز وجل ويكون بالقرآن ويكون على لسان حبيبه صلى الله عليه وسلم ما حكمة النسخ لماذا جعل الله هذا النسخ كما قلت النسخ انما يكون في الاحكام ولا يكون في الاخبار لماذا؟ الاخبار النسخ فيها كذب اما الاحكام فممكن ان نسخو فيها وذلك لمراعاة مصالح العباد فالناس اعتادوا على بعض الامور والفوا عليها. فيأتي النسخ ليغير هذه العادات وهذا الالف مرة بعد مرة حتى يقيم وهم على جادة الصواب لو اخذنا مثالا على ذلك الخمر التي كانوا يشربونها شربهم للماء لو قال لهم الله عز وجل كما تقول عائشة رضي الله عنها من اول يوم الخمر حرام عليكم لصعب عليهم ان يتركوها ولربما لما تركها كثير من الناس. لكن الله عز وجل تدرج فجعل في اول الامر يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس. واثمهما اكبر من نفعهما. فعرفوا ان الخمر الله عز وجل يذمها يقول بان اثمها اكثر من نفعها اي بالتجارة التي تتكسبون بها فتركها الكثير من عقلاء الصحابة رضوان الله عليهم لهذه الاية. وبدأ الناس يخففون منها لان الله ذمها فجاءت اية اخرى تحدد اوقاتا من حقهم اذا ارادوا ان يشربوا ان يشربوا فيها. لكن في بقية الاوقات لا يجوز. يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون فما عاد لهم وقت يستطيعون شرب الخمر فيه الا بعد صلاة الفجر الى الظهر او بعد صلاة العشاء الى الفجر والوقت الاول هذا وقت عملهم. والوقت الاخر هو وقت نومهم. فكأنه تضايق عليهم الوقت فصعب عليهم شرب الخمر احس الصحابة ان الله يشدد عليهم في الخمر. يقول عمر رضي الله عنه اللهم بين لنا في الخمر شفاء فبالفعل يريد بيانا شافيا اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزل قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رز من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون وبين علة تحريم الخمر انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون؟ قال عمر فدعينا فقرأت علينا فقلنا انتهينا انتهينا اذا الله عز وجل لم يأمرهم من اول الامر بترك الخمر. انما مراعاة لاحوال الناس وتدرجا في حكمة الشريعة اعلمهم بهذا الامر مرة بعد مرة وهو يعلم تبارك وتعالى منذ الازل بانه سيحرم عليهم الخمر ايضا احيانا يكون النسخ لحكمة اخرى وهي الابتلاء ان الله يبتلي عباده يختبرهم ليرى امتثالهم حتى يستقيموا على منهج الله فيعطيهم الله الاجر. يقول الله عز وجل عن القبلة وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وان كان لكبيرة الا على الذين هدى الله. فالله يغير حكمه بحكم اخر يغير امره بامر اخر اختبارا لامتثال العباد لطاعته. ومثل هذا في قصة ابراهيم عليه السلام امره الله بذبح ابنه. وهي قصة موجودة في التوراة وموجودة عندنا في القرآن الكريم. امره الله بذبح ابنه ثم نسخ الله امره بامر اخر حين امره ان يكف عن ابنه وان يذبح العجل. لماذا؟ لان الله عز وجل رأى امتثال ابراهيم عليه السلام ورأى امتثال ابنه فامر الله عز وجل بنسق حكمه بحكم اخر وهو يعلم قبل ان يخلق والارض ان ابن ابراهيم اللي هو اسماعيل عليه الصلاة والسلام لن يذبح. كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. اذا هذا النسخ انما كان لسبب الابتلاء. الله يبتلي بامر ثم ينسخه اذا صدق العبد في فعله مع الله عز وجل الحالة الثانية الثالثة التي لاجلها ينزل الله عز وجل امرا ثم ينسخه تشديد الاحكام يريد الله ان يعاقبنا في رفع حكما سهلا بحكم اصعب. يقول الله عز وجل فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا واخذهم الربا وقد نهوا عنه واكلهم اموال الناس بالباطل واعتدنا للكافرين منهم عذابا اليما تشديدا عليهم بسبب هذا الظلم الله عز وجل غير الاحكام باحكام اصعب منها عقوبة لهم من ذا الذي يقول لله عز وجل بان نسخك للحكم دليل على قلة العلم وهو يقول ما ننسخ من اية او نأتي بخير منها او مثلها. الم تعلم ان الله على كل شيء قدير؟ لكمال قدرته كمال علمه فانه ينسخ ما يشاء تبارك وتعالى. ولو استعرضنا اية من المنسوخ لرأينا ان هذه الاية تشير الى ان الله عز وجل يعلم ان هذا الحكم الذي انزله سينسخه بحكم اخر. وذلك في الحكم الذي يأمر بحبس الزانية. يقول الله عز وجل واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن اربعة منكم فان شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت او يجعل الله لهن سبيلا. او يجعل الله لهن سبيلا. فهل جعل اللهن جعل الله لهن سبيلا فاخرجن من هذا الحبس؟ اقول نعم. وذلك في الاية التي امر الله فيها تبارك وتعالى برجم الزاني ثم نسخها تبارك وتعالى وهو موضوعنا ان شاء الله في الحلقة القادمة باذن الله اي تبارك وتعالى لقاؤنا يتجدد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته