السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله وبياكم في مجلس من مجالس الذكر الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم ما اجتمع قوم بمجلس يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا غشيتم الرحمة وحفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله في من عنده. اسأل الله جل وعلا ان لا يحرمني واياكم الاجر الحمد لله رب العالمين الحمد لله ولي الصالحين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا وامامنا وحبيبنا وسيدنا وقرة عيننا محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحابته اجمعين اما بعد فنحن في ليلة الاثنين ليلة الثاني عشر من شهر جمادى الاخرة لسنة اثنتين واربعين واربعمئة بعد الالف من هجرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم موافق ليلة الخمس والعشرين من شهر يناير لسنة احدى وعشرين والفين من الميلاد و وما زلنا مع كتاب التوحيد للامام المجدد اه محمد بن عبد الوهاب بن سليمان الوهيبي التميمي رحمه الله تعالى والمتوفى سنة ست ومئتين بعد الالف من هجرة النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه ووصلنا الى الباب السابع والعشرين تفضل بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم اغفر لشيخنا ولمشايخه ولوالدينا وللمسلمين والمؤمنين اجمعين اللهم امين قال المؤلف رحمه الله الباب السابع والعشرون باب ما جاء في التطير. وقول الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اتهم الحسنة قالوا لنا هذه وان تصبهم سيئة يتطيروا بموسى ومن معه الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون نون وقول الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واضعب لهم مثلا اصحاب القرية اذ جاءها المرسلون. اذ ارسلنا اليهم اثنين فكذب فعززنا بثالث فقالوا انا اليكم مرسلون قالوا ما انتم الا بشر مثلنا وما انزل الرحمن من شيء ان انتم ان انتم الا تكذبون. قالوا ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون وما علينا الا البلاغ المبين. قالوا انا تطيرنا بكم لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب اليم قالوا طائركم معكم ان ذكرتم بل انتم قوم مسرفون. نعم بسم الله الرحمن الرحيم باب ما جاء في التطير التطير مر بنا ذكر اه هذا التطير في ابواب سابقة ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من تطير او تطير له ومنها من تطاير فقد اشرك وفي هذا الباب خص التطير بباب خاص به حتى يتوسع رحمه الله تبارك وتعالى بذكر ما جاء في هذا الباب والتطير باختصار هو التشاؤم والكراهية له سواء كان هذا الشيء المتطير به مرئيا او مسموعا او معلوما اما ان يكون مرئيا فكان يتطير الانسان اه برجل اعور او اه يتطير بدابة يراها حيوان من الحيوانات مثلا فيتطير به او يتطير بطائر من الطيور كالبومة الذي التي يتغير بها كثير من الناس او الغراب فهذا تطير مرئي ويذكر آآ بعض اهل السير ان احد الامراء خرج لحاجة فاول ما خرج رأى رجلا اعور فاخذ فامر به فاخذ الى السجن وتطير من رؤيته له ثم مضى فلما انهى امره وحاجته التي خرج اليها امر بهذا الرجل فاخرج من السجن لانه لم يفعل شيئا فطلب هذا الرجل ان يدخل على الامير فاذن له فلما دخل عليه قال يا ايها الامير بم سجنتني يعني اللي ما سجنتي ما فعلت شيئا بم سجنتني قال رأيتك فتشائمت ورأيت ان احبسك حتى اقضي امري قال فكيف كان يومك يعني هل قظي امرك استقامت امورك قال فكيف كان يومك قال بخير قال اما انا فيومي كان شرا مجرد ان رأيتك دخلت السجن فاينا احق ان يتشاءم به انت كنت شؤما علي فدخلت السجن وانا كنت خيرا عليك فقضى الله حوائجك. اي ناس شؤم انا او انت فتبسم الامير ثم امر له بمال واعتذر منه فهذا التشاؤم وهذا التطير لا اصل له اصلا ولذلك قال اهل العلم وكراهية الشيء والتشاؤم منه سواء كان مرئيا او مسموعا او معلوما المسموع مثل ان يخرج الانسان في يومه مبكرا او متأخرا بغض النظر يخرج في يومه فيسمع كلمة يسمع مثلا شخصا ينادي اخره يقول يا مانع تقول مانع بس يرجع الى بيته ولا يقوم بعمل اي شيء. اولها مانع يا ضرار او يسمع الرجل يقول يا خسران يا خاسر يا كذا فيمتنع من الاقبال على ما خرج لاجله لاجل ما سمع او بمعلوم كمن يتطير بشهر من الشهور او يوم من الايام او رقم من الارقام او سنة من السنين سنة كبيسة شهر مشؤوم يوم مشؤوم رقم مشؤوم كما يتشائم البعض بيوم الاربعاء واخرون يتشائمون بالرقم ثلاثة عشر واخر وثالث يتشائمون بيوم الجمعة يسمونه اليوم الاسود الجمعة الاسود وكل هذا من الجهل لان الاسلام ليس فيه تشاؤم بل ينهى عن ذلك بل جعل التطير شركا كما سيأتي الكلام على ذلك فالقصد اذا ان التطير مناف للتوحيد لسببين اثنين اما السبب الاول فانه يمنع الانسان من التوكل على الله لان الاصل هو التوكل على الله سبحانه وتعالى والتوكل على الله هو اعتماد القلب على الله اعتمادا كليا بجلب نفع او دفع ضر مع بذل الاسباب فهذا المتطير المتشائم توكلوا على الله مخدوش ان لم يكن معدوما الامر الثاني ان هذا المتشائم او المتطير يحجم عن العمل الذي خرج له وقد يكون طاعة فيحجم عن هذه الطاعة بسبب هذا التطير الذي وقع من هو الله المستعان قول الله تبارك وتعالى الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون هذه الاية سبقتها او سبقها قول الله تبارك وتعالى فاذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وان تصبهم سيئة يتطيروا بموسى ومن معه. اذا التطير ليس عند العرب فقط بل عند الامم كلها ومازال اليوم كلما بعد الناس عن نور النبوة كلما زادت تسلط عليهم الشياطين وادخلوا عليهم الضلالة من كل وجه ومنه التطير تطيروا بموسى ومن معه. يقول الله تبارك الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون. طائرهم اي الشؤم الذين يخافون منه فيلقونه عند الله تبارك وتعالى عندما يكون مصيرهم الى النار هذا هو هذا طائرهم هذا شؤمهم الحقيقي الا انما طائرهم عند الله اي عندما يدخلون الى نار جهنم اعاذنا الله واياكم منها التشاؤم هذا الذي يقولون سيدركهم وهو ما اعد لهم بنار جهنم والعياذ بالله والامر كما قال الله تبارك وتعالى عن امثالهم وان تصبهم حسنة يقول هذه من عند الله وان تصبهم سيئة يقول هذه من عندك فجاء الجواب قل كل من عند الله كل من عند الله لان الامر لا يخرج عن قضاء الله وقدره خيرا كان او شرا الامر كله بيد الله سبحانه وتعالى وهذه الموجودات في هذه الدنيا هي مجرد اسباب والفاعل هو الله سبحانه وتعالى جل وعلا فما اصابهم من حسنة فمن الله وما اصابه من سيئة فمن الله سبحانه وتعالى خلقا لا فعلا سبحانه وتعالى ان الله لا يفعل الشر جل وعلا وذاك من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم والشر ليس اليك اي لا ينسب اليك فعلا لكن ينسب الى الله خلقا لان الله خالق كل شيء ورأس الشر ابليس وماذا قال ابليس؟ قال خلقتني من نار فالذي خلق ابليس هو الله سبحانه وتعالى فالقصد اذا ان هذا التطير بموسى ومن معه انما هو كلام لا قيمة له واذا قال الا انما طائرهم عند الله اي بسبب فعلهم سيجدون ما يتشائمون منه ولكنه سيدركهم في الاخرة اعاذنا الله واياكم من النار الاية الثانية قال الله تبارك وتعالى قال طائركم قالوا طائركم معكم. هذه قصة ذكرها الله تبارك وتعالى في سورة ياسين يقول الله جل وعلا واضرب لهم مثلا اصحاب القرية اذ جاءها المرسلون اذ ارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بتعز لم يذكر الله اسماء هؤلاء الرسل صلوات ربي وسلامه عليه وكان آآ في زمن بني اسرائيل يجتمع احيانا اكثر من رسول في وقت واحد اذ ارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث. اي ارسلنا اليهم رسولا ثالثا فقالوا ان اليكم مرسلون قالوا ما انتم الا بشر مثلنا وما انزل الرحمن من شيء ان انتم الا تكذبون قالوا ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون وما علينا الا البلاغ المبين. قالوا انا تطيرنا بكم تشائمنا منكم قالوا انا تطيرنا بكم لان لم تنتهوا اي عن دعوتنا عن نصحنا عن ارشادنا عن طلب هدايتنا لئن لم تنتهوا لنرجمنكم اعوذ بالله كما قال والد ابراهيم لابراهيم عليه الصلاة والسلام واهجرني مليا ما يريدون الهداية لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب اليم قالوا طائركم معكم اي طائركم منكم شؤمكم منكم من معاصيكم سبب معاصيكم قالوا طائركم معكم ائن ذكرتم يعني ائن ذكرتم تطيرتم بنا بل انتم قوم مسرفون فالقصد ان في هاتين الايتين ذكر آآ موسى عليه الصلاة والسلام مع فرعون عندهم التطير وذكر اصحاب القرية بعد موسى عليه الصلاة والسلام الذي يظهر فكذلك عنده هذا التطير طبعا هذا التطير ايضا ورثه العرب وصار عندهم معلوما كما سيأتي في الاحاديث التي سيذكرها المؤلف رحمه الله تبارك وتعالى. نعم احسن الله اليكم. قال المؤلف رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفا واخرجه. وزاد مسلم ولا نوى وهو لغول ولهما عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طياوة ويعجبني الفأل. قالوا وما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة ولابي داوود بسند صحيح عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال ذكرت الطياوة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنها الفأل ولا تود مسلما فاذا رأى احدكم ما يكره فليقل اللهم لا بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك وعن ابن مسعود رضي الله عنه موفوعا وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل. رواه ابو داوود والترمذي وصححه وجعل اخره من قول ابن مسعود ولاحمد من حديث ابن عمرو ما ودته الطياوة عن حاجته فقد اشرك قالوا فما كفارة ذلك؟ قال ان تقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طيع الا طيرك ولا اله غيرك وله من حديث الفضل بن العباس رضي الله عنه انما الطيرة ما امضاك او عدك. نعم هذي مجموعة احاديث ذكرها المؤلف رحمه الله تبارك وتعالى فيما يتعلق بالطيرة اولها حديث حديث ابي هريرة رضي الله في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر لا عدوى نفى العدوى صلى الله عليه وسلم وهنا اشكل على بعض اهل العلم هذا الحديث ولذلك يجعلون هذا الاحاديث هذا الحديث من الاحاديث التي ظاهرها آآ التضاد لان هنا قال لا عدوى وجاء في حديث اخر عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يورد ممرض على مصح وهذا مفهومه انه فيه عدوى صار نقاش بين اهل العلم على هذه المسألة وحاول الجمع بها كاختلاف الحديث الشافعي وتأويل مختلف الحديث ابن قتيبة ولغيرهما من اهل العلم في محاولة الجمع بين هذه النصوص وجاءت النصوص في هذا الامر في نفي العدوى كقوله هنا لا عدوى وجاء ايضا ان رجلا سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا عدوى فقال يا رسول الله الابل الابل الابل تكون كالظباء يعني طيبة ما فيها شيء فيأتيها الجمل الاجرب فيجربها يعني يقصد ايش؟ يعديها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فمن اعدى الاول قال عدا الاول وهذا في الصحيحين حديث يعني معناها ايش كما انه بدأ بالاول يبدأ بهذه الابل الباقية ليس بالضرورة انه اعداها لكن جاءت احاديث اخرى ايضا في الصحيحين او في احدهما كقول النبي صلى الله عليه وسلم فر من المجزوم قرارك من الاسد اخرجه البخاري في صحيحه وفي مسلم لا يرد ممرضون على مصح وهذان الحديثان ظاهرهما انه خشية العدوى قر من المجزوم فرارك من الاسد اي لا تجلس مع المجزوم لان الجذام داء معدي تفر منه لا تجلس حتى لا يعديك وكان قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يورد او لا يورد مورظ على مصح ايظا حتى لا يعديه هذا ظاهره بل والاظهر من ذلك الحديث في الصحيحين حديث الطاعون لما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم فمن سمع به بارض فلا يقدمن ذلك او لا يقدمن عليه وهذا صحيح مسلم فهنا وفي صحيح البخاري ايضا فهنا النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن دخول الارض فيها الطاعون وما هذا الا حتى لا يعدم وجمع اهل العلم بين هذه الاحاديث بانه لا عدوى بذاتها وانما باذن الله سبحانه وتعالى. هي السبب وهذا السبب قد يقع وقد لا يقع ليس بالضرورة ان ما كان لسبب انه يقع ابدا لانه قد يدخل ممرظ على مصح ولا يصاب المصح بشيء وقد يدخل عليه ويصاب ويعدى وقد اه يتعرض الانسان اي شيء من الاصابات ولا يصاب ليس بالضرورة انه آآ يعني الشيء يعدي بالضرورة وانما هو سبب قد يقع السبب وهذا هو الغالب وقد يتخلف ولذا الله تبارك وتعالى قال للنار كوني بردا وسلاما على ابراهيم مع ان الاصل في النار انها تحرق ولكن لما اراد الله تبارك وتعالى ان يبطل مفعولها ابطله ولم تحرق ابراهيم عليه الصلاة والسلام مع ان النار تحرق في اصلها لكن الله تبارك سلب منها ذلك وهو على كل شيء قدير وكذلك ما وقع لخالد ابن الوليد رضي الله عنه لما آآ فتحوا بعض بلاد فارس جاءه بعض القادة عنده وقالوا له ان الناس خائفون قال مما قال يقولون ان اهل هذه البلاد يضعون السم في كل شيء في الطعام والشراب وكذا فالناس خائفون يعني في الاكل في الشرب لان اهل البلد يتعاطون السم كثيرا ويضعونه في الاكل والشراب وقال خالد ائتوني بسمهم فاتوه بالسم فشرب قال بسم الله وشرب السم ولم يصب باذى. يقول الذهبي رحمه الله تعالى واسناده صحيح وهذه كرامة ثابتة لابي سليمان قبل الوريد واذكر اني سألت شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تبارك عن هذه المسألة قلت له الذي فعله خالد رضي الله عنه الا يكون من باب القاء اليد بالتهلكة انه وارد جدا انه كان يموت لان الاصل في السم انه يقتل فقال لي رحمه الله تبارك وتعالى قال لي اراد خالد ان يؤكد للناس قضية مهمة الا وهي قضية التوكل على الله وانه لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا وانه لو اجتمعت الانس والجن على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك فلما اراد ان يثبت عقيدة الناس الله تبارك منع السم من ان يؤذيه وشبيه بذلك ما وقع لابن تيمية لما ناظر دجاجلة البطائحية من الرفاعية الصوفية لما ناظرهم وكانوا يقولون يشعلون النار ويدخلون فيها ويخرجون ولا يصيبهم شيء وكان ابن تيمية ينكر عليهم ذلك كثيرا ويفضحهم عند الناس فاشتكوه الى الامير يعني اشتكوه عند الامير جمع الامير بين ابن تيمية وبين رؤوس اولئك القوم. من الدجالين قال ما لك ولهم يقول له الامير قال هؤلاء يكذبون على الناس ويضللونهم فانا انكر منكره فقال لهم الامير ماذا تفعلون انتم قالوا نحن ننصر سنة النبي بدخولنا النار وخروجنا منها ان هذه كرامة من الله تبارك ويدعو فيها للاسلام فقال ابن تيمية ايها الامير هذا سراج كان سراج معلق قال هذا السراج هو يقول يدخل في النار انا اقول لا تخش هذا السراج يدخل اصبعه ويدخل اصبعيه في السراج ومن احترق اصبعه فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين فالتفت اليهم الامير وقال انصفكم تمتنع فقال لهم لمن تنعتم قال لا يروج ما عندنا على هذا وامثاله. يعني هذا فظحنا هذا لا يرد على هذا وامثاله عملنا المهم ظهر عليهم ابن تيمية رحمه الله تعالى فلما خرج من عند الامير سأله بعض اصحابه الذين حضروا المجلس فقالوا له اكنت ستضع اصبعك في السراج قال له نعم قالوا قد يحترق قال لا ما يحترق كيف ما يحترق اردت نصرة سنة النبي صلى الله عليه وسلم وردت نصرة دين الله تبارك وتعالى. فلن يخذلني الله جل وعلا على الله تبارك وتعالى فالقصد اذا ان هذه الاسباب قد تتعطل فهي على كل حال هي لا تفعل بذاتها انما هي مجرد اسباب فالعدوى سبب حقيقي والامر والمرض المعدي يعدي لكن ليس بالضرورة لان الذي يأذن له بان يعديه هو الله واذا اراد الله الا يعدي فانه لا يعدي ابدا طيب قال لا عدوى ولا طيرة يعني لا تطير ولا تتشائموا لا تتطير الا تتشائم لا طيرة اي لا طيرة في الاسلام وذكروا عن بعض تلف نقل عن ابن عباس ونقل عن طاووس بن كيسان انه كان مع رجل فمر غراب فنعق فقال رجل خير فقال آآ قوس اي خير في هذا؟ غراب النعق اي في خير اي خير في هذا يعني هذا بهيمة طائر النعق اين الخير في هذا الامر ثم قال لا ارافقك ابدا خلاص عندك شركيات لا خير ولا شر. غراب النعق. اين الخير بهذا الامر. ولذلك كانت العرب تتطير شوف الجهل يأتون الى الطيور وهي في وكرها في عشها يأتي يتحرش فيها يظرب العش حتى يطير الطائر تؤثر في اختيارك هذه الطيرة الممنوع لكن ايضا هذا الحديث ضعيف في محمد ابن علاء وهو ضعيف وفيه انقطاع ايضا بين مسلمة اه وبين الفضل الرابع الفضل وايضا مسألة مجهول الحال لماذا فعلت ذلك؟ قال اذا طارت طائر الان اذا راح يمين خير اذا راح شر شمال شر يضبط سفرته وما يقدم عليه على الطائرة الطائر خائف من ما ضرب بهيمة قد يذهب يمين قد يده الشمال قد يذهب الى الامام قد يذهب الى الخلف اي خير واي شر في طائر اثرته فطار فاتجه يمين او اتجه يسارا الا الجهل جهل بمحض فهذه الطيور وهذه البهائم لا يجوز للانسان ان يتفائل بها او يتشائم منها ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ومن موروثاتنا في بلادنا الكويت هنا ولعلها تكون في بعض بلاد الاسلام انا لا ادري لكن لعلها موجودة عندنا طائر اليعسوب نسميه في الكويتين ابو بشير الناس اذا رأوه قالوا بس خير هذا ابو بشير يأتي بالبشرى حشرة عشرة لا تأتيه بالبشرى ولا تأتي بالشر حشر لا تدري عن شيء اذا رآها الناس قالوا ها ابو بشير هذا هذا يبشر بالخير خير خير ان شاء الله خير اي خير واي شر لا خير ولا شر لا يأتي بالخير الا الله قال تعالى وكذلك عندنا ايضا آآ كلام نقوله ايضا هنا في بلادنا نقول خير يا طير ما فيه خير يا طير الطير لا يأتي بالخير ولا يأتي بالشر لكن نحن نستخدمها استخداما اخر خير يطالعني ايش عملت انا؟ ما عملت شي خير يا طير. طيب لا تكبر الموضوع الموضوع ما يسوى خير يا طيب لكن اصل الكلمة خير يا طير خطأ هذي موروثات الجهل اعاذنا الله واياكم من الجهل. يبقى امر ورد حديث في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشؤم في ثلاثة بالمرأة والفرس والدار الشؤم في ثلاثة بالمرأة والفرس والدار قالوا طيب اثبت النبي صلى الله عليه وسلم الشؤم فهذا الحديث فعلا يعني يعارض لا عد ولا طيرة وآآ يعارض الاحاديث التي مرت بنا سابق عن الطيرة من تطير فقد اشرك كيف النبي صلى الله عليه وسلم هنا يقول الشؤم في ثلاثة المرأة والفرس والدار آآ الحديث جاء شرحه في الصحيحين ايضا في رواية مفسرة بهذه الرواية ايضا في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس ان كان الشؤم اذا لا ما في شؤم وان كان يقع فسيقع في هذه الثلاثة لكن لا لا يقع ابدا وفسره بعض اهل العلم الشم في ثلاثة اي عند الناس يعني عادة الناس يتشائمون من المرأة او يتشائمون من الفرس او يتشائمون من البيت اللي هو الدال لكن على الاصل انه لا شؤم بي الاسلام طيب قال هنا وزاد مسلم ولا نوأى ولا غول النوء عفوا لا طير ولا هامة ولا صفر عفوا ولا هامة ولا الهامة قيل الهام عند العرب في السابق هي يقول هذا خرافة طبعا يقول آآ طائر يخرج من جسد المقتول آآ يطالب بدمه يعني اقتلوا قاتلي هذي من خرافات اهل الجاهلية وقال بعضهم الهامة هي البومة طائر البوم قوى الهامة وهذا هو الاشهر ان الهام هي طائر البوم وذلك ان الناس يتشائمون منه رميت فيه الليل على الكويت يلا نستلم الكويت الليلة ان عندنا بالكويت يقولون فلان قبسة او فلان قبس علينا. القبسة هي البومة عندنا يقول فلان قبسه يعني فلان مشؤوم لان شؤم او اذا وقع شي قال كبس علينا فلان يعني بسبب شؤم فلان وقع هذا الامر وهذا من الشرك صحيح انه ليس من الشرك الاكبر لكنه شرك على كل حال فالهام اذا هي البوم طائر البوم ولا صفر اي لا تتشاءموا في سفر فكان البعض يتشائم اذا دخل شهر طفر وهذا اللي قلناه التشاؤم او كراهية مسموع او مرئي او معلوم. معلوم؟ قلنا الاشهر والايام فكان العرب ايضا يتشائمون اذا دخل شهر سفر يتشائمون من هذا الشهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا صفر اتركوا هذا الامر اتركوا هذه هذه كلها لا عدوى لا طيرة لا هم لا آآ صفر قال ولا نوء ولا غول ايضا هذه زادها مسلم والنوء هو منازل القمر انواع كما جاء في حديث زيد ابن خالد الجهني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله اعلم. قال قال ربكم اصبح الناس مؤمن بي وكافر ومن قال مطرنا بفضل الله ورحمته فهذا مؤمن بي كافر بالكوكب ومن قال مطرنا بنوء كذا وكذا فهذا كافر بي مؤمنون الكوكب فيقول لا الكواكب ما تأتي بالامطار الذي يأتي بالامطار هو الله تبارك وتعالى والغيث باذن الله سبحانه وتعالى وليس بيد الكواكب واذا قال الله تبارك ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث وقال النبي صلى الله سبعة او خمسة من الغيب لا يعلمه الا الله وذكر منها لا ينزل الغيث الا الله جل وعلا ولا غول الغول آآ هو شيء كان يخوفون به الناس الجن والشياطين تتسلط على الناس يقول يأتيكم الغول غول يعني شيء مخيف شيء مخيف وكان حنا يوم حنا كنا صغار يخوفونا يقول لا لا تجيكم حمارة القايلة وتطنطل وهذا من الربع يقول طنطا وحمارة القايلة والغول امازي عاد باقي الدول الاسلامية والعربية ماذا عندهم غير الطنطا والغول حمارة القايل عندكم شي بو عمر عندكم شي تخوفون فيه الاولاد قبل او كانوا يخوفونكم ما تذكر طيب عندكم شي سعلوة لا السعلوة حيوان معروف بسعره حيوان معروف لكن احنا نقول اشياء ما لها ما لها وجود اشياء ليس لها وجود الغول وتطنطل حمارة القايلة. النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا غول ما في غول وانما هذا مما يخيف به الجن الانسان بذكر هذه الاشياء نعم قال ولهما عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ايضا تأكيد لما سبق قال ويعجبني الفأل قالوا وما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة التفاؤل ما في بأس ابدا بالعكس امر مطلوب لانه فيه حسن ظن بالله وفيه اقدام على العمل بعكس التشهد شام يمنع من العمل يدفع الى الخمول يدفع الى الامتناع بينما التفاؤل يدفع الى العمل فالتفاؤل شيء طيب وحسن ظن بالله تبارك وتعالى ولذلك النبي صلى الله عليه قال يعجبني الفأل قالوا وما الفال؟ قال الكلمة الحسنة يسمعها الرجل ومن ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية معروف انه لما قصد مكة صلوات ربي وسلامه في السنة السادسة لعمرة الحديبية آآ ارسلت قريش الى النبي صلى الله عليه وسلم عروة ابن مسعود ثم ارسلت زعيم الاحابيش ثم ارسلت اه غيرهما ثم ارسلت سهيل ابن عمرو فلما جاء سهيل بن عمرو قالوا جاء سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم سهل امركم قال اهل العلم بنى قوله سهل امركم على امرين اثنين الاول ما يعرفه من اخلاق وطبع سهيل الامر الثاني انه استبشر بالاسم تفاءل بالاسم سهيل ولذا النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه المسيب ابن حزن بابيه وقد اسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم انت سهل اسم حزن حزن يعني وعر قال انت سهل يعني اراد ان يغير اسمه الى سهل فالنبي صلى الله عليه وسلم مجرد ان جاءه سهيل فرح قال سهل امركم استبشر باسمه واستبشر بطبعه صلوات ربي وسلامه عليه قال اه ويعجبني الفعل قال كلمة الطيبة طيب هل من التفاؤل ما يفعله البعض اليوم وهو ما يسمونه الخيرة يعني يتصل باحدهم وهذا مشهور عند الشيعة يأتيه يقول يتصل على شيخه يقول استخر لي تو الاستخارة اعمل لي استخارة طيب مو مشكلة نعتبر هذا المصحف فيقول خل اعمل لك استخارة فيفتح المصحف والاية اللي تطلع له على اليمين اول صفحة ولا على اليسار يحدد هو اذا فيها شيء خبر زين؟ يقول له افعل واذا الخبر ليس بطيب يقول له لا تفعل هذا عبث هذا عبث ان الانسان يفتح المصحف واللي يطلع له يبني عليه هذا عبث وما انزل كتاب الله تبارك وتعالى لاجل هذا الامور ليد هذا الامر عفوا قال ولابي داوود بسند صحيح عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنها الفأل ولا ترد مسلما فاذا رأى احدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك هذا الحديث فيه امران اثنان الامر الاول هو ليس من رواية عقبة بن عامر ليس من رواية عقبة ابن عامر وانما هو من رواية عروة ابن عامر وليس عقبة بن عامر الصحابي المشهور وانما عروة ابن عامر هذا امر الاول الامر الثاني ان الاحاديث الحديث هذا معل بثلاث علل العلة الاولى عروة بن عامر مختلف في هل هو صحابي او ليس بصحابي فاذا لم يكن صحابي صحابيا فهو مرسل اذا هو مختل في صحبته الامر الثاني فيه حبيب بن ابي ثابت لم يلقى عروة اذا فيه انقطاع وحبيب ابن ثابت مدلس رحمه الله تعالى فاذا هذه ثلاث علل تمنع من القول بصحة هذا الحديث طيب الان ما معناه فقال ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم فقال احسنها الفأل اللي هي اقصد التطير ولا ترد مسلما لا ترد مسلما هذا خبر بمعنى النهي اي لا ينبغي ان ترد مسلما وليس الخبر وان خبر متضمن للنهي قال فاذا رأى احدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك هذا كلام جميل جدا لكنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وعن ابن مسعود مرفوعا الطيرة شرك الطيرة شرك وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل الذي من قول النبي صلى الله عليه وسلم هو الطيرة شرك الطيرة شرك كما قال المؤلف قال رواه ابو داوود والترمذي وصححه وجعل اخره من قول ابن مسعود. اللي هو ما منا الا ولكن يذيب الله بالتوكل هذا كلام ابن مسعود ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم لأن قوله وما منا الا ولم يذكر يعني مؤمنن الا يقع منه هذا الامر لكنه من باب الخوف من الله كره هذه الكلمة فلكراهته لها لم يذكرها قال الا بس افهم افهمها انت يعني الا وقع منه هذا التطير ومستحيل ان يكون هذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم لانه معصوم صلى الله عليه وسلم ولا يمكن ان يقول النبي صلى الله عليه وسلم وما منا الا يعني يقع منه التطير لا يمكن معصوم صلى الله عليه وسلم فهذا يقينا من كلام ابن مسعود وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وفيه تواضع ابن مسعود رضي الله عنه وفيه ايضا ان المؤمن غير معصوم يمكن ان يقع منه هذا الامر قال ولكن الله يذهبه بالتوكل. التوكل كما قلنا اعتماد القلب على الله اعتمادا كليا بجلب نفعنا ودفع ضر مع بذل الاسباب. فهذا اذا ليس من كلام النبي وانما من كلام ابن مسعود رضي الله تبارك وتعالى عنه يسمى عند اهل العلم بالمدرج يعني لم لم يقل النبي لم يقل ابن مسعود الطيرة شرك الطيرة شرك اه وانما اتبعه بكلامه هو علق عليه قالوا ما منا الا يعني كانه يقول الطيرة شرك نقطة انتهى الحديث وما منا الا فظن البعض ان هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وما منا الا ولكن يذهب الله بالتوكل. لكن نبه اهل العلم على ان هذا من قول ابن مسعود وليس من قول النبي صلوات ربي وسلامه عليه وقول هنا ولكن الله يذيب بالتوكل هذا علاج للتطير توكل على الله والاعتماد عليه سبحانه وتعالى المضي في الامر لا يمتنع لاجل الطير راح يمين ولا شاف له اعور ولا سمعه يا خائب ولا كذا يمتنع لا يمضي بامري ويدعو الله سبحانه لا خير الا خيرك ولا شر الا شرك يعني ولا يدفع السيئات الا انت لا خير الا خيرك ولا يدفع السيئات الا انت فيلجأ الى الله تبارك وتعالى نعم قال ولاحمد من حديث ابن عمرو من ردته الطيرة عن حاجته فقد اشرك قالوا فما كفارة ذلك؟ قال ان تقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك وهذا ايضا لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه عبد الله بن لهيعة ضعيف وفي الوقت ذاته ايضا لم يقل حدثنا يعني عن عن عن قال عن فلان فهو مدلس وضعيف فالحديث لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ومعناه اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك اي لا يحدث الا ما قضيت يا رب قال وله من حديث الفضل ابن العباس رضي الله عنه انما الطيرة ما امضاك او ردك وهذا ايضا يقصد ان الطيرة المنهي عنها هي التي تدفعك للفعل او تمنعك اللي هو راح يمين ولا راح فلا يثبت هذا الحديث والعلم عند الله جل وعلى نعم احسن الله اليكم قال المؤلف رحمه الله فيه مسائل الاولى التنبيه على قوله الا انما طائرهم عند الله مع قوله طائركم معكم. نعم بينا قال نعم الثانية نفي العدوى نعم في حديث النبي لا عدوى وقل وبينا الخلاف بين اهل العلم والصحيحة في هذه المسألة والعلم عند الله جل وعلا. نعم الثالثة نفي الطياعة. هذه متفق على نفيها وانها آآ نوع من انواع الشرك. نعم. اوابعة نفي الهامة نعم وقلنا ان الهامة هي البومة على قول اكثر اهل العلم. نعم. الخامسة نفي الصفا السفر يعني التشاؤم بالبومة والتشاؤم بالسفر اللي هو الشهر. نعم. السادسة ان الفأل ليس من ذلك بل مستحب. نعم. لقول النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل يعجبني الفأل. نعم. السابعة تفسير الفأل لما سئل النبي ما الفأل فقال الكلمة الطيبة فهو فسره صلوات ربي وسلامه عليه. نعم الثامنة ان الواقع في القلب من ذلك مع كراهته لا يضر بل يذهبه التوكل. نعم وما منا الا كما قال ابن مسعود نعم التاسعة ذكر ما يقوله من وجده. نعم. يقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا غيرك نعم. العاشرة التصويح بان الضيع تشييعك نعم الحادية عشر تفسير الطيرة المذمومة. نعم والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد