بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب الداء والدواء. الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي للامام ابن القيم الجوزية رحمه الله الدرس الثامن والعشرون. بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. قال المصنف رحمه الله تعالى ولما كانت البدع ولما كانت البدع البدع المضلة جهلا بصفات الله وتكذيبا بما اخبر به عن نفسه واخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم عنادا وجهلا كانت من اكبر الكبائر. وان قصرت عن الكفر نعم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد البدع جمع بدعة وهي ما احدث في الدين مما ليس منه امية بدعة من الابتداع وهو الشيء الذي والشيء الجديد الذي ليس له سابقة والبدع محرمة قوله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد في رواية من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وقال عليه الصلاة والسلام واياكم ومحدثات الامور. فان كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار البدع محرمة لانها زيادة في الدين لم يأذن بها الله تشريع لم يأذن بها الله ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله الدين هو ما شرعه الله وما لم يشرعه الله فهو من شرع الشيطان مردود وباطل لان الله اكمل هذا الدين قال تعالى اليوم اكملت لكم دينكم دين كامل ما يحتاج الى زيادة وانما الواجب علينا العمل بما شرعه الله وترك ما لم يشرعه الله وان ساغ لبعض الناس او زينه بعض الناس او لفقوه فانه باطل ومردود يكفي انه بدعة وانه ليس من الشرع وان الله لا يرضى به يكفي هذا كيف الانسان يتعب نفسه بشيء يترك السنن ينشط في البدع هذا من الشيطان اذا كان عنده رغبة في الخير السنن فيها بركة وفيها غنية ولكن الشيطان يزين لهؤلاء سوء اعمالهم والبدع تنقسم الى بدع كفرية كدعاء غير الله والذبح لغير الله هذا لم يأذن به الله بل نهى الله عنه فهو بدعة مكفرة الذي يدعو غير الله يذبح لغير الله ويستغيث بغير الله من الاموات هذه بدعة مكفرة وكذلك مقالات الجهمية وما فيهم من الاسماء والصفات هذا بدع مكفرة ومنه بدع مضللة بدعة قال صلى الله عليه وسلم كل بدعة ضلالة ضلالة ظلال مبين ومنه بدعة معصية اخف والبدع تختلف منها ما هو مكفر ومنها ما هو ضلالة وكبيرة من كبائر الذنوب ومنها ما هو معصية دون ذلك وكلها لا خير فيها نعم ولما كانت البدع المضلة جهلا بصفات الله وتكذيبا بما اخبر به عن نفسه واخبره واخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم عنادا وجهلا كانت من اكبر الكبائر. نعم هذه البدع اللي في الاسماء والصفات. هذه بدع فيها تكذيب لله لان الله وصف نفسه سمى نفسه الذي ينفيها هذا مبتدع نعم وان قصرت عن الكفر وحسب يعني الذين ينفون الصفات منهم من يكفر ومنهم من لا يكفر لكنه ضال المقلد او المتأول اما الذي يتعمد ويعاند فهذا كافر بلا شرك نعم وكانت احب الى ابليس من كبار الذنوب اي نعم البدعة احب الى ابليس من الزنا من شرب الخمر لان العاصي يتوب العاصي يتوب يعلم انه مخطئ. خلاف المبتدع فيرى انه على صواب. فلا يتوب والبدعة احب الى ابليس من من المعصية نعم كما قال بعض السلف البدعة احب الى ابليس من المعصية لان المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها نعم العاصي يخجل ويرى انه عاصي ويتوب الى الله لكن المبتدع قل ان يتوب لانه يرى انه على خير وانه على حق نعم وقال ابليس اهلكت بني ادم بالذنوب واهلكوني بلا اله الا الله وبالاستغفار فلما رأيت ذلك بثثت فيهم الاهواء فهم يذنبون ولا يتوبون لانهم يحسبون انهم يحسنون صنعا نعم هذا هذا خطير لما رأى عدو الله ان عباد الله يتوبون ويستغفرون وينهدم ما فعل ما بنى لجأ الى شيء ما يتوبون منه هو الهو اتباع القهوة اتباع البدع نعم ومعلوم ان المذنب انما ضربه على نفسه واما المبتدع فضعه على الناس. وهذا ايضا وجه اخر في شر البدع وهو ان ضرر البدعة يتعدى الى الناس ويقتدون به خلاف العاصي فان ضرره على نفسه والناس ما يقتدون بالعصاة يعلمون ان هذه معصية ينهون عنها خلاف البدعة فيرون انه دين وان من انكرها فهو منكر للدين. كما يطنطنون به الان كتاباتهم وصحفهم ومؤلفاتهم لانهم في ان اللي ينكر البدع هذا من الخوارج او انه او انه متشدد او انه والى اخر ما يقولون نعم وفتنة المبتدع في انه يتهم الناس وان يتهم الناس بعقائدهم وانه وانه اذا نهوا عن الشر قالوا باللي ينهاهم انت المخطئ. نعم وفتنة المبتدع في اصل الدين وفتنة المذنب في الشهوة كذلك هذا وجه اخر وهو ان المبتدع فتنته في الدين. واما في العاصي ففتنته في الشهوة فقط. ولا ما يشرع شي في الدين او يزيد في الدين نعم والمبتدع قد قعد للناس على صراط الله المستقيم يصدهم عنه. والمذنب ليس كذلك نعم المذنب يخجل في نفسه واما المبتدع فيجاهد ويرى انه على حق ويدعو الناس الى البدع نعم والمبتدع قادح في اوصاف الرب وكماله. والمذنب ليس كذلك نعم والمبتدع مناقض لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. والعاصي ليس كذلك نعم والمبتدع يقطع على الناس طريق الاخرة والعاصي بطيء السير بسبب ذنوبه نعم فصل ثم لما كان الظلم والعدوان منافيان للعدل الذي قامت به السماوات والارض وارسل الله سبحانه رسله عليهم الصلاة والسلام وانزل كتبه ليقوم الناس بالقسط كان اي الظلم من اكبر الكبائر عند الله وكانت درجته في العظمة بحسب مفسدته في نفسه نعم الله حرم الظلم الظلم وضع الشيء في غير موضعه هذا الظلم وهذا الشيء في غير موضعه وهو ثلاثة انواع ظلم بين العبد وبين ربه وهو الشرك فهذا لا يغفره الله الا بالتوبة. وظلم بين العبد وبين الناس تعدى عليهم ياخذ اموالهم ويقتلهم يضربهم تعدى على اعراضهم بالغيبة والنميمة او بالزنا تعدى على الاعراض وهذا لا يغفره الله الا اذا سمح اصحابه سمح المظلومون والا يقتص للظالم من المظلوم ويقتص للمظلومين من الظالمين الا اذا سمحوا حتى لو تاب ما لا يسقط عن حقوق الناس توبته ما تسقط عنه حقوق الناس والنوع الثالث ظلم العبد لنفسه وذلك بالمعاصي وهذا تحت المشيئة ان شاء الله غفر وان شاء عذب صاحبه نعم كان اي الظلم من اكبر الكبائر عند الله وكانت درجته في العظمة بحسب مفسدته في الله جل وعلا نهى عن الظلم وقال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي جعلته بينكم محرما فلا تظالموا. والظلم ظلمات يوم القيامة لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون نعم وكانت درجته في العظمة بحسب مفسدته في نفسه نعم. وكان قتل الانسان ولده الطفل الصغير الذي لا ذنب له فقد جبر الله سبحانه القلوب على محبته ورحمته وعطفها عليه وخص الوالدين من ذلك بمزية ظاهرة وقتله خشية ان يشاركه في مطعمه ومشربه وماله من اقبح الظلم واشده كما كانوا في الجاهلية يقتلون اولادهم خشية الفقر ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق يعني فقر نحن نرزقكم نحن نرزقهم واياكم في اية الاسراء وفي اية الانعام نحن نرزقكم واياهم فهم كانوا يقتلونه خشية الفقر والان يريدون ان يحددوا النسل خشية الفقر فهذا شبيه بفعل الجاهلية سوء ظن بالله عز وجل ويمنعون الحمل خشية الفقر كثرة العيال وهذا سوء ظن بالله عز وجل. ومنهم من يقتل اولاده تقربا الى الاصنام قرب باولاده الى الاصنام كذلك زين لكثير من المشركين قتل اولادهم شركاؤهم الهجوم وليلبسوا عليهم ديناهم ومنهم من يقتل البنات خشية العار ويدفنونهن حيات هذا كله من افعال الجاهلية وهذا اعظم هذا اعظم الظلم. ولهذا قال سبحانه والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون. هذه الجرائم هي اكبر الكبائر نعم وكذلك قتله ابويه الذين كان قلت اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك هذا مثل قوله تعالى الذين لا يدعون مع الله اله اخر قلت ثم اي قال ان تقتل ولدك خشية ان يطعم معك وهذا كما في قوله تعالى ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بها قلت ثم اي؟ قال ان تزاني بحليلة جارك وهذا مثل قوله تعالى ولا يزنون نعم وكذلك قتله وكذلك قتله ابويه اللذين كانا سبب وجوده اعظم القتل قتل القريب قتل القريب وذلك لانه قتل القريب فيه قطع للرحم وفيه جريمة القتل يجتمع فيه كبيرتان قطيعة الرحم كبيرة وقتل النفس كبيرة نعم وكذلك قتله ذات رحم. نعم وتتفاوت درجات القتل بحسب قبحه واستحقاق من قتله للسعي في ابقائه ونصيحته ولهذا كان اشد الناس عذابا يوم القيامة. من قتل نبيا او قتله نبي نعم. ويليه من قتل اماما عادلا او عالما يأمر الناس بالقسط ويدعوهم الى الله سبحانه وينصحهم في دينهم نعم. وقد جعل الله سبحانه جزاء قتل النفس المؤمنة عمدا الخلود في النار فغضب الجبار ولعنته واعداد العذاب العظيم له نعم الله جعل في غسل العمد العدوان عقوبة في الدنيا وهي القصاص وعقوبة في الاخرة وهي الوعيد. نعم هذا موجب قتل المؤمن عمدا ما لم يمنع منه مانع. موجب هذا موجب قتل المؤمن عمدا ما لم يمنع منه مانع ولا خلاف ان الاسلام الواقع بعد القتل طوعا واختيارا مانع من من نفوذ ذلك الجزاء اي نعم اذا قتل عمدا عدوانا ثم اسلم فان الاسلام يخفف خفف هذه الجريمة نعم وهل تمنع توبة المسلم منه بعد وقوعه؟ فيه قولان للسلف والخلف. قال وهل تمنع توبة المسلم منه بعد وقوعه فيه قولان للسلف والخلف وهما روايتان عن احمد والذين قالوا لا تمنعوا التوبة من نفوذه رأوا انه حق لادمي. يعني في الاخرة اذا تاب الانسان هل يسقط عنه الوعيد في الاخرة الذي ذكره الله بقوله جزاؤه جهنم خالدا فيها هل يسقط بالتوبة هذا قول الجمهور انه يسقط بالتوبة او لا يسقط هذا قول ابن عباس والجماعة لابد من نفوذ الوعيد فيه نعم والذين قالوا لا تمنعوا التوبة من نفوذه رأوا انه حق لادمي لم يستوفه في دار الدنيا. وخرج منها بظلامته فلابد ان يستوفي فلا بد ان يستوفى له في دار العلم نعم. قالوا فما استوفاه الوارث فانما استوفى محض حقه الذي خيره الله بين استيفائه والعفو عنه وما ينفع المقتول من استيفاء وارثه واي استدراك لظلامته حصل له باستيفاء وارثه وهذا للقصاص هل القصاص يكفر او لا يكفر يقول ما يكفر لان القصاص حق لاولياء القتيل اما حق القتيل فانه يبقى نعم وهذا اصح القولين في المسألة ان حق المقتول لا يسقط باصطفاء الوارث وهو وجه لاصحاب الشافعي واحمد وغيرهما ورأت طائفة انه يسقط بالتوبة واستيفاء الوارث فان التوبة تهدم ما قبلها والذنب الذي قد جناه قد اقيم عليه حده قالوا واذا كانت التوبة تمحو اثر الكفر والسحر. وهما اعظم اثما من القتل. فكيف تقصر عن محو اثر القتل وقد قبل الله توبة الكفار الذين قتلوا اولياءه وجعلهم من خيار عباده ودعا الذين احرقوا اولياءه وفتنوهم عن دينهم الى التوبة وقال تعالى يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا وهذا في حق التائب وهي تتناول الكفر فما دونه قالوا وكيف يتوب العبد من الذنب ويعاقب عليه بعد التوبة هذا معلوم انتفاؤه بشرع الله وجزائه قالوا وتوبة هذا المذنب تسليم نفسه ولا يمكن تسليمها الى المقتول فاقام الشافعي وليه مقامه وجعل تسليم النفس اليه كتسليمها الى المقتول بمنزلة تسليم الماء الذي عليه لوارثه فانه يقوم مقام تسليمه للمورث والتحقيق في المسألة. هذه حجج اللي يقولون انه اذا تاب سقط عنه الوعيد في الاخرة نعم والتحقيق في المسألة ان القتل يتعلق به ثلاثة حقوق حق لله حق للمظلوم المقصود وحق للولي فاذا سلم القاتل نفسه طوعا واختيارا الى الولي ندما على ما فعل وخوفا من الله وتوبة نصوحا يسقط حق يسقط حق الله بالتوبة وحق الولي بالاستيفاء او الصلح او العفو وبقي حق المقصود يعوضه الله عنه يوم القيامة عن عبده التائب عن عبده التائب المحسن ويصلح بينه وبينه فلا يبطل حق هذا ولا تبطل توبة هذا واما مسألة المال فقد اختلف فيها وقالت طائفة اذا ادى ما عليه من المال الى الوارث فقد برئ من عهدته في الاخرة كما برئ منها في الدنيا وقالت طائفة بل المطالبة لمن ظلمه باخذه باقية عليه يوم القيامة وهو لم يستدرك نعمته باخذ ورثه له فانه منعه من انتفاعه به في طول حياته ومات ولم ينتفع به فهذا ظلم لم يتدرك انما ينتفع به غيره باستدراكه وبنوا على هذا انه لو انتقل المال من واحد الى واحد وتعدد الورثة. كانت المطالبة للجميع لانه حق كان يجب عليه دفعه الى كل واحد منهم لكونه هو الوارث وهذا قول طائفة من اصحاب مالك واحمد وفصل شيخنا رحمه الله بين الطائفتين فقال ان تمكن المورث الظلم في المال ان كان اداه الى صاحبه بريء اما اذا اداه الى الوارث على قولين قيل يبرأ وقيل لا يبرأ قولان فصل شيخ الاسلام يقول شيخنا يعني شيخ الاسلام ابن تيمية. نعم وفصل شيخنا رحمه الله بين الطائفتين فقال ان تمكن المورث من اخذ ماله والمطالبة به فلم يأخذه حتى مات صارت المطالبة به للورث في الاخرة كما هي له كذلك في الدنيا وان لم يتمكن من طلبه واخذه. الحيلة بينه وبينه ظلما وعدوانا. والطلب له في الاخرة فصل شيخنا وفصل شيخنا رحمه الله بين الطائفتين فقال ان تمكن المورث من اخذ ماله والمطالبة به فلم يأخذه حتى مات صارت المطالبة به للورث في الاخرة كما هي له كذلك في الدنيا وان لم يتمكن من طلبه واخذه. فالحيل بينه وبينه ظلما وعدوانا. والطلب له في الاخرة يعني يقول ان كان امتناع الوارث فان كان امتناع المظلوم من اخذ ماله في الدنيا ان كان امتناعه اهمال منه تساهل منه اهمال منه تساهل منه ومات ولم يأخذه واخذه الوارث فالمورث باق على حقه يطالب به يوم القيامة. واما اذا منع منه ومات ولم يأخذه لانه ممنوع منه فهذا لا شك انه باقي باق على الظالم نعم وهذا التفصيل من احسن ما يقال فان المال اذا استهلكه الظالم على المورث وتعذر اخذه منه صار بمنزلة عبده الذي قتله قاتل وداره التي التي احرقها غيره وطعامه وشرابه الذي اكله وشربه غيره ومثل هذا انما تلف على المورث لا على الوارث فحق المطالبة لمن تلف على ملكه. يبقى ان يقال فاذا كان المال عقارا او ارضا او اعيانا قائمة باقية بعد الموت فهي ملك للوارث يجب على الغاصب دفعها اليه كل وقت واذا لم تدفع اليه اعيان ما له استحق المطالبة بها عند الله تعالى كما يستحق المطالبة بها في الدنيا وهذا سؤال قوي لا مخلص منه الا بان يقال المطالبة لهما جميعا كما لو وصب مالا مشتركا بين جماعة استحق كل منهم المطالبة بحقه منه وكما لو استولى على وقف مرتب على بطون فابطل حق البطون كلهم منه كانت المطالبة يوم القيامة لجميعهم. ولم يكن بعضهم اولى بها من بعض والله اعلم هذه مسألة مشكلة يعني انه اذا اذا وصب مالا او ظلم مالا بغير حق ثم مات صاحبه ولم ورد عليه واخذه وارثه رد على الوارث هل تبرأ ذمة الظالم او لا تبرأ يقول تبرأ من ناحية من ناحية حق الورثة فقط واما حق المورث فانه باق عليه نعم فصل ولما كانت مفسدة القتل هذه المفسدة. قال الله تعالى من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا. ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا نعم. وقد اشكل فيهم هذا على كثير من الناس. نعم. احسن الله اليك وقد اشكل فهم هذا وقد اشكل فهم هذا على كثير من الناس. يعني كيف من قتل نفسا واحدة يكون كمن قتل الناس جميعا هذا اشكال ومن احياها احيا نفسا واحدة لان ما احيا الناس جميعا مع انه ما احيا الا نفس واحدة نعم صبة الماء ما يسقط حق الوارث لا يسقط. نعم وقد اشكل فهم هذا على كثير من الناس وقالوا معلوم ان اثم قاتل مائة اعظم عند الله من اثم قاتل نفس واحدة وانما اوتوا من ظنهم ان التشبيه في مقدار الاثم والعقوبة والقول والقول لم يدل على هذا. ولا يلزم منه تشبيه الشيء بالشيء. اخذه بجميع احكامه وقد قال تعالى كانهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية او ضحاها وقال تعالى كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار وذلك لا يوجب ان لبسهم في الدنيا انما كان هذا المقدار وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله اي مع العشاء كما جاء في لفظ اخر واصبح كما جاء في لفظ اخر واصلح من هذا قوله من صام رمضان واتباعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر وقوله صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله احد فكأنما قرأ ثلث القرآن ومعلوم ان ثواب فاعل هذه الاشياء لم يبلغ ثواب المشبه به فيكون قدره قدرهما سواء ولو كان قدر الثواب سواء لم يكن لمصلي الفجر والعشاء في جماعة يعني وجه الاشكال كيف ان من قتل نفسا واحدة كده يكون كمن قتل مئة نفس لان الله قال فكأنما قتل الناس جميعا فكيف يكون عليه اثم قتل الناس جميعا وهو ما قتل الا نفسا واحدة. هذا الاشكال. اتى بنظائر قال له كذلك من صام رمظان قال واتباعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر مع انه ما صام الا ستة وثلاثين يوم ما صام الا ستة وثلاثين يوم من قرأ سورة الاخلاص فكأنما قرأ ثلث القرآن مع انه ما قرأ الا سورة قصيرة قد يكون العمل وان كان يسيرا يعادل يعادل العمل الكثير نعم هذه معادلة نعم ولو كان قدر الثواب سواء لم يكن لمصلي الفجر والعشاء في جماعة كذلك من صلى الفجر في جماعة من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل من صلى الفجر في جماعة فكأنما صلى الليل كله مع انه ما صلى الا صلاة واحدة وله اجر من صلى كل الليل وما صلى الا صلاتين صلاة العشاء وصلاة الفجر ومع هذا يأخذ اجر من صلى كل الليل نعم ولو كان قدر الثواب سواء لم يكن لمصلي الفجر والعشاء في جماعة بقيام الليل منفعة غير التعب والنصب نعم. وما اوتي احد بعد الايمان افضل من الفهم عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. نعم فان قيل ففي اي شيء وقع التشبيه بين قاتل نفس واحدة وبين قاتل الناس جميعا قيل في وجوه متعددة احدها ان كل واحد منهما عاص لله ورسوله صلى الله عليه وسلم مخالف لامره متعرض لعقوبته وكل منهما قد باء بغضب الله ولعنته واستحقاق الخلود في نار جهنم واعد له عذابا عظيما وان تفاوت الدرجات العذاب فليس اثم من قتل نبيا او اماما عادلا او عالما يأمر الناس بالقسط كمن قتل من لا مزية له من احاد الناس الثاني انهما سواء في استحقاق ازهاق النفس. يعني ان القتل لا شك انه جريمة وكبيرة من كبائر الذنوب لكنه بعظه اشد من بعظ مثل ما سبق من قتل والده او قتل ولده هذا اشد ممن قتل الاجنبي من زنا بحليلة جاره اشد ممن زنا لامرأة اخرى غير غير زوجة الجار فالكبائر تتفاوت بحسب ملابساتها ومواقعها وان كانت في اصل التحريم كلها محرمة نعم الثاني انهما سواء في استحقاق ازهاق النفس الثالث انهما سواء في الجراءة على سفك الدم الحرام فان من قتل نفسا بغير استحقاق بل لمجرد الفساد في الارض ولاخذ ماله فانه يجتهي على قتل كل من ظفر به وامكنه قتله فهو النوع الإنساني الله. ومنها انه يسمى قاتلا او فاسقا او ظالما او عاصيا بقتله واحدا. كما يسمى كذلك بقتله الناس جميعا ومنها ان الله سبحانه جعل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم وتواصلهم. كالجسد الواحد. اذا اشتكى منه عضو تداعى له الساء والجسد الحمى والسهر فاذا اتلف القاتل عضوا من ذلك الجسد فكانما اتلف سائغ الجسد والم جميع اعضائه فمن اذى مؤمنا واحدا فقد اذى جميع المؤمنين وفي اذى جميع المؤمنين اذى اذى اذى اذى جميع الناس كلهم فان الله انما يدافع عن الناس بالمؤمنين الذين هم بينهم فايذاء الخفير ايذاء للمخفر وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقتل نفس ظلما بغير حق الا كان على ابن ادم الاول طفل منها لانه اول من سن القتل ولم يجيء هذا الوعيد في اول زان ولا اول سائق ولا اول شايب مسكر وان كان اول المشركين قد يكون اولى بذلك من اول قاتل لانه اول اول من سن الشرك ولهذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن لحي الخزاعي يعذب اعظم العذاب في النار لانه اول من غير دين ابراهيم عليه السلام وقد قال تعالى ولا تكونوا ولا تكونوا اول كافر به اي فيقتدي بكم من بعدكم فيكون اسم كفره عليكم. وكذلك حكم من سن سنة سيئة فاتفت فاتبع عليها وفي جامع الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده واوداجه تشخب دما يقول يا رب سل هذا فيما قتلني فذكروا لابن عباس التوبة فتلا هذه الاية. ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ثم قال ما نسخت هذه الاية ولا بدلت وانى له التوبة قال الترمذي هذا حديث حسن وفي صحيح البخاري عن سمرة بن جندب قال اول ما ينتن من الانسان بطنه. فمن استطاع منكم الا يأكل الا طيبا فليفعل ومن استطاع ان لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم اهراقه فليفعل وفي جامع الترمذي عن نافع قال نظر عبدالله ابن عمر رضي الله تعالى عنهما يوما الى الكعبة فقال ما اعظمك واعظم حرمتك والمؤمن عند الله اعظم حرمة منك قال الترمذي هذا حديث حسن وفي صحيح حرمة المؤمن عظيمة كانها اعظم من الكعبة التي هي بيت الله لو انسان اعتدى على الكعبة وهدمها الذي يقتل مؤمن اعظم ممن هدم الكعبة نعم عليه الصلاة والسلام النفس يعني تجنب القتل تجنب القتل لان لان القتل لان القتل لا ما هو بحث على الجهاد. الكلام الان في القتل. والكلام الان في القتل يعني يتجنب الدم المحرم. نعم وفي صحيح البخاري ايضا عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما كان دم الانسان ما هو بسفيه شوي ومع هذا يحرم من الجنة نعم وفي صحيح البخاري ايضا عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حرام وذكر البخاري ايضا عن ابن عمر قال من من غطاة من وطات الامور التي لا مخرج لمن اوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله وفي الصحيحين عن ابي هريرة وفي الصحيحين عن ابي هريرة يرفعه سباب المؤمن في السوق وقتاله كفر قتاله كفر يعني كفر اصغر نعم وهو يكفر يخرج من الملة لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض يعني الكفر الاصغر القاتل لا شك انه مرتكب لكبيرة عظيمة لكنه لا يكفر لقوله تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا واصلحوا بينهما الى قوله انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخوين فدل على ان القاتل لا يكفر وانه من اخواننا ولكنه مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب هذا فيه رد على الخوارج والمعتزلة ليكفرون بالكبائر نعم وفيهما ايضا عنه صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وفي صحيح البخاري عنه صلى الله عليه وسلم من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وان ريحها يوجد من مسيرة اربعين عاما وكذلك هذا من الوعيد الشديد. نعم هذه عقوبة قاتل عدو الله اذا كان معاهدا في عهده وامانه. فكيف بعقوبة قاتل عبده المؤمن فاذا كانت امرأة قد دخلت النار في هجرة حبستها حتى ماتت جوعا وعطشا فرآها النبي صلى الله عليه وسلم في النار والهرة تخدشها في وجهها وصدرها فكيف عقوبة من حبس مؤمنا حتى مات بغير جرم وفي بعض السنن عنه صلى الله عليه وسلم فزوال الدنيا اهون على الله من قتل مؤمن بغير حق فصل ولما كانت مفسدة الزنا من اعظم المفاسد. يكفي