بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الدرس الثامن والعشرون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في درس من دروس التوحيد. للامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وضيف هذا اللقاء وهذا الدرس هو فضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة فاهلا ومرحبا بالشيخ في هذا الدرس حياكم الله وبارك فيكم الحقيقة كنا في باب من الشرك ان يستغيث بغير الله او يدعو غيره. وقد قرأنا الايات المباركات في في هذا الباب وانتهى بنا المقام عند الاية الكريمة في قول الحق تبارك وتعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء. ويجعلكم خلفاء الارض. االه مع الله قليلا ما تذكرون. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد على اله واصحابه اجمعين. قد استكملنا الكلام على هذه الاية حسب استطاعتنا في الحلقة السابقة وذلك عند قوله تعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه هذا من باب التحدي للمشركين انهم اذا اضطروا وقعوا في ورطة فانهم ينسون ما يعبدون من الاشجار والاحجار والاصنام وغير ذلك. ويلجأون الى الله لعلمهم انه لا يخلص من الظرر والكرب الا الله سبحانه وتعالى واذا مسكم الظر في البحر ظل من تدعونا الا اياه فلما نجاكم الى البر اعرظتم وكان الانسان كفورا فهم اذا وقعوا بالشدة والكرب والضيق وحاصرتهم الامواج وخافوا من الهلاك فانهم لا يدعون الا الله ويخلصون الدعاء لله وينسون معبوداتهم لانهم يعلمون انها لا تخلصهم من ذلك فهذا من البراهين القوية على ابطال الشرك ووجوب التوحيد في جميع الاحوال في حالة الرخاء وفي حالة الشدة نعم وروض الطبراني باسناده انه كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين. فقال بعضهم قوموا وبنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه لا يستغاث بي وانما يستغاث بالله كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافقا والمنافق هو الذي يظهر الايمان ويبطن الكفر والعياذ بالله المنافقون كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة. لما قوي الاسلام وخافوا من المسلمين وارادوا ان يعيشوا مع المسلمين اظهروا الاسلام هم يخفون ضده الرسول قبل اسلامهم لانه ليس لنا الا الظاهر ونكل البواطن الى الله سبحانه وتعالى كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم منافق من هذا النوع ومن هذا الصنف من الناس يؤذي المؤمنين هذي عادة المنافقين انهم دائما يؤذون المؤمنين ويحتقرون المؤمنين ويهددونهم اه لانهم اعداء هم العدو كما قال الله جل وعلا هم العدو يعني المنافقين احذرهم قاتلهم الله انا يؤفكون فقال بعضهم قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من اذى هذا المنافق ليردعه عنا ويمنعه من اذيتنا لان الرسول صلى الله عليه وسلم له سلطة له سلطة على المسلمين فهو يقدر على منع هذا المنافق من اذيته للمسلمين ولكنه انكر هذا اللفظ الاستغاثة نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انه لا يستغاث بي وانما يستغاث بالله عز وجل. هذا من باب الادب مع الله سبحانه وتعالى وتعليم الصحابة ان يتجنبوا هذه الالفاظ وامثالهم والا فهو قادر على ردع هذا المنافق ولكنه اراد بذلك لقوله انه لا يستغاث بي وانما يستغاث بالله تحقيق التوحيد وتجنب الالفاظ الموهمة وآآ تأدب مع الله سبحانه وتعالى في الاستغاثة انما تكون في الامر الشديد والنوازل الشديدة والكرب هذا لا يقدر على من رفعه الا الله سبحانه وتعالى واما الامور التي يقدر عليها يقدر عليها المخلوق الاستغاثة اذا كان المخلوق يقدر على الاغاثة لا بأس استغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه وكزه موسى. فالاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه هذا امر جائز انما الاستغاثة بالمخلوق بما لا يقدر عليه الا الله. الرسول قادر على ان يغيثه ولكنه اراد ان يتجنبوا هذا اللفظ وهذا من تربية المسلمين على التوحيد واخلاص العبادة لله بجميع انواعها لا يستغاث بي وانما يستغاث بالله عز وجل نعم احسن الله اليكم اه المؤلف رحمه الله ذكر فيه عدة مسائل آآ الاولى ان عطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص كما ذكرنا هذا قلنا ان الاستغاثة هي دعاء لكنها دعاء خاص عند الكرب وعند الشدة واما الدعاء فهو واسع. فيدعى الله في كل الاحوال ويطلب منه كل آآ الحاجات فعطف الدعاء على على الاستغاثة من عطف العام على الخاص العام الذي هو الدعاء على الخاص الذي هو الاستغاثة نعم المسألة التالية ان اصلح الناس لو يفعله ارضاء لغيره صار من الظالمين نعم ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين هذا خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم وهو اصلح الناس انه لو فعل الشرك بالله عز وجل ودعا غير الله كان من الظالمين اي المشركين فكيف بغيره فهذا من باب تعظيم التوحيد واقرار التوحيد والنهي عن الشرك والتنفير من الشرك قال تعالى في الانبياء ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين فلا يستثنى احد من الخلق لا الانبياء ولا غيرهم ان يحصل منهم اه اشياء مخالفة للتوحيد بل هم قادة اهل التوحيد ومعلموا التوحيد فلا يليق بهم ان يصدر منهم شيء يخالف ذلك فكيف بغيرهم نعم المسألة الاخرى ان طلب الرزق لا ينبغي الا من الله. كما ان الجنة لا تطلب الا منه كما قال ابراهيم عليه السلام ان الذين تدعون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروه اليه ترجعون فطلب الرزق لا يتنافى مع العبادة العبادة لها وقت وطلب الرزق لها وقت كما قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون المسلم يجمع بين طلب الرزق الحلال وعبادة الله سبحانه وتعالى لا يترك طلب الرزق ويجلس للعبادة ولا ينهمك في طلب الرزق ويترك العبادة فانما يكون يجمع بينهما العبادة في وقتها طلب الرزق في وقته ولا تنافي بينهما. نعم المسألة الاخرى ان تلك الدعوة سبب لبغض المدعو للداعي وعداوته له نعم اما في اية ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير هذي سورة سبأ ثم قال في سورة الاحقاف واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء كان المدعوين اعداء للداعين لهم لان الداعين لغير الله مشركون وهؤلاء الانبياء والصالحون موحدون ولا يرضون بذلك بل كل مدعو من دون الله ولو لم يكن من الصالحين ومن الاولياء ومن الرسل يكون عدوا لمن دعاه حتى ابليس يوم القيامة يتبرأ من اتباعه ويقول وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم وهذا في احرج المواقف يكون بينهم عداوة كما قال ابراهيم ثم يوم القيامة فيكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين. نعم المسألة الاخرى الامر العجيب وهو اقرار عبدة الاوثان بانه لا يجيب المضطر الا الله ولاجل هذا يدعونه في الشدائد مخلصين له الدين قال تعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه لا احد غير الله سبحانه. ولهذا لم يجيبوا على هذا السؤال ويقولوا نعم يجيب المضطر اذا دعا فلان او علان او الصنم الفلاني لم يجيبه عنها ماذا سؤال بدون جواب امن يجيب المضطر اذا دعاه الا الله سبحانه وتعالى اذا كان يجيب المضطر لا يجيب المضطر غيره فهو الذي يستحق العبادة دون غيره سبحانه وتعالى وهذا من حجج التوحيد من براهين التوحيد ودليل على بطلان الشرك انه لا ينفع اصحابه لا في الدنيا عند الشدائد ولا في الاخرة حينما يتبرأ المتبوعون من التابعين لهم اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب تقطعت بهم الاسباب. نعم المسألة الاخيرة في هذا الباب حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد والتأدب مع الله اي نعم وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم انه لا يستغاث بي وانما يستغاث بالله مع ان الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه المسألة قادر على ان يغيثهم وان يمنع هذا المنافق من اذاهم ولكنه يريد ان يؤدب الصحابة ويعلمهم التوحيد ان هذه الالفاظ لا تقال الا في حق الله سبحانه وتعالى نعم الشيخ صالح هل هناك شروط للاستغاثة نعم الاستغاثة لا بد ان تكون آآ اذا كانت فيما لا يقدر عليه الا الله فلا يستغاث الا بالله واذا كانت الاستغاثة مما يقدر عليها المخلوق هذا لا لا بأس به كما في قصة موسى مع الاسرائيلي الذي استغاث به فاغاثه نعم في الباب السابق يا شيخ قرأنا الاستعاذة الفرق بين الاستعاذة والاستغاثة الاستعاذة هي الالتجاء الى الله عز وجل من العدو ومن الامور الضارة اللجوء الى الله وطلب حماية الله جل وعلا هذه الاستعاذة واما الاستغاثة فهي طلب دفع الظرر والكرب عن المخلوق بعد نزولها وحصولها. نعم يعني الحكم بين النوعين يختلف يا شيخ؟ نعم هذه الاستغاثة تكون عن شيء نزل ويراد ازالته اما الاستعاذة فانها عامة اللجوء الى الله عز وجل بمنع الشيطان من الانسان منع العدو نعم شيخ يستغيث بعض الناس بالحي القادر ويغيب عنه انه مجرد سبب. ما السبيل الى تصحيح القلب لابد ان تدرس العقيدة ولا يزيل هذا هذا جهل ولا يزيله الا التعلم. تعلم العقيدة الحرص على معرفتها والعمل بها الجهل داء قاتل نعم شيخ آآ يعني الدعاء والاستغاثة هل هناك فرق بينهم الدعاء اعم من الاستغاثة الاستغاثة هي دعاء في احوال خاصة احوال الظيق والشدة والكرب اما الدعاء فهو اوسع تدعو الله في كل حاجة ولو لم تكن مضطرا اليها نعم اخيرا الشيخ صالح قوله الرسول صلى الله عليه وسلم انه لا يستغاث بي. هل هو على اطلاقه نعم هذا من باب تعليم التوحيد وحماية التوحيد كما قال الشيخ لئلا يتساهلوا في مثل هذه الالفاظ فهذا من حماية التوحيد نعم شكر الله لكم الشيخ صالح وبارك الله فيكم وفي علمكم على ما بينتم وشرحتم في هذه الدروس المباركة من كتاب التوحيد للامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. وشكرا لزميلي مهندس الصوت عبدالله السلولي الذي سجل هذا الدرس. والسلام عليكم ورحمة الله