المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي يخبر تعالى عن حالة الامم الماضية المكذبة للرسل انها كحال هؤلاء الحاضرين المكذبين لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وان الله اذا ارسل رسولا في قرية من القرى كفر به مترفوها وابطرتهم نعمتهم وفخروا بها وقالوا نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين. وقالوا نحن اكثر واموالا واولادا. اي ممن اتبع الحق. اي اولا لسنا بمبعوثين. فان بعثنا فالذي اعطانا الاموال والاولاد في الدنيا سيعطينا اكثر من ذلك في الاخرة ولا يعذبنا فاجابهم والله تعالى بان بسط الرزق وتضيقه ليست دليلا على ما زعمتم فان الرزق تحت مشيئة الله ان شاء بسطه لعبده وان شاء ضيقة الضعف بما عملوا وهم في وليست الاموال والاولاد بالتي تقرب الى الله زلفى. وتدني اليه وانما الذي يقرب منه زلفى الايمان بما جاءت به المرسلون. والعمل الصالح الذي هو من لوازم الايمان. فاولئك لهم الجزاء عند الله تعالى مضاعفا الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة لا يعلمها الا الله امنون. اي في المنازل العاليات المرتفعات جدا. ساكنين فيها مطمئنين. امنون من المكدرات والمنغصات بما هم فيه من اللذات وانواع المشتهيات. وامنون من الخروج منها والحزن فيها عاجزين اولئك في العذاب محضرون. واما الذين سعوا في اياتنا على وجه التعجيز لنا ولرسلنا والتكذيب ثم اعاد تعالى انه يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ليرتب فعليه قوله وما انفقتم من شيء. نفقة واجبة او مستحبة على قريب او جار او مسكين او يتيم. وغير ذلك وتعالى يخلفه فلا تتوهموا ان الانفاق مما ينقص الرزق. بل وعد بالخلف للمنفق الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر تطلب الرزق منه واسعوا في الاسباب التي امركم بها جميعا ثم يقول للملائكة اياكم كانوا يعبدون اي العابدين لغير الله والمعبودين من دونه من الملائكة. ثم يقول الله للملائكة على وجه التوبيخ لمن عبدهم. فتبرأوا من عبادتهم قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم. بل كانوا يعبدون قالوا سبحانك اي تنزيها لك وتقديسا ان يكون لك شريك او ند انت ولي نبينا من دونهم فنحن مفتقرون الى ولايتك. مضطرون اليها. فكيف ندعو غيرنا الى عبادتنا؟ ام كيف نصلح لان نتخذ من دونك اولياء وشركاء ولكن هؤلاء المشركون كانوا يعبدون الجن اي الشياطين يأمرون بعبادتنا او عبادة غيرنا فيطيعونهم بذلك. وطاعتهم هي عبادتهم لان العبادة الطاعة كما قال تعالى مخاطبا لكل من اتخذ معه الهة. الم اعهد اليكم يا بني الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين. وان اعبدوني هذا صراط مستقيم. اكثرهم بهم اي مصدقون للجن منقادون لهم. لان الايمان هو التصديق الموجب للانقياد. فلما تبرأوا منهم قال تعالى مخاطبا لهم لبعض نفعا ولا ضراء تقطعت بينكم والاسباب وانقطع بعضكم من بعض مكذبون ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذابا ونقول للذين ظلموا بالكفر والمعاصي بعدما ندخلهم النار فاليوم عاينتموها ودخلتموها جزاء لتكذيبكم وعقوبة لما احدثه ذلك التكذيب من عدم الهرب من اسبابها يريد ان يصدكم عن اه يخبر تعالى عن حالة المشركين عندما تتلى عليهم ايات الله البينات وحججه الظاهرات وبراهينه القاطعات. الدالة على كل خير الناهية عن كل شر التي هي اعظم نعمة جاءتهم ومنة وصلت اليهم الموجبة لمقابلتها بالايمان والتصديق والانقياد والتسبيح انهم يقابلونها بضد ما ينبغي ويكذبون من جاء بها ويقولون اي هذا قصده حين يأمركم بالاخلاص لله. لتتركوا عوائد ابائكم الذين تعظمون وتمشون خلفهم فردوا الحق بقول الضالين ولم يوردوا برهانا ولا شبهة. فاي شبهة اذا امرت الرسل بعض الضالين باتباع الحق فادعوا ان اخوانهم الذين على طريقتهم لم يزالوا عليه. وهذه السفاهة ورد الحق باقوال الضالين. اذا تأملت كل حق رد فاذا هذا مآله لا يرد الا باقوال الضالين من المشركين والدهريين والفلاسفة والصابئين والملحدين ان في دين الله المارقين فهم اسوة كل من رد الحق الى يوم القيامة. ولما احتجوا بفعل ابائهم وجعلوها دافعة لما جاءت به الرسل طعنوا بعد هذا بالحق. اي كذب افتراه هذا الرجل الذي جاء به وقال الذين كفروا للحق اي سحر ظاهر بين لكل احد. تكذيبا بالحق وترويجا على السفهاء. ولما بين ما ردوا به الحق وانها اقوال دون مرتبة الشبهة فضلا ان تكون حجة ذكر انهم وان اراد احد ان يحتج لهم فانهم لا مستند لهم. ولا لهم شيء يعتمدون عليه اصلا قال وما اتيناهم من كتب يدرسونها وما ارسلنا اليهم قبلك من نذير وما اتيناهم من كتب يدرسونها حتى تكون عمدة لهم سيكون عندهم من اقواله واحواله ما يدفعون به ما جئتهم به. فليس عندهم علم ولا اثارة من علم. ثم خوفهم ما فعل بالامم مكذبين قبلهم فقال وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا اي ما بلغ هؤلاء المخاطبون معشار ما اتيناهم اي الامم الذين من قبلهم. اي انكاري عليهم. وعقوبتي اياهم. قد اعلمنا ما فعل بهم من النكال وان منهم من اغرقه ومنهم من اهلكه بالريح العقيم وبالصيحة وبالرجفة وبالخسف بالارض وبارسال الحاصب من السماء احذروا يا هؤلاء المكذبون ان تدوموا على التكذيب فيأخذكم كما اخذ من قبلكم ويصيبكم ما اصابهم