والناس انقسموا في امر الشفاعة الى ثلاثة اقسام طرفان ووسط تراه الاول الذين نفوا الشفاعة وهم المعتزلة الشفاعة نفاها المعتزلة فقالوا ان من استوجب النار لابد ان يدخل بناء عندهم على انه لا يستوجب النار الا كافر لانهم يكفرون اصحاب الكبائر من هذه الامة فيقولون لا تنفعهم الشفاعة من استوجب النار فانه لا بد ان يدخل ومن دخلها فانه لا يخرج منها هذا مذهبهم فينفون الشفاعة التي ثبتت وتواترت بها الادلة هذا طرف. الطرف الثاني الذين غلوا في اثبات الشفاعة غلوا في اثبات الشفاعة وهم القبوريون والخرافيون الذين يتعلقون بالاموات ويطلبون منهم الشفاعة ويدعونهم ويذبحون لهم وينذرون لهم واذا قيل لهم هذا شرك؟ قالوا لا. هذا طلب للشفاعة كما قال المشركون الاولون ويعبدون من دون الله ما لا يظرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله فهم غلوا في اثبات الشفاعة حتى طلبوها حتى طلبوها من غير الله من من الموتى والمقبورين وطلبوها ايضا لمن لا يستحقها وهم اهل الشرك والكفر بالله عز وجل اما اهل السنة والجماعة فتوسطوا كما هي عادتهم انهم عادتهم الوسطية بكل الامور ولله الحمد فهم لم ينفوا الشفاعة مطلقا كما نفتها المعتزلة ولم يثبتوها مطلقا كما غلا في اثباتها القبوريون والخرافيون وانما قالوا الشفاعة حق لكن اذا توفرت شروطها المذكورة في القرآن الكريم اذا توفرت شروطها فهي حق هذا مذهب اهل السنة والجماعة في هذه المسألة الوسطية ومما يجري في يوم القيامة الشفاعة ولهذا ساقها المصنف رحمه الله في جملة ما يكون يوم في اليوم الاخر انه يؤمن بكل ما يكون في اليوم الاخر ومنه الشفاعة ومنه الشفاعة