انفسهم في طلب الحديد. يعني معاناة العلماء وافلاس العلماء مسألة من المسائل الشهيرة. يعني ما من عالم الا ايه؟ واحنا بنعمل ترجمته كده اسمه مولده الشيوخ ومش عارف ايه. نذكر اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين زمن المجيد. ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره. ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهد الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى واحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم بالعالمين انك حميد مجيد آآ العالم آآ كتير يمر بمشاكل مشاكل مالية مشاكل مالية ليه بينفق كل ما يملك في طلب العلم الامام البخاري والده كان رجلا تاجرا وكان رجلا غنيا يوم نام على فراش الموت والد الامام البخاري دعا محمدا ولده اللي هو البخاري وقال له يا بني اني تركت لك الف الف درهم مليون درهم وطبعا ده في ذلك الزمان كان يعني كان مالية كبيرة جدا جدا تركت لك الف الف درهم ما اعلم درهما فيه شبهة شبهة يعني مش مع يعلم دراما حراما لا ما اعلم درهما فيه شبهة ايه اللي وصل والد البخاري لهذه المرتبة وان ماله حلال انه كان دائما بجوار اهل العلم كان يحضر دروس مالك وحماد ابن زايد وعبدالله ابن المبارك وهذه الطبقة كلما عن له شيء في البيع كان يسأل اهل العلم يقول له الصفقة الفلانية آآ شروطها كزا وكزا وكزا وكزا هل ترى في هذه الشروط شيئا مخالفا للشرع ازا قال له لأ يعقد الصفقة. ازا قال له نعم في الشرط الفلاني والفلاني ده مخالف للشرع. كان يسقطه ان استطاع والا ممكن يفقد الصفقة كلها الامام البخاري كان له اخ اسمه احمد هم الاتنين ورسوا الايه المليون درهم انفق البخاري هذا المال كله الذي ورثه في طلب العلم حتى انه في يوم من الايام افلس ولم يجد ثيابا يلبسها اشوف الخبر هنا يقول محمد ابن ابي حاتم الوراق سمعت البخاري يقول خرجت الى ادم ابن ابي اياس فتخلفت عني نفقتي فجعلت اتناول الحشيش. حشيش الارض لانه لا يجد طعاما يأكله فجعلت اتناول الحشيش ولا اخبر بذلك احدا فلما كان اليوم الثالث اتاني ات لم اعرفه فناولني صرة دنانير وقال انفقه على نفسك وطبعا مسألة الفقر والورطة دي كانت مشهورة عند اهل العلم جميعا قل عالم الا وافلس كل ده بسبب ايه انه كان ينفق في رحلاته الطويلة الى البلدان المختلفة ليلقى اهل العلم كان ينفق كل ما معه. وبعض العلماء كاد ان يموت كاد ان يموت كابيه حاتم الرازي كاد ان يموت ابو حاتم الرازي وله قصة عجيبة غريبة لعلنا نذكرها اذا جاء وقت نتكلم فيه عن رحلة اهل الحديث افلاسه قل ان تجد عالما الا وافلس. واحيانا قد يضطر العالم ان يبيع الكتاب وطبعا الكتاب ده زي ابن العالم. يعني انا كتابي الكتاب بتاعي انا زي ابني بالزبط لا سيما ازا كنت خدمت الكتاب ويعني ظل معي سنين طويلة. انقح فيه واعلق عليه والكلام دهوت. بيصبح زي الولد بالضبط واذكر من الذين باعوا كتبهم بسبب الحاجة آآ ابو الحسن الفالي علي ابن احمد ابن علي ابن سلك الفالي وكان عنده نسخة من كتاب الجمهرة لابن دريد وكانت في غاية الجودة والاتقان افلس فاضطر ان يبيع هذا الكتاب بستين دينارا بس كتب على جلدة الكتاب من جوة هذه الابيات بيقول فيها ايه انست به عشرين حولا انست بها بالنسخة يعني عشرين حولا وبعتها فقد طال شوقي بعدها وحنيني وما كان ظني انني سابيعها ولو خلدتني في السجون ديوني ولكن لضعف وافتقار وصبية صغار عليهم تستهل شئون فقلت ولم املك ثواب عبرة مقالة مكوي الفؤاد حزين. وقد تخرج الحاجات يا ام ما لك كرائم من رب بهن ضنيني كتب هذه الابيات التي يتفجع بها على النسخة التي كان يحتفظ بها اللي اشترى النسخة دي الشريف المرتضي الشريف المرتضى كما ذكر ابن ابن خلكان في وفيات الاعيان آآ بيفتح الجلدة لقى صاحبنا ايه كاتب بقى رثاء لحاله وللنسخة اول ما قرأ هذه الابيات قام واخد النسخة ارجعها لابي الحسن الفالي اللي هو ابن سلك ده واعطاه الستين دينارا فيعني املاق اهل العلم وفقرهم دي مسألة آآ موجودة تقريبا عند سائر اهل العلم الكبار وذلك بسبب انهم كانوا ينفقون اموالهم في الرحلة يعني مش انهم كانوا فقراء لأ لكن مؤنة العلم شديدة. يعني النهاردة مثلا لو ان رجلا اراد ان يكون لنفسه مكتبة محترمة حد من العلماء يعني وعايز يعمل لنفسه مكتبة المكتبة المحترمة اللي هي الحد الادنى من الكتب عشان يجيب اللي عايزه في كل فن من الفنون مجموعة كده من الكتب اقل اقل مبلغ يمكن ان يدفعه الانسان مية وخمسين الف جنيه عشان يعمل مكتبة محترمة محترمة ويبقى عنده كتب كتير جدا مش عارف يجيبها برضه. لكنه اذا توسع يعني وحب يعمل مكتبة اكثر احتراما وان لم وان لم يأت بكل الكتب ممكن كن ضعف هذا المبلغ وانا زي ما قلت لكم قبل كده وانا اتكلم عن آآ كفالة طلاب العلم وما ينبغي للمسلمين لا سيما الاغنياء ان يكفلوا طلاب العلم وان يكفوهم مؤنة الحاجة وان يشتروا لهم الكتب والكلام ده ذكرت لكم ان بعض الكتب يعني زي سير اعلام النبلاء ولا زي تهذيب الكمال للمزي ولا حاجة ده بيعدي الالفين مسعد احمد النهاردة بالفين ومتين جنيه. مستر احمد ده كتاب واحد بس سيارة في قرابة الف وتسعميت جنيه فتح الباري اللي انا قلت لكم اشتروه عشان خاطر يبقى عندكم المتن البخاري وشرح البخاري. يمكن الجماعة اللي اشتروه عارفين ان التمن بتاعه. اقل نسخة النسخة اللي هي ما فيش خالص تعبانة على الاخر يعني بتتجاوز المية وتلاتين جنيه. او مية واربعين جنيه فالكتب امرها صعب جدا العلماء القدامى كان اموالهم دي بتنفق اما على الرحلة وده كان غالب ما ينفق على الرحلة في طلب الحديث او على استئجار النساخ او على شراء الكاغد اللي هي الاوراق وشراء شراء الاحبار وهكذا فيعني ما من عالم الا وله في هذه المسألة يعني ايه آآ شيء يقال اه طيب احنا يعني طبعا كلام البخاري الحقيقة يعني الكلام عنه كلام كثير جدا لكن انا يعني آآ اه عايز اه اه يعني اجيب اه حكاية واحدة بس كده عشان ندخل في محنة البخاري لان ما من عالم الا وله محنة من المحن اي عالم رباني لازم تلاقي له محنة من المحنة. فقبل يعني ما يدخل من المسألة دي اذكر شيئا من سماحة الامام البخاري من سماحة نفسه وايه اللي حكى المسألة دي برضو ابو جعفر الوراق آآ اللي هو تلميذ البخاري ووراقه وناسخه آآ ابو جعفر الرغدة ذكر مرة قدام البخاري ان هو عايز يشتري بيت فالبخاري قال له ينبغي ان تذهب الى فلان اللي هو كان ماسك اموال البخاري يعني وتجيب منه الف الف درهم فراح جاب الف درهم فقال له ايه وهو بيمليه ؟ قال له انا آآ عايز اطلب منك حاجة قال له ايه قال له تقبلها؟ قال نعم ونعم عين. قال له خد الالف درهم ده استعن به على شراء الدار وسامحني واجعلني في حل قال له ليه قال له اني قرأت خبر سعد وعبدالرحمن وكان ينبغي ان اقاسمك شطر ما لي فسامحني واعزرني لانني قصرت في هذا ايه خبر سعد وعبدالرحمن مش بقول لكم البخاري ده راجل بيتدين بما ينقل ما كانش راجل عمال يألف كتاب وهو في وادي والكلاب في وادي لأ انما كانوا يتدينون بما يكتبون خبر سعد وعبدالرحمن البخاري رحمة الله عليه رواه في صحيحه من وجهين الوجه الاول عن عبدالرحمن بن عوف في كتاب البيوع آآ في كتاب البيوع ورواه في آآ مناقب الانصار ورواه ايضا من حديث انس ابن مالك وكرره من حديث انس في احد عشر موضعا من صحيحه خلاصة الخبر ده ايه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل المدينة فاخى بين المهاجرين والانصار فكان من الذين اخى بينهما سعد بن الربيع وعبدالرحمن بن عوف سعد ابن الربيع انصاري عبدالرحمن بن عوف مهاجري وطبعا احنا كلنا عارفين ان المهاجرين تركوا ديارهم واموالهم وخرجوا آآ مهاجرين في سبيل الله عز وجل الانصار كانوا في بلادهم وفي حاضرتهم يعني فلما اخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سعد بن ربيع وعبدالرحمن بن عوف قال سعد لعبدالرحمن انا اكثر اهل المدينة مالا فخذ شطر مالي وعندي زوجتان فانظر اليهما واختر اعجبهما اليك اطلقها لك فاذا انقضت عدتها تزوجتها هذه هذه سماحة عجيبة لان العرب العرب ما كنش ليس من طبيعة العرب ان هم يتنازلوا واحد يتنازل عن عرضه. ولا يتنازل عن امرأته. لأ وبعدين ما قلوش كده ايه لك واحدة منهم تكون واحدة نكدية ولا واحدة شكلها وحش ولا بتاع يقول له خد دي. انا تبرعت بها لك مسلا ولا بتاع. لأ ده بيقول له انظر اليهما وانظر الى اعجبهما اليه اطلقها لك فتنقطع ادتها تزوجتها فقال له عبدالرحمن بارك الله لك في اهلك ومالك ولكن دلني على السوق بقدر اكبار لسماحة سعد كان اكباري لنبل عبدالرحمن ذهب عبدالرحمن بن عوف الى السوق فما هو الا ايام حتى استطاع ان يجمع شيئا ذا بال من المال لم يمر عدة ايام بعد ذلك الا ولقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الطريق النبي صلى الله عليه وسلم لقي عبدالرحمن بن عوف وعليه اثر صفرة فقال ما هي ما يا عبدالرحمن؟ ايه الحكاية يعني؟ يعني الصفرة دي والخلوق والكلام دهوت ما بيحطوش الا العرسان يعني فقال تزوجت يا رسول الله ده الكلام ده في خلال شهر مسلا تزوجت يا رسول الله فقال له عليه الصلاة والسلام بكم اصدقتها ده تمهر قد ايه يعني؟ قال نواة قال نواة من ذهب اصدقتها نواة من ذهب فقال له اولم ولو بشاه فشوف يعني عبدالرحمن بن عوف ده يعني رضي الله عنه كان اذا تاجر في التراب ربح من البركة فالامام البخاري بيقول له بيقول لابن ابي حاتم الوراق بيقول له انا كان يعني الصحيح انني ايه اقسم معك ما لي كما فعل سعد بن الربيع مع عبدالرحمن بن عوف المهم القصة الحقيقة طويلة وفي الاخر محمد ابن ابي حاتم الوراق ابى ان ياخذ هذا المال ورده للبخاري. فالبخاري رحمة الله عليه قال له سوى انك رددت المال الي فلا اقل من ان تقبل مني ثلاثمئة آآ درهم واعطاه ثلاثمائة درهم كنوع من الموازنة نسأل الله تبارك وتعالى ان يجعل ما قلناه وما سمعناه زادا الى حسن المصير اليه وعتادا الى يمن القدوم عليه انه بكل جميل كفيل وهو حزبنا ونعم الوكيل. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. والحمد لله رب العالمين