وذلك ان العطاء نعمة من الله لخروج هذه الريح المحتقنة في اجزاء بدن الانسان يسر الله لها منفذا تخرج منه فيستريح العاطس وشرع له ان يحمد الله على هذه النعمة المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث التاسع والعشرون عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم حق المسلم على المسلم ست قيل وما هن يا رسول الله قال اذا لقيته فسلم عليه واذا دعاك فاجبه واذا استنصحك فانصح له واذا عطس فحمد الله فشمته واذا مرض فعده واذا مات فاتبعه رواه مسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه هذه الحقوق الستة من قام بها في حق المسلمين كان قيامه بغيرها اولى وحصل له اداؤ هذه الواجبات والحقوق التي فيها الخير الكثير والاجر العظيم من الله الاولى اذا لقيته فسلم عليه فان السلام سبب للمحبة التي توجب الايمان الذي يوجب دخول الجنة كما قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا افلا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم والسلام من محاسن الاسلام فان كل واحد من المتلاقيين يدعو للاخر بالسلامة من الشرور وبالرحمة والبركة الجالبة لكل خير ويتبع ذلك من البشاشة والفاظ التحية المناسبة ما يوجب التآلف والمحبة ويزيل الوحشة والتقاطع السلام حق للمسلم وعلى المسلم عليه رد التحية بمثلها او احسن منها وخير الناس من بدأهم بالسلام الثانية اذا دعاك فاجبه اي دعاك لدعوة طعام او شراب فاجبر خاطر اخيك الذي ادلى عليك واكرمك بالدعوة واجبه لذلك الا ان يكون لك عذر الثالثة قوله واذا استنصحك فانصح له اي اذا شاورك على عمل من الاعمال هل يعمله ام لا فانصح له بما تحبه لنفسك فان كان العمل نافعا من كل وجه فحثه على فعله وان كان مضرا فحذره منه وان احتوى على نفع وضرر فاشرح له ذلك ووازن بين المصالح والمفاسد وكذلك اذا شاورك على معاملة احد من الناس او تزويجه او التزوج منه فابذل له محض نصيحتك واعمل له من الرأي ما تعمله لنفسك واياك ان تغشه في شيء من ذلك فمن غش المسلمين فليس منهم وقد ترك واجب النصيحة وهذه النصيحة واجبة مطلقا ولكنها تتأكد اذا استنصحك وطلب منك الرأي النافع ولهذا قيده في هذه الحالة التي تتأكد وقد تقدم شرح الحديث الدين النصيحة بما يغني عن اعادة الكلام الرابعة قوله واذا عطس فحمد الله فشمته وشرع لاخيه ان يقول له يرحمك الله وامره ان يجيبه بقوله يهديكم الله ويصلح بالكم فمن لم يحمد الله لم يستحق التشميت ولا يلومن الا نفسه وهو الذي فوت على نفسه النعمتين نعمة الحمد لله ونعمة دعاء اخيه له المرتب على الحمد الخامسة قوله واذا مرض فعده عيادة المريض من حقوق المسلم وخصوصا من له حق عليك متأكد كالقريب والصاحب ونحوهما وهي من افضل الاعمال الصالحة ومن عاد اخاه المسلم لم يزل يخوض الرحمة فاذا جلس عنده غمرته الرحمة ومن عاده اول النهار صلت عليه الملائكة حتى يمسي ومن عاده اخر النهار صلت عليه الملائكة حتى يصبح وينبغي للعائد ان يدعو له بالشفاء وينفث له ويشرح خاطره بالبشارة بالعافية ويذكره التوبة والانابة الى الله والوصية النافعة ولا يطيل عنده الجلوس بل بمقدار العيادة الا ان يؤثر المريض كثرة تردده وكثرة جلوسه عنده فلكل مقام مقال السادسة قوله واذا مات فاتبعه فان من تبع جنازة حتى يصلى عليها فله قيراط من الاجر فان تبعها حتى تدفن فله قيراطان واتباع الجنازة فيه حق لله وحق للميت وحق لاقاربه الاحياء