بسم الله الرحمن الرحيم. يسر مشروع كبار العلماء ان يقدموا لكم الدرس الثامن والعشرين. قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في كتاب الدروس المهمة لعامة الامة خامسا فصل فيما يفعله الحاج عند دخول مكة وبيان ما يفعله بعد دخول المسجد الحرام من الطواف وصفته فاذا وصل المحرم الى مكة استحب له ان يغتسل قبل دخولها لان النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك فاذا وصل الى المسجد الحرام سن له تقديم رجله اليمنى ويقول بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله واعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم. اللهم افتح لي ابواب رحمتك ويقول ذلك عند دخول سائر المساجد. وليس لدخول المسجد الحرام ذكر يخصه ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما اعلم فاذا وصل الى الكعبة قطع التلبية قبل ان يشرع في الطواف ان كان متمتعا او معتمرا ثم قصد الحجر الاسود واستقبله ثم يستلمه بيمينه ويقبله ان تيسر ذلك ولا يؤذي الناس بالمزاحمة ويقول عند استلامه بسم الله والله اكبر او يقول الله اكبر فانشق التقبيل استلمه بيده او بعصا او نحوهما. وقبل ما استلمه به فان شق استلامه اشار اليه وقال الله اكبر ولا يقبل ما يشير به. ويشترط لصحة الطواف ان يكون الطائف على طهارة من الحدث الاصغر والاكبر لان الطواف مثل الصلاة. غير انه رخص فيه في الكلام ويجعل البيت عن يساره حال الطواف. ويطوف سبعة اشواط ويرمل في جميع الثلاثة الاول من الطواف الاول وهو الطواف الذي يأتي به اول ما يقدم مكة سواء كان معتمرا او متمتعا. او محرما بالحج وحده او قارنا بينه وبين العمرة ويمشي في الاربعة الباقية يبتدأ كل شوط بالحجر الاسود ويختم به والرمل هو الاسراع في المشي مع مقاربة الخطى ويستحب له ان يطبع في جميع هذا الطواف دون غيره والاطباع ان يجعل وسط الرداء تحت منكبه الايمن وطرفيه على عاتقه الايسر وان شك في عدد الاشواط بنى على اليقين وهو الاقل فاذا شك في طاف ثلاثة اشواط او اربعة جعلها ثلاثة وهكذا يفعل في السعي. وبعد فراغه من هذا الطواف يرتدي برداءه فيجعله على كتفيه طرفيه على صدره قبل ان يصلي ركعتي الطواف. ومما ينبغي انكاره على النساء وتحذيرهن منه بالزينة والروائح الطيبة وعدم التستر وهن عورة فيجب عليهن التستر وترك الزينة حال الطواف وغيرها من الحالات التي يختلط فيها النساء مع الرجال. لانهن وفتنة ووجه المرأة هو اظهر زينتها فلا يجوز لها ابداؤه الا لمحارمها لقول الله تعالى ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن فلا يجوز لهن كشف الوجه عند تقبيل الحجر الاسود. اذا كان يراهن احد من الرجال. واذا لم يتيسر لهن فسحة لاستلام الحجر وتقبيله فلا يجوز لهن مزاحمة الرجال بل يطوفن من ورائهم وذلك خير لهن ومؤجرا من الطواف قرب الكعبة حال مزاحمتهن الرجال ولا يشرع الرمل والاطباع في غير هذا الطواف ولا في السعي ولا للنساء لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل الرمل والاطباع الا في طوافه الاول. الذي اتى به حين قدم مكة ويكون حال الطواف متطهرا من الاحداث والاخباث خاضعا لربه متواضعا له ويستحب له ان يكثر في طوافه من ذكر الله والدعاء وان قرأ فيه شيئا من القرآن فحسن ولا يجب في هذا الطواف ولا غيره من الاطوفة ولا في السعي. ذكر مخصوص ولا دعاء مخصوص تبت الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله