المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة الثامنة والعشرون في ذكر الاوصاف الجامعة التي وصف الله بها المؤمن. لما كان الايمان اصل الخير كله والفلاح وبفقده يفقد كل خير ديني ودنيوي واخروي. اكثر من ذكره في القرآن جدا. امرا به ونهيا عن ضده ترغيبا فيه وبيان اوصاف اهله وما لهم من الجزاء الدنيوي والاخروي. فاما اذا كان المقام مقام خطاب للمؤمنين بالامر والنهي. او مقام اثبات الاحكام الدنيوية بوصف الايمان فانها تتناول كل مؤمن سواء كان متمما لواجبات الايمان واحكامه او ناقصا في شيء منه واما ان كان المقام مقام مدح وثناء. وبيان الجزاء الكامل للمؤمن فانما المراد بذلك المؤمن حقا. الجامع بمعاني الايمان وهذا هو المراد بيانه هنا فنقول وصف الله المؤمن في كتابه باعترافه وتصديقه بجميع عقائد الدين. وبارادة ما يحبه الله ويرضاه. وبالعمل ما يحبه الله ويرضاه. وبترك جميع المعاصي. والمبادرة بالتوبة مما صدر منه. وبان ايمانهم اثر في اخلاقهم واقوالهم وافعالهم وافعاله من اثار الطيبة. فوصف المؤمنين بالايمان بالاصول الجامعة وهو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقادر خيره وشره وانهم يؤمنون بكل ما اوتيه الرسل كلهم ويؤمنون بالغيب ووصفهم بالسمع والطاعة والانقياد ظاهرا وباطنا. ووصفهم بانهم اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. واذا تليت عليهم اياتهم زادتهم ايمانا. وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اولئك هم المؤمنون حقا. ووصفهم بان جلودهم وعيونهم تفيض من الدمع. وقلوبهم تلين وتطمئن لايات الله وذكره. وبانهم يخشون ربهم في الغيب والشهادة. وان فهم يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون. ووصفهم بالخشوع في احوالهم عموما وفي الصلاة خصوصا. وانهم عن اللغو معرضون وللزكاة فاعلون ولفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين. وانهم بشهاداتهم قائمون ولاماناتهم وعهدهم مراد ووصفهم باليقين الكامل الذي لا لا ريب فيه. وبالجهاد باموالهم وانفسهم في سبيل الله. ووصفهم بالاخلاق لربهم في كل ما يؤتون ويذرون ووصفهم بمحبة المؤمنين والدعاء لاخوانهم من المؤمنين السابقين واللاحقين. وانهم يجتهدون في ازالة الغد من قلوبهم في ازالة الغل من قلوبهم على المؤمنين. وبانهم يتولون الله ورسوله وعباده المؤمنين. المؤمنين ويتبرأون من موالاة جميع اعداء الدين. وبانهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويطيعون الله ورسوله في كل احوالهم. فجمع الله لهم بين العقائد الحقة واليقين الكامل والانابة التامة. التي هو الانقياد لفعل المأمورات وترك المنهيات. والوقوف على الحدود الشرعية. فهذه الاوصاف الجليلة هي وصف المؤمن المطلق الذي سلم من العقاب يستحق الثواب. ونال كل خير رتب على الايمان. فان الله رتب على الايمان في كتابه من حسن الفوائد والثمرات ما لا يقل عن مائة فائدة كل واحدة منها خير من الدنيا وما فيها. رتب على الايمان نيل رضاه الذي هو اكبر من كل شيء. ورتب عليه دخول الجنة والنجاة من النار من عذاب القبر ومن صعوبات القيامة وتعسر احوالها. والبشرى الكاملة في الحياة الدنيا وفي الاخرة. والثبات في الدنيا على الايمان والطاعات. وعند الموت وفي القبر على والتوحيد والجواب النافع السديد. ورتب عليه الحياة الطيبة في الدنيا. والرزق والحسنة وتيسير العبد العبد لليسرى. وتجنيبه للعسر وطمأنينة القلب وراحة النفس. والقناعة التامة والصلاح الاحوال وصلاح الذرية. وجعلهم قرة عين للمؤمنين. والصبر عند المحن والمصائب. وحمل الله عنهم الاثقال وحمل الله عنهم الاثقال. ومدافعة الله عنهم جميع الشرور والنصر. على الاعداء ورفع المؤاخذة عن الناس والجاهل والمخطئ منهم. وان الله لم يضع عليهم الاثار بل ازالها. ولم يحملهم ما لا طاقة لهم به. ومغفرة بايمانهم والتوفيق للتوبة. فالايمان اكبر وسيلة للقرب من الله. والقرب من رحمته ونيل ثوابه واكبر واكبر وسيلة لمغفرة ذنوب وازالة الشدائد او تخفيفها وثمرات الايمان على وجه التفصيل كثيرة. وبالجملة خيرات الدنيا والاخرة مرتبة على الايمان كما ان الشرور مرتبة على فقده والله اعلم