في قوله وهو السميع البصير وفي قوله ان الله كان سميعا بصيرا في هاتين الايتين اثبات صفتي السمع والبصر لله عز وجل واهل السنة على قاعدتهم يثبتون لله السمع ويثبتون لله البصر كما يليق بجلاله وعظمته. لا نجحدها ولا نحرفها ولا نأولها بالعلم كما يفعله بعضهم. وقد دل على ذلك القرآن والسنة والادلة على ذلك طافحة. فلله ولله بصر والله يسمع ويبصر لكن كسائر الصفات. لا نعلم كيفيتها وانما نثبتها كما يليق بجلاله. فالله عز وجل يسمع ويبصر لا تختلط عليه الاصوات ولا تشتبه عليه اللغات ولا يخفى عليه شيء سبحانه. يبصر ويرى كل شيء فكل ما خلقه جل وعلا فانه يراه وكل ما خلقه فانه يسمعه. وهو السميع يرى ويسمع كل ما في الكون من سر ومن اعلان ولكل صوت منه سمع حاضر. فالسر والاعلان مستويان والسمع منه واسع الاصوات لا يخفى عليه بعيد والداني ومعنى سمع الله وبصره الذي يثبته اهل السنة والجماعة ليس هو مجرد العلم المسموعات والمرئيات فان هذا تأويل الله جل وعلا فرق بين العلم وبين السمع والبصر وفرق بين السمع وفرق وبين البصر وهو لا يفرق بين علم وعلم بتنوع المعلومات قال سبحانه واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع ايش سميع عليم وقوله في موضع اخر فان الله سميع عليم فدل على اثبات صفة السمع والبصر وانهما غير صفة العلم. وفي هذا رد على من قال في صفة العلم او قال في صفة السمع والبصر انها العلم الله جل وعلا له سمع وبصر يسمع ويبصر وقد جاء في حديث ابي هريرة عند ابي داود وصححه الحاكم وابن حبان ان انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الاية ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ان الله نعم ما يعظكم به ان الله انا سميعا ويضع ابهامه على اذنه. وسبابته على عينه. ان الله كان سميعا بصيرا الرسول عليه الصلاة وهذا العمل من النبي صلى الله عليه وسلم دليل على اثبات هاتين الصفتين وانهما غير صفة العلم والا لاشار الى صبره وكان المقصود اثبات صفة العلم اشار الى صدره ووضع اصابعه صلى الله عليه وسلم على العين وعلى الاذن تحقيقا لصفة السمع والبصر وانها حقيقية لا مجاز خلافا لاهل البدع ولا ريب ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد تشبيه السمع سمع البسط سمع الرب وبصره بسمع المخلوق وبصره فان الله في نفس الاية قال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وانما اراد الاثبات وان وانه سمع لله وبصر لله كما يليق بجلاله وعظمته