بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابي احمد ابن تيمية الحضاري رحمه الله. الدرس التاسع والعشرون رحمه الله تعالى والحصول على السنة ان الدين والايمان قوم القلب واللسان وعن القلب والجوارح وينقص بالمعصية اللهم مع ذلك لا يكفرون اهل مطلق المعاصي فما يفعله الخوارج ثابتة مع المعاصي وقال سبحانه القصاص فمن عفي له اتباعا بالمعروف وقال وان قال فاصلحوا بينهم فاصلحوا بينهما بالعدل وانصتوا ان الله يحب المقسطين انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بينكم ولا يصيبون الاسلام بالكلية ولا يخلدونهم في النار كما تقوله المعتزلة باسم الايمان المختار كما في قوله تعالى فتحذير رقبة مؤمنة وقد لا يدخل في اسم الايمان المطلق كما لقوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهما اياته زادتهم الايمان. وقوله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربك وهو مؤمن ولا يرتكب نقمة ذات شرف يرفع الناس اليه فيها احصاهم حين ينتهبها وهو مؤمن ونقول ومؤمن الناس الايمان او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته المطلق ولا يسلب مطلق الاثم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد على اله واصحابه اجمعين لما فرغ المؤلف رحمه الله من شرح اركان الايمان الستة وبيانها انتقل الى تعريف الايمان تعريف الايمان وحكم مرتكب الكبيرة وهما مسألتان عظيمتان فيجب على طالب العلم ان يعتني بمعرفتهما وفهمهما على ضوء الكتاب والسنة لان هاتين المسألتين ظل فيهما اقوام وفرق كثيرة وعرضت فيهما شبهات فلا ينجو المسلم من الوقوع في الخطأ فيهما الا اذا عرف عقيدة اهل السنة والجماعة فيهما وعرف الادلة والرد على الفرق المخالفة فيهما وكشف شبهاتهم فيهما فهما مسألتان عظيمتان ولا يزال الناس في هاتين المسألتين في امر مريج من حيس الحكم على الناس بالكفر او بالبدعة او بالفسق من غير بصيرة فلابد من معرفة الحق في ذلك خصوصا في هذا الزمان فانه لما قل العلم وكثر الذين يتكلمون عن جهله وكثر ادعياء العلم الذين لم يتعبوا انفسهم في طلب العلم غير انهم صاروا يقرأون الكتب ويخرجون على الناس باقوال شاذة حتى لم يقلها من سلف حتى من اهل الضلال ما قالوا ذلك بسبب الجهل وادعاء العلم ايضا وان يتكلم الانسان وهو غير عالم هذا من اخطر الامور فان القول على الله بلا علم خطره عظيم قال الله سبحانه وتعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون قال تعالى ولا تقولوا لما تصفوا السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب اليم قال تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤول الواجب على الانسان ان يعرف قدر نفسه والا يدخل في شيء لا يحسنه والا يتتلمذ على نفسه او على كتابه ثم يخرج على الناس فيؤذي عباد الله باقواله وافعاله ويوقع بين الناس العداوة والبغضاء من غير فقه في ذلك فان هذا سبب الظلال وسبب التفرق وسبب الانحراف ولو كان العلم يؤخذ بهذه الطريقة لصار الناس كلهم علماء يعني مجرد شراء الكتب والمطالعة بها الامر سهل. كل يستطيعه لكن الكلام تلقي العلم عن العلماء الصبر على ذلك ومسائلة اهل العلم ومزاحمة اهل العلم هذا هو الوالد ولن يحصل احد على العلم بدونه ما في احد يوحى اليك غير الرسل عليهم الصلاة والسلام. ولا في احد يحصل على العلم بدون تعلم ما في احد يحصل على العلم بدون تعلم بدون تلقم عن اهل العلم هذه مسألة عظيمة جدا فتعريف الايمان فيه اقوال كثيرة اهل السنة والجماعة يعرفون الايمان لانه قول وعمل هذا تعريفه المجمل تعريفه المفصل قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية هذا هو تعريفه المفصل عند اهل السنة والجماعة قول باللسان بان ينطق الانسان بشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وينطق بذكر الله عز وجل والثناء عليه وتنزيهه عما لا يليق به يصرح بذلك واعتقاد بالقلب بان يعتقد بقلبه ما ينطق به لسان اه فالقول بدون اعتقاد لا ينفع ثم ايضا عمل بالجوارح بالاعضاء عمل بالجوارح بان تتحرك الاعضاء في الاعمال الصالحة من صلاة وزكاة وصيام وحج وعمرة وجهاد وهجرة وطلب للعلم وغير ذلك يزيد بالطاعة كل ما اطاع الانسان ربه زاد ايمانه وكل ما عصى ربه نقص ايمانه فهو يزيد بفعل الطاعات وينقص بفعل المعاصي فيزيد حتى يكون شيئا عظيما وينقص حتى يصير شيئا قليلا. قال حبة من خردل من ايمان هذا هو مذهب اهل السنة والجماعة في تعريف الايمان انه قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح فقول القلب هو اعتقاده وقول اللسان هو نطقه وكلامه وعمل القلب هو الخشية والخوف والرجاء والرغبة والرغبة هذه اعمال قلبية عظيمة محبة الله ورسوله محبة المؤمنين هذا عمل قلب اعمال قلبية النية والقصد الذي في القلب هذا من اعمال القلوب وعمل الجوارح كما سبق تحركها بطاعة الله عز وجل اعمال تظهر وترى مما شرعه الله ورسوله وبعض العلماء يقول الايمان قول وعمل واعتقاد وسنة زاد وسنة لانه اذا اجتمع القول والاعتقاد والعمل لكن يكون مخالفا للسنة فهذا يكون مبتدعا فلابد ايضا من قيد السنة قول واعتقاد وعمل وسنة يعني متابعة للسنة ولكن الصحيح ان هذا داخل في في العمل لان العمل لا يكون صحيحا الا اذا كان موافقا للسنة لكن من باب التفصيل خصوصا لما كثر المبتدعة والمخالفون يحتاج بعض العلماء الى ان يقولها ان يزيد هذه الزيادة ليخرج بذلك المبتدعة الذين يدخلون في الايمان ما ليس منه وفي العبادات ما ليس منها هذه زيادة تفصيلية لا بأس بها. هذا القول الاول وهو القول الصحيح المأخوذ من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. القول الثاني القول الثاني قول المرجئة وهم فرق قول المرجئة وهم فرق فرق كثيرة بعضها اشد من بعض غلاة المرجئة وهم الجهمية يقولون الايمان مجرد المعرفة بالقلب حتى ولو لم يعتقد ولو لم ينطق ولو لم يعمل ما دام انه عارف في قلبه فانه يكون مؤمنا وعلى كلامهم هذا والعياذ بالله يكون فرعون مؤمنا قل هو ابليس يكون مؤمنا وسائر الكفرة يكونون مؤمنين لانهم يعترفون في قلوبهم يعرفون في قلوبهم ما جاءت به الرسل ولكنهم يخالفونه عنادا ومكابرة واستكبارا قال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين فقال تعالى وكانوا مستبصرين يعني الكفار قال تعالى ولقد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون. فما من احد من الخلق الا وهو يعرف هذا ولكن لما لم ينطق به ويلتزم به ويعمل به لم ينفعه المعرفة مجرد المعرفة هذا قول غلاة المرجية الفريق الثاني من المرجئة وهم الاشاعرة والماتوريدية يقولون الايمان هو اعتقاد بالقلب فقط اعتقاد بالقلب ما يكفي المعرفة بل لابد من الاعتقاد فليس عندهم نطق باللسان ولا عمل بالجوارح وانما الايمان عندهم هو الاعتقاد بالقلب فقط وهذا قريب من قول الجامية قريب من قول الجهمية فعلى هذا يكون من اعتقد بقلبه صحة ما جاء به الرسول فهو مؤمن ولو ولو لم يعترف بلسانه ولو لم يعمل بجوارحه فيكون للكفرة مؤمنين على هذا الاعتبار لانهم يعتقدون صحة ما جاء به الرسول بقلوبهم. لكن خالفوا مكابرة وعنادا القول الثالث قول الكرامية ان الايمان نطق باللسان فقط الايمان نطق باللسان ولو لم يكن هنا اعتقاد بالقلب هذا قول الكرامية. وعلى هذا يكون المنافقون مؤمنين لانهم ينطقون بالسنتهم اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله. والله يعلم انك لرسولك ويقول جل وعلا فيهم يقولون بالسنتهم ما ليس في قلوبهم على قول الكرامية يكون المنافقون مؤمنين والله حكم بانهم كفار. حكم بكفرهم وانهم في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا. مع انهم ينطقون بالسنتهم ويشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله لكنهم منكرون في قلوبهم لم يؤمنوا في قلوبهم هذا قولك الرامية. القول الرابع من اقوال المرجئة قول الحنفية ومن تبعهم من اهل الكوف ان الايمان قول اعتقاد بالقلب ونطق باللسان ولا تدخل فيه اعمال الجوارح الايمان عندهم قول واعتقاد. قول باللسان واعتقاد بالقلب وهؤلاء يقال لهم مرجعة اهل السنة مرجئة اهل السنة فهم اقرب الى السنة بل هم من اهل السنة سموه المرجئة اهل السنة اما الفرق الاولى فليسوا من اهل السنة. هذه اقوالهم في القول الثالث يعني ذكرنا قول اهل السنة والجماعة او جمهور اهل السنة والجماعة ذكرنا قول المرجئة القول الثالث قول الخوارج والمعتزلات ان الايمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح مثل ما يقول اهل السنة ولكن زادوا عليهم تكفير مرتكب الكبيرة يقولون الايمان اذا زال بعظه زال كله الايمان اذا زال بعظه جال كل غلبوا والعياذ بالله في قال او في اعمال الجوارح حتى قالوا ان الايمان اذا زال بعظه زال كله فمن ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب فانه يكون كافرا او خارجا من الاسلام كما يأتي ان شاء الله فهم زادوا على مذهب اهل السنة وغلو في في الزيادة هذه تقريبا تعريفات الايمان عند الفرق والمذهب الحق هو ما ذهب اليه اهل السنة والجماعة ان الامام قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وانه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وان مرتكب الكبيرة لا يخرج من الملة ولا يلزم من زوال بعض الايمان زوال كله يزول بعضه ويبقى اصله هذه التعريفات الايمان عند الفرار بقي مرتكب الكبيرة ما حكمه بعد ان عرفنا تعريفات الايمان عند الفراق ما حكم من ارتكب كبيرة؟ اولا ما هي الكبيرة؟ سنة في الدرس السابق ان الذنوب تنقسم الى قسمين كبائر وصغائر الكبائر عرفناها ذكرنا تعريفها في اخر الدرس الماضي واما الصغائر فهي ما دون الكبائر. وتسمى باللمم قال تعالى الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ان ربك واسع المغفرة اللمم هو صغار الذنوب قال تعالى وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان الكفر هو المخرج من الملة والفسوق هو ارتكاب الكبيرة التي لا تخرج من الملة تسمى فسوقا والعصيان هو الصغائر هو الذنوب والصغائر فقسم الذنوب الى ثلاثة اقسام كفر وفسوق وعصيان فدل على ان الذنوب تتفاوت والله جل وعلا يقول ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما يكفر عنكم سيئاتكم المراد بها الصغائر لانه شرط اجتناب الكبائر ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه. نكفر عنكم سيئاتكم يعني الصغاير وقال النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان كفارة لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر تارة يعني للصغاية قال تعالى واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات يعني الصغاية فاذا حافظ الانسان على الفرائض وادى ما اوجب الله عليه كفر الله عنه الذنوب الصغائر واما مذاهب الناس في مرتكب الكبيرة فاختلفوا اهل السنة والجماعة يقولون ان مرتكب الكبيرة لا يخرج من الايمان. لا يخرج من الايمان ولكنه يكون ناقص الايمان او يسمى فاسقا يسمى فاسقا ولا يخرج من الايمان بل يقال هو مؤمن ناقص الايمان او يقال هو فاسق وليس بكافر فلا يعطونه اسم الايمان المطلق الايمان الكامل ولا يسلبونه الايمان بالكلية. بل يقولون هو مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته او هو مؤمن ناقص الايمان ولمذهبهم هذا ادلة. ذكرها او ذكر بعضها الشيخ رحمه الله وسنستعرضها ان شاء الله. هذا مذهب اهل السنة والجماعة ان الكبيرة التي دون الشرك لا تخرج من الملة قال الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الشرك لا يدخل تحت المغفرة الا بالتوبة واما ما دون الشرك فانه مظنة المغفرة. اذا شاء الله سبحانه وتعالى وان شاء الله عذبه الله لم يحكم عليه بالكفر وانما وعده بالمغفرة اذا شاء الله ذلك هذا مذهب اهل السنة والجماعة وادلته كثيرة ومنها ما سنستعرضه ان شاء الله في كلام الشيخ المذهب الثاني مذهب المرجية لا يخرج من الايمان لا يخرج من الايمان ولكنه يكون ناقص الايمان او يسمى فاسقا يسمى فاسقا ولا يخرج من الايمان بل يقال هو مؤمن ناقص الايمان او يقال هو فاسق وليس بكاذب فلا يعطونه اسم الايمان المطلق الايمان الكامل ولا يسلبونه الايمان بالكلية. بل يقولون هو مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. او هو مؤمن ناقص الايمان ولمذهبهم هذا ادلة ذكرها او ذكر بعضها الشيخ رحمه الله وسنستعرضها ان شاء الله هذا مذهب اهل السنة والجماعة ان الكبيرة التي دون الشرك لا تخرج من الملة قال الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الشرك لا يدخل تحت المغفرة الا بالتوبة واما ما دون الشرك فانه مظنة المغفرة اذا شاء الله سبحانه وتعالى وان شاء الله عذبه الله لم يحكم عليه بالكفر وانما وعده بالمغفرة اذا شاء الله ذلك هذا مذهب اهل السنة والجماعة. وادلته كثيرة ومنها ما سنستعرضه ان شاء الله في كلام الشيخ فالمذهب الثاني مذهب المرجئة يقولون انه لا يضر مع الايمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة فيعطون العاصي المرتكب للكبيرة دون الشرك يعطونه اسم الايمان الكامل فيقولون هو مؤمن كامل الايمان ويعتمدون في ذلك على نصوص الوعد وينسون النصوص الوعيد او يأولونها المرجئة يقولون الايمان في القلب امام بالقلب او في القلب واللسان. واما الاعمال فلا دخل لها في الايمان. ومرتكب الكبيرة لا ينقص ايمانه هذا قول جمهور المرجئة والا مرجئة اهل السنة خالفون في هذا يقولون المعاصي تضر نحن وان قلنا ان الاعمال لا تدخل في الايمان ولكن المعاصي تضر المعاصي وقد يعذب بها فقد يعذب بها فهي تضرب مرجعة اهل السنة يوافقون اهل السنة في يوافقون جمهور اهل السنة في ان المعاصي تضر صاحبها ولكن لا يحكمون عليه بالفسق انه فاسق او ناقص الايمان اما انه يعذب بها وتظره نعم تظره عنده ويوافقون اهل السنة اي جمهور اهل السنة بانه لا يخرج من الايمان بها. فبين الجمهور من اهل السنة وبين مرجعتهم خلاف من جهة هو وفاق ووفاق من جهة متفقون من حيث الاصل ولكن مختلفون في بعض التفاصيل اما الخلاف بين اهل السنة والمرجئة الفرق الجهمية والاشاعرة والكرامية الخلاف بينهم كبير اولئك يقولون لا يظر مع الايمان معصية. ولا تنطق المعصية مهما كانت لا تنقص الايمان هو مؤمن كامل الايمان والناس لا يتفاضلون في الايمان كلهم سوا كل الناس في الايمان سواء لا يتفاضلون هذا قول لا شك انه قولا باطل هذا قول ولاة المرجية المخالفين لاهل السنة المذهب الثالث قول الخوارج والخوارج جمع خارجي. وهم اتباع نجده الحروري ومن وافقه في الغلو في الدين والتنطع يقولون ان مرتكب الكبيرة كافر خارج من الملة خارج من الملة. الزاني عندهم كافر السارق عندهم كافر شارب الخمر عندهم كافر كل من ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب فهو عند الخوارج القدامى والمعاصرين انه كافر خارج من الملة واذا مات على ذلك فهو مخلد في النار مع عبدة الاصنام ومع الملاحدة يخلد في النار هذا مذهب الخوارج يستدلون بايات مثل قوله تعالى ومن يعصي الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا هذا من نصوص الوعيد مثل قوله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني الحديث الاتي وهو مؤمن ولا يسرق السارق وهو مؤمن الى اخر الحديث فهم اخذوه على عمومه قالوا يراد بنفي الايمان نفي الايمان بالكلية. نفي الايمان بالكلية وانه خارج من الاسلام اخذوا بنصوص الوعيد هذا مذهب الخوارج. المذهب الرابع مذهب المعتزلة المعتزلة وهم اتباع واصل بن عطا الذي اعتزل مجلس الحسن البصري رحمه الله لما اختلف معه في هذه المسألة فسمي اتباعه بالمعتزلة لانهم اعتزلوا مجلس الحسن البصري امام التابعين رحمه الله لما خالفهم في هذه المسألة هذا نهض هذا النهب والعياذ بالله. اما السرقة فانها ان يأخذه بخفية من حرصه. واما الاختلاس فيأخذه خفية لكن من دون حرز في عندنا اختلاس في عندنا نهب وفي عندنا سرقة وقال صاحب الكبيرة مؤمن ناقص الايمان معرض للوعيد هم قالوا لا الكبيرة كافر خارج من الايمان خارج من الايمان لكنه لا يدخل في الكفر بل يكون في المنزلة بين المنزلتين ليس بمؤمن ولا كافر وان مات ولم يتب فهو كما يقول الخوارج خالد مخلد في النار مع الكفار والمنافقين او متفق مع الخوارج في حكم الاخرة وخالفوهم في الدنيا الخوارج يقولون كافر خارج من الايمان داخل في الكفر وهؤلاء يقولون خارج من الايمان صحيح لكنه ليس داخلا في الكفر بل هو بالمنزلة بين المنزلتين وهذه من اصولهم الخمسة من اصولهم الخمسة المنزلة بين المنزلتين اصل من اصولهم يعتمدون عليها في مذهبهم هذا قول المعتزلة اصحاب الاعتزال الذين اعتزلوا مجالس اهل السنة وكونوا لهم مجالس يقررون فيها مذهبهم ومخالفتهم لاهل السنة هذا قولهم في مرتكب الكبيرة فهذه اقوال الفرق بمرتكب الكبيرة قول اهل السنة والجماعة قول المرجية بفرقهم الاربع قول آآ الخوارج قول المعتزلة والحق ما ذهب اليه اهل السنة في ان مرتكب الكبيرة لا يقال انه مؤمن مطلق الايمان ولا يقال انه كافر بل يقال انه مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسق لكبيرته فلا يعطى اسم الايمان بالكلية ولا يسلب منه اسم الايمان وانما يعدل في شأنه حسب الادلة حسب الادلة وجمعا بين النصوص نصوص الوعد ونصوص الوعيد ونقرأ الان ادلة اهل السنة ومن اصول اهل السنة والجماعة ان الزين والايمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح نعم هذا تعريفه عند اهل السنة مجملا ومفصلا قول وعمل هذا مجمل تفصيل يراد بالقول قول القلب وهو اعتقاده قول اللسان وهو نطقه ويراد بالعمل عمل القلب وهو الخوف والخشية والمحبة والرجا والرغبة والرهبة والتوكل الى غير ذلك من اعمال القلوب وعمل الجوارح كالصلاة والصيام والحج والجهاد وبر الوالدين والاحسان الى الفقراء واليتامى والمساكين والى اخر الطاعات كل الطاعات كلها من من من الايمان نعم. وان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. يزيد بالطاعة. وينقص بالمعصية خلافا للمرجئة والدليل على زيادة الايمان ادلة كثيرة منها قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون في قوله زادتهم ايمانا. دل على ان الايمان يزيد اذا سمعوا القرآن زاد ايمانه بل على ان الايمان يزيد وقال تعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم جادته هذه ايمان فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون دليل في قوله زادتهم ايمانا نزول القرآن يزيد المؤمنين ايمانا ويفرحون به ويستبشرون به تقر اعينهم بكلام الله سبحانه وتعالى فدلت هذه الاية على زيادة الايمان وقال تعالى ليزداد الذين امنوا ايمانا ولا يرتاب الذين اوتوا الكتاب والمؤمنين يزداد الذين امنوا ايمانا فدل على ان الايمان يزيد يزيد بالطاعة فكلما اطاع المسلم ربه زاد ايمانه وينقص بالمعصية كل ما حصلت معصية نقص الايمان بها حتى ربما يصل الى مثقال حبة خمر والدليل على ذلك ادلة كثيرة منها اولا ان كل شيء يزيد فانه ينقص من لازم الزيادة النقصان وقد دل القرآن على زيادة الايمان بالنطق فيلزم من ذلك انه ينقص بضد الطاعات ينقص بضد الطاعات وثانيا فيه ادلة من السنة مثل قوله صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبقلبه ففإن لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان فدل الحديث على ان الايمان يضعف على انه يضعف اذا ترك الانسان انكار المنكر وهو يقذف على انكاره فهذا يظعف ايمانه لان تركه لانكار المنكر وهو يقدر هذي معصية والمعصية ينقص بها الايمان ومثل قوله صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة فاعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. فجعل للايمان اعلى وادنى جعل للامام اعلى وادنى دل على انه يزيد وينقص وفي حديث اخرجوا من النار من كان في قلبه ادنى ادنى مثقال حبة من خردل من ايمان. هذا دليل على ان الايمان يضعف حتى يصير مثل حبة الخردل او ادنى وفي قوله تعالى هم للكفر يومئذ اقرب منهم للايمان هذا ايضا دليل على ان الانسان يضعف ايمانه حتى يصير اقرب الى الكفر منه الى الايمان الا انه لم يخرج للكفر. لم يخرج من الايمان. لكنه قريب من الكفر معه ايمان ضعيف جدا هذه ادلة على ضعف الايمان ونقصه. نعم هذا قوله يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ردا على المرجية الذين يقولون الايمان شيء واحد لا يزيد ولا ينقص يؤمنون سوا ما في شك ان هذا قول ظاهر البطلان ليس ايمان ابي بكر الصديق مثل ايمان ادنى الناس واجهل الناس هذا شيء معروف الواقع يدل على بطلان هذا ان الناس ليسوا في الايمان سواء والله جل وعلا يقول ثم اورثنا الكتاب الذين الذين اصطفينا من عباده فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. ذلك هو الفظل الكبير. جنات عدن يدخلونها الى اخر الاية فصنف المؤمنين اهل الجنة صنف هذه الامة اهل الجنة الى ثلاثة اصناف الظالم لنفسه وهو الذي ارتكب معاصي دون الشرك ارتكب معاصي دون الشرك. فعل بعض المحرمات وترك بعض الواجبات هذا ظالم لنفسه والظلم وضع الشيء في غير موضعه لانه وضع نفسه في غير موضعها وعرضها لعقاب الله عز وجل ومنهم مقتصد والمقتصد هو الذي عمل الطاعات وترك المحرمات اقتصر على ذلك اقتصر على فعل الطاعات وترك المحرمات فقط فهذا مقتصد. ومنهم سابق بالخيرات هذا اعلى الدرجات سابق بالخيرات وهو الذي فعل الواجبات فعلى الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات بل وبعض المباحات من باب الاحتياط هؤلاء هم السابقون وهم المقربون والصنف الثاني وهم المقتصدون الابرار هؤلاء الابرار الابرار دوني دون المقربين دون المقربين ثم اخر درجة من منهم الظالم لنفسه فدل على ان الناس طبقات بحسب ايمانهم فمنهم السابقون المقربون ومنهم الابرار ومنهم الظالمون لانفسهم وكلهم في الجنة جنات عدن يدخلونها هذه بشارة عظيمة بهذه الامة نعم. لا يكفرون عن القبلة بمطلق المعاصي والكبائر. مع انهم يرون ان الايمان يزيد وينقص فانهم مع ذلك لا يرون ان المعاصي التي دون الشرك تخرج الانسان من الدين وان كانوا يرون انها تنقص الدين تنقص الدين نعم ومع ذلك لا يكفرون اهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر سهل القبلة المراد بهم المسلمون سموا اهل القبلة لانهم يستقبلون الكعبة المشرفة نعم فكل من صلى الى الكعبة فانه من اهل القبلة. نعم فيكفرون اهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج. اه خوارج يكفرون اهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر والعياذ بالله هذا من الغلو والتشدد والعياذ بالله الذي ما انزل الله به من سلطان. هم حكموا على انفسهم بالكفر لانهم هل هم سالمون من المعاصي؟ سالمون من بارتكاب بعض الكبائر حين حكموا على انفسهم بالكفر نعم بل الاخوة الايمانية؟ هل يعني معنى ذلك ان الخوارج ومن يقول بقولهم الان انهم ما شاء الله ما يقع منهم ولا معصية ولا شيء ابد وانهم سالمون هذا ما هو بصحيح. نعم. بل الاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي. الاخوة الايمانية بين المؤمنين ثابتة مع وجود المعاصي الكبائر فهو اخ لنا في الايمان وان كان مرتكبا لكبيرة من كبائر الذنوب وسيسوق الادلة على ذلك. وما يقول شي من عنده؟ نعم. كما قال سبحانه في اية القصاص. نعم. فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع للمعروف يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف واداء اليه باحسان الله اوجب القصاص اذا طالب به اولياء القتيل وان عفوا على الدية صح ذلك والعفو احسن من القصاص القصاص حق لهم ولكن اذا عفوا فهذا افضل. فاتباع بالمعروف ولي الدم يطالب القاتل بدفع الدية بالمعروف من غير مضايقة واداء اليه باحسان الذي عليه الدية يؤديها باحسان ولا يتعب صاحب الحق اداء بالمعروف فاتباع بالمعروف من صاحب الحق واداء من صاحب الحق باحسان. من غير اتعاب ولا مماطلة الشاهد من الاية قوله من اخيه عفي له من اخيه عفي له اي القاتل من اخيه اي لا يخرج من الايمان وانه ثابتة له الاخوة الايمانية نعم اظن هذا ظاهر عفي له من اخيه. جعل القتيل اخا للقاتل والقاتل مرتكب لكبيرة وهي القتل عمدا عدوانا. ومع هذا اثبت الاخوة بينهما بالايمان فدل على ان مرتكب الكبيرة ليس بكافر نعم وقال سبحانه وان طالتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما. فان بغت احداهما على الاخرى فخاتم التي تبغي حتى تفيء الى امر الله فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم هذا محل الشاهد من الايات انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم بعد قوله تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فسماهم اخوة مع انهم يقتتلون فيما بينهم ويقتل بعضهم بعضا وامر بالاصلاح بينهما وتسوية النزاع وعلل ذلك بكونهم اخوة انما المؤمنون اخوة. فدل على ان الكبيرة لا تخرج الانسان من الدين ومن اخوة المؤمنين نعم ولا يسلبون الفاسق المليء الاسلام بالحنية ولا يخلدونه في النار كما تقوله المعتزلة. لا يسلبونه اسم الايمان بالكلية ولا يقلدونه في النار كما تقوله المعتزلة. نحن عرفنا ان المعتزلة يقولون يخرج من الايمان ولا يدخل في الكفر بل يكون في المنزلة بين المنزلتين واذا مات ولم يتب فهو مخلد ان اهل السنة يخالفونهم في هذا يقولون لا يخرج من الايمان هو في دائرة الايمان واذا مات وعذب في النار بكبيرته فانه لا يخلد فيها بل يخرج منها او يعفو الله عنه ولا يدخل النار اصلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فصاحب الكبيرة وان عذب في النار فانه لا يخلد فيها. كما تقوله المعتزلة والخوارج نعم ولا يسلبون الفاسق المني الاسلام بالكلية ولا يحيدونه في النار كما تقوله الملي الملي معناه الذي لم يخرج من الملة من ملة الاسلام الملي نسبة الى الملة وهي ملة الاسلام نعم ولا يقلدونها في النار كما تقوله المعتزلة. بل الفاسق يدخل في اسم الايمان المطلق كما في قوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة. الفاسق يدخل في اسم الايمان المطلق كما في قوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة قال تعالى وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ. ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة فلو اعتق لو اعتق القاتل خطأ اعتق رقبة عاصية مرتكبة لكبيرة من كبائر الذنوب نقول عتقك ما يجزي الله جل وعلا يقول مؤمنة ولم يقل كاملة الايمان هذا مطلق ايمان فلو اعتق من عليه الرقبة اعتق اعتق عبدا فاسقا الاية عامة رقبة مؤمنة فيها اطلاق تشمل المؤمنة كاملة الايمان والمؤمنة ناقصة الايمان نعم وقد لا يدخل في اسم الايمان المطلق كما في قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم ذاته زادتهم ايمانا عندنا اسمان مطلق الايمان او الايمان المطلق مطلق الايمان هذا يشمل اي ايمان ولو قليلا. اليس كذلك مطلق الايمان يشمل الايمان القليل والكثير اما الايمان المطلق فهذا يعني الايمان الكامل يعني الايمان الكامل فمرتكب الكبيرة يدخل في الايمان المطلق ولا في مطلق الايمان في مطلق الامام لا يدخل في الايمان المطلق الذي هو الكامل ففي قوله فتحرير رقبة مؤمنة هذا ايمان مطلق يدخل فيه فاعل كبير اما قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما اقناعهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا هذه لا يدخل فيها الفاسد ولا مرتكب الكبيرة لانها تعني الايمان الكامل والفاسق ناقص الايمان فلا يدخل فيها وفي قوله انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون. هذا هو الايمان الكامل وهذا رد على الاعراف الذين قالوا امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبهم الاعرابي ادعوا منزلة لم يصلوها وهي كمال الايمان والله جل وعلا رد عليهم بانهم لم يصلوا الى الايمان الكامل وانما عندهم ايمان مبدأ ايمان وايمان قليل لكن او سينمو ويزيد بشرهم الله بقوله ولما يدخل الايمان في قلوبهم. ولما تعني انه سيدخل في المستقبل فهذا فيه تبشير لهم لكنه انكر عليهم انهم ادعوا حقيقة لم يصلوا اليها. وبين من هم من هم الذي يطلق عليهم هذا اللقب الكريم انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون. الاعراب ما بعد عملوا شيء من هذا ما بعد عملوا شيء من هذا الى الان الانسان لا يدعي درجة لم يصل اليها بعد. نعم او لم ينفي عنهم الايمان قل لم تؤمنوا لم ينفي عنهم مطلق الايمان وانما نفى عنهم الايمان المطلق يعني الكامل ودل على ان الانسان لا يزكي نفسه ايضا على ان الانسان لا يزكي نفسه بل يعتبر نفسه دائما مقصرا نعم. فقوله صلى الله عليه وسلم ما يزني الزاني حين يزني. هذا الحديث الذي تعلقوا به هذا الذي تعلقوا به ولهم فيه شبهة وهو ان مرتكب الكبيرة ليس بمؤمن. يخرج من الاسلام لا يزني الزاني قول الرسول صلى الله عليه وسلم هذا حديث صحيح لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن. الى اخر الحديث قالوا نفى عنه الايمان فدل على ان مرتكب الكبيرة كافر فنقول لهم ليس المنفي هنا ليس المنفي هنا هو مطلق الايمان وانما المنفي هو هنا هو الايمان المطلق وهو الايمان الكامل فمعنى قوله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن اي الايمان الكامل ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن اي الايمان الكامل ايش الدليل على هالتفسير؟ نقول الدليل الادلة الاخرى التي في اول الكلام فمن عفي له من اخيه شيء اتباع بالمعروف انما المؤمنون اخوة مع انهم يقتتلون ويقتل بعضهم بعضا وهذا كبيرة من كبائر الذنوب ومع هذا قال انما المؤمنون اخوة وكلام الله وكلام رسوله لا يختلفان. يفسر بعضهما بعظ ويوضح بعظهما بعظا اما الذي يأخذ بطرف من الادلة ويترك الطرف الثاني فهذا من الذين يأخذون بالمتشابه قال الله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات قلنا ام الكتاب واخر متشابهة فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه فاعلا لمعصية لكن ما يقال انه فاسق وخارج وانها ناقص الايمان فاسق بمعصيته هذه نعم الا اذا اصر عليها وداوم عليها بعد النصيحة بعد النصيحة وبعد البيان استمر على هذا ابتغاء الفتنة وابتغاء الفتنة لاحظوا هذا دائما اصحاب المذاهب المنحرفة يريدون الفتنة يفرحون بهذه الامور من اجل يشوشون على الناس. ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل اي المحكم والمتشابه كل من عند ربنا فيردون هذا الى هذا ويفسرون هذا بهذا لانه كله من عند الله القرآن والسنة كلها من عند الله عز وجل. وكلام الله وكلام رسوله يفسر بعضها بعضا اما الذي يقتطع طرف ويترك الطرف الثاني هذا من اهل الزيغ هذا من اهل الزيغ والعياذ بالله ولذلك لا يسوغ كل احد ان يتكلم في مسائل العلم وهو لا يعرف المحكم والمتشابه ولا يعرف كيف يتصرف مع المتشابه ولا يعرف الناسخ والمنسوخ ولا يعرف المطلق والمقيد ولا يعرف العام والخاص ولا يعرف انواع الدلالة دلالة المطابقة دلالة التظمن دلالة الالتزام دلالة الاشارة ما يعرف هذه الامور. مسكين صار يقرا الحروف ويتهجى واخذ له كتاب ودله يقرأ فيه وحط نفسه عالم وهو ما يعرف هذه القواعد فظل في نفسه واظل غيره والعياذ بالله المسألة خطيرة جدا الواجب على الانسان ان يتعلم قبل ان يتكلم والا يتعلم على نفسه او على كتاب او على جاهل مثله وانما يتعلم على اهل العلم المتأصلين والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا هذا هو الواجب نعم صلى الله عليه وسلم. نعم. لا يزد زاني حين يزني وهو مؤمن. ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن. ولا يشرب الخمر حين ولا يجتهد نهبة ذات شرف. يعني لها قيمة نهبة يعني لها قيمة واعتبار ينهبها من اموال الناس لان الله حرم اموال الناس الا باذنهم وطيب انفسهم يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل الا ان تكون تجارة عن تراض منكم والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسب نكالا من الله اموال المسلمين لها حرمة. لا يجوز التعدي عليها ولا نهبها ولا سرقتها النهب هو الذي يؤخذ جهارا النهب هو الذي يؤخذ جهارا اما تحت السلاح واما ان يؤخذ في خطف يختطفه ثم يمتنع من اعطائه له يمر على واحد ويخاطف منه شيء يأبى ان يرد ان يرده اليه وان اراد انه يسترجعه يضرب به اللايك كل شيء له حكم كل شيء له حكم وعلى الكل فاموال الناس محترمة حتى اموال الكفار الذين لهم عهد عند المسلمين حرام تحرم دماؤهم واموالهم بموجب العهد الذي بينهم وبين المسلمين فكيف باموال المسلمين اشد حرمة نعم. ولا ينتهب نخبة ذات شرف يرفع الناس اليه فيها ابصارهم. اما الشيء التافه والذي لا قيمة له فما يظر مثل حبة عنب ولا تمرة واحدة هذا امرها هو صحيح تجنبها من باب تجنب المشتبه ولكن ما تصل الى حد التحريم الشيء التافه الذي لا قيمة له. نعم يرفع الناس اليهم فيها ابصارهم حين يلتهبها وهو مؤمن. ونقول يعني النفي في هذه في هذه المواضع في الحديث الشريف ليس هو نفيا لاصل الايمان وانما هو نفي لكمال الايمان. وش الدليل على هالتفسير؟ نقول الادلة الاخرى من الكتاب والسنة التي تدل على ان مرتكب الكبيرة لا يخرج من الدين فدل على ان هذا النفي انما هو لنفي الكمال وليس لنفي الاصل. فالنصوص يفسر بعضها بعض نعم. اما لو يجي واحد سارق ويخطف هالحديث على حدة يروح يكفر الناس فيه هذا ظلال مبين والعياذ بالله نعم ونقول هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فلا يعطى المعنى واحد مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسق يعني مجتمع فيه ايمان وفسق. مجتمع فيه ايمان وفسق هذا يجتمع نعم. فلا يبقى الاسم المطلق ولا يسلب مطلقا. اه لا يعطى الاسم المطلق وهو الايمان الكامل. مثل قوله انما المؤمنون ولا يسلب مطلق الايمان كما في قوله فتحرير رقبة مؤمنة يدخل فيها الفاسق نعم والله هذي مسألة عظيمة يجب انكم تعيدون النظر وتدرسونه لانها اذا ترسخت عندكم زالت عنكم اشكالات كثيرة باذن الله. نعم. احسن الله اليك الايمان المطلق ومطلق الايمان ما اصل هذا التمثيل تقسيم اصله من الادلة. اصله مأخوذ من الادلة ان هناك ايمان مطلق وهو الايمان الكامل وهي مطلق ايمان وهو الايمان الناقص نعم من مجموع الادلة يعني نشرح من صلاة المغرب ولله الحين ما فهمت والله مشكلة هذا. نعم. فضيلة الشيخ وفقكم الله. نعم. كثر الاختلاف في اجاباتكم المنشورة في مجلة الدعوة. كثر ايش؟ كثرت اختلافه في اجابتكم المنشورة في مجلة الدعوة والمرافق نسخة منها. فنرجوا ايضا المقصود من الاجابة. لان السؤال واضح فالسؤال هو انه في نهاية الخطوة الثانية من يوم الجمعة او العيدين يطلب الخطيب من المصلين الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويرد الاية والحديث الدالين على فضل هذا العمل فهل هذا ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ام لا؟ حيث يقول احد طلبة العلم انها بدعة فقد اجاب فضيلتكم حفظه الله ان المشروع ان يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم في اول الخطبة. المصلي يعني خطيب. ان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في اول خطبة بعد الحمد والشهادتين يعني اعلان اعلان الصلاة على النبي الاعلان يكون في اول الخطبة اما انه يصلي على النبي في اثناء الخطبة بينه وبين نفسه هذا لا بأس به انما الاعلام الذي يعلن وهو من جملة الخطبة هذا لا يكون الا في اولها بعد الحمد لله والشهادتين هذي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. اما ختم الخطبة اعلانا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم او يقول صلوا على محمد هذا بدعة نعم ما ورد ان الرسول يفعل هذا في الخطبة ولا خلفاءه فيما نعلم. انما اعلان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في اول الخطبة بعد الحمد لله والشهادتين. اما كونه يصلي هو او يصلي الحاضرون على النبي صلى الله عليه وسلم مناسبة بينه وبين نفسه هذا مشروع ومطلوب. نحن لا ننكر هذا. انما ننكر الاعلان وجعله من جملة الخطبة. نعم. فضيلة الشيخ وفقكم الله. اخذتم حفظكم الله انه لا يصح تلقي العلم من الكتب فهل يجوز تلقيه من اشرطة التسجيل في دروس العلماء؟ من باب اولى اذا كان ما يؤخذ من الكتب آآ لا يؤخذ من الاشرطة من باب اولى لان الكتب يمكنك تراجعها وتقراها مرة ثانية وتأمل فيها لكن الشريط كلام قد يكون فيه خطأ من يكون فيه فهما غير صحيح. اما الكتب في الغالب فهي منضبطة ومحررة اذا كان مؤلفوها ممن عرفوا بالعلم. تكون محررة لكن مع كونها محررة ومتقنة فهمك يختلف انت فهمك يختلف. قد تفهم غلطا وخطأ ما قصدوا اذا كان هذا في الكتاب فهو في من باب اولى. الحاصل انه لا يعتمد على الشريط ولا على الكتاب. اما انه يستفاد من الشريط ويستفاد من الكتاب لكن فائدة لا يعتمد عليها ويحكم بها وانما هذا يؤخذ عن العلماء اما انك تستفيد في نفسك ولا تعتمد على هذا ولا تجعله حكم تصبره على الناس فهذا لا بأس اسمع واقرأ واستفد لكن لا تسوي نفسك عالم فيما بعد تفتي تفتي الناس تجلس للتدريس تحلل وتحرم هذا هو الذي نقصده. نعم. فضيلة الشيخ ما قولكم ما قولكم في من يفكر بعض الحكام بعين بعد ما ماتوا خصوصا انهم كانوا لا يحكمون بما انزل الله ويظلمون وذلك معلوم عنهم فهل يجوز ذلك لا يجوز تكفير المسلمين الا بدليل من الكتاب والسنة. ثم تكفير المعين فيه خلاف ولا تدري ماذا مات عليه حتى لو ثبت انه ارتكب شي من المكفرات ما تدري هو تاب ولا ما تاب فلا تحكم عليه جزما بالكفر. لكن تقول من عمل كذا وكذا من باب فهو كافر اما انك تخصص ناس بدون انك تعلم عن حالتهم عند الوفاة هذا لا يجوز. على كل حال الانسان يحفظ لسانه عن التكفير والتفسيق والتبديع ما كلفه الله بهذا عليه انه يصلح نفسه هو ويتعلم ويدعو الى الله ويؤلف بين القلوب ويجمع الكلمة وينشر المحبة بين المسلمين اما انه ما شغل الا فلان كافر وفلان مبتدع وفلان وفلان هذي مصيبة. نعم. الا انسان الا انسان غر الناس وخلف لهم كتبا فيها ضلال انت تبين الضلال الذي فيه كتب. اما هو لا تحكم عليه ما تدري عنه لكن قل لي كتابه الفلاني فيه كذا وفيه كذا ويجب على المسلمين ان يحذروا من الاغترار بهذا الى اخره فلا بأس اما الاشخاص مالكوا لهم دعهم دعهم الى الله عز وجل. نعم فضيلة الشيخ هل تتحرر الصغيرة بالاصرار عليها؟ وعدم التوبة منها الى كبيرة؟ نعم ذكر العلماء هذا ذكروا ان التهاون بالصغائر يجر الى الكبائر. وربما ان الصغيرة تتعظم اذا تهاون بها الانسان وتكون كبيرة. نعم لو بينتم لنا قول اهل السنة في مرتكبي الاخرة مع ادلتهم. والكلام اللي قلناه وين راح؟ قلنا الكلام قلنا مرتكب بالكبيرة في الاخرة تحت المشيئة ان شاء الله غفر له وان شاء عذبه ومآله الى الجنة بما بعد قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ولقوله صلى الله عليه وسلم ان الله جل وعلا يوم القيامة يقول اخرجوا من ان من في قلبه ادنى ادنى مثقال حبة من خردل من ايمان. قال ابو ذر يا رسول الله وان زنا وان سرق؟ قال وان زنا وان سرق. قال ابو يا رسول الله وان زنى وان سرق؟ قال وان جنى وان سرق. قال يا رسول الله في المرة الثانية وان زنا وان سرق؟ قال وان زنى وان وان رغم انف ابي ذر فصار ابو ذر رضي الله عنه يحدث بهذا الحديث بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول وان رغم انف ابي ذر. نعم. هل يعتبر السنة للمسلمين؟ ام من المؤمنين؟ واذا كانوا من اهل السنة مفاجأة الارجاء ليس كفرا مطلقا الارجاء فيه تفصيل فيه فرق بين ارجاء الجهمية وارجاء غيرهم تفاوت اليس ان يرجع مطلقا يخرج من الاسلام؟ ولكنه على كل حال خطأ خطأ وضلال لكنه لا يخرج من الملة واصحابه مسلمون وان اخطأوا فيه هذه المسألة وان اخطأوا فخطأهم لا يخرجهم من الاسلام. نعم السؤال المسلمين امن المرجانة. هذا سؤال صعب هذا مرجاة اهل السنة يعتبرون من المسلمين اولى اذا كانوا من اهل السنة وهم من المسلمين. ما يكون من اهل السنة الا من هو لكن نقول اخطأوا في هذه المقالة غفر الله هذا خطأ والا هم مسلمون واهل سنة والحمد لله لكن القول هذا خطأ نعم عندما نقول ان الايمان يزيد وينقص. فهل سمعنا بذلك الاكل والفاكهة اما اهل اليقين الذي يجالس الخلق. يعني ما في القلب يزيد وينقص في القلب. هذا هو المقصود. فكل ما عمل الانسان طاعة زاد الايمان في قلبه ويقينه وكل ما عمل معصية نقص الايمان في قلبه ويقينه اما قضية زيادة الثواب زيادة العقاب في المعصية شيء اخر شيء معروف. نعم. فضيلة الشيخ التي يكثر بها المسلم. كثيرة الخصال التي يكفر بها المسلم كثيرة وهي ما تسمى بنواقض الاسلام فاعظمها النواقض العشرة التي ذكرها شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله نواقض الاسلام العشرة هذي اهمها واكثرها وقوعا والا النواقض كثيرة يقول صاحب الاقناع فيما اذكر انها تصل الى قريب من اربع مئة. قولية وفعلية وقلبية وكلامية الى اخره. نعم فضيلة الشيخ كيف انا ابن الصديق مثلا والحديث يحشر للمؤمنين مع من احب وان لم يعمل في عمله ان يكونوا معهد الله عنه وهناك بعمله عباده كن معه في الجنة وان لم يصل الى درجته لكن يكون معه في الجنة. ويكون يحشر مع مع من احب يوم القيامة. ويتفاوت اهل الجنة في منازلهم حسب اعمالهم والايمان يقولون يزيد يزيد بشيئين. الشيء الاول الطاعات وهذا ذكرناه. الشيء الثاني العلم كل ما زاد علم الانسان بكتاب الله وسنة رسوله زاد ايمانه. فالعلم يزيد من الايمان. كل ما تعلم الانسان وتفقه في دين الله. زاد ايمانه لا شك ان الجاهل انه اضعف ايمان من العالم لان العالم يعلم اشياء كثيرة ويعمل بها ويعتقدها اما الجاهل فعنده ايمان مجمل عنده ايمان مجمل فالعالم العامل بعلمه اكمل ايمانا من الجاهل. لهذا يقول الله جل وعلا انما يخشى الله من عباده العلماء ويقول النبي صلى الله عليه وسلم العلماء ورثة الانبياء. هذا الشك ان كل ما علم الانسان من العلم النافع زاد ايمانه به نعم الفاسق من ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب هذا هو الفاسق واما حلق اللحية فهو معصية ومحرم كذلك اسبال الثوب كبيرة اسبال الثوب هذا كبيرة. الذي يفعله فاسق ما في شك لانه كبيرة اما حلق اللحية فانه محرم وتشبه بالكفار ولكنه ليس بكبيرة لكن ربما يكون كبيرة بالاصرار عليه او الاستهزاء باصحاب اللحى هذا يخشى عليه من الردة. اذا استهزأ باللحية وقال الدين ما هو او شعب وهذا الشعر للخروف والشعر الكذا هذا يستهزئ بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم قد يكون كافرا اما مجرد انه يحلقها اتباع لهواه ولم يستهزئ ولم يسخر فهذا يعتبر عاصيا فهذا يصير فعله هذا الى كبيرة لانه اظاف الى حلق اللحية ترك العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم بعدما عرفها. هذا يصيرها كبيرة من هذا الاعتبار. نعم. قال الله تعالى اختلف العلماء في الشرك الاصغر هل يدخل بهذه الاية وانه لا يغفر او انه يغفر كالصغائر كالكبائر التي دون الشرك على قولين. ولكن على كل حال هو لا يقلد في النار حتى لو قيل ان الله يغفر له يعذب بقدره ولكنه لا يخلد في النار وصاحب الشرك الاكبر. يعذب في قدره ولا يخلد في النار كصاحب الشرك الاكبر لانه لم يخرج من الاسلام فله ما للمسلمين نعم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم