هذا من اعظم الجرائم لا وقرن الزنا بالشرك وقتل النفس نعم وجعل جزاء ذلك الخلود في النار الخلود في النار في العذاب المضاعف المهين ما لم يرفع العبد موجب ذلك بالتوبة والايمان والعمل الصالح بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب الداء والدواء. الجواب لمن سأل عن الدواء الشافي للامام ابن القيم الجوزية رحمه الله الدرس التاسع والعشرون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد هذا مصنف رحمه الله تعالى فصل ولما كانت مفسدة الزنا من اعظم المفاسد وهي منافية لمصلحة نظام العالم في حفل الانفاد وحماية الخروج وصيانة الحرمات وتوفي ما يوقع اعظم العداوة والبغضاء بين الناس من افساد كل منهم امرأة صاحبه وبنته واخته وامه وفي ذلك خراب العالم كانت تلي مفسدة القتل في الكبر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. لما فرغ المؤلف رحمه الله من الكلام على مكتبة القتل وسفك الدماء بغير حق دخل الى بيان الجريمة الثانية التي تلي القتل وهي الزنا الزنا جريمة خطيرة جدا ما يترتب عليها من مفاسد عظيمة ولهذا قال سبحانه وتعالى ولا تقربوا الزنا ان كان فاحشة اساءة لا تقربوا انه كان فاحشا وساء سبيلا. ما يترتب عليه من فساد الاعراظ الفساد الاسر اختلاط الانساب انتشار الامراض ومن غضب الله عز وجل وعقابه فيه مفاسد وهو دمار المجتمعات ومن اعظم اسباب الزنا اهمال النساء وتركهن وان حبائل الشيطان فاذا تركنا من غير محافظة عليهن والزام لهن بالحجاب والعفة والبقاء في البيوت حصلت مفاسد الزنا لان الشيطان يزين للناس هذه الجريمة واعوان الشيطان يزينونها للناس باسم حرية المرأة واعطائها حقوقها وما اشبه ذلك من الدعايات الظالة المضلة وكان حق المرأة هو تمكينها من الفساد وهذا عين المحادة لله ولرسوله وعين المكابرة المرأة ما الزمت بالحجاب الا مصلحتها هي مصلحتها هي وهذا حقها حقها على المسلمين ان يصونوها وان يحفظوها لانها امهم واختهم وبنتهم قريبتهم اختهم في الاسلام فلا تضيع سلط عليها اهل الفساد اه هذا امر عظيم النساء في المجتمع اذا لم تضبط بضوابط الشرع صارت فسادا ونقدة عن المجتمع. نعم مم ولهذا قارنها الله سبحانه بها في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم في سننه كما تقدم ولهذا ولهذا قرنها الله سبحانه بها في كتابه. قرنها الله بالقتل جريمة القتل في القرآن الذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون. قرن الزنا مع الشرك ومع القتل بغير حق نعم ولهذا قرنها الله سبحانه بها في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم في سننه كما تقدم. نعم قال الامام احمد ولا اعلم بعد القتل ولا اعلم بعد قتل النفس شيئا اعظم من الزنا نعم. قد اكد سبحانه حومته بقوله والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون. الاية وفيه جناية على الاولاد لان ولد الزنا المسكين ولد الزنا هذا يعيش الذلة والهوان انه لا اب له ولا نسب له ويصبح بين الناس محل تنقص ويصبح هو حتى لو انه ما رأى من الناس تنقصا هو في نفسه يعتبر نفسه ناقصا ومهانا لا ينتسب الى اب لا ينتسب الى قبيلة لا يعرف له نسب. فيكون يجني على هذا المسكين هذه النطفة التي وضعها في غير محلها الا من تاب وامن وعمل صالحا ثلاثتموه تاب يعني ترك الزنا ترك الشرك بالله اولا وترك القتل بغير حق وترك الزنا. اما اذا اذا استغفر بلسانه وتاب بلسانه ولم يترك الذنب فمن غض بصره عن محاسن امرأة او امرد لله اغث الله قلبه حلاوة العبادة الى يوم القيامة. هذا معنى الحديث بل من فوائد غض البصر ان الله ينور القلب يصبح في قلبه نور وزكاة يزكيه هذا ليس بتائب. والثانية عمل امنوا اه الا من الا من تاب وامن الايمان بالله عز وجل بان يلتزم خصال الايمان واصول الايمان وعمل صالحا اجعل بدال السيئات حسنات يصلح الاعمال التي كانت فاسدة. اما مجرد التوبة باللسان من غير هذه الامور فهي توبة لا صحة لها نعم ما لم يرفع العبد موجب ذلك بالتوبة والايمان والعمل الصالح وقد قال تعالى ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا نعم. فاخبر عن فحشه؟ لا تقربوا الزنا يعني لا تتعاطوا اسبابه الموصلة اليه. لا تتعاطوا الاسباب التي توصل الى الزنا. من النظر المحرم والسفر للمرأة وحدها بدون محرم اختلاطها بالرجال واشد ذلك من تبرجها وظهورها متزينة ومتعطرة متجملة سافرة كاشفة لساقيها وعضديها ونحرها فما عليه نساء الكفرة نعم فاخبر عن فحشه في نفسه وهو القبيح الذي قد تناهى قبحه حتى استقر فحشه في العقول حتى عند كثير من الحيوانات كما ذكر البخاري في صحيحه عن عمر ابن ميمون الاودي قال رأيت في الجاهلية قيدا زنا بقردة فاجتمع القرود عليهما فرجموهما حتى ماتا نعم ثم اخبر عن غايته بانه ساء سبيلا فانه سبيل هلكة وبوال وافتقار في الدنيا وسبيل عذاب في الاخرة وخزي ونكال ولما كان نكاح ازواج الاباء من اقبحه خصه بمزيد ذم فقال انه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا وعلق سبحانه فلاح العبد على حفظ فرجه منه. فلا سبيل له الى الفلاح بدونه فقال قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون. الى قوله فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون نعم قد يفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون الى قوله والذين هم في فروجهم حافظون الا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون والذين في اموالهم حق معلوم للسائل والمحروم والذين يصدقون بيوم الدين الذين هم من عذاب ربهم يشفقون ان عذاب ربهم غير مأمون والذين هم لفروجهم الا على ازواجهم او ما ملكوا كيدهم فربط الفلاح وترك الزنا. فدل على ان من لم يترك الزنا فانه خاسر نعم مم وهذا يتضمن ثلاثة امور من لم يحفظ فرجه لم يكن من المفلحين وانه من الملومين ومن العادين نعم ففاته المفلحين يعني يكون خاسر وانه ملوم عند الله وعند القه وانه عادي يعني متعد الحلال الى الحرام نعم ففاته الفلاح واستحق اسم العدوان فوقع في اللوم فمقاساة الم الشهوة ومعاناتها ايسر من بعض ذلك ونظير هذا انه ذم الانسان وانه خلق هلوعا لا يصبر على شر ولا خير بل اذا مسه الخير من منع وبخل بل اذا مسه الخير منع وبخل. بخيل. احسن الله اليك بل اذا مسه الخير منع وبخل واذا مسه الشر جزع الا من استثنى بعد ذلك من الناجين من خلقه فذكر منهم الذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير الو مين؟ فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون وامر الله تعالى نبيه ان يأمر المؤمنين بغض ابصارهم وحفظ فروجهم. وان يعلمهم انه مشاهد لاعمالهم مطلع عليها. يعلم خائنة اعيني وما تخفي الصدور ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الامر بغظه مقدما على حفظ الفرج فان كل الحوادث مبدأها من النظر. كما ان معظم النار مبدأها من مستصفر الشغف تكون نظرة ثم تكون خطرة ثم خطوة ثم خطيئة ولهذا قيل من حفظ هذه الاربعة احرز دينه اللحظات والخطرات واللفظات والخطوات فينبغي للعبد ان يكون بواب نفسه على هذه الابواب الاربعة ويلازم الرباط على ثغورها. فمنها يدخل عليه العدو فيجوس خلال الديار. ويتبع ما على تتبيرا فصل واكثر ما تدخل المعاصي على العبد من هذه الابواب الاربعة. فنذكر في كل واحد منها فصلا يليق به فاما اللحظات فهي رائد الشهوة ورسولها وحفظها اصل حفظ الثلج فمن اطلق نظره اورد نفسه وغرد الهلاك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يا علي لا تتبع النظرة النظرة فان ملك الاولى وليست لك الثانية وفي المسند عنه صلى الله عليه الاولى اللي من غير قصد الفجأة نظر الفجأة انت ما قصدت ولكن وقع نظرك على امرأة هذه فجأة يعفى عنها لكن اذا قصدت واعدت النظر هنا تؤاخذ نعم وفي المسند عنه صلى الله عليه وسلم النظرة سهم مسموم من سهام ابليس فمن غض بصره عن محاسن امرأة او امرد لله اغث الله قلبه حلاوة العبادة الى يوم القيامة. فمن تهلاي لي فمن غض بصره عن محاسن امرأة او امرض لله. وامر داء نعم وقال غضوا ابصاركم واحفظوا فروجكم وقال اياكم والجلوس على الطرقات. قالوا يا رسول الله مجالسنا ما لنا بد منها قال فان كنتم لابد فاعلين فاعطوا الطريق حقه. قالوا وما حقه؟ قال غض البصر وكف الاذى وغض السلام نعم. والنظر اصل عامة الحوادث التي تصيب الانسان فان النظرة تولد الخطرة ثم تورد الخطرة فكرة ثم تولد الفكرة شهوة ثم تولد الشهوة ارادة ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة فيقع الفعل ولابد ما لم يمنع منه مانع وفي هذا قيل الصبو على غض البصر ايسر من الصبي على الم ما بعده ولهذا قال الشاعر كل الحوادث مبدأها من النظر ومعظم ومعظم النار من مستصغر الشرع كم نظرة بلغت في قلب صاحبها كمبلغ السهم بين القوس والوتر والعبد ما دام ذا طرف يقلبه في اعين العين موقوف على الخطأ يسر مقلته ما ضر مهجته. لا مرحبا بسوء عاد بالضرر لا ومن افاته انه يورث الحسرات والزفرات والحرقات فيرى العبد ما ليس قادرا عليه ولا صابرا عنه نعم وهذه ايضا هذه مصيبة ايضا لان تنظر شي ما هو بحاكم لك ويصبح لنفسك حسرة عليه ولو انك غضبت بصرك ما تعلق قلبك به ولا حصل منك تأسف عليه. نعم وهذا من اعظم العذاب ان ترى ما لا صبغ لك عنه ولا عن بعضه ولا قدرة لك عليه قال الشاعر وكنت متى ارسلت طرفك رائدا بقلبك يوما اتعبت اتعبتك المناظر رأيت الذي لا كله انت قادر عليه ولا عن بعضه انت صابر مصيبة يتعلق قلبه بالمرء يفكر فيه ولا هو بحاصل فيصبح فيه حسرة لو انه غض بصره استراح نعم وهذا البيت يحتاج الى شرح ومغاده انك ترى ما لا تصبر عن شيء منه ولا تقدر عليه فان قوله لا كله انت قادر عليه نفي لقدرته على الكل الذي لا ينتفي الا بنفي القدرة عن كل واحد وكم من موسم لحظاته فما اقلعت الا وهو يتشحط بينهن قتيلا كما قيل يا ناظرا ما اقلعت لحظاته حتى تشحط بينهن قتيلا ولي من ابيات من السلامة فاغتدت فاغتدت لحظاته وقفا ولي من ابيات مل السلامة فارتدت لحظاته. وقفا على طلل يظن جميلا ما زال يتبع اثره لحظاته حتى تشحط بينهن قتيلا نعم. ومن العجب ان لحظة الناظر سهم لا يصل الى المنظور اليه. حتى يتبوأ مكانه من قلب ناضل ولي من قصيدة يا راميا بسهام اللحظ مجتهدا. انت القتيل بما تروي فلا تصبي وباعث الطرف يرتاد الشفاء له احبس رسولك لا يأتيك بالعطب نعم النظرة اول ما تصيب القلب وسهم مسموم يصيب بسمه قلب الناظر فيورث فيه يورث فيه شرا وفتنة. نعم واعجب من ذلك ان النظرة تجرح القلب جرحا. فيتبعها جرح على جرح ثم لا يمنعه الم الجراحة من استدعاء تكرارها ولي ايضا في هذا المعنى ما زلت تتبع نظرة في نظرة في اثر كل مليحة ومليح وتظن ذلك وتظن ذاك دواء جرحك وهو في التحقيق تجريح على تجريح فذبحت طرفك باللحاظ وبالبكاء. فالقلب منك ذبيح اي ذبيح وقد قيل ان حبس اللحظات ايسر من دوام الحسرات فصل واما الخطوات فشأنها اصعب فانها مبدأ الخير والشر. تفكير عن التفكير تفكير في الامور المحرمة نعم ومنها تتولد الارادات والهمم والعزائم فمن راعى خطواته ملك زمام نفسه وقهر هواه ومن غلبته خطراته فهواه ونفسه له اغلب ومن استهان بالخطرات قادته قهرا الى الهلكات ولا تزال الخطوات تتردد على القلب حتى تصير منى باطلة كسواب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب واخس الناس همة واوضعهم نفسا ما رضي من الحقائق بالاماني الكاذبة واستجلبها لنفسه وتحلى بها وهي العمر والله رؤوس اموال المفلسين ومتاجر ومتاجر البطالين وهي قوت النفس الفارغة التي قد قنعت من الوسط بزورة الخيال ومن الحقائق بكواذب الامال كما قال الشاعر سقتنا بها سعدة على ظمأ بغداد بعدا احسن الله التقتنا بها سعدى على ظمأ بغدى منى انتكوا حقا. سقطنا والله لو اماني من سعدا لواء على الظمأ سقتنا بها سعدا على ظمأ بردى. يعني ماء بارد نعم التقتنا بها سعدى على ظمأ بغداد منى ان تك حقا تكن احسن المنى. والا فقد عشنا بها زمن الرغد هم وهي اضر شيء على الانسان وتتولد من العجز والكسل وتولد التفريط والاضاعة والحسرة والندامة والمتمني لما فاته مباشرة الحقيقة والمتمني لما فاته مباشرة الحقيقة بحسه نحت صورتها في قلبه وعانقها وضمها اليه وقنع بوصال صورة وهمية خيالية صورها فكره وذلك لا يجدي عليه شيئا. وانما مثله مثل الجائع والظمآن. يصور في وهمه صورة الطعام والشراب وهو لا يأكل ولا يشرب والسكون منه الى ذلك واستجلابه يدل على خساسة النفس ووضاعتها وانما شرف النفس وزكاؤها وطهارتها وعلوها بان ينفي عنها كل خطرة لا حقيقة لها ولا يرضى ان يخسرها بباله ويأنف لنفسه منها ثم الخطرات بعد بعد اقسام تدور على اربعة اصول قطرات يستجلب بها العبد منافع دنياه وخطرات يستدفع مظار دنياه وخطرات يستجلب بها مصالح اخرته وخطرات يستدفع بها مظار اخرته فليحصر العبد خطراته وافكاره وهمومه في هذه الاقسام الاربعة فاذا ان حصلت له فيها فما امكن اجتماعه منها لم يتركه لغيره واذا تزاحمت عليه الخطرات يتزاحم متعلقاتها قدم الاهم فالاهم الذي يخشى فوته واخر الذي ليس باهم ولا يخاف فوته بقي قسمان اخران احدهما مهم لا يفوت والثاني غير مهم ولكنه يفوت ففي كل منهما ما يدعو الى تقديمه فهنا يقع التردد والحيرة فيه فان قدم الاهم خشية فوات ما دونه وان قدم ما دونه فاته الاشتغال به عن المهم وذلك بان يعرض له امران لا يمكن الجمع بينهما ولا يحصل احدهما الا بتفويت الاخر. فهو موضع استعمال العقل والفقه والمعرفة ومن ها هنا ارتفع من ارتفع ونجح من نجح وخاب من خاب فاكثر ما ترى ممن يعظم عقله ومعرفته يؤثر غير المهم الذي لا يفوت على المهم الذي يفوت ولا تجد احدا يسلم من ذلك ولكن مستقل ومستكثر والتحكيم في هذا الباب للقاعدة الكبرى التي يكون عليها مدار الشرع والقدر واليها يرجع الخلق والامر وهي ايثار اكبر المصلحتين واعلاهما وان فاتت المصلحة التي هي دونها والدخول في ادنى المفسدتين لدفع ما هو اكبر منها فيفوت مصلحة لتحصيل ما هو اكبر منها ويرتكب مفسدة لدفع ما هو اعظم منها فخطوات العاقل وفكره لا لا تتجاوز ذلك وبذلك جاءت الشرائع ومصالح الدنيا والاخرة لا تقوم الا على ذلك واعلى الفكر واجلها ما كان لله والدار الاخرة فما كان لله فهو انواع الاول الفكر في اياته المنزلة وتعلقها وفهمها وفهم مرادها منها وفيه من مراده منها ولذلك انزلها الله تعالى لا لمجرد تلاوتها وللتلاوة وسيلة قال بعض السلف انزل القرآن ليعمل به فاتخذوا تلاوته عملا. اتخذوا قال بعض السلف انزل انزل القرآن ليعمل به فاتخذوا تلاوته عملا. اي نعم. بعض الناس ما له شغل ما له هم الا بتحسين التلاوة والتجويد لكن ما ما يهتم بالمعنى معنى الاية ومعنى الايات ما يهتم بهذا همه بالتلاوة فقط قعد مع الوسيلة ترك الغاية نعم الثاني الفكرة في اياته المشهودة والاعتبار بها والاستدلال بها على اسمائه وصفاته وحكمته واحسانه وبره وجوده. وقد حث الله سبحانه عباده على التفكر في اياتها في اياته وتدبرها وتعقلها. وذم الغافل عن ذلك الثالث الفكرة في آلائه واحسانه وانعامه على خلقه باصناف النعم وسعة مغفرته ورحمته وحلمه. وهذه الانواع الثلاثة تستوجب للقلب معرفة الله ومحبته وخوفه ورجاه ودوام الفكرة في ذلك مع الذكر. يصبغ للقلب المعرفة والمحبة صبغة تامة وشغله بما يناسب حال صاحبه حيث لم يستطع ان يشغله بالخواطر السفلية فكيف بالعلوية فشغله بارادته بارادة التجريد والفراغ من الارادة التي لا صلاح للعبد ولا فلاح الا بان تكون هي المستولية على قلبه. وهي الرابع الفكرة في عيوب النفس وافاتها وفي عيوب العمل وهذه الفكرة عظيمة النفع وهذا باب لكل خير وتأثيرها في كسب النفس الامارة بالسوء. ومتى كسرت عاشت النفس مطمئنة وانتعشت وصار الحكم لها فحيا القلب ودارت كلمته في مملكته وبث امراءه وجنوده في مصالحه الخامس الفكرة في واجب الوقت ووظيفته وجمع الهم كله عليه فالعارف ابن وقته فان اضاعه ضاعت عليه مصالحه كلها فجميع المصالح انما تنشأ من الوقت فمتى اضاع الوقت فلم يستدركه ابدا قال الشافعي رضي الله عنه صحبت الصوفية فلم استفد منهم سوى حرفين احدهما قولهم الوقت السيف فان لم تقطعه قطعك وذكر الكلمة الاخرى ونفسك ان شغلتها بالحق والا والا شغلتك بالباطل فوقت الانسان هو عمره في الحقيقة. وهو مادة حياته الابدية في النعيم المقيم ومادة المعيشة الضنك ومادة المعيشة الضنك في العذاب الاليم وهو يمر اسرع من من مر السحاب فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره وغير ذلك ليس محسوبا من حياته. وان عاش فيه طويلا فهو يعيش عيش البهائم فاذا قطع وقته في الغفلة والشهوة والاماني الباطلة وكان خير ما قطعه بالنوم والبطالة فموت هذا خير له من حياته واذا كان العبد وهو في الصلاة ليس له في صلاته الا ما عقل منها فليس له من عمره الا ما كان فيه بالله وله وما عدا هذه الاقسام من الخطرات والفكر. فان فاما وساوس فاما وساوس شيطانية. واما اماني باطلة وخدع كاذبة بمنزلة خواطر المصابين في عقولهم من السكارى والحشاشين والموسوسين ولسان حال هؤلاء يقول عند انكشاف الحقائق ان كان منزلتي في الحب عندكم ما قد لقيته فقد ضيعت ايامي امنية امنية ظفرت نفسي بها زمنا واليوم احسبها اظغاث احلامي هذا الله امنية ظفرت ظفرت نفسي بها زمنا. واليوم احسبها اظغاث احلامي واعلم ان ورود الخاطئ لا يضر وانما يضر استدعاؤه ومحادثته فالخاطب كالمال على الطريق فان لم تستدعه وتتركه. مضى وانصرف عنك وان استدعيته سحرك بحديثه وخدعه وغروره. وهو اخف شيء على النفس الفارغة الباطلة واثقل شيء على القلب والنفس الشريفة السماوية المطمئنة وقد ركب الله سبحانه في الانسان نفسين نفسا امارة ونفسا مطمئنة. وهما متعاديتان. وكل ما خف على هذه ثقل على هذه وكل ما التدت به هذه تألمت به الاخرى فليس على النفس الامارة اشق من العمل لله واساءه على هواها وليس لها انفع منه وكذا ليس على النفس المطمئنة اشق من العمل لغير الله واجابة داعي الهوى وليس عليها شيء اضر منه والملك مع هذه عن يمين القلب والشيطان مع تلك عن ميسرة القلب. احسن الله اليكم والملك مع هذه عن يمين القلب والشيطان مع تلك عن ميسرة القلب والحروب مستمرة لا تضع اوزارها الا ان تستوفي اجلها من الدنيا والباطل كله يتحيز مع الشيطان والنفس الامارة والحق كله يتحيز مع الملك والنفس المطمئنة والحرب دول وسجال والنصر مع الصبر ومن صبر صابر ورابط واتقى الله فله العاقبة في الدنيا والاخرة وقد حكم الله تعالى حكما لا يبدل ابدا. ان العاقبة للتقوى والعاقبة للمتقين فالقلب لوح فارغ والخواطر نقوش تنقش فيه. فكيف يليق بالعاقل ان تكون نقوش لوحه ما بين كذب وغرور وخدع وعملية باطلة والسواب لا حقيقة له فاي حكمة وعلم وهدى ينقش مع هذه النقوش واذا اراد ان ينطش ذلك في لوح قلبه كان بمنزلة كتابة العلم النافع في محل مشغول بكتابة ما لا منفعة فيه فان لم يفرغ القلب من الخواطر الردية. لم تستقر فيه الخواطر النافعة فانها لا تستقر الا في محل كما قيل اتاني هواها قبل ان اعف الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكن. ولهذا بنى كثير من ارباب السلوك سلوكهم على حفظ الخواطر والا يمكنوا خاطب ان يدخل قلوبهم حتى تصير القلوب فارغة قابلة للكشف وظهور حقائق العلويات فيها وهؤلاء حفظوا حفظوا شيئا وغابت عنهم اشياء فانهم اخلو القلوب من ان يطرقها خاطره. فبقيت فارغة لا شيء فيها فصادفها الشيطان خالية فبدر فيها الباطل في قوالب اوهمهم انها اعلى الاشياء واشرفها وعوضهم بها عن الخواطر التي هي مادة العلم والهدى واذا خلا القلب عن هذه الخواطر جاء الشيطان فوجد المحل خاليا ارادة مراد الله الديني الامري الذي يحبه ويرضاه وشغل القلب واهتمامه بمعرفته على التفصيل والقيام به وتنفيذه في الخلق والتطرق الى ذلك. والتوصل اليه بالدخول في الخلق لتنفيذه فيضلهم الشيطان عن ذلك بان دعاهم الى تركه وتعطيله من باب الزهد في خواطر الدنيا واسبابها واوهمهم ان كمالهم في ذلك التجويد والفراغ. وهيهات هيهات انما الكمال في انما الكمال في امتلاء القلب والسر من الخواطر والايرادات والفكر في تحصيل مرض الرب تعالى من العبد ومن الناس والفكر في طرق ذلك للتوصل اليه فاكثرهم خواطر وفكرا فاكثرهم خواطر وفكرا وارادات لذلك كما ان انقص الناس اكثرهم خواطر وفكرا وايرادات لحضوره وهواهي وهواه اين كانت والله المستعان وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كانت تتزاحم عليه الخواطر في مرضاة الرب تعالى فربما استعملها في صلاته فكان يجهز جيشه وهو في صلاته فيكون قد جمع بين الصلاة والجهاد وهذا من باب تداخل العبادات في العبادة الواحدة وهو باب عزيز شريف لا يدخل منه الا صادق الا صادق حاذق القلب متضلع من العلم عالي الهمة بحيث يدخل في عبادته فيظفر فيها بعبادات شتى وذلك فضل الله يؤتيهم من يشاء من باب والشر والجهاد لا يفكر يفكر بالعبادة ويصلي اللي يصلي منهيا عن التفكيرات الا اذا كان يفكر في شيء من العبادة فهذا الطاعة طاعة في طاعة نعم فصل واما اللفظات يكفي الله تعالى