وهذا الخبر حينما تناوله ابن رجب الحنبلي في شخص قال قد ذهب اكثر العلماء الى هذه الاحاديث وقالوا ان الجنب اذا اراد النوم غسل فذكره وتوضأ طبعا هذا من السنن من السنن بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال الامام البخاري حدثنا عبد الله بن يوسف وهو عبد الله بن يوسف التنيسي المتوفى عام ثمان عشرة ومائتين وهو احد الثقات الاسباب في الرواية عن الامام مالك قال اخبرنا مالك وهو الامام الكبير مالك ابن انس تحمل الكتب العظيمة التي اندفع منها اهل العلم مشرقا ومغربا وصاحب المقولات النفيسة وصاحب الموطأ الذي ما خلا بيت منه فالبيوت الخيرة تسعى لتحصيل هذا الكتاب وهذا الكتاب في القديم والحديث كان مدرس الناس فهو كتاب نافع وفيه علم عظيم وقد انتفع به الناس مشرقا ومغربا وهذا الكتاب من الكتب التي كثر كثر من خدمها وكثر الذين انتفعوا بهم وبحمد الله تعالى الان طلابنا الذين في مواطن بعيدة ينتفعون من هذا الكتاب وينهلون مما فيه فاذا هذا الحديث من رواية الامام مالك يرحمه الله تعالى والامام مالك قال فيها الخبر عن عبد الله ابن دينار وهو عبد الله ابن دينار العدوي ابو عبدالرحمن المدني مولى ابن عمر روى عن ابن عمر وانس وسليمان ابن يسار ونافع القرشي مولى ابن عمر وابي صالح السمان وغيرهم وعنه ابنه عبدالرحمن والامام مالك وسليمان ابن بلال وشعبة وقصمان ابن سليم وعبدالعزيز ابن ماجي شلون وعبدالعزيز بن مسلم القسملي والسفيان وجماعة وقد وثقه الامام المبجل احمد بن حنبل ووثقه يحيى ابن معين وابو زرعة وابو حاتم ومحمد ابن سعد والنسائي وقال فيه الامام احمد مع التوفيق بانه مستقيم الحديث. وزاد ابن سعد قوله عنه بعد التوثيق كثير الحديث وقد توفي سنة سبع وعشرين ومئة كذا قال عمرو ابن علي في تاريخ وفاته. وقد وثقه العجلي وقال الليث عن ربيعة حدثني عبد الله ابن دينار وكان من صالحي تابعين صدوقا دينا وذكره ابن حبان في الثيقات وقال الثاني سئل عنه احمد فقال ما فاكبر وهو ثبت في نفسه ولكن نافع اقوى منه فهو نافع اقوى منه لكن هو ثقة وهو ثم وهنا مالك يرويه عن عبد الله ابن دينار عن عبد الله ابن عمر انه قال ذكر عمر ابن الخطاب وانظر الى رواية الابناء حينما ينقلون عن ابائهم علما كبيرا. فاهتمام الابناء بعلم ابائهم دلالة البر. ودلالة حسن تربية الاباء الابناء فيقول ابن عمر ذكر عمر ابن الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم انه تصيبه الجنابة من الليل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ واغسل ذكرك ثم نام انتبه للعبارة توضأ واغسل ذكرك ثم نم وقبل هذا الشيء ما دام ان الخبر في الموطأ فهو خبر في الموطأ والموطأ خدم خدمات عديدة منها خدمة مصطفى الاعظمي نسأل الله ان يبارك في عمله وجميع اعماله وان يتوفانا واياهم على الطاعة فهذا برقم تسع واربعين وهي في عناية الاعظم ورقم واحد واربعين قال مالك عن عبد الله ابن دينار عن عبد الله ابن عمر انه قال ذكر عمر ابن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انه تصيبه جنابة من الليل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ واغسل ذكرك ثم نام ثم قال في التخريج اخرجها ابو مصعب الزهري برقم ثلاثين ومئة في الوضوء والحدثان اللي هو سويد بن سعيد الحدثاني ثلاثة وخمسين في الطهارة والشيباني خمسة وخمسين في الصلاة وابن حنبل خمسة الاف وثلاث مئة واربعة عشرة في ميم يعني طبعا الاخرى الجزء الثاني صفحة اربعة وستين طبعة الميمنية عن طريق عبد الرحمن والبخاري تسعين ومئتين في الغسل من طريق عبد الله ابن يوسف ومسلم في الحيض خمسة وعشرين من طريق يحيى ابن يحيى طبعا يحيى ابن يحيى النيسابوري وليس الليثي ومسلم يروي عن نيسابور وليس عليه شيء. والنتائج تسير بمئتين في الطهارة عن طريق قتيبة وابو داوود. طبعا وابو داوود احدى وعشرين ومئتين في الطهارة عن طريق عبد الله ابن مسلمة وابن حبان الف ومئتين وثلاثة عشرة في ميم اربعة من دقيق الفضل ابن الحباب عن القاعدي ثمانين ومئتين كله عن مالك طبعا فاته ان يذكر الشافعي فالشافعي يرويه عنه القديمة قد ذكره وقد ذكر هذا الحديث البيهقي في كتاب معرفة السنن والاثر طبعا هنا قوله صلى الله عليه وسلم توضأ وقت الذكاء ثم نم الواو للجمع وليس في الترتيب اي تجمع بين غسل ذكرك والوضوء ومعلوم ان غسل الذكر يكون اولا وقبلها قبل الشرح لابد ان اقول شيء ان هذا الخبر يرويه الامام مالك هنا عن عبد الله ابن دينار عن عبد الله ابن عمر وللامام مالك رواية خارج الموطأ من روايته عن نافع عن ابن عمر فصحت رواية مالك عن عبد الله ابن عن عن ابن عمر وعن نافع عن ابن عمر ولذلك هذا خبر ساقه الدارقطني في غرائبه فالخبر صحيح. لمالك من الطريقين لكنها باعتبار غير موجود عند اصحاب الموطأات الا من رواية عبدالله بن دينار. ولذلك هذا الجمع جمع الاعظم حينما يجمع المرويات هكذا فيه فائدة على هذا الامر طبعا هناك بحث يبحث في صحيح البخاري يقول بسبب اختلاف الروايات. طبعا بعض الرواة عن عن البخاري بعضهم وضع نافع بدل عبدالله بن عمر بسبب اختلاف المغويات في هذا الخبر المحص طبعا لما قلنا في قوله صلى الله عليه وسلم توظأ وقتا ذكرك ثم نم قلنا بان الواو للجمع وليس في الترتيب اي تجمع بين غسل الذكر والوضوء وقلنا بانه معلوم ان غسل الذكر يكون اولا. لماذا؟ لان المحفوظ من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته انه كان يستنجي ثم يتوضأ وما حفظ عنه في حديث صحيح انه قدم الوضوء على الاستنجاء ولكن نحن نقول بان الاخبار الصحيحة ننتفع منها منافع متعددة وهذا منها اننا نشرح فيها على الصواب التي ذهبت عند الكثيرين ان الانسان يقصد ذكره اذا اراد ان ينام. وايضا ان الانسان يغسل ذكره ويتوضأ اذا اراد ان يأكل او يشرب وممن امر بغسل الذكر والنوم من اراد ان ينام وامر بذلك علي وابن عمر وعائشة وشداد ابن اوس وابو سعيد الصدري المرأة كالرجل في هذا وابن عباس وهو قول الحسن وعطاء وابن المبارك ومالك والشافعي واحمد واسحاق وغير هؤلاء من العلماء وكرهوا تركه مع القدرة ومنهم من قال هو واجب ويأثم بترك وهو رواية عن مالك واختارها ابن حبيب من اصحابه وهو قول طائفة من اهل الظاهر طبعا ابن حزم مدحناه لانه قد خالف اهل الظاهر واتبع الحديث ولم يقل بالوجوب بل قال بالاستحباب. ومنهم من يرى انه للاباحة وليس ندب من الراجح انه للندم ونقل عن الامام احمد في الجنب ينام من غير ان يتوضأ قال هل ترى عليه شيء؟ قال فلم يعجبه قال يستغفر الله. وهذا يشعر بانه ذنب يستغفر له منه او لانه ترك الاولى فيستغفر الله لتركه الاولى لان من ترك حديثا صحيحا عن رسول الله فهو على خطر ونص على انه يتوضأ وضوءه للصلاة كاملا واحتج بحديث عائشة توضأ وضوءه توضأ وضوءه للصلاة وروي عن ابن عمر انه كان يتوضأ وضوءه للصلاة سوى غسل رجليه وروي عنه انه كان يغسل يديه ووجهه وعن سفيان الثوري الرواية انه يغسل الكفين ثم ينام وحتى ابن عبد البر عن طائفة من العلماء انهم حملوا الوضوء عند النوم للجنب على غسل الاذى والفرج وغسل اليدين طبعا هذا بعيد. هذا مرفوض لانه ترده في رواية توضأ وضوءه للصلاة اي وضوءا كاملا وروي عن عائشة انه يتوضأ ويتيمم قال ابن ابي شيبة حدثنا عثمان ابن علي عن هشام عن ابيه عن عائشة فالرجل تصيبه جنابة من الليل فيريد ان ينام من قال يتوضأ او يتيمم نعم فاذا هنا تتوضأ وضوءك قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر توضأ ثم نم المقصود به الوضوء الكامل والمراد بذلك ايضا غسل الذكر من النجاة يعني من الاذى الذي اصابه ليخف الحدث. ولاجل ان ينام على عبادة ولاجل الا يفرط في عبادة قوله ثم نام اصله نام. لانه من ينام فحذفت الالف التقاء الساكنين لان اخر الامر مجزوم كما هو معروف وفي قوله وقت ذكرت دل على مشروعية الغسل حتى ان بعض الاطباء يعد هذا من المحاسن من الماحض طبية لانه لا يؤمن اذا تأخر المني في الموضع ان تتولد منه بعض الجراثيم وقد ينشأ منه بعض الامراض ولانه لا يبث عن عضو ربما حصل منه بعض الضرر ولذلك كان من هديه صلى الله عليه وسلم انه يغسل فرجه وهنا توضأ غسل ذكرك ثم نم مصروف عن ظاهره الدال على الوجوب كما قلنا الى الاستحباب وقد يأتينا سائل يقول ما الصغار؟ فنقول الصرف له ما ثبت في حديث عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما عند اصحاب السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما قمت بالوضوء اذا قمت الى الصلاة وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل ينام اينام احدنا وهو جن؟ قال نعم ويتوضأ ان شاء. فعلقه على المشيئة. فدل الحديث ان على ان الامر للاستحباب لا يوجد اذا هذه سنة من السنة النبوية وفيها فائدة فيما يتعلق بالصحة فعلى الانسان ان لا يقفل هذا الباب من ابواب الدين وانا من خلال يعني مجالستي مع اخواني طلاب العلم ولا سيما من يتزوج من الذين يفترون ممن يجلسون في مجالسنا نوصيهم بوصايا مما نوصيهم به الاستعجال بالغسل وعدم ترك الاذى وان الانسان لا اكثر من مرة في غسل واحد حتى لا تجتمع الجراثيم وحتى لا تحصل التهابات ولا تحصل فطريات. وايضا حتى لا يبقى الانسان غافلا طويلا عن محله فاذا كان الانسان صاحب همة وصاحب ترعى في دفع الجنابة عنه فهو يكون اقرب لان ينتفع من قراءته وذكره والفاظه ومسه للمصحف وكذلك فعله للخيرات وربما يلجئ الانسان بصلاة جنازة او نحوها او ما اشبه ذلك ثم اذا اعتاد الانسان على هذا اعتاد على الهمة والنشاط واذا بدأ ينام وهو على جنابة او يؤخر الجنابة او يبقى حتى وقت او يذهب ثم يعود على هذه الجنابة هذا الامر قد يولد عند الانسان كسلا وعجزا والانسان نعم نفسه مطيته كما قال عمر بن عبد العزيز لكن ينبغي على الانسان ان يجعل مطيته ترتاب على الطاعة وتعتار وترتاض على النشاط وترتاض على المسارعة في فعل الخيرات فنحن لا ندري متى تأتينا الوفاة ولا نأتي متى يأتينا الاجل فاذا هذا الخبر من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهديه كله منفعة لنا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على